روايات

رواية حجر ينبض الفصل السادس عشر 16 بقلم فريحة خالد

رواية حجر ينبض الفصل السادس عشر 16 بقلم فريحة خالد

رواية حجر ينبض الجزء السادس عشر

رواية حجر ينبض البارت السادس عشر

رواية حجر ينبض
رواية حجر ينبض

رواية حجر ينبض الحلقة السادسة عشر

– في إيه يا عبد الرحمن؟
– مش عارف ، أنا لازم أمشي بسرعة دلوقتي علشان الظاهر في كارثة هتحصل!
– طب انتَ رايح فين ، وِ مين البنت اللي كلّمتك دي؟!
– لمّا أرجع هفهمّك.
– طيب يبقى طمّني عليك أرجوك.
– حاضر مع السّلامة.
أوّل ما الخط قطع ، عبد الرحمن اتحرّك بربكة وِ مشىٰ ، كُنت قلقانة عليه ، أنا سمعته بيقول اسم سجدة فَـ جه في بالي وقتها سجدة بنت السّت اللي الشّيخ نُوح قالّي إنها كانت صاحبة ماما ، وِ رجعت بعدت الفكرة عن راسي بسُرعة أصل مش معقول مفيش سجدة غيرها في الدّنيا يعني!
معدّاش ثواني وِ لاقيت مُخّي بينبّهني إني سمعتها بتقول يا رحيم!!
معقول؟ معقول دي سجدة!! طب إيه علاقتها بِـ عبد الرحمن!!
ومُصيبة إيه اللي هيّ فيها وِ بتستغيث بيه!!
رجعت راسي لِـ ورىٰ وأنا حاسّة إن كُتر التفكير هيفجّر راسي ، سرحت في حياتي من أسبُوع.. أسبوع بس!!
كانت كل حاجة طبيعية وِ مُريحة!
دخلت أوضتي وِ مسكت ورقة وقلم وقعدت أرسم وأنا على السرير ، مُجرّد رسمة عشوائية أطلّع فيها ال لغبطة وِ الحيرة اللي جُوّايا.
………

 

 

دخل عبد الرحمن المُستشفىٰ بتوتّر ، خبّط على باب أوضة سُميّة وِ دخل قبل ما يسمع رد ، أول ما دخل عينه وقعت على سجدة وهيّ في حُضن مامتها بتصرّخ وفي حد بيحاول يسحبها وهوّ بيزعّق ، وِ سُميّة بتعيّط في السّرير وهيّ مش قادرة تتحرّك وبتترجاه يبعد عن أختها..
اتحرّك عبد الرحمن في ثواني ، مسك إيده اللي كان بيحاول يسحب بيها سجدة وِ وقف حائل بينه وبينها هيّ ومامتها ، قال بنبرة هادية :
– إنتَ مين وعايز إيه منها؟!
– إنتَ اللي مين وبتعمل إيه هنا !
– أوّلا صُوتك ما يعلاش بالطّريقة دي إحنا في مُستشفىٰ ولو حد من اللي برّه سمع صوتك هتلاقي نفسك طالع من هنا بالكلبشات ، ثانيًا وده الأهم جاوب على السؤال بإجابة مش بسؤال تاني ، وقولي إنتَ مين وعايز إيه منها؟!!
– أنا هبقى جُوزها قول إن شاء الله ، وسّع كده بقى من سكّتي وخلّيني آخدها علشان انتَ واحِد عاجز ومش عايز أقّل منك وِ أعملها معاك.
الشاب كان بيتكلّم بِـ بجاحة ، عبد الرحمن بصّله من سُكات وِ ساب إيده ، ادّير لِـ سجدة اللي كانت واقفة في ضهره في حضن مامتها بيعيّطوا همّا الاتنين وسألها بهدوء :
– الكلام ده حقيقي؟!
هزت راسها بالنّفي وقالتله بخوف :
– ما حصلش واللّه ما حصل ولا هيحصل ، على جثّتي يا إيهاب!! على جُثتي أكون مراتك ولو لِـ دقيقة واحدة إنتَ فاهم!!
عبد الرحمن رجع بصله تاني وقاله برفعة حاجب ونفس الهدوء :
– سمعت؟ قالتلك ما حصلش ولا هيحصل ياريت تتّكل على الله من هنا بقى علشان دي أوضة مريضة زي ما إنتَ شايف كده وِ وجودك عامل إزعاج في المكان ده غير إنه مش مرحب بيك.
جز إيهاب على سنانه و بصلهم بغل وهوّ بيقول :
– زي ما أخويا كان السبب في رقدة أختك كده ومابقتش تنفع لا لِـحياة ولا لِـمُوت ، أنا هكون السبب في رقدتك في السرير برضُه يا سجدة..
وديني وما أعبد لأحسّرك على شبابك وِ أخلّيكِ تتمنّي أبص في وشّك وِ أنا اللي هكون قرفان منّك ، ويبقى خلّي العاجز اللي اتحاميتي فيه ده ينفعك.
عبد الرحمن كان محافظ على هدوئه ، حط إيديه الاتنين في جيبه وقاله :
– قُلت الكلمتين اللي عندك وخلاص عملت نفسك خوّفتنا؟
يلا بقى من هنا.
بعد ما خرج إيهاب من الأوضة ، بص عبد الرحمن لِسجدة و لمامتها وقالهم :
– هوّ ده أخو مُحسن جوز مدام سميّة؟!
ردّت أم سُميّة وقالت بِـ دُموع :
– أيوة هوّ ، وِ كان.. كان متقدّم لسجدة بس أنا كنت مأجّلة أي حاجة لحد ما أبوهم يرجع من السّفر ويعرف.
– واضِح إنه بيشرب هوّ كمان زي أخوه ، إزاي حضرتك ما أخدتيش بالك؟
– أصل.. أصل ماكنش باين عليه حاجة أوي.

 

بعدت سجدة عن مامتها و ردّت عليها باندفاع وهيّ بتقول :
– لا كان باين يا ماما ، كان باين بس انتِ ما كنتيش شايفة غير إن شغله ومركزه وفلوسه كويسين ، وكنتِ مستنيّة على أحر من الجمر بابا يرجع علشان تجوّزيني ليه وِ طظ فيا أنا.
اتنحنح عبد الرحمن بإحراج لما سمع رد سجدة وقال :
– أنا آسف لو سألت في حاجة ماتخصّنيش ، عُمومًا أنا بكرة الصّبح على طول هرفع القضيّة لمدام سُميّة ، ولو تحبّي يا آنسة سجدة ممكن تعملي محضر بعدم تعرّض إيهاب ليكِ.
– أكيد هعمل كده ، شكرا بجد.
– الشكر لله تحت أمرك ، عن إذنكم.
اتحرّك عبد الرحمن وخرج من الأوضة ، مسحت سجدة دموعها بسرعة وخرجت وراه ، نادِت عليه فَـ وقف في مكانه وادّيرلها :
– نعم يا آنسة سجدة؟
– أنا آسفة لو أزعجتك بس أنا مجاش في بالي حد غيرك أول ما اتهجّم على الأوضة ، هوّ كان شارب زي ما شفته كده ومش في وعيه وأنا كنت مرعوبة ألا ياخُدني بجد ويعمل فيا حاجة.
– مفيش إزعاج أبدًا المهم إنك بخير وماحصلّكيش حاجة.
ردّت سجدة بابتسامة سعيدة :
– شُكرا مرّة تانية.
رد عبد الرحمن على ابتسامتها بابتسامة هادية ورد على كلامها وقال :
– الشكر لله ، ما تتردديش تكلّميني لو كُنتم محتاجين أي حاجة ، عن إذنك.
مشى عبد الرحمن وِ رجعت سجدة لِـ أوضة سميّة ، قعدت على الكُرسي جنب سريرها وقالتلها بابتسامة :
– الرّعب اللي عيشته أوّل ما إيهاب الحيوان دخل الأوضة اتبدّل في ثواني لفرحة وآمان أول ما شفت رحيم يا سُميّة!
ردّت سُميّة بابتسامة مُتخلّلها التعب :
– ربنا يسعدك يا قلب أختك وتعيشي حياة كلها آمان وفرحة مع اللي قلبك يتمنّاه.
– ويسعدك انتِ كمان يا سُوما وتقومي بالسّلامة لينا يارب.
بصّت سجدة بطرف عينها على مامتها لاقيتها قاعدة على كرسي على جنب السرير من النّاحية التّانية ومش بتتكلّم ، قالتلها بسُخريّة :
– طلع معاكِ حق يا ماما ، وِ إيهاب عريس لُقطة فعلا!!
…….
– شيماء.. شيماء انتِ صاحية؟!
– أيوة يا بابا أنا صاحية ، اتفضّل.
– إيه اللي مصحيّكِ لِـ بعد الفجر يا جميل؟
– كُنت برسِم شويّة.
دخل وقفل الأوضة وراه ، كنت مُبتسمة لِـفكرة إنه مش غريب عليّا ، وينفع أحضنه وأقعد قُصاده بشعري عادي!
كنت حزينة وناعية الهم وحاسّة بقيود تمنعني عنّه لما اكتشفت إنه مش أبويا وإنه غريب عليّا ، بس دلوقتي أنا أكتر من سعيدة!

 

 

قعد جنبي على السّرير وهوّ بيقول :
– اممم انتِ مش بترسمي غير لو مضّايقة وفيه حاجة شاغلة تفكيرك ، وِ حالتك النهاردة كانت مش حلوة وكنتِ تعبانة ، مش عايزة تحكيلي إيه مزعّلك وِ مغيّر حالك كده؟
اتنّهدت وحضنته وأنا بقوله بحُب حقيقي :
– زي ما قلتلك يا حبيبي والله حالة في الشغل مضايقاني شويّة ، بس طول ما إنتَ وعبد الرحمن جنبي أنا هكون في أحسن حال!
حضنّي هوّ كمان وقبل ما يتكلّم موبايلي رن فَـ قال :
– خير اللهم اجعله خير ، مين بيرن دلوقتي؟
– ده عبد الرحمن يا بابا.
ما لحقش يرد عليا ، لإني فتحت الموبايل بلهفة ورديت :
– أيوة يا عبد الرحمن ، إنتَ بخير؟
– الحمد لله يا شيما ما تقلقيش أنا في الطريق وجاي أهو.
– الحمد لله ، رنيت عليك كتير على فكرة وانتَ ما ردّيتش.
– كنت سايب موبايلي في العربية والله.
– طيب ماشي يا حبيبي تيجي بالسلامة.
– الله يسلمك يا حبيبتي.
أول ما قفلت مع عبد الرحمن ، بابا سألني وهوّ مكشّر :
– هوّ عبد الرحمن خرج تاني؟
– آه من حوالي ساعة كده ، جاتله مُكالمة مُهمّة ومشىٰ علىٰ طول.
– غريبة! دي تاني مرّة يطلع وما يقولّيش ، أنا مش متعوّد إن عبد الرحمن يُخرج من غير ما يعرّفني!
– هوّ بس كان مستعجل ، أصل أنا كنت قاعدة في البلكونة برّه ، ولاقيته هو كمان جاي يقعد مكنش جايلّه نوم ، فَـ وإحنا قاعدين موبايله رن ، وقالي مشوار مهم هقضيه وأرجع على طول ، زمانه ما حبّش يقلقك بس.
– حالك انتِ واخوكِ اتقلب في ليلة وبقيت مش عارف أفكر من قلقي عليكم يا شيماء!!
– ما تشغلش بالك يا بابا والله إحنا بخير ، وِ أكيد عبد الرحمن الصّبح هيحكيلك كل حاجة.
– ماشي يا شيما ، نامي انتِ بقى علشان تقدري تصحي تروحي شغلك.
– حاضر.

 

 

سابني وِ خرج من الأوضة ، الخُوف كله من رد فعل بابا لما يعرف إني عرفت كل حاجة!
سمعت صُوت عبد الرحمن جه برّه في الصّالة ، فَـ كنت لسّه هخرج بس سمعت بابا بيتكلّم معاه بحدّة :
– كُنت فين يا عبد الرحمن؟
– كنت في مشوار مهم يا بابا ، إنتَ صاحي بدري كده ليه؟
– لأ أنا ما نمتش أساسًا يا أستاذ!!
– ليه كده يا بابا إنتَ كويّس؟
– كويّس إزاي وأنا شايفك إنتَ وِ أختك في الحالة دي ومش عارف فيكم إيه!!
– طيّب ممكن حضرتك تروح ترتاح ، وبكرة أوعدك هقعد معاك وأحكيلك كل حاجة ، لإني والله محتاج أرتاح ولو ساعة بس قبل ما أروح شغلي بكرة.
– ماشي يا عبد الرحمن ، اتفضّل.
استنّيت لما سمعت بابا أوضة بابا وهو بيتقفل ، ورحت أوضة عبد الرحمن ، خبطت ودخلت وأنا بقول بهمس :
– ينفع أسأل سُؤال؟
ضحك وقال :
– اسألي علشان هموت وأنام.
– بعد الشر عليك ما تقولش كده ، أنا بس كنت عايزة أعرف هيّ البنت اللي كنت بتكلمها قبل ما تنزل دي سجدة بنت طنط هناء اللي كانت صاحبة ماما الله يرحمها؟
– وانتِ عرفتيهم منين؟
– ما الشّيخ نوح كان حاكيلي كل حاجة عنهم ، وانتَ لما موبايلك رن سمعتك بتقولها يا سجدة ، وهيّ قالتلك يا رحيم فَـ شكّيت.
– أيوة يا ستّي هيّ ، مش هتصدّقي شُفتها إزاي!!
– إزاي؟
حكالي عبد الرحمن كُل حاجة من أوّل ما راحتله المكتب علشان يكون محامي سُميّة لحد ما جه من عندها دلوقتي بعد ما مشّى أخو جوزها من عندهم ، عيوني كانت مدمّعة وهوّ بيحكي و قلتله بأسف :
– ده الظّاهر بقىٰ فيه نُسخ كتير من فيروز.
– وِ نُسخ أكتر من صَـالِـح دروِيش!
– عبد الرّحمن هوّ إنتَ ناوي على إيه معاه؟
مدد على السرير ، وحط إيده الشمال تحت راسه ، بصلي وهوّ بيقول :
– ناوي على إيه في إيه؟
– يعني هتعمل معاه إيه بعد ما عرفت إنه عايش وإنه موجود في المُستشفىٰ؟
– ولا أي حاجة! صَـالِـح دروِيش وجوده زي عدم وجوده الاتنين سواء عندي ، هوّ ميّت بالنسبالي من زمان!
ميّت مع كل دمعة بكيتها أمّي بسببه..
ميّت مع كل دمعة نزلت من عيني وأنا بدفن أختي وِ أمي..
ميّت مع كل دمعة نزلت من عيني وأنا عاجِز ومش قادر أدوس على رجلي..
ميّت مع كل مرة حسّيت فيها بالضّعف وقلّة الحيلة وأنا
مش عارف أحدد مصيري ومصيرك إيه وإحنا لوحدنا ملناش حد!!

 

 

ميّت مع كل مرة حسيت فيها بالرّعب ألا يرجع ويأذي حد فينا..
بالله عليكِ يا شيماء مش عايز السّيرة دي تيجي ولو بالصّدفة قصادي..
بقالي سنين و سنين بحاول أتناسى كل جرح سببهولي صَـالِـح دروِيش!
أنا مش عايز لا أشوفه ولا أسمع سيرته تاني بعد النهاردة ، وانتِ كمان ما تقلقيش هوّ هيسيب المُستشفى وِ يمشي قبل ما تروحي بكرة شغلك ، وهنرجع لحياتنا الطبيعية كأنّ شيئا لم يكُن!
أنا عبد الرحمن وانتِ شيماء وِ إحنا الاتنين ملناش أب غير منصور البحراوي.
مشيت خطوتين لحد سريره ، قعدت على رُكبتي ابتسمتله وِ هوّ بادلني الابتسامة قُلتله بكل صِدق وِ حُب :
– أنا أخدت حظّي من الدّنيا كله فيك!
ربنا بيحبّني لدرجة إنه رزقني بأخ كان ليّا أب وِ أخ وِ صديق ، كُنت دايمًا في ضهري ، و دايمًا مُستعد تضحّي بروحك علشان خاطري!
استحملت كل حاجة حصلت لأجلي بس!!
عافرت وحاربت وماضعفتش أو استسلمت في مرة!
وعمرك.. عمرك ما حسستني بأي حاجة..
كلمة شكرا دي قليلة بجد ولو عيشت عمري كله أحاول أوفّي حقك عمري ما هقدر أوفي ولو جزء منّه بجد!
– أنا استحملت كل حاجة علشان أشوف ضحكتك مرسومة على وشّك ، ومستعد أعيش اللي عيشته زمان مية مرة قُصاد إنك تبقي سعيدة يا شيما.
انتِ الحاجة الحلوة اللي مخليّاني أكمل حياتي ، وابتسامتك عندي زي النّفس لو ما شوفتهاش أحس إني بتخنق و روحي هتطلع!
– بعد الشر ما تقولش كده قلتلك ، ربنا ما يحرمني منّك يا.. يا رحيم!
– ولا يحرمني منّك يا فيروز الصغيّرة.
ضحكت وحضنته وهوّ كذلك ، خرجت من أوضته لِـ أوضتي وأنا مش عارفة إذا كنت مستعدّة للي هيحصل بكرة ولا لأ ، وإذا كان اللي هعمله ده صح ولا لأ أساسًا !
…….
– صباح الخير يا عُديّ.
– صباح النّور يا شيما ، دكتور مُعتز هنا على فكرة وكان عايزك في مكتبه.
– طيب أنا هروحله أشوفه محتاج إيه.
– تمام.
كنت رايحة لِـ أوضة صَـالِـح دروِيش بس حوّلت وجهتي ورحت لمكتب دكتور معتز ، وِ أول ما وصلت عند مكتبه لاقيته بيخرج مِنُّه وبيقول :
– بنت حلال ، كنت لسه بدور عليكِ.
– آه ما عُديّ بلّغني إن حضرتك عايزني.

 

 

كان ماشي وأنا جنبه وهوّ بيقول :
– عايزك تقعدي مع صَـالِـح دروِيش ، هوّ بدأ ياكُل لحد ما بس لسه طبعا مش زي أي بني آدم طبيعي ، وبدأ يتحرّك بس لسّه جسمه مش بيقدر يمشي فترات طويلة هوّ محتاج رعاية كويّسة ، أنا بقى عايزك تقعدي معاه وتتكلّمي معاه وتساهريه ، تخففي عنه شويّة وتحاولي تفهمي منه بقى مين أهله ومين ندى وتخليه يحكيلك هوّ ليه مُصرّ يسيب المُستشفى ويخرج وهوّ لسه تعبان بالشّكل ده!
أنا واثق إن الراجل ده وراه حكاية ، محدش هيعرف يوصلها غيرك ، انتِ الوحيدة اللي الراجل ده مطمنلك ، انتِ الوحيدة اللي قلبه بيحس بوجودك لدرجة إنه فاق بسببك ، أنا عايز تقرير مُفصّل عن حالته النفسية بعد جلستك دلوقتي معاه ، مفهوم يا دكتورة شيماء؟
كان وصل بيّا لأوضة صَـالِـح دروِيش ، هزّيت راسي وأنا بقوله :
– مفهوم يا دكتور ، عن إذنك أنا هدخله دلوقتي.
– اتفضّلي.
سحبت نفس عميق وخرجته ، فتحت باب الأوضة ، دخلت وقفلتها ورايا ، كان نايم على السرير بس مفتّح عُيونه ، أوّل ما دخلت قالّي بلهفة :
– نَدىٰ!! انتِ.. انتِ بجد موجودة هنا؟
سحبت كرسي وِ قعدت قُصاده وأنا بضغط على نفسي وبقنعها إن ده شر ولابد منه ، ده الشيء الوحيد اللي هيريحني وهيخلّيني أكمّل حياتي عادي مع أخويا و أبويا بمنتهى السعادة ، دي آخر خطوة هعملها علشان أقفل صفحته مدى الحياة كإني مفتحتهاش ، اتكلمت بصعوبة وقُلت :
– سمعاك..
أنا هنا وهسمع أي حرف تقوله من أول ما تبدأ لحد ما تقولّي خلّصت..
قول اللي عندك يا صَـالِـح يا دروِيش.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية كاملة اضغط على : (رواية حجر ينبض)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى