روايات

رواية واحترق العشق الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية واحترق العشق الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية واحترق العشق الجزء الثاني والعشرون

رواية واحترق العشق البارت الثاني والعشرون

رواية واحترق العشق الحلقة الثانية والعشرون

بعد مرور أسبوع
ضحكت سميرة بسبب عفت التى تعيد سرد بعض أفعال الزبائن الحمقاء.
وضعت سميرة يدها على قلبها قائله:
كفاية هموت من الضحك خلينا نقعد ونسيب النميمة،وقوليلي إيه حكاية الموز بتاع الموبايل.
جلست سميرة وجوارها عِفت التى قالت:
ده شكله مفكر نفسه دنچوان ومفكرني هبله من النوعيه اللى عنيها بتلمع وقلبها بيوقع من شوية حركات،مره جه هو بنفسه ومعاه ورد وبيعتذر عن كلام الغبيه اللى من فصيلته العنجهيه،ومره تانيه بعت ورد هنا عالبيوتى كويس إن أنا اللى إستلمته محدش من البنات خد باله كانوا نموا عليا وفكرونى بشقطه.
ضحكت سميرة قائله:
بصراحه هو شكله ذوق بغض النظر عن الغبيه اللى بتقولى عليها، والورد بيتهادى للأحبه، المفروض كنتِ تشكريه مش تاخدي الورد ترميه فى الزبالة.
ضحكت عِفت قائله:
ما انا رميت الورد لكن قبلها طبعًا خدت الكارت اللى كان معاه.
غمزت سميرة بمرح قائله:
أيوه كده، قوليلي قايل إيه فى الكارت بقى.
تبسمت عِفت قائله:
كلمتين اعتذار ومعاهم إسمه ورقم موبايله، وقبل ما تتغمزي، هو حاطط رقم موبايله عشان لو قبلت الإعتذار أرن عليه، وانا معبرتوش بصراحه، مش عارفه حاسه إن له غرض من كده، لو واحد غيره كان إنتهي الموضوع من بعد ما خد موبايله، حتى كلام صاحبته أو قريبته مالوش أي لازمه أساسًا، حاسه إن له هدف، واحد يسيب موبايله أسبوعين ليه، كان زى ما قولت له بعت أى شخص من طرفه وقال أمارة وكنت هعطيه الموبايل بتاعه، وكمان فى حاجه لاحظتها الموبايل ده تقريبًا مكنش بيرن غير لو هو اللى رن عليه، معنى كده الخط ده تقريبًا محدش يعرفه غيره.
تبسمت سميرة قائله:
يمكن زى ما قالك معاه موبايل تانى، ويمكن ده جايبه لإستعمال شخصي لنفسه كنوع من الرفاهيه.
-ممكن.
قالتها عِفت ثم قالت بتفكير:
سيبنا من سيرته قولى لى يمنى عامله إيه فى الروضة.
تنهدت سميرة ببسمة قائله:
مبسوطه وكونت اصحاب كمان، مكنتش متوقعه تندمج معاهم بسرعه كدة، واضح إن زي ماما ما كانت بتقولى إن وجودها مع أطفال زيها هينمي إدراكها وفعلًا ده اللى لاحظته فى مدة صغيرة بقت بتمسك القلم صحيح بتشخبط بيه، بس شكلها هاوية رسم ده الواضح، تقولي هرسم بطة وقطة.
تبسمت عِفت بغمز قائله:
بكره تقولك هرسم بيبي صغنن وعاوزه أخ صغنن.
توترت سميرة رغم أنها مزحه، بنفس الوقت دق هاتفها، نظرت الى شاشته ثم الى عِفت التى نهضت ضاحكه تقول:
وشك إتغير، أكيد ده جوزك، هقوم أنا أخد لفه فى البيوتى أسمع نم البنات عالزباين، وأسيبك تشغلي المُحن شويه،إنتبهي للراجل لأحسن الغمازات بتجيب مع البنات كويس .
تبسمت سميرة رغم عنها.. فكرت بعدم الرد، حتى بعد إنتهاء مدة الرنين ومعاودة الرنين مره أخري، حسمت قرارها وقامت بالرد، للغرابه عكس ما توقعت أن يثور عماد كان هادئًا
تنحنح قائلًا:
خلينا نتقابل فى الڤيلا..
أجابته بتسرُع وتبرير:
مش هينفع، يمنى من يوم ما دخلت الحضانه بقت بتاخد واجبات وانا بساعدها.
رغم ضيقه لكن شئ بداخله لا يود الضغط عليها تنهد يتحكم بشوقه لها غصبً قائلًا:
تمام.
بنفس الوقت بمكتب عماد
كان يصدح الهاتف الخاص بالسكرتيره رفع الهاتف وقام بالرد:
تمام دخليها.
ظن عماد أن سميرة أغلقت الهاتف… بينما هى بالفعل كادت تغلق الهاتف لكن رده على سكرتيرته جعلها تنتظر قبل أن تفعل ذلك.
نهض مُبتسمً يُصافح تلك التى دخلت بدلال كالعادة تقول:
متآسفه إن كنت بعطلك، بس مش هاخد من وقتك غير خمس دقايق، إتفضل.
تبسم بمجامله يصافحها قائلًا:
لاء مش هتعطليني يا چالا،بس ده إيه.
بدلال أجابته:
دي دعوه خاصه،بكره عيد ميلادي وعامله حفلة خاصه عندنا فى الڤيلا ومش هقبل أى إعتذار هنتظر حضورك للحفلة.
تبسم بمجامله قائلًا بتأكيد:
كل سنة وإنتِ طيبة وعقبال الميه، وأكيد مش هعتذر.
لمعت عيني چالا ببسمه قائله:
تمام أنا قولت مش هعطلك كمان انا كمان مشغوله بس حبيت أعزمك بنفسي.
تبسم لها مُرحبًا،
شعرت سميرة بغصة قويه فى قلبها وأغلقت الهاتف تشعر بخيبه وإقتراب نهاية حكايتها مع عماد التى يبدوا أنها شارفت على إلاحتراق…
أغلقت الهاتف ودمعة وجع تحرق قلبها.
بينما عماد بعد أن غادرت جلس خلف مكتبه يقوم ببعض الاعمال، الى أن دخل عليه هاني
تبسم له وأغلق الحاسوب قائلًا:
فكرتك رجعت للـ المحله.
جلس هانى يتنهد بآسف:
لاء هبات هنا،مصدع.
تبسم عماد قائلًا:
هيلدا مش ناويه ترجع فرنسا ولا إيه؟.
زفر هاني نفسه قائلًا بضجر:
معرفش مسألتهاش،بس لسه إمبارح بتشكر فى جو مصر وإن صحتها ونفسيتها إتحسنت وهى هنا.
تهكم هاني قائلًا:
وإيه اللى حسن صحتها ونفسيتها،مش عارف ليه حاسس إنها بترسم لحاجه،غريبه إنها تتقبل جوازك ببساطة كده،رغم محاولتها تسميمك قبل كده،لمجرد شك دماغها،سكوتها فيه فيه لغز.
رد هانى بتوافق:
فعلًا ده لغز بالنسبه لى، وكمان لما سألتها ليه نزلت مصر فى الوقت ده بالذات وليه مقلتليش حتى عشان أنتظرها فى المطار، راوغت، مش عارف حاسس إني زي التايه، ياما حاولت أقنع ماما إن تشيل فكرة جوازي هنا من دماغها أهو والله حاسس إن فداء مظلومة فى الحكاية، طول الوقت مبقتش قادر حتى أتكلم معاها بسبب هيلدا طول الوقت مركزه،أنا عارف هيلدا مش هترجع فرنسا غير وأنا معاها،وفعلًا بفكر فى كده،بس متردد بسبب فداء…كده بظلمها.
