روايات

رواية حبيبتي شبح الفصل الأول 1 بقلم نوران أحمد

رواية حبيبتي شبح الفصل الأول 1 بقلم نوران أحمد

رواية حبيبتي شبح الجزء الأول

رواية حبيبتي شبح البارت الأول

حبيبتي شبح
حبيبتي شبح

رواية حبيبتي شبح الحلقة الأولى

فتحت عينيَّ بصعوبةٍ فرأيت الظلام من حولي، فأغمضتهما مرةً أخرى ثم فتحتهما لأرى العالم من حولي يضيء، حاولت الاعتدال حتى أقف، ثم نظرتُ حولي فوجدت شخصًا أمامي، لكن الغريب أنه أكمل طريقه ولم يصطدم بي كأنه لم يرني! ومر من خلالي للجهة الأخرى!
دقيقة واحدة! من أنا؟ ما هو اسمي؟ لا أتذكر أيَّ شيءٍ، ما هذا المكان؟ ركضت باتجاه فتاةٍ ما أسألها، ولكنها لم ترني وأكملت طريقها، شعرت بالخوف يملأ قلبي، وأظلمت الحياة في عينيَّ من جديدٍ، هل أنا ميتة؟ نظرت في المرآة فلم أرَ أيَّ شخصٍ بها! أنا لست مرئيةً!
أرى الكثير من الأشياء الغريبة.. غماماتٍ سوداءٍ على رءوس بعض الأشخاصِ، تمعنت النظر فيها؛ لأجد عينين مخيفتين تنظران إليَّ من بين الضبابِ الأسودِ فهربت بخوفٍ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استيقظت ورأيت أبشع ما يمكن أن تراه العين، لم أعطِ أيَّ اهتمامٍ؛ فقد تعودت على رؤية الأرواح من حولي، ارتديت ملابسي للذهاب للعمل.
أنا “رائف”، أعمل بشركة هندسة خاصة بالبناء. انتهيت وها أنا في طريقي للمنزل، وقفت أمامي روح طفل صغير يبكي فنظرت إليه باهتمامٍ فمسح دموعه ونظر إليَّ وركض فركضت وراءه، فوجدت امرأة تبكي وتنشر صورَةَ هذا الطفل بكل مكان وهو ينظر إليها ويبكي على حال أمه، فذهبت تجاهها.
رائف: مش يمكن مدورتيش حوالين البيت كويس؟!
الأم بدموع: دوَّرت عليه في كل مكان مش لاقياه.
أشار الطفل له.
رائف: ولا دورتي كويس في البيت؟
نظرت له الأم بخوف: إزاي يكون في البيت ومش أشوفه!
رائف: هساعد حضرتك إنك تلاقيه، بس قوليلي الأماكن اللي بيحب يروحها، ولو عندكم بيت تاني ممكن يكون فيه.
هزت رأسها بيأسٍ موافقةً.
ذهب رائف معها هو والطفل فأشار له على الطريق واختفى.
الأم: البيت ده بيت العيلة، ليه جاي هنا؟
رائف بابتسامة: هنشوف، ممكن يكون موجود.
نظرت له بخوف وذهبت معه يستكشفان المكان حتى وجد رائف بقعة صغيرة في أحد الجدران، فقام بكسره لتظهر جثة الطفل فصرخت الأم.
ليعرف رائف أنَّ الأب قام بقتل ابنه؛ لشعوره بأن الطفل عبء عليه فانهال عليه بالضرب حتى نزف ومات.
في طريق عودته للمنزل وجد ذلك الطفل يبتسم له ويودعه ثم اختفى.
لاحظ رائفٌ بمكانٍ مظلمٍ روحًا قويةً مظلمةً تركض باتجاه إحدى الفتيات فذهب وراءها بسرعةٍ، فرأى الكثير من الأرواح، لكنه يعرف جيدًا كيفية التخلص من تلك الأرواحِ، أنهى على تلك الروح الشريرة بعد مُشادَّةٍ قويةٍ بينهما، ثم نظر وراءه فتفاجأ بأنها روح فتاةٍ ضعيفةٍ وجميلةٍ.
رفع يده ليلمس وجهها ولكن سَرعان ما صفعته صفعةً قويةً.
ثم قفزت من مكانها بفرحةٍ: أنا أقدر أضربك بجد، الله!
نظر لها بغضب وهو يضغط على أسنانه قائلًا: للأسف.
ثم تركها وذهب.
ركضت وراءه: استنى، إنت الوحيد اللي تقدر تشوفني، ممكن تساعدني؟
رائف: لأ.
……. : ليه؟!
رائف: هو ده اللي عندي، مش عايز أشوف وشك تاني.
توقفت عن الركض خلفه، ومع كل خطوةٍ له كانت تشعر بالخوف وكأن الأمان يبتعد كلما ابتعد هو، بدأ قلبها ينبض بالخوف؛ لذلك اتبعته.
وصلت لمنزلي أخيرًا وأنا أرى تلك الغبية ورائي فنظرت من النافذة فوجدتها تجلس أمام المنزل، آمُل أن تمل بعد قليل وتذهب.
ذهبت للنوم، وفي اليوم التالي استيقظت ونزلت للذهاب للعمل فوجدتها ما زالت تجلس!
…. : ممكن تساعدني؟ أنا معرفش حد غيرك!
