رواية حصونه المهلكه الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم شيماء الجندي
رواية حصونه المهلكه البارت الرابع والعشرون
رواية حصونه المهلكه الجزء الرابع والعشرون
رواية حصونه المهلكه الحلقة الرابعة والعشرون
” معي !”
طرقت “ندي” أعلي باب المكتب بهدوء ثم فتحت الباب و دلفت إلي الجد المُسن المُنتظر قدومها بهدوء يتكئ بذقنه إلى العكاز يراقب حركتها الهادئه بصمت تام …
وقفت هادئه على غير عاده تنتظر حديث الجد الذى دعاها منذ فتره وجيزه إلي غرفه المكتب منذ الصباح الباكر حدقت به باندهاش لصمته و كادت تتفوه لتبدأ الحديث لكن دخول عمتها اصمتها عن الحديث لتستمع إلى صوت الجد الهادئ يقول أخيراً :
– تعالي اقعدي جنبى ياندى أنا و عمتك هنقولك كلمتين ..
انصاعت له و اتجهت إليه ترافقه بجلسته فوق تلك الأريكة تراقب ملامحهم الهادئه لتتفوه عمتها و هى تعتدل بجلستها فوق الكرسى أمامهم :
– ندي حبيبتي احنا مش عارفين نتكلم معاكِ من ساعه ما رجعتى بالسلامه ، يعني قعداتك معايا خفيفه اوي ، ايه رأيك تغيري جو هنا شويه ؟!!
عقدت حاجبيها واردفت بدهشه :
– اغير جو فين ياعمتو اللى اعرفه إننا بنجهز للحفله السنويه للمجموعه هنسافر دلوقت ؟!!!
تنهد الجد و هو يربت على خصلات حفيدته فور أن اعتدل قليلاً ليواجهها بنظراته الحانيه و أردف بلطف :
– للأسف ياندي أنا مضطر أسافر ؛ لأنى محتاج جلسات علاج و هاخدها فى لندن عمك مراد جاي معايا و عمتك قاعده هنا إيه رأيك تيجي معايا ؟!!
نظرت لهم بهدوء ثم قالت بصدمه تشير إلى نفسها باستنكار :
-أنا ياجدو ؟!! اجي معاكم ، طيب و عمتو مش هتروح ليه اعتقد حضرتك ترتاح معاها اكتر مني ..
ابتسم الجد لتظهر تجاعيد وجهه اللطيفه و داعب وجنتها بحنو قائلاً بلطف :
– مستغربه ليه ياقلب جدو هى أول مره تسافرى معايا ؟! و مين قالك إنى مش هرتاح معاكِ ؟!!
بللت شفتيها و تساءلت بصدمه واضحه :
– طيب و فهد عارف كده ؟!! ده كان لسه بيرتب معايا اننا نسافر يومين كده ..
أردفت “سمر” فور أن أطلقت تنهيده حاره :
– لا ياندي بس جدو هيقوله …
نكست رأسها لحظات تفكر بهدوء و الجد و العمه فى حاله ترقب صامته بانتظار ردها .. لترفع رأسها بعد فتره وجيزه تردف بهدوء :
– تمام معنديش مشكله لو فهد وافق …
ثم وقفت تستأذنهم الإنصراف لتخرج تاركه إياهم بحاله صدمه لقد توقعا مماطله و رفض لكنها ادهشتهم لأول مره …
أنا لا أريد الاستقامة التامه الكمال للواحد الأحد ، لكنى كالطفل أقف أحيانا مُعانداً من حولى للسير بمفردي فأتعثر و اسقط صارخاً ببكاء مرير ليس ضعفاً ؛ إنما هو كمداً لذاك الفشل البديهى فلا تعجب إن رأيتنى أقف شامخاً مجرد أن تمسح أمى دمعاتى و أعيد تجربتى و أنا على يقين بتعثرى، هكذا الحياه وقفات و عثرات و أنا تعودت نسج قوتى من بقايا ضعفى .. فلا تعجب !!!
#شيماء_الجندى
#حصونه_المُهلكه
-*-
جلست “أسيف” فوق الفراش ترفض محاولات صديقتها المقربة “فرح” بالهبوط معها إلى عملهما لتصيح “فرح” بتذمر :
– يووه يا أسيف إيه البواخه دى قومي بقااا البسي ده أنا جيالك مخصوص لحد هناااا …
زفرت بغضب تنفخ وجنتيها ثم تعتدل بجسدها فوق الفراش تقول بارهاق من إصرار صديقتها :
– يااافرح قولتلك مصدعه و مش بقدر انزل و اناااا مصدعه متتعبنيش بقا أكتر و امشى ..
نظرت إليها بحزن لطردها لها لكنها انتقلت إلي جوارها تربت على ظهرها هامسه باعتذار :
– متزعليش مني ياأسيف أنا مش عاوزاكِ تقعدى لوحدك و تفكرى كتير عشان بتتعبي و تصدعى أكتر .. و بعدين أنا مش بعرف أنزل المرسم منغيرك .. هقوم امشى و اطمن عليكِ لما تصحي ….
خجلت “أسيف” من فعلتها مع تلك الفتاه الحنون و أمسكت يدها تهمس باعتذار و أعين تائهه دامعه :
– متزعليش منى يافرح أنا حقيقي مش قادره انزل و فعلا طول مانا لوحدي بفكر ، و مش عارفه اعمل ايه ..
عادت الرفيقه الحنون تجاورها تربت على خصلاتها بلطف قائله بتبسم :
– ياقلب فرح أنا مش بزعل منك حد يزعل من ملاك زيك ؟!
صرخت مقلتيها بالحزن تقول بصوت مبحوح على مشارف البكاء :
– مبحبش الكلمه دى بقيت بتتعبنى .. كلهم بيقربوا مني عشان كده يافرح ..
أدمعت أعين الأخرى و هى تراقب كمد صديقتها الحميم الرقيقه و تهمس لها محتضنه إياها :
– ايه الكلام ده يابنتى اللى يقرب منك تيم ياكله بسنانه و أنتِ عارفه كده .. اللى فات مات ياأسيف لازم تنسى عشان تطلعي لقدام مش ترجعي لورا … و بعدين أنتِ ملاك و نص كمان ..
تنهدت بحرارة و همست لها هى الأخرى :
– تيم أول مره يخبي عليا حاجه كده و ده زعلنى أوى ، مبقتش عارفه اعمل ايه بجد ….
ظلت تربت علي جسدها تمسح دموعها باناملها الحره هامسه لها :
– أنا معرفش حصل ايه لده كله ياأسيف بس اللى أنا متأكده منه إن تيم عمره مايأذيكِ أبدااااا ده روحه فيكِ
رانت “أسيف” بالصمت لحظات ثم رفعت رأسها تزيح خصلاتها خلف أذنها قائله بارهاق :
– هقولك كل حاجه يمكن تفهمى و تفهمينى …
مر الوقت تسرد لها تفاصيل ليلتها الماضيه و ما قصه عليها طبيبها و أخيها … تابعتها “فرح” بملامح مصدومه لتهمس بصدمه :
– يعني فهد كااان عارف مكانكم ؟!! و عاوز يعالجك قبل ما تطلقوا ؟!!! طيب طلقك ليه ؟!
عقدت “أسيف” حاجبيها و أردفت باستياء :
– معرفش تفاصيل الطلاق كل اللى أعرفه إن تيم جاب الورقه ليا بعد كان يوم و بس كده …
لترد “فرح” بهدوء و لطف :
– طيب فين مشكلتك بقي تيم و مكنش يعرف .. يزيد طبيعي ينجذب ليكِ بس اللى مش طبيعى إنك مكنتيش اتعافيتي ياأسيف متزعليش مني ، بس هو كده شبه استغل خوفك من فهد و احساس الذنب عنده هو اللى كان مخليه مش بيكلمك و بيتجنبك ، أما فهد حقيقى محتاره فيه ، يعنى ياأسيف أنا متحطش مكانك ولا أعرف سبب انفصالك من أول شهر جواز بس هو اللى عمله ده كله مايغفرش ليه غلطته عندك و ..
قاطعتها تصيح بأعين متسعه تهز رأسها بالسلب و يديها معاا :
-لالاااا أنتِ متعرفيش عمل ايييه و كل ده ما يغفرششش ..
عقدت “فرح” حاجبيها و تساءلت بصدمه من رفض صديقتها القاطع هكذا :
-ياأسيف محاولاته كتير و فكره إنه بيحاول يعالجك دى صدمتني كنت فاكره انفصالكم باتفاق لكنه شكله عكس كده …
عقدت حاجبيها تردف بغضب و صوت مرتفع قليلاً :
– لااااا ياااافرح انتيييي مش فااااهمه جوازنا كان غلط و اتصلح و خلاااص انتهي و أنا بكرهه مهمااا عمل …
مالت “فرح” برأسها قليلاً و اردفت بغضب من اصرار صديقتها :
– ليييه كل ده خااانك ؟!! ضربكككك ؟!!! أيه السبب فهد مثالى
انتفضت واقفه تصرخ بغضب ماقته على صديقتها :
– مثااالى ليكيييي روحى خديييه و شوفي بيعمل إيه بنفسككككك ….
فرغت “فرح” فاهها بصدمه جليه تراقب صديقتها التى تقف و عينيها تقدح بألم و غضب واضح للعيان رُباااه ماذا فعل ذاك الفهد لتتحول هكذا من مجرد حديث ؟!!!
وقفت “فرح” تعتذر مسرعه و قد أدركت أنها نبشت بحرج عميق الأثر بتلك البريئه اقتربت منها بأعين دامعه تهمس لها :
-أسيف اسفه والله مااقصد اضايقك خلاص بلاش نتكلم عنه تانى اوعدك مش هتكلم تانى …
هدأت تدريجياً تراقب حال تلك الرفيقه التى تطالعها بقلق واضح و حزن طاغى ، و لأول مره تتجرع كأس رفيق الدرب الصالح ….
قالوا يوماً اختر الرفيق قبل الطريق .. أتذكر صديقى ؟! أتذكر حين توكأت عليك يوماً ما و أنا أنزف دماء أوجاعى و طعنات الغدر تحرق أحشائى و أنحائى ، لم تؤلمنى تلك الجروح كما آلمتني دفعتك لىّ بعيداً كأني وباء ، لم تؤلمنى ندوب روحى كتلك النظرات القاسيه التى انطلقت أسهم غدرها تتناثر فوق ما تبقى من طريقى لتُعركلنى … لكنى عاهدتك حينها أننى بلحظه وصولى نهايه دربى لن ألتفت لأري ماذا فعلت تلك السهام بك؟!!! و أنا على عهدى و وعدى ما حييت …
شيماء_الجندى
حصونه_المُهلكه
اتجهت “أسيف” إلى المرحاض بعد اتفاق مع صديقتها أن تتجهز للذهاب إلى عملها …
وقف حائراً خارج غرفه شقيقته و هو يطرق الباب للمره التى لا يعلم عددها لم يتمكن من رؤيتها منذ أمس حيث طلبت منه أن يتركها بمفردها لترتاح و هى تتجنب النظر إليه لكنه قلق للغايه !
زفر بارهاق ثم طرق الباب للمره الأخيره و دلف إلى الداخل لتتسع عينيه حيث يرى تلك الفتاه القصيره تتلوى بجسدها برقصات شبه بهلوانيه و هى تتحرك باتجاهه تعطيه ظهرها و تصم أذنيها بتلك السماعات …
فرغ فاهه لا يستطيع السيطره على ضحكاته و هو يشاهد هيأتها الغافله عن تواجده اقتربت للغايه منه كاد أن يرفع يده و ينزع عنها سماعات أذنيها لكنها تعرقلت فجأة و صرخت برعب أن تسقط أرضاً …..
مد ذراعه مسرعاً يسند جسدها لتتعلق تلقائياً برقبته شاهقه بعنف تكتم بقايا صرختها لتشتعل وجنتيها على الفور و يتلون وجهها بالأحمر القانى و لا زالت عينيها البنيه الجميله متسعه تحدق به بصدمه و عقلها لا يستعب أنه يضحك الآن هكذا أمامها و هى بأحضانه !!!!!!
حدقت به بوله واضح و قد طاحت تلك الضحكات الرجوليه بما تبقي من عقلها .. بدأ صدرها يعلو و يهبط بتوتر و خجل فور أن بدأ هو يهدأ و يحاول نفض هيأتها الكوميدية عن عقله .. توقفت ضحكاته أخيراً ينظر إليها أثناء استقامته بها فى حين أنها لا زالت تتشبث بعنقه و قد سيطرت الصدمه على خلاياها فلم تقوَ على استيعاب أى شيء سوى أنها باحضانه بالقرب من ذاك القلب القاسى الذى امتلك فؤادها بلا عناء ابتلعت رمقها ثم راحت عينيها تتفقد ملامحه الرجوليه برويه و كأن ذاك الرجل ألقى تعويذه سحريه من نوع خاص ليمتلك حواسها ……
رفع يده عن خصرها و قد توترت ملامحه حيث يرى ذاك اللهيب بعينيها الجميله حمحم و كاد أن يرفع يده لإزاحة يديها المتشبثه بعنقه حين طالت فتره تواجد تلك الفاتنه بأحضانه عن اللازم !
انفتح باب المرحاض بنفس اللحظه و خرجت “أسيف” تجفف خصلاتها بالمنشفه الصغيره لتتسع عينيها حين وقعت على هذا المشهد الصادم !
أخيراً أفاقت تلك المُتيمه و انزلت يديها عنه و قد اشتعلت وجنتيها ناهيك عن اشتعال جسدها بذاك القرب المُهلك رفعت عينيها لترى تلك النظرات المصدومه بأعين صديقتها خشت أن تفسر موقفها بشكل خاطئ و أنها تستغلها لتصيح و هى ترفع يديها أمام وجهها بلهجه دفاعيه :
– أنا كنت هقع والله ياأسيف و هو لحقنى ….
نظر إليها الأشقاء بصدمه من ذاك الخوف المبالغ به .. حدق بها “تيم” بابتسامه هادئه ثم تدارك الوضع يقول بلطف متجهاً إلى شقيقته يقول بصوته المبحوح :
– آسف أنا قلقت عليكِ مكنتش اعرف ان عندك ضيوف …
وضع تلك القبله الحانيه أعلى مقدمه رأسها ثم أزاح خصلاتها المبلله يحتضن وجهها بكفيه قائلاً بحنو بث تلك الطمأنينة و الدفئ بداخلها و أصاب تلك المتابعه بابتسامه صامته بالقشعريره :
-أنتِ بخير ! لسه زعلانه منى ؟! أنتِ متهونيش عليا أبدا ياأسيف مفيش حاجه ممكن تقلتني غير زعلك كده …
لم تتحمل تلك النظرات من ذلك الرجل كم هو رائع هى حزينه لشعورها أنه تآمر مع رجل آخر حتى إن كان لأجل مصلحتها لكنها تحبه إنه شقيقها الرائع الحنون كما تصفه تلك الفرح المشجعه لها بنظراتها لإنهاء خصامها الغير عقلانى …
نظرت إليه ثوانٍ معدودة ثم اشرق وجهها الجميل بابتسامه بشوش و أحاطت خصره تدس جسدها الصغير باحضانه تقول بهدوء هامسه بأذنه :
– مقدرش أزعل منك ابداااا ياتيم أنا مليش غيرك …و مش هحب حد قدك ….
خرجت من أحضانه ترمق تلك الخجوله بطرف عينيها و قد اشتعلت برأسها فكره ما لتقول بصوت واضح :
– تيم ممكن اطلب منك طلب ؟!!
رد باندهاش :
– طبعاً ياحبيبتي ..
أشارت إلى صديقتها بطرف عينيها و قالت بهدوء :
– ممكن توصل فرح المرسم أصل هاخد عربيتها اروح مشوار و عربيتى في التوكيل أنت عارف ..
لم يتثنَ له الرد عليها حين صدرت تلك الشهقه العفويه من تلك الفتاه الجميله مما جعله يشيح وجهه متبسماً بلطف ..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حصونه المهلكه)