رواية حدة الفصل الرابع 4 بقلم Lehcen Tetouani
رواية حدة الجزء الرابع
رواية حدة البارت الرابع
رواية حدة الحلقة الرابعة
…. بعد أن تحول الطائر إلى فتاة جرى الخدم فألبسوها عباءة وأجلسوها على مقعد وأخيرا زالت دهشة إبراهيم فاقترب منها وسقاها ماء الورد ففتحت عيناها الزرقاوتين فتعجب من جمالها الفتان ثم قبلها في جبينها وقال: هيا بنا يا محمد سننصرف فالبنت محتاجة للراحة
وقف السلطان إسماعيل وقال له :أتركها هنا وسنعرف كيف نعتني بها لكن إبراهيم قال له :لا يليق بك أن تجعل منها أسيرتك فأين مروءة السلاطين ؟
أجاب إسماعيل: مروئتي هي أن أتركك تخرج حيا ولا أقتلك عقابا على قلة أدبك هيّا إذهب ولا تريني وجهك بعد الآن سأمهلك بضعة أيّام أنت وأخاك لتغادرا مملكتي والآن أخرجا قبل أن يشتد غضبي
خرج إبراهيم وهو ينتحب وقال له محمد: علينا بالوصول إلى حدة حتى ولو ركبنا جذع شجرة في البحر ثم نعود لإنقاذ جميلة توقف إبراهيم عن البكاء ومسح دموعه وقال: لم يبق لنا سوى شيئ واحد نفعله
ذهب إبراهيم إلى حطاب وطلب منه وأخذ منه قطع عدد من جذوع الأشجار نقلها إلى الشاطئ ثم نزل إلى السوق واشترى ما يكفي من الزاد والماء والثمار وقطعة قماش كبيرة وحبال ورجع بسرعة وساعدهم الحطاب في ربط الجذوع ببعضها ونصب الشراع وتركيب دفة ثم أعطياه حصانيهما وأوصياه بالاعتناء بهما وكمكافأة أخرج له كل ما بقي عنده من مال
وبعد ساعة رجع الحطاب يجري وقال لهما لقد فرت البنت من قصر إسماعيل وهم يبحثون عنكم ليس لكما وقت هيا ندفع الزورق في الماء ولما ابتعدا عن الشاطئ نصبا الشراع وبدأ يجذفان بقوة وفي الأفق شاهدا طائرا يقترب منهما وخلفه جنود السلطان إسماعيل يطاردونه فصاح إبراهيم بفرح: إنها الجارية
ولما وصل الجنود إلى البحر كان الزورق قد إبتعد وولم يعد بالإمكان القبض على الطائر الذي صار فوق الماء ثم أخرج لهم لسانه وهرب لحسن التطواني فبدأوا يسبون ويلعنون ثم رجعوا إلى السلطان وأخبروه بما حصل فأمر بإرسال ثلاثة سفن كبيرة لملاحقتهم وأوصاهم بأن لا يدعوا تلك الجارية الخبيثة تفلت منهم مرة أخرى فلقد حبسها في البرج لكنها تحوّلت إلى طير وفرت من النّافذة الضيقة
في تلك اللحظة حط الطّائر على الزّورق وهو يلهث من شدّة التعب فوضعه إبراهيم في حجره ومسح على رأسه ثم قال :والآن أخبريني يا فتاتي عن قصتك وكيف نجوت من إسماعيل
نظرت له العصفورة بعيونها المستديرتين وقالت :إسمي جميلة ولقد عصيت أختي وخرجت إلى شاطئ البحر وهناك رآني أحد ملوك الجن فاختطفني وأراد الزواج مني لشدة حسني لكنّي رفضت فسحرني طائرا ووضعني في بستانه ليستمتع بغنائي لكني هربت ووقعت في شباك أحد الصيادين
وبكيت على حظي وأيقنت بالهلاك حتى جئت أنت وأنقذتني .
والآن أصبحت أعرف أن العلاج من ذلك السحر هو التوت البري ولقد زال السحر لكني تعلمت كيف آخذ شكل طائر وبهذه الطريقة هربت من شباك البرج وجن إسماعيل لمّا أتى ولم يجدني وعليكم التّجديف بقوّة إن أردتم النجاة منه
فدون شكّ سيرسل ورائنا سفنه لكن أخبروني عن قصتكما وإلى أين تنويان الذهاب ؟ lehcen Tetouani
فحكى لها إبراهيم عن كلّ ما حصل لهما من اللحظة التي علم فيها أباهما بأمر حدة أم السبعة عروش والآن هم في الطريق إليها لما سمعت العصفورة تلك القصّة صمتت ولم تقل شيئا
سألها إبراهيم ما بك ؟
أجابته لا شيء إني أحس بالتعب وأريد أن أنام قليلا
همس محمد لأخيه لإبراهيم : إنّها تعرف شيئا عن حدة وهذه الفتاة وراءها سر كبير لكن ما هو ؟
أجاب إبراهيم :سنعرفه في الوقت المناسب والآن هيا الرّاحة فاليوم كان متعبا وسنحتاج لقوانا لنفلت من سفن إسماعيل لهذا سنبحر قريبا من الشاطئ وننزل الشراع وإلا اكتشفوا أمرنا
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حدة)