تجاهلتُها وذهبت للعمل وانتهيت باكرًا لأعود للمنزل فوجدتها لا تزال أمام المنزلِ؛ فهي ظلت على هذه الحال لمدة يومين، حتى في يومٍ كنت ذاهبًا لمكانٍ ما فقالت لي..
… : ليه مش عايز تساعدني؟
رائف: إيه اللي إنتي عايزاه؟
ابتسمت بفرحة: أنا صحيت لقيت نفسي كده! مش فاهمة إيه ده ولا عارفة اسمي ولا أي حاجة، هتساعدني؟
تركتُها وذهبتُ لعملي وهي خلفي..
…. : فكَّر في الموضوع.
اتجهتُ للجهةِ الأخرى؛ فظهرت لي من جديد!
…. : هنفذلك اللي إنت عايزه لو وافقت.
أكملتُ تجاهلها وركزتُ بعملي.
…. : تعرف ممكن أدورلك على كنوز وتبقى غني مقابل إنك تساعدني، إيه رأيك؟
رائف بملل: ممكن تبعدي عني؟
تامر: إنت بتقولِّي أنا الكلام ده يا رائف؟
رائف: لأ، كنت بفكر في حاجات كتير بس.
ثم نظر لها بغضب فابتسمت له.
… : فكَّر، ممكن أساعدك، هاهاهاها.
فذهبت لمكانٍ ما حتى أستطيع التحدث فيه.
رائف: إنتي مزعجة.
…. : وافق.
رائف: تمام، بس مأشوفش وشك لحد ما أروح البيت.
ابتسمت بفرحة: أوكي، باي.
انتهيتُ من عملي ثم ذهبت للمنزل.
…. : احكيلي حكايتَك إيه؟
رائف: عايزة إيه؟
…. : إزاي بتقدر تشوف الأشباح؟!
رائف: عملت حادثة قبل كدا ودخلت في غيبوبة فترة طويلة، في الفترة دي كنت بشوف كل الأرواح حواليا وقد إيه كانوا محتاجين المساعدة، وقتها قلت يا رب لو رجعت تاني هساعد كل روح محتاجة مساعدة، وقتها فُقت ومن ساعتها وأنا بشوف الأرواح، قوليلي إزاي أقدر أساعدك؟
…. : مش عارفة، بس كل اللي أنا أعرفه إني عايزة أعرف أنا مين؟ أو إزاي وصلت للحالة دي؟ أكيد فيه سبب، صح؟
رائف: أكيد، ممكن يكون سبب وجود روحك في العالم إنها عايزة تعرف سبب موتها، أو روحك متعلقة بحاجة، أو شخص أو ممكن اتقتلتي!
…. : معقول حد يقتلني! بس أنا مش شخصية وحشة تستاهل الموت! لأ مستحيل!
رائف: مفيش حاجة مستحيلة، حطي كل شيء في بالك، بالمناسبة هناديكي “روح” أهو لايق على وضعك، بالمناسبة الروح بتتإذي وممكن تموت، فيه أرواح شريرة حواليكي بتتغذى على الحاجات دي خلي بالك.
روح: لأ، ما هو أنا مش ناوية أسيبك أصلًا علشان أخاف، وأنا أصلًا مبخافش.
ابتسم رائف: طيب روحي نامي، تصبحي على خير.
دلف رائف إلى حجرته لينام، أما روح أغمضت عينيها، وفي الصباح الباكر شعرت روح بأنفاس قريبة منها ففتحت عينيها لترى امرأة عجوز مخيفة فصرخت وركضت تجاه غرفة رائف ثم ضمته واختبأت خلفه.
رائف: بتعملي إيه؟
روح بخوف: عفريت هناك.
نظر رائف: آه، قولتيلي قلبك جامد، صح؟
روح: أيوة، بس هي أخدتني على خِوانة.
رائف: طيب يلا ورانا رسالة لازم نوصلها.
وصلا لمنزل السيدة العجوز فوجدا العزاء، وكانت روح تبكي على حال عائلتها التي أصبحت الآن بدونها.
دلف رائف فاقترب من ابن تلك السيدة.
رائف: البقاء لله.
الابن: لو جاي عشان فلوس، أحب أقولك إنها ماتت ومسابتش أي حاجة.
رائف: أنا جاي أوصلك رسالة منها بس.
استغرب ونظر حوله فاقترب منه إخوته بفضول!
الابن: رسالة إيه!
رائف: بتقولك بطَّل شُرب خمرة ولعب قمار واهتم بالبيت وإخواتك في غيابها، ومكان الفلوس في وديعة في البنك والورقه دي فيها كل اللازم.
الابن: الفلوس دي بتاعتي، ابعدي إنتي وهي أنا الأحق.
الابنة: لأ، هتصرفهم على القمار والقرف بتاعك، العيال محتاجينهم.
وانقلب العزاء إلى صراع فيما بينهم.
كانت روح تبكي؛ فهل هناك بشرٌ بهذه القسوة؟
رائف: ليه عرفتيهم مكان الفلوس؟
العجوز بدموع: روحي مش هتكون مرتاحة وأنا حاسة إنهم كانوا محتاجينها وأنا بعدتها عنهم، شكرًا ليك.
ثم اختفت!
لاحظت روح ظلًّا فشعرت أنها تعرفه فذهبت وراءه فاختفى الظل واختفى الضوء في عينيها لتسقط أرضًا!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حبيبتي شبح)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى