رواية حجر ينبض الفصل السابع عشر 17 بقلم فريحة خالد
رواية حجر ينبض الجزء السابع عشر
رواية حجر ينبض البارت السابع عشر
رواية حجر ينبض الحلقة السابعة عشر
– أنا صَـالِـح وِ مُعترِف تمامًا إنّي طَـالِـح وِ عُمري ما كُنت صَـالِـح أبدًا !
مُعترِف إني كُنت ابن عَاق ، وِ مش الابن اللي كان يتمنّاه أستاذ مُصطفىٰ دروِيش ناظر المدرسة ، ولا الابن اللي كانت أبلة همّت بتنام وتقوم تدعي ربّنا يرزقها بيه.
مُعترِف إني كنت زوج فاشل وأب أفشل!
مُعترِف إني عُمرِي ما كنت إنسان بِـ يحس وِ إن قلبي حَجر!
مُعترِف إني بني آدم فاسد ، وِ مُعترِف إني شيطان ، إبليس متجسّد على هيئة شخص!
وِ مُعترِف إني ما كنتش أستحق نِعمة زي فيروز..
وما كنتش أستحق نعمة زيّك انتِ وأخوكِ وأختك..
وما أستحقّش لا شفقة ولا عطف ولا حتّى السّماح..
ما أستحقّش الرحمة لإني ما رحمتش حد علشان أترِحِم.. الغيبوبة اللي سرقت من عُمري عشرين سنة أستحق أسوأ منها..
عارفة؟
لو النّار مسكت فيّا كلت جسمي وِ شوّهت خِلْـقِتي وِ خلّيتني أصرُخ بِـ علوّ الصوت وِ أنا بتحرق وِ بولع..
ما أستحقّش أصعب عليكِ لحد ما أموت متفحّم!
دُموعه نزلِـت ، أخد نفس عميق وِ هوّ بيتشنهف كمّل بصوت بيرجف :
– بس يمكن أستحق إني أندم!
طب انتِ عارفة إن ندمي ده جُزء من عقابي..
آه جزء من عقابي!
لما ندمت مابقيتش لا أنام بِـالليل ولا بِـالنّهار..
لما ندمت مابقيتش عارف أتحكّم في دمعتي ، وكل لحظة بتمر عيني بتبكي الدّم على كل السّوء اللي عملته في حياتي..
لما ندمت روحي بقت بتتعذّب العذاب الأليم على بيتي اللي خربته بِـ إيدي!
على مراتي اللي ماتت في عز شبابها بسببي!
على بنتي اللي ماتت بسبب رُعبها منّي!
قلبي بِـ يقيد فيه النّار ، بِـ يغلي غليان كُل ما أفتكر صرختها وِ الرّعب اللي اترسم في عيونها وهيّ بتجري تهرب منّي..
بدل ما أكون سندها و ضهرها ، كنت الشّيطان في حياتها وسبب رعبها وخوفها وسبب موتها وهيّ لسه بنت إمبارح.
على ابني!
ابني اللي عجّزته بإيديا دول بدل ما أفديه بعنيّا وِ حياتي!
عليكِ ، وِ أنا بفتكر إن في مرّة من المرّات كنت أعمى ومش شايف وكنت هاخد شرفك بدل ما أنا اللي أحافظلك عليه!
بتحسّر على كل لحظة عدّت عليا في حياتي ، على أبويا وأمي اللي ماتوا وهما الاتنين مش راضيين عليا..
بتحسّر على نفسي وأنا بقيت في آخر عُمري وما عملتش حاجة أقابل بيها ربنا..
بتحسّر على كل نفس اتنفسته علشان أعيش وأنا خسارة فيا إني أعيش!
بس أتارِي المُوت رحمة ليّا ، وأنا مكتوبلي أعيش وِ أتعذّب عن كل الذنوب اللي عملتها في حياتي وأتمنّى لو عذابي ده يكفّرلي ذُنوبي.
أنا ما أنكرش إن أبويا و أمي حاولوا معايا علشان أكون بني آدم كويّس وإني أنا اللي كُنت متصوّر بغبائي إنهم بيحققوا أحلامهم فيّا..
سكت يِمسح دُموعه ، ابتسم بِـ سُخريّة وكمّل :
– كُنت مُغفّل ، طُول عمري مُغفّل ، حُمــار مش فاهم إن دي مصلحتي ، وإني لما أصلي ولا أحفظ قُرآن ده لِـ مصلحتي أنا مش هُمّا ، وِ إني لما أتعلّم وأكون دكتور زي ما أبويا كان بيتمنّى ده لِـ مصلحتي أنا..
مش علشان هو كان نفسه يكون دكتور فَـ معرفش فَـ قال لازم إنتَ تحقق حلمي وتكون دكتور!
لمّا كان بيقولّي ما تروحش مع ده وما تتكلّمش مع ده ماكنش علشان هوّ عايز يفرض سيطرته عليّا ، وماكنش علشان كان بيكره يكون عندي ناس تحبّني وبتروح وتيجي معايا ، وماكنش علشان هوّ عاش في حاله فَـ كان عايزني أكون زيّه..
ده كان عشان بيحبّني وخايف عليّا..
كان بيحبّني!
تصوّري كان فيه حد بيحب صَـالِـح دروِيش!
تصوّري كان فيه حد بيخاف عليه مش بيخاف من جبروته!
بس للأسف بِـ غبائي ضيّعته من ايدي وما اتمتّعتش بِـ حُبّه ولا حسّيت بيه إلا بعد سنين و سنين و سنين طويلة!!
كنت دايمًا مفكّرهم أعداء ليّا ، وبعاندهم في كل حرف ، عملت عكس كل اللي اتمنوني أعمله ، كنت معتقد إن كده أنا بنتقم منهم وإن كده أنا راجل و كلمتهم مش بتفرق معايا وإن كلمتي اللي محرّكاني..
مش قادر أسامح نفسي إني فرحت لما أبويا مات!
وقلت هم وانزاح محدّش هيقولي رايح فين ولا جاي منين ولا اعمل وماتعملش!
وما اهتمّيتش أزوره في قبره مرّة حتّىٰ.
وسيبت نفسي أجري على سكّة اللي يروح ما يرجعش زي ما أمّي كانت بتقول!
قلت هجرب مرة علشان محدش في الشّلة يقول عليا جبان وخايف ، و مرّة جرّت مرّة لحد ما بقيت شمّام بجد!
وبقيت بتعاطىٰ مُخدرات كنت مستمتع بيها ، ومش واخد بالي إني حرمت نفسي من حُضن أمي وما استمتعتش بيه لحد ما ماتت ، ده حتّى قبرها ما كلفتش خاطري وعرفت مكانه اللي بعد امتىٰ وامتىٰ!
كانت بتعميني ، كانت عاملة غشاوة على قلبي وعيني ، ما افتكرتش كل المواقف دي غير لمّا بطّلت..
واحدة واحدة الغشاوة اللي كانت على عيني وقلبي اتشالت ، و ذاكرتي بدأت تجيبلي القديم كله..
بدأت تجلد روحي مع كل موقف أفتكره ، وِ تبكّي عيني على اللي عملته في كل موقف.
أنا مش هبرر أي حاجة من اللي عملتها ليكِ انتِ وأخواتك وأمك ، لإني غلطان..
غلطان في حقكم وفي حق نفسي لما أدمنت وبقيت زيّي زي البهيمة إحنا الاتنين لا بنحس ولا لينا عقل..
ومعترف بِـ غلطي وإني حجر زي ما مُعترِف إني أستاهل أي عقاب في الدنيا للغلط ده وبرضُه مش هيكون عقاب كافي ولا مُرضي.
بس أنا ندمت واللّهِ العظيم ندمت ندم عُمري..
أنا بنزف الدم من عيني بدل الدموع..
أنا عارف إني ما أستحقش فرصة أثبت فيها إني ندمت ، بس في نفس الوقت هموت من جُوايّا على مرة أخدك إنتِ أو أخوكِ في حُضني..
هموت على مرة ما أشوفش الخوف والكره في عيونكم..
هموت على مرة أسمع فيها كلمة بابا منكم!
هموت على مرة.. مرة واحدة أقعد فيها معاكم وأملّي عيني منكم!
بص في عُيوني اللي كانت بتدمّع في صمت ، ابتسم بحُزن وقال :
– وهموت على مرة عيونك ماتدمّعش لما تشوفيني!!
لما فيروز كانت عايزة تاخدكم وِ تهرب ، أنا صحيت على صوت الباب وهوّ بيتفتح ، رغم إن طول التسع سنين اللي اتجوّزناهم كنت بخوّفها علشان ما تهربش وبقولها هتعيشي وتموتي فيها ، مكنتش أعرف إنها هتعيش وتموت فيها فعلا ، وما كنتش أعرف إنها هتحاول تهرب بجد ، كنت ضامن إنها ملهاش حد تروحله وإنها مش هتهرب مني..
بس كالعادة أنا كنت مغفل ، وفيروز اللي كنت مفكّرها ضعيفة ، طلعت أقوىٰ إنسانة عرفتها ، طلعت أقوىٰ مني ما استسلمتش لآخر نفس فيها..
حافظت عليكم منّي ومن جبروتي طول حياتها ، وحتّى لما ماتت ، ماتت وهيّ بتحاول تحمي نور..
صرفت عليكم من فلوس حلال..
ربّت رحيم صح!
حاولت تبعد بيكم عشان تعيشوا في سلام بعيد عنّي!
ما استسلمتش ليا ولا ضعفت للحرام معايا أبدا.
مش عارف ، حقيقي مش عارف أنا كان عقلي فين وأنا بضربها ولا وأنا بضرب رحيم اليوم ده!!
عقلي كان فين وأنا بعجّز ابني!!
عقلي كان فين وأنا شايف بنتي واقعة في الأرض وأنا بتجاهلها ببرود وبقول في نفسي خليها تعيط شويتين علشان تبقى تهرب مني تاني.
عقلي فين وأنا بجري وراكِ أجيبك ولما مسكتك ضربتك بِـ وحشيّة لِـ درجة إنك بدأتِ تدوخي منّي وما مكنتيش قادرة تتكلّمي من كتر صريخك إني ما أضربكيش ، ومن كتر عياطك وتوسلاتك ليا إني أبعد عنّك!!
وقتها شيلتك على كتفي وأنا ناوي أرجع على البيت أكمل عليكم بس..
بس في الطريق شُفت المنظر اللي كان زي القلم اللي نزل على وشي بِـ منتهى القسوة..
قلم من قوّته خلّى عقلي مش مستوعب هوّ ده بجد!
شفت فيروز و نور غرقانين في دمهم ، نزلتك من على كتفي وانتِ استسلمتي و وقعتي في الأرض جنبهم مجرد ما شوفتيهم كده ، كإنك عايزة تبقي جنبهم..
كنت لسه هنزل على الأرض أطمن عليهم ، لاقيت الشيخ نوح جاي ، جريت.. فضلت أجري وأبص ورايا و أنا خايف!
مش عارف أنا رايح فين ولا هعمل إيه!
بس كنت بجري بِـ خُوف ، مش عارف كنت خايف من إيه! من منظرهم وهما واقعين في الأرض و إن شوية وفيروز هتقوم تعاتبني إني السبب..
ولا من الشيخ نوح اللي ماكنتش هقدر أواجهه إني السبب في إن مراتي وبنتي يسيبوا البيت وتخبطهم عربية؟
كنت مصدوم مش عارف إيه ممكن يكون حصلهم بس مجاش في بالي أبدا أبدا إنهم يكونوا ماتوا !
وماعرفتش ده غير لما قابلت رحيم بعد أربع سنين من اليوم ده!
أربع سنين عدّوا عليا أربع قرون..
أربع سنين عيشت فيهم أصعب أيام حياتي..
أربع سنين.. اتمرمطت وبيّت أيام فيهم في الشوارع وعلى الأرصفة ، بجري من الحكومة ألا أتمسك وساعتها هكمل باقي حياتي في السجن..
في الأربع سنين دول كفرت عن كل ذنب عملته ، ربنا عاقبني على كل ذنب بطريقة أصعب من اللي قبلها..
ربنا رحيم و رحمته وسعت كل شيء ، بس هوّ برضُه شديد العقاب وأنا كنت أستاهل العقاب!
أنا فضلت كام يوم ببات في الشارع ، على الرصيف ، وتحت الكباري ، كنت بنام بقلق ، مغمّض عين ومفتّح التانية..
كنت بحارب.. المعنى الحرفيّ لكلمة بحارب!
أنا كنت مدمن في أصعب المراحل ، أربع أيام من غير مخدرات كان تحدّي ، كنت حاسس إني هموت وأنا ماشي بلف في الشوارع ، شوية أضحك وشوية أصرخ وشوية تانيين أعيط ، مش قادر أرجع على الحارة مش عارف إيه كان مانعني بس كنت خايف أرجع من بعد ما شفت منظر فيروز و نور!!
ما كنتش هقدر أواجهم أبدًا.. ما جاش في بالي إن ممكن ما يكونوش موجودين أساسًا !
زي العيل الصغير اللي اتّاخد منه لعبته!
كنت بوطّي في الأرض وأحط راسي على التراب ، كنت بخبط راسي في الأرض بكل قوّة ، كنت بتمنّى الدم اللي بينزل منها من أثر الخبطة يخفف الصداع اللي حاسّه!
يخفف الرغبة جوايا إني هموت على حباية تهديني!
ما كنتش باكل ولا بشرب وما كنتش بعمل حاجة غير إني أدور على حد من معارفي يديني حاجة تهدي الصداع ده!
وبعد مرة واتنين وتلاتة لاقيت شلة كنت متعود أسهر معاهم زمان سهرانين في شارع مقطوع ، وكل حاجة اتحرمت منها الأربع أيام دول كانت معاهم ، ما حسيتش بنفسي غير وأنا بقعد معاهم و بـ بلبع أكبر كمية أقدر أخدها من الحبوب المخدرة ، فضلت حوالي ساعة مش حاسس بيهم أو بكلامهم و مركز بس في المخدرات اللي بشمّها واللي اتحرمت منها أربع أيام..
أنا كان حالي يصعب على الكافر! هدومي متنيلة وشي متبهدل وفيه آثار جروح و دم عليه!
وفوق كل ده منظري وأنا بشم المخدرات بعد حرمان منها أربع أيام ما يتشبّهش غير بالكلب المسعور!!
مش عارف إيه حصل بس أنا سمعت الشباب وهما عمالين يلموا حاجتهم ويهزوا فيا ويقولولي اجري يا صَـالِـح من هنا..
كل حد منهم جرى في حتّة وأنا ما كنتش شايف وبقيت بعيط وأنا بقوم وبقع ومش عارف أوزن نفسي ، لاقيت نفسي بجري شوية وِ أزحف على ايدي ورجلي شوية ، ومش لاقي حتّة أستخبّى فيها ، لحد ما لاقيت مسجد..
هنا بقى في المسجد ده كان التغيير الفعلي في حياتي ، هنا فُقت ، هنا وعيت وفهمت كل اللي عملته وأضراره إيه..
هنا أدركت إني خسرت كل حاجة.. كل حاجة..
أبويا ، أمي ، بيتي ، مراتي ، ولادي ، سُمعتي ، حب الناس..
خسرت كل حاجة فعلا حتّى صَـالِـح خسرته وأنا مش واخد بالي!!
أول ما لاقيت المسجد قصادي ، حسّيت إن ده المكان الوحيد اللي البوليس مش هيتخيّل إني موجود فيه!
مدمن هيدخل مسجد ليه؟!
واحد اختار طريق ما يتقابلش مع طريق ربنا هيدخل مسجد ليه؟!
دخلت وأنا متأكد مليون في الميّة ، إن استحالة حد يتصور إن صَـالِـح دروِيش مستخبّي في المسجد!
كانت تقريبا أول مرة أدخل فيها مسجد ، دخلت وكان الناس موجودة في كل ركن ، اللي بيصلي ، واللي بيقرأ قرآن ، واللي حواليه شوية ناس و بيشرحلهم حاجة في المصحف ، أخدت ركن وأنا بقول بيني وبين نفسي إن أنا مش من أهل المسجد ، مش من الناس دي!
مش داخل أعمل حاجة من اللي أهل المسجد بيعملوها..
أنا مدمن هربان من الحكومة!
عيني بفتحها بالعافية!
داخل المسجد وأنا شارب مخدرات!
داخل أستخبّى فيه وأرتاح من الجري على السكك!
وسبحان الله كان المكان اللي حسيت فيه بالراحة والأمان فعلا!!
أنا تقريبا نمت من كتر الصعوبة اللي مرت عليا في الكام يوم اللي فاتوا..
صحيت على صوت راجل وهوّ بيهز فيا براحة وبيقول بصوت كله هدوء :
– يا ابني.. يا ابني.. صلاة الفجر هتروح عليك ، يلا علشان هقيم للصلاة.
ما كنتش عارف أرد ، أنا كنت بفتح عيني بالعافية ، لاقيته مدّلي ايده وهو بيقول بابتسامة :
– هات ايدك هساعدك ، تغسل وشك وتتوضّىٰ.
مدّيت ايدي ليه بـ ضعف ، كنت حاسس إني عايز أغسل وشي فعلا ، دخلت معاه لجوّه المسجد كان فيه حنفيات ، فتحلي واحدة وقالي اغسل وشّك واتوضّى يلا ، مش هقيم الصلاة غير وانتَ موجود.
كنت مش عارف أعمل إيه علشان أقوله إني مش عارف أتوضّى إزاي ، و زي ما يكون قرأ أفكاري قالي بنبرة تشجيع :
– يلا سمّي الله في سرك وابدأ اغسل ايدك تالت مرات وخلل بين صوابعك في الغسيل..
كان بيقولي كل خطوة في الوضوء لحد ما خلصت ، وأنا كنت مستسلم تماما وبسمع كلامه ، بعد ما خلّصت ، أخدني لِـ المسجد مكان الصلاة تاني وِ وقفني وسط المُصلّيين ميّل على وداني وقال :
– إنتَ دلوقتي هتقف بين ايدين ربّنا ، لو حابب تعيط تتكلم تشكي ، مش هتلاقي غيره يسمعك ويقف جنبك.
عارفة حالتي وقتها كنت زي المهدود ، أنا مش عارف أنا مستسلم ليه ، لا بعمل فعل ولا بَبدي أي رد فعل على تصرفاته ، بسمع كلامه وبتحرك وراه وبهز راسي بصمت..
أقام الصلاة ، وبدأ يصلّي..
أنا كنت خايف أنا مش عارف بيصلوا إزاي!!
عملت زي ما الناس جنبي عملت وكنت بحاول أركز علشان أعمل كل خطوة زيهم وماحدش ياخد باله إني مش عارف أصلي..
كنت أول مرّة أسمع فيها قُرآن عن قرب كده ، دايما كنت بسمعه في الراديو في الشارع و أوقات أيام ما أهلي كانوا عايشين ، بس ما كنتش بركّز ، بس صوت الشيخ أجبرني إني أركز ، الآيات اللي صلّى بيها خلّيتني سرحت فيها ومش عارف دموعي كانت بتنزل إزاي!!
صوته وهوّ بيقرأ ‘ وِ جاءت سكرةُ الموتِ بالحق فَـذلك ما كنت منه تحيد ‘
كان صُوت عذب جميل كفيل يهز قلبي!
أول حاجة كانت تحرّك قلبي ، وتبتدي تمسح الغبار اللي عليه هي الآية دي!!
لما كمل وقال ‘ ونفخ في السور ذلك يوم الوعيد * وجاءت كل نفسٍ معها سائق وشهيد * لقد كنت في غفلة من هذا فـكشفنا عنك غطاؤك فـبصرك اليوم حديد ‘
أول كلمة كان يدركها عقلي بعد سنين و سنين من عدم الفهم ، كلمة غفلة!!
أنا من الناس اللي في غفلة!!
أنا في غفلة!!
عقلي رددها مئات المرات ، دموعي نزلت ، كملت الصلاة وأنا بفكر في كلمة غفلة!
و بسأل نفسي إذا كنت هموت على الغفلة دي فعلا!
بعد ما الشيخ سلم ، الناس مشت وأنا كنت مش عارف أخرج أروح فين ، فـ أخدت ركن أقعد فيه لحد الصبح وأمشي ألف في الشوارع تاني..
لاقيت الشيخ جاي عليا ، بابتسامته المعتادة وهو بيقول :
– تقبّل الله يا صَـالِـح.
– ها… هوّ.. هوّ إنتَ تعرفني؟!!!
– عز المعرفة ، مش بتشبّه عليّا؟
– لأ.. دقيقة كده!
عزيز!!
– أيوة عزيز ، عزيز اللي اتسحب لسكة المخدرات معاكم ، بس ربنا أنعم عليه بالهداية فَـنَدم وِ استعفر وبيدعي ربنا يتقبّله ، وبقى إمام المسجد هنا ، وتقريبا شِبه مُقيم فيه ، أنا اللي بكنُسه وِ بمسحه وبغسل حمّامه بنفسي ، وبتمنّى ربنا يتقبّلني وِ يتقبّل توبتي.
كنت لسه هرد عليه ، لاقيته منعني وقال :
– عارف إنتَ هتقول إيه!
إنتَ هتقول أنا بقيت كده إزاي صح؟
أنا فقت لما زقيت أختي على السلّم كسرت رقبتها وأنا متعصّب علشان عطّلتني عن النزول للشرب ، أبويا كرشني من البيت وقالي خلّي الدنيا تلطّش فيك وتعلّمك الأدب وتعالىٰ وانتَ ابني المتربّي ساعتها بيتي هيكون مفتوحلك.
ما لقيتش مكان غير بيت ربنا اللي دايمًا مفتوح للناس كلها ، ربنا أنعم عليا إني أدخله ، ويشاء ربنا اللي حصلّي من تالت سنين يحصلّك يا صَـالِـح!
دخلت بعد ما كنت مبيّت في الشارع باليومين ، وأنا هربان من الحكومة بعد ما طبّت علينا وإحنا بنشرب!
صح؟ مش ده اللي حصلك إنتَ كمان بالظّبط!
هدومك وقلقك وخوفك وانتَ داخل المسجد أثبتلي إن تفكيري صح.
كان في واحد ابن حلال بيصلّي هنا بالناس صحّاني أصلّي معاهم ، دخلت بس ماكنتش فاكر أنا بتوضّى إزاي ، كان بقالي سنين ما صلّيتش ، كنت مكسوف وأنا بقوله أنا مش فاكر أنا بتوضّى إزاي!
ساعدني أتوضّى ، وقالي نفس الجملتين اللي قلتهم ليك قبل الصلاة ، وصلّى بنفس الآيات اللي صلّيت بيها النهاردة ، واللي حرّكت قلبي بعد ما كان مُنتكس وكله غبار و ذنوب ، وبعد الصلاة قعد معايا نفس القعدة دي ، وقالي إن ربنا بيحبني ، علشان كده هوّ رزقني دخول المسجد.
لو ما كنش بيحبني كان خلاني لاقيت أي سبيل بره غير المسجد وماكنتش هدخل المسجد ، قالي من حب ربنا فينا بيلهمنا الاستغفار ، قالي صلّي ركعتين عاهد ربنا فيهم إنك مش هتبعد عنه تاني ، وإنك هتوب وهتستغفر عن كل حاجة عملتها بعدت بيها عنه ، وقالي اندم وعيّط بس ما ترجعش لذنبك تاني و اغلبه!
شهرين.. شهرين عايش على التمر اللي في المسجد ، والماية اللي هنا في الحنفيات ، شهرين بعيط طول الليل علشان أخرج على حد يديني اللي محتاجُه علشان يهدّي راسي ، وبعدين أرجع في كلامي وأمنع نفسي وأروح أصلي وأنا بدعي ربنا يقويني ويتوب عليا ويغفرلي!
شهرين غسلت بدموعي التراب اللي على قلبي..
ومن بعد الشهرين دول بقيت بطلع من المسجد كل يوم الصبح أدور على شغلانة آخد منها اللي فيه النصيب وأرجع المسجد أحمد ربنا على اللقمة اللي كلتها بفلوس حلال ومن عرقي.
وأنا على الحال ده من سنتين ، بس من سنة فاتت بقيت إمام المسجد ، لإني راجعت على القرآن اللي كنت حافظه زمان وأتقنت قرآته على ايد الشيخ اللي كان هنا ، وبقيت بحضر الدروس في الجامع وبقرأ من كتب الفقه اللي هنا لحد ما بقيت أقدر أدّي دروس للناس في المسجد الحمد لله.
شُفت مريت بِـ إيه؟!
إنتَ لسه في أول الطريق يا صَـالِـح ، أوعىٰ تستسلم طالما ربنا رزقك بأول الطريق.
هعلمك تصلي إزاي ، وهنصوم سوى يومين في الأسبوع بـ نيّة إن ربنا يتقبلنا ويقبل توبتنا.
وانتَ هتجاهد وتحارب وهتتغلب على ذنبك.
مد ايده ليا وأنا كنت متردد بس حطّيت ايدي في ايده..
علّمني الصلاة ، بدأ يساعدني أقرأ قرآن ، بدأ يحكيلي عن قصص الأنبياء وعن المجاهدة في سبيل الله ، كنت بقعد معاه وهو بيشرح دروس في المسجد أسمعله ، ونفس اللي مر بيه مرّيت بيه وأسوأ..
جايز عزيز كان بيشرب بنبسة عشرين في المية وماكنش قادر يستغنى عن النسبة دي لفترة بس بعد شهرين قدر!
أنا كنت مدمن في أخطر مراحله ، كنت هموت وأنا بصوت وبعيط عايز أخرج من المسجد ، وعزيز هو اللي كان بيمنعني ، كان بيسحبني بالعافية لحنفيات الماية يكب على راسي مية علشان الصداع يخف ، عشت أسوأ وأصعب سنة في حياتي ، سنة جدران المسجد تشهد فيها على عياطي زي العيل الصغير وأنا بقول يارب وبستغيث بيه يخفف عني.
سنة كنت كل ليلة.. كل ليلة أعيط وأوطي على رجل عزيز أحاول أبوسها علشان يسيبني أخرج ما يمنعنيش..
سنة كنت بصبر فيها نفسي إني هرجعلكم بني آدم جديد ، هعوضكم عن كل حاجة وحشة عملتها معاكم..
لما حسيت إني قدرت أمنع نفسي ، وإن ربنا استجابلي وخفف عني وبقيت مش عايز.. مش عايز أشرب مخدرات!!
كنت طاير من السعادة ، ليلتها عيطت بس من الفرحة والسعادة إن ربنا استجابلي أخيرا.
اتناشر شهر بمساعدة ربنا قدرت أبطل بعد ما كنت بشم من حوالي أكتر من اتناشر سنة!
مفيش جديد يذكر في التالت سنين اللي قضيتهم بعد السنة دي غير إني اشتغلت حداد ، حفظت القرآن ، عرفت كتير عن ديني اللي كنت جاهل فيه ، وأدركت إني كنت غلط أوي وإني ارتكبت ذنوب عظيمة أوي أوي..
عقوق والدين.. قسوة وعدم رحمة وضرب و إهانه للي ربنا جعل العلاقة بينا قايمة على المودة والرحمة..
والأسوأ من ده كله بقىٰ ، اللي عملته فيكم ، اللي شفتوه بسببي ، الرعب والخوف اللي اتربّى جواكم بسبب صَـالِـح دروِيش.
الفلوس اللي كنت بكسبها من شغلة الحدادة كانت مش كتيرة ، بتكفّي أكلي أربع ساندوتشات جبنة في اليوم ، وكنت بشيل الباقي وكل أسبوع بحط منه مبلغ في صندوق الجامع علشان التجديد ، حرّمت على معدتي أي أكل غير اللي يعيّشني ، كان نفسي أغسل معدتي من أي أكل نزلها بفلوس حرام..
في يوم وأنا راجع على المسجد علشان أبيّت فيه مع عزيز ، اللي اعتبرناه بيتنا ، الركعتين اللي بنصلوهم بعد يوم تعب وشقىٰ بيخففوا عننا كتير!
كنت بدعي ربنا يتقبّلني ويتقبل توبتي.
اليوم ده أنا كنت بتكلم مع عزيز وبقوله هاخد بيت إيجار بالفلوس اللي بوفرها من شغلة الحدادة ، وهروح البيت في الحارة أطلب من فيروز وعيالي السماح ، وهطلب منهم نيجي نعيش هنا ، وأنا اللي هشتغل وهصرف عليهم بفلوس حلال ، وهعوضهم عن كل اللي عملته معاهم.
وفعلا اتحركت من المسجد وأنا كلي حماس ومبتسم للتغيير اللي حصلي ، واللي كنت متأكد إن فيروز هتفرح جدا بيه..
بس صدمة عمري ، الصعقة اللي نزلت عليا ، لما فتحت باب البيت في الحارة..
أنا فاكر يوم ما خرجت من البيت ده كان يوم ما فيروز هربت ، ويومها أنا كنت راجع من بره شارب لدرجة إني ما قدرتش أغير هدومي ، نمت و بطاقتي ومفاتيحي في جيبي وهربت بيهم برضه ، لما فتحت الباب وحسيت بهدوء للحظة قلقت تكون فيروز أخدتكم ومشت..
بس صدمتي كانت لما اكتشفت موت فيروز ونور وعجز رحيم..
وكل ده.. كل ده بسببي!!!
خرجت وأنا موجوع ، مش بس لما أخوكِ منعك عني ورفض يسامحني وضربني بالسكينة في كتفي..
اتوجعت أكتر لما حسيت إن ربنا ما تقبلنيش ، وإن لسه عقابي مستمر!
وإن موت فيروز ونور وعجز رحيم ، وخسارتك انتِ ورحيم دول كلهم عقاب ليا ، وأنا أستاهل العقاب!
الجرح كان سطحي ، عالجته في صيدلية ورجعت على الجامع أخدت الكيس اللي كنت بحط فيه القميصين اللي ببدل بينهم في الشغل ، وصليت ركعتين أودع فيهم الجامع اللي غير حياتي ، واللي فوق قلبي وخلاه يحس مش مجرد حجر بِـ ينبض جوه جسمي وخلاص!
الجامع اللي خلاني بني آدم مش شيطان!
وأنا بسجد عيطت وأنا بقول :
– كان نفسي تتقبلني وتتقبل توبتي يارب!
لكن أنا أستحق العقاب.. أنا أستحقه..
أستحق كل حاجة ، اللي عملته مش هيّن و أنا راضي بالعقاب.
رجعت تاني على الحارة بس المرّادي على المقابر ، كنت عارف إن فيروز ونور مدفونين في مقبرة أبويا وأمي..
أصل هيندفنوا فين؟ مفاتيح المقابر دي مع الشيخ نوح وهو أكيد اللي تولّى الأمر ده ، أخدت نفسي وطلعت المقابر بقيت بدوّر على اسم أبويا محفور على أي مقبرة لحد ما شفتها ، قعدت قصادها على التراب وحطيت الكيس جنبي ، رفعت ايدي وقريت الفاتحة وبدأت أتكلم وأنا بعيط وبقول :
– ازيك يا حاج مُصطفىٰ ، أنا.. أنا صَـالِـح ابنك..
صَـالِـح اللي عمره ما كان صَـالِـح..
صَـالِـح اللي أذاك في حياتك وماسمعش كلامك وأهو بيدفع تمن كل كلمة كسرهالك غالي وغالي أوي كمان ولسه.. ولسه هيدفع كمان وكمان..
إنتَ عارف أنا عرفت حديث للنبيّ صلى الله عليه وسلم إن لو ابن آدم مات انقطع عمله من الدنيا إلا في حالة لو كان ليه علم الناس بتنتفع بيه ، أو صدقة جارية أو ابن صَـالِـح يدعيله بعد موته..
أنا جاي أتأسفلك إني ما قدرتش أكون الابن الصّالِح ده ، وجاي أتأسفلك إني ما ودعتكش قبل ما تموت ، وجاي أتأسفلك إني ما سمعتش كلامك ، وجاي أتأسفلك إني ماحفظتش على أمي من بعدك ، بالله عليك تسامحني يا حاج ، سامحني.. سامح ابنك يابا.. بالله عليك تسامحني..
أنا عارف إنك سمعاني يامّا.. تعرفي إني جاي وأنا مدّاس على وشي بالجزم القديمة وبقولك إني فعلا مشيت في سكة اللي يروح ما يرجعش.. أنا رجعت بس بعد ما خسرت كل حاجة.. كل حاجة يامّا خسرتها..
حتّى نفسي خسرتها في سكتي!
شفتي ابنك يامّا دفع تمن كسرة قلبك غالي إزاي!
أنا أستاهل.. أستاهل ، بس انتِ ما كنتيش تستاهلي تعيطي وتموتي بسببي!
تعرفي يامّا مش انتِ بس اللي موتّي بسببي لأ ده بنتي ومراتي كمان.. شُفتي صَـالِـح اللي كنتِ بتقوليله ربنا يجعلّك نصيب من اسمك عمل إيه بفساده في أقرب الناس ليه؟!
شفتي يامّا.. سامحيني انتِ كمان إني ماكنتش صَـالِـح ، سامحيني إني ماكنتش الابن اللي تستحقّيه والله.
عارفة يا فيروز؟
إنتِ تستحقي تموتي ، أصل اللي زيك الجنّة أفضل مكان ليهم ، مش الأرض اللي عليها شياطين زيي؟
أنا أذيتك كتير ، موتّك بدل المرة مليون ، ضربتك وبهدلتك وانتِ استحملتيني ، استحملتيني بكل قرفي ، بكل عيوبي ، استحملتيني وأنا ماعنديش مميزات أساسا ، انتِ تستحقي الجنة ونعيمها ، أنا بس اللي أستحق النار وجحيمها.
وانتِ يا نور ، نور حياتي!
حسيت فجأة إن حياتي ضلمت لما عرفت إنك موتّي بسببي يا نور!
تعرفي كنت جايبلك إيه؟
كنت جايبلك سلسلة فضة عليها اسمك ، وكتبتلك جواب كمان وعدتك فيه إن المرة الجاية تكون دهب علشان عارف إن كان نفسك في سلسلة عليها اسمك..
وكنت هاخدك أشتريلك عروسة بشعر أصفر زي اللي بتحبيهم..
بس أنا.. أنا ما لقيتكيش يا نور.. ليه كده؟
طيب كنتِ ادّيني فرصة بس أعوضك فيها عن أي حاجة ، أي حاجة وحشة عيشتيها معايا..
اديني فرصة أخلّيكِ تعيشي ولو يوم من طفولتك اللي حرمتك منها وعيّشتهالك في رعب.
إنتِ مش مسامحة بابا مش كده يا نور؟
مش مسمحاه زي رحيم!
وأكيد زي ندىٰ.
كان نفسي أطلب السماح منكم كلكم وإنتم موجودين ، كان نفسي تكونوا موجودين وأطلب السماح منكم..
كان نفسي أكفر عن ذنوبي قبل الآوان ما يفوت!
أنا.. أنا نفسي أموت علشان أطلب منكم السماح ، بس خايف.. خايف ألا يكون بيني وبين النار مسامحتكم وألاقي نفسي في النار وانتم مش مسامحني!
أنا أستحق النار دي ، أستحقها والله!!
بس نفسي ربنا يتقبلني ، نفسي ربنا يسامحني ، نفسي رحيم وندى يسامحوني ويدوني فرصة أعوضهم فيها عن المُر اللي داقوه بسببي.
وِ بعد ما عيّطت وخرّجت كل اللي في قلبي عند القبر ، سيبت الكيس اللي في الهدوم في مكانه ومشيت بين المقابر ، كإني كنت حاسس إني هموت..
لو ما مُوتّش موتة طبيعية فـ هموت على ايد رجالة فاروق اللي بيدوروا عليا من فترة ولو وقعت في ايدهم هيقتلوني ، علشان بيعت فاروق وهربت وهو اتسلم للحكومة ، وسنين السجن بتاعته قربت تخلص ، وهيخرج يدور هو بنفسه عليا..
فضلت ماشي ، دموعي بتنزل ، جسمي كله بيتهز ، وشفايفي بترتجف من البكا…
آخر حاجة أفتكرها إني كنت بقول يارب..
وبعدها.. بعدها ما حسّيتش بأي حاجة..
أي حاجة غير قربك منّي..
حسيت إنك جنبي ، كنت عايز أقوم بسرعة أشوفك قبل ما تمشي وما أعرفش أشوفك تاني..
وأول ما قُمت وِ فتّحت عيوني اتصدمت..
اتصدمت لما اكتشفت إني هنا من عشرين سنة!
وإني نمت شاب وقمت عجوز ، عمره ضايع ومسروق!
اتصدمت لما شُفتك كبيرة قصاد عيني ونسخة من فيروز!
واتصدمت لما شفتك مش عارفاني!
واتصدمت أكتر بقى لما عرفت إن رحيم أخوكِ مسح وجودي من حياتكم تماما ، حتّى اسمي مسحه ، كإني فعلا ميّت أو ما جيتش الدنيا من الأساس!!
أنا مش عايز منك أي حاجة غير إنّك…
قبل ما يكمّل الجُملة باب الأوضة اتفتح ، وِ دخل واحد لابس بالطو الدكتور وهوّ بيقول بنبرة غريبة :
– واللّه وِ وقعت يا صَـالِـح يا دروِيش!
وجه الوقت اللي أحرق قلبك ومش عليك وبس..
عليك وعلى الغالي عليك كمان.
نهى كلامه وهوّ بيبصلّي وبيقفل باب الأوضة وبيخرّج من جيبه ازازة أول ما أدركت محتواها وإنها عبارة عن مايّة نار ، قُمت وقفت والرّعب متمكّن من كل ذرّة في جِسمي.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية حجر ينبض)