رواية حارس المقبرة الفصل الثالث 3 بقلم Lehcen Tetouani
رواية حارس المقبرة الجزء الثالث
رواية حارس المقبرة البارت الثالث
رواية حارس المقبرة الحلقة الثالثة
…… خرج الشاب من عند لطفي وتركه في دوامة من الحيرة وراح يفكر مع نفسه في كلام الذي قاله له فهل يعقل ان هناك أناس تفكر بمثل هذا الامر وتستبيح حرمة الاموات من دون ضمير ولا أخلاق ولنفترض اني وافقت ماذا سيحصل لو اكتشف أحدهم ان جثة اقاربه غير موجودة في القبر
لا شك ان اصابع إتهام كلها ستتجه نحوي وربما سرقتها وأخذها من أجل ممارسة طقوس السحر والشعوذة ستكون فضيحة تنكس رأسك يالطفي ورأس اهلك معك وتكون عقوبتها وخيمة .
ولكن يا لطفي هذه فرصة قد جاءت اليك لاخراجك من مستنقع الفقر ثم ان الامر هو لخدمة العلم والبشرية كما قال ذلك الشاب أساسا من سيدري بأن جثة أقاربه غير موجودة في مكانها كل الامر يتم بالخفاء ولا أحد سيدري بذلك
فلو بقيت يا لطفي تنتظر معاشك الذي تقبضه في آخر الشهر فأنك طوال عمرك لن تحقق شيء غيرك يسعى لتغيير وضعه بكل الطرق وانت جالس هنا تحرس الاموات ؟…
هل يعقل ان الدنيا ستضحك لك في اخر عمرك وهل يعقل ان هذه الجثث التي احرسها تساوي كل هذه ثروة هذي يعني ان طوال الوقت كنت جالس احرس كنوز ثمينة وأعاني من قسوة الفقر من دون ان أدري قيمتها ؟
ولكن مهلا يالطفي هل ستخون الامانة في اخر عمرك ألن تفكر بأن الامر يمكن ان يحصل معك انت ايضا فهل كنت سترضى ان يأتي احدهم ويستخرج جثتك ويهربها الى خارج بلاد
ويبيعها لتلك المنظمات اتعلم ماذا ينتظرك لو أحس اي شخص بأن جثة أقاربه غير موجودة ثم من يتضمن لك بأن الامر سيبقى مكتوما الى ما لانهاية اياك ان تورط نفسك يا لطفي فهذه لعبة قذرة لا مكان لك فيها
حل الصباح فنهض لطفي من مكانه وخرج من مقبرة متوجه إلى منزله وهو يفكر في ما حصل البارحة وما ان دخل المنزل حتى وجد زوجته تنتظره وهي عابسة فخاطبها قائلا
صباح الخير ياسعاد كيف حالك ؟
لم ترد عليه سعاد التحية وانما اخرج اوراق من درج طاولة وقالت : تفضل هاهي فواتير الكهرباء والماء قد وصلت اليوم والمبلغ الذي فيها يساوي مقدار راتبك ويزيد فكيف تصرف مع هذه مشكلة
امسك لطفي فاتورة الماء والكهرباء وراح ينظر في سعر الذي كتب عليها فقد كان بمقدار راتبه كما قالت زوحته وقبل ان يعلق على الامر بادرته زوجته سعاد قائلة : ونسيت ان اخبرك بأنه لم يبقى في منزل اي سلعة ولا تنسى ان اولادك بحاجة الى آلبسة جديدة فالملابس التي على جسدهم لم تتغير منذ ثلاث سنين .
فاجابها لطفي في غضب وهو قائلا : يافتاح يا عليم حتى مع الصباح لا يكف جرس تنبيهات عندك من رنين هل كان من ضروري لحسن التطواني ان اسمع هذا الكلام مع اول شروق شمس صباح ؟
فأجابته سعاد في سخرية: وماذا كنت تريد مني ان اقول لك وسط هذه الخيبة هل كنت تنتظر ان اغني لك اغاني ام كلثوم وانا احمل لك فاتورة كهرباء
ام كنت تريدني ان احضنك وانا اقول بان اولادك يموتون من البرد وهم يلبسون ملابس مقطعة وقديمة ياعزيزي الف مرة اخبرتك بان هذه وضع لا يحتمل التأجيل وانت من تصر على ان تغطي شروق الشمس بالغربال فتحمل عواقب رومنسيتك يا روميو
خرج لطفي وراح يبحث عن من يستدين منه مبلغ من المال وكل يذهب إليه يتجج بالف حجة فلا احد من اهل القرية وافق على إدانته كل الابواب اغلقت في وجهه ولا يملك اي شيء يستطيع ان يبيعه حتى يسدد به حاجته فرجع الى منزله وهو يتحسر على ماهو فيه lehcen Tetouani
فتح باب المنزل فوجد زوجته لا تزال جالسة في مكانها تنتظره وما ان دخل حتى وجد نظراتها حزينة تمرقه في صمت فتقدم وجلس بالقرب منها وهو يفكر مشبك ذراعيه على صدره و سعاد تنظر اليه منتظره ما سيقول فبادرته بسؤالها قائلة : ماذا ستفعل الان ؟
رفع لطفي وجهه نحوها وقال : لا عليك لقد وجدت الحل.
انتظر لطفي الى ان حل ظلام فلبس معطفه الثقيل وأخذ كلبه معه واتجه نحو مقبرة وبقي واقف عند باب غرفة حراسه ينتظر ذلك الشاب
الى وصل منتصف الليل فجاء به يشاهد شبح لشخص قادم من بعيد بتجاهه فعرف بأنه نفس ذلك الشاب الذي جاءه ليلة البارحة وهاهو قادم على نفس ميعاد كما اخبره فإبتسم في فرح وراح يتهيأ لستقباله
وصل الشاب الى مكان لطفي وتوقف بالقرب منه وسلم عليه قائلا : مساء الخير لطفي هل فكرت في عرضي
فأجابه لطفي في لهفة : أجل وانا موافق على كل ما تقول
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة ضغط على : ( رواية حارس المقبرة)