رواية حبها بداية إلتزامي الفصل الرابع 4 بقلم ملك أحمد
رواية حبها بداية إلتزامي الجزء الرابع
رواية حبها بداية إلتزامي البارت الرابع
رواية حبها بداية إلتزامي الحلقة الرابعة
في المساء تدخل فريدة معلنه عن وصول أهل العريس
خديجة_ يلا يا عروسة
حورية_ خلصت أهو يلا
أمسكت رقية بيد صديقتها حورية فشعرت حورية باطمئنان وعندما أحتضنتها خديجة علمت أنها وجدت من هم بجانبها في السراء والضراء.
حورية_ أنتوا مش صحابي انتوا اخواتي بجد.
خديجة ورقية_ احلى اخت في الدنيا اصلا.
فـي قاعة المناسبات..
حورية_خليكي جنبي يا رقية.
أدهم_ ما انا جنبك علفكرا.
حورية_ أنت تسكت خالص عشان انا متوترة لوحدي.
ضحك أدهم قائلاً_ انتِ عارفة أنا اول مرة اقابل واحدة زيك بالخجل والجمال ده كله.
حورية_ ده احنا لسه متخطبناش حتى وعلى أساس هتلتزم بضوابط الخطوبة
ادهم_ انتِ قولتيها لسه متخطبناش أستغل فرصتي بقى.
أتت والدة أدهم حاملة الخواتـم ما تسمى (شبكة العروسة) وقالت وهي تنظر لحورية
فاطمة_ هاتي ايدك يا بنتي
أمسكت فاطمة بيد حورية وقامت بوضع الخاتم في يديها ((كان هذا أحد شروط حورية أن تلتزم بكل ضوابط الاسلام))
فريدة_ هات أيدك يا بني.
وقامت فريدة بوضع الخاتم في يد أدهم ، ثم تعالت الزغاريد معلنه بهجة من حولهم وسعادتهم.
ثم بدأت الاناشيد الاسلاميه يدوي صوتها في أرجاء القاعة.
أنشودة ((ده قمر والله ))
(( ده قمـر والله💚☘️ ، وعنيـه طـله💚☘️ ، يـا مـاشـاء اللـه 💚☘️، ولو يا دنـيا عايـزة زيـه والله هتتـعبي 💚☘️ عـلى أدبـه وديـنه يا صـلاة النـبي💚☘️ ده حبيبنا يا عين ولا زيه أتنين💚☘️ ، ده قمـر والله💚☘️ ، وعنيـه طـله💚☘️ ، يـا مـاشـاء اللـه ،💚☘️ ))
ضج اليوم بخطبة حورية لاادهم ، ثم عاد الجميع لمنزله معلنين انتهاء الخطبة.
في منزل حورية.
خديجة_ انا ماشية يا حورية
حورية_ مالك يا خديجتي؟
خديجة_ مفيش .
حورية_ عليا انا برضوا.
خديجة_ اصل هو يعني ياسر مكنش بيبصلي اليوم كله كانت عينيه مبتترفعش من على اللي اسمها منار دي اخت ادهم.
حورية_ لا متهيألك.
خديجة_ متهيألي اي انا شوفته بعيني.
رقية_ خلاص بقى يا خديجة متكبريش الموضوع.
خديجة_ لا هكبره وهجيب ناس تكبره معايا.
حورية_ طيب انا هتكلم معاه وهشوف اي الموضوع.
خديجة_ انتِ حبيبي اصلا.
حورية_ مع السلامة يقلب حبيبك.
رقية_ بقولك اي يا حور.
حورية_ نعم
رقية_ هو اللي كان جنب أدهم ده عبد الرحمن صح؟
حورية_ اه طلع صاحبه.
رقية_ كان حلو النهارده.
حورية_ ينعممم؟
رقية_ ولا حاجة.
حورية_ غض البصر يحبيبي!.
رقية_ حاضر مع السلامة .
_____________💚☘️
في منزل عبد الرحمن…
عبدالرحمن_ شفتي يا مريم رقية كانت حلوة اد اي؟
مريم_ لا مشوفتش حاجة مش كفايا واخدني غصب كانت خطوبة مملة اوي اسلامية قال!.
عبدالرحمن_ حاسس في استهزاء سيكا وبعدين كانت حلوة والله هو مش دينا قال كده يبقى حلوة.
مريم_ انت هتستشيخ ولا اي عشان استاذة رقيـة.
عبدالرحمن_ انتِ هتوجعيلي دماغي انا رايح أنام .
_______________💚☘️”
فـي منزل أدهم.
أدهم_ مكانتش وحشة والله .
منار_هي اي؟
أدهم_الخطوبة الإسلامية.
منار_ دي كانت قمرين.
أدهم_ ما انا عارفك بتحبي الحاجات دي.
منار_ما انت حبيتها ولا حبيتها عشان حور؟
أدهم”_ عايز أقولك شئ ميخصكيش بس صعبانه عليا.
منار_ يبقى بتحبها
أدهم_قومي أطلعي برا!.
منار_ أنت اللي قاعد في أوضتي علفكرا قوم بقى أطلع برا!.
______________💚🦋
فـي صباح اليوم التالي “””.
فـي مـنزل حورية 💚🦋
ياسر_ صباح الخير ينفع نتكلم
حورية_اكيد ينفع تعالى أتفضل.
ياسر وهو يجلس على مقدمة السرير_ أحم هو يعني انا هو بصي هي اللي كانت واقفة جنب أدهم أمبارح في الخطوبة أخته؟
حورية_ اه منار أيوه اخته
ياسر_ بس هي غيره ما شاء الله.
حورية_, ايوه هي ربنا هداها من زمان ، المهم كنت هتقول اي؟
ياسر_ لا ما انا خلاص قلت.
حورية_ يعني أنت معذب نفسك عشان تقولي الكلمتين دول؟ولا هي السنارة غمزت ولا اي؟
ياسر_ غمزت اي أستهدي بالله أحنا بتوع الكلام ده برضوا أحنا رجالة بندخل البيت من بابه.
حورية_ حصل ،……..اي يعني هتتقدملها؟
ياسر_ اكيد هي مش عجبتني!
حورية_ حصل
ياسر_ يبقى هتقدملها.
حورية_ بس هو يعني مش هينفع
ياسر_ هو اي اللي مش هينفع.
حورية_ لا قصدي فكر تاني!.
ياسر_لا فكرت وكويس أوي كمان
حورية_ بس هو يا ياسر مش هينفع صدقني.
ياسر_ الله أنتِ غريبة أوي هو اي اللي مش هينفع ؟ هي مالها انا مش فاهم.
حورية_ هي ملهاش خلاص يحبيبي ربنا يسعدك.
ياسر_ مش عيزاني اخدها عشان تتخانقي مع أدهم متحاملهوش صح؟ لا متخافيش انا اختي اهم من اي حد
حورية_لا يا ياسر مش عشان كده!.
ياسر_اومال قولي؟
حورية_لا خلاص يلا بقى اطلع عشان عايزة أصلي.
ياسر_تمام صلي.
كـانت حورية حائرة لا تعرف ماذا تفعل ؟ وكيف تخبر صديقتها بهذا؟ نعم خديجة التي لطالما عشقت أخيها وحفظت قلبها له ف السر
وكان يحظى من دعائها في كل صلاة ماذا ستفعل الان؟ او كيف ستخبرها؟ ظلت حائرة لا تعلم ماذا تفعل ألتقطت هاتفها المحمول وقامت بالأتصال بصديقتها رقية.
حورية_ رقية الحقيني!!!.
رقية_اي يا حوريتي في اي؟
حورية_ ياسر
رقية_ ياسر مين؟
حورية_ اخويا يغبية
رقية_ ماله؟
حورية_ عايز يتجوز.
رقية_ طيب خير وبركة ياسر اصلا محترم وكلنا هنفرحله بي ده جدآ
حورية_مش دي المشكلة
رقية_اومال؟
حورية_ خديجة بتحبه!.
رقية_ ايوه ما انا عارفه ما هو اكيد هيتجوز خديجة
حورية_ لا مش هيا
رقية بصدمة_ ننننعمممم انتِ عارفة أن ده حب خديجة ال3سنين اللي بتدعي فيهم ربنا ازاي ده حصل.
حورية_ اكيد مش نصيبها وملهاش الخير فيه.
رقية_ بس ده ازاي حصل بجد
حورية_ كَذَلِكَ اللهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ
من سورة آل عمران- آية (40)
رقية_ ونعمة بالله هياخد مين بقى؟
حورية_منار أخت أدهم.
رقية_بس خديجة هتزعل جداً
حورية_ما هو ده اللي انا خايفة منه
رقية_ هي هتزعل شوية في الاول بس بعدين هيا هتتفهم ده لاننا منقدرش نجبره يتجوز مين.
حورية_ معاكِ حق.
ما أن أنتهت من المكالمة حتى سمعت طرقات الباب
فريدة_ تعالي يبنتي حورية جوا في أوضتها.
خديجة_ عاملة اي يا اجمل فريدة في الدنيا.
فريدة_ بخير بعد شوفتك والله.
خديجة_ يا حووور تعالي أقعدي معايا انا جيت
فريدة_ تلاقيها بتصلي .
خديجة_ طيب أنتِ عاملة اي؟
فريدة_ بخير يا بنتي والنهار ده اسعد واحدة.
خديجة_ ليه حصل اي؟
فريدة_ ياسر ابني الوحيد واخيراً قرر يتجوز.
أحتقن وجه خديجة بالصدمة_ هيتجوز …..هيتجوز مين؟
فريدة_ هيتجوز منار أخت أدهم خطيب حور
خديجة وبدا صوت البكاء يمتزج مع صوتها_ حورية فين؟؟
فريدة_ في أوضتها.
خديجة_ ماشي.
اتجهت خديجة لغرفة حورية وما ان دلفت حتى وجدتها تنهي صلاتها.
خديجة_ أنتِ ازاي تعملي فيا كده يا حور؟
حورية_ مش فاهمه.
خديجة_ ياسر هيتجوز منار وطبعا أنتِ اللي أقنعتيه بي ده لأنها في الأول والأخر أخت خطيبك برضوا.
حورية_ أنتِ تجننتي يا خديجة انا مستحيل أعمل ده!.
خديجة_ لا تعملي يا حور وحتى لو أنا ظلماكي ليه مأقنعتهوش ميتجوزهاش؟؟؟
حورية_ مكنش ينفع اطلع فيها عيب البنت فعلا محترمة مينفعش اشوه سمعتها اللي أنتِ بتقوليه ده ميرضيش ربنا.
خديجة ببكاء_ واللي انا فيه ده يرضي ربنا؟
حورية_ أستغفري ربك يا خديجة اللي بتقوليه ده حرااام
خديجة_ وال3سنين اللي فاتوا والدعا اللي دعيته واللي عشته كان وهم ليه كدهه ليه يارب ليـه؟؟؟
حورية_فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا
من سورة النساء- آية (19)
خديجة_ ونعمة بالله بس انا عايزه أعرف ليه ؟ ليه هو مش من نصيبي.
حورية_متقوليش كده يا خديجة أنتِ عارفة في القرن 16 قبل الميلاد ….
في الفترة ما بين سنة 1501 لسنة 1600 قبل الميلاد ….
اتولد سيدنا أيوب …
في منطقة في جنوب سوريا اسمها حوران
سيدنا اسحاق ابن ابراهيم عليه السلام كان ليه ولدين ….. هم يعقوب والعيص ….
يعقوب من نسله سيدنا يوسف ،
والعيص من نسله سيدنا أيوب
كبر سيدنا أيوب وبقى من أغنى أغنياء زمانه
مال كتير ملوش عد ….
عدد كبير جدا من الجمال والغنم والخيل ….
سبع أولاد و3 بنات …
أرض كبيرة يقال انها في مساحة 500 فدان …
كل ما يزيد غنى والخير يزيد …. كل ما يحمد ربنا أكتر على فضله ونعمه ، ويقرب أكتر من ربنا
يطعم الجعان …. يساعد المحتاج ….
ويعطي الفقراء والمساكين مما أعطاه الله
كان أيوب محبوب جدا بين الناس
وسوس الشيطان للناس ان أيوب بيعبد ربنا عشان نعم ربنا عليه فقط …. مبيعبدوش حبا ولا ابتغاء مرضاته زي ما بيدعي
ولو نزع الله منه النعم دي كلها هيبطل يشكر ربنا … ويبطل يبقى أواب ( الأواب هو اللي لسانه دايما بيذكر الله في السراء والضراء)
فابتلاه الله أشد ابتلاء ….
في يوم صحي أيوب لقى كل أرضه اتحرقت ….
كل الإبل ماتت … كل الغنم ماتت …
كل أمواله اتحرقت ….
فقال أيوب : لله ما أخد ، ولله ما أعطى
طيب الابتلاء كان كده بس ؟؟
لأ ، ربنا جعل أولاده يموتوا قدام عينه ، واحد ورا التاني … وفي بعض الروايات ضاعوا كل ابنائه ، مبقاش ليهم أثر
الابتلاء كان كده بس ؟؟!!
لأ ، ربنا أصابه كمان بمرض جلدي جعل جلده كله يتجرح ثم يتقرح ثم يتقيح …
فالقرح ملت جسمه … ألم شديد
ألم ليل نهار ، لدرجة انه مبقاش قادر على الحركة لوحده بدون مساعدة
الابتلاء كان كده بس ؟؟؟!!!
لأ ، الألم مكنش ألم جسدي بس
كان ألم نفسي كمان
بنشوف دلوقتي ناس بتدخل في اكتئاب وأمراض نفسية بسبب هجر الأحباب والصحاب ، وبسبب الوحدة
الجن بالوسوسة يتسببون في مزيد من المعاناة لهذا المبتلى
ده اللي حصل بالظبط لسيدنا أيوب
كل الناس قريب وغريب انفضوا عنه ….
الجسد لما يبقى فيه تقرحات .. المنظر بيبقى مقزز … والرائحة كريهة …
فمبقاش حد يطيق مجرد النظر لأيوب .. لأن المنظر مؤلم
ومبقاش حد يرضى حتى يجلس معاه …
ومع الوقت متبقاش حد يتكلم معاه غير زوجته
———————————–
فضل في الحال ده قد ايه ؟؟
فضل على الحال ده من فقر وجوع وألم جسدي وألم نفسي وهجر الناس ليه وتجنبهم ليه 18 سنة ….
في رواية صحيحة عن أنس ابن مالك .. ( إنَّ نبيَّ اللهِ أيُّوبَ لبث به بلاؤُه ثمانيَ عشرةَ سنةً ، فرفضه القريبُ والبعيدُ ، إلَّا رَجلَيْن من إخوانِه…)
اتبدل الحال ….
العز اتحول لفقر …
التفاف الناس حواليه اتحول لهجر …
مساعدته للناس بقى مقابلها الغدر ….
الصحة راحت ، والأولاد راحوا …
ورغم كل ده كان سلاحه الصبر
زوجة أيوب وقفت بجوار زوجها في البلاء …
بقت تشتغل في خدمة البيوت عشان يلاقوا حاجة ياكلوها !
فضلت وفية .. صابرة .. محتسبة الأجر والثواب عند ربنا
لحد ما في يوم اجتمع الناس ورفضوا يشغلوها عندهم !
قالوا لزوجته :
اللي فيه أيوب ده غضب من ربنا ….
واحنا مش هنتعامل مع زوجة واحد ربنا غضبان عليه !
قالولها :
لو نبي بصحيح .. ومُخلص لربنا .. هيدعي ربنا يكشف عنه البلاء ويستجيب ….
وقالولها كمان :
لو تركتي أيوب وهجرتيه ، ساعتها بس ممكن نساعدك
مشيت زوجة أيوب وهي تبكي …. وتضع يدها على بطنها من شدة الجوع
لحد ما اضطرت تبيع ضفيرتها لأحد النساء مقابل الأكل …
رجعت البيت لأيوب …
شافها بتبكي …
فضل يلح حتى كشفت عن شعرها …. فلقاها قصت شعرها…
فقالتله انها باعت شعرها مقابل الأكل …
وفضلت تبكي وتقوله :
فين عزك ؟ فين فلوسك ؟ فين أرضك ؟ فين تجارتك ؟ فين أولادك ؟
فغضب أيوب عليه السلام … كما في الروايات الصحيحة وقالها :
لقد سول لك الشيطان أمرا، أتراكي تبكين على عز قد ولى …
لقد خاب ظني بك … ولا أراك إلا وقد ضعف إيمانك وضاق قضاء الله وقدره بصدرك …
ولئن شفيت من مرضي هذا لأجلدنك مائة جلدة … فإذهبي عني ولا أريد أن أراك حتى يقضي الله بيني وبينك
سيدنا أيوب وصل لقمة المعاناة ….. ذروة الألم …..
لكن نفس صبر عمه يعقوب ….
صبر جميل ….
الصبر الذي ليس فيه شكوى للخلق ، ولا اعتراض على حكمة الخالق ….
بقى وحيد ….
بلا زوجة … بلا أبناء …. بلا أصدقاء
بلا أنيس ولا جليس ولا رفيق يساعده في مرضه
الشيطان نفسه يفرح …
نفسه يشوف أيوب بيعترض ويشكي فيحس بالنصر …
حاول الشيطان اللعين انه يزود الألم في قلب أيوب عليه السلام ، ففضل يوسوس ليه ويقوله : ماذا فعلت يا أيوب، لكي تنال كل هذه المصائب جمعاء؟ ..
فشعر أيوب بالضيق النفسي ولكنه استعاذ بالله … ففر إبليس اللعين من قدامه ، وفضل أيوب يدعي ربنا
بسم الله الرحمن الرحيم { وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ }
———————————–
في لحظات الوحدة المؤلمة دي تضرع أيوب لربنا بالدعاء ….
وقال دعاء كله أدب مع الله ….
دعاء ميتناسبش اطلاقا بالهم اللي هو فيه ….
قال أيوب : ( أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )
كان أيوب يجلس ميقدرش على الحركة بدون مساعدة ….
في اللحظة دي استجاب ربنا لدعائه ، وأوحاله عن طريق الملائكة ….
قال تعالى : ( ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ )
ضرب أيوب الأرض برجله ضربة خفيفة ….
انفجرت من تحت رجله عين ماء مقدسة ….
شرب منها أيوب واغتسل
خف المرض من جسمه ..
قوته رجعتله …
صحته رجعته ..
مش بس كده …. ربنا أوحاله انه هيرجعله سابق ماله وعزه وضعف أولاده اللي راحوا
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ : ﻟﻢ ﻳﻜﺮﻣﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺃﻛﺮﻡ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺒﺮﺕ ﻣﻌﻪ أﺛﻨﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ !
فأرﺟﻌﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﺎﺑﺔ ﻭﻭﻟﺪﺕ لأﻳﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺳﺘﺔ ﻭ ﻋﺸﺮﻭﻥ
ﻭﻟﺪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻹﻧﺎﺙ
( وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ )
زوجة أيوب حست بالندم ….
لامت نفسها انها سابت زوجها لوحده في عز مرضه وألمه …..
حست ان الشيطان هو اللي فرق بينهم من حقده وغله ….
قررت ترجع لجوزها ….
معرفتوش من أول نظرة … لانه رجع أجمل من سابق عهده قبل المرض
قالت : والله ما رأيت رجلا أشبه منك بأيوب إذ هو صحيح
قال : أنا أيوب
ضحكت وشكرت ربنا
قالها أيوب : انا كنت حالف لو صحتي رجعت اضربك مية ضربه ….
وانتي عانيتي معايا …. وتعبتي عشاني …
ومتخلتيش عني في محنتي
فمينفعش يبقى جزاء صبرك ووفائك اني اضربك
لكن عشان الحلفان ربنا أوحى ليا اني اجيب 100 عود صغير من أعواد القش ، وأربطهم ببعض ، واضربك بيهم ضربة واحدة صغيرة
فتبقى الضربة الرقيقة ب100 عود كأنها 100 ضربة
شرع الله لأيوب تشريعا جميلا حتى لا يحنث بقسمه
( وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ )
الضغث هو مائة عود صغير ضعيف مربوطين معا…
” زي مية قشة كده ” …
ربنا سبحانه شاهد على صبر زوجة أيوب أيضا ….
فنزل الأمر عشانها من السماء لأيوب انه يضربها ضربة واحدة خفيفة … عشان ما جزاء الإحسان إلا الإحسان
عاش سيدنا أيوب بعد كده فى أرض الروم سبعين سنة يؤدي رسالة الله على أكمل وجه ….
وينعم مع زوجته بأضعاف الثروة اللي كانوا يملكوها …
الجميل في قصة أيوب عليه السلام انه ابتلي بمرض خلاه يتألم باستمرار ….
مرض خلاه مكروه … خلاه منبوذ
وفض الناس عنه 18 سنة ….
18 سنة عايش من غير ناس ….
18 سنة عايش في زنزانة فردية …
من غير حد يكلمه ، يشتري منه أو يساعده ….
18 سنة مشتكاش فيهم عز راح ، وأولاد راحوا
فلما حب انه يدعي ربنا سبحانه كانت صيغة دعائه مكونة من جملتين في منتهى الأدب :
الجملة الأولى : ربّ إني (مسّنيَ) الضرُّ
الجملة التانية : وأنت أرحم الراحمين
استحى – رغم كل اللي قلته ده – انه يطلب منه الشفاء صراحة … وكان قبلها اعتبر ال18 سنة دول (مسًا) فقط !
وقبل المرض … وأثناء المرض … وبعد المرض كان وصفه لربنا سبحانه “ربّه” ان هو رغم كل ده “أرحم الراحمين”
كانت لحظة الأنين الأخيرة ؛ وزفرة الألم القوية اللي مبقاش قادر يستحملها وصفها بالـ(مسّ) بـ “إنّي لمسني شوية ضرر”
لذلك جاء التأكيد الإلهي بالوصف الأجمل من الله سبحانه وتعالى لحال أيوب …. بجملتين
الجملة الأولى : ” إنا وجدناه صابرا “
والجملة الثانية .. ” نعم العبد إنه أواب “
قارن ده بحالي وبحالك واحنا بنعبد ربنا على حرف…
لو أصابتنا أزمة أو أي ضيق ضعفنا وحاسبناه ..
ليه يارب ؟؟ ليه أنا ؟؟ ليه يحصلي كده ؟؟
ليه فيه شر في العالم موجود حوالينا ؟ ليه فيه أطفال بتموت وبتتألم ؟ فين رحمتك؟ ليه بتظلمني؟
ليه فيه كفار معاهم ملايين ، وناس تقية ومؤمنة مش لاقيين ياكلوا ؟؟ أنا عملت ايه عشان تعاقبني ؟؟
مينفعش نعبد ربنا على حرف في أوقات النعيم بس …
ما أجمل في وقت الابتلاء أن ينظر الله إليك وأنت في ألمك .. فيراكي صابرة محتسبة …
فيراك الله كما تمنى وأراد .. فيقول عنك كما قال عن أيوب ( إنا وجدناه صابرا )
وما أجمل أن يرفعك الله إليه درجة أخرى ويقول عنك ( نعم العبد إنه أواب )
ربنا جعل في صبر أيوب عبرة لينا ….
لله ما أعطى ولله ما أخذ”
خديجة_حقك عليا يا حور وأخذت تبكي في حضنها.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حبها بداية إلتزامي)