رواية حارة العشاق الفصل الثاني 2 بقلم أمنية أشرف
رواية حارة العشاق الجزء الثاني
رواية حارة العشاق البارت الثاني
رواية حارة العشاق الحلقة الثانية
“انا مشيت ومش هرجع تاني وهستنی ورقه طلاقي توصلي ع مكتبي “
كانت هذه الكلمات التي خطتها كارمن قبل ان تترك الفيلا وهي ما قرأه جاسم وتوسعت عينيه بشده وارتفعت وتيره انفاسه أثرا للصدمه قام من مكانه بجنون وهو يطوح بيده كل ما هو موجوده ع التسريحه الموجوده بالجناح وهو يصرخ بجنون لن يتركها ابدا سيقلب الدنيا رأسا علي عقب حتي تعود إليه فهو لا يترك شئ ملك له ابدا .
في صباح اليوم التالي
استيقظت كارمن علي صوت الباعه الجائلين ورنين عربه الفول ابتسمت بفرح فهي منذ سنوات لم تسمع هذه الأصوات كانت معتاده ان تستيقظ علي السكون والهدوء الذي يسود الفيلا والكمبوند المحيط بها
اما في الأحياء الشعبيه الوضع يختلف تماما هنا الضوضاء هي ما تسود المكان بأكمله أصوات الباعه ورواد المقهي و الورش وغيرها الكثير والكثير
قامت تشعر بتحسن كبير عن الأمس وما مرت به
اخذت حمام دافئ وارتدت فستان أزرق قصير ذات حملات عريضه وصندل اصفر عالي الكعبين وترك للشعرها الكستائي العنان وهي تقرر ان تنزل الحاره تشتري بعض طلبات المنزل فهو خالي تماما من جميع الأشياء وهي تشعر بالجوع الشديد فمنذ الأمس لم تضع شئ بفمها
خرجت من البنايه تطلع حولها بأبتسامه واسعه وهي تنظر للحاره وسُكانها رأتها هدير وهي تقف أمام ورشه زوجها الراحل تتحدث مع الصبي الذي يعمل بها
لتتركه وتذهب إليها سريعا
اقتربت منها هدير بأبتسامه وهي تقول : صباح الفل
ابتسمت كارمن وردت بصوت ناعم : صباح النور
رفعت هدير أحد حاجبيها وهي تنظر لها من رأسها حتي أخمص قدميها ثم هتفت : انتي بتدوري ع حد ولا اي
هزت كارمن رأسها بنفي وقالت : لا
عبست ملامح هدير وهي تقول : اومال انتي مين
ابتسمت كارمن ابتسامه واسعه وقالت : انا كارمن
هزت هدير رأسها ببلاهه وسألت : ايوا كارمن مين يعني
سكت كارمن لثواني تفكر ماذا تقول لها ثم هتفت فجاءه : تعرفي الدكتور صلاح
أومأت هدير برأسها بسعاده وهي تجيب : ايوا طبعا هو في حد في الحاره كلها ميعرفش الدكتور صلاح
ضحكت كارمن وقالت : هو بقا يبقا ابن عمي
انفرجت اسارير هدير ثم انقضت علي كارمن تحتضنها وتقبلها من وجنتيها وهي تقول : يا اهلا يا حبيبتي اهلا اهلا دا الحاره نورت
ضحكت كارمن بسعاده : اهلا بيكي ميرسي
سألت هدير بجدعنه : مش عاوزه اي حاجه يا حبيبتي …انا تحت امرك
ابتسمت كارمن : تسلمي ..انا بس كنت عاوزه اشتري طلبات للبيت
جرتها هدير خلفها وهي تثرثر : تعالي يا حبيبتي ..تعالي وانا اجبلك كل اللي انتي عاوزاه …دا انا قلبي انشرحلك خالص وحبيتك والله
ثم انطلقت تشتري لها الكثير من الخضروات والفاكهة الطازه وكارمن تراقبها بسعاده وهي تشتري وتفاصل مع البائعين وتمازحهم والجميع يكن لها الاحترام ويلقبونها ب الست هدير
واثناء سيرهم في الحاره رأتهم سهير من بعيد فأقتربهم منهما سريعا وهي تنظر لكارمن بفضول : صباح الفل يا ديرو
ابتسمت هدير وإجابت : صباح الورد يا قلبي
نظرت سهير لكارمن وقالت : هي مين الحلوة دي
ربت هدير علي كتف كارمن وهي تقول : دي كارمن بنت عم الدكتور صلاح
ابتسمت سهير واقتربت من كارمن تسلم عليها وهي تحتضنها وتقبلها كالعاده السلام المعتاد : اهلا يا كارمن منوره الحاره والله
ابتسمت كارمن وردت : ميرسي
ضحكت سهير وربتت علي شعرها : هو انتي حلوة كدا طبيعي ولا حاجات من بتاع الأيام دي
ضحكت كارمن بشده واجابت : لا طبيعي تماما
نظرت لها سهير وكأنها كائن من الفضاء وقالت : بسم الله ما شاء الله …الله أكبر …دا انتي يا حبيبتي لازم تخافي ع نفسك من الحسد
حاولت كارمن كتم ضحكتها ع أفعال سهير واردفت : سبيها لله
هزت سهير رأسها وقالت : ونعم بالله ..طب اسيبكوا انا بقا عشان الحق حصتي في المدرسه
ودعتها هدير : ماشي يا حبيبتي …مع السلامه وخدي بالك من نفسك
رحلت سهير وبقت هدير تثرثر مع كارمن في كل شئ وأي شئ قد قالت فجاءه : وانتي يا حبيبتي كنتي ساكنه فين قبل ما تجي الحاره
حزنت ملامح كارمن وشردت قليلا ثم ردت : كنت متجوزه وعايشه في فيلا في كومبوند في ……
دهشت هدير وهتفت : يا ما شاء الله …واي اللي حصل كفی الله الشر
ابتلعت كارمن الغصه في حلقها حتي لا تنفجر في البكاء : اتطلقت ورجعت أعيش هنا تاني
شهقت هدير بصدمه وضربت علي صدرها بيدها كعادتها دائما حينما تتفاجأ بشئ : يا عينيا واطلقتي ليه ..دا انتي لسه في عز شبابك وكمان زي القمر
امتلأت عيون كارمن بالدموع وهي تشعر بحاجتها الشديده ان تشارك احدا ما حدث لها وانطلقت تحكي لهدير قصه حياتها منذ ان تزوجت حتي حدث ما حدث وهدير تستمع لها بأنصات شديد ويظهر ع ملامح التعاطف مع كارمن حتي وصلت الي رؤيتها لزوجها وهو يخونها شهقت هدير بفزع و ملامحها تتلون للغضب الشديد وقالت : الخاين العره ..عره الرجاله ياما نفسي اشوفه عشان اطبق في زماره رقابته …والله هو الخسران وانتي يا حبيبتي بكره ربنا يعوضك بأحسن منه 100 مره
ابتسمت كارمن بحزن وقالت : الحمد لله ….انا خلاص جربت حظي مره وكفايه ..بس هو يطلقني ويسبني في حالي لأني تعبت والله تعبت
ربتت هدير علي كتفها تدعمها : ان شاء الله هتخلصي منه عره الرجاله دا وإن ماكنش بذوق يبقی بالعافيه واحنا معاكي متخافيش
ابتسمت كارمن لهدير بموده : انا مش عارفه اشكرك ازاي يا هدير انا والله حاسه إني اعرفك من زمان ودخلتي قلبي وحبيتك جدا
ضحكت هدير بخفه : والله وانتي كمان دخلتي قلبي
واعتبرتك اختي الصغيره وأي حاجه تعوزيها تجيلي عند الورشه اللي هناك دي وانا تحت امرك في اي حاجه
هزت كارمن رأسها وقالت : تسلمي يا حبيبتي …يلا سلام
ابتسمت هدير ولوحت لها بيدها : مع السلامه
دخلت كارمن الي بنايتهم ووقفت هدير شارده وهي تنظر الي مدخل البنايه
حتي سمعت صوته يتنحنح من خلفها ويقول : السلام عليكم
استدرات هدير بأبتسامه واسعه وقالت : وعليكم السلام يا معلم
تنحنح نعمان مره ثانيه وهتف بفضول : ألا قوليلي يا ست هدير هي مين الست اللي كانت معاكي دي
ابتسمت هدير وانطلقت تثرثر تحكي له عن كارمن : دي يا اخويا كارمن بنت عم الدكتور صلاح كانت متجوزه واحد عِليوي أوي من اللي هما بيقوللهم اي ..اه رجل اعمال ..بس عيني عليها يا اخويا اتطلقت
هز نعمان رأسه بتفهم وسأل بفضول : واتطلقت ليه
غضبت ملامح هدير وردت : العره يا اخويا كان بيخونها
اتسعت عين نعمان بصدمه ثم أردف : بيخونها …هي دي تتخان
انطلقت الشرارت الغاضبه من عيون هدير وهي تنظر له بغضب وغيره : نقول اي ..فراغه عين يا معلم..ما هما الرجاله كدا كلهم ما يملاش عينهم غير التراب
ثم نظرت له بغضب وتركته ورحلت
نظر نعمان في اثرها بصدمه وقال : هي زعلت ليه
💛💛💛💛💛💛💛
في مكان آخر في أحد الشركات الكبری للمقاولات
كانت تجلس بخيلاء خلف مكتب والداها تضع ساق علي ساق حتي سمعت طرق ع الباب فسمحت للطارق بالدخول ليدخل كارم بأبتسامه عمليه محرجه : قالولي ان حضرتك عاوزاني
هزت سمران رأسها بأبتسامه ساحره وردت بصوتها الرقيق ذو البحه الطبيعيه : ايوا يا بشمهندش اتفضل
ثم أشارت له ع الكرسي أمام المكتب ليجس عليه
جلس كارم وهو يتنحنح ويدفع نظارته الطبيه للخلف
اما هي استقامت من جلستها خلف مكتبها لتتحرك بجسدها الفاتن ذو الانحناءات الانثويه المهلكه تجلس في الكرسي المقابل له وتضع ساق علي اخري بأناقه ترتدي بلوزه حرير من اللون الابيض وجيبه سوداء قصيره للغايه وحذاء أحمر عالي الكعبين وتضع أحمر شفاه أحمر فاقع وقد تركت لخصلات شعرها السوداء الهائجه العنان وهي تصل لآخر ظهرها
تنحنح كارم مره اخري وهو يشعر بالخجل فهو لا يحب ابدا التعامل مع السيدات دائما متحفظ ولا يحب الاختلاط
ركزت سمران عيونها الرماديه عليه وهتفت : انت عارف طبعا يا بشمهندس اني همسك الشغل لحد ما بابي يرجع من رحلته العلاجيه
اومأ كارم برأسه إيجابا وقال : ايوا طبعا عارف يا فندم ابتسمت سمران ابتسامه واسعه اظهرت اسنانها البيضاء وقالت : طب تمام ..انا سمعت بقا انك اشطر مهندس في الشركه كلها ..فهعتمد عليك انك تعرفني كل كبيره وصغيره في الشركه
هز كارم رأسه وقال : تمام حضرتك انا تحت امرك
نظرت له سمران وقال بدلع تجيده : يبقا اتفقنا يا كارم ..انا هقولك يا كارم عشان مش بحب الالقاب ثم عضت علي شفتيها وقالت ولا انت بتفضل الألقاب
بلع كارم ريقه بصعوبه وهو يشعر بعدم الارتياح لميوعتها الشديد ولكنه هتفت بعمليه : اللي حضرتك تحبيه يا فندم مفيش مانع
ضحكت سمران بخفه : ميرسي يا كارم
ابتسم كارم ابتسامه عمليه : تمام يا فندم عن إذن حضرتك
ابتسمت سمران وهزت رأسها : اتفضل
خرج كارم وابتسمت سمران بخبث وهي تشعر انه لقمه سائغه تستطيع ان تسيطر عليه بسهوله
وتتسلی قليلاً
💛💛💛💛💛💛💛💛💛💛
في مكتب كارمن للهندسه المعماريه
دخل جاسم كالثور الهائج يبحث عن كارمن بجنون فقابل السكرتيريه في طريقه ليمسكها من ملابسها كحرامي الغسيل وهو يصيح : كارمن فين
فزعت السكرتيره المسكينه وهي تقول بتلجلج : في اي ..في اي
صرخ جاسم مره اخري : كارمن فين
بكت السكرتيره بخوف : معرفش ..معرفش ..مش هنا مش هنا
تنفس جاسم بعنف : اومال فين
ابتلعت السكرتيره ريقها وهي تشهق باكيه : معرفش هي اتصلت وقالت مش هتيجي النهارده
تركها جاسم اخيرا لتتنفس الصعداء ولكنه هدر مره اخري : لو عرفتي اي حاجه عنها او كلمتك تاني ..تبلغيني سامعه
هزت السكرتيره رأسها سريعا عده مرات وهي تجيب : حاضر ..حاضر
زفر جاسم بعنف ونظر لها بغضب ثم تركها وغادر
اما هي فسقطت علي الكرسي خلفها تشعر بقرب فقدانها للوعي بسبب خوفها الشديد
💛💛💛💛💛💛💛💛
ظل جاسم يدور بسيارته حتي المساء يبحث عنها في كل الأماكن التي من الممكن ان تذهب إليها وكلف العديد من رجاله للبحث عنها ولكنه لم يصل الي أي نتيجه زفر بحنق فهي المره التي لا يعرف عددها يتصل عليها ولكن هاتفها مغلق تبا لها تعلم انها لو فتحت هاتفها لاستطاع ان يصل إليها في لمح البصر لذلك اغلقته تماما
ولكن الي أين ذهبت عَصر رأسه عله يصل الي مكان
حتي أنارت في رأسه فكره ذهابها لمكان ما بعينه تعلم انه لن يخطر علي باله
💛💛💛💛💛💛💛
كانت تجلس امام التلفاز تشعر بملل شديد فهي غير معتاده علي الحبسه هذه ولا الجلوس بدون عمل دائما لها برنامج خاص ليومها ولكن حياتها انقلبت رأسا علي عقب لذلك يجب ان تتأقلم وتساير حياتها الجديده فهي قد اتخذت قرار ولن تعود فيه ابدا
ابتسمت حينما تذكرت حديثها مع هدير اليوم صباحا يا الله كما هي طيبه وودوده وابنه بلد كما يقولون وايضا الاخري سهير تبدو بشوشه وطيبه أيضا
تذكرت أيضا صلاح لم تراه اليوم قط أين ذهب وهل نسی انها موجوده فمن الواجب ان يسأل عنها ان كانت تحتاج شئ فهي ابنه عمه علي كل حال
اخرجها من شرودها جرس الباب لتنهض تفتح اعتقادا منها انه أحدا من الحي او من الممكن ان يكون صلاح
ولكنها فتحت وتسمرت أمام الباب وهي تري جاسم واقف أمامها ينظر لها بغضب شديد
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية حارة العشاق)