رواية حكايات سنفورة الفصل الثامن والأربعون 48 بقلم روان رمضان
رواية حكايات سنفورة الجزء الثامن والأربعون
رواية حكايات سنفورة البارت الثامن والأربعون
رواية حكايات سنفورة الحلقة الثامنة والأربعون
انتفض جسده بفزع وكأن عقرباً لدغته ما إن لامست يده وجهها الملتهب وكأنه يشع حرارة، فكانت درجة حرارتها مرتفعة بطريقة أفزعته،اخذ يهزها في محاولة لإفاقتها دون جدوى وهي تهذي بكلمات غير مفهومة وشبه فاقدة للوعى ووجهها شاحب بشده.
ظل واقفاً لثوانِ معدودة مرت عليه كالسنوات وعقله لا يستطيع التفكير بشكل جيد وهو يراها بهذه الحالة أمامه ولا يعلم ما بها، تيبس جسده وشُلت حركته وهو فقط ينظر إليها حتى توصلت الإشارات لعقله أخيراً وأنبئته بوجود خطر حولها، ليستفيق رغماً عنه وهو يجلب لها ملابسها ثم ألبسها على عجالة وقام بحملها دون تفكير ليذهب بها إلي المشفي.
كان يسوق بسرعة جنونية وهو من بين الحين والآخر ينظر لها بخوف وهو يبتلع ريقه بألم ثم يتابعها بعيناه في المرآه ويدعو الله داخله بأن يحفظها ولا يعلم ما اصابها سوى أن هذه يبدو عليها أعراض حُمى.
وصل أمام المشفي وهبط من مقعده مسرعاً ثم توجه نحوها وهو يحملها مرة أخرى وهرول للداخل وهو يصرخ بصوتِ مرتفع جذب انظار من حوله كي يأتوا لها مسرعين .
قاموا بأخذها منه كي يتم فحصها وقد رفض تركها في البداية وأراد الدخول معها إلا انه وافق بيأس حين هاتفه الطبيب بإحترام بأنه لا يجوز.
جلس على أقرب مقعد وهو يضع وجهه بكلتا يديه ويشعر بالإرهاق الشديد وقد ثقُلت عليه أنفاسه وضاقت به الدنيا زرعاً، إلا حوره… فهو لن يتحمل اي مكروهاً يصيبها فهي البقعة المضيئة الوحيدة في حياته المظلمة والجانب المشرق منها.
خرجت طبيبة بعد مدة ليست بقليلة وهي تبحث بعينه عنه حتى وجدته يقترب منها مسرعاً وهو يقول بلهفة:
“خير يا دكتورة… هي كويسة؟”
“للاسف الشديد هي عندها حمي شديدة وكان المفروض حد يلحقها من بدري علشان كدا ذادت أكتر ودا سببلها خطورة، عموما احنا هنعمل اللي علينا وهتفضل تحت الملاحظة”
وقع قلبه وترنح في وقفته قليلاً، هل من الممكن أن يفقدها؟ سار بخطوات بطيئة نحو الخارج وملامحه مقتضبه ويشعر بثقل شديد في قلبه وكأنه يحمل هموم الدنيا بأجمعها، لا يدري أين يتجه هو فقط يسير بلا وجهه معينة ولا يعلم إلى أين ذاهب ولا إلي أين ستقوده أقدامه
وهو شارد تماماً ويشعر وكأنه كبُر عمراّ فوق عمر.
ظل يسير حتى توقفت أقدامه أمام جامع قابله، تردد كثيراً في دخوله حتى عزم أمره وهو يدخله منكس الرأس ويشعر بالخجل من نفسه ويستحيي من الله فهو لم يدخله منذ يوم خطفها، وهاهو يدخله للمرة الثانية وأيضأ بسببها.
ألا تتذكر متى يا عبد السوءِ ذكرت ربك؟ ألا تتذكر كم بكيت له راجياً متوسلاً وانت تدعوه بما يضيق به صدرك زرعاً، وحين أستجاب هجرته متناساً كم تذللت وبكيت وعهدت بألا تعود كما كنت وعدت.
ها انت أتيت له مرغماً كي تسأله مطلبك وانت متيقن بأن الله لن يخذلك كما يفعل معك كل مرة تأتيه، الا تتذكر ربك يا عبد السوء إلا حين تشق عليك الدنيا فقط؟.
هاهو يقف بين يدى الله يصلي وهو يناجي ربه ويدعوه بما يجيش داخل صدره وهو متيقن تمام اليقين بأن الله لن يخذله.
جلس بعدما انتهى وهو يبتسم بسخرية داخله، ولسان حاله يقول: لمَ لم آتي إلى هنا دوما دون أن يكون لي حاجة؟ الأ يكفيه كل هذه النعم الذي ينعم بها؟، مسح دمعة خائنة فرت من عينيه وهو يشعر بوجع كبير داخل صدره لن يداويه شيئا سوى الله.
مر شريط حياته أمام عينيه وهو يرى افعاله، لم يفعل ولو شيئاً واحداً ينجيبه البته، يراجع ذكرياته وحب الدنيا بقلبه ولم يفعل شىء لآخرته، حسنا يكفي هذا فهو مازال أمامه الكثير من الوقت ليتغير وهذه المرة بصدق، سوف يبدأ حياة جديدة معها دون أن يعيقه شىء.
ابتسم براحة ثم قام ليذهب وقد أنفق الكثير من الصدقات بنية شفائها وهو يعلم جيداً ما تفعله الصدقات لحديث النبي صل الله عليه وسلم داوو مرضاكم بالصدقات.
هبط من سيارته وهو يتجه للمشفي مرة أخرى ثم دلف للحجرة التي تجلس بها دون أن يراه أحد.
جلس ليث على طرف فراشها وهو ينظر لها بحب ممزوج بألم، كم تبدو رقيقة وجميلة وهي تنام بهدوء، كيف لها أن تكون بهذا الصبر والسكون رغم الفوضى التي تعم حولها؟
وأكبر فوضة بالنسبهِ لها هو!!.
ظل ينظر إليها مطولاً وهو مثبت نظراته عليها فقط يشبع عيناه من جمال وجهها، أمسك يديها وهو يقبلها بحب شديد ثم هتف بندم:
“تعرفي يا حور، من أول يوم شوفتك فيه في الشركة وانا عرفت انه محدش هينجدني منك واني هحبك ويمكن دا من الاسباب اللي خلتني اتصرف معاكي بالشكل دا بجانب انك كنتِ شبه ماما، طول الوقت وانتِ فيكي حاجة بتشدني ليكي كل يوم اكتر لحد ما اتعلقت بيكي”
اقترب منها ثم قبل وجهها وازاح وشاح رأسها وهو يمسد على شعرها بحنان ثم هتف:
“بالمناسبة انا مكنتش اعرف انه انتِ لما جيت أتقدملك، انا بعت چون علشان يرضى بابا، بس لما لقيتك انتِ حسيتها إشارة من ربنا ليا، وكنتِ فعلا النور اللي نورلي طريقي، لكن كان فيه مشكلة”
صمت قليلاً وهو ينظر لها وكأنها تسمعه ثم أردف بحزن دفين:
“إنه مينفعش واحد وحش زيي ياخد واحدة نقية وبريئة زيك دول ميتجمعوش مع بعض، تعرفي… انا لو كان عندي بنت زيك كنت يستحيل أديها لواحد زيي”
أخذت نفساً عميقاً وهو يزفره بألم ثم أكمل:
“لكن أوعدك إني اتغير علشان لا انا هقدر أسيبك، ولا هينفع أكون معاكِ وانا وحش كدا وانتِ تستاهلي حد أحسن مني بكتير اووي، لكن نصيبك بقى انك وقعتي فيا”
قرب يدها من فمه يقبلها ببطء ثم أحتضن يديها بين كفيه وهو يكمل:
“ارجعيلي ياحور علشان انا من غيرك ضايع ومشرد من غير مأوى”
وما إن انهى حديثه حتى حركت يديها قليلا وأخذت ترمش بأهدابها عدة مرات، لينظر لها بلهفة وهو يقترب منها ولسان حاله يقول:
“الحمد لله… الحمد لله”
🌸سبحان الله وبحمده… سبحان الله العظيم🌸
شهقت بفزع وهي تجد من يسحبها فجأة داخل المطبخ ويضع يده على فمها، إستدارت له وهي تنظر له بغيظ فمن غيره سوف يفعل هذا فهو مؤخراً أصبحت تصرفاته معها طائشة أشبه لتصرفات عمر، وللحقيقة هي أحبت هذا وبشدة، أخفت بسمتها بصعوبة ثم رفعت نظرها له وهي تهتف بضيقِ زائف:
“يازين خضتيني… حد يشد حد فجأة كدا”
” كنت عايزك تخرجي ومعرفتش ادخل فبعتلك حد وجبتك لهنا”
“وكنت عايزني ليه”
سألته بإستفسار عن سبب قدومه، صمت قليلا يفكر بحديثه، هو يعلم أنها حزينة لكونها لم تحتفل مثل أي فتاة لا بيوم خطبتها ولا بيوم عقدها، ليقول بمشاكسة وهو يحاوطها بذراعيه:
“وحشتيني”
اخفضت بصرها بخجل ليرفع ذقنها مرة اخرى إليه وهو يقول ببمسة:
“انتِ عارفة إن كتب كتابنا جه فجأة وملحقناش نحتفل، لكن أوعدك إني اعملك أحلي فرح”
أومأت له ببسمة وفرح، فهو قد شعر بما يحزنها دون أن تخبره، تذكرت كم عان لأجلها ووقف بجوارها لذا توسعت بسمتها أكثر وهي تقول بعيون لامعة:
“كفاية عليا فرحتي بيك يا زين”
تسارعت دقات قلبه بشدة وسرت رجفة خفيفة بجسده،
كيف لحروف أسمه أن تكون بهذا الجمال وهي تنطقها؟ نظر لها مطولاً وقد أنتبه لما ترتديه آلان، وقد خطفت قلبه بهيئتها تلك، ظل ينظر لها وعيناه تأبى النظر لاي شيء غيرها، فستانها الساتر المحتشم وخمارها الذي يزين وجهها، كيف لها أن تكون بهذا الجمال حقاً؟ لا يعلم أهي جميلة للحد الذي يجعله غير منتبهاً لاي شىء سواها، ام عيونه من تراها كالفتنة أمامه، أستند بجبينه على مقدمة رأسها وهو يقول بتنهد وأنفاسِ لاهثة كما لو كان يجرى منذ زمن:
“احنا لازم نقدم ميعاد الفرح… كدا كتير عليا”
وما إن انهى حديثه حتى أقترب منها أكثر وقد نسي أين هو وقد ضعف أمام هيئتها المبعثرة له، لم ينتبه حتى أنهما يقفان في المطبخ ولكنه لم يعد يتحمل أكثر،
قرب وجهه منها وكأنها كالمغناطيس تجذبه إليه وقد أوشك على فعل شىء لم يكن يريده ولكنه ابتعد عنها حينما قامت بدفعه فجأة وهي تنظر خلفها.
تعجب تصرفها المفاجئ ونظر لما تنظر له ليجد والدته تقف على بعد منهم والذي ما إن دخلت حتي رأتهم هكذا، وكأنه قد انتبه أخيراً لمكانه وكأنه كان مغيب عن الواقع تماماً ثم عاد، شعر بالحرج الشديد منها وشعر بالندم يعصفه أيضاً.
أما عنها فقد تمنت لو تنشق الارض وتبتلعها وهي تنظر اسفل وقد ترغرغت الدموع في عيناها من شدة خجلها وتبتلع ريقها بصعوبة وقد تعرق جبينها،
كان وجه والدته خالي من اي تعابير، ولكنها كانت تنظر لروان بتمعن وكأنها ترسل لها نظرات ذات معنى،
همت لترحل ولكنها إستدرات له وهي تقول دون أن تنظر له:
“المرة الجاية ابقى خدها في اوضتك علشان تكون على راحتكم أفضل”
لم يستشف من نبرتها اهي تمزح أم تسخر منه؟، او غاضبة!!،
كان يشعر بالتشتت، يقسم بأنه كان في لحظة ضعف ولم يستوعب ما كان سيفعله، فقد تغيب عن الواقع أمامها، فهو بالتاكيد ما كان ليضعها في مثل هذا الموقف وتحديداً في هذا المكان الذي من المفترض مرور أي شخص به.
رحلت من أمامه مسرعة وقد حاول اللحاق بها ولكنها لم تتوقف وانصرقت من أمامه وقد تساقطت دموعها بندم، عادت حيث ياسمين والفتيات والذي لاحظن غيابها ثم وقفت بالقرب منهم بعدما مسحت دموعها جيداً كي لا يلاحظ أحد ولكنها لم تشاركهن الرقص بل وقفت على بعد منهن وهي تنظر من بين الحين والآخر لزوجة عمها والتي تجاهلتها تماماً.
شعرت بالأختناق ثم أنزلت رأسها اسفل وتشعر بالخري، ماذا ستقول عنها الآن؟ ما كان عليها أن تستسلم وتضعف هي الأخرى، تحركت بعيداً عن الجميع كي تعود منزلها ولكنها وجدت زوجة عمها تناديها، أغمضت عيونها وهي تسير معها نحو غرفتها وتستعد لتلقي توبيخها، فهي من الأساس لا تحبها ومالبثت أن رأت ما يغضبها منها اكثر.
جلست زوجة عمها على المقعد وهي تشير لها بالجلوس هي الأخرى لتفعل ما أمرتها به وهي تجلس أمامها على استحياء وتنظر أسفل بخجل لتقول زوجة عمها بنبرة حازمة:
“ارفعي راسك، اوعي عمرك توطيها أبداً”
رفعت رأسها بتردد وهي تنظر لها بندم وقد تساقطت دموعها ثم هتفت بحزن:
“انا آسفه والله يا مرات عم..”
قاطعتها وهي تقوم من مكانها ثم جلست جوارها وهي تمسك يدها وقد لانت ملامحها قليلاً تزامناً مع قولها :
“متبرريش حاجة، انا مش زعلانه منك بالعكس، يكفي إني شايفة فرحة ابني طول ما انتِ معاه وانا مش عايزة أكتر من كدا حتى لو مكنتش بحبك، انا زعلانة علشان الموقف اللي حطتي نفسك فيه، سيبك مني انا… انا مش غريبة، بس لو كان حد غيرى دخل كان هيبقى منظركم اي؟”
صمت قليلاً وهي تتابع تعابيير وجهها والذي يبدو عليها الخجل والندم، لتكمل حديثها بجدية قائلة:
“زين مهما كان شاب ملتزم فهو راجل ومصيره يضعف قدام شهواته لو ساب نفسه ليها، وانتِ أكبر فنتة ليه خصوصاً لما يكون لسة اعزب، ف انا مش بلومة مش علشان هو أبني لأ، بس انا متأكدة انه لو كان في وعيه مكنش هيحطك في موقف زي دا،
كان المفروض منك انتِ اللي ترفضي لأن لو كان هو ضعف مكنش ينفع انتِ تسمحيله يتجاوز”
طالعتها روان قليلاً بتردد ثم أردفت بهدوء:
“انا اعرف انه مش حرام وغير إني محبتش ازعله لأن هو بيعمل كل حاجة علشان يسعدني ومنتبهتش للمكان اللي احنا وافقين فيه”
“شوفي يا روان، انتِ زي ياسمين، يمكن اه زمان مكنتش بحبك لكن دلوقتي الأمر يختلف وانتِ بقيتي مرات ابني وهخاف عليكِ زي بناتي، اتقلي عليه وبلاش تخليه يتعدى حدوده ويتجاوز معاكِ رغم انه ابني اهو بس انتِ مستسلميش وكل حاجة في اوآنها احسن بكتير، يعني آخره بالكتير تحني عليه بحضن أو تسيبه يمسك أيدك ولو طمع في أكتر من كدا أديله على دماغه ومتخلهوش يتجاوز معاكِ اكتر من كدا، فهمتيني يا روان انا عايزة أقولك اي؟”
أومأت لها بهدوء ثم هتفت بإمتنان وقد شعرت براحة كبيرة بعد حديثها وكأن حجراً إنزاح من على صدرها وهي تردف::
“شكراً جداً يا مرات عمي مش عارفة أقولك اي… ”
قاطعتها وهي تنظر لها بحدة قليلاً قائلة:
“مش عايزة أسمع كلمة مرات عمي دي تاني”
خافت من نظراتها ولم تجب ولا تعلم سبب تغيرها المفاجئ، لتكمل الأخيرة جملتها وهي تقول ببسمة ظهرت على وجهها لأول مرة منذ أن جلست معها هاتفة:
“قوليلي يا ماما، انتِ خلاص بقيتي زيك زي ياسمين وزين”
تهللت أساور وجهها غير مصدقة وشعرت بالسعادة لكون زوجة عملها تقبلتها أخيراً بعد كرهِ دام لسنوات لتهتف بفرحة عامرة:
“حاضر يا.. ياماما، صدقيني انا بحبك اووي”
أحتضنتها بحنان وهي تربت علي رأسها ثم تحدثت معها قليلاً وخرجا سوياً وروان قد تبدل حالها ودب الحماس بها بعدما كانت ذابلة منذ قليل وعادت لها الحيوية من جديد وقد اقتربت من ياسمين وأخذت ترقص معها بفرحة وتقلد حركاتها في جو مليء بالسعادة حتى أنتهت الخطبة أخيراً.
خرجت روان من منزلهم بعدما ودعت ياسمين وهمت لتعود منزلها ولكنه منعها يطل عليها بهيبته ويقف أمامها وقد ظهر جلياً فرق الطول بينهما، أشاحت بنظرها عنه واستدارت معطية ظهرها له لترحل ولكنه أمسك يدها ثم أخذها معه عنوة لأعلى السطوح إلى مكانهما المخصص.
وقفا تحت ضوء القمر مباشراً لينعكس ضوئه عليها ليجعلها أكثر جمالاً، ليقول هو ممازحاً لها كي يلطف الأجواء وهو يبتلع ريقه:
“شكلنا هنعيد الغلط مرتين”
صمتت ولم تجب على حديثه وهي تنظر في الاتجاة المعاكس له وتقف بجواره، امسكها برفق وهو يجعلها تستدير له ثم قال بنبرة حنونه امتزجت بندم:
“انا آسف.. انتِ عارفة اني عمري ما احطك في موقف زي دا بس صدقيني والله العظيم ما عارف انا كان عقلي فين، وانتِ قدامي عقلي بيتغيب، بالك بقى وانتِ بالجمال دا وواقفة قدامي وبتقوليلي كلام حلو ومكتوب كتابنا!!”
لانت ملامح وجهها قليلاً، هي بالاساس غاضبة من نفسها أكثر منه، ولكن حديثه قد هدئ من روعها كثيراً، أحتضن وجهها بين كفيه وهو يتابع حديثه مرة أخرى قائلاً بصدق:
“لكن برغم كدا اوعدك انه مش هيتكرر تاني ولا عمرى هعمل حاجة تقلل منك قدام حد بس… بس طبعا دا مؤقتاً لحد ما نروح بيتنا وساعتها بقى..”
ترك حديثه معلقاً وهو يغمز لها بطرف عينيه لتبتسم له أخيراً وهي تتنهد بعمق، أستندت برأسها على كتفه وهي تقول بشرود:
“تعرف يازين بعد ما مامتك شافتنا كدا كنت مخنوقه اوي وبقول ازاي زين ميفكرش ويتصرف بتهور كدا بعيداً عن اني انا كمان كنت غلطانه بس علشان انت بتعمل حساب لكل حاجة…من جوايا بقوله ليه يحصل كدا ومامتك تيجي تحديداً في الوقت دا ودي اول مرة وحسيت وقتها بشعور وحش اوي وانا لسان حالي بيقول ليه كدا يارب بس..”
توقفت عن الحديث وهي تستدير له حتي وقفت أمامه مرة أخرى وهي تكمل مرة مجدداً قائلة:
“لقيت إن اللي حصل دا كان أكتر خير ليا ، مرات عم…قصدي ماما جات كلمتني وكمان قالتلي انها بتحبني واني زيك انت وياسمين عندها ومش قادرة اقولك على الفرحة اللي كنت فيها لأن اكتر حاجة كنت قلقانه منها هي انها مكنتش بتحبني، وتاني حاجة لولا انها دخلت في اللحظه دي كنت انت عملت حاجة نندم عليها بعدين وغير كدا كنا هنعتاد الموقف وهيكون عادي علشان كدا عرفت إن كلنا حاجة بتحصل غصب عننا بتكون خير لينا”
(جماعة عايزة أقولكم حاجة مهمة اووي، بالنسبه للتجاوزات اللي بتحصل بعد كتب الكتاب، انا تعمدت اجيب الموقف دا علشان اسيبكم انتوا اللي تحكموا كل واحد برأية، انا مش هتكلم في حلال وحرام، انا هتكلم كرأيي الشخصي واني مش بحب التجاوزات اللي بتحصل بعد كتب الكتاب واللي انتوا بنفسكم شوفتوا الموقف، يعني حقيقي موقف روان وزين مكنش الطف حاجة بالنسبالي علشان كدا دايما بقول بلاش تجاوز قبل الفرح
وخصوصاً الناس اللي بطول في كتب الكتاب لانهم لو استسهلوا حقيقي التجاوز بيوصل لحاجات بعيدة وممكن لقدر الله يحصل طلاق وساعتها مبتكنش حاجة كويسة ليكي خالص وانتِ مطلقة بعد كتب الكتاب وفي حكم المتزوجة ودي حصلت مع بنات كتير اووي والله،
فعلشان كدا اتمني فعلا تحترموا كتب الكتاب وانك لسه في بيت والدك وبلاش تعمل يحاجة تقلل منك لو حد شافك واخيراً الله يكرمكم انا مش بتكلم في نقطة حرام وحلال ولا بحرم حاجة منعاً للجدال انا بتكلم كرأيي الشخصي واتعمدت اجيب الموقف دا علشان مندخلش في جدالات كتير وكل واحد حر في رأيه)
🌸ترفع الصحف في شعبان
والرسول ﷺ يقول “طُوبَى لِمَنْ وُجِدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا”
يعني نعمل ورد استغفار محترم .”
د/ حازم شومان.🌸
وقف ليث بسيارته في مكان هادئ ومريح للأعصاب ثم هبط وهو يذهب لمقعدها ويساعدها في النزول وقد تحسنت صحتها كثيراً بعدما بقى ليلة كاملة بجوارها ورفض هروجها من المشفي حتي بعدما فاقت إلا حين تسترد صحتها بشكل كامل.
أمسكها وهو يساعدها في الجلوس والمكان خالي تماماً من البشر ثم نظر لها وهو يقول:
“عيطي يا حور”
كان هذا اول حديث ينطقة منذ أن خرجت من المشفى، نظرت له بتعجب ودهشة من طلبه المفاجئ فهي لم تشتكي شيئاً، فلمَ يطلب منها هذا؟ كان الإعياء مازال ظاهراً على وجهها، طالعته بإستفهام ليكمل حديثه موضحاً:
“من يوم ما أتجوزتك وانتِ عمرك ما اشتكيتي من حاجة ودايما بتكتمي جواكِ، رغم اني باجي احكيلك كل حاجة والوحيدة اللي ممكن أعيط قدامها من غير ما اتكسف وكأني بعيط قدام نفسي، لكن انتِ عمرك ما عملتي كدا ياحور”
نظرت قليلاً تفكر بحديثه ، فهي بالفعل لا تشتكي شيء ودائما ما تراكم داخل صدرها حتي أنها أحياناً كثيراً تشعر بثقل شديد بصدرها وترغب في التحدث مع أحد ولكنها لم تعتاد ذلك، لذا تصمت دون أن تتحدث بشىء.
“صدقني يا ليث كل الفكرة إني متعودتش أحكي لحد حاجة ودايما متعودة أشكي لربنا همي، اتعودت إني أسمع دائما للي حواليا لكن متعودتش انا اللي أحكي علشان كدا مش بتكلم”
أومأ لها بهدوء ثم هتف ببسمة:
“بس زمان مكنش فيه اللي بيسمعك، لكن دلوقتي فيه، أرمي همومك على همومي يا حور ونشيلها سوا”
علت ضحكاتها وهي تقول بمزاح ولكن كانت نبرتها صادقة:
“أخاف ارميلك همومي متقدرش تقف يا ليث”
نظر لها قليلاً وكأنه يحاول إستيعاب حديثها ويبدو أنها صادقة به، فهي بالفعل تحمل الكثير داخلها ورغم ذلك تظهر بأنها أسعد شخص بهذا العالم.
وهذا من اكثر النعم التي يتمتع بها الانسان ومن تمام الحمد أن يكون رغم ابتلائته الشديدة إلا انه يحمد الله دائما ولا ترى على وجهه اي عبوس بل على العكس تظن حاله أفضل الناس ولا يسعى لأن يخبر الجميع كما هو مبتلي ومهموم، بل يكفيه أن الله يعلم ما به وهذا ما تفعله حور دائما.
“الحمل لما يشيله اتنين بيكون حمله اخف مهما يكون تقيل، ويمكن انتِ مجربتيش تشيله لحد، تجربيني؟”
توسعت بسمتها أكثر وهي تردف قائلة:
“موافقة، بس اللي ميرجعش يندم بعدين”
🌸اللهم اعن على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك🌸
وقفت أمام المرآه تتأكد من أن كل شىء بها على مايرام ثم أمسكت حقيبتها وودعت والدتها ونزلت لأسفل حيث يقف هو بإنتظارها وهو يستند على سيارته ويرتدي بدلة رسمية بدون رابطة عنق وشعره مسرح بطريقة منقمة وعطره يصل إلى انفها رغم المسافة التي بينهما.
ولأول مرة تنتبه لملامحه الوسيمة تلك، هل.. هل سيشرح للفتيات ويقف أمامهمن بهيئته تلك كي يتغزلن به كما يفعلن مع اي دكتور وسيم يأتي لهم؟
نظرت له بشرز ووعيد وقد أعمتها غيرتها وتبدلت ملامح وجهها وهي تقترب منه، بينما هو لاحظ تغير ملامح وجهها للضيق فجأة، ليسألها بقلق وهو يهتف:
“مالك يا روان… حد زعلك؟”
عضت على شفتيها السفلية بغيظ، اهو بهذا اللطف معهم أيضاً؟ لقد أنستها غيرتها كيف يتعامل مع الفتيات دون أستثناء حتي هي كانت من بينهن.
أومأت له بالرفض ومازالت ملامح وجهها مقتضبة
وهي تتخيل تغزل الفتيات به وترسم بعقلها ابشع السنيورهات، لتهتف بفجأة بصوت مرتفع قائلة:
“انت مش كنت قولت من فترة قبل ما تتقدملي انك مش هتدينا… رجعت ادتنا تاني ليه؟”
ورغم أنه لم يفهم سبب غضبها بعد أو لمَ تسأل هذا السؤال ولكنه أجابها بهدوء بعدما صعد السيارة وهي جواره قائلاً:
“الحقيقة انا كنت طلبت من دكتور زميلي يديكم بدالي علشان ساعتها كنت عايز أبعد، ولما اتقدمتلك تاني بدأتي رحتلك مع المرض وانا مبقتش ادي، لكن حاليا معدش فيه سبب يخليني اقف”
وكأنه استشف غيرتها عليه ليقول بخبث:
“ولا انتِ بقى عايزاني اروح ادي في جامعة تانية بعيد عنك؟”
نظرت له بحدة أكثر وقد بلغ منها الغضب، ف على الأقل هو هنا أمامها ولن تسمح لإحداهن بأن ترفع نظرها له، لكن بعيداً عنها لم تستطع فعل ذلك.
ماكان عليها بأن تأخذ رجلاً وسيماً قد يتهاتفن عليه الفتيات، وكأنه قراى تعابير وجهها حتى تعالت صوت ضحكاته في السيارة وهو يحاوطها بإحدى ذراعيه قائلا بصدق:
“مفيش واحدة في الدنيا دي تقدر تلفت انتباهي غيرك، وبعدين انتِ عارفة كويس اني مش بدي لحد فرصة يتكلم معايا وبتعامل مع الكل بحدود وفي حدود الضرورى بس مش كدا؟”
لقد استطاع بحديثه إطفاء بعض النار المشتعلة بداخلها، أومأت له ببمسة وقد هدئت قليلاً وهي تستند برأسها على كتفه.
وصلا إلى الجامعة وما إن صف سيارته ودخلا من البواية سار كلاً منهما مفرداً كي لا يفتح مجال لاي حديث عنهما ولكنه كان يتابعها بانظاره حتي وصلت مدرجها بسلام.
دخلت ثم جلست قليلا لتكتشف بأن دكتور المادة تغيب اليوم، لذا قررت أن تستغل الوقت لتذهب إلى المسجد وقد اشتاق قلبها له وبشدة
🌸لا تمل من التوبة حتى وإن تكرر الذنب..
أليس كلما إتسخ ثوبك غسلته ؟!
كذلك كلما أذنبت..🌸
وقفت روان في مسجد الجامعة بتردد بعدما تم إختيارها لإعطاء درس اليوم نظراً لغيابها الطويل منذ مدة، لذا تم الوقوع عليها ورغم أنها من داخلها كانت تشعر بالسعادة إلا أنها أيضاً تشعر بالخوف الشديد والرهبة داخلها وتحديداً أمام هذا العدد وهي لا تعلم من أين تبدأ ولكنها عزمت امرها وسمت الله بداخلها ثم جلست بداخل الحلقة وشرعت في الحديث:
“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حابة أقولكم إنكم بجد وحشتوني جدا وحقيقي كنت مفتقدة للمسجد وأجواء المسجد وعلشان كدا حابة إني اتكلم معاكم لأول مرة عن حاجة بحبها وهي الصدقة واللي حقيقي بسببها انا قدرت اتخطئ حاجات وقبل ما اتكلم عنها تحديداً هحكيلكم قصة”
توقفت وهي تأخذ نفساً عميقاً وزفرته بتمهل ثم أكملت حديثها قائلة:
“كان فيه واحد اسمه ابا نصر الصياد والراجل دا كان حاله فقير جداً ومعدم وكان عنده زوجته وابنه ومش لاقي ياكلهم، فكان ماشي وهو شايل هموم الدنيا والآخرة وعمال يدعي ربنا يرزقه لانه مش عارف هيأكل زوجته وابنه ايه.
وهو ماشي قابل شيخه أحمد بن مسكين واللي اول ماشافه سأل عن حاله وسبب الهم اللي باين عليها ف حكاله إنه مش معاه اللي يأكل بيه زوجته وابنه، فشيخه قاله صلي ركعتين وادعي ربنا وتعالى ورايا.
وبالفعل عمل زي ما طلب منه وراح وراه للبحر وسمى الله وطلع سمكة أدهاله وقاله روح بيعها في السوق وهات بتمنها اكل لإبنك وزوجتك، وهو مصدقش خبر وراح باعها فعلا وجاب بتمنها شطيرتين واحدة باللحمة وواحدة بالجنبة.
قبل ما يروح راح لشيخه الأول يديله واحدة لانه الفضل ليه بعد ربنا بس هو رفض وقاله” لو أطعمنا انفسنا هكذا ما خرجت السمكة” وقاله ياكلها هو ومراته وابنه.
وهو ماشي في الطريق راجع بيته قابل ست عجوز ومعاها ابنها وبتبكي من الجوع هي وابنها، أول ما شافها تخيلها زوجته وابنه ومن غير ما يفكر راح مديلها الفطرتين اللي كانوا معاه والست فضلت تدعيله كتير.
كمل طريقه وهو بيفكر هيجيب أكل ازاي لانه كدا معملش حاجة، أول ما دخل قريته لاقى واحد عمال ينادي باسمه، أول ما راح وشافه الراجل قاله إنه كان عمال يدور عليه وإن والده كان ليه عنده 30 ألف درهم وهو جه يدهوله.
متخلين 30 الف درهم وقتهم كانوا يساوا أد اي؟ بعد ما كان رجل فقير لا يملك قوت يومه بقى راجل غني وعنده فلوس كتير لدرجة إنه بينفق بالالف درهم مرة واحدة.
من كتر ما كان بينفق كتير اتغر وبقى عنده شهوة نفس،
ف في يوم من الأيام نام وحلم إن فيه منادى بنيادي:
“يا ابا نصر الصياد يا ابا نصر الصياد… هلم حسناتك وهلم وسيئاتك” .
اتعرضت سيئاته في كفة وحسناته في كفة تانية، انتوا متخيلين اي اللي رجح؟ هتقولوا طبعا الحسنات دا كان بيتفق بالالف درهم مرة واحدة، لكن للاسف سيئاته اللي ربحت، فضل يبكي ويبكي حتى كادت أحشائه أن تقطع من شدة بكائه ويقول ازاي وهو مش مصدق، طلع إن وراء كل مال كان بينفقه شهوة نفس وحب صنيع.
الملك نادي وقال شوفوا لو باقيله حاجة تانية، رد المنادى وقال لحظة كان ليه شطيرتين اعطاهم لست عجوز وصغيرها، فرح اووي وتهللت اساور وجهه، لما اتحطوا اتساوى ميزان الحسنات مع ميزان السيئات.
الملك قال شوفوا لو ليه حاجة تانية علشان الحسنات تربح المنادى قال بقيلة فرحة الست ودعائها ليه لما عطالها الشطيرتين، وبكدا هبطت كفة الحسنات، الملك قال باقيلة حاجة تاني؟ قاله اه دموع الطفل الصغير وفرحته بالطعام،
فربحت وربحت كفة الحسنات وهو بيبكي من الفرحة واللي كانت سبب نجاته الجواز الفطاير اللي مكنش معاه غيرهم، صحي من نومه وهو بيبكي وبيحمد ربنا وافتكر قول شيخه لما قاله لو أطعمنا أنفسنا هكذا ما خرجت السمكة.
تخيلوا كان سبب نجاته اي رغم كل الفلوس اللي أنفقها؟ اوعوا تستقلوا بأي عمل بتعملوه لعلى وعسى يكون سبب نجاتكم.
وتعرفوا إن الصدقة دي لها فضل عظيم عند ربنا ممكن تكون سبب نجاتنا من النار والأهم اننا نعملها وهي خالصة لوجه الله.
والأجمل بقى إن الصدقة مش بس فلوس لأ، دا حتي الابتسامة بناخذ عليها صدقة، لو تفتكروا زمان لما كنا صغيرين كنا بناخذ تبسمك في وجة أخيك صدقة، إماطة الأذى عن الطريق صدقة، لو شيلنا طوبه من الأرض دي صدقة، تقريبا كل الاعمال الخير اللي بنعملها صدقة.
بل الصدقة دي بتفتحلنا أبواب رزق كتيرة وعمر ما الفلوس بتنقص بل بالعكس، الفلوس اللي بتطلع لله بيرجع معاها فلوس وبصحة وبركة،
انا بقالي فترة مش مستوعبة خالص اللي عمال أقراه عن الراجل بياع الفاكهة اللي بقا في لحظة ماشاء الله عنده محل خاص بيه وفلوس بتتحدف عليه شمال ويمين حرفياً وناس بتجري عليه تقدّم مساعدات هو نفسه مطلبهاش وأرجع بعدها اسأل نفسي وأقول كل دا من إتنين كيلو برتقان بس! معقول الصدقة الطيبة بتعمل كدا فعلاً حتى لو كانت زهيدة بالشكل دا! معقول دا كرم ربنا في دنيا لا تساوي عنده جناح بعوضة! طب ازاي هيكون كرمه في جنة عرضها السماوات والأرض!اللهم إنا لك فردنا إليك منها رداً جميلاً ولا تجعلها أبدا أكبر همنا..
“مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّـهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون”
انتهت من سرد حديثها بفرحة شديدة وهي ترى الجميع ينظرن لها ببسمة، شعرت بالفخر الشديد من نفسها، وبالتأكيد سيفرح بها زين أيضاً ويكون فخوراً بها.
خرجت من المسجد وهي تتصل بهاتف زين ولكنه لا جدوى
وقفت بملل وضيق وهي لا تعلم كيف ستجده ولكن فجأة تهللت أساور وجهها بفرحة وهي تتذكر أنه بالتأكيد سيكون بمكتبه، كيف تاهت تلك الفكرة عن بالها.
ذهبت إليه بحماس شديد لكي تروى له ما فعتله اليوم وأنها قصت لهم القصة التي سبق وأن حكاها لها حينما كانت مريضة ويجلس جوارها كي يخفف عنها.
وقفت أمام باب مكتبه وهمت لتطرق الباب ولكنها وجدته مفتوحاً، لذا دلفت للداخل كي تفآجئه ولكنها تصنمت مكانها وهي ترى زين وبأحضانه فتاة!!
شعرت ببروة تسري بداخلها ولم تصدق ما تراه بعينها فبالتأكيد هي تحلم،
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حكايات سنفورة)