رواية حجر ينبض الفصل السادس 6 بقلم فريحة خالد
رواية حجر ينبض الجزء السادس
رواية حجر ينبض البارت السادس
رواية حجر ينبض الحلقة السادسة
– مَـكُونتش مِـتوقّـع إنّي هجيلك تاني؟!
– مين قالّك كِده؟؟ بِـالعكس كُنت متأكد إنّك هتيجي بنفسك من تاني علشان تعرفي الحقيقة ، لَـكن اللي مكُنتش مُتوقّعه تيجي بِـالسُّرعة دي !!
يا ترىٰ إيه غيّر رأيك يا نَدىٰ من إمبارح لِـ النّهاردة؟!!
– مِش عايزة أسيب نفسي لِـ دماغِي تودّيني وِ تجيبني… حضرِتك مِش فاهمني يا شيخ نُوح..!!
أنا في ظرف أقّل مِن أسبُوع لاقيت حياتي عِبارة عن خُدعة ، كِذبة كِبيرة وِ لُغز كُلّه غموض !!
إمبارح طول الليل ما نمتش بفكّر.. بربط الخيوط بِـبعضها بحاول ألاقي إشارة تِثبت إن اللي بيحصل ده سُوء تفاهم وِ إني شيماء مش نَدىٰ ، بس كإن كُل حاجة بتثبتلي إنّي غلط وإني مِحتاجة أعرف أنا مين بالظبط !!!!
– هحكيلك كُل حاجة ، بس الأول عايز أقولّك علىٰ شيء مُهم جدًا..
مِش كُل قلب بِـينبُض عايِش !!
ياما قُلوب بِـتُنبض ، لكن هيّ ميّتة في عُيونّا..
وياما قُلوب ميّتة ، لكن بِـتُنبض وِ حيّة جُوّه قُلوبنا…
الشيّخ نُوح كان بيتكلّم بِـمُنتهىٰ الأسىٰ ، أنا كُنت حاسّة إن الحقيقة اللي هسمعها صعبة ، بس كان شَر وِ لابُد مِنّه ، سَألتُه بِـمُنتهىٰ الحَذر عن معنىٰ كلامُه وِ كان ردّه كَـالآتِـي :
– صَـالِـح دروِيش عاش وِسطنا سنين وِ سنين عُمرنا ما اعتبرناه حيّ ، عُمرنا ما حسّينا إنّه عايِش وِسطنا ، بالعكس طُول الوقت شايفينه طَـالِـح بِـحق السّوء وِ الأذىٰ اللي سبّبه لِـكُـل شخص عَرفه..
وِ لمّا خَرج من هِـنا محدّش زعل عليه اعتبرناه ميّت من غِير ما نهتّم حتّىٰ نِعرف هو جراله إيه… عاش ومات علىٰ الطّلاح وِ السّوء في عيون كل شخص عاشره وعرفه..!!
عُيوني دمّعِت من كلامه ، يا ترىٰ إيه السوء اللي عملته في حياتك يا صَـالِـح يا دروِيش ؛ علشان توصّل الناس إنها تِعتبرك في قايمة الميتيّن حتّى وِ لو كنت عايش !!
لاحِظ دُموعي ، فَـ ابتسم بِقلّة حِيلة وِ قالّي بِـكُـل هدوء :
– اللي هتسمعيه مِش سهل يا بنتي ، لو مِش قد مواجهة الحقيقة دلوقتي فَـ بلاش.
رفضت بِـسُرعة ، وِ طلبت منّه يحكيلي كُل شيء من الأوّل وِ بكل صِدق ، وِ هوّ وافِق وِ نادىٰ علىٰ عَلِي -الشّاب اللي في القهوة- علشان يجيب كوبّاية مايّة وِ كوبّاية عصير ليا وِ قال :
– أنا عايزك تسمعي كُل كِلمة للآخِر ؛ لإن حل اللّغز كُلّه مش عندي ، باقي الخيط معاكِ انتِ وِ أخوكِ رحيم.
هزّيت راسي بِـتوتّر ، معلّقتِش علىٰ فِكرة إن باقي الخيط معايا ؛ لإنّي أساسًا لو فاكرة حاجة أكيد مكُنتش هستنّىٰ ده كُـلّه وِ آجي بعد تسعة وِ عشرين سنة من عُمرِي أعوز أعرف الحقيقة ، باقِي الخيط عند عبد الرّحمن ، أمسك طَرفه بس وِ حتميًّا هَـجيب آخره بأي طريقة تَـكُن..!!
بدأ يِـحكِي ، وِ بدأت أركّز معاه بِـكُـل جزء فيّا…
– من أربعة وِ عِشرين سنة فاتوا ، وِ تحديدًا في الفجرّية وَقت ما الجبان الـطّـالِـح هرب مِـن الحارة قبل ما حد يلحَق يِوصلّه ، وِ وقت ما أمّك كَـانِـت في فرشِتها بِـتودّع الدُّنيا بِـاللّي فيها ، حَـكِيتلي كُـل حاجة حَصلِت وِ دُموع عينيها بِـتكوي وِشها بِـالنّار كَـيّ كده..
بدأت معايا قبل تِـسع سنين من أوّل يوم عرفت فيه صَالِـح دروِيش..
اللي بالمُناسبة كان شاب عايِش في الحارة مع أمّه وِ أبوه ، ربنا رزقهم بيه بعد سنين من غير خِلفة ، بس للأسف عُمرنا ما شُفناه بِيبرّهم ولا يسمع كلامهم في حاجة..
أبوه كان صديق عزيز ليّا ، كان دايمًا يِتكلّم معايا بِـحُزن عن حال ابنه ، قلبه مش مِـتعلّق بأي حاجة في الدُّنيا غير اللعب وِ صُحاب السّوء وِبس ، وِ مهما حاول يبعده عن طريقه بالعافية أو الذوق كان بيرجع ألعن من الأول.. سمّاه صَـالِـح علشان يكون له حظ من اسمه وللأسف مكنش ليه حظ غير من الطّلاح وِ بس..
طلب منّي أحاول أقنعه يِصلّي أو يحفظ قرآن في المسجد مع الولاد وِ البنات.. بس قلبه كان مقفول ، كُل مُحاولة كانت بتزوّده عِند وِ نفور أكتر ، تعملي ايه بقىٰ!! محدّش يقدر يهدِي حد بيحبّه ، الهُدىٰ من عند ربّنا وِ بس..
عدّت السّنين وِ أبوه مش بينساه في الدعاء بالصّلاح ، لِـيشاء القدير وِ يتوفّىٰ أبوه وِ هوّ عنده تمنتاشر سنة ، وِ هنا بدأت نُقطة التحوّل من السيّء لِـ الأسوأ…
ساب تعليمه وِ بقىٰ يسيب البيت بِـالأسبوع وِ الاتنين لِـدرجة إن والدته كانت بتمشي في الشّارِع تِدوّر عليه ، لَـيكون حصلّه حاجة وِ تبكي بالصّوت العالي وهيّ بتردد الآية الكريمة :
– إِنَّكَ لَا تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِى مَن يَشَآءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ.
كانت ست طيّبة وِ غلبانة ، مكنتش بترضىٰ تكلّمه لما يجي البيت بعد ما يختفي فترة ، ولا تسأله إنتَ اختفيت فين وليه ألا يسيب البيت تاني ، كانت بتبقى سعيدة بوجوده لأقصىٰ درجة ، بس مرة من المرّات.. شافته بيعمل آخر حاجة توقّعِت إنّه يِعملها..
صوّتت من الصّدمة وِ هوّ لما خاف حد يسمعها وِ النّاس تيجي ، زعّقلها وِ بدأ يعلّي صوته كنت معدّي من تحت البيت وِ قصدت اصطنت علىٰ الحوار بينهم من تحت الشبّاك اللي علىٰ الشارع ؛ خوفًا منّي ألا يئذيها :
– مخدرات يا صَـالِـح.. مخدّرات.. يلاهوي عليك يا ابني.. يلاهوي عليك.. ليه كده ليييه بتضيّع شبابك لييه ، بلاش سكّة اللي يروح ميرجعش يا ابني الله يكرمك.. الله يكرمك بلاشها..
– وطّي صُوتك يا وليّة ، وطّي صوتك إيه هتفضحينا اسكُتِ شويّة.
– من امتىٰ يا ابن بطني ، من امتىٰ الهباب اللي بتهببه ده؟!!! من ساعة ما أبوك مات ها !! من تالت سنين !! بقالك تالت سنين بِـتِـنهب تالت تربع معاش أبوك ؛ علشان تجيب بيه هباب تهببه.. ليه يا ابني ليه قصّرنا في إيه في تربيتك علشان تبقى بالشّكل ده..
هِنا سِمعت صُوت استغاثة مكتومة حسيت كإنّه بيحاول يقفل بوقّها ، سِمعته وِ هوّ بيقول :
– قلتلك اسكتِ يا وليّة.. اسكتِ هتفضحيني إيه مبتفهميش ، وانتِ مالك أشم مخدّرات ولا حتّىٰ أشرب خمرة ، انتِ مالك؟؟؟ كِفاية إنّي سايبك في البيت تبرطعي فيه بدل ما كنت بِعته وِ جبت منّه قرشين كوّيسين ، وكتر خيري إني بسيبلك قرشين من معاش جوزك تعيشي منهم احمدي ربّنا وِ اسكتِ.
ما استنيّتش أكتر من كده وِ لفّيت بِـسُرعة علشان أخبّط علىٰ الباب ألحقها قبل ما يعمل فيها حاجة ، ده بيتعاطىٰ ومش واعي لِـنفسه ممكن يعمل فيها مُصيبة ، لسّه هَـخبّط لاقيته فتح الباب وِ نزل جري قبل ما ألحق أكلّمه ، ناديت علىٰ والدته من برّه اطمّن عليها :
– يا أم صَـالِـح ، انتِ بخير؟!
ردّت عليّا بِـبُكا أم قلبها محروق :
– بِـخير إزاي يا شيخ نُوح وِ ضنايا راح في سكّة يا عالم هيرجع منها امتىٰ وِ هيرجع من أصله ولا لأ !!!
صعبِت عليّا.. دعيتلها بالصّبر في قلبي ، عُقوق الأبناء أصعب ابتلاء يُبتلىٰ بيه الأهل !!
روّحت علىٰ بيتي ، كانت ليلة جُمعة وأنا ناوي بكرة في الخُطبة ، أتكلّم عن بر الوالدين وِ أدعي لكل أب وأم إن ربنا يرزقهم بر ولادهم..
وِ يشاء سُبحانه إني أصلّي الجنازة علىٰ الست دي بعد خُطبة الجُمعة!!!
بعد ما واحدة من جيرانها راحت تتطمّن عليها في المِسا قبل النوم ، لاقيتها قاطعة النّفس ، ماتت وهيّ بتبكي علىٰ حاله ، خَسر رِضا أبوه وِ أمّه ، فَـ متوّقعة باقيّة حياته تبقىٰ عاملة ازاي؟!!!
وِ عدّىٰ سنتين وِ هوّ بيروح وِ يجي علىٰ الحارة ، محدّش متقبّله فيها من كبيرها لِـصُغيّرها ، خصوصا إنه لما جه بعد وفاة أمّه وعرف إنها ماتت مفكّرش يسأل حتّىٰ عن قبرها..
وِ لمّا تقريبًا كان عنده أربعة وِ عشرين سنة ، دخل الحارة بِـ حتّة من الجنّة ، بِـنت فيها هدوء وِ أدب وِ براءة ، كُتلة من السّماحة والجمال والطّيبة ماشية علىٰ الأرض..
وِ من هِنا بالظّبط بدأت أمّك تحكِيلي بداية حكايتها وِ المُر اللي داقِتُه طُول التّسع سنين اللي عاشتهم معاه…
– كُنت شغّالة يا شيخ نوح في محل عِطارة عند راجل كان بيعاملني كويّس ، مكنش ليّا حد غير عمّي اللي ربّاني ، وِ كنت بشتغل علشان أخفف عنّه شويّة ، كفاية عليه مصاريف عياله ، كُنت بشوف صَـالِـح يجي يُقعد كتير مع الرّاجِل صاحب العِطارة ، كان بيحاول ياخد وِ يدّي معايا في الكلام وِ كنت دايما أصدّه…
مرّة وِ التانية وِ التالتة ، لحد ما فيه مرّة روّحت البيت لاقيت عمّي بيقولّي إن فيه عريس متقدملي ، وقتها انبسطت إنّي هخفف عنّه الحِمل وهمشي من البيت أخيرًا ، وِ لمّا قابلت العريس ولاقيته هوّ اتصدمت وِ سألته ليه اتقدملي وِ ضحك علىٰ عقلي وقتها بِـردّه :
– المفروض تكوني واخدة بالِك إني بآجي العِطارة لعم فاروق علشان أشوفك ، أنا مُعجب بيكِ وِ بأدبك وِ أخلاقِك وِ أتمنّىٰ إنّك توافقي وِ أوعِدك إنّي أسعِدك.
دار بينّا كذا حوار ، كان كُله ضِحك علىٰ عقلي بِـكلام معسول..
وافِقت وِ وافِق عمّي على الجوازة بالذات لمّا اللي كان طالب ايدي ليه كان عم فاروق ، اللي قال إنه يبقىٰ قريب باباه ، وِ صَـالِـح عايش معاه هِنا من وقت وفاة أبوه وِ أمّه ، وِ فهمّنا إنّه ماسكله كُل شغله اللي في الفُروع التّانية ، وِ لِـسُمعة عم فاروق الطّيبة في السّوق ، عمّي ما سألش وراه ، وِ وثق فيه..
وِ بعد شهرين كُنت جهزت نفسي ، مطلبوش مننا أي حاجة غير هدومي و حاجتي بس ، وِ بيته اللي في عمارة عم فاروق كامل من مجاميعه ، قُلنا خير البر عاجله وِ كتبنا الكتاب.. وِ أنا بمضي عقد الجواز مكنتش أعرف إني بإيدي بمضي علىٰ عقد اعدامي بِـنفسي..!!
عشت أربع شهور معاه في بيته ، كُنت أسعد حد في الدنيا ، كان بيغيب كتير أيوة ، بس كان بيقول شُغل ، لِـغاية ما اتصعقت بِـ صدمة عُمرِي..
رِجع مرّة البيت نص الليل وِ هوّ ملبوخ ، وِ مش علىٰ بعضه ، جاب شنطة هدوم من فوق الدّولاب وِ بدأ يلم الهدوم بِـسُرعة وِ هوّ بيقول بِـربكة :
– فيروز ، لمّي شنطة هدومك وِ يلاّ بِـسُرعة هنمشي من هِـنا.
– هنمشي!! نمشي نروح فين؟!!
– مش وقته بِـسُرعة قبل البوليس ما يجي.
– بوليس!!!! برّاحة بس أنا مِش فاهمة حاجة ، بوليس ايه وهايجي هنا علشان مين ، وانتَ بتلم هدومنا ليه أساسا؟!!
صرّخ فيّا وِ دي كانت أوّل مرّة أشوفه فيها علىٰ حقيقته :
– قلتلك لمّي هدومك واخلصي خلّينا نغُور مِش وقته الهَـري ده ، البوليس هيطب علينا في أي لحظة و نروح في داهية.
عيّطت من خُوفي من التغيير المُفاجئ ده وِ قلتله :
– حاضر هلم هُـدومي بس فهّمني إنتَ عملت ايه علشان البوليس يدوّر عليك وعايز تهرب!!
– فيه حد ابن ** بلّغ عن المخازن بتاعة البِضاعة وِ البوليس بيفتّش فيها دلوقتي ، وِ لو متحركناش من هنا بِأسرع وقت هنروح في ستين داهية.
سألته بِحذر وِ خوف :
– ليه هيّا المخازن بتاعة البِضاعة فيها ايه؟!
– مُخدّرات.
– يلاهوووي!!!
يلاهوووي بتقول اييه مخدرات!!! مخدرات؟!! ينهر إسود ومنيّل.. ينهر اسود وِ منيّل.. مخدرات يا صَـالِـح مخزّنين مخدّرات في البضاعة!!!!
كإنّه اتحوّل وِ مبقاش صَـالِـح بِتاع الكلام المعسول اللي بياكل بِعقلي بيه عِيش وِ حلاوة ، وِ فجأة لاقيت شيطان قُصادِي ، ضربني قلم بِكُل قوّته وقعت علىٰ الأرض ، نزل لِـ مستوايا وِ مسكني من شعرِي واتكلّم بِـشر :
– أيوة مُخدّرات.. المخازِن كلها فيها مخدّرات.. محلّات العِطارة دي مُجرّد سِتارة بندّارىٰ فيها ، وِ وراها كُل شغلنا الوِ** ، هَـتنجِزي تقومي معايا ولا تفضلي هِنا ولمّا يفتّشوا البيت وِ يلاقوا فيه حاجة ياخدوكِ انتِ؟!!
الدّم كان بينزل من مناخِيري من أثر الضّربة ، برّقت بِصدمة ، مش قادرة أصدّق إنّي كُنت واقفة في محل عطارة صاحبها تاجِر مُخدّرات ، ضحك على الكل بِقناع البراءة وِ الطّيبة ، مش قادرة أصدّق إن صَـالِـح ضحك عليّا زيّه بِـالظّبط ، مكنتش قادرة أرد ، هزّيت راسي بِـخُوف.. خايفة من صَـالِـح ، جُوزي اللي اكتشفت إنه تاجر مُخدّرات ، وِ خايفة من المُصيبة اللي لو ما سمعتش كلامه ومِشيت معاه هشيلها أنا..
بعد نُص ساعة ، كُنت ركبت معاه عربيّة وِ خرجنا من المُحافظة كلّها وِ اتحرّكنا علىٰ القاهِرة ، مكنتش قادرة أتخيّل أي سيناريو في بالي ، ولا إيه ممكن يحصل لما نوصل للمكان اللي رايحينه ، كُل اللي في بالي إن جُوزي طِلع تاجر مُخدّرات….!!!!!
كُنت حاسّة إنّي داخلة علىٰ أيّام صعبة ، لكن عُمري ما تصوّرت ولا حتّي في أسوء خيالاتي ، إن مُمكن أتعرّض وَلو لِـجُزء بسيط من اللي شفته مع صَـالِـح دروِيش..!!!
اللي جوازي منّه كان حُكم إعدام بالبطئ.. بيتنفّذ عليّا في كُل يوم من أيّام حياتي..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية حجر ينبض)