روايات

رواية آسر الحياة الفصل السادس عشر 16 بقلم آية صبري

رواية آسر الحياة الفصل السادس عشر 16 بقلم آية صبري

رواية آسر الحياة الجزء السادس عشر

رواية آسر الحياة البارت السادس عشر

رواية آسر الحياة
رواية آسر الحياة

رواية آسر الحياة الحلقة السادسة عشر

بعد مرور اسبوعين لم يحدث بهم شئ جديد فاسر اختفي من امام حياة ولم يظهر لها مجدداً فمنذ ذلك اليوم في منزل جاسم ارتاحت نفسية حياة قليلاً بسبب ابتعاده عنها ولكنها عندما تتذكر ماحدث بينهم في المرة الاخيرة تبكي كثيراً وتدعو الله ان يغفر لها ويدلها علي الطريق الصحيح والان وبعد مرور اسبوعين اليوم هو يوم زفاف صالح علي مهرة اطلقت الاعيرة النارية في سماء البلدة وانطلقت الزغاريط من افواه النسوة فرحين ومهللين بتلك الزيجة الميمونة تسائل البعض عن حياة فأخبرتهم عائلتها كما تم الاتفاق بينهم مسبقاً بأن حياة تعاني من مرض خطير لا شفاء منه وانتشر الخبر في البلدة بأكملها اشفق البعض عليها وحزن البعض لاجلها علي تلك الفتاة الصغيرة وهناك من تقبل الموضوع بالامبالاة وبعد ان انتهي الفرح اخذ صالح زوجته وصعد بها الي غرفته ف الاعلي وكانوا قد جهزوا الغرفة لتليق بعروسين وصلوا الي باب الغرفة وهي تقف خلفه ترتعش ولكنها تحاول ان تسيطر علي ارتعاشها دلف الي الغرفة ثم اضاء الاضاءة والتفت اليها وهو يقول بعبوس :- اتفضلي ياعروسة .
نظرت له مهرة من اسفل طرحة زفافها بطرف عيناها ثم دلفا الي الغرفة بخطوات حاولت جعلها ثابتة قدر الامكان ثم تقدمت الي ان اصبح هو خلفها واستمعت الي صوت اغلاق الباب فتوترت مهرة وارتعشت ارادت ان تهرب ولكن قد فات الاوان وعليها الان ان تواجه قدرها واما ان تتغلب عليه بشجاعة واما ستغرق ف النهاية وقف خلفها مباشرة وهو يحاول ان يقول بهدوء :-نورتي دارك ياعروسة مبروك .
لم ترد عليه ولم تلتفت له وضع يده علي كتفيها ليجعلها تلتفت له فارتعشت وتشنجت بينما لاحظ هو ارتعاشها وتشنج جسدها بين يديه فأرجح ان هذا من الخجل هي بالفعل خجلة ولكنها ايضاً كارهة ومشمئزة واخيراً جعلها تلتفت له واصبحت امامه مباشرة لم يعد يفصل بينهم سوي سم واحد رفع صالح الطرحة من علي وجهها وكانت تلك المرة الاول التي يراها بها صدم صالح وفغر فاهه وهو ينظر اليها ويتمعن بملامحها الجميلة الهادئة والخالية من مساحيق التجميل حيث ان مهرة من شدة حزنها لما يحدث صممت ان لاتضع اي زينة في وجهها انبهر صالح بجمالها فتاة ذات عيون زرقاء بأهداب كثيفة وبشرة ذهبية وانف مستقيم وشفاة بلون الفراولة ويبدو انها ناعمة عند تلك النقطة واراد ان يقبلها بشدة اقترب منها ببطء هادئ للغاية حتي لا يثير فزعها فهو اراد ان يطمئنها قليلاً وهو يشعر بها ترتعش بين يديه بينما هي ارتعشت عندما ادارها اليه ورفع عن وجهها الطرحة لاحظت علي وجهه علامات الانبهار في البداية ثم تحولت الي اعجاب نظرت هي ايضاً الي ملامحه فهو حقاً وسيم ويمتلك قدر عالي من الوسامة الممزوجة بملامح رجولية صلبة ولكنها تعطي مظهر جذاب افاقت من شرودها المحدق به وهي تراه يقترب منها واوشك علي تقبيلها ارتعشت وفزعت ولم تدري بنفسها سوي وهي تدفعه بعيداً عنها وهي تصرخ بفزع قائلة :- لالا بعد عني لااا .
صدم صالح من فعلتها وابتعد عنها قليلاً قائلاً بصدمة :- خبر ايه يابنت الناس فيكي ايه !!
مهرة بصراخ هيستيري :- لالا مش رايده الچوازة ديه .
نزل حديثها علي صالح كالصاعقة واندهش مما قالته فسألها بذهول :- معناه ايه حديتك ديه .
ظلت تنظر له ببعض الخوف ولكنها تحلت بالشجاعة وهي تقول :- جصدي اني مكنتش رايدة الچوازة ديه م الاول اني مش رايداك ياصالح .
وهنا هوت علي وجهها صفعة جعلتها تترنح مكانها ولكنها تماسكت ف اللحظة الاخيرة لم يعطيها فرصة للنطق وانما انقض عليها وامسكها من ذراعيها بعنف جعلها تتألم ولكنها رفضت ان تظهر له وجعها ونظرت له بقوة مماثلة لقوته فاستشاط غضباً اكثر منها فهتف قائلاً بعنف :- وانتي مفكرة ان صالح علوان مستني حرمة تيجي تجوله مش رايداك ويوطي يبوس رچليها عشان ترضي بيه لا مش اني انتي فاهمة و….
وقبل ان يكمل كلامه استمع الي طرق علي باب الغرفة فتركها لترتد الي الخلف وذهب ليفتح الباب فوجد والدته تبتسم له بحب وهي تقول :- متواخذنيش ياولدي اني دجيت عليكم الباب ف الوقت ديه .
صالح وهو يحاول ان لايظهر لوالدته شئ فابتسم ابتسامة لم تصل الي عيناه وهو يقول :- لا ياما ولا يهمك بس خير ف ايه !
حسنية بابتسامة خجولة :- ك ك كنت يعني ع عاوزة المنديل ياولدي .
نظر لها صالح بصدمة فقد نسي تماماً ذلك الامر فماذا سيقول لوالدته الان وماذا سيقول للرجال بالاسفل الذين ينتظرون شرف ابنتهم يالله ماذا افعل الان في تلك الورطة فهذه عادة لديهم ولكنها عادة سيئة ظل ينظر الي والدته قليلاً ثم قال لها بهدوء عكس مابداخله :- حاضر ياما دجايج بس .
ثم اغلق الباب بهدوء ودلف الي الغرفة فوجدها تقف بجوار الفراش وتنظر له بعينان واسعتان بهما الكثير من الخوف والذهول فاستنتج انها استمعت الي حديث والدته وبالفعل تأكد من ذلك عندما نطقت قائلة بصدمة وخوف :- انت هتعمل ايه لا انت مش هتلمسني هصرخ وهلم عليك الخلج .
اقترب منها بسرعة فائقة واحتجزها بينه وبين الحائط الذي خلفها فأصبحت بين ذراعيه فأقترب منها اكثر وهو يقول بهمس مخيف :- صريخك ديه مش هيفيدك يابنت الناس عارفة ليه لاني ممكن دلوك اخدك زي ماانتي اكديه وارميكي لعمك اللي مستني تحت واجوله بنتك مش رايدة الچوازة ديه واني متلزمنيش واحدة مش رايداني شوفي بجا هيبجا شكل عمك ايه ف البلد بعد اكديه ..
نظرت له برعب وهي تتخيل ان ينفذ كلامه هذا فحقاً ستكون فضيحة كبيرة لاهلها في البلد بأكملها بينما هو ابتسم بداخله بشر وهو يري الخوف في عيناها ولكنه لم يمهلها الفرصة لتنطق فأكمل حديثه قائلاً بنفس النبرة :- بس مش اني الراچل اللي يعمل اكديه في حرمة تخصه ومش صالح علوان اللي يفرض نفسه علي واحدة ويلمسها غصب عنيها يابنت الناس .
ثم نفضها من بين يديه كانه يلقي من بين يده شئ ملوث واتجه الي طاولة الطعام ثم امسك بالسكين واقترب من ذراعه وقام بجرح ضغير في ذراعه من اعلي واتجه الي الفراش وامسك بقطعة القماشة البيضاء ومسح بها دمائه ثم خلع عبائته واتجه الي باب الغرفة وفتحه فوجد والدته بانتظاره فابتسمت له بينما هو اعطاها القماشة ولم يتحدث وفي اقل من الثانية انطلقت زغروطة حسنية ف الدار يليها زغاريط باقي النسوة اما بالخارج فأطلقت الاعيرة النارية في الهواء احتفالاً وفرحاً بما حدث ….
بينما في الاعلي حدث كل هذا وهي ف صدمة تامة شلت جميع اطرافها وعقلها عن التفكير ماذا حدث للتو هل حقاً انقذها الان ولم يمسها بالغصب عنها ليعلن عن شرفها ومن قبلها رجولته قطع عليها سيل افكارها صالح وهو يقف امامها بهيبته المهيبة وهو يقول بهدوء مخيف :- متفكريش اني عشان عملت اكديه يبجا خلاص واني هحطك فوج راسي والحديث ديه لا تبجي غلطانة يابنت جبران طول ماانتي ف الاوضة ديه هتبجي خدامة ليا ولولا اني مش رايد ازعل اهلي واحزنهم علي الچوازة الشوم ديه اني كنت خليتك زيك زي اقل خدامة ف الدار ولو حد عرف باللي حوصل ديه هجطع خبرك سمعاني زين ..
ياالهي صدمتها تتزايد الان اكثر واكثر ماذا حدث ليتحول فجأة ثانية هكذا ولم تنطق بشئ وهو لم ينتظر ان تنطق ف الاساس بل اتجه الي الفراش والقي بجسده عليه واغمض عيناه وذهب في ثبات عميق بينما مهرة نهضت من مكانها بتثاقل وهي تجر فستان زفافها خلفها وذهبت باتجاه المرحاض وهي تتوعد له بان ترد له تلك الاهانة الصاع صاعين ……
************************************************
في منطقة صحراوية بعيدة قليلاً عن البلدة نجد سيارتين من النوع الدفع الرباعي تقف علي احد جوانب الطريق وينزل منها اربعة رجال بجلباب صعيدي وملثمين بينما في الجهة الاخري نجد نفس ذلك المنظر ونفس عدد الرجال يبدأ قائد السيارة بالتقدم للجهة الاخري وهو الزعيم ويحدث الشخص الذي امامه قائلاً :- چيبت المطلوب ؟
شخص 2 :- ايوة كل حاچة تمام وانت چيبت فلوسك ؟
شخص 1 :- ايوة بس البضاعة تبجا زينة المرادي .
شخص2 :- بضاعتنا علي طول زينة فين فلوسك ؟
اشار الشخص الي الرجل بجانبه بعلامة من رأسه فتحرك هذا الرجل ومعه رجل اخر الي صندوق السيارة الخلفي واحضروا حقيبتان كبيرتان الحجم واحضروهم امام كل هذه الرجال فقال شخص 1 :- فلوسكم اهي وارينا البضاعة بجا .
شخص 2 :- لما نتطمن ان الفلوس ديه مش مزورة الاول .
تأفف الرجل الاول وبعد ان اطمئنوا ان المال حقيقي احضروا عدة صناديق صغيرة الحجم وكشفوا عنها لنجد العديد والعديد من الاكياس الصغيرة البيضاء بها هذا المسحوق الابيض المسموم فهتف فهتف شخص 2 :- بضاعتكم اهي اتأكدوا منيها قبل مانمشوا .
وبالفعل تأكدوا من جودة البضاعة ثم هتف شخص 1 :- زين يارچالة وان شاءالله ميبجاش اخر تعامل بيناتنا .
اومئ له الرجل بصمت ثم رحل بعد ان حصل علي ماله بينما باقي الرجال وضعوا الصناديق بصندوق السيارة الخلفي ورحلوا ….
************************************************
صباح يوم جديد علي ابطالنا اشرقت اشعة الشمس علي بطلتنا تململت في فراشها قليلاً وهي لا تشعر برغبتها في الاستيقاظ فمنذ ذلك اليوم وماحدث بينها وبين اسر وهي حقاً لا تشعر برغبتها في شئ هي فقط تشعر بالخواء وشعور بالعجز والقهر يراودها بين الحين والاخر وايضاً هاجس مقلق يخبرها ان اختفاؤه هذا وراءه سبباً ما وسبب قوي ايضاً فما اخبرها به المرة الاخيرة يوضح تماماً انه سيظهر ثانية في حياتها والان اختفي ماذا يعني اختفاؤه هذا هل يريد ان يثير قلقها وخوفها هي لا ينقصها المزيد من الخوف حقاً يكفي ماتعانيه اذاً ماذا يعني اختفاؤه هذا ياالله ارحمني واحميني منه ياالهي ليس لي سواك ..
قطع عليها شرودها دخول اية الي الغرفة لتيقظها فوجدتها مستيقظة بالفعل فابتسمت لها قائلة :- صباح الخير يايويو صحيتي امتي !
حياة بابتسامة مرهقة :- لسة من شوية كدة .
اية بمرح :- طب يلا ياختي البسي بسرعة ورانا جامعة وهم مايتلم .
حياة بهدوء :- اية انا مش هروح الجامعة النهاردة .
اية بقلق :- ليه خير ياحياة ف ايه ؟
حياة بابتسامة خفيفة :- لا متقلقيش انا كويسة انا بس مرهقة شوية وعايزة انام .
اية بخوف :- طب لو تعبانة اواديكي للدكتور او اجيبهولك هنا.
حياة بهدوء :- لا ياحبيبتي انا معنديش حاجة مستاهلة دكتور دة شوية ارهاق عادي .
اية بتساؤل ونظرات متفحصة :- متأكدة ياحياة طب مش عاوزاني اقعد معاكي ؟
حياة بابتسامة لم تصل الي عيناها :- لا يااية متعطليش نفسك انتي روحي الجامعة وانا صدقيني هنام واصحي ابقا كويسة .
اية بابتسامة :- طيب وانا هحاول النهاردة متأخرش عليكي .
ثم ودعتها وخرجت من الغرفة فاستلقت حياة علي الفراش ونظرت الي السقف بشرود تاام ….
اما في الخارج كان جاسم يتحدث مع اسر بالهاتف عن عدة مواضيع تخص العمل عندما اتت اية اليه وهي تقول :- جاسم يلا بينا احنا عشان منتأخرش حياة مش رايحة الجامعة .
انتبه جاسم لما تقوله وقال لاسر :- ثواني يااسر خليك معايا .
ثم التفت لها قائلاً باستغراب :- ليه حياة مش هتروح الجامعة النهاردة !
اية وهي ترفع كتفيها وتخفضهما وبنبرة عادية اردفت :- مرهقة شوية وبتقول محتاجة تنام وشكلها مش وراها حاجة في الجامعة النهاردة .
جاسم بقلق :- طيب نجيب دكتور يشوفها لتكون تعبانة .
اية بابتسامة :- لا ياحبيبي متقلقش انا برضه قولتلها كدة بس هي مصممة انه ارهاق عادي وانا قولتلها لو حصل حاجة تكلمني .
جاسم بتنهيدة :- طيب تمام .
ثم وضع الهاتف علي اذنه وهو يقول باستعجال :- طيب يااسر انا هوصل اية الجامعة ولما اجي الادارة نتكلم ف الموضوع دة سلام .
ثم اغلق الهاتف بينما علي الطرف الاخر استمع اسر الي الحوار كاملاً وابتسم في داخله ابتسامة خبيثة و…
************************************************
في النادي :-
دلفت چيرمين وهي تتبختر في مشيتعا وتلفت الانظار بتلك الملابس التي تكشف اكثر مما تستر غافلة عن تلك الاعين التي تلتهمها بشراسة مخيفة وتراقبها منذ فترة طويلة وكأنها تنتظر الفرصة لتنقض علي فريستها لتلتهمها بتمهل وتلذذ بينما علي الطرف الاخر نجد رامي يسير خلفها وينادي عليها بصوت مسموع الي حداً ما بينما هي تجاهلته في البداية كالعادة ثم التفتت اليه وهي تقول ببرود :- هاي يارامي خير !
وصل اليها وهو يبتسم قائلاً بحب :- صباح الخير ياچيرمين عاملة ايه النهاردة ؟
چيرمين بملل :- تمام كنت عاوز حاجة .
رامي بنظرات حانية ونبرة رجولية بحتة :- كنت عاوز اسلم عليكي قبل مااسافر .
چيرمين بفضول :- تسافر فين !
رامي بحب وفخر :- اصل انا مسكت شركة والدي من حوالي اسبوعين كدة وبأذن الله دي اول سفرية شغل اطلعها ادعيلي ان انجح فيها ياچيرمين عشان اقدر اثبت نفسي ف الشركة .
چيرمين بالامبالاة :- اها ربنا معاك .
رامي بحنو :- هتوحشيني .
تأففت بداخلها ولكنها ارادت ان تجامله فابتسمت له تلك الابتسامة المصطنعة وهي تقول :- وانت كمان خلي بالك من نفسك .
ثم التفتت لترحل فأمسك يدها بحنو وهو يقول بنظرات عاشقة حد النخاع :- خلي بالك انتي من نفسك عشان خاطري لحد ماارجع .
نظرت ليده الممسكة بيدها فأزالها علي الفور ولم ترد عليه بل التفتت راحلة بخطوات باردة كشخصيتها تماماً ولم تلتفت للخلف ولو لمرة واحدة بينما ظل هو ينظر لها بحب يشوبه الحزن وهو يقول ف نفسه :- انا بغير من نفسي عشانك وهتغير اكتر عشانك برضه ربنا يجعلك من نصيبي .
وصلت چيرمين الي كافيتيريا النادي وجلست بعد ان طلبت مشروبها المفضل وبعد عدة دقائق وجدت من يسحب الكرسي الموجود علي طاولتها ويجلس بمنتهي الهدوء رفعت انظارها لهذا الشخص فوجدته هو نفسه الشخص الذي اصطدم بها من قبل وتعامل معها بعجرفة فامتعضت ملامحها علي الفور وهتفت قائلة ببرود :- خير !
الشخص بابتسامة واسعة :- صباح الخير الاول .
چيرمين باستفزاز :- حضرتك عاوز ايه وياريت تقول بسرعة لو سمحت عشان مش فاضية .
الشخص بنفس الابتسامة :- تمام كنت جاي اعتذر لحضرتك عن اسلوبي المرة اللي فاتت صدقيني انا مش كدة خالص .
ابتسمت چيرمين بداخلها بخبث وادركت انه وقع في سحر جمالها المغوي كباقي الرجال ولكنها لم تظهر اياً من هذا علي ملامحها وهتفت قائلة ببرود :- اعتذار حضرتك.مش مقبول واتفضل من هنا .
الشخص بنظرات اعجاب :- معقولة جميلة النادي مش هتيجي علي نفسها وتقبل اعتذاري انا طالب بس فرصة واحدة اثبتلك فيها اني حقيقي مكنتش اقصد اتكلم بالاسلوب دة .
چيرمين بابتسامة خبيثة :- دة انت متابع بقا .
الشخص باعجاب ونظرات متفحصة جريئة لتفاصيل جسدها :- طبعاً وهو مين ميتمناش قرب اجمل واحلي واشيك بنت ف النادي كله .
وهنا ارتفعت معدلات الغرور لدي چيرمين وابتسمت ابتسامة جميلة يشوبها الخبث وهي تقول :- عشان كنت ذوق المرادي انا سامحتك وكأن دي اول مرة نتقابل فيها ثم مدت له كف يدها كبادرة صلح وهي تقول بابتسامة ناعمة :- چيرمين .
صالحها هو ايضاً وهو يبتسم ابتسامة تحمل في طياتها الكثير :- راشد .. راشد والي ..
************************************************
ف منزل جاسم :-
كانت حياة في المنزل بمفردها بعد ان ذهبت اية وجاسم كانت تشعر ببعض الارهاق والدوار قليلاً في بادئ الامر ولكن الامر يزداد سوءاً نهضت من الفراش وهي تشعر بتعب شديد وتثاقل فقررت ان تأخذ حماماً بارداً حتي تنتعش دلفت الي المرحاض واخذت حمامها ثم خرجت وارتدت ملابسها وبعد ان انتهت سمعت صوت جرس المنزل يرن تعجبت حياة فمنذ ان اتت الي هذا المنزل لم يطرق احد الباب عليهم فهي علمت من اية مسبقاً انه لايوجد اقارب لهم وليس لهم اختلاط بالجيران اطلاقاً توقفت حياة عن التفكير وفاقت من شرودها علي صوت رنين جرس المنزل مرة اخري فقررت ان تذهب لتري من الطارق تحاملت علي نفسها وخرجت من غرفتها وصلت الي باب المنزل وقامت بفتحه فوجدت امامها اخر شخص تتمني رؤيته وجدت من تبغضه وتكره وجوده بجانبها وهو يقف امامها ويتفحصها بنظراته الجريئة التي تبغضها بينما هو كان سارح في كل شئ بها في كل تفصيلة بها سارح في جسدها الهزيل .. تفاصيلها الانثوية الرقيقة .. ملامحها .. ملامح وجهها البرئ والجميل .. عيناها واااةة من عيناها بها سحر خاص بها يشعر ان سحر عيناها يجذبه لها اكثر .. شعرها الاسوذ الطويل المبلل وقطرات الماء التي تتساقط منه .. لم يترك بها تفصيلة لم يتفحصها ولم يستطع ان يداري نظرات الاعجاب والرغبة التي تطل من عيناه افاق من شروده سريعاً ودلف واغلق الباب خلفه ارتعشت حياة من تلك الحركة المفاجئة ونظرت له بصدمة ورعب وهي تقول :- انت بتعمل ايه هنا اطلع برة .
ابتسم ابتسامة مستفزة وتجاهل حديثها قائلاً باستفزاز :- الف سلامة عليكي سمعت انك تعبانة شوية خير ؟
نظرت له بعنف ثم قالت بانفعال :- انت مسمعتش انا قولت ايه بقولك اطلع برة والا هصوت والم عليك الناس .
اسر ببرود :- ياريت تصوتي عشان وقتها اقول ان انتي اللي خلتيني اجي هنا وانه بمزاجك وشوفي مين من الجيران هيصدقك ومحدش اصلاً عارفك هنا وشوفي كمان صحاب البيت اللي انتي فيه هيتصدموا فيكي ازاي لما يعرفوا .. هاا لسة حابة تصوتي .
ظلت تنظر له بصدمة ثم انفجرت به وهي تقول بعصبية :- انت عاوز مني ايه ماترحمني بقا يااخي وتبعد عني انا مش بطيق اشوفك قدامي .
اقترب منها علي فجأة فشهقت برعب وهي تتراجع للخلف وكادت ان تسقط ولكنه حاوطها بذراعيه من خصرها وضمها اليه بقوة فأصبحت بين احضانه وضعت يدها علي صدره وهي تحاول ان تبعده عنها قائلة :- ابعد عني انت عاوز مني ايه يابني ادم .
قربها اكثر منه وهمس ف اذنها بنعومة :- انا نبهتك اكتر من مرة من قلبتي وانتي مش بتسمعي الكلام اما بالنسبة للي انا عايزه ف دة مينفعش يتقال شفوي دة لازم شرح عملي دقيق وانا جاي النهاردة عشان اشرحلك ياا يويو .
كانت حقاً تصارع لكي تبعده عنها ولكنه كالجبل ولم يهتز او يتأثر بتلك المحاولات ولكن ماان انهي جملته حتي سكنت تماماً ونبضات قلبها تتسارع ونظرت له نظرة تحمل الكثير من المعاني خوف .. رعب .. اشمئزاز .. توسل وقبل ان تستوعب اي شئ انقض علي شفتيها بقبلة عنيفة فاتسعت عيناها وظلت تقاومه وتتوسله ان يتركها ولكن لا حياة لمن تنادي لم يكن يسمع او يري اي اي شئ سوا انه سينالها الان ظل يقبل شفتيها بعنف ويتنقل بشفتيه علي كل انش في وجهها وهي تقاوم الي ان انقض علي شفتيها مجدداً بقبلة اعنف واشد وفي تلك اللحظة تحديداً شعرت حياة بان كل ما حولها يدور وانها تدور معه ولم تستطع التنفس جيداً ظلت تقاوم الي اخر لحظة ولكنها لم تستطع الصمود اكثر واستسلمت حياة بعد مقاومة عنيفة معه وفقدت الوعي بين ذراعيه …

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية آسر الحياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى