روايات

رواية جنة الإنسانية الفصل الثاني 2 بقلم فاطمة رأفت

موقع كتابك في سطور

رواية جنة الإنسانية الفصل الثاني 2 بقلم فاطمة رأفت

رواية جنة الإنسانية الجزء الثاني

رواية جنة الإنسانية البارت الثاني

جنة الإنسانية
جنة الإنسانية

رواية جنة الإنسانية الحلقة الثانية

ظل ناظراً لعينيها..بنظرة عينيه المليئة بالعتاب الشديد! ،ممزوجة بالغضب الأكبر..بنيران تريد احراقها الان! ،بينما هى ناظرة له بنظرة حادة بعينيها التي من الزمرد..نظرتها المليئة بالانتقام تجاهه…ثم اخرجت ذلك الخنجر بقسوة من صدره!!

شعر بألألم الشديد من فعلتها ،وكادت ان تمررها على رقبته وهى تنوي قتله!..قتل والدها!!
ولكنه امسك يدها سريعاً وهو متحمل الم جسده.
لتتحول نظراته للقسوة الشديدة ،ثم صفعها على وجهها بقسوة بظهر يده لتلقىٰ ارضا!
لتسنده ليلى سريعاً قلقاً عليه وهى تقول مسرعة : هشام!!
ولكنه لم يعبأ بها لينظر لزمرد بقسوة..شعر بجسده الذي اصبح ضعيفاً..ليرجع خطوة للخلف بينما ليلى خلفه ممسكة به

ليأتي حارسان ثم امسكوا بها جيداً وهى ملقاه ارضاً بخشونة كي لا تتحرك..لتمتليء عينيها بالدموع، بينما خالد اسرع اليها بخطواته بعدما ازال يد سمر التي امامه
لينحني خلفها بعدما ازاحهم بقسوة وهو يقول : زمرد!
ثم وضع يده على احدى وجنتيها السُفلى…بينما هى معطياه ظهرها وملقاه ارضاً ناظرة لوالدها ،لذلك الظالم الذي قام بتلك الجريمة الوحشية لابنته!! بنظرات عينيها التي اصبحت بريئة جدا..!

ليلى مسرعة بقلق وهى ناظرة لهشام: انت كويس؟!
رفع هشام يده قليلاً في مستوى كتفه كاشارة جسدية بالتوقف ،وهو مازال ناظراً لزمرد
ثم اعتدل في وقفته بصعوبة..ليأتي اليها بخطواته الثابتة حتى انحنى امامها على ركبة واحدة
ليمسك رقبتها بين يديه بخشونة
هشام بحزم: انتِ لو ماكنتيش بنتي انا كنت قتلتلك.
امتلأت الدموع في عينيها اكثر من ذلك الألم النفسي والجسدي الذي جعلها تشعر به
زمرد بنبرة حزن مكتومة: مبروك! ،دة اللي انت نجحت تعمله….

نظر لعينيها المليئة باللوم تجاهه..تجاه انسانيته!! ،ليشعر بالتردد بهما…بينما هى اكملت عندما انهمرت دمعة من عينيها : انا خصيمتك يوم القيامة.
شعر بالانهزام امام كلماتها القاسية..ليصمت بضعف…وينزل يده من رقبتها برفق واستسلام!
ناظراً لعينيها بعدم تصديق كلماتها !! ،ما الذي فعله!
هل لديه اضطراب في افعاله!..ام انه شخصيته متناقضة تماماً!؟

شعر بضربات قلبه المرتفعة ،ليشعر بالدوار ليسند يده سريعاً على الارض..فأصبح منحني جانباً
لتسرع اليه ليلى من جديد وامسكته برفق.
ليلى مسرعة بحزن : خلي بالك..تعالى معايا فوق.
قالتها بحزن شديد وهى عاقدة حاجبيها ببرائة ،بينما هو مازال لا يستطيع استيعاب كلمات زمرد!
ثم رفعت ليلى نظراتها الى سمر بغضبٍ شديد لتكمل بصوتٍ مرتفع : سمر انتِ واقفة بتتفرجي!! ،انزلي شوفي دكتور.

نظرت لها سمر بنظراتٍ هادئة..مملة..صامتة…وكأنها في عالمٍ آخر! ،ثم سارت بخطواتها ناحية الدرچ ،لتنزل عليه ببطءٍ شديد!
ثم نظرت ليلى الى هشام ( الذي قام بتربيتها منذ الطفولة)…لتعقد حاجبيها ببرائة شديدة وهى تقول
: هشام عشان خاطري تعالى نطلع فوق…ماينفعش القُعاد هنا عشان خاطري.

جائوا اليه الحراس ليقوموا بإسناده جيداً ليقف ،وليلى معهم وهى تخشى عليه من اي حركة خطأ…عجباً! انها الوحيدة هنا من تحبه من قلبها! على الرغم ان جرحه ليس عميقاً بل ذلك النزيف هو من جعله يشعر بالدوار..
لتنظر له زمرد بنظرات قهر وحزن…بينما هو القى عليها نظرة مليئة بالكلمات العديدة!
ثم نهض من مكانه معهم ليصعدوا الى الاعلى.
اعتدل خالد في جلسته ليساعدها على الاعندال في جلستها وهو يقول برفق : انتِ كويسة؟

لم تعطيه رداً..لتعتدل في جلستها ثم عانقها برفق ،لتشعر بحنانه عليها…ولكنها لا تستطسع ان تقوم بنسيان ماحدث منذ قليل! ،انها لم تجده في ذلك الموقف العصيب بجوارها!
ثم نهض من مكانه وقام بمساعدتها لتنهض برفق..ليتوجهوا الى غرفتها .
…………………………
في دار الايتام :

خديجة بجدية وعدم فهم ما الذي جعله يقف آمامها هكذا!! : تميم بيه!
تميم بجدية: اسمك ايه ؟
قالها وهو ناظراً لـ أفنان الناظرة له وهى تحبُس أنفاسها..فرغت شفتيها لتنطق اسمها ولكن لم يخرج لها صوتاً.
إحدى الفتيان الواقفة: أفنان…
أدار رأسه لتلك الفتاة التي بجوارها هى من نطقت اسمها لتكمل وهى ناظرة للأرض
:اسمها أفنان ،هى مش هتقدر تتكلم..مش هتعرف.

انهت كلماتها بنظرة له صامتة ،ثم نظرت للارض من جديد .
خديجة مسرعة بعد شعورها بأنه يقترب من تلك الفتاة اكثر كل يوم : تميم بيه!!…
اختنق من كلماتها الكثيرة..ليستدير لها برأسه بغضب ،لتكمل بإبتسامة مصطنعة :ممكن دقيقة، لو سمحت؟
القى نظرة أخيرة لـ أفنان وهو يشعر بشيء يجذبه اليها كل مرة !
تركهم وخرج من تلك الغرفة مسرعاً ليعطي ظهره للباب ،ثم اخرج تنفساته من ذلك الموقف المحرج..كيف له أن يأتي هكذا وبتلك الهيئة ،أين عقله اذاً؟!
…………………..
في الملهى الليلي:
وفي غرفة زمرد:

دخل خالد معها بخطواتٍ هادئة حتى وصلوا إلى الأريكة ليجعلها تجلس عليها برفق ،ثم خلع سطرته الجلدية الأنيقة ليضعها على كتفيها بحنان…بعدما رأى ملابسها المتقطعة من ناحية الذراع!
فما تلك الوحشية التي تعرضت لها؟ ،والأكثر منها هو موقف والدها!
ظل ناظراً لها وهو واقفاً امامها مباشرةً بنظراتٍ مليئة بالحزن..ليكتم غضبه بداخله..ثم لمس بيده احدى كتفيها بحنان وتردد..وذلك المشهد يسير امام عينينه لاقتراب ذلك الوغد منها بوحشية..ذلك الحيوان الدنيء!!

ثم نظر امامه بغضبٍ كبير داخلي..ليكور يديه وهو يحاول التحكم بغضبه ولكن لا..لايستطيع ان يصمت اكثر من ذلك ،ثم تركها وتوجه لخارج الغرفة..بملامح وجهه المليئة بالقسوة ،ليدخل الى الغرفة التي كانت بها منذ قليل!
ليرى ذلك المتوحش نائماً على الأرض ليسند يده وهو يحاول النهوض من نومته تلك..ليضع يده الاخرى خلف رأسه التي تنزف الدماء
يحاول ان يفيق مما هو عليه..ثم رأى خالد متوجههاً اليه بجسده العريض ليعطيه ضربة بقدمه بإهانة كبرى في وجهه!!

ليستدير وجهه الناحية الاخرى بالاضافة الى الدماء التي خرجت من فمه..ثم القى مجدداً على الارض وهو لايستوعب مايحدث الان! ،ولكن خالد لم يصمت لثانية واحدة حتى!..بل اخذ يعطيه الضربات بقدمه..بوحشية كبرى! بلا رحمه..
خالد بانفعال : حيوان…حيوان ،ازاي قدرت تعمل فيها كدة!!
جملته الاخيرة لم يقصد بها العتاب…بل انه متعجباً من تصرفه الدنيء..المتوحش تجاه انثى..!

اخذ يعطيه الضربات بقدمه بحقدٍ كبير ..ضرباتٍ متتالية ليس بها اي توقف
بينما اخرج ذلك الرجل الدماء من فمه وانفه..كان يحاول استنشاق الاكسجين من تلك الضربات المتوحشة..ولكنه لم يقدر على ذلك!
وفي نفس التوقيت:

كانت تصعد سمر الدرچ وهى ناظرة امامها بملل وصمت كبير..وكأن لم يحدث اي شيء! ،فان انشقت الارض بزلزالٍ مميت..فلن يكون لها اي تعابير في عينيها سوى الصمت !
ويسير بجوارها طبيب وهو حامل حقيبته في يده متوجهين الى غرفة هشام..ولكنها توقفت في مكانها حينما استمعت الى صوت خالد الذي يصيح في وجهه وهو يعطيه الضربات..

لترجع خطوة للخلف..فاصبحت امام باب الغرفة المفتوح مباشرةً بجانب جسدها وهى ناظرة لما يحدث امامها بصمت.
الطبيب مسرعاً بتعجب: فين حالة المريض؟
لم تعطيه اجابة وظلت ناظرة لخالد والى ضرباته القاتلة في جسد ذلك الدنيء!..عجباً!!
سمر وهى ناظرة لتلك الضربات بملل: اوضته في اخر الدور.
تأفف الطبيب بإختناق من تأخره على المريض بسببها هى ،ثم سار بخطواته مسرعاً لغرفة هشام…بينما هى ظلت شاردة في خالد الذي يضربه بهمجية كبرى!

تذكرت طعناتها التي كانت تضعها في جسد احد جيرانها بلا رحمه..طعنات متعددة في بطنه بوحشية وهى لم تكمل ال١٥ عاماً!
ثم رفعت نظراتها الى خالد الذي لم يتوقف مطلقاً!!
سمر بنبرة هادئة: هتقتله.
ولكنه لم يتوقف ايضاً!..حتى بعد كلماتها له ،فغضبه قد اعمى عينيه الاثنين…لتأتي اليه بخطواتٍ ثابتة ،ثم ازاحته برفق ووقفت حاجز بينه وبين الرجل الملقى ارضاً

سمر بجدية: كفاية ،انت مش عارف دة ابن مين؟
نجحت في ازاحته..ليرجع للخلف ،ثم ادار ظهره لها سريعاً كي يأخذ انفاسه بصعوبة بصدره الذي يعلو ويهبط بقوة ،ثم مسح وجهه بيده كي يحاول ان يهدأ..ليدير جسده اليها وهو يقول بصوتٍ مرتفع: ازاي عايزاني ارحمه؟ ،انتِ مش عارفة اللي عمله؟
سمر بهدوء: وعارفة اللي انتَ عملته كمان.
عقد حاجبيه بتعجب شديد..فما الذي تنوي ان تتهمه به؟

خالد بتعجب شديد: انا! ،وعملت ايه ؟
ابتسمت بخبث بجوار شفتيها..بنصف قوس ،ولكن عينيها مازالت ثابتة لتقول…
سمر بنبرة هادئة: اسأل نفسك.
وكادت ان تذهب ولكن امسكها من كوع ذراعها بخشونة لتقف في مكانها..وهو ناظراً لعينيها بضيق كبير من اسلوبها الذي يشعره بالاستفزاز.
خالد بضيق: لما اسألك تجاوبيني..وبلاش اسلوب الاستفزاز دة ! ،عشان هتلاقي مني رد مش هيعجبك.

نظرت لداخل عينيه بعينيها الجذابة..لتتحدث بجمود: مش معنى اني خليتك تهدى عشان ماتقتلهوش..فانت هتطلع عصبيتك عليا!
جذبها من كوع ذراعها بقسوة اكثر ،لتضغط على شفتيها في اقل من ثانية نتيجة لذلك الالم التي شعرت به الان ،ثم جعلها امامه مباشرةً وهو ناظراً لعينيها نظرة مليئة بالنيران.
خالد بسخرية: لا يا أُستاذة سمر مش عايزين نضايق سيادتك….
ثم اخفى ابتسامته ليكمل بخشونة: جاوبي على سؤالي.

نظرت لعينيه بملل..بملامح وجهها التي مثل التمثال لا تتغير مطلقاً! ،لتقول..
سمر بنبرة هادئة: عايز تقنعني انك ماسمعتش صوت زمرد حقيقي!؟، ولا…
ثم ابتسمت ابتسامة اظهر اسنانها بخفة..باستفزاز كبير وهى ناظرة لعينيه بعدما انحنت برأسها جانباً قليلاً وهى تكمل: ولا ليلى كانت حلوة جدا النهاردة فمقدرتش تمشي وتسيبها…حلوة ليلى! ، مش كدة؟
تحكم بغضبه الذي ينهش به من الداخل كي يظهر امامها ،فهى الان تقوم بتهديده باسلوبٍ مختلف..ثم تقدم خطوة وهو ناظراً لعينيها بغضبٍ كبير.

خالد بغضب: طول عمرك بتغيري من زمرد..عشان انضف منك ،
ابتسمت بسخرية لتقوم باعتدال رأسها ووقفتها..لتنظر للارض بسخرية ثم رفعت رأسها له ليكمل بابتسامة انتصار: ودلوقتي عايزة تحسي ان كله ارخص منك.
سمر بابتسامة ثقة: بالعكس!..
ثم تقدمت خطوة وهى ناظرة لعينيه لتكمل :انا وانت في نفس الرُخص.
انهت كلماتها التي بها الاهانة له..بينما هو لم يتحمل تلك الكلمات ليضع يده في رقبتها…وازاح جسدها للحائط …وهو مازال واضعاً في رقبتها بقسوة وناظراً لعينيها بنيران تتآكل بالداخل!
خالد بنبرة قاسية:قولتلك اني مش عايز اعمل حاجة ماتعجبكيش.

لم تتأثر بتلك الفعلة ولم تتأثر بكلماته ولا نظراته وصوته الخشن..انها ناظرة لعينيه بصمتٍ ممل!
،لتأتي ليلى مسرعة بخطواتها وعلى وجهها القلق والغضب الممزوج.
ليلى مسرعة: انتم بتتخانقوا هنا وهشام مع الدكتور!
ادار خالد وجهه لليلى ليقول بجدية: قولي الكلام دة لصحبتك.
ثم ازال يده من رقبتها…لتعتدل هى سريعاً في وقفتها وتقوم بتنظيم ملابسها ،ليخرج هو للخارج…بينما ظلت ليلى واقفة …لتعقد حاجبيها بضيق شديد وهى تقول…

ليلى بضيق: وانتِ مش ناوية تطمني على هشام؟
ابتسمت سمر بخفة..ابتسامة لم تكمل الثانية!
لتقول بجمود…
سمر بجمود: الشيطان جرحه بيلم بسرعة ،ماتقلقيش..دة مجرد جرح صغير!
ليلى بغضب شديد: هو دة ردك؟،…
ثم نظرت لنواحي اخرى بعدما اخرجت تنهيدة ساخرة لتكمل : انا بقول الكلام دة لمين!…
ثم عاودت النظر لها بعدما ضربت بيدها على الباب بخفة بيدها اليمنى وهى تكمل: انتِ اصلا ماعندكيش احساس.

ثم تركتها وخرجت…بينما وقفت سمر في مكانها ناظرة امامها بشرود لتبتسم بخفة ثم اختفت ابتسامتها سريعا..بتردد…توتر ! ،نعم..انها حقاً لا تشعر باي شيء
لقد واجهتها بحقيقتها اللعينة! ،ثم خرجت من الغرفة بهدوء.
………………………………….
في غرفة زمرد:

توجهت سمر إلى غرفة زمرد ولكنها توقفت آمام الباب بتردد..بعدما رفعت يدها اليمنى آمام الباب كي تقوم بطرقه ولكنها توقفت تماماً قبل أن تطرقه، تعلم أن هذا الموقف صعبُُ جداً على أن تتخطاه!..ولكن ماذا تفعل أتتركها هكذا بدون أي مساعدة؟!
ثم رمشت بعينيها بهدوء بملامح وجهها الثابتة كالدمية الخشبية..لتأخذ نفساً عميقاً وتخرجه بهدوء ،ثم قامت بطرق الباب لتدخل بثبات..رأتها جالسة على الأرض و ملامحها بها الشرود الكبير!

وكأنها في عالمٍ آخر..فبالطبع لم تستطع حتى الان أن تفيق مما حدث لها ،ساندة بظهرها على أسفل الأريكة بترخي وإستسلام ويديها الإثنتين ممسكة بوسادة واضعة إياها على صدرها.
سمر بهدوء: زمرد…
لم تعطيها رداً..ولم توجه نظراتها اليها حتى! ،ثم أكملت وهى قادمة اليها : انتِ بخير؟…
ثم نزلت على ركبتيها بهدوء وأمسكت يديها الإثنتين وهى ناظرة لعينيها لتكمل بنبرة هادئة على عكس ما بداخلها! : ماتفضليش ساكتة كدة..اتكلمي..

لم تعطيها رداً.. لتظل ناظرة آمامها بشرود اكبر! ،وكأنها لم تستمع لشيء !!
فعقلها تعمد أن يتغاضىٰ عن العالم الذي حوله..فهو لا يستطيع أن يستيقظ من صدمته! ،لتنظر سمر لكل أنشٍ في الأرض بتفكير وتردد..ثم عاودت النظر لزمرد ،لتكمل : كنت فاكرة لما اجي هتقلبي الأوضة كلها! ،لكن اللي انا شايفاه دة ماينفعش!!
زمرد بشرود: سابني ومشي.

بلعت سمر ريقها لتعتدل في جلستها وهى ناظرة لعينين زمرد بترجي:تمام تمام..احكيلي ،اتكلمي..ايه اللي حصل؟ وايه اللي حصل جوة الاوضة ،عملك ايه؟!
امتلأت الدموع في عينيها بعدما إستمعت إلى أسئلة (اختها سمر وليست شقيقتها)، لتظل على حالها..مازالت شاردة ،لتنهض سمر من مكانها عندما جذبتها من يدها ولكنها لا تنهض!
سمر مسرعة: قومي معايا..اطلعي فوق قُدام هشام ،إتخانقي معاه…لازم تتكلمي ماتقعديش ساكتة كدة!!

لتنحني سمر بإستسلام من عدم إستجابتها لأي أسئلة منها أو حتى رد فعل!
ثم جلست آمامها مجدداً على ركبتيها بملل وتعب كبير!..بينما زمرد لم تعد تتحمل أن تسجن دموعها أكثر من هذا..ليتحول وجهها إلى اللون الاحمر.
سمر بنبرة بها ترجي: قولي..سمعاكي اتكلمي يا زمرد ،عملك ايه؟..اذاكي في ايه هناك ،اكيد مااذاكيش صح ؟
زمرد مقاطعة ببكاء: مش عايزة اتكلم…
عانقتها بقوة بعدما قالت تلك الجملة بإستسلام في البكاء كالأطقال تماماً! ،بينما لم تبادلها سمر العناق من ردة فعلها الغير متوقع!

لتكمل زمرد بكائها بكل قهر وهى تقول : مش عايزة افتكر..مش عايزة ياسمر.
سمر بهدوء: تمام…
ثم وضعت يديها على ظهرها برفق..ثم بادلتها العناق بحنان وهى تكمل: تمام تمام..اهدي ،انا معاكي.
…………………………
وفي الصباح:
في منزل تميم:

استيقظ تميم ليخرج من غرفته بهدوء..رأى فرح زوجته واقفة عند رخام المطبخ مرتدية ملابس للخروج! ،بملامحها الفاتنة وهى معطياه ظهرها
حتى جلس على احدى المقاعد التي آمام الرخام ،
ثم التفتت إليه بابتسامة مشرقة وهى تقول…
فرح بابتسامة: إمبارح ماعرفتش تنام كويس!..
ثم اكملت بعدما أصبحت آمامه مباشرةً..وبينهم الرخام ،ثم وضعت يديها على سطحه…بينما هو رفع وجهه اليها بإبتسامة وهى تكمل..
: كنت حاسة بيك ،مالك؟
قالت كلمتها الاخيرة ” مالك؟ “..عندما اقتربت برأسها قليلاً بنظرة بها الحنان،

ثم اخذ تميم نفساً عميقاً ليخرجه بتنهيدة ، نظر لها.
تميم بجدية: ماتشغليش بالك..ضغط شغل.
رفعت فرح حاجبيها الاثنين بإصطناع الدهشة بإبتسامة لطيفة…وملامحها الرقيقة جدا ،ثم امسكت الكوب الموضوع جانباً كي تسكب العصير به.
فرح بهدوء: انا هروح لبابا..كلمني النهاردة ومحتاج دكتور.
تميم بجدية: عيان جداً ؟
اومأت فرح بملامحها التي تحولت للحزن… ثم وضعت عُلبة العصير جانباً ،لتنظر له بهدوء..بينما نظر تميم آمامه بجدية .

ثم توجهت فرح اليه ووضعت يدها اليمنى على إحدى وجنتيه بحنان..لتنظر لعينيه وهى تقول بنبرة بها الحنان
: انا عارفة اني كل يوم بروحله..واني مقصرة معاك جداً ،….
ادار تميم وجهه للناحية الاخرى..نعم تزوجها ولكنه لا يُكن لها المشاعر مطلقاً ،رفع نظراته لها ليوميء برأسه قليلاً..ثم اكملت فرح بابتسامة هادئة
: لكن اوعدك ان كل دة هيتعوض.
تميم بجدية: ولايهمك ،روحي شوفيه ..وابقي طمنيني.

ابتسمت فرح لتقديره لها..ثم توجهت إلى تلك العربة الصغيرة للأطفال ، وحملت ابنهما الذي يُدعى محمد لم يبلغ من العمر سنة واحدة ،ثم وضعته في تلك العربة وأخذت تجرها لخارج المنزل بهدوء.
تميم بنبرة بها الجمود: مش هتردي على التليفون؟
توقفت في مكانها لتشعر بدقات قلبها المرتفعة من نبرة صوته الخشنة.. الرجولية!..هل تخشاه؟..ام ان هناك امراً تخشى أن يكتشفه خاص بهاتفها؟!!
بلعت ريقها لتلتفت له بهدوء وهى تقول بإبتسامة لطيفة..
:انا نسيته خالص.

ثم توجهت لهاتفها الذي يعلن عن مكالمة هنا ،ثم أخذت بيدها اليسرى والقت عليه نظرة..لم تتعدىٰ الثانيتين …بينما هو رفع نظراته لها ،لشعوره بأن أمراً ما يحدث..!
رأت اسم خطيبها السابق ” عمار ” ،مازال يلاحقها حتى بعد زواجها..هل هو مجنون؟!
ثم ضغطت على زر اغلاق الاتصال ،وتوجهت الى باب المنزل وهى تقول بنبرة بها الجدية…بعدما لاحظ تميم تغير ملامحها فجأة فور رنين هاتفها!! ، وايضاً نبرة صوتها!
فرح بجدية: نسيت اقولك..حماتي اتصلت بيك ١٠ مرات الصبح! ،…لكن لما رنيت عليها مش بترد وتليفونها اتقفل.

قالت جملتها الاخيرة لتستدير له ،ثم نظر تميم امامه وعقد حاجبيه بتعجب!..ماذا هناك؟… بينما هى ودعته واخذت عربة ابنهما وحقيبتها وخرجت..لتأتيه مكالمة من…خديجة!
فتح المكالمة وهو يقول..
تميم بجدية: ايوة؟…هما جايين دلوقتي؟! ،وهى ماوصلتش! …
ثم اكمل وهو ينهض من على المقعد بجمود
: تمام عشر دقايق وهكون هناك.
ثم اغلق المكالمة وتوجه ناحية الباب ليخرج.
………………………………..
في الملهى الليلي:
في غرفة زمرد:

دخلت ليلى بخطواتها إلى الغرفة وهى مرتدية ذلك الحذاء الذي بكعب عالٍ..وفستان من اللون الأسود الذي يصل إلى أسفل الركبة ،لتعض على شفتيها بحرصٍ شديد وهى تقوم بإغلاق الباب..عندما وجدت زمرد نائمة على الأرض وهى منكمشة بجسدها وسمر جالسة أرضاً وساندة رأسها على السرير وهى نائمة

ثم تقدم بضع خطوات حتى أصبحت واقفة آمامهم وهى توجه نظرات الغضب والحقد لزمرد!
ليلى بتوعد: وليكي نفس تنامي بعد اللي عملتيه في هشام!….
ثم أدارت وجهها لناحية الكومودينو الموضوع في ناحية الغرفة للتوجه اليه وتأخذ (الشفشق) المُمتليء بعصير الليمون ،لتتوجه اليها من جديد لتكمل وهى ناظرة لها بإبتسامة نصر: انا هوريكي.

أنهت جملتها لتعطيها ضربة بإحدى قدميها في بطنها!! ، لينتفض جسد زمرد على تلك الضربة وتقوم من مكانها وتصبح جالسة أرضاً…وتستيقظ سمر على أثر مااستمعت اليه ،ولكن سرعان ما ألقت ليلى عصير الليمون على رأسها!
لتشهق زمرد من تلك الفعلة وهى مغمضة عينيها ،ثم رفعت وجهها لليلى بنظرات عينيها المليئة بالصدمة.
ليلى بإبتسامة ساخرة: آه..كان نفسي تبقى ماية نار على الأقل هتليق عليكي.

نظرت لها سمر بغضبٍ عارم لتنهض من مكانها وهى تقول..
سمر بإنفعال: ليلى!!..تعالي هنا بقا.
لتمسكها من خصيلات شعرها وهى تقوم بضربها…بينما ليلى تحاول الدفاع عن نفسها ولكن هذا لا يجدي نفعاً خصوصا مع سمر !
اما عن زمرد فنظرت ليديها وشعرها وهى تبكي بخفوت من تلك المعاملة السيئة الي تأخذها من.. الجميع!

ليدخلوا الفتيات على أثر إستماعهم لصريخ ليلى وصوت سمر المرتفع ،ليتدخلوا بينهم كي يبعدوهم عن بعضهم بصعوبة.
سمر وهى تحاول الهرب من أيديهم المُمسكة بذراعها: خليكي شجاعة وتعالي هنا.
لتنظر لها إحدى الفتيات المُمسكة بليلى وهى عاقدة حاجييها بتعجب لتقول: انتِ اتجننتي ياسمر ازاي تعملي فيها كدة؟!

تأوهت ليلى بحزن وبكاء..بخصيلات شعرها المبعثرة وكحل عينيها الذي أصبح على وجنتيها من البكاء وملابسها المبعثرة..فقد هُلكت تماماً!
ليلى بحزن: والله لهطلع دلوقتي اقول لهشام على اللي عملتيه فيا..
لتقاطعها سمر عندما تقدمت خطوة وهم مازالوا ممسكين بها ولكن قوتهم لا تقدر على إنفعالها الزائد! ،لتكمل ليلى بتوعد: عشان يشوف الهانم اللي بتدافع عن واحدة ماتستهلش غير الـ…
إستطاعت سمر أن تبتعد عن تلك الفتيات المُمسكات بها،

لتتقدم خطوتين بتهديد وهى ناظرة لليلى بشجاعة بملامح مليئة بالجمود وهى تقول مقاطعة إياها: كمليها…
صمتت ليلى وهى ناظرة لعينيها..لتضغط على شفتيها بضيق ،بينما أكملت سمر بجمود: كمليها عشان وقتها ماحدش هيعرف يحوشك من إيدي.
ليلى بصوتٍ مرتفع وهى تتقدم الخطوات ولكن مازالت الفتيات مُمسكة بها : انتِ فاكرة نفسك مين ها؟

أعطتها سمر ظهرها لتتوجه بهدوء ناحية زمرد لتنحني على قدميها وهى تقول..
سمر بجدية: انتِ كويسة؟
أومأت زمرد سريعاً رأسها بالإيجاب..لتحاول مسح دموع عينيها وهى ناظرة لناحية أُخرى ،بينما وضعت سمر أصابعها على وجهها وهى تقوم بمساعدتها في مسح دموع عينيها وترتيب خصيلات شعرها المُبللة،

ثم وضعت إحدى الفتيات ذراعها آمام ليلى كي توقفها وهى تقول بجدية : ليلى خلاص خلصنا.
تأففت ليلى بإختناق وهى تحاول الإبتعاد عنهم بضيق شديد وهى تقول…
ليلى بإختناق: تمام تمام خلصنا…سيبوني….
ليبتعدوا عنها الفتيات ،ثم وقفت آمامهم مباشرةً وهى معطياهم جانبها الأيسر..لتكمل بلامبلاه: يلا كله يروح يشوف شغله.
ليخرجوا الفتيات وهم يتحدثون بخفوت عما حدث.

ثم رفعت ليلى رأسها وهى ناظرة لزمرد وسمر وعلى وجهها التمرد الكبير!
ليلى بسخرية : خلاص كفاية ماكنتش ماية نار!
أدارت سمر وجهها اليها وفي عينيها الغضب المكتوم!..تريد الآن أن تنهض وتخلع رأسها عن جسدها من تلك الكلمات السيئة التي تخرج منها..والمليئة بالإستفزاز.
لتبلع ليلى ريقها بعد تلك النظرة التي أخذتها من سمر ،بينما نهضت سمر من جديد..لتتقدم خطوة بقدمها بغضبٍ شديد وهى تقول : شكلك مش عايزة تجبيها لبر معايا…
لتبتعد ليلى للخلف سريعاً بخطواتها ولكنها لم تستدر ابداً، وهى تقول بضيق: هشام عايزها دلوقتي.

لتتوقف سمر في مكانها بعدما إستمعت لتلك الجملة…فلماذا يريد زمرد؟ هل سيقسو عليها مجدداً..أم سيقوم بالإنتقام مما فعلته به ليلة أمس؟!
بينما إتسعت مقلتي عيني زمرد لترفع رأسها اليهم…بينما أدارت سمر وجهها إلى زمرد بتعجب..لتعود للنظر لليلى من جديد
بينما رفعت ليلى رأسها للأعلى بإبتسامة بها الإستفزاز الكبير…لترفع إحدى حاجبيها بنصر.
…………………………..
وعلى الطريق:

تجلس داخل سيارتها وهى تقوم بقيادتها..بحجابها الأنيق ،أدارت وجهها ناحية ابنها الجالس بجوارها وعلى جسده ذلك الحزام الخاص بالسيارة كي يقوم بحمايته ،ثم نظرت آمامها بهدوء لترى ذلك الرجل الواقف آمام سيارتها وسانداً أسفل ظهره على سيارته..مربعاً ساعديه آمام صدره العريض ،بجسده الرياضي المتناسق..مرتدي بدلة من اللون الأسود..وكأنه منتظرها!

توقفت عن القيادة..وبالتالي توقفت سيارتها ،لتعتلي على وجهها ملامح الصدمة عندما رأته..فبالطبع هى..تعرفه!!
اخذ صدرها يعلو ويهبط فبأي جرأة يوقف سيارتها هكذا!
وكأنه يضعها آمام الأمر الواقع كي تقابله..إذن انه خطيبها السابق! وحبيبها الاول؟!
نزلت من سيارتها بضيق شديد..ثم أغلقت باب السيارة لتتقدم الخطوات متجهة اليه وهى تقول..

فرح بضيق شديد: انت اتجننت!…بتعمل ايه هنا!؟
إعتدل في وقفته ليبتسم بثقة وهو يقول : مش بتردي عليا..قولت لازم نتقابل عشان نتكلم.
ابتسمت بسخرية لتضع يديها في خصرها..ثم أدارت وجهها الناحبة الأُخرى لتعاود النظر له من جديد فبالطبع قد چن چنونه!..أين عقله هذا وهو يحدثها هكذا؟!

فرح بسخرية: لا الواضح انك نسيت اني متجوزة! ، اقابلك!..وانا من امتى بقابلك ياعمار!!؟
قالت جملتها الأخيرة بغضبٍ كبير…بينما هو أخذ نفساً عميقاً عندما أدار وجهه لناحية أُخرى كي يفكر في رده عليها…بينما في ذات الوقت كانت تسير سيارة أُخرى الخاصة بـ….تميم!
زوجها!، ليعقد حاجبيه عندما رأى سيارة زوجته متوقفة في منتصف الطريق ،ليقوم بالإقتراب قليلاً بسيارته…ليراها واقفة آمام خطيبها السابق!!…لتتحول نظرات عينيه لنيران عندما رآه وهو يضع ظهر يده على إحدى وجنتيها بحنان وهو ناظراً لعينيها و……..
………………………….
في الملهى الليلي :
في الطرقة :

تسير بفستانها الطويل المتقطع من ناحية الذراعان يعبر عن المأساة التي قد عاشتها ليلة أمس.. وخصيلات شعرها الغجرية المُبللة ،بملامح وجهها المليئة بالغضب تجاه من أشرف على يوم تعذيبها…بينما ليلى خلفها هى وسمر بسرعة.
سمر بجمود: زمرد..زمرد! استني رايحة فين؟..
ولكنها لم تعبأ بها..إنها الآن إلى طريق ذلك القاسي الذي لا يحمل في قلبه أيةُ رحمه تجاه ابنته!

لتتقدم سمر قليلاً بخطواتها المُسرعة..لتمسك بذراع زمرد وهى تحاول إقافيها لتكمل: اسنني هنا.
وقفت زمرد لتستدير إلى سمر وعلى وجهها الغضب..وبعينيها القسوة الشديدة وهى تريد أن تدخل وتقوم بمحاولة قتله للمرة..الثانية!
زمرد بضيق: مش قالتلك هشام عايزني؟
نظرت سمر لليلى الواقف بجوارها وهى ناظرة لهم بتمرد…ثم عاودت النظر لزمرد مرة أُخرى بملامح وجهها التي ليس بها أي حياة أو حتى تعبير!..عجباً!!

سمر بجدية: انا لسة ماحسبتكيش على اللي عملتيه امبارح.
اعتدلت زمرد في وقفتها لتزيل ذراعها من يد سمر بضيق وهى تقول..
زمرد بضيق: ايه يا سمر!..انتِ كمان عايزة تبقي زيهم وتحاسبيني؟
سمر بجدية: انا مش بحاسبك على دة، انا…
لتبتسم ليلى بسخرية كي تحاول إستفزازهم..ثم ربعت ساعديها آمام صدرها وهى تقول: أُوه الخوات بيتخانقوا.

لتنظر اليها سمر بطرف عينيها وهى تقول بنبرة نحذير: ليلى..كلمة زيادة وصدقيني ماهسيبك من نحت ايدي.
لتصبح ملامح ليلى كالتمثال آمامها وهى تكتم غيظها داخلها!..ولم تختفي إبتسامتها الساخرة بعد، ثم عاودت سمر النظر لزمرد لتكمل بنبرة هادئة بملامحها الثابتة : انتِ عارفة اني اكتر واحدة معاكي في اللي عملتيه ،لكن دة مش معناه اني اسيبك تضيعي نفسك.
زمرد بإستفهام: تقصدي ايه؟

لتنظر لهم ليلى بسخرية..وهى مبتسمة نصف قوس بجوار شفتيها: آه سمر المُضحية.
لم تعبأ سمر لإستفزازها..ثم إقتربت من زمرد قليلاً..حتى أصبحت تهمس لها في إحدى أُذنيها : اقصد ان نهاية هشام على ايدي انا وبس.
بلعت زمرد ريقها لتنظر لسمر التي إبتعدت عنها قليلاً وهى ناظرة لها ،ثم تركتهم زمرد لتتقدم إلى الآمام عندما أخرجت تنهيدة مليئة بالتوتر الكبير…بينما هن الإثنتين ساروا خلفها .

لتقف آمام الباب الذي بجواره من الناحيتين رجل على الناحية اليمنى..والرجل الآخر على الناحية اليسرى ،بينما هى واقفة وخلفها زمرد وليلى…تحولت ملامح وجهها للغضب الكبير المكتوم داخلها..وعينيها التي أصبحت مليئة بالإنتقام…نعم هى شخصية ضعيفة جداً
ولكنها آمامه تصبح شخصية أُخرى !
ليقوموا الحراس بفتح الباب الذي عبارة عن درفتين…لتقوم هى بالدخول وخلفها الفتاتان.
وفي داخل الغرفة:

واقفاً آمام المرآه وهو يقوم بإغلاق أزرار قميصه الذي أسفله شاش من اللون الأبيض حول صدره..على أثر الجرح الذي تسببت به ابنته!
عينيه شاردة في المرآه..ثم ترك مابيده ليستدير إلى ناحية الباب في إنتظارها…
لتدخل هى كالعصار..وتقوم بالوقوف في شموخٍ قاتل!
ظل صامتاً وهو ناظراً لها ولكن عقله يحدثه…لِما فعل بها هذا؟
لما تحول إلى رجلٍ يريد أن يقتل ابنته كل يوم!..لِما لم يكن لها الآمان..ولماذا لم تكن علاقته معها كأبٍ وابنته..وليست عدو وعدوته اللدودة!!

فما الذي إقترفته بحقه ليفعل بها هذا؟!
ألم تكن ابنته في طفولتها وشبابه عندما كان بدخل البيت ويقوم بمعانقتها بحنان…فما الذي تغير؟!
بلع ريقه ليتقدم بخطواته ويصبح واقفاً آمامها مباشرةً
إنه الآن يرى الإنتقام بعينيها الفاتنة..ملامحها الطفولية الجميلة لا يوجد بها أي شيء سوى الغضب الكبير والقوة!!

بينما ليلى واقفةً على ناحيةٍ أُخرى في الغرفة ناظرة لهم..منتظرة أن يقتلها ،أما عن سمر..فهى واقفة بجوارها تراقب المشهد الذي آمامها..فإن فعل بها شيء ستسرع لها لتحميها منه
ولكن مهلاً!..إنه هاديءُُ تماماً وهو ناظراً لها!!؟
ليقترب قليلاً وهو مازال ناظراً لعينيها…ليعانقها!!!
لتفرغ شفتيها قليلاً بصدمة وهى ناظرة آمامها!
ما الذي فعله، إنه قد….عانقها؟!

لم تبادله العناق..وظلت كالتمثال في مكانها..إنه الآن يعطيها الحنان فهل هو غير سوي نفسياً!..أم انه قد فقد عقله؟!
فردت كفي يديها الإثنتين بجوار خصريها..تعبيراً على النفور من فعلته الغير متوقعة، وهى تبلع ريقها وناظرة آمامها بصدمة…لتمتليء عينيها بالدموء فماذا يعني هذا؟!

آما عن سمر وليلى اللتان إحتلت على وجوههن الصدمة الكبرى…لينظرن هن الإثنتين لبعضهن ثم عادوا للنظر لما يحدث آمامهن!
كانوا ينتظرون أذيته وقسوته لها..ولكن ما هذا؟!!و…..
………………………..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جنة الإنسانية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى