رواية حصونه المهلكه الفصل السابع 7 بقلم شيماء الجندي
رواية حصونه المهلكه الجزء السابع
رواية حصونه المهلكه البارت السابع
رواية حصونه المهلكه الحلقة السابعة
” انفصال”
هل سمعتم عن الخناجر المسمومه يوماً ؟!!!!! هل طُعن أحدكم بخنجر مسموم أشد الطعنات ؟!! هل يستطيع أحد وصف شعوره حين يُطعن ام أنه سوف يخر صريعاً في الحال …. ؟!!
لقد كانت حاله من الهرج و المرج تُسيطر علي ذلك الجناح الملكي للزوجين الشابين …
أحدهم يُصارع بلكمات عنيفه بقلب مفطور علي ماضي أليم غرس خناجره داخل طيات قلبه المكلوم ، غريزه انتقاميه زرعها الأب ليرثها الإبن برغبه متوحشه بالقتال من أجل استرداد كرامه لمن لا حياه لهم ….
أما الآخر يصارع بضربات أشد قسوه و غل علي حاضر رآه بأم عينيه ينزف الدماء ! مُنهكا من هول ما رأي لجسد صغير برئ كهذا ، لم يكن بحاله ليعرف ماذا حدث يكفي هيئه شقيقته الملقاه أرضاً إلي الآن …
صرخات مروعه من الناس و اندفع العم و الابن بمحاولات بائسه لفض ذلك الاشتباك العنيف الذي كاد يقضي علي حياه أحد الأحفاد ..
أسرع الجد الي هاتفه يستدعي أفراد الحراسة علهم ينقذون ما يمكن إنقاذه جلست الجده و العمه أرضاً بجانب الحفيده المصابه بإصابات بالغة بأنحاء جسدها الصغير ..
وقفت “ندي” أمامها تبكي بقهر وندم ، الآن فقط ! الآن رأت نتيجه جُرمها بعينيها ، الآن شعرت بمدي وحشيه أخيها ، الآن علمت انها مُجرمه ، بل الأشد اجراماً بتلك الغرفه !!!!
صرخت العمه بفزع و هي تتفقد نبض ابنه الأخ الغائبه عن الوعي ..
– كفااااايه حرام عليكممم ،أسيف بتروح مننا نبضهااا بيضعف ونفسهاااا رايح !!!
تلك الصرخه كانت الصفعه التي تلقاها ذلك الأخ الجريح .. جريح بجسده بعد تلك الملحمه الضاريه … وجريح بقلبه علي تلك الماسه الغاليه التي تدفع أغلى الأثمان نتيجه رعبها وضعفها …
ترك الزوج المُدنس .. و هرع إليها و دموعه لأول مره تهطل أمام الجميع رفع رأسها برعب أن تكون لديها كسور و يؤذيها بحركه غير مقصوده .. وجهها المشوه بالدماء .. أعينها المُغلقه بهدوء نفسهاااا الذي علي وشك السكون .. أصابه بالقهر ، عليه أن يقوم ليفتك بذلك القذر لكنها تذهب عنه هبط بجانب أذنها يتوسلها ودموعه تتساقط من فوق لحيته المشذبه لتهبط علي عنقهااا
– سامحيني !! انا قولتلك بلااش ياأسيف ،حقك عليا بس متسبنيش أرجوك ِ !! أنا مليش غيرك … أرجوك ِ !!!!
لا حياه لمن تنادي … لا يوجد سوي الصمت الذي أغرق الغرفه تلك الشهقات الصادره عن الجده المُسنه و العمه المذهوله المصدومه بابن الأخ الشرس و تلك البريئه .. ابنتها الروحيه … و تلك المُجرمه ، عجبااا أتبكي ؟!! هل لديك من المشاعر ما يتيح لكِ بالنواح الآن ؟!! أم أنه شعور الذنب القاتل ؟! هل علمت مدي جُرمك !!! إنه عصرنا الحديث قاتل القتيل يسير بالجنازه ايهاا الساده …..
هل عليه انتظار المسعفين الذين وصلا باحه القصر الفسيح الآن ..؟!
مرت لحظات و دلف المسعفون إلي الغرفه و بحركات عمليه و آليه كان جسد البريئه مسطح أعلي الفراش النقال الصغير ..
تابعتها أعين الفهد المتربصه و لأول مره ينتفض قلبه بابتعادها ، هل لأنها طوال الشهر لم تفارقه ، أو بالأصح لم تفارق وحشيته ؟!! ام لأنه اعتاد التحكم بها .. ترحل الآن غائبه عن عالمهم أمام أعينه و بجانبها أخيها المرتعب يسير مسرعاً يلاحق الخطوات ، إنه عهد نكث به مره و لن يفعلها مره أخري … لن يتركهاا ابداا !!!
أسرع الجميع خلفهم حتي هو !! الجاني لم يتمالك نفسه تلك المره … هرع إلي قميصه الذي لازال بمحله أعلي الأريكة .. يرتديه و هو يخرج من الجناح مسرعاً خلفها !!!
-***-
بالمشفي .. و بعد مرور الوقت اللازم لإسعافها ..
مكث جسدها الهزيل أسفل تلك الأجهزة الطبيه الحديثه ، راقبها الشقيق المقهور من خلف الزجاج اللامع و مقلتيه تحاول السيطره علي تلك الدمعات التي تُصارع للإفلات و الهطول لأجلها …
كم هو شعور مؤلم .. شعور العجز !! إنه عاجز الآن .. عاجز عن رؤيه براءتها !! كما عجز منذ أسبوع عن اكتشاف ما يحدث … فقد صارحه الطبيب ببعض الكدمات بأنحاء متفرقه من جسدها الصغير المتخفي أسفل ملابسها .. و التي من الواضح أنها تعود إلي الأيام السالفه ، اااه ايهاا المُدنس ؟!!! اااه والف ااااه أيتها البريئه الضعيفه ؟!!! لمَ لم تصارحه .. لقد وعدته إن فعل لها شيئ سوف تتحدث ؟!
أغمض عينيه بحزن و هو يلوم نفسه ، إن كانت أمه الآن معها لكانت استطاعت معرفه مايحدث لهااا
كم هي وحيده … نظر إلي الهاتف خاصتها الذي يمسكه بين أنامله فور أن سلمته المشفي إياه و قد وُجد داخل ملابسها … لمَ تحمل صغيرته الهاتف داخل ملابسها ، هل إلي تلك الدرجه ترتعب من ذلك الرجل ، أم أنها كانت تريد الاستنجاد به ..لقد جُن عقله من تلك الأفكار المشتته …
زفر بارهاق و وقف يستند إلي الجدار و بدأت أصابعه تعبث بالهاتف …. اضاءت خلفيه الهاتف بصورتهما معا باحدي الرحلات و هي تندس داخل أحضانه محيطه خصره و تلك البسمه تزين ثغرها برقه … دمعت عينيه و راحت أنامله تعبث بالهاتف عله يجد أي شيئ .. أي شيئ يفهم منه أين كانت بتلك الاسابيع ..
بدأت أنامله تعبث بلا هواده بأنحاء سجلات الهاتف .. توقف عند سجل المكالمات لحظات عاقداً حاجبيه … إنها مكالمه .. ليله عودتها … صادره منهااا إليه !! و اجاااب ؟!!! كيف !!! عقد حاجبيه و اعتدل بوقفته .. المكالمه عباره عن دقيقه واحده !! هو كاد أن يجن ليصل لهااا … راح يفكر أين كان بذلك التوقيت .. هل أفلت هاتفه مثلا و أجابها دون قصد !! لفت انتباهه علامه التسجيل للمكالمه !!!!!
من الواضح أن أناملها المرتعشه المرتعبه ضغطت فوق تسجيل المكالمه لينكشف الحق .. وتنفضح الحقائق .. و تسقط الاقنعه المزيفه عن الجميع ….
ضغطه واحده من إصبعه و كان صوتها المرتعب يصدح بالأرجاء الهادئه لتتسع الأعين و تسقط القلوب أرضاً مع نغمات صوتها الحزينه و التي كانت مقابلها صوت يعرفونه جميعاا .. لكنه تخفي بالقسوه يرفض مطلب بسيط برئ … ثم تبعته كلمات نزلت علي أذنه و قلبه و عقله كالخنجر تقطعه إرباً ….
ذُهل ، و لكن كان الجميع بنفس الحاله العائله كلها سوي الفهد المتربص بعيداً عن الأجواء قريباً لتلك الملاك ….
اتسعت أعين “ندي” و هي تستمع إلى قسوتها الغليظه بأذنها ، تستمع إلى الرجاء المرفوض من الصديقه وابنه العم ، اللعنه علي تلك اللحظه .. اللعنه علي الشيطان الأناني الذي وسوس لهاا
لحظات يُغلق عينه و يفتحها يحاول استيعاب صوت شقيقته الغاليه الرقيقه التي تستنجد به و هو لا يعلم .. صوت مقهور باكٍ مرتعب تقابله الزوجه بالرفض ؟؟!!!!!!
زوجته المصون !! زوجته التي أوهمته أن “أسيف” علي ما يرام بشهر العسل ؟!!!! زوجته التي كانت تخلق المبررات لصرف ذهنه عن شقيقته …. هل كانت تعلمممم !!؟؟؟
فتح عينيه فجأه و تحولت نظراته المشتعله نحو تلك التي تنوح بلا توقف بالركن البعيد داخل أحضان عمتها المذهوله مما استمعت للتو .. و راحت أيديها تسقط عن كتف ابنه أخيها الشيطانه الانانيه بصدمه تااامه !!!
كادت تقف تفر من أمامه لكن قد فات الأوان ، لقد فُضحت بأمر رباني بحت ، إنها العداله الالهيه ، هل كانت تظن أنها سوف تفلت بفعلتها الشنعاء ؟!
اندفع نحوها و عينيه تقدح بالشرار الغاضب و علي غفله منها أمسك ذراعها يصيح بها بصراخ مروع و أعين الجميع المذهوله تتجه إليه :
– كنتِ عااارفه … كنتِ عارفه أن أختي بيحصل فيها كده ؟ كنتِ بتحاولي بكل الطرق تبعديني عنها !!!! ازااااي … كاااانت بتحاول تستنجد بياااااااا ومنعتيهاااا !!!
هرع إليه “نائل” و قد بدأ العاملين بالمشفي بالتجمع علي ذلك الصوت المرعب المخيف …
كانت يد “تيم” أسرع منه حيث جذب خصلاتها بعنف صارخاً بغضب :
– و جايه تمثلي قدام الكل مش كدااااا ، فكراه هتضحكي علياااا بدموع التماسيح دي ؟!!!
اتجه إليه الجد و العم أيضاً يحاولان فصله عنها و هما لا يصدقان مااستمعا إليه من الابنه تجاه تلك الفتاه … ترك خصلاتها و تركت أنامله علامات علي وجهها و “نائل” يسحبه بقوه بعيدا عنها ليصرخ بهاا بقهر :
– ياااولاد الكلبببب بتتفقوا عليهاااا !!!
صرخاته كادت تشق الجدران لكن خالطته صرخات أخري مفزوعه !!! لم تكن سوي صرخات شقيقته اندفع الجميع إلي الغرفه التي غفلوا عنها … ليجدوا الممرضه واقفه ترفع يديها لتوازي رأسها تحاول تهدأتها و أنها بعيده عنها للغايه..
علي الفور تلاقت أعين ذلك الصامت الغاضب و الذي حاوطته أسرته الصغيره بتلك المذعوره الجالسه فوق الأرضية البارده .. تنظر لهم بهلع محيطه جسدها بذراعها السليم … و قد بدأت تستعيد ومضات من أحداث الساعات الماضيه …
Flash back
دلف إلي جناحه ليلقي سترته بإهمال أعلي الأريكة تبعها القميص كعادته و كاد يمر إلي غرفه الملابس .. لكن تلك الحوريه بذلك الفستان القصير التي لملمت خصلاتها برقه لتسترسل علي كتفها الصغير العاري بعض الشيئ ..
نظر إليها بنظرات هادئه فهي منذ عودتهم و رغم تجنبها إياه إلا أنه يتلكأ لها و لا يحبذ صمتها ذلك لقد أصبح الوضع ممل لكنه بالفعل لا يجد لها ثغره واحده ..
أصبحت الكوابيس تزوره كثيراً بتلك الاونه و يشعر بها تستيقظ علي صراخه الحاد و فزعاته لكنه يجدها تغلق عينيها بخوف كطفله صغيره .. حتي لا تُكرر مشهد نهايه شهر عسلهاا المزعوم …
سارت عينيه بلا شعور تفصل معالم جسدها الأنثوي المرسوم أسفل ذلك الرداء الذي وصل الي ركبتيها بعناء ..
لقد حركته نحوها بلا اراده منهما .. اتجه إليها لتنكمش بجسدها و هي تتقهقر إلي الخلف بأعين قلقه متوتره من نظراته الهادئه الثابته فوقهااا …
ابتسم و جذبها إليه فجأه من خصرها الممشوق لتشهق بعنف و تتسع رماديتيها تنظر إليه و قد ارتفعت يده تزيح تلك الخصلات عن وجهها لتغلق عينيها بعنف استعداداً لصفعه من يده .. لكنه قرب فمه يهمس بنعومه غريبه عليها بأذنها بنبره هادئه لينه :
– متخافيش يابيبي !!
ارعبها أكثر حين احتوتها ذراعيه القويتين لتشتد قبضته فوق خصرها و ثغره العابث بدأ بمهمته اللذيذه أعلي بشره عنقها الناعمه ….
ارتجف جسدها بعنف و خوف و رفعت يديها تحاول دفعه و هي تتملص من بين ذراعيه بأعين مذعوره دامعه ..
رفع رأسه ينظر إليها رافعاً إحدي حاجبيه من تمنعها البائن بوضوح و تمردها عليه .. وضح قُبله عميقه بجانب شفتيها ليتمادي بعدها و يديه تتمادي معه لتهمس بخوف حين فشلت فمجابهه قوته الجسمانيه :
– من فضلك سيبني !!
حروفها الناعمه الخارجه من شفتيها الصغيره لم تكن بالتوقيت الصحيح لكليهما قبضت شفتيه علي شفتيها بقوه يلتهمها بنهم لتزداد حركتها الدفاعيه الخائفه و أصبحت تنتفض بأحضانه صارخه به :
– ابعد عني ، بلاااااش كده !!
نفرت عروقه بغضب من أفعالها المبالغ بها ليقبض علي خصلاتها بعنف غاضب صارخاً هو الآخر :
– أنتِ ايه حكايتك بالظبط ، انا ساكت من بدري ، دي حقوقي متخلنيش اخدها غصب عنك !!
صرخت بخوف و هو يمد يده ناحيه طرف فستانها ليُمزقه ارتفعت يده يصفعها صارخاً بها :
– اخرسي بقاا !!
لم تصمت بل ازدادت حركاتها التشنجيه و راح جسدها ينتفض وتتشكل صوره الشاب المرعب اللئيم الذي مر علي حادثته سنوات أمامها لكنها لازالت داخل قوقعه رعبها من ذلك العنف ..
شعر أنها تتمرد ليس إلا .. و بلحظه كان ينزع حزامه و تتوالي عليها الجلدات القاسيه .. وصلت إلي الباب أثناء زحفها .. كاد يعطيها ظهره و يتوقف لكنها فاض بها الكيل لتتسند واقفه و هي تفتح الباب لتهرب من أمامه لكن هيهات .. لمحها ليرفعها عن الأرض من خصرها صرخت برعب ليغلق الباب بالتو و اللحظه مُكملا ما بدأه بعنف أشد و خاصه حين صرخ اخيها من خلف الباب …..
Back
يديها أعلي أذنها تصرخ بعنف وخوف ترتجف مثل العصفور الصغير ليندفع “تيم” علي الفور ناحيتها و رغم صراخها الذي صم أذنه و حركاتها لدفعه عنه .. تمسك بجسدها داخل أحضانه يُزيد من قوه دسها داخله و عينيه تصب دموعها أعلي خصلاتها ليهمهم بكلمات بصوت متحشرج بأذنها لعلها تهدأ و قد كااان….
هدأت تدريجياً و قد بدأ الخدر يسري بجسدها و هي تهمس باسمه تمسك بيدها الصغيره السليمه التيشيرت خاصته تدفع وجهها المدموم بتجويف عنقه لتختبئ عن أعينهم المتلصصه لذلك المشهد المُبكي المُحزن للشقيقين
-***-
حل مساء اليوم التالي علي الجميع عادت إلي القصر جميع العائله بعد فرض “تيم” لرأيه عليهم و أن المكوث بجانب شقيقته الحبيبه هو أفضل الحلول للجميع الآن ..
بالمشفي و تحديداً بغرفه “أسيف” جلب “تيم” قدح القهوه الساخن و اتجه إلي غرفه شقيقته النائمه و هو يرتشف بعضها عله يفيق قليلاً إلي أن تعود العمه بالملابس كما أصرت منذ وقت بالهاتف عليه …
بدأت تفتح عينيها لتتسلل تلك الرائحه إلي أنفها .. رائحه القهوه التي أصبحت تمقتهاا من شده محبته لهاا …
اتسعت أعينها بذعر و هي تحاول الاعتدال لكن جسدها لم يستجيب لها .. لازال المخدر اللعين يعبث بخلاياها راحت دموعها تسيل بخوف و هي تكتم أناتها .. خوفا من تواجده لكن أخيها الذي طل عليها بطوله الفارع يراقب وجهها بقلق و هو يهمس لها مملسا علي خصلاتها برفق :
– أسيف حبيبتي أنتِ صاحيه !!
فتحت أعينها علي الفور تتأمله بتوتر واضح ناظره إلي الفنجان بيده ثم أغمضت عينيها و سيل الذكري المؤلمه يطعنها بخنجره عقدت حاجبيها برقه ليميل عليها متسائلاً بقلق :
– حبيبتي اجيب الدكتور ؟!
كادت تهز رأسها لكن ذلك الألم المسيطر علي معظم انحائها خذلها لتهمس له مطمئنه إياه بنبره منهكه خافته للغايه :
– لا انا تمام .. !!
جلس علي طرف الفراش يمسك يدها السليمه سوي من بعض الجروح و الندوب مقبلاً إياها برفق ثم احتفظ بها بين يديه و أعينه ترمقها بنظرات حانيه هادئه لتبادله باخري دامعه حزينه .. تهمس بخوف :
– أنت لوحدك !!
تفهم خوفها علي الفور و همس لها وهو يعيد تقبيل باطن كفها و استقام يجلس جانبها يعاونها بالجلوس برفق و هي مستسلمه لحنانه الأخوي جاورها ثم دسها داخل أحضانه لتدور مُقلتيها بالغرفه بقلق .. :
– محدش غيري هنا .. متخافيش مش هيقدر يقربلك تاني طول مانا عايش …
التفت ذراعها السليمه حول خصره و هي تدس جسدها أكثر بأحضانه برعب واضح … ليغمض عينيه بألم وفتحها حين هسمت له بصوت مبحوح :
– فهد كان هيعمل زي مروان ياتيم .. انا خوفت و هو .. هوو ..
شدد من احتضانه لها يهمس لها و هو يمسح دموعها التي بدأت تغرق وجهها :
– محدش هيقدر يلمسك تاني ياقلب تيم اوعدك !!
ثم راح يقبل خصلاتها برفق محاولاً التغلب علي دموعه التي بدأت تسيل و احساس الندم و اقترافه الذنب يتفاقم داخله شعرت بشيئ خفيف يسقط علي خصلاتها لترفع رأسها ناظره إليه بصدمه … تيم يبكي !!!
إنه الدرع الحامي الواقي .. لا يبكي ابدااا منذ متي تعلم ذلك !!!!!
رفعت أناملها بشكل تلقائي تمسح دمعاته برفق لتجده يجذبها بقوه لاحضانه هامساً لها بجميع الاعتذارات التي يعرفها .. فهمت من حشرجه صوته بالبكاء المرير .. :
– حقك عليااا .. سامحيني !!!
رفعت يدها لخصلاته تربت عليها باسي و هي تقول بحزن وصوت هادئ
– متعيطش انا مش زعلانه .. متعيطش !!
طفله .. طفله صغيره اقحمها بيديه بعالم مُظلم و بين أنياب فهد شرس .. لم يفهم إلى الآن لماذا فعل ذلك بشقيقته … !!!!!!!
راح يراقبهم بصمت تام من خلف الزجاج .. و ما هي إلا دقائق و سحب نفسه قبل أن يلمحه أياً منهم و هو يزيح دموعه بغضب دفين !!!!
-***-
عادت “أسيف” إلى القصر لكن بحاله سيئه للغايه أصر “تيم” علي تواجده بالجناح معها .. تنام هي علي الفراش و هو علي الأريكة .. هكذا خططا معاً وهو يبحث بكل مكان عن النذل المختفي ؟!!!! اما الشقيقه الخائنة الملعونه قد حان وقت الانتهاء من تواجدهاا !!!!
مساء بجناح “تيم” و فور استغراق “أسيف” بالنوم تحرك من جانبها بهدوء و هو يقبل وجنتها بلطف مخرجاً إياها من أحضانه و قد جلست العمه امامها .. تحسبا لأي ظرف طارئ !!!!
اتجه إلي جناحه و هو يضرب بكلام الجد عرض الحائط حيث طلب منه أن تتعافي شقيقته قليلاً ثم يفعلا ما يريدان و ذلك بعد طلب “تيم” بترك القصر باصرار تام .. لكن هنا الخدمه أفضل لشقيقته و لينهي أيضاً علي الأخوه ثم يرحلااا
دفع الباب بقوه لتنتفض “ندي” ذات الوجه الشاحب من جلستها و تقف تنظر حياله برعب تحول إلي شهقه عنيفه حين دفعها إلي الحائط بقوه واضعاً يده أعلي رقبتها يخنقها و قد تصاعدت أمام أعينه صوره شقيقته و هي تنزف من جميع الجهات ..
ارتعشت “ندي” برعب و هي تنظر إليه بهلع تحاول أن تحصل علي بعض الهواء لتملئ به رئتيها الصغيره .. تبدل لون وجهها إلى الأحمر القاتم و اتسعت أعينها لتسير الدموع النادمه علي وجنتيها .. تتوسله بنظراتها المرتعبه لم يبالي بل نظر داخل عينيها و رماديتيه تشع غضب الكون هادرا بعنف :
– مالك خايفه تموتي ياحبيتي ولا ايه !!
عجزت عن إجابته و هي تعافر للبقاء لكن هيهات فتلك الأعين التي طالما اشبعتها عشق و حنان أصبحت تلوح بسهام الاحتقار و البغض .. لأول مره تري ذاك الملاك بتلك الحاله …
نفرت عروق رقبته و هو يطالعها ببغض و ندم علي فعله كادت تقضي علي حياه من ينبض قلبه بسببها .. ضغط بقوه أكبر علي رقبتها لترفع يدها تحاول إبعاده و أعينها تتسع شيئاً فشيئ … ليكمل هادرا :
– ليييييه عملت فيكِ إيه عشان تعملوا فيها كده .. للدرجادي انا مغفل ، للدرجادي بيضحك عليااااا أختي هتروح مني بسببك ، انتي ايييه ازاي الرحمه اتعدمت منك كداااااااا ؟!!!
دفع “نائل” الباب بتلك اللحظه يحاول ابعاده صارخا به :
– كفايه يااتيم اللي بتعمله ده غلط هتموتهااا !!
نجح الأخير بفصله عنها لتشهق بعنف و يدها تحاول تدليك رقبتها و أنفاسها تتصارع لتنتظم مره أخري ليهدر “تيم” بعنف غير مبالي بغرس خنجر كلماته بصدرها :
– تموت ولا تغور في داهيه ، واختي انااا حقهاا فين ،هاااا !!
دار حول نفسها يشد خصلاته بعنف و أصبحت عينيه شديده الاشتعال يهدر بغضب :
– دي … دي اتصلت تستنجد بياااا … انا ناايم في العسل و معيش القذره في جنه … و أسيف بتموت كل يوووم !؟!! ده انااا كان نفسي اكلمها بسسس .. كنت حاسس !!
اتجهت أنظاره الغاضبه إليها و كاد يندفع مره أخري نحوها لكن “نائل” أسرع يمسك به و دموعه تلمع داخل مقلته علي ملاك العائله الصغيره … و علي شقيقها المذبوح بخنجر مسموم هكذا أمامه حاول تدارك الوضع يردف برفق :
– تيم محدش فينا قابل ده علي أسيف .. بس هي محتاجاك دلوقت .. انت مشوفتش حالتها ؟! ارجوك روحلها دلوقت !!!
وقف الآخر ينظر إليه لحظات قبل أن يرمقها بنظرات ازدراء ثم قال بصوت متحشرج من شده مشاعره المختلطه .. :
– انا كنت عارف اني هندم علي الجوازه دي .. أنتِ طالق !!!
اتسعت أعينها و اسرعت إليه تمسك يده راكعه علي ركبتها و دموعها تغرق وجنتيها الحمراء صارخه بعنف وحنجره محروجه :
– لا ياتيم انااا عملت كده عشاان بحبك ، كنتت عاااو….
اخرستها تلك الصفعه المدويه من يده التي صمت أذنيها لينفض جسده بعدها بعيداً عنها و كأنها وباء يصيح بهااا بعنف ونظراتها الساخره تحرقهاااا :
– أخوكِ كان بيعمل كده لما أسيف كانت بتحاول تنطق …..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حصونه المهلكه)