رواية حكايات سنفورة الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم روان رمضان
رواية حكايات سنفورة الجزء الرابع والثلاثون
رواية حكايات سنفورة البارت الرابع والثلاثون
رواية حكايات سنفورة الحلقة الرابعة عشر
لو أبصر العبد ما خفي من لطف ربه، لحمده علي البلاء كما يحمده علي العافية فالحمد لله”🩵🌸
_____________________
“روان مش موجوده…. دورت عليها فى البيت كله ملقتهاش” تحدثت ياسمين بتوتر وعلى وجهها علامات القلق،
“دورى كويس يا ياسمين هتروح فين يعني” اردف زين يحاول أن يطمئنهم ومن داخله شعر بالقلق هو الاخر
دلفت والدتها وعمر يبحثون عنها ولكن لم يجدوها
“هتكون راحت فين، هي عمرها ما راحت مكان من غير ما تبلغني” جلست والدتها على المقعد وقد دب القلق فى قلبها، قام عمر بإلاتصال عليها عده مرات ولكن كان الهاتف غير متاح
“وبعدين برن عليها تلفونها مغلق..”
“أهدوا ياجماعه، يمكن نزلت تجيب حاجه وجايه… نستنى شويه لحد ما تيجي” تفوهت ياسمين محاوله طمأنتهم
“لأ.. انا قلبي بيقولى إنه بنتي فيها حاجه” بدأت والداتها فى النحيب مما ذاد قلقهم أكثر، هب زين واقفا وهو يردف
“انا هنزل ادور عليها…”
“وانا كمان هنزل ادور عليها” أجابه عمر هو الاخر وهو يلحق به بينما جلست ياسمين جوار والدتها وهى تحاول مواساتها
“أهدي يامرات عمي.. صدقيني مش هيكون فيها غير كل خير، أحنا نقعد ندعيلها….” أنتهت كلماتها وهى ثم جلبت المصحف وفتحته على سوره بالبقره وهى تقرأها بنيه أن تعود رفقيتها بخير
بينما أخذ كلا من زين وعمر يبحثون عنها فى كل مكان وكل واحد اخذ جهه معينه يبحث عنها، حتى مر ساعتان ولم يجدوها ومازال هاتفها غير متاح
تنهد زين وهو لا يعلم أين هي وذاذ قلقه عليها
أخذ يردد”ياحي ياقيوم برحمتك استغيث اصلح لى شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفه عين”
فكان الرسول ﷺ إن ضاقت دنياه يُردّد ، يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كلّه ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين”
يقول الله سبحانه وتعالى”اذكروني اذكركم”
أخذ زين يسبح الله وهو يحاول تهدئه ذاته، يدعو الله أن يحفظها، امسك هاتفه ثم حادث أخته ولكن أخبرته بأنها لم تعد بعد، وهذا ما أخبره به عمر أيضا
تنهد بحزن وهو لا يعلم ماذا يفعل، إلى أن وجد مسجد جواره.. هنا فقط علم ماذا يفعل
دخل المسجد ثم توضأ وصلى ركعتين، ظل يدعو الله لها
أخذ يستودعها عند الله، إنتهى حتى وجد رجلا عجوز يتحدث.. إقترب منه لعلى حديثه يريح قلبه
“ربنا من حبه ليك كل شويه يقربك منه، يحط فى طريقك مرض مره، و ياخد منك حاجه مشغول بيها عنه مره، يسمعك آيه تقشعر منها و تحس إنها ليك، يبعد عنك شخص كان قريب منك فتعرف إنه أقربلك من أى حد ، هو غنى عن عبادتك، بس بيرجعك له لسبب واحد، إنه بيحبك.فاللهم حبك”
كان زين يشعر وكأن كل كلمه موجه له هو تحديدا وكأن الله يخاطبه هو…
خرج من المسجد وفى الطريق وجد طفل صغير ثايبه متهرتلا ويبدو على جسده الضعف، إقترب منه زين ثم أعطاه الكثير من الاموال دون عدها
نظر له الصغير بسعاده بالغه ثم أخذ يبكى بشده
“تعرف يا عمو إن أختي الصغيره تعبانه والعلاج بتاعها خلص وابويا وأمي متوفين….انا حتى مكنش معايا فلوس أجبلها آكل عشان اقدر اجبلها العلاج…والراجل اللي انا شغال معاه مرضيش يديني جزء من مرتبي غير آخر الشهر انا والله ياعمو مكنتش زعلان عشان كنت عارف واثق إن ربنا مش هيضعينا” نظر له زين بآلم طفل صغير لا يتجاوز الخمسه عشر عاما
من دبر لهذا الطفل الاموال بقادر على أن يدبر لك امورك
إقترب منه زين ثم أحضتنه وهو يمسح على رأسه بحنو
“تعرف إنك بطل وانا اللي كبير اهو وكنت محتاج اسمع الكلمتين دول..” أعطاه زين ما تبقى معه من أموال ثم غادر
ارخي يدك بالصَّدقة تُرخی حبال المصائب من علی عاتقك، واعلم أن حاجتك إلى الصَّدقة أشدُّ من حاجة من تتصدق عَليه .
تصدَّق بما تجُود بهِ نفسك.
(ولا تستهينوا بأمرِ الصَّدقة حتى وإن كانت قليلة، فالقليل عندَ الله كثير)
عاد للمنزل مره آخرى ووجد عمر قد عاد، لم يمر الكثير من الوقت حتى عادت روان بهئيه يثرى لها، كانت هذه المره تُخفى عيناها بالنقاب، حتى لا يلاحظ أحد أثر البكاء
نهض الجميع واقتربوا منها
“روحتي فين كل دا وقلقتينا عليكِ، وانتِ عارفه إن زين جاى يتقدملك”
نظرت لهم بهدوء، أخذت نفسها ثم تحدثت بجمود….
____________________
“اى اللي بتقوليه دا يارغد انتِ إتجننتي” تحدثت حور بغضب لرغد الجالسه أمامها
“مش عارفه بقى يا حور معرفش، أنا فجأه لقيت نفسي بحبه… معرفش حصل امتى بس حسيته أكتر حد بيحاول يسعدني ويطبطب عليا”
“رغد… انتوا كنتوا بتكلموا بعض!!؟” سألتها حور مباشرا ولكن الاخيره لم تُجبها بل صممت وهي تشعر بالذنب
“كان عقلك فين وانتِ بتكلميه يارغد هاا مكنتيش خايفه من ربنا وهو بينظر ليكي نظره غضب… مكنتش زعلانه إنك خونتي ثقه اهلك فيكِ حتى لو مبقوش موجودين….رخصتي نفسك بالسهوله دي؟؟ والادهى لمين
واحد يهودي، يعني حتى لو هو كمان حبك وقرر يتجوزك مينفعش…..
ردي جاوبيني”
“كان غضب عني والله ياحور…طول عمرى لوحدي وعايشه وحيده.. انا اه قاعده معاكم ومعوضني عن حاجات كتير، لكن برضو انا لوحدي، مفيش حد عمره اهتم لامرى ولا اى اللي بيبسطني ولا اى اللي بيسعدني غير چون، كان أول حد احس إنه بيحتويني، بيسمعني وبيفهمني فى وقت محدش حاسس بيا فيه… عارفه إني غلطت، لكن الظروف اللي كنت فيها أجبرتني أعمل كدا”
“لو كل بنت حست أنها وحيده وعملت كدا يبقى كلنا هنضيع يارغد،ومفيش حاجه أسمها الظروف أجبرتك تعملي كدا… انا معاكي إنك حزينه على اهلك لكن ربنا بعتنا ليكي.. بدل ما تشكريه على النعمه دي تقومي تغضبيه؟
احنا لو هنحسب نعم ربنا علينا مش هنقدر نوفيه حقه لان نعم ربنا لا تعد ولا تُحصى
كفايه نعمه الصحه اللي احنا فيها دي وغيرنا مرمى فى المستشفيات مش بيتنفس غير بأكسجين
بنقدر نمشي على رجلينا وغيرنا مش بيمشي على على كرسى متحرك
ربنا معافينا من أمراض كتير غيرنا مش بيقدر ينام من كتر الوجع، ربنا رزقك بصحاب وأهل وبيت وغيرك مرمى فى الشوارع معندهمش مكان يناموا فيه ولا حتى أكل ياكلوه
انا لو هقعد من هنا لبكره اذكرك بنعم ربنا عليكِ مش هخلصها، بدل ما تحمديه على كل دا رايحه تغضبيه يارغد وترخصي من نفسك؟؟”
صمتت رغد ثم أجشهت فى البكاء وهى تردد
“انا عارفه إني غلطت يا حور ومش هكلمه تاني”
أحتضنتها حور وهى تهدئي من روعها ثم أردفت
“الاهم من الغلط هو إن انتِ تعرفي إنك غلطتي وتوبي لربنا وتستغفرى واحمدي ربنا انه مقبضش روحك وانتِ بتعصيه… حافظي على نفسك ومشاعرك
