رواية حدة الفصل الخامس 5 بقلم Lehcen Tetouani
رواية حدة الجزء الخامس
رواية حدة البارت الخامس
رواية حدة الحلقة الخامسة
….. في الصباح نهض محمد مبكرا وهو يحس بالانزعاج وقال في نفسه: سأعود إلى أكل الطعام الجاف مرة أخرى ولا يعلم إلا الله كم سيدوم ذلك بعد قليل فتح إبراهيم عيناه وكأنه يحاول أن يتذكر أين هو الآن فشاهد الطائر يرفرف حوله وقال له: إننا في عرض البحر وعلى الأقل نحن في أمان هنا سأله بقلق : والسفن هل تشاهدها ؟
أجابه: لا لكنها لن تتأخر عن الظهور
قال محمد: حتى لو نجونا من إسماعيل ومن العواصف والأمواج فسنموت جوعا وعطشا فمملكة حدة بعيدة
رد عليه إبراهيم: أعرف لعل الله يرحمنا و نصادف سفينة للتجار تحملنا قريبا من مملكتها وماذا كنت تنتظر أن نفعل ؟
لقد وقعنا في ورطة ولم نكن نتوقع أن الطائر سيتحول إلى جارية في المساء لحسن التطواني تجمعت الغيوم وبدأت الأمطار تهطل بغزارة وهبت الرياح ولما هدأت العاصفة إكتشف الأخوان أنهما إبتعدا عن الشاطئ ووقع الزاد وقربة الماء وكل أغراضهما في البحر
صاح محمد: هل الوضع سيّئ يا أخي ؟ قطب إبراهيم جبينه ورد : نحن الآن تحت رحمة الأمواج فلم يبق لنا شيئ لنبحر لا شراع ولا دفة لا أحد يعلم كم يبقى لنا من الوقت لنعيش
بدأ محمّد بالبكاء وقال :سأموت دون أن أرى حدة فكم حلمت بها في المنام وتخيلتها في اليقظة
لكن إبراهيم قال لأخيه: لنصل إلى الله ونتوب عن ذنوبنا وفي هذه اللحظة رفرف الطائر في الهواء ونظر من بعيد فرآى أحد سفن إسماعيل الثّلاثة تقترب منهم فصاح : لقد عثروا علينا
نظر إبراهيم بفزع وقال: لقد ألقت بهم العاصفة قريبا منا والآن لن يمكننا الهرب
قال الطائر : إنتظرو ني فهم لحد الآن لا يعلمون بوجودنا قربهم لشدة الظلمة ثم حلق حتى وصل إلى السفينة فلم يشاهد إلا قلة من الرجال والعبيد الذين كانوا مربوطين إلى المجاذيف ثم نزل الطائر وتحول إلى امرأة رأت ثيابا معلقة فلبستها وكل مرة كانت تتسلل وراء رجل وتدفعه في البحر
ثمّ نزلت إلى عنبر السفينة وأقفلت الباب بالمفتاح على جنود إسماعيل ولم يبق لها إلا أن تحل وثاق العبيد وقالت لهم: ستكونون في خدمتي وأنا أعرف كيف سأكافئكم فمن منكم يوافق على ذلك ؟
فصاحوا كلنا يا مولاتي فقد سأمنا إسماعيل العذاب وحرمنا من والطعام lehcen Tetouani
قالت :سننقذ الأول محمد وإبراهيم إبنا سلطان ثم تأكلون وترتاحون فجدّفوا حتى وصلوا للزورق فصعد الأميران وهما لا يصدقان بالنجاة وتعجبا لشجاعة تلك الجارية وزاد عشق إبراهيم لها
في الصباح إقتربت السفينة من الشاطئ وأنزلوا جنود إسماعيل المحبوسين ثم إنطلقت نحو بلاد حدة وكان فيها من الطعام والماء ما يكفي لرحلة طويلة
قال محمد وهو يأكل تفّاحة : لقد بخل علينا إسماعيل بسفينة صغيرة لكننا أخذنا واحدة من مراكبه القوية مع عشرين من العبيد وسيضيف أبونا ما حصل إلى قصصه التي يحكيها للسلاطين ومن المأكّد أن كلّ الممالك ستسمع بها .
أمضت السفينة عشرين يوما في البحر وفي النهاية لاح في الأفق جبل مرتفع مليئ بالأشجار وأمامه صخرة كبيرة في البحر فصاح إبراهيم : إنها صخرة الجمجمة التي قال عنها شيخ الرشايدة وتتحطم عليها كل المراكب التي تقترب من هنا
سننتظر الريح الذي سحملنا إلى الشاطئ وهي لا تهب إلا مرة واحدة في اليوم وفي منتصف النهار رست السفينة في خليج صغير ونزل قارب فيه الأميران والجارية جميلة ثم مشوا قليلا في طريق ضيق بين الصخور ولما خرجوا منه وجدوا أنفسهم أمام مدينة عظيمة شاهقة الأسوار لم يروا مثلها في جمالها
قال محمّ: لا أرى أحدا على الأبراج ماذا نفعل هل نطرق الباب، ونقول للحرس :جئنا لخطبة ملكتكم حدة ؟
ضحك إبراهيم والجارية وردا عليه :هذا إذا فتحوا لك ولم يلقوا على رأسك حجرا
قالت جميلة :عندي فكرة سنصيد سمكا ونشويه على الحطب مع بعض حشائش الغابة وننتظر فربما يمر أحد السكان فنسأله أجاب إبراهيم : على كل حال ليس لنا سوى الإنتظار وقد يطول ذلك فذهبوا إلى البحر واصطادوا أربعة أسماك كبيرة
جلسوا تحت سور المدينة وضعوها على النار فصعدت رائحتها وتقاطر زيتها وبدأت الجارية تغني بصوت رخيم
ما أحلى البحر والهواء إذا فاح برائحة السمك فاقترب أيها النورس واثني جناحيك ومد للمائدة يدك وهنا حدثث المفاجأة
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حدة)