رواية حرم الفهد الجزء الثاني الفصل التاسع 9 بقلم سمية أحمد
رواية حرم الفهد الجزء الثاني الجزء التاسع
رواية حرم الفهد الجزء الثاني البارت التاسع
رواية حرم الفهد الجزء الثاني الحلقة التاسعة
لقت «أيان» جاي ناحيتهم.. مهتمتش للموضوع أصل أي اللِّي هيجيبو هنا!.. شافت «فهد» طالع من الغرفة من عند «غرام».. لسه هتخطي كام خطوة وتروح تتكلم معاه.. لِقيت «أيان» رايح عليه..
أبتسم «فهد»وقال بترحيب:«أيان العطار» عندي في المستشفى اي النور دَ كُلو.
عانق «أيان» صديقة«فهد» وقال بحُب أخوي: مقدرش أسيبك في الظروف دي ومجيش.. ألف سلامه علي المدام.. ومبارك المولد الجديد يتربي في عزك..
أنضم ليهم «داغر» وقال بمشاكسة: الثلاثي الخادع أجتمع مع بعض مش معقول…
ضحك«أيان» و«فهد» بكُل صوتهم ورد «فهد»: وحشتني أيامنا والله..
«أيان»: اه والله كانت أيام ما يعلم بيها إلا ربنا… قال وحشتنا قال.. وحشتك انت يا عم داغر أنا ما صدقت..
رد عليه «داغر»: محدش غيرك يا «أيان» كان بيداس عليه في التدريبات.. أقسم بالله أوقات كُنت بتصعب عليا.. يبني أنت بتروح تلزق في المصايب لزق.. ماضي عقد معاهم..
ضحك «ايان» وقال: يا عم بقيٰ متفكرنيش هيا دي أيام.. والله خلصت من التدريبات مسكت الشركة وشغال من المبني للشركة.. وطالع عين اللِّي خلفوني.. وكُل ما ابويا يشوفني يقول أنا علي ايامك كنت بشتغل خمسميت شغلانة في اليوم.. كنت بشتغل 24ساعة في اليوم وبنام نص ساعة.. اللِّي هو صبر من عندك يارب..
قهقه«داغر» و«فهد» علي كلام صديقة المعتاد من الشكوة..
غمز «فهد» بعينه وقال: مش هتشوف ابن اخوك..
وضع يدية علي صدرة قائلًا بمرح: أكيد سميتو «أيان» صح؟!
ابتسم «داغر» بأستفزار وقال: لأ سمو «داغر» علي اسمي..
بص «ايان» بضيق لـ«داغر» وقال: ابو شكلك.. خلقة تسد النفس هو أحنا ناقصين..
قال جملتهُ وفر هاربًا.. جري وراه «داغر» وهو بيقول: تعال يا بن العبيطة..
وقف«ايان» وقال: محدش عبيط غيرك.. يا بن الهبلة..
أبتسمت«داليا» علي مشاكستهُ.. مش عارفة لما شفتو قلبها دق جامد ليه؟! في حاجه مميزة شدتها ليه.. رودها شعور أن دَ نصها التاني.. ابتسمت بتوهان وردت بوجع: مينفعش أحب تاني.. أنا اخدت نصيبي في الحب والجواز وغيرو.. هو مديري في الشغل وبس.. هدوس علي قلبي.. ولأ أسمحلو يأذيني تاني.. هلغي مشاعري لمرة علشان مقعش في نفس الخطأ تاني.. الأنسان لم يتلدغ من عقربة مابيهوبش ناحيتها تاني.. والحب زي العقربة بظبط..
الوجع من أول شخص حبتو مش سهل أنها تقدر تنسيٰ الذكريات ومشاعرها وحبها.. بس في الحقيقة علي قد ما كان بيقدم الحلو علي قد ما كان بيقدم الوحش.. والحقيقة الوحش قدر يمسح الحلو بجدارة.. وقدر ينهي رصيد الغلاوة والحب اللِّي بينهم.. مفيش شخص بيحبك بجد.. هيعيرك بالماضي بتاعك.. هيشيلك ذنب حاجه ملكش يد فيها.. بدل ما يشجعك ويقف جنبك ويبقي معاك خطوة بخطوة في نسيان الشيء ده.. اللِّي بيلمحلك باسواء الحاجات وانتو لسه علي البر.. يبقيٰ هيعمل اي ولأ هيقول اي بعد الجواز.. في الحقيقة «داليا» فكرت بعقلها.. فكرت في المستقبل.. وفكرت فأنها بتظلم نفسها بزوج مشيلك ذنب الماضي رغم أنها أتغيرت.. هتستحمل مرة واتنين وعشرة بس هل هتستحمل الباقي من عُمرها كُلو.. لأ طبعًا كُل شخص وليه قوة تحمل.. وفي الحقيقة هيا معاها حق حكمت عقلها وقلبها مسمحتش تلغي عقلها علشان مشاعرها.. ولو كانت كملت مع «أسر» كانت هتبقيٰ بتظلم نفسها وأطفالها مستقبلًا.. لأنه شخص غير سوي نفسيًا..
غمضت عيونها بسبب تلك الذكرة المؤلمة.. رغم أنها متعلقتش بيه أوي.. إلا انهُ كان ليه مكانة خاصة في قلبها.. علي قد ما جرحها علي قد ما بقت بتكرههُ.
همست لنفسها: «داليا» قوية مش الحب ولا الفراق يقدر يهزمها..«داليا» هتقدر تتخطا دَ كُلو.. هتقدر تنسي وتكمل…«داليا» اللِّي قدرت تكمل بعد ما تم أغتصبه”ا تقدر تبقيٰ قوية وتنسي «أسر»..
كانت بتكلم نفسها وهيا بتغمض عيونها.. مسمعتش «فهد» وهو بقالو ساعة بينادي عليها.. الكُل بصلها بأستغراب وأولهم«أيان» اللِّي اتصدم لما شافها وأي علاقتها بصديقة«فهد».. الكُل كان قلقان عليها مغمضة عيونها جامد.. قربت منها «ندا» وهزتها براحة..
اتنفضت وفتحت عيونها وقالت بفزغ: في اي؟!
ضيق «فهد» عينهُ وقال:«داليا» أنتِ كويسة؟!
بصت لـ«فهد» بتوهان حاجات كتير جواها مضرابة.. مشاعرها.. تائهه بمعني الكلمة..
أبتسمت لـ«فهد»وقالت بهدوء مصطنع: ايوة كويسة يا «فهد».
هز «فهد» راسهُ بعدم اقتناع كان واخد بالو من نظراتها لـ«ايان».. من ملامحها اللِّي واضح عليها الحُزن.
قاطع الصمت صوت «داغر»: همشي أنا يا «فهد» وألف سلامة علي المدام مرة تانية..
ابتسم «فهد» بمجاملة لـ«داغر» مشي «داغر» ومراتو.. دخلت«ندا» و«هدىٰ» عند «غرام».. وحصلهم«فهد»..
فضلت «داليا» واقفة مكانها وبتبص للأرض بتوهان.. مأخدتش بالها من نظرات«أيان»..
أتنهدت ورفعت رأسها بصت لـ«ايان» بأستغراب من نظراتهُ وقالت: فِي حاجه؟!
خطي كام خطوة وقال بهدوء: أنتِ اللِّي فيكي حاجه؟!
«داليا» برفعة حاجب: عفُوًا حضرتك.. بس أنتَ مالك.. وبتسألني بصفتك مين؟!
أتنهد«ايان» وهو مش عارف يقولها أي.. بس في الحقيقة من أول مرة شافها في الاسانسير وهيا دخلت قبلهُ.. بلبسها الواسع.. وبرقتها.. وهدوئها.. ونظراتها الحزينة.. وملامحها الهادئة.. ونظرات التوهان والحيرة اللِّي مالية عيونها.. فيها حاجه جميلة شدتو ناحيتها..
أبتسملها وقال: مش عارف بجد أقولك أي.. بس حسيت أنكِ مش بخير.. حسيت إنك محتاجة تتسألي السؤال دَ..
أبتسمت بوجع وقالت: فِي دي معاك حق.. بس الفرق إني مكُنتش محتاجاها من حد غريب.. كُنت محتاجاها من حد قريب مني.. أو بمعني أصح منهُ هو..
أتقبض قلبهُ لما ذكرت “هو” معني كدَه أن في حد في حياتها.. ضيق عيونه وسألها بفضول: ومين دَ…
«داليا» بضيق: حاجه متخصش حضرتك.. وياريت بلاش تتدخل في حياتي وتسأل في حاجه متخصكش نهائي..
مشيت «داليا» وسابتهُ.. بص «أيان» في طيفها وقال برفعة حاجب: مالها دي..
***
مسكت «داغر» بين إيديها.. كان نفسها تحس الشعور دَ.. نفسها تبقي أم زيها زي أي بنت.. أحنا كبنات طبيعي نبقي نفسنًا نبقي أمُهات حتي لو مجربناش الشعور دَ.. بس دي فطرة ربنا زرعها فينًا.. والحقيقة إن الأطفال أجمل رزق من عند ربنا… كُل حاجة في حياتنا رزق… في أشخاص رزقها الفلوس.. وفي أشخاص رزقها الأطفال.. وفي أشخاص رزقهم راحه البال.. وفي أشخاص رزقهم المرض…وفي أشخاص رزقهم أهل كويسين..وفي اشخاص رزقهم صاحب جدع.. وفي أشخاص ربنا انعم عليهم بحب كبير بس منع عنهم الخلفة..مفيش حد كامل.. دور حواليك هتلقي كُل واحد في حاجة ناقصه ومحتاجها.. بس في الحقيقة أحنا كبشر عينينا فارغة وعلطول عايزين.. مش بنحمد ربنا ونرضي علشان ربنا يكرمنا في حياتنا ويبارك لينا فيها.. لأ بنبقا عايزين أكتر.. وعمومًا أحنا بنتلخص في مثل بيقول “البحر بيحب الزيادة”.. ويبخت الِّي عيونهُ مالينا وراضي..
دموعها نزلت وهمست للطفل: يشهد ربنا أني راضية.. بس أنا موجوعه من جوايًا.. عارف يا «داغر» لو ربنا أكرمني وجبت بنوتة ورزقني بنوتة.. هتمنيٰ أنها تبقي من نصيبك..
شافها «فهد» وهيا بتقرب من «داغر» كان واخد بالو أنها بتعيط.. بس محبش يضغط عليها.. قام بهدوء واخد «داغر» منها…
حضنها «فهد» وقال: لو ربنا ارد شيء لقال كون فيكون.. لو روحتي لدكاتره العالم كُلهم وأكدولك من سابع المستحيلات أنكِ تبقي أم وربنا أراد هيحصل..
بٰسم الله الرحمٰن الرحيم
” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ )
صدق الله العظيم.
وما عليكي سوا الدعاء يا «ندا» بالدعاء تتحقق الأماني.. “فستجبنًا لهم” تخيلي تبقيٰ من أستجاب ربنا لدعوتهم ذات يوم يا «ندا»..
جسمها قشعر من كلام أخوها.. ضحكت وقالت: اللّٰهم آمين يا رب العالمين.
«فهد»: اي مش هنروح الدكتورة قالت لو عايزة تخرج انهاردة عادي..
اجابتة«غرام» بملل: بصراحة ايوة بجد زهقت.. ومبحبش المستشفيات أبدًا.
غمزلها«فهد» وقال: كلها 10شهور كمان وتيجي تقعدي نفس القاعدة دي.
وسعت عيناها بصدمة وقالت: نعم يا روحي.
«فهد» بهيام: يا عُيون روحك أنتِ.
ضحكت «ندا» و«هدىٰ» علي طريقته «فهد».. تنحنح «فهد» وحاول رسم الجدية..
«فهد» بصرامة: هروح أسجلها هخروج.. علي ما تجهز..
مشي «فهد» بشموخٍه المُعتاد.. وهمس بينهُ وبين نفسهُ: يا كسفتك يا حازم.. بنت العبيطة بَوظت الهيبة… ضاعت الهيبة.. الكاريزما بقت في ذمة الله..
***
مسكت «نور» الفون الخاص بيها لقيت حاولي 100زنه من «فهد» و«ندا» و«هدىٰ».. قلقت بسرعة ورنت علي «هدىٰ»..
أستنت الرد.. ردت هدىٰ وقالت: لسه بدري يا «نور».. مهو طبيعي تنسي بنتك اللِّي بقالك شهر مسألتيش فيها ولأ عبرتيها بمكالمة.. الحقيقة لو زعلت «غرام» منك حقها ومحدش يقدر يلومها زي زمان..
«إبراهيم» اللِّي لازقة فيه ومنسيكي بنتك خليكي جنبهُ.. بنتك ولدت وكانت في أكتر مرحلة البنت محتاجه مامتها فيها كُنتِ جنب جوزك.. مكفكيش أنها جت علي نفسها علشانك و وافقت علي جوازك علشان خاطر فرحتك.. رغم أنها يوميها باتت في المستشفى وحالتها اتهوردت لولا «فهد» طلب مني أخبي عليكي هو و«غرام».. بنتك بصراحة «فهد» قدر يعوضها عن غيابك وغياب كُل اهلها.. قدر يعوضها عن كُل البشر.. هو بيحبها وهيا كذلك.. قدر يعوضها لدرجة أنها أول ما فاقت سألت علي «فهد» والمفروض أن البنت بتسأل علي امها أول حاجه.. بس هيا سألت علي «فهد» اللِّي استحمل تعبها وعياطها.. واللِّي استحمل هرمونتها.. كان بيسهر معاها كُل يوم يسمع حكاويها اللِّي من ايام ثانوي.. كانت كُل لما تتعب يعمل مساج لرجلها.. كانت لما تتعب يفتح علي اليوتيوب ويعملها أكل بدل ما مامتها تقوم بالدور دَ بدلو لما تتعب بنتها.. عارفة مكنش بيسمح لحد يساعدها في أي حاجه.. ولأ هيا كانت بتسمح حد يخدم «فهد» ولأ يناولو كوباية ماية.. والحقيقة أن «فهد» ابني بس أكتفي بـ«غرام» و«غرام» أكتفت بـ«فهد»..
نزلت دموعها من عتاب «هدىٰ» ليها.. هيا عارفة من جواها انها قصرت ناحية بنتها.. وجت عليها كتير.. حطت سعادتها في المرتبة الأولي ونسيت بنتها لما مشيت وجت عاشت مع «إبراهيم» بقت بتهتم ببنت أبراهيم وأبنو.. ولغت بنتها من حياتها.. مش بترن ولأ حتيٰ بتطّمن عليها وهيا عارقة إنها أول مرة تحمل ودي تجربة جديدة ليها ومحتاجة حد يكون مر بنفس التجربة… بس هيا خلاص أهملت بنتها..
ردت بصوت باكي:«هدىٰ» ااا أنا..
«هدىٰ»: أنا مش بقولك كده علشان تعيطي ولأ اجرحك بالكلام.. أنا بقولك كده علشان أفوقك لحياتك ولبنتك..«غرام» هتطلع من المستشفى انهاردة.. ابقي تعالي البيت وشوفيها وأطمني عليها.. و«غرام» حنينة ومفيش في طيبة قلبها وهتسمحك..
***
لبست «غرام» بمساعدة«داليا» و«ندا».. بصت«غرام» لـ«داليا» وقالت: لينا قاعدة مع بعض علي فكرة.. محتاجة نتكلم في حاجات كتير..
ابتسمت«داليا» بصعوبة وقالت: أكيد يا حبيبتي بس انتِ تقومي بالسلامة ونتكلم برحتنا..
دخل «فهد» وشاف «غرام» قاعدة علي السرير بتعب وهيا لابسه.. قرب منها وبا”س جبينها وقال: ألف سلامة علي حبيبة روحي.
شقت ابتسامة هادئة علي وشها..
شالها «فهد» بسرعة.. لدرجة أن «غرام» اتخضت..
«غرام» بفزع: اي يا «فهد»
غمزلها«فهد» وقال: مش عيب لما ابقي راجل طول بعرض وملوي هدومي.. وأسيب مراتي تمشي علي الأرض وهيا تعبانة…دَ حتي تبقي عيبة في حقي..
***
وقفت عربية«فهد» والحرس وراهم علشان حماية البيت بعد محاولة خطف ابنهّ نزل «فهد» ونزل امهُ الأول من ورا.. وفتح باب العربية القدام لـ«غرام» نزلها بهدوء وبراحة علشان متتعبش.. وقف الشارع كُلهُ بيتفرج عليهم بسبب ولاده حرم كبير المنطقة.. الكُل بيبص بفضول..«ندا» كانت شايلة«داغر» و«داليا» كانت شايلة شنطة البيبي..
أول ما رجلها لمست الأرض شالها «فهد» بسرعة لفت إيديها حولين رقبتها بخجل من نظرات الشارع.. ولمحت «شجن» بتبصلهم بكُره….
نزلها «فهد» قدام باب الشقة الخاصة بيهم.. وكان وراها «فهد» وجنبهُ«ندا» وجنبها«هدىٰ» و«داليا»…
بصتلهم«غرام» بأستغراب من نظراتهم وقالت: في اي؟! بتضحكوا علي أي؟!.
ضحكلها «فهد» وقال بتلاعب: عادي بضحك دَ حتي بيقولك الإبتسامة في وجه أخيك صدقة.. مستحرمه علينا الصدقات ولأ أي…
رفعت حاجبها بأستغراب وكانت شاكة أن في حاجه..
فتح «الباب» براحة وقال لـ«غرام»: مستعدة؟!
هزت رأسها بنعم وبرقت عيونها بفرحة لما شافت…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حرم الفهد الجزء الثاني)