رواية حصونه المهلكه الفصل الأول 1 بقلم شيماء الجندي
رواية حصونه المهلكه الجزء الأول
رواية حصونه المهلكه البارت الأول
رواية حصونه المهلكه الحلقة الأولى
“نزاع!” /
أسدل الليل ستاره علي ذلك القصير المنيف الساحر والذي يضم أكبر عائلات مدينه الاسكندريه الساحره.. “عائله البراري” تلك العائله التي تمتلك أكبر قصور المدينه و أجملها لما لا وهي تستحوذ علي كبري المصانع والشركات فهي عائله مشهوره إقتصاديا واجتماعياً بالأوساط المخملية !!
وقفت ” أسيف ” بتلك الحديقه الخلابه تدور بعينيها باحثه عن أخيها وهي تحتضن تلك الهره الصغيره النائمه بوداعه وسلام داخل أحضانها لتنتفض علي ذلك الصوت الذي باغتها من خلفها مباشره يقول بقوه :
– إيه الجميله واقفه بتدور علي ايه !!
إلتفتت بأعينها المتسعه من تلك المباغته لتبتسم برقه علي الفور حين وجدت ابن عمها المشاكس “نائل ” يبتسم بهدوء لها ثم مد انامله يداعب شعر القطه الناعم وهو يقول بلطف :
– اسف مقصدش اخضك !
هزت رأسها بالنفي و لازالت تبتسم بهدوء تجيبه :
– لا ولا يهمك !! انا كنت فاكره تيم هنا بس شكله مشي !!
تبسم ضاحكا وهو يهمس لها :
– لااا ده عنده اجتماااع في اوضه المكتب !!
همهت علي الفور وقد فهمت مغزي ضحكته بالتأكيد اجتماعه مع ذلك الوحش المرعب لها ! لتعقد حاجبيها وهو تقول بتساؤل :
– متعرفش معاهم قد ايه !! اصل تيم كان عاوز جدو في موضوع مهم !
عقد حاجبيه يردف باندهاش قائلاً :
– لا ماهو جدو جوا معاهم … وهو اللي طلبهم !!
انتقلت عقده الحاجب إليها وبدأت رأسها تدور بالأفكار عن محوي ذلك الاجتماع الطارئ فالجد لا يجتمع باخيها وابن عمها سوي بالحالات الطارئه للغايه !!
أفاقت علي طرقعه نائل امام عينيها وهو يقول بصوته الاجش وقد بدا متوترا بعض الشيئ :
– بقولك ايه ماتعملي خدمه لابن عمك حبيبك !
ضيقت عينيها الرماديه الخلابه لتقول علي الفور :
– لا يانائل انا مش هغطي عليك تاني في مشاويرك دي كل مره بتحصل كارثه والمره اللي فاتت الوحش الهمجي ده كان هيرميني من فوق السلم بجد و حصلت مشكله بينه وبين تيم تاني وآآآ !!!
قطع حديثها يكمم فاهها بيده وهو ينظر بأعين متسعه لها غامزا لها بالخلف اتسعت رماديتيها وقد فهمت أنها اهانته وهو خلفها ليتركها “نائل” وتستدير بجسدها تقابل عينيه الهادئه وكأنها لم تنعته بشئ منذ لحظات واقفا يضع يديه بجيبي بنطاله وقد شمر عن ساعديه المفتولتين كعادته تاركاً أزرار قميصه العلويه مفتوحه بارزا صدره العضلي خلف قميصه الذي رسم تفاصيل جزعه العلوي المنحوت ببراعه ….
ابتلعت رمقها بقلق من صمته المخيف !! أجل هي تهاب صمته أكثر من غضبه … بالتأكيد يدبر بعقله كيف يقتلها الآن !!
انقذها من تحديقها به لكزه من “نائل” وهو يهمس بقلق :
-مش تاخدي بالك !
تابعت الهمس معه وهو تقول بصوت يغالبه الارتباك :
– بس اسكت … مش قولت انهم في اجتماع !
ضربت الكلمات عقله ليبتسم علي الفور وهو يقول بصوت رجولي أجش كاسرا حده الصمت التي تلف الأجواء :
– ايه ده انتوا خلصتوا بدري اجتماعكم يعني !
صمت لحظات ظن أنه لم يسمعه وكاد يعيد حديثه لكنه اخيرا خرج صوته القوي وهو لم يزحزح عينيه عنها تلك التي تقف محتضنه هرتها وكأنها تحتمي بها …
ابتسم بسخريه بعقله لكنه حافظ علي برود ملامحه وهو يردف :
– خلصنا ولمحت مراتي المستقبليه قولت اشوفها واقفه ليه هنا دلوقت !
عقدت حاجبيها الرقيقين بعدم فهم وظنت أنه قد جُن !! اين زوجته لايوجد غيرها هنا !! هل هي بالداخل !! هل أتي بفتاه تتعرف إليهم !! أيا كانت هي تشفق علي تلك المسكينه دون معرفتها !!! لما يحدق بها الآن !! هل هي اساءت فهمه ، أم توهمت أنه تحدث !!! إلتفتت تنظر إلي “نائل” الذي بادره بالحديث يقول بملامح مصعوقه :
– مراتك !! انت هتتجوز يافهد !؟ غريبه اوي … طيب هي جوا تحب ندخل نتعرف عليها ! انا مشوفتش حد وانا طالع دلوقت !
حسناً هي ليست بمفردها التي استمعت إلي ذلك إذا هي لا تتوهم !! إنه يتزوج ! ومن الأفضل أن يتزوج ويذهب بعيداً عن القصر !! ابتسمت حين وصلت إلي تلك الأفكار ! وكادت تدلف للداخل لكن شُلت حركتها للتو مع كلماته البارده التي صدرت منه وهو يسير بعينيه الشيطانيه أعلي تفاصيل جسدها الصغير مرددا ببرود صقيعي !!
– وتدخل ليه ماهي قدامك اهي !
– أسيف !! تعالي ياحبيبتي !!
أفاقت علي يد أخيها تجذبها من أكتافها بقوه حانيه !! من أين ظهر ومتي !! لاتعلم حقا لا تعلم ماذا عليها أن تقول الآن فقط أعينها المتسعه وملامحها المصعوقه هي خير اجابه علي ماحدث لثاني مره ينقذها “نائل” متسائلا !!
– قدام مين !! أنت قصدك أسيف ، ما حد يفهمنا فيه ايه !!
تقدمت مع أخيها بصمت تام تتفرس معالم وجهه التي باحت لها بمدي غضبه الآن ، وبطبعها الحاني آثرت الصمت إلي أن يروق باله قليلا ويتحدث لها ..
كادت أن تمر بسلام من جانبه لكنه رفع صوته المتهكم الواثق يُحدث أخيها قائلاً …
-مش العروسه ليها رأي برضه حقي اسمعه !!
تيبست قدماها بمحلها ، بالتأكيد هي المقصوده تلك المره مهما حاولت استبعاد الفكره لايترك لها مجالا لذلك رفعت رماديتيها المتسعه نحو اخيها الذي برزت عروق وجهه من فرط عصبيته وغضبه المكتوم … صاح فجأه بغضب :
– أنا قولتلك انسي إلا اسيف ، أنت ازاي ت..
قطع كلماته الشرسه دخول الجد البراري الكبير وهو يتشدق بكلماته الغاضبه تجاه حفيده المنفعل مستنكراً رده فعله علي ابن عمه الاكبر ..
-جرا ايه ياتيم ازاي تعلي صوتك كده ، فهد عنده حق هو انت اللي هتتجوزه ؟!
ثم لانت نبرته قائلاً وهو يحدق بتلك الرقيقه التي اندست داخل أحضان أخيها تدريجياً مع ارتفاع الأصوات …
-أسيف ! تعالي ياحبيبتي عاوزك !
أنهي كلماته فاتحاً ذراعه كإشاره لاستقبالها باحضانه الأبويه ، لتنسل من أحضان أخيها و هي تحاول ضبط أنفاسها التي سلبها ذاك الموقف المخجل الذي وُضعت به رغم أنفها !
دلف الجد وهو يحاوط كتف حفيده إلي الداخل لينضما الي أفراد العائله الصغيره “العم مراد ” ، ” العمه سمر ” ،” الجده مريم ” ،” ندي “بتلك الباحه الواسعه من القصر … اتجه خلفهم كلا من الأحفاد تباعاً … وقد تضاربت المشاعر بين غاضب وحائر وداهيه بارد يراقب ما يحدث بهدوء كعادته الشيطانيه لا يمكن لأحد توقع تصرفاته أو مشاعره ابدااا !
تطلع الجد لحظات إلي أحفاده ثم أردف بوقار وهدوء ناظرا إلي حفيدته ” أسيف ” الهادئه ؛ التي جاورته فوق الأريكة الراقيه ..
-أسيف انتي اكيد عارفه ان تيم كان هيطلب ايد ندي النهارده رسمي من اخوها فهد !
رفعت “أسيف” عينيها الي “ندي” التي اندلعت الحمره إلي خديها بخجل وتبادلا ابتسامات صغيره قطعها الجد حين قال :
– وفهد وافق … بس تيم هو اللي رافض دلوقت طلب فهد منه ؟!
حسنا الجد الماكر يلقي الكره بملعبها أمام الجميع .. ! هي فطنت إلي طلب فهد الذي تم رفضه لكنها لم تعقب حين استمعت الي صوت “نائل” يقول موضحاً بنفاذ صبر :
– وطلب فهد ده أنه يتجوز أسيف .. يعني من الآخر عاوز يبدل معاه !
نطق كلمته الاخيره بضحكه قصيره شاركته بها العمه ليزجره أبيه بنظره حاده علي سخافته بذلك التوقيت ، حدقت أسيف بوجه ندي الذي بهت علي الفور حين استمعت طلب اخيها .. او بمعني أدق “شرطه ” كيف له أن يفعل بها ذلك ، صمت الجميع منتظرين اجابه العروس الصامته التي تحدق بأخيها الآن !!
راقبها بصمت تام سامحا لعينيه بتأمل جسدها الصغير الانثوي !
لمحت عينيه لتشتعل الحمره بوجنتيها و هي تحاول استجماع كلماتها بعد أن صمت الجميع من حولها لتقول أخيرا بصوت مبحوح :
– جدو أنا عاوزه اتكلم مع تيم شويه ممكن !!
رد الجد باندهاش :
-ودي عاوزه كلام يابنتي ! موافقه او لا !!
تنهدت أسيف وقد بدأ التوتر يسيطر علي انفاسها لتردف بنبره متشنجه :
-جدو متزعلش مني بس موافقتي او رفضي ملهوش لزمه لو رأي تيم عكس رأيي ، أنت عارف اني مش باخد قرار من غيره !!
لمعت عيني “تيم” مرسلاً إليها نظرات دافئه فور أن طمأنته بكلماتها الرقيقه ليرفع رأسه رافعا إحدي حاجبيه بتحدي سافر إلي ذلك الجالس يتابع ما يحدث ببرود صقيعي ونظراته لم تنتقل عنها هي وحدها !!
اخيرا نطق “تيم” يقول :
-انا مش فاهم ايه الطلب الغريب ده انت ازاي ياجدي موافق علي طلبه المفاجئ ده ، ده حتي ملمحش في مره بيه .. !!
رفع “فهد” إحدي حاجبيه يردف بعنجهيه واضحه :
-وانا المفروض اني كنت امشي اتغزل في اختك عشان تصدق اني عاوز اتجوزها !
اضطربت أنفاسها من كلماته الغير مباليه بشعور تلك الرقيقه التي لا تصدق الي الآن ما يحدث لهاا ولكن هب “تيم” فجأه بغضب يعنفه بقسوه صائحا بعنف :
– تمشي تتغزل في مين ماتحترم نفسك يابني ادم انت !!
– تيممممم !!!
كانت تلك صيحه في الجد المسن الذي وقف غاضبا يقول :
-تاني مره تعلي صوتك قدامي ،انت اتجننت ! ابن عمك مقالش حاجه عيب او حرام ،متعصب كده ليه ! كان اتعصب هو لما طلبت اخته !
جز “تيم” علي اسنانه يردف بغضب وهو يسحق الحروف بين شفتيه …
– انت بتدافع عنه ليه كده ياجدي ضدي ؟!
تنهد الجد وقد بدأت لهجته تلين حتي يسنح له التفاهم مع ذاك العنيد .. ليقول مستعيدا بعض هدوءه :
-يابني انا ولا ضدك ولا ضده انا مش فارق معايا غير راحه أسيف ، فهد مكلمني من فتره في مسألتهم وقالي أنه مستني تخلص امتحانات ويطلبها منك ، بس انت سبقته وهو لقاها فرصه مناسبه بس كده …
وقفت “أسيف’ تحتضن ذراع أخيها بعد أن هبت “ندي” واقفه بغضب تتحدث إلي “تيم” :
– وانا اخويا فيه ايه وحش عشان ترفضه بالشكل ده ! ايه عمل مصيبه لما طلب اختك !! كلنا هنتحايل عليك تقبله !
احتدت نظراته و ألقاها بنظرات لاهبه وبدأ يعود لعصبيته المفرطه وقال بغضب :
– ندي ماتتدخليش في حاجه زي .. الا أسيف عندي انتي عارفه انها خط احمر عندي مهما كنتي بالنسبالي !!
اتسعت عينيها من حديثه الفظ لتشد “أسيف” ذراعه حين أصبحت الأمور سيئه هكذا وبدأ الجد يقترب و أعينه تلقي “تيم” بغضب لاسلوبه مع حفيدته لكن وقوف ذلك الفهد واندفاعه ناحيه “تيم” و أعينه قد بدأت تظهر امارات الغضب يردف صائحا :
– انت مين اداك الحق تكلم اختي بالشكل ده ، اختك غاليه اوي واختي انا اللي رخيصه !!
كاد يندفع ناحيه لكن وقف “نائل” والعم مراد بينهم وجهر “مراد” بغضب :
– انتوا اتجننتوا ايه اللي حصل لكل ده ، انتوا بتتلككوا لبعض ! أسيف خدي اخوكي واطلعي اوضتك من فضلك ! اتفاهموا فوق ….
عقد الجد حاجبيه بتفكير مستنكرا التأجيل بذلك الأمر لتقول عمتها ببشاشه هادئه لتزيل التوتر الدائر بالاجواء :
– خلاص يابابا متضغطش عليها كلنا عارفين أسيف مرتبطه ازاي بتيم خليهم يتفاهموا شويه واهو احنا قاعدين هنروح فين كلنا !
نظر الجد الي حفيدته الجميله لحظات ثم اومأ لها وهو يحذرها بلطف :
-أسيف عقلي اخوكي وفهميه انه عيب يتصرف كده وانا موجود انا عمري ماأذيكي يابنتي !
عضت علي شفتيها بخجل وهو تسحب يد “تيم” إلي أحضانها لينظر اليها ويراها تتوسله باعينها الجميله ان يتبعها وقد كااان !
اغمض عينيه يزفر انفاسه ثم جذب يدها الصغيره وهو يتجه معها إلي الأعلي بخطوات راكضه وهي تتبعه غافله عن نظرات ذلك الغاضب التي تابعتهم بصمت !!
-***-
اجتمعت الدموع بمقلتيها الرقيقتين وهي تنظر الي اخيها الواقف امامها يحيط وجهها بكفيه الخشنه المضاده لنعومه بشرتها الملساء الناعمه ….
جذبها “تيم” الي أحضانه القويه يربت علي خصلاتها وهو يداري غضبه ودمعاته ساخطا علي تلك العائله يلعن داخله ويسب بأبشع اللعنات علي ذلك الوضع الذي وقعت به شقيقته الغاليه الرقيقه …
أحاطت عنقه بقوه ثم وضعت قبله صغيره من شفتيها الرطبه أعلي صدغه برقه ليخرجها من أحضانه تكور هي الاخري وجهه بين يديها الصغيره الناعمه تبتسم له ببراءه شديده ليزداد غضبه علي نفسه ومن حوله لكن بالتأكيد يستثنيها هي من ذلك الغضب الذي تموج به رماديتيه التي ورثها هو وتلك الملاك عن أبيهما الغالي لكنها لم تكتفي بوراثه عيني ابيها فقط !!!
لطالما شابهت تلك الصغيره التي جاوزت العشرين عاماً امهم الحنون … طالما كانت غاليته واستثناؤه الوحيد !!! طالما احبها ورعاها تلك الرقيقه المدلله !! كيف لها ان تجابه ذلك الوحش الضاري !!! كيف لها أن تروضه !!!
أفاق من شروده بملامحها علي صوتها الرقيق الحنون تردف ببراءه وهدوء كعادتها :
– تيم ! انت بخير حبيبي !!!
أغمض عينيه حين همست بتلك الكلمات له يهز رأسه بالسلب منتفضا من فوق تلك الأريكة التي اتخذ مكانه فوقها منذ دقائق ينظر لها بهلع مرددا وهو يجز علي أسنانه بغضب :
– لا انا مش هتجوزها ولا انتي هتتجوزي البني ادم ده !! انا مش ممكن اعمل فيكي كده !!
انتفضت هي الأخري تتشبث بذراعه بحزن طاغي ثم اندفعت إلي أحضانه وقد بدت علي شفا البكاء تحيط عنقه هامسه بصوت متقطع بنشيج باكٍ
– لا ياتيم عشان خاطري لو بتحبي متعملش كده!! مين قالك إني مش عاوزه ده !!! انا موافقه عليه !!!
أخرجها من أحضانه لينظر داخل رماديتيها وهو يقول بنبره صارمه قويه اهتز بدنها لها :
– لا ياأسيف .. انا هعيش بذنبك طول حياتي !! مش هقدر اعمل فيكي كده ياحبيبتي !!
كاد أن يلفظها من أحضانه ويتجه الي الخارج .. وكادت أن تتركه لكن ضربت برأسها صوره “ندي ” .. تلك الفتاه الرقيقه المتيمه باخيها والتي تنتظره منذ أعوام بصبر تام فهي تعشقه منذ ان كانت صبيه بالرابعه عشر ، وهاهو حلمها يقترب .. لكنه يتوقف علي كلمه منها هي !!!
اندفعت إليه مسرعه تهتف بخجل وهي تمسك ذراعه متشبثه به تهمهم بكلمات غير مفهومه منكسه رأسها بخجل .. ليعقد حاجبيه بعدم فهم ويمد أطراف أصابعه يرفع وجهها الصغير المستدير ليواجه مقلتيها الدامعه الخجله تهمس له بشفاه مرتعشه :
– انا موافقه علي فهد ياتيم !!
اتسعت عيناه بصدمه وكأنها صفعته للتو ليقول باندهاش ووجه مشدوه !!
-أسيف حبيبتي انتي مستوعبه بتقولي ايه !!! مش ده فهد المتوحش زي ما بتقولي !!! ده فهد اللي مبتحبيش تقعدي معاه ف قعدات العيله !! مش ده اللي قولتي انه انسب واحد يتقال عليه اسم عيلتنا ” البراري ” !!! وانه اتفصل ليه الاسم !! عاوزه تفهميني كل ده اتغير في لحظات !! بعد ما سمعنا قرار جدك تحت !! لا قرار ايه دي مقاضيه .. اجوزه اختي واتجوز اخته !! ده لو اخر رااج…آآآ!!!!
اوقفت استرساله بالكلمات تضع يدها فوق شفتيه وقد بدأت قواها أن تخور امامه لكن لا لتصلح الامر وتطمئن علي أخيها وصديقتها ابنه عمها !! ثم تنهار وحدها برعب من ذلك الكائن !!! بدأت عينيها تذرف الدمعات التي كانت تسقط علي قلب ذلك الماثل أمامها تكويه .. لترتمي فوق صدره العريض حتي لا تواجه تلك الثاقبتان التي تكشفاها بلحظات !! وتهمس له بنشيجها الباكي :
– تيم صدقني انا عوزاه ورحمه ماما وبابا ما تتسرع لا انا ولا ندي هنرتاح كده !! وبعدين انت معايا مش هتسيبني كل الحكايه هتنقل الدور اللي فوق بس !! ولسه في فتره خطوبه لو مش هتأقلم معاه اوعدك هسيبه ونوقف كل ده !!!
أغمض عينيه يستمع الي كلماتها المتعقله وهو يكاد يجزم أن شقيقته تضحي من أجله ليس إلا !!! هو يعرفها جيدا !! لن تتركه وحبيبته المسكينه بداخل تلك النيران الحاميه التي اشعلها جدهم بعادات وتقاليد تلك العائله اللعينه !!! كيف لبعض الأعراف أن تتحكم بهم هكذا !!
احكم ذراعيه حولها وهو يرفعها بين ذراعيه متجها بها إلي الفراش بعد أن شعر بارتجافها وانتفاضها باحضانه لم تفلته !! قد خارت قواها بالفعل لكن لن تتركه قبل ان تأخد وعد منه بعدم الرفض !!
تمسكت بقميصه ليجاورها داخل الفراش مبتسما بهدوء حين فهم رسالتها بعدم تركه إلا حين تسمع ما يرضيها !! لكن هل يرضيه ذلك هو ايضا !! هل يقنع ذاته بكلماتها الرقيقه التي نسجتها من وحي خيالها البرئ !! أيتها الفراشه الناعمه كيف لذلك البراري ان يتركك وشأنك !! لكنه معها لن يتركها حتي ان وصل الحال لقتله !!!
أفاق للمره التي لا يعلم عددها بشروده علي لمستها الرقيقه أعلي وجنته وقد مسحت دمعاتها تنظر إليه بابتسامتها المشرقه وهي تستند بذقنها الصغير فوق صدره !! كعادتها تسرق ابتسامته ببرائتها اللامتناهيه لم يخشي عليها سوي من تلك البراءه الورديه التي تملكها .. كيف تروض ذلك القاسي !!!
لكنه نفض رأسه يحيط وجنتيها وهو يعتدل ويشدها بقوه لأحضانه يهمس لها :
-أسيف !! انا مقدرش ابقي اناني افهميني عشان خاطري !! كده انا بقدمك قربان ليه !! مش هستحمل ده !!
ابتسمت تمازحه وهي تخرج من احضانه تلكزه برقه تقول
-قربان ايه ياساقط نحوي أنت !! هتعمل فيها مثقف !!
ارتفع إحدي حاجبيه وقد بدأت تتشتت افكاره بابتسامتها وكلماتها ليرد مزاحها قائلاً :
– بقي انا ساقط نحوي!! بتنكري فضلي امال مين كان بيذاكرلك وطلعتي عينيه ومكنتيش بتنيميه هاا !!
رفعت خصلاتها بكبرياء مصطنع وهي تغمز له باحدي عينيها بشقاوه محببه له:
– كنت بتسهر عشاني برضه مش عشان حبيبه القلب !! ياولااا !!
رفع حاجبه باستنكار وهو يتهرب من كلماتها يقول :
– حبيبه قلب !! و ياولااا !! انتي تربيتي أنتِ !!! أنتِ ربايه قصور البراري !!
ارتفعت ضحكاتهم معا حين قلدها هكذا ليحيطها مره اخري هامسا بصدق :
– أنتِ عارفه إن كل تصرفاتي عشانك قبل نفسي حتي !! منكرش اني حبيت ندي عن طريقك بسبب علاقتكم !! بس خليكي دايما عارفه انك قبل كل حاجه عندي وقبل ندي نفسها !! أنتِ بنتي قبل اختي ياسوفي!!
ابتسمت حين همس بذلك اللقب المحبب لها !! بل حين همس بتلك الكلمات المطمئنه الصادقه !! وماذا تريد الفتاه بعد احتواء اخيها !!! ماذا تريد هي بعد تلك الكلمات الصادقه !!
اعتدلت تقبل وجنتيه وهي تهمس له :
– يعني هتنزل معايا دلوقت نبلغ جدو بموافقتنا !! أنت قولت اني قبل كل حاجه عندك !! هترفض طلب بنتك !!
تنهد بيأس من اصرارها العنيد الذي ورثته عن ابيهم !! يالها من مخادعه تستغل كلماته ضده !! ابتسم حين وجدها تطالعه بابتسامه امل صامته تترقب رده ليقول بنبره تحذيريه مشدده وهو يرفع سبابته امام عينيها :
– لو فكر يضايقك او حصل اي حاجه منه تأذيكي و أنتِ مقولتليش هزعل منك أنتِ ياأسيف !! وانشفي شويه كده عشان تعرفي تتعاملي مع الكائن ده !!
عقدت حاجبيها تردد باندهاش :
– انشف !! يعني اعمل ايه !!
ضرب جبهته بيأس و ردد وهو يقف ويوقفها معه :
– عملالي شوارعيه وانتي مش عارفه انشفي !! يعني خليكي جامده ياحبيبتي متسكتيش زي عادتك الهباب !!
زمت شفتيها وعقد حاجبيها وهي تطالعه بحزن مصطنع :
-انا عاداتي هباب ياتيم !!
ابتسم لها وهي يخرج معها من غرفتها يحيط اكتافها بذراعه ثم رفع يدها الصغيره الي فمه يقبلها بقوه وهو يشدد من احتضانه لها
-أنتِ كل عاداتك جميله زيك ياقلب تيم !!
ابتسمت علي الفور و احمرت وجنتيها بخجل يعهده منها منذ طفولتها لطالما كانت تخجل حتي من مديحه هو لها !! وذلك أحد أسباب رعبه عليهاا !! و اااه من رعبه عليها !!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حصونه المهلكه)