خلى اول حب فى حياتك واول واحد تكلميه يكون زوجك
خلى دايما مشاعرك مكبوته عشان لما ييجي الشخص الصح وهو حلاله تقدرى تديه المشاعر دي،
على عكس العلاقات المحرمه اللي بتستنزف فيها كل طاقتك ومشاعرك بطريقه غلط، ولما ييجي زوجك مش هتقدرى تديه نفس المشاعر تاني لأنك أدتيها للشخص الغلط.. فهمتيني يارغد؟”
أومأت لها رغد وهى تمسح دموعها، ثم أمسكت هاتفها ووضعت چون فى قائمه الحظر.. وبعد قليل ودعت حور ثم غادرت واعده إياها بزياره آخرى…
وعلى الجهه آلاخرى كان يقف ليث وهو يوبخ چون بعدما علم بأمر محادثته لرغد
“صدقني ليث لم أكن أقصد ذلك، انا فقط كنت اشعر نحوها بشيء غريب، وكأنها شخص مسؤل مني… الان أشعر انني… انني أحبها”
“انت عارف ياچون من الاول أنه مينفعش تتجوزها وانا نبهتك كتير تبعد عن رغد صح…كلمتها ليه”
“انا آسف ليث،لا أعلم ماذا يجب عليٌ فعله الان”
“عندك إستعداد تأسلم يا چون؟؟” سأله ليث بهدوء، صمت چون يفكر فى حديثه حتى أجابه
“لا أعلم ليث، انا اشعر بالضياع الان”
“اى أن كان القرار اللي هتاخده يا چون انك لو دخلت الاسلام تدخل عشان هو الدين الصح، مش عشان رغد”
“احتاج الوقت للتفكير ليث، تغيير عقيدتي الذى انا عليها طوال حياتي ليث بالامر الهين….”
صمت بضع وقت ثم تابع حديثه
“سوف أعود إلى وطني ليث”
#__________روان_الحاكم___________
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم
وقفت روان تنظر لهم بجمود ثم تحدثت “كنت محتاجه انزل اتمشي شويه واقعد لوحدي… وافكر فى موضوع جوازي من زين… والحقيقه إني مش موافقه
انا مش لعبه فى ايده يتقدملها وقت مايحب ويسيبها وقت ما يحب، وهو اصلا مش عارف وهو عايز اى”
“روان… اى الكلام اللي بتقوليه دا، زين كان حاصل بس مع…” قاطعت روان حديث ياسمين دون أن تجعلها تكمل
“مش محتاجه إن تبرري ليه حاجه يا ياسمين، زي ما هو كان ليه الحق إنه يسيبني، انا كمان ليا الحق فى دا”
نظر لها عمر بفرحه وفخر هاهو قد نحج فى حديثه معها
ثم أردف
“للاسف يا زين كل شيء إثمه ونصيب ربنا يزرقك باللى أحسن منها”
“اى الجنان ولعب العيال اللي بتعمله دا، وانتِ يا روان… إظهار إني دلعتلك كتير لدرجه بقيتي تتصرفي من دماغك”
لم تُجبها روان وظلت مُصره على رأيها حتى تحدث زين أخيرا
“ممكن أفهم اى اللي غير رأيك فجأه، كل الكلام اللي قولتيه دا ماقنعنيش…” توقف عن الحديث وهو ينظر لها حتى تابع كلامه بنبره حنونه “شوفتي مني حاجه زعلتك يا روان خليتك غيرتي رأيك؟”
هنا ولم تعد تحتمل، نبره صوته الحنونه جعلتها تود الصراخ، سقطت دموعها والتى لم يلاحظها أحد بسبب نقابها، وكم هي شاكره لهذا النقاب الآن
أخذت نفسا طويلا ثم تحدثت بجمود مره آخرى
“انا كنت رفضاك من البدايه، حبيت بس اجيبك هنا وارد اللي انت عمتله مش اكتر، معنديش اسباب اقولهالك”
لم يقتنع زين بحديثه، نبره صوتها المهزوز تخبره بأنها تكذب وتخفي شيء عليه، لم يرد أن يضغط عليها الان
“انا مش هضغط عليكي ياروان وعمرى ما أجبرك عليا
هسيبك تفكرى بعقلك ومنتظر ردك واتمنى تفكرى صح وتشيلي اى افكار من دماغك”
رحل زين بهدوء على عكس قلبه الذى يشتعل
لا يدرى ما الذى يحدث معه، فكلما يقترب منها خطوه يجد نفسه يبتعد عنها خطوات، هل هذه إشاره بأنها ليست نصيبه؟
اما عن روان إعتذرت منهم ثم دخلت غرفتها واغلقت الباب من الداخل، نزعت النقاب والذى أظهر عيناها المتورمه من أثر البكاء
إرتمت على الفراش وهى تأن بالبكاء بصوتِ منخفض حتى لا يسمعها أحد، أخذت تبكى إلى أن شعرت بأن أنفاسها سوف تتوقف… قلبها مجروح بشده
لا تعلم إن كان ما فعلته خطأ ام صواب
لكنها الان فى حاجه أن تبقى وحدها بعيده عن الجميع
سؤال واحد يتردد داخل عقلها… لمَ؟ لمَ يحدث معها كل هذا…كلما تقترب خطوه تجد نفسها فى إبتلاء أشد
اليس من المفترض العكس؟ لا تعلم ما الحكمه من كل هذا الذى يحدث معها… يكاد قلبها أن ينخلع من مكانه لمَ هى عليه الان
قررت أن تعيش الحزن بمفردها دون أن تكون ثقيله على أحد
اشغلت القرآن بجانبها، لعله يُريحه ويصمت ضجيج عقلها حتى نامت مكانها وهى تود من داخلها الا تستيقظ
♕اللهم صل على محمد وعلى آله محمد كما صليت على إبراهيم وعلى إل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آله إبراهيم إنك حميدا مچيد♕
مر إسبوعان لم يكف فيهم زين عن طلب يدها مره آخرى، وفيه كل مره كانت ترفض.. لقد فقدت الكثير من الوزن وذبل وجهها ولم تغادر حجرتها قط!!
كانت حور تقف تتأمل السماء بهدوء بعيدا عن ضجيج الحياه وهى تسمع آيات الله بصوتِ عذب، حتى اقترب منها ليث
“لما ملقتيكش جوه عرفت إنك بتتأملى السماء، مبتزهقيش يابنتي؟”
“وهو حد يزهق من الجمال دا كله؟ التأمُل في السَمَا عِبادة ربنا بيحبها ..
اسمها “سجود العين” ..
تخيل بمُجرد ما تبُص للسَمَا وتتأمل فيها ربنا يرضيك ويحققلك اللي بتتمناه من غير ما تنطق بيه حتى !
أهو ده اللي حصل مع سيدنا مُحمد ﷺ
“قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ”
نرىٰ علىٰ وجهك ما يُؤلمك، ونرىٰ علىٰ وجهك ما تحبه وعجزَ لسانك عن طلبه، فَلجأت إلىٰ عبادة التأمل في جو السماء، وكأنّ في عينك شفتان تكلمان ربهما بما في قلبك ..
ولأنها عبادة يحبها الله، وعلامة علىٰ تعب العبد وكثرة حيرته ومواجعه ومخاوفه، تأتي الاستجابة التي ترضيه، ويأتي الرد الذي يهديه”فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا” وذلك بعد صبرٍ مَلأَ وجدانه حتىٰ أتعبه، فَرحمه الله بجمالِ العطية، واللهُ كريمٌ مجيب
لو كل الناس أدركت فعلا فضل التأمل فى السماء مش هتشيل عيونها عنها، دا كفايه إنها بتريح اعصابك وبتخليك تحس إن كل مشاكلك دي لا تذكر مقابل قدره ربنا سبحانه وتعالى
اللي قادر إنه يخلق الكون بالجمال دا حاشا لله مش هيقدر يحل همومك؟ هو بس بيبتليك عشان بيحبك وتقرب منه”
“تعرفي إني كل مره بعرف منك معلومه شكل.. حاسس.. اني رجعت طفل صغير ايام ما كانت.. ماما بتحكيلي قصص وبتعلمني الصلاه
انا كنت صغير لسه وبصلى عشان بس هي تكون مبسوطه
كنت ساعتها لسه مش بعرف حتى اتكلم اوي
لما كنت بروح المدرسه وأغيب عنها كنت برجع الاقيها واقفه مستنياني بره، اول ما تشوفني تجرى عليا وتاخدني فى حضنها وتقولى إنى وحشتها فى الكام ساعه دول ومكنتش قادره تعقد من غيري
مقدرتش تقعد كام ساعه من غيرى بس قدرت تقعد عمر كامل من غيري”
“ربنا يرحمها يازين، من كلامها عنك أكيد فيه حاجه كبيره اوي خلتها تعمل كدا، لو هتفكر بعقلك مفيش ام ممكن تسيب إبنها بالساهل كدا”
“انا سمعتها يا حور… سمعتها بودني وهى بتقول لبابا انها مش عايزاه ومش عايزه تعيش معانا، يومها انا فضلت اعيط واتحايل عليها إنها متسبنيش، لكن سابتني”
“انا متأكده إن فيه حاجه حصلت أجبرتها تعمل كدا، حامد دا هو اللي عنده رد على كل الاسئله اللي فى دماغك”
“اختفى، قلبت عليه الدنيا هو وياسر ملقتش ليهم آثر ولسه بدور” أمسكت حور يده ثم نظرت للسماء مره آخرى وهى تردف
“ادعي ربنا ياليث، سبحانه وتعالى قادر إنه يجمعك بيه مره تانيه… وحاليا يلا عشان تسمع الورد بتاعك متهربش، انا جهزت العصايه على فكره”
_________________
كانت روان جالسه بحجرتها حتى سمعت صوت طرقات على الباب ثم دلفت ياسمين
“الهانم اللي مبتردش عليا ولا عارفه حتى أكلمها؟” أقتربت منها ياسمين وهى تحضتنها بقوه
“انا زعلانه منك ياروان، هان عليكي الاسبوعين دول تبعدني عنا كدا؟ وكل ما أجيلك مرات عمي تقولى إنك نايمه، ارن عليكي تلفونك مغلق”
“حقك عليا يا ياسمين، كنت محتاجه افضل لوحدي شويه”
“واديكي فضلتي لوحدك اهو، بس مش ناويه توافقي بقى”
“ياسمين لو سمحتى متفتحيش معايا الموضوع، لانه إنتهى بالنسبالى”
“هتفضلى منشفه راسك كدا كتير؟”
“لأ بس هو دا قرارى النهائي واتمنى الموضوع يتقفل على كدا” صمتت ياسمين بحزن ولم تجب،
“ياسمين هو لو حد آذاني؛ وبعدين طلب مني أسامحه.. بس انا غضب عني مش قادره… انا كدا عليا ذنب؟..”
“لا مش عليكِ ذنب ودا حقك وهتاخديه منه يوم القيامه
تعرفى إنك لو قولتي لشخص “الله لا يسامحك لأنك اذيتني” وحسبي الله ونعم الوكيل.
فتأكدي إنك حتى لو كان بيصلي ليل ونهار وكان بينه وبين الجنه خطوة مش هيخشلها
هيقولك رب العالمين ” لن تدخل الجنة حتى يسامحك من ظلمته، أو تسببت بآذيته “..
بس عايزه اقولك نقطه مهمه…. احنا مش ملايكه ياروان كلنا بنغلط واكيد غلطنا فى حق ناس كتير اوي من غير ما ناخد بالنا، لانه حتى الطرف الشرير لو اتكلم هتلاقى هو المظلوم بالنسباله
الشيطان ميعرفش انه شيطان وكذلك احنا، دايما شايفين اننا المظلومين، معمرناش فركنا فى مره اننا ممكن نكون احنا الظالمين؟ احنا اللي أذينا؟
لازم نسامح عشان ربنا يسامحنا وكمان نلاقى اللي يسامحنا،
ولازم نحظر احنا كمان من أننا نكون ظالمين،،
فاللهم أنا نعوذ بك أن نكون من الظالمين
” معاكِ يا ياسمين، اكيد انا كمان ظلمت ناس كتير من غير ماعرف وعشان كدا مسامح لعلى ربنا يسامحنى
#________روان_الحاكم__________
“وعصيتم من بعد ما أراكم ماتحبون…..
أشد عتابات القرآن وجعًا و إيلامًا !
انتِ عصيتيه يارغد بعد ما ربنا أنعم عليكِ بحاجات كتير
توبي وارجعي ربنا
إن الله يغفر الذنوب جميعا، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.. شوفى انتِ دلوقتي قلبك مكسور وحزين ازاي وخصوصا بعد ما عرفتي إنه سافر
عرفتي ليه ربنا حرم العلاقات الغير شرعيه؟ عشان نهايتها بتكسر القلوب”
“معاك حق يا عمي محمد، انا فعلا غلط… ربنا يسامحني على اللي عملته بقى
♕سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم♕
إنهي زين محاضرته وهو يشعر بالإرهاق الشديد لقله نومه فى الاونه الاخيره بسبب تفكيره لرفض روان له
لا يدرى لماذا تفعل به هكذا ورفضها المفاجئ
فاق على صوت أحد الطلبه وهو يقول
” حضرتك يادكتور كنت قولتلنا المحاضره اللي فاتت إنك هتحكيلنا عن قصه هتغير حياتنا زي ما غيرت حياه ناس كتير ”
تنهد زين وهو يأخذ نفسه ثم بدأ بالحديث
“كان فيه أربع شباب صحاب جدا والاربعه بيحبوا بعض ومستعدين كل واحد يفدي روحه للتاني
بس كان عندهم مشكله كبيره انهم مكانوش ملتزمين
كانوا شباب عاصين ربنا وبيعملوا كل حاجه تخطر على بالكم تغضب ربنا
بنات وبيكلموا كبريهات وبيروحوها اغاني وبيسمعوها
عاقين لاهلهم يعني مفيش ذنب كان بيجي على بالهم إلا ويعملوه
كان فيه منهم شاب اهله ملتزمين لكن هو وسط صحبه سيئه ف كان زيهم رغم إن ضميره كان دايما بيأنبه وبيقوله إن كل اللي انت فيه دا غلط
لكن صحابه مكنوش مديين ليه فرصه انه يسمع صوت ضميره لما كان يقولهم إن اللي بيعملوه دا غلط كانوا يردوا ويقولوا إن لسه شباب والمفروض يعيشوا حياتهم ولما يكبروا هيتوبوا
لحد ما ف مره قرروا انهم يجيبوا بنات فى شقه واحد صاحبهم اللي اهله سافروا لما صاحبنا دا حاول انه يمنعهم خانقوا معاه وقالوله إن دي فرصه وجاتلنا ولما انت مش عايز خلاص ما تمشيش معانا وطبعا عشان وهو بيحبهم وافق (فضل حبهم على طاعه ربنا ولله المثل الاعلى)
المهم وهم ماشيين بالعربيه ومشغلين طبعا اغاني ومعاهم الخمره ورايحين الشقه اللي فيها البنات
فجأه لقوا كساحه قطعت عليهم الطريق
لما اللي سايق العربيه جه يدوس فرامل لقى العربيه مفهاش فرامل
وهوب الكساحه دخلت فيهم!!
لحظه صمت كدا
الكساحه دخلت فيهم وفرمت العربيه!!
اللي الشباب كانوا مشغلين اغاني وفى طريقهم لانهم يزنوا!
انتوا مستوعبين المصيبه اللي هم فيها
ملك الموت مستناش لما يتوبوا
ملك الموت خد روحهم فجأه وهم مش عاملين حسابهم
وهم ميتين على معصيه ورايحين يعملوا معصيه أكبر!
متخيلين حجم الكارثه اللي هم بقى فيها
الاسعاف والشرطه جات
العربيه مدغدغه واللي فيها كلهم ميتين
بس لو ركزنا كدا هنلاقي اخونا اللي كان بيحاول يمنعهم مرمي على الارض بعيد عن العربيه وجسمه فيه جروح
لما قربوا منه لقيوا لسه فيه نفس
خدوه وجريوا على المستشفى دا الوحيد اللي طلع عايش فيهم
طلع عنده نزيف على المخ ودخل فى غيبوبه وفضل فتره فيها
واخواتنا اللي كانوا معاه فى العربيه اندفنوا💔
بعد ما عدى حوالي شهر صاحبنا بدأ يفوق لما افتكر كل حاجه دخلت فى حاله هيستريا وهو مش مصدق نفسه صحابه وعشره عمره ماتوا
ماتوا وهم بيعصوا ربنا
وكان هيموت معاهم لولا انه فى اللحظه الاخيره نط من العربيه
كان زمانه دلوقتي بيتحاسب
كان هيخسر اخرته بسبب شهواته وصحبه السوء اللي كان ماشي معاهم
فضل فتره كبيره وهو نفسيته صعبه ومش بيتكلم مع حد
اول حاجه قالها لما اتكلم انه عايز يروح المسجد
لما قالوله إن صحته متسمحش صمم انه يروح
وبالفعل شالوه وراحوا بيه المسجد
اول حاجه عملها سجد على الارض وفضل يبكي
يبكي بكاء يقطع قلب اى حد يسمعه
فضل نص ساعه كامله ساجد وهو بيبكي وبيشكر ربنا
بيحمده انه أطال فى عمره وبيدعيه انه يرحم صحابه
مرضيش يخرج من المسجد قضى اليوم كله هناك وهو بيحمد ربنا بس
هو مش عارف يوفى حق ربنا ازاي
ولا يقوله اى واقف مكسوف من ربنا
رغم كل الذنوب اللي عملها دي ربنا إختاره من بين صحابه
ومد فى عمره عشان يتوب
اول حاجه عملها إنه واظب على الصلاه والقران واغلب يومه بيقضيه فى المسجد وهو مش عارف يوفى حق ربنا ازاي
بدأ يطلع صدقات على روح صحابه
بدأ يحفظ القران وختمه بسرعه رهبيه مكنش حد مصدق
كان مخلي وقته كله لربنا
بدا يحضر دروس دينيه والتحق بمعهد علوم شرعيه
فضل حوالي سنتين كاملين على كدا
لحد ما ف مره لقي مجموعه شباب خارجين فى سبيل الله وقرر يخرج معاهم
فضل شهر كامل معاهم وهنا عرف طعم الصحبه الصالحه
كانوا بيعينوا بعض على طاعه ربنا وكمان بيعملوا مسابقات على مين اكتر حد عمل كذا
كان مبسوط معاهم وهو بيبكي وبيتفكر لو كان صحابه معاه دلوقتي
لما رجع قرر يكون إمام مسجد القريه اللي هو قاعد فيها
ربنا كرمه واتجوز ب بنت عفيفه كدا ومنتقبه بتحفظ الاطفال قرآن
ربنا مأردلوش إنه يخلف وعاني كتير ولف على دكاتره كتير وبرضو مفيش سبب لمنع الخلفه وبعد سنين كتيره من الحرمان ربنا رزقه ب اول مولود ليه
قرر إنه يطلع هو وزجته عمره
لما طلعوا وهم بيطوفوا حوالين الكعبه هناك زوجته توفاه الله
رغم انها مكنتش مريضه
كانت دايما تقوله أنا أمنيه حياتي إني اموت وانا بطوف حواليا الكعبه
وربنا حققلها امنتيها
رغم إنه كان متعلق بيها جدا وحزن عليها حزن شديد
إلا انه كان فرحان ليها جدا عشان ماتت وهي على حُسن ختام ماتت زي ما كانت بتتمني
قرر انه ميتجوزش تاني وهيستناها فى الجنه
كانت ونعمه الزوجه ليه
ربى إبنه حسن تربيه وافني حياته فى تربيه إبنه وفى الدعوه فى سبيل الله
واول ما ربنا كرمه بني مسجد
بناه صدقه جاريه على روح صحابه
وبني مدرسه قرآن زي ما زوجته كان نفسها فيها
وسماها ب إسمها وخلاها صدقه جاريه ليها
لحد ما كان فى مره بيصلي بالناس فى رمضان
وساعتها طول فى السجود
لدرجه إن الناس قلقت
لما راحوا شافوه لقيوه مات!
انتوا متخلين مات على اى
مات فى المسجد وهو ساجد فى رمضان وهو صايم
وبيصلي بالناس
متخيلين فيه أحسن من دي موته؟
شوفوا الاول لو كان مات فى الحادثه كان مات على اى
ودلوقتي ربنا توفاه على اى.. فوقوا إنتوا كمان لنفسكم قبل فوات الاوان”
كان زين طوال حديثه وهاتفه لم يصمت عن الرنين، حتى أخذ ليكي يُجيب… ضغط على زر الرد حتى سمع صوت الطرف الاخر….. يخبره بشيء ما،
وقع الهاتف من يديه بصدمه
يُقسم بأن الموت أهون عليه من سماع هذا الخبر
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حكايات سنفورة)