روايات

رواية الطريق 66 الفصل الثاني 2 بقلم سارة أسامة نيل

رواية الطريق 66 الفصل الثاني 2 بقلم سارة أسامة نيل

رواية الطريق 66 البارت الثاني

رواية الطريق 66 الجزء الثاني

رواية الطريق 66
رواية الطريق 66

رواية الطريق 66 الحلقة الثانية

<الفصل الثاني>
– لم نختزل جُهد في البحث وراء تلك الصور المُلتقطة سيد ويليام، والتي تبين من خلالها أن كل شيء طبيعي؛ النباتات طبيعية جدًا ولا يوجد ثمة نبات غريب أو أن نموه ناجم عن وجود جُثة خلفه…
هذا كان قول عالم النباتات ليتبعه تحدُّث عالم الجولوجيا والتربة وهو يتفحص بعض الملفات والبحوث أمامه:-
– ومن الواضح لنا أيضًا حضرة المُحقق أن التربة طبيعية جدًا ولا يوجد شيء يدعو للريبة، فمن خلال بعض الصور التي توضح أن الأرض مستوية لا أثر لوجود حفرٍ وما شابه.
هذا ما استطعت جمعه من خلف عدسات الكاميرات، فالأمر لا يتم بتلك السهوله، فمن الأفضل لنا أن نُعاين التربة حقيقةً لا من خلف العدسات والصور..
قال “ويليام” الذي أخذ يُمسد رأسه بألم:-
-حسنًا، شكرًا جزيلًا لفضيلتكم، أنا ممنون لتعاونكم معنا، وكما تعلمان نحن لا نستطيع إجتياز الطريق كما قرر مركز الشرطة … “إيدن” رافق حضرة العالمان..
أشار إليهم “إيدن” بإحترام:-
-تفضلا معي.
أمسك “ويليام” بأحد الأقلام وأخذ يرسم بعض الدوائر التحليلية والتي تربط الأحداث بعضها ببعض، ويكتب بعض الفرضيات وبعض الحلول،
وضع أمامه ملف قضية إختفاء الثلاث مراهقين وأيضًا قضية إختفاء “هينري دانيل”.
رسم مُخطط ووضع بداخل دائرة أسماء الثلاث شباب ثم سحب خط مستقيم من الدائرة وأوصله بدائرة أخرى والتي كُتب بداخلها اسم “هينري دانيل” وكُتب على الخط المُستقيم الرقم ثمانية وأربعون … المُدة التي تفصل كلا الإختفائين عن بعضهم البعض.
ومستيطل أخر بداخله جريمة القتل التي وقعت على بعد متران فقط من بداية الطريق.
ثم دَوّنَ أقوال عالم النباتات وعالم التربة وكتب ملاحظة أسفل بعدم عودة كامل الطائرات المُحملة بالكاميرات وأجهزة الردار والذي لم تلتقط أي شيء وهكذا أجهزة التصوير بالأشعة تحت الحمراء لم تلتقط شيئًا غريبًا.
وبقى حائرًا الآن لا يجد إجابة لسؤاله..
لماذا للمرة الثالثة لم يعود كامل الطائرات، فقد عاد سبعة من أصل ستون طائرة !!
والأمر الآن تعقد أكثر وأكثر..
هل تلك الطائرات اصتدمت بالأشجار وتحطمت! وإذا كان الأمر غير ذلك.. فأين ذهبت تلك الطائرات، هل ابتلعهم العدم؟!.. أم ماذا ..!
وهل هرب هؤلاء الشباب كما فسرت الشرطة؟!
باغته دخول “إيدن” المُفاجيء بعد مرور بضع ساعات، قال “إيدن” مسرعًا:-
– جاءنا إتصال من جهاز الشرطة، يتوجب علينا الحضور الآن.
تسائل “ويليام” بلهفة:-
– ما الذي حدث؟!
– تم القبض على مجرم اقتحم إحدى محطات الوقود وسرق بعض الأموال بعد قتله لصاحب المحطة؛ وهناك سيدة تُريد أن تُدلي بشهادة هامة تخُص قضية القتل.
استقام “ويليام” وهو يقول بقنوت:-
– هيا بنا، ظننت أن الأمر له علاقة بقضايا الإختفاء.
قال “إيدن”:-
– من المُحتمل أن يُفيدنا، لماذا تظن هكذا!
– لأنني أخبرتك أن كِلا القضيتين ليس لهما علاقة بالأخرى وقضية القتل حدثت محض صُدفة لا أكثر، ويُحسب للقاتل أنه أنقذ تلك الأسرة من الإختفاء الأزلي قبل ولوجهم للطريق 66.
– هيا بنا، وسنعلم أكثر عندما نصل.
•••••••••••••
– ما الذي تريدين قوله سيدتي.!؟
قالت السيدة والتي تبدو بمنتصف الأربعين من عمرها:-
– لدي معلومة صغيرة لا أدري إن كانت ستُفيدكم في بحثكم أم لا، لكني وددتُ أن أُخبركم بها فربما تُفيدكم..
قال “ويليام” بلباقة:-
– تفضلي سيدتي أنا أسمعك.
قالت السيدة وهي تُرجِع خيط أحداث تلك الليلة، وأخذت تنسج كلماتها:-
– أملُك متجرًا ومطعمًا أيضًا على الطريق السريع المُتفرع منه الطريق المؤدي للطريق 66..
أتاني شابًا والذي يبدو في أول الثلاثين من عمره، وأراد كوبًا من القهوة لكن وقت دفع المال لم يكن معه ما يدفعه لي، تركته ولم أُلقي للأمر بالًا، وكان هذا بعد مُنتصف الليل بخمسة وثلاثون دقيقة..
لكن هذا الشاب عاد مرةً أُخرى في الثالثة بعد مُنتصف الليل وتعامل وكأنه لم يأتِ قبل قليل، وحدثني كأنه يراني للمرة الأولى، تظاهر أنه لم يتحدث معي مُنذ ساعتين فقط…
وطلب وجبة طعام دسمه وعصير طماطم لكن تلك المرة دفع مقابلهم عشرون دولار ثم انصرف..
تسائل “ويليام” الذي استمع إليها بدقة شديدة:- – هل تستطيعين أن تصفِ هذا الشاب؟
أجابت السيدة على فورها:-
– بالطبع، فقد أثآر هذا الشاب تعجبي … طوله يصل ما بين المائة وسبعون والمائة وخمس وسبعون سينتمتر (170_175)، ذا شعر أشقر وأعيُن بُنيه، ويمتلك نُدبة فوق عينه اليُمنى…
قال “ويليام” بغموض:-
– إذًا لو رأيتي هذا الشاب تستطيعين التعرف عليه..
– نعم بالطبع..
قال “ويليام” موجهًا حديثه لأحد أفراد الشرطة:- – أريد رؤية هذا المُجرم الذي تم القبض عليه بمحطة الوقود.
– حالًا حضرة المُحقق.
”بعد مُدة وجيزة”
– هل هذا هو الشاب الذي أتى إليكِ تلك الليلة؟
جحظت أعيُن المرأة بشدة وهي تقول مُسرعة:-
– نعم .. نعم نفسه حضرة المُحقق..
نمت إبتسامة على زاوية فمه، وقال:-
– كما توقعت..
وتابع قائلًا للسيدة:-
– أشكركِ سيدتي على الإدلاء بشهادتكِ المُهمة جدًا، تستطيعين الذهاب، رافقتكِ السلامة..
– لا شكر على واجب حضرة المُحقق، أتمنى لك التوفيق.
جلس “ويليام” أمام المُجرم “ديفيد سام” وقال:- – هل ستظل على إنكارك هذا، الإنكار لن يُفيدك فأنت من الأساس سيُحكم عليك بالإعدام لا محالة لقتل صاحب محطة الوقود.
– أخبرتُك حضرة المُحقق أنِ لا أعلم شيء عن هذه الجريمة، ولا أعلم من تكون تلك السيدة.
– إذًا لن تعترف.
ثم نظر “ويليام” إلى ضابط الشرطة وأشار إليه بأخذه..
تدخل “إيدن” قائلًا:-
– لم يعترف ويليام، ماذا سنفعل.؟
ردد “ويليام” بنفسٍ عميق، وأعيُن مغمضة:-
– هذا الأحمق سيعترف لا محالة، أنا أثق من هذا فغباءه سيُوقعه بالمشاكل، انتظر وستعلم…
قال “إيدن”:-
– تاريخ هذا المُجرم حافل بالإجرام؛ لكن الأفضل في كل هذا أن الشرطة وأخيرًا اعترفت أن قضايا الإختفاء وجريمة القتل قضيتين مختلفتان تمامًا.
– كما أخبرتك… وهيا وداعًا الآن سأذهب إلى المنزل للإطمئنان على “إيڤا” و “آدم” فمنذ عدة أيام لم أعود للمنزل..
– حسنًا “ويليام” وأخبر “آدم” تحياتِي وقَبِله بدلًا عني.
– حسنًا … إلى اللقاء إيدن
•••••••••••••
– ما بك عزيزي ويليام مُنذ أكثر من شهرين وأنت على هذا الحال شارد دائمًا، هل هذا كله من أجل تلك القضية؟
هتف صوت أنثوي رقيق
– أعتذر منكِ حبيبتي إيڤا فقد انشغلت عنكِ وعن صغيرنا “آدم”؛ فتلك القضيةُ الأولى لي التي تقف هكذا أمام وجهي وتُخرج لسانها لي … أُريد أن أصل إلى حل لُغز الإختفاءات تلك.
قالت “إيڤا” وهي تُدلك كتِفيه برقة:-
– هَدِأ من روعك حبيبي، كل عُقدة ويوجد لها حلها، وحتمًا ستصل لإجابات أسئلتك لكن أستحلفك بالله عزيزي ويليام لا تُغامر وتضع نفسك في المخاطر لأجلي ولأجل “آدم” فـ نحن لا نملُك سواك بهذا العالم..
احتضنها “ويليام” بحب، وقَبَل رأسها قائلًا:-
– لا تقلقي عزيزتي لن يحدث شيء، الأمر برمته لا يستدعي خوفك الغالي يا قلبي…
قال “ويليام” هذا بلسانه فقط، وبقرارة نفسه يكمن شيئًا أخر، فعقله مهوس بالركض خلف الغموض والغير معلوم والذي أصبح يُشكّل حياته..
وعلى وجه الخصوص تلك القضية التي أصبحت تشغل عقله بل تحتله بالكامل.
يُريد وبأي طريقة أن يعلم أين اختفى هؤلاء؟
آآهـٍ لو يعلم أن من الأفضل لبعض المُستتيرات أن تبقى مخفية كما هي، وأن معرفة بعض المخفيات سوف تُكلفه حياته وتسحبه إلى ظلام أبدي لن يستطيع الخروج منه إلى الأبد.
وربما يَحْيى بعالم أخر موازي سيتوقف الزمن به..
فلابد من دفع تذكرة للعبور إلى الظلام عزيزي “ويليام” وتلك التذكرة رُبما تُكلفك حياتك..
وهذا جزاء من يعبث مع الظلام …..

يتبع….

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الطريق 66)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى