رواية حب بين نارين الفصل الرابع 4 بقلم نورهان ناصر
رواية حب بين نارين الجزء الرابع
رواية حب بين نارين البارت الرابع
رواية حب بين نارين الحلقة الرابعة
اللهم إني أستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين. اللهم ارزق أهل فلسطين الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في فلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين.
اللهم اشف جريحهم، وتقبّل شهيدهم، وأطعم جائعهم، وانصرهم على عدوهم. اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا وظهيرا. سبحانك إنك على كل شيء قدير؛ فاكتب الفرج من عندك والطف بعبادك المؤمنين.
___________________
حـب بـيـن نـآريـن🔥 آلـبـآرت آلـرآبـع بـقـلـمـي نـۅرهـآن نـآصر
كان جالسًا هائم في أفكاره وذكرياته التي لا تفارق عقله والشـياطين تصور له الانتقـام بأبشـع صورة تحثه على أن يدخل الآن ويثـأر لها من تلك الفتاة لمعت فكرة خبيثـه على خاطره وقرر تنفيذها :
_ هي تستاهل أكتر من اللي هعملوه !
صدر صوت خافت من داخله يزجره عما ينتوي فعله :
_ بس هي متستاهلش خالص دي طيبه وفي حالها ليه هتاخدها بذنب غيرها .
وضع يديه حول رأسه بتشوش ، ونظر للأرض بحزن شديد وهو يقول بصوت هادئ:
هي متستاهلش للأسف !
في الصباح استيقظت لميس وشرعت في البكاء ثم زجرت نفسها سريعًا وهي تقول بقوه واهيه :
_ أهدي يا لميس إن شاء الله مش هيحصل حاجه أكيد بابا هيلاقيني !
صمتت قليلاً تتطلع حولها في الغرفة لم تكن بهذا السوء الوانها هادئة ولطيفة :
_ أنا بس لو أفهم البني آدم ده خطفني ليه ده أنا أول مرة اشوفه .
صمتت قليلاً ثم تابعت بسخرية:
_ اشوف إيه؟ وهو أنا شوفته أصلا ، ياختي ولا عايزه أشوفه ربنا يطلعني من هنا على خير .
صمتت قليلاً ثم قالت بتساؤل :
_ أمال السجان راح فين كده ؟
ردت عليها نفسها :
_ أحسن ياريت ميجيش ده بيخوفني أوي !
هتفت لميس ببكاء وهي تتذكر كيف كان والدها دائمًا يصر على اصطحاب الحراس معها :
_ كان معاك حق يا بابا إني مخرجش من غير حراسه أنا أسفه يا بابا سامحني ! يارب لطفك ألطف بي بعفوك الكريم ، باسمك اللهم وبحفظك تحفظني !
أخذت تردد بعض الأدعية وهي تبكي بخفوت حتى انتهت تهمس:
_ يوه و ده وقته بقى !
نظرت إلى معدتها بغضب وهي تقول بتزمر بينما تصدر معدتها أصوات لتعلن عن مدى غضبها بسبب عدم تناولها لأي شيء :
_ عارفه إنك جعانه وأنا بردو بس هنعمل ايه بقى؟
صمتت قليلاً ثم تابعت :
_ هو راح فين ده هو كمان عايزه أدخل الحمـ …
ابتلعت باقي الكلمه مع فتح باب الغرفة بقوة فانتفضت بهلع وهي تراه يدلف إلى الغرفة ثم ألقى عليها حقيبة ما ثم هتف بغضب شديد:
_ الشنطة دي فيها هدوم ليك بدل اللي اتقطع ده !
تساقطت دموعها عند تذكرها محاولته الإعتـډاء عليها ، رمقها بضيق شديد ثم أكمل ساخرًا :
_ وفيه بعض المستلزمات …. يعني علشان وضعك ده وكمان لأن ايامك مطوله معايا يا قطة!
همست لميس بخجل شديد في داخلها : قليل أدب انسان وقح ، يارب احميني منه !
أنهى مراد كلمته وكاد يغادر فسمعها تهتف بتردد وهي تخفض بصرها للأرض :
_ إيه سبب العداوة بينك وبين بابا !
تأجـجـت النيـران في عقله وقلبه مذكرتًا إياه بانتقامه بعد سؤالها فاعتصر قبضة يده بقوة والتفت إليها يرمقها بنظرات حادة مشتعله ارتعدت أوصالها برعب من نظرته الحارقة فأخفضت بصرها للأرض سريـعًا بينما هو تابع طريقه تجاه الباب ولم يرد
فسمعها تهتف مرة أخرى ولكن بصوت مرتفع قليلاً وهي تنظر للأرض بحرج:
_ ممكن أروح الحمام لو سمحت !
هتف مراد بنفاذ صبر:
_ تعالي !
نهضت لميس واحكمت لف الحجاب حول رأسها وامسكته جيدًا من الأمام واتبعته حتى توقف مراد أمام إحدى الغرف قائلا بضيق :
_ الحمام أهو هتفضلي واقفه تبصي كتير !
كانت تنظر للمكان حولها بانبهار فالبيت جميل جدًا لم تفق من شرودها إلا على صوته يهتف بغضب شديد
كادت تدخل فأوقفها وهو يمسك بيدها فهتفت بغضب شديد:
_ سيب أيدي !
رمقها بسخرية ثم تحدث بغضب:
_ بصي يا حلوه أنا صابر عليكي فلمي لسانك الحلو ده وأنا هنا أعمل اللي يعجبني فاهمه !
همست لميس بألــم :
_ تعمل اللي يعجبك ويغضب ربك سيب أيدي وسيبني بقى لله !
ترك مراد يدها بغضب ثم تابع بحده :
_ يلا ادخلي ولو لعبتي بديلك هسيبلك عقلك الحلو ده
كان يتحدث وهو يشير على رأسها ثم تابع بغضب :
_ يقولك أنا هعمل فيكِ ايه ؟ ولمعلوماتك مفيش مخرج من هنا فمتتعبيش نفسك علشان محدش هيخسر غيرك هنا وهتخسري كتير أوي !
مسدت على يدها بألــم ثم دخلت إلى المرحاض( عافانا الله وإياكم) ، قضت حاجتها وبدلت ملابسها وأحكمت لف الحجاب حول رأسها ثم خرجت وجدته يجلس على مقعد يضع رأسه بين يديه فركت اصابع يديها بتوتر قبل أن تنبس بخفوت:
_ ه ..هو أنا هفضل هنا كتير.
رفع مراد رأسه ونظر إليها ثم صرخ بها في حدة :
_ يوه سألتيني السؤال ده ميت مره قولتلك مفيش خروج من هنا أنتِ إيه مبتفهميش غوري من وشي دلوقت بدل ما ارتكب فيك جنايه يلا !.
انتفضت بزعـر من هيئته وصوته الغاضب فركضت إلى الغرفة وأغلقت الباب خلفها وجلست على الأرض تبكي بشدة
…………………………………….
قالت سارة بصدمة :
_ إيه ! مرجعتش لحد دلوقت !
أجابها عز الدين بحزن :
_ مرجعتش من انبارح يا بنتي الحراس بيقولوا مخرجتش من عندك .
قالت سارة بقلق:
_ إزاي بس هي قالتلي أنها تعبانه شوي وهتروح ومرضيتش تخليني أوصلها وقالتلي أنها معاها الحراس ومفيش داعي ازاي مخرجتـ ….
صمتت عندما جال في خاطرها شيء لتتسع حدقة عينها بصدمة ، رد عز الدين بحزن :
_ تلفونها مغلق بنتي هضيع مني ! يا سارة يا بنتي اي روحتي فين عرفتي حاجه !
همهمت سارة بتوتر:
_ تلفونها معايا نسيته هنا ! إن شاء الله هترجع هتروح فين يعني يا عمو !
لم ترد أن تقلقه أكثر حتى تتأكد مما يجول في خاطِرها فوصلها صوت عز الدين بحزن:
_ ماشي يابنتي لو حصل حاجه أبقي كلميني !
تنهد بحزن ثم أغلق الهاتف وجلس على الكرسي شارد في ذكرياته بينما عند سارة جلست على الكرسي يتأكلها القلق على صديقتها وفجأة هبت من جلستها وكأنها قد صعقـها البرق لتهتف برعب :
_ معقول يكون عملاها حاجه أكيد مفيش غيره الزفت مازن ده وهو بردو خروجها أكيد من الباب الخلفي بعد ما الزفت مازن ضايقها تلاقيها حبت تتمشى شوي .
أنهت كلمتها ثم التقطت هاتفها عبثت به لدقائق ثم ابتسمت بخبث محدثة نفسها :
_ لو انت يا مازن ال** لاوريك سارة هتعمل فيك إيه .
صمتت قليلاً ثم تابعت :
_ بس لو واجهته أكيد هينكر طب أعمل ايه أعمل إيه .
وضعت يدها على رأسها وهي تفكر في حل ما ثم هتفت بحماس شديد :
_ لقيتها منا بردو مصاحباكم وأنا عارفه دماغكم فيها أي !
أنهت كلمتها ثم ضغطت على الرقم لحظات قليله واتاها الرد فهتفت سارة بحزن مصطنع:
_ مازن ! أرجوك متزعلش مني !
جاءها صوته يهتف بعتاب مصطنع :
_وأنا هزعل ليه أنتِ عملتي حاجه تزعل !
أبعدت سارة الهاتف عن أذنها بامتعاض ثم وضعته مرة أخرى وقالت بود مزيف:
_ متزعلش بقى أنا كان لازم أعمل كده قدامها يا مازن !
تحدث مازن بصدمه:
_ قصدك إيه؟
تحدثت سارة بحقـډ مصطنع:
_مينفعش تطلب مساعدتي وأنا اقف عادي كده وبعدين انت لو كنت صبرت كنت جبتهالك لحد عندك !
مازن بصدمة وفم مفغر وفي ذات الوقت قد شك بحديثها فقال بمكر:
_ والله وليه القلبه الحلوه دي على حبيبه القلب مش كانت صاحبتك بردو !
هتفت سارة بغضب :
_ مين قال إنها صاحبتي ده أنا مبكرهش قدها وبعدين أنا قرفت منها عاملالي فيها الشيخه بقى وأنا مبصدقش في الجو ده ، ده غير أنها متفوقه وكمان عايشه في تركيا ومعاها الجنسيتين وأبوها بيحبها وبيخاف عليها أوي والحراس ومش عارف إيه وأنا بابا وماما متبريين مني ومبلاقيش منهم اهتمام وبعدين بقى زهقت كل شويه سارة متصاحبيش ولاد سارة متلبسيش بناطيل سارة لبسك ضيق سارة بلاش ميكاب سارة سارة لما زهقت وكرهت حياتي عايزة تفرض سيطرتها عليا !
تمتم مازن بخبث وضحك:
_ ده انتي قلبك شايل منها من زمان بقى !
أكدت سارة بتمثيل :
_ أوي أوي يا مازن المهم متزعلش مني انا عملت كده علشان هي بتثق فيا وانا هجبلك حقك منها علشان مفيش واحده ترفض مازن الدمنهوري وبعدين أنا عارفه انك عينك عليها بس يعني أنت متسرع مكنت تسكت وتصبر شوي كنت هجبهالك لحد عندك عشان تبقي تعملي فيها الشيخه الطاهره أوي !
همهم مازن وهو يجاريها في الكلام :
_ ها طب يا سارة كنتي هتجيبهالي إزاي بقى؟!
قالت سارة بقرف :
_عادي كنت هشربها أي حاجه يعني وهو أنا هغلب يعني المهم قولي هننتقم منها إزاي بقى ؟
أردف مازن بضيق :
_ بعد موقفها انبارح وتمنعها مني كنت مستحلفلها وجبت أصحابي واستنيتها بس مخرجتش !
بدأت تذداد شكوكها وارتفعت ضربات قلبها فأكمل مازن بغضب :
_ ولما مطلعتش افتكرت الباب الخلفي بتاع الفيلا بتاعتك فروحت ولقيتها فعلا ولما جيت امسكها هربت مني وبعد كده اختفت كأن الأرض انشقت وبلعتها !
قالت سارة بقلق بالغ:
_ هعوضهالك سلام بقى دلوقت !
قال مازن بضيق :
_ سلام يا قطه
أغلقت سارة معه وارتمت على المقعد وبدأت عينيها في الانهمار بالدموع :
_ حبيبتي يا لميس روحتي فين بس كده مازن ملهوش دعوة باختفائك !
صمتت قليلاً ثم تابعت :
_ لا يكون بيكدب عليا ومصدقنيش أنا، أنا لازم أخرج وادور عليها بنفسي الشارع الخلفي ده المفروض يكون فيه كاميرا هعرف كل حاجه منها .
أنهت كلمتها واتجهت إلى الدرج صعدت إلى غرفتها بدلت ملابسها سريعًا وخرجت لكي تبحث عن صديقتها .
………………………………………
في مكان آخر وتحديدًا في فيلا قديمه ومهجوره كان يجلس على الأرض وهو يبكي وهناك صوت صـراخ يتردد على عقله وضع كِلتا يديه على أذنه وشرد وهو يتذكر ….
*عودة إلى الوراء*
كانت تبكي بقوة وجسدها ينتفـض وهي تمسك بقدمه وتترجاه :
_ سيبها ارجوك بلاش دي طفلة بلاش وحياة لميس عندك سيبها دي طفلة لا لااااااااااا.
*عودة إلى الواقع*
أمسك رأسه وانحنى إلى الأرض وعينيه تبكيان ثم هتف بغضب:
_ مش هسمح أن بنتي يجرالها حاجه لا والف لا مش بنت عز الدين الحديدي اللي تختفي كده لازم الاقيها
……………………………………
كانت ماتزال تجلس على الأرض وهي تبكي بشدة وفجأةً فُتح باب الغرفة بقوة تراجعت للوراء وهي تزحف على الأرض بعد أن أحست أن قدميها لا تقدران على حملها بينما كان هو يقترب منها ببطء يثير الأعصاب حتى حاصرها في زاوية الغرفة ظهرها للحائط وهو يجثو أمامها بوجهه المرعب وتلك العينان الرماديتان تحدقان بها اخفضت بصرها للأرض بزعـر بينما الغرفة تعم في صمتٍ قاتـل لا يشق الهدوء سوى صوت أنفاسها التي ارتفعت بشدة من قربه منها كان صدرها يعلو ويهبط من شدة التوتر كان يراقب حالتها تلك باستمتاع كبير ثم تحدث بنبرة صوت بثت الزعــر في قلب تلك المسكينه :
_ متخافيش يا قطة مفيش داعي لتوترك ده انا مش هقرب لك !
شبه ابتسامة صغيرة شقت ثغرها بعد كلمته إلا أنها سرعان ما انمحت بعد أن أكمل كلامه ساخرًا:
_ على الأقل دلوقت ! بعدين بقى موعدكيش !
اذدرقت ريقها بتوتر شديد منه فنطقت شفتاها بتوتر وهمس وهي تكاد يغشى عليها :
_ أبعد عني !
تركها مراد وكاد يغادر إلا أنه توقف ونظر إليها وسألها ما لم تتوقع ففتحت عينيها على آخرهما من الصدمة و الخجل الشديد..
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حب بين نارين)