تفهم عماد حِيرته قائلًا:
بسيطة طالما كده سافر مع هيلدا فرنسا أسبوعين وإرجع تاني.
تهكم هاني ساخرًا يقول:
تفتكر دى خدعه تفوت على هيلدا،أنا خلاص حاسس إنى زى الممزع…ده اللى كان دايمًا بيخلينى أرفض أتجوز هنا مكنتش عاوز أبقى متشتت.
❈-❈-❈
بأحد محلات الملابس
كانت هند سعيدة للغايه وهى تنتهي من ضب تلك المشتروات التى أخذتها تلك السيدة الآنيقه وأخبرتها أنها جاءت بعد مدح صديقتها لها، زاغت عينيها على ذاك المنحه الماليه التى أعطتها لها مقابل خدمتها لها، شعرت بإنشراح وهي تضع ذلك بحقيبة يدها، بعد قليل جلست تُفكر تعلم أن والدتها تقوم بالتفتيش خِلسه بحقيبتها وإن وجدت مال تقتنصه من أجل الإنفاق على أغراض المنزل، ليس المنزل فقط بل إعطاء نقود لـ شعبان المتواكل عليهن، فكرت بطريقة تود إخفاء تلك النقود، إهتدى عقلها ماذا لو قامت بفتح دفتر إدخاربالبريد، لكن تهكمت على نفسها المبلغ ليس له قيمة ربما يسخر منها موظف البريد، فكرت ماذا لو إشترت قطعة ذهب حتى لو صغيرة وإحتفظت بها بدل المال، حتى هذا غير مُتاح من السهل على والدتها بيعها… فكرت وفكرت ولا شئ مقبول، عليها الإستسلام بحظها، تعمل وتُجهد وتتعرض لسخافات وغيرها يُنفق ويستمتع، لكن هذا لن يظل بعد اليوم، فكرت أن تضع المال بحوزة إحد صديقاتها بالبلدة ذات ثقه وحين يُصبح معها مبلغًا ذو شآن ربما وقتها سهلًا عليها إدخاره بعيدًا، عليها التفكير بنفسها، لن تظل بائعه بمحل عُرضة للسخافات من الزبائن… فى خضم تفكيرها صدح رنين هاتفها نظرت له سُرعان ما تبسمت حين علمت هويه من تتصل عليها ردت عليها بترحيب زائد
تبسمت الاخري بعيون تلمع بالجشع قائله:
بعتلك صاحبتي المحل أتمنى تكوني شرفتيني قدامها.
ردت عليها:
طبعًا شرفت حضرتك.
تبسمت قائله:
فى ليا صديقه كمان قولت لها أحسن الاذواق هنا فى المحله تلاقيها، رغم إنها جوزها بيسافر بره وبيشتري لها حاجات ماركات، بس قولت لها هنا فى أذواق أجمل، يمكن تجيلك بكرة ولا بعده، وبفكر أنا كمان أجي معاها.
تبسمت لها بترحيب قائله:
هو حضرتك عندك محل بتبيعي فيه.
ردت السيدة:
لاء أنا جوزي مسافر الخليج وبيجي فى السنه شهرين بحب البس وادلع قدامه، عشان عينه متزوغش على بنات بره، يلا بقى شوفلى كده اذواق حلوه، ومش شرط من المحل اللى شغاله فيه، أكيد انتى فى السوق وعارفه الأذواق الحلوه كلها، عاوزه كده أسحر عيون جوزي خلاص أجازته قربت وميهمكيش الاسعار جوزي بيقولى أنا متغرب عشان تنبسطي يا حبيبتي وأنا أحب أبسطه لما يشوفني كدة آنيقه .
تبسمت لها قائله:
تمام أنا شوفت اذواق حلوه فى محلات حواليا هحاول معاهم وأن شاء الله هجيبها بأسعار كويسه.
تبسمت لها بتطميع قائله:
أيوه كده إفهميني عقبال ما يبقى عندك محل خاص بيكِ وأبقي أنا أول زبونه فيه.
تبسمت بتمني قائله:
إن شاء الله.
أغلقت الهاتف عينيها تحلم ماذا لو حقًا أصبحت صاحبة محل بيع أزياء كبير كهذا،وقتها سيعلو شآنها بالتأكيد،مثلما حدث مع سميرة زوجة أخيها بعد ان ترملت وقامت بفتح صالون تجميل بالبلدة وإشتهر عاد لها عماد ولم يهتم أنها كانت زوجة لغيره،الرجال الأثرياء يهون النساء ذوات الشآن ،هى الأخرى تود أن تكون ذات شآن.
❈-❈-❈
على ذاك المقهي
كان شعبان يجلس يُنفث دخان تلك الآرجيله التى أمامه، نظر أمامه الى ذاك الدخان الكثيف، تذكر قبل أيام حين كان يجلس هنا وبالصدفه نظر أمامه وقع بصرهُ على حسنيه التى كانت تمر من أمام المقهى، شعر بخفقان قلبه منذ سنوات لم يراها، كآن مع تقدمها بالعُمر تزداد بهاءًا، هى كانت جميله طوال الوقت إزدادت بهاءًا خاص لديها، بتلك الثياب الراقيه، المُلائمة لها، دائمًا حتى حين كانت فقيرة كانت ثيابها مُنمقة رغم قلتها،تذكر قولها
“خليني على ذمتك بس عشان المأوى،هروح فين أنا وإبنك”
جحد قلبه وظن أن هذا كان إذلالً لها،لكن مع الوقت ها هى تسكن منزل آشبه بالقصر،ليس هذا فقط بل رأها تصطحب تلك المُدلله الصغيرة،إبنة عماد حفيدته هو الآخر،حفيدته التى خافت منه وتوارت بعيد عنه، عكس أُلفتها الواضحة مع حسنية.
-حسنية.
نطقها قلبه أجل مازالت مُتيم بها رغم مرور السنوات، سرت خلف رغبة والدتك التى صورت لك أنها ستبقي راكعه أمامك، لكن هذا لم يحدُث نهائيًا، أخبرتك والدتك أن رضاها سيجعل ولدك يرضيك لاحقًا،لانه سيحتاج إليك، هذا أيضًا لم يحدث بل إزداد إستغناءًا عنك، أكاذيب صورت لك بزوجه بغيضة تجعلك تزهو برجولتك وانت لاشئ، هكذا أثبت لك عماد، أنت لاشئ بحياته كآنك غير موجود،ربما لو كنت ميتًا كان أفضل له هكذا أوصل لك.
❈-❈-❈
باليوم التالي
صباحً
بذاك المنزل الصغير… وضعت إنصاف طعام الفطور وجلست تضع يدها فوق وجنتها ببأس
جلس حامد ونظر لها سائلًا:
مالك عالصبح قاعدة وحاطة إيدك على خدك كده ليه.
ازاحت يدها عن وجنتها قائله:
صعبان عليا هاني، بدل ما يتهني مع عروسته جت الوليه الفرنساويه وكبست على نفسه قلت هناه.
إرتبك حامد قائلًا:
وإيه اللى هيقل هناه يعني، ماهو عايش مع الإتنين، وشكله متهني عالآخر.
لوت شفتيها قائله:
متهني فين ده مقضيها وقاعد بقاله يومين فى مصر.
شعر حامد بإنشراح فى قلبه هو يود ذلك،لا يود الهناء لـ هانى مع فداء،ربما بهذا لن تحمل منه وتاتي له بأطفال يُنفق عليهم من ما يمتلك، كانت فكرة صائبه منه خين ارسل صورًا من عُرس هاني لـ هيلدا جعلها تشتاط ولم تنتظر وجائت الى هنا فورًا عكرت صفو زواجه.
❈-❈-❈
باليوم التالى
مساءً
بمنزل هاني بالبلدة
كان يقف بإحد شُرفات المنزل ينفث دخان تلك السيجارة الذى بيده، يشعر مثل المُمزع بين عقله وقلبه، نظر الى تلك الشُرفه المجاورة له كان هنالك ضوءًا مًتسرب منها، تنهد لاول مره يشعر برغبه يشتاق الى دفئ المشاعر الذى ذاقه ليومين، قبل أن تأتى هيلدا مثل قاطع اللذات…
راقب للحظات حتى شبة أنطفأ ضوء الغرفه فقط إضاءة خافته، فكر، القى عُقب السيجارة، ثم دخل الى المنزل توجه الى إحد الغرف فتح بابها بهدوء ونظر بداخلها نحو الفراش تهكم حين رأي هيلدا نائمة أغلق الباب بهدوء، وتوجه ناحية تلك الغرفه الأخري فتح بابها، ونظر بداخلها، بنفس الوقت كانت فداء تخلع عنها ذاك المئزر واصبحب بزي نوم شبه عاري، خفق قلب هاني، وبتلقائيه تبسم لها، بتلقائيه منها هى الأخري بادلته ببسمه رقيقه، دخل الى الغرفه وأوصد الباب خلفه، شعرت بحياء من تلك اللمعه بعينيه،وهو يقترب ينظر لها بشغف مُتملك منه،فى لحظات كان يضمها بين يديه يُقبلها بشغف وشوق متملك يظنه رغبة،أو إحساس جديد عليه يغزو عقله يجعله مثل المُسير خلف رغبات جسده بإمرأة،إمرأه هو من يرغبها.
❈-❈-❈
بشقة سميرة
كانت تجلس أرضًا تعكف مع يمني تساعدها ببعض واجبات الروضه،الى أن دق جرس الشقه،كعادتها يمنى تركت كل شئ وهرولت ناحية باب الشقه وفتحت الباب…كان مثلما قالت والدها هو الذى جاء،دخل الى تلك الغرفه تبسم لـ سميرة التى تجلس ارضًا،لمعت عينيه بإشتياق،تبسمت سميرة بتحفُظ منها،لاحظ ذلك عماد تغاضى عن ذلك…
بعد قليل تركتهم معًا ونهضت ذهبت الى غرفة النوم الخاصه بـ عماد جلست قليلًا، لكن سمعت صوت عماد يتحدث بالهاتف من شُرفة قريبه من الغرفة توجع قلبها وهى تسمعه يؤكد أنها سيذهب الى ذاك الحفل، تهكمت على حال قلبها الضعيف الى متى ستظل هكذا عليها أخذ قرار.
بينما عماد أنهي إتصاله وعاود للجلوس جوار يمنى، راقب تلك الغرفه التى لم تخرج سميرة منها إتخذ قرار من قلبه المُشتاق
نهض من جوار يُمنى ودلف الى تلك الغرفه وأغلق الباب خلفه، عينيه تلمع برغبه أو بالاصح شوق وتوق وعشق لكن يُخفيه خلف أنها مجرد رغبه، سمعت صوت إغلاق باب الغرفه اغلقت دولاب الملابس ونظرت نحو باب الغرفه، سأم وجهها حين رأت عماد خلف باب الغرفه، لم تحتاج لوقت ولا لسؤال لمعرفة لماذا دلف الى الغرفه، غص قلبها من نظرة عيناه الراغبه التى تمقت تلك النظرة التى تُشعرها أنها مثل العاهرات فقط للمُتعه اللحظيه، إزدردت ريقها وبداخلها قرار لن تظل هكذا لكي ينتهي هذا الآلم من قلبها عليها تحمُل مرارة العلاج…تعمدت تجاهله بعدم الحديث لم تُعطي له إهتمام كما أصبحت تفعل مؤخرًا…اصبح يضجر من ذاك البرود،إدعت إنشغالها بضب تلك الثياب بداخل الدولاب،إقترب منها حتى تفاجئت به أمامها حين إستدارت،إزدردت ريقها مره أخري وإرتبكت من إقترابه هكذا منها،لمعت عيناه حين نظر نحو عُنقها ورأى حرك عروقها،رفع يديه يحتوي خصرها…
للحظه أغمضت عينيها تشعر بإضطراب،لكن سُرعان ما عاودت فتح عينيها وعادت للخلف كى تفر منه لكن هو تمسك بخصرها وأحنى رأسه قليلًا وضع قُبله على عُنقها تزداد شغف،إضطربت وحاولت دفعه بيديها قائله:
عماد يمني وماما بره.
-وفيها أيه هى أول مره أجي لهنا.
ليته أجابها وقال لها أنها زوجته وأن وضعهما طبيعيًا لكن كالعادة يُشعرها بالدونيه أكثر حين حاول إزالة طرف ردائها عن كتفيها…لعنت مشاعر ضعفها أمامه كآنه يُلقى عليها سحرًا،يجعلها تمتثل لغزو لمساته لكن لابد لذلك من نهايه،وهى قررت ذلك،حاولت دفعه قائله:
عماد…
قاطعها وهو ينظر الى عينيها التى أصبحت تتمرد عليه قائلًا:
طلبت منك نتقابل أكتر من مره وكنتِ بتتحججِ حِجج فارغه وكنت بفوت.
-مكنتش حِجج قولتلك الأسباب.
تغاضى عن ذلك وجذبها عليه يُقبلها يحاول إثارة حواسها كما كان يفعل سابقًا وتستجيب معه الآن أيضًا إستجابت لغريزته وسقطت معه بهوة العشق لدقائق كانت معه فاترة المشاعر، كما أراد أن يُصل لها أنها ليست سوا جسد يُلبي رغبته،شعر بغضب من ذاك البرود يعلم أنه أصبح مُتعمد منها،حتى يضجر ويمتثل لكن هي واهمه… لا يعلم لما شعر بضيق من ذلك، وشعر بالملل من كانت تستجيب له من قُبله تشتعل بين يديه غرامً، أصبحت بارده فقط تمتثل لرغبته كآنها علاقه عابرة…ذاك يُغضب قلبه أو بالأصح غروره كرجل…لا يعلم أنها قد ملت وكرهت كونها إمرأه بفِراشه فقط وأثبت ذلك بالتأكيد…لما عليها فرض عذابً على قلبها برماد عشق إحترق…تنفست بهدوء
بمجرد أن نهض من فوقها تجنبت على الفراش وجذبت ذاك المئزر وقامت بإرتداؤه، رغم ضجره وعدم شعوره بأي لذه زفر نفسه حين نهضت من جوارها سألًا:
رايحه فين؟.
لم تنظر له وقالت ببرود وفتور:
رايحه أشوف يُمنى بتعمل أيه.
نهض من فوق الفراش وإرتدى سرولًا وإرتداه قائلًا بحنق:
هتكون بتعمل أيه. بتلعب بلعبها، سميره بلاش أسلوبك الجديد ده أنا قربت أزهق.
نظرت له ودمعه تتلألأ بعينيها قائله بإستخبار:
وهتعمل أيه لما تزهق هطلقني تاني… ياريت.
إغتاظ وإقترب منها وقام بقبض يديه على عضديها قائلًا بغضب:
سميره….البرود اللى بتتصنعيه ده مش هتكسبِ منه… إنتِ عارفه مكانتك أيه فى حياتي إنتِ..
قاطعته وهى تحاول نفض يديه عن عضديها قائله بإستهجان:
برود!
فعلًا انا بارده، وعارفه مكانتي عندك كويس
أنا عاهره فى سريرك يا عماد مش أكتر من كده، ودليل كمان على برودي،إنى عارفه إنك بعد شويه هتمشى وتروح لواحدة غيري تجاملها بهديه غاليه وتهنيها بعيد ميلادها وتفرح معاها.
أصبحت مواجهاتها له كثيره وذلك يُضعف قلبه يعشقها. لكن ذكرى واحده تتحكم بعقله دائمً… قبل أن ينفضح أمره ويجذبها ويعترف أنها مازال عشقها يحرق قلبه، سمعا طرقًا طفوليًا على باب الغربه مصحوب بصوت بُكاء تلك الصغيره، ترك عماد يديها توجهت سريعًا نحو باب الغرفه وفتحت الباب وجثيت امام تلك الصغيره الباكيه تقول بحنان:
يمني بتعيطي ليه.
بلوعة قلب طفله وكلمات غير مُرتبه لكن فهمت منها:
ناناه واقعه على الأرض، بكلمها مش بترد عليا.
إرتعبت سميره وتركتها وتوجهت الى ذاك المكان سريعًا… صُعقت حين وجدت والدتها مُمده أرضًا إنحنت وجثيت جوارها تحاول إفاقتها، بإستجداء قائله:
ماما أرجوكِ فوقى أنا ماليش غيرك.
لكن لا جدوي، بذاك الوقت آتى عماد وسمعها بعد أن إرتدى ثيابهُ بعُجاله… نظرت له سميره بدموع طالبه برجاء:
عماد… ماما أرجوك يا عماد عشان خاطر يُمنى…
ذُهل من رجائها له، أفقدت الثقه به لهذه الدرجه وتظُنه أنه بلا إنسانيه معها… لكن نحى ذلك وجث العِرق النابض بعُنق والدتها قائلًا:
ممكن تكون غيبوبة سكر أنا هاخد طنط أوديها المستشفى.
بالفعل حملها ونهض يتوجه نحو باب الشقه سريعًا، لحقته سميره توقف للثوانى قائلًا:
رايحه فين يا سميره غيري هدومك ويُمنى… أنا هتصل عالسواق يجي ياخدها يوديها عند ماما.
بصعوبه واقفت سميره…
بعد وقت قليل بأحد المشافي
خرج الطبيب من الغرفه إقترب منه عماد يستفسر عن حالها أجابه الطبيب:
دى غيبوبة سكر واضح إن المريضه مش منتظمه فى العلاج وكمان زودت فى أكل سُكريات وده سبب ليها كريزه والحمد لله سيطرنا عالسكر وبالعلاج هتسترد وعيها أن شاء الله كمان كم ساعه.
تنهد عماد براحه وشكر الطبيب الذى غادر ودلف الى تلك الغرفه نظر الى تلك النائمه، إستعادت بعضًا من رونق وجهها، جلس على أحد المقاعد قريب منها… طن برأسه قول سميره لها
“ماما أنا ماليش غيرك”
وماذا عنه ألهذه الدرجه فقد أهميته بحياتها، ولما لا يفقدها… مكانة والدتها أقوي كما أنها الوحيده التى ساندتها دائمًا، تذكر ذاك اليوم الذى مر عليه حوالى ثلاث سنوات
[بالعوده بالزمن]
كان جالسًا بمكتبه حتى صدح رنين هاتف المكتب الأرضي، رفعه يسمع قول السكرتيره التى أخبرته أن هنالك من تود لقاؤه وتقول أنها من أحد أقاربه… إستعلم منها عن هويتها وأجابته، سُرعان ما قال لها:
دخليها فورًا.
نهض من فوق مقعده بعقله حِيره لماذا آتت، إهتدى عقله ربما جائت تترجاه أن يقوم برد سميره لذمته مره أخري… بداخله شعر بإنشراح ربما تسرع بالطلاق وتلك فُرصه… لو طلبت منه ذلك لن يخذلها… إستقبلها بترحيب،ونظر نحو السكرتيره التى رافقتها أثناء الدخول، ثم نظر لها سألًا:
حضرتك تشربي أيه.
أومأت رأسها برفض قائله:
ولا حاجه مايه بس ريقى ناشف من السفر فى الحر ده.
نظر للسكرتيره وأومأ رأسه لها بالمغادره بالفعل غادرت بينما هو جذب تلك الزجاجه وكوبً سكب به مياه وأعطاه لها، إرتشفت منها حتى إرتوت قائله:
شكرًا يا عماد.
نظر لها عماد قائلًا:
إرتاحى حضرتك.
جلست على أحد المقاعد ونظرت الى عماد بداخلها لا يوجد مشاعر نحوه لكن لابد أن يعلم لما جائت… بلا إنتظار قالت له:
أنا جايه فى أمر يخصك معرفته.
سألها:
وأيه هو الامر ده.
-سميره…
بمجرد ان نطقت إسمها رف قلبه بشوق، لكن سُرعان ما ذُهل حين قالت:
سميره حامل.
-حامل!.
إستشفت من نُطقه ذهوله إستهزات بمراره قائله:
بعد اللى حصل بينكم مكنتش متوقع أنها تحِبل… عالعموم أنا جايه أعرفك وأعرف قرارك أيه اللى على ضوءه هتصرف.
لم يفهم مغزى حديثها وسألها:.
قصدك أيه.
ردت ببساطة:
قصدى الجنين اللى فى بطن سميره، لو إنت مش عاوزه أنا سهل أتصرف.
مازالت الصدمه تؤثر على إستيعابه وسألها:
قصدك أيه بـ سهل تتصرفِ.
-يعني أنزله.
-إجهاض!.
أجابته بتاكيد:
أيوا، إنت خلاص طلقت سميره وأنا شايفه أن كل واحد منكم بقى فى طريق غير التاني، وشايفه إن الجنين ده ممكن يبقى عقبه فى حياتها، هى لسه شابه يمكن ربنا يبعت لها فرصه تعوضها.
هنا فهم معنى قولها، وثار عقله هل سيتحمل قلبه مره أخرى رؤيتها مع غيرهُ، بالتأكيد كان الجواب… لا
وذاك الجنين هو الرابط بينهم.
نظرت له قائله:
مسمعتش جوابك.
لا يعلم سببً لسؤاله، او ربما أراد معرفة قرار سميره قبل أن يقول جوابه:
وسميره قرارها أيه.
ماذا تُخبره أنها مُتمسكه بذاك الجنين، لا يهمها إن إنتهت حياتها، لكن راوغته قائله:
القرار الاهم دلوقتي قرارك إنت يا عماد.
إستشف عقله أتكون سميره موافقة بقرار والدتها، لكن لن يُعطيهما تلك الفرصه وقال سريعًا:
أنا هرُد سميره لذمتي مره تانيه.
نهضت واقفه تقول:
تمام وصلني الرد، بس ياريت يكون بسرعه لآن الوقت بيمُر… الجنين لسه النبض منزلش فيه.
تحير فى فهم حديثها هل هو تهديد مباشر،أو تنبيه أيًا كان ، وافق قائلًا:
تمام.
لكن بداخله كان غرضًا آخر ظن أنه لن يحترق كثيرًا بذاك العشق…
إنتهى شروده حين سمع صوت فتح باب الغرفه،نظر نحوه ونهض حين رأي سميره التى دخلت بلهفه تسأل:
ماما.
إقترب منها وإحتواها بين يديه قائلًا بتطمين:
هتبقى بخير… دى كانت غيبوبة سكر والدكتور قال كم ساعه وهتفوق.
إحتواؤه لها جعل قلبها يهدأ قليلًا،تسلطت عينيها وهى تبتعد عنه تسير نحو الفراش عيناها على والدتها الراقدة حتى جلست على طرف الفراش وإنحنت تُقبل يد والدتها وتنهدت قائله:
ماما أنا ماليش غيرك.
سمع حديثها لأكثر من مره تقول ذلك، وهو أين من حياتها، هل قررت إحراق الباقى من العشق… يبدوا أن العشق هو لعنة حياتهم وهل أصبح عليهم التخلُص من ذلك العذاب بمواجهة لعنة عشقهما.
🌷

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية واحترق العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى