روايات

رواية جنة الإنسانية الفصل الأول 1 بقلم فاطمة رأفت

موقع كتابك في سطور

رواية جنة الإنسانية الفصل الأول 1 بقلم فاطمة رأفت

رواية جنة الإنسانية الجزء الأول

رواية جنة الإنسانية البارت الأول

جنة الإنسانية
جنة الإنسانية

رواية جنة الإنسانية الحلقة الأولى

واقفة بين الحشد..مرتدية (سالوبيت كلاسيك) من اللون الأسود ،تاركة خصيلات شعرها خلف ظهرها مُنسدلة بنعومة ،بعينيها البنية كعينين الغزال الفاتن..وبشرتها البيضاء ولكن! عينيها شاردة وهى ناظرة آمامها..وكأن الموت بهما!!
البعض يرقص حولها..والبعض يشرب ذلك المشروب المحرم…وصوت ضحكاتهم ترتفع أكثر وأكثر ،وكأن عقلهم قد غاب عن الوعي قليلاً!
يا له من مكانٍ مثل الجحيم!
هشام بصوتٍ حازم: امشي وانتِ ساكتة!
زمرد برجاء مصطحب ببكاء: لا..لالا!! ،عشان خاطري سيبني..بابا!!
انتبهت إلى أصواتهم تلك…لتخرج من شرودها عندما رفعت رأسها للأعلى وهى تراهم.
وفي الطابق العلوي ذو الطرقة المكشوفة:
أخذ يسير بخطواته الخشنة مسرعاً ناحية باب لغرفة وهو يچرها بعنف خلفه من كوع ذراعها بقوة!! ،بينما هى تترجاه بأن يتركها ببكاءٍ شديد!
بخصيلات شعرها السوداء الغجرية..وعينيها التي من لون الزمرد مثل اسمها تماماً..دموعها منهمرة وهى تترجاه إنسانياً!
لم تبلغ من العمر سوى ١٩ عاماً ببشرتها البيضاء
هشام بغضبٍ عارم: امشي معايا وانتِ ساكتة.
وكأنه لا يستمع إلى بكائها!..وكأنه لا يرى إنفعالها!! محاولة الإبتعاد عنه والهرب بعيداً!..خوفاً من تلك الغرفة التي ستكون قبرها؟!
وذلك الشيطان لديه ٣٩ عاماً ببشرته القمحاوية..مرتدي نظارته الطبية ، بتلك الملامح الوسيمة الشرقية..ولكن ماخفى كان أعظم!
بينما في الطابق السفلي:
نظرت لهم سمر بعينين مليئتين بالدهشة مما يحدث آمامها! ،إنها تعلم نية ذلك الشيطان جيداً
سمر بصوتٍ خافض مليئاً بالقلق ممزوجاً بالتعجب: زمرد!
أنهت كلمتها..لتسرع بخطواتها إلى انقاذ صديقتها، ثم صعدت على طبقات الدرج حتى وصلت اليهم وهى تحاول إبعاده عنها وهى تقول…
سمر مسرعة: هشام !، لا هشام استنى سيبها.
انهت كلماتها وعينيها مليئة بالترجي الممزوج بالقلق الشديد!
ولكنه لم يعبأ بحديثها ليفتح الباب مسرعاً..وهو يحاول إدخال زمرد إلى داخل الغرفة! ،بينما هى تبكي وتترجاه بأبويته!..إنسانيته!
زمرد مسرعة ببكاء وهى تقاومه: لالا..بابا ،عشان خاطري ماتدخلنيش..
ثم القاها إلى الداخل بدون أن تتحرك أي ذرةٍ من مشاعره!! لتكمل هى ببكاء ومقاومة شديدة كالطفلة الصغيرة: عشان خاطري…بابا..بابا!!
ليغلق الباب مسرعاً بعد القائها في الداخل! ، بينما هى أصبحت واقفة منحنية قليلاً على اثر القائه بها للداخل..ظهرها للباب وناظرةُُ آمامها بعدم تصديق…عينيها مليئة بالصدمة الكُبرى! ،كيف يفعل بها هذا وهو والدها!!
أخذت تتحرك نظراتها إلى كل أنشٍ آمامها كإشارة جسدية بعدم تصديق ماحدث منذ لحظاتٍ!
ثم سندت إحدى يديها على الحائط بصدمة..بدموعها المنهمرة على وجنتيها بغزارة…ثم نزلت على الأرض ببطء
لتتحرك رأسها قليلاً ناحية باب الغرفة بتلعثم..تردد…توتر شديد..إضطراب!
ناظرة لناحية الباب الذي أُغلق بالمفتاح!! بيدي والدها!
زمرد بصوتٍ منخفض متردد : بابا!
بينما كان هناك شاباً واقفاً معها في منتصف الغرفة…مرتدي حلته السوداء وواضعاً يديه خلف ظهره بتشابك ،ليدير لها نصفاً من وجهه بجدية
وكأنه سلطان ومنتظر تلك الجارية كي تقوم بتسلية ليلته…الليلة!!
…………………………
في دار الأيتام:
تحرك قدمها بسرعة فائقة على (بدال) الدراجة التي تسير مسرعة فوق العشب الأخضر ،فتاة بملامح بريئة وطفولية بشعرها الاسود وبشرتها البيضاء بعينيها الزرقاء! ،لم تختفي ابتسامتها السعيدة وهى تضحك وتنظر خلفها وهى تتسابق بدراجتها في..الدار؟
: (أفنان) !..المديرة هتعمل مشكلة ، إنزلي.
تم اصدار تلك الجملة من فتاة واقفة بملامح مليئة بالضيق بشعرها الاسود وبشرتها القمحاوية بعينيها البندقية ،التي لديها ٢٢ عاماً..ومرتدية الملابس الرسمية للخدم.
لتظهر فتاة اخرى في سن ال٨ سنوات فوق دراجة تقودها هى ايضاً بسرعة فائقة في سباق مع( أفنان) وهى تسرع خلفها ،
لم تعطيها (أفنان)رداً واكملت سباقها ،ثم ضربت صديقتها الارض بإحدى قدميها ..بضيق وهى تقول…
ريناد بضيق كبير: أفنان!
في نفس التوقيت**
على الناحية الاخرى:
نزل شاب من سيارته الفخمة وهو حاملاً بيده عُلبة، بحلته السوداء وجسده الرياضي المتناسق بعينيه السوداء ككُرتين من اللون الأسود، وبشرته القمحاوية لديه ٣٢ عاماً…إنه (تميم الألفي) ؟!
وقف في مكانه بملامح جدية وهادئة وهو ينظر للدار التي تقوم والدته بإدارته ،ثم سارت( أفنان) بدراجتها مسرعة..بابتسامتها المشرقة، نظرت خلفها لترى تلك الطفلة الصغيرة التي تتسابق معها
ثم كادت أن تنظُر أمامها ولكن توقفت رأسها ونظراتِها..حتى ابتسامتها! ،عندما رأته واقفاً أمامها على بُعد أمتارٍ
مهلاً..لقد شعرت انها رأت تلك الملامح من قبل ولكن أين؟ ظل (تميم) ناظراً لها بتعجب فلماذا تنظر له بهذه النظرات الغريبة؟
استيقظت من شرودها على إصطدامها بسيارة!! ،اسرع إليها (تميم) فور مشاهدته لما حدث..ووضع العُلبة التي بيده على ظهر السيارة ثم امسك معصم ذراعها وهو يقول…
تميم بقلق: انتِ كويسة ؟ حصلك حاجة؟؟
اعتدلت في جلستها بصعوبة وهى جالسة على السيارة ..على أثر الصدمة.. واضعة يدها على انفها التي تؤلمها بقوة ،ولكن عندما استمعت لصوته نظرت لعينيه وهو أمامها..شعور بداخلها يقول بأنها تعلم تلك النبرة جيداً!
بلعت ريقها بخوف لعجزها عن الرد على سؤاله القلق!!
سهير (والدة تميم) بغضب: انتِ ياهانم!!…
انتبهوا لصوتها وهم ناظرين إليها ،ثم جائت سيدة في سن الخمسون مرتدية ملابس تشير إلى انها في رُتبة مرتفعة ،بشعرها البني وبشرتها البيضاء واضعة الكثير من مساحيق التجميل كي تظهر انها شابة دائماً !
ثم اكملت بغضب عندما وقفت أمام (أفنان) مباشرةً
: عجبك اللي عملتيه؟..بهدلتي العربية وكمان سايبة شغلك!! ،مخصوم منك شهر.
بلعت (أفنان) ريقها بخوفٍ من (سهير)..بينما نظر لهم (تميم) بضيق من أٌسلوب والدته القاسي مع الفتيات.
تميم بضيق : شهر! المفروض تدخليها دلوقتي للدكتورة نكشف عليها ونشوف لو عندها كسر.
أدارت (سُهير) رأسها لـ(تميم) بملامح ثابتة وقوة شخصيتها المعتادة ولكن ليست مع ابنها!
سهير بجدية تامة: تميم! الاشكال دي انا بعرف اتعامل معاها كويس…
ثم استدارت لـ(أفنان) بملامح قاسية وهى تكمل: ادخلي دلوقتي..وعلى اللي عملتيه دة! ،هتنضفي الاماكن اللي هتقولك عليها خديجة.. فاهمة ؟
اومأت (أفنان) سريعاً برأسها بطاعة من كلمات (سُهير) القاسية ، لكن على الرغم من صمتها إلا أنها تشعر بالظلم التي توجهه إليها (سُهير) دوناً عن بقية الخادمات هنا! ،ثم جائت خلفها تلك الطفلة… بينما نظر (تميم) لوالدته بضيق مما قالته!
سُهير بجدية : تعالىٰ ندخل يا تميم.
تركته ورحلت بينما هو أخذ العُلبة بكل هدوء ..ثم نظر لوالدته التي غابت عن الأنظار شعر بشيء غريب يحدث هنا! ،ثم نظر حوله بتأفف واختناق..سار متوجهاً للمبنىٰ .
…………………………..
وفي الملهى الليلي:
أخذ صدرها يعلو ويهبط..وهى فارغة شفتيها بدهشة مما حدث آمامها، بينما هى لم تستطع أن تفعل أي شيء! ،مازالت واقفة في مكانها وهى ناظرة للباب..لبضع ثوانٍ!! ،كيف يفعل ذلك بإبنته الوحيدة!…أيعقل أن تكون تلك الدماء التي تسري في جسدها منه هو!..أيفعل بها ذلك؟ ،أراضيٍ عما فعله الآن من ذنبٍ كبير؟!!
بينما هو إبتعد عنها بخطواته الجادة…ليتوجه إلى غرفته سيراً على أقدامه ،وكأنه لم يحدث أي شيء ..الآن!!
أدارت وجهها اليه وعلى ملامحها الصدمة
سمر بدهشة: هشام!…
لم يعطيها رداً..ليسير بخطواته وهو ناظراً آمامه بقلبٍ كالصخر! ، وحتى إن كان قلبه صخراً لأنشق في هذه الجريمة الكُبرى بحق ابنته!!
ثم أسرعت نحوه بخطواتها المسرعة..وهى تأخذ أنفاسها ببطء قليلاً ،لتقول مسرعة: هشام..هشام استنى…
أمسكته من ذراعه لتكمل بغضب ممزوج: ماتعملش فيها كدة! ،اديني المفتاح.
جذبها من كوع ذراعها سريعاً..ليصبح ظهرهاً ملتصقاً بالباب..وهو آمامها مباشرةً..ناظراً لعينيها البنية الواسعة مثل عيون الغزال تماماً ،لتشعر بأنفاسه وهو مقتربٍ منها هكذا..
هشام بجمود: انزلي شوفي شغلك ،وبلاش تضييع وقت!
https://www.wattpad.com/story/320747564…
نظرت لعينيه بتردد..توتر..قلفق..مشاعرُُ مضطربة!!
لم يتوقف صدرها عن الصعود والهبوط..تأثرا بضربات قلبها المرتفعة ،لتشعر بأنفاسه الحارة تفوح أنفاسها بقوة وهى تقول..
سمر بعدم إستيعاب: انتَ عارف انت عملت ايه ؟مش كدة؟!
لم يظهر أي مشاعرٍ على وجهه!..عينيه!..لا يوجد أي شيء!..مطلقاً!! ،ليرفع وجهه للأعلى بنظرات التكبر وهو يقول..
هضام بثبات: على شغلك.
سمر وهى محتجزة الدموع في عينبها..بملامح وجهها القوية: خرَج زمرد دلوقتي حالاً
إبتسم إبتسامة بجوار شفتيه بسخرية كبرى…ليدير وجهه للناحية الأخرى ،ثم عاود الإقتراب منها بسرعة فائقة…لتصبح أنفاسه مقابلة لأنفاسها بحرارة!
ولكن ما حدث لم يكن في الحُسبان..شعرت بشفتيه التي طبقت على شفتيها بقبلة مفاجئة لم تتوقعها مطلقاً!! ،قبلة حازمة ولكنها مليئة بالمشاعر منه تجاهها…أيشعر مثل البشر؟!
ممسكاً بذراعيها بقسوة..ولكنها لم تستسلم لقبلته بل إنها في صدمة كبرى مما حدث!
شعرت بدقات قلبها القوية..أيعقل أن ذلك الشيطان يُكن لها المشاعر الشاغفة تلك!، ثم إبتعد عنها قليلاً ليقترب من أنفاسها مجدداً..ولكنه امسك وجهها بين يديه بقوة وهو يستنشق أنفاسها الذي في لحظة أصبح..ضعيفاً أمامها!
بينما هى نظرت للأض بعينيها المليئة بالشرود المميت..وكأنها جسد بلا روح!!
هشام وهو يلهث: فكري في العرض بتاعي كويس..دة اللي انا عايزك تفكري فيه وبس.
أنهى كلماته لينزل يديه ويعتدل في وققته..فبداخله عشق تجاهها لا تعرف هى عنه شيء! ،ثم رفعت نظرات عينيها اليه بشرود كبير ويأسٍ وهى تقول..
سمر بصوتٍ خافض: لكن زمرد…
نظر لناحية اخرى باختناق…ليتركها ويرحل بخطواته الثابتة لتوقفه سريعاً بكلماتها : انت كدة هتقتلها!
إنهمرت الدموع من عينيها بصمتٍ كبير..ولكنه بكاء داخلي! ،وقف في مكانه لينظر آمامه بغضب كبير وهو يقول بحزم: زمرد..زمرد! ،دة كل اللي يهمك..انتِ ليه بتفضليها عليا؟
تحدث وهو مدير وجهه اليها وعاقداً حاجبيه بلوم شديد
بينما هى جائت اليه سريعاً بخطواتها حتى وقفت امامه مباشرةً ووضعت يديها على صدره وهى تتحدث مسرعة…
سمر مسرعة وهى تحاول إقناعه بحديثها: تمام تمام ،أنا عندي استعداد أعمل أي حاجة….
لتنظر لناحية أخرى بتفكير وتردد..لتنظر له من جديد وهى عاقدة حاجبيها ببرائة وتوسل وهى تكمل بحزنٍ شديد : وعندي إستعداد أوافق على عرضك ،بس إديني المفتاح لازم زمرد تخرج.. عشان خاطري!
أنهت جملتها الأخيرة بتوسلٍ كبير..بعينيها التي بها الإنسانة عكسِه تماماً!
بينما هو أدار وجهه للناحية الأُخرى بتأفف من توسلاتها تلك..فهو لن يقوم بإخراج ابنته من هذا المأزق إنه مريض نفسي!!..أو قد چن چنونه تماماً!
ثم أشار برأسه لإثنين من حراسه المرتديين حلتين فخمتين من اللون الأسود وجسدهم الضخم..ليأتوا ويأخذوها ،فهو مدير ذلك المكان.
سمر مسرعة: هشام..هشام عشان خاطري! ،انا هوافق على العرض خرجها عشان خاطري.
ليقوموا بإدخالها إلى غرفتها قهراً عنها ولكنهم تركوا الباب مفتوحاً
ليدير هشام وجهه اليها وهو مازال واقفاً في مكانه لم يتحرك أنشاً بإبتسامةٍ خبيثة!
هشام بثقة: انتِ كدة كدة هتوافقي على عرضي ،مش محتاج منك مساومة!
أنهى كلماته بإبتسامة مليئة بالإستفزاز..ليتركها ويتوجه إلى الأسفل ،بينما هى أخرجت تنهيدة خوف لعدم وجود حلٍ آمامها
سمر بحزنٍ وصوتُُ خافض: لأ!
وكادت أن تسرع ناحية الباب ولكنه تم إغلاقه في وجهها..لتحاول فتحه مراراً وتكراراً ولكنها قد إستمعت إلى صوت إحدى الحراس من الخارج وهم يحكموا إغلاقه..بالمفتاح!
شعرت بالقهر الكبير منه ،ثم أخذت تضرب بيديها على الباب بغضبٍ عارم وهى تقوم بمناداته من جديد على أمل أن يقوم بفتح الباب ،ثم إستدارت لناحيةٍ أُخرى بإختناق وهى واضعة أصابع يديها الإثنتين بين خصيلات شعرها بتفكير..إنها تفكر في محاولة الخروج من هنا وإخراج صديقتها من ذلك الجحيمُ الكبير!
لتأتي ذكرى آمامها بتلك اليد..يد فتاة صغيرة تضعُ خنچراً في قلب شابٍ آمامها
لا لا تريد أن يحدث ذلك ،لا تريد أن تسرع خلفها تلك الذكرى مجدداً وذلك الألم التي مازالت حتى الآن لم تستطع مقاومته!
ثم أنزلت يديها بإختناق وتأففٍ كبير…لتنظر لكل أنشٍ آمامها بتفكيرٍ سريع…وهى تتحرك بطريقة غير ثابتة مليئة بالتردد والإضطراب!
…………………………
في دار الأيتام:
في غرفة مكتب سهير :
دخلت (سُهير) غرفة مكتبها لتجلس على مقعد مكتبها الرئيسي..ببنما جاء (تميم) خلفها وهو حامل بيده عُلبة مُغلفة من الخارج وهو يقول..
تميم بجدية: متهيألي دة دار ميتم، احنا مش في الڤيلا ياسهير هانم!
انهى حديثه ليقف ويضع العُلبة على سطح المكتب، لتعقد والدته حاجبيها بتعجب خفيف..بملامحها الثابتة.
سُهير بنبرة ثابتة: تقصد ايه ياتميم؟
ثم جلس على إحدى المقاعد التي بجوار المكتب ،يعلم أن والدته قاسية الطباع ولكنها معه ليست هكذا! ..ثم ادار وجهه لها بملامح مليئة بالجمود
تميم بجمود: انتِ عارفة قصدي كويس ، معاملتك معاهم اودام البنات هنا هيخلي شكلك وحش في الاعلام!
ابتسمت بسخرية بجوار شفتيها..لتعتدل في جلستها وتبدأ في فتح تلك العٌلبة بعدما تحولت ملامحها للابتسامة الهادئة وهى تقول..
: ماتكبرش الموضوع! ،انا عارفة البنات دي كويس وإزاي اتعامل معاهم ماتشغلش بالك..
وضعت تلك الشوكة في إحدى قطع الحلوىٰ التي جاء بها…من النوع الثمين جداً، ونظرت له بملامح قوية وثابتة.
تميم مقاطعاً وهو ناظراً امامُه بإبتسامة ثابتة ليس بها أي حياة!
: في شيء غريب!..اتضايقتي ليه؟!..
ثم ادار وجهه لها وهو يكمل بعينين مليئتين بالغموض
: لما روحت اشوفها ،ايه!..خايفة عليا؟ ،ولا اتضايقتي لما وقفت أُودامي؟!
استمعت سهير لكلماته..تحول جسدها الى تمثال صلب!! ،وهى مازالت ناظرة لعينيه والشوكة في يدها…بينما توقف فمها عن الحركة بعدما كانت تمضغ الحلوى في فمها المغلق
سُهير بثبات: تميم! ، مش غريبة انك تسأل عن البنت دي بالذات! ..دي خدامة.
وضع يديه الاثنين على سطح المكتب مسرعاً..بعدما اقترب بوجهه سريعاً وهو يقول بنبرة بها الضيق!
: الغريب هى نظراتك اللي شوفتها..توتر..قلق! ،لونك اتغير!!
: انا مش عارفة انت عايز تقول ايه ياتميم؟!
قالت وهى ناظرة لعينيه بعدما بلعت ريقها..بينما هو نهض وأعطاها ظهره لينظر للنافذة التي تطل على حديقة ذلك الدار وهو يقول بعدما اخرج تنهيدة..
تميم بجمود : اللي بقوله ان في حاجة غريبة لما البنت دي شافتني! ،انا حاسس اني عارفها.
انزلت الشوكة من يدها لتجعلها توضع في احدى الحلوى الاخرى وتقربها من فمها وهى تقول بابتسامة خبيثة
: بيتهيألك ،البنت دي عايشة هنا من ٤ سنين ،هتكون تعرفها ازاي يعني؟ بالاضافة إنها اتربت هنا.
ادار رأسه لها بعدما انهت كلماتها ، بينما هى وضعت الحلوىٰ في فمها وهى تمضغ بإبتسامة قوية
تقدم بضع الخطوات بثبات ليقف امام مكتبها مباشرةً وهو يقول..
تميم بجدية: انا بقول حاسس! لكن مااكدتش على كلامي..غير منك دلوقتي.
نظرت لعينيه بتوتر كبير..وهى ثابتة في جلستها هكذا! ،حتى تلك الشوكة مازالت في يدها.. ساندة كوع احدى ذراعيها على سطح المكتب
شعرت بأنه سيكشف أمرها الذي لطالما أخفته عنه!
انهىٰ كلماته ليتركها ويرحل بعدما جعلها تشعر أن هناك شيء ما!
ابعدت تلك الشوكة العُلبة جانباً..بعينين مليئتين بالغضب المكتوم ،اخذت عينيها تسير في كل انشٍ امامها على سطح المكتب..وصدرها الذي يعلو ويهبط!
سُهير بنبرة حادة: خديجة..خديجة!
اسرعت إليها خادمتها الخاصة في ذلك الدار وهى في مثابة ذراعها الايمن ،ثم وقفت امامها بتوتر كبير من تلك النيران التي في عين رئيستها!
خديجة بتوتر: تحت أمرك.
: اللي اسمها أفنان..من هنا ورايح مافيش خروج ليها من الاوضة لمدة يومين، مفهوم؟
انهت كلماتها وهى ناظرة لخديجة بتوعد كبير لتلك الفتاة !
…………………………..
وفي الملهى الليلي:
مرت دقائق وسمر مازالت في محاولة الخروج من غرفتها..حتى قامت بكسر نافذتها
بإحدى المقاعد الخشبية الثقيلة ،لتصعد إلى النافذة وتخرج منها بهرولة مسرعة..لتجرح جسدها تلك الزجاجات الحادة الخارجة من النافذة المنكسرة
ثم قامت بحذر شديد بالقفز إلى الشرفة التي بجوار نافذتها الخاصة بغرفة..هشام!
لتزيح ستارة تلك الشرفة..وتوجهت مسرعة ناحية المكتب الخاص بغرفة هشام لتفتح الدرج ووجدت ذلك المفتاح الخاص بتلك الغرفة المُحتجزة بها زمرد…والتي ستتعرض الآن إلى تلك الجريمة المتوحشة!
ثم أخذت ذلك المفتاح وتوجهت إلى خارج الغرفة مُسرعة…غير عابئة بتلك الدماء التي تخرج من قدمها وذراعها الأيمن
خالد مسرعاً بتعجب: سمر!..فين زمرد؟
قالها ذلك الشاب الذي يبلغ من العمر ٢٦ عاماً ببشرته البيضاء وعينيه البندقية..بخصيلات شعره السوداء ، بينما سمر لم تعطيه رداً لتتوجه إلى الغرفة التي بها زمرد مسرعة وهى تقول…
سمر مسرعة بقلق: زمرد!…
ثم وقفت آمام الباب مباشرةً وقامت بوضع المفتاح به ويدها الأُخرى تطرق الباب بقلق شديد : زمرد انتِ كويسة؟!!
خالد مسرعاً بعدم فهم مايحدث: زمرد بتعمل ايه هنا؟!
ولكن المفتاح لم يقم بفتح ذلك الباب اللعين!…ولم يصدر لها صوت من الداخل حتى!
لتعتلي ملامح خالد بالضيق لعدم إستيعاب مايحدث..وما ذلك القلق الشديد!
خالد بضيق: سمر فهميني في ايه؟!
رجعت سمر خطوة للوراء لتتحدث بصدرها الذي يعلو ويهبط من الخوف وشريط الذكريات الخاص بطفولتها يسير آمام عينيها…عندما رأت شقيقتها الكبرى ملقاه أرضا!..وتلك الدماء الغزيرة الخارجة من فمها بالإضافة إلى عينيها الخضراء المفتوحة لتقع منها حقيبة التفاح أرضاً وهى واقفة ذات الـ١٥ عاماً ناظرة لشقيقتها الكبرى وهى قد…قُتلت!!
إستيقظت من شرودها بسبب ضربات قلبها القوية ،ثم نظرت لخالد وهى تقول بجدية..
سمر بجدية: المفتاح مش عايز يفتح! ،اكسر الباب .
فور إستيعابه أن زمرد بالداخل ويجب عليه أن يخرجها الآن! ،هذا الذي علمه عقله…شعر بالقلق الشديد ليرجع خطوة للخلف ثم أزاح الباب بجانبه القوي..لينكسر الباب
خالد بدهشة: زمرد!!
دخلوا هما الإثنين وعلى ملامحهم الصدمة!…ليروها جالسة آمامهم على الأريكة ناظرة للأرض بشرود..صدمة!..مازالت لا تستطسع استيعاب مافعله بها..والدها؟!!
بملامحها التي أصبحت باهتة تماماً!! ،ليتقدم خالد بخطواته الهادئة عندما رأى ذلك الرجل ملقى أرضاً ورأسه تنزف الدماء ،وهى مُمسكة بيديها المسترخية بإستسلام..ممسكة بإحدى اقدام المقعد الشخبي! التي بالطبع أخذتها من المقعد
……………………………
في قصر تميم الآلفي:
في غرفته نائماً على جانبه الأيمن..ببچامته البيضاء من الحرير مفتوح ازرارها من الأعلى قليلاً ،عينيه مفتوحتين..أيعقل انه مازال يفكر بها!…اخرج تنهيدة لينام على ظهره وهو ناظراً للسقف وبجواره زوجته النائمة وهى مرتدية بچامة بحمالات رفيعة ،كيف لها ان تكون في عقله حتى تلك اللحظة!
وضع يديه الاثنين على وجهه باختناق وهو يشعر بالتعب من تفكيره المستمر بها ،لم يستطع ان يترك لحظة أخرى في التفكير بها لينهض من على السرير ويخرج من غرفة نومته بتسرع!!
…………………….
في الدار:
وصلت سيارته أمام ذلك الدار الذي يرعىٰ الفتيات ،ثم نزل منها وهو لم يغير ملابسه!..حافي القدمين؟!
أغلق باب سيارته ليدخل مسرعاً بملامح وجهه الرجولية الخشنة
خرجت رئيسة الخدم من المرحاض ( خديچة)… التي تبلغ من العمر ٤٠ عاماً لتراه يدخل بدون وعي هكذا..
خديجة بتعجب
:تميم!…هو في حاجة حصلت في الوقت دة؟!
لم يعطيها اي رد ليكمل طريقه ناحية..غرفة الخادمات!
عقدت (خديجة ) حاجبيها بتعجب أكبر!..فكيف له أن يأتي في ذلك الوقت المتأخر ويتجه لتلك الغرفة؟
ثم ذهبت خلفه وهى تقول باستفهام..
خديجة بتعجب كبير :تميم!!..
وصل لغرفة الخادمات ليفتح الباب بقوة بدون أن يعطي أي اذن!! ،كأنه قد نسى القواعد..بدخوله عليهم هكذا…لكنه يبحث عنها ،تلك من سلبت عقله ،لتأتي (خديجة) خلفه وهى ترى مايفعله.
ارتطم ظهر الباب بالحائظ لتنهض كل فتاة في تلك الغرفة بعدم فهم ما الذي يحدث هنا؟؟
فور رؤيتهم له نهضوا بسرعة من بينهم ‘ افنان’
خديجة باستفهام : تميم بيه، ممكن افهم ايه اللي حصل؟ ،الهانم بخير؟!
قصدت بجملتها الاخيرة ( أحوال رئيستها سُهير..بالطبع لمچيئه في ذلك الوقت المتأخر وبتلك الحالة!! )
أخذت عينيه تسير عليهم واحدة تلو الأُخرى بملامحه الثابتة..القاسية!
تميم بجمود : بخير ،انا بس…
اقترب قليلاً منهم وهو يشعر أنها هنا..ليراها واقفة ناظرة للارض بملامح هادئة بعينيها الزرقاء التي يعشقها بقوة
رفعت نظراتها إليه فور شعورها بنظراته الممتلئة بالشغف ،نظرت لملابسه المبعثرة!…وأزرار بچامته المفتوحة باهمال!! من الأعلى..بالإضافة إلى أنه حافي القدمين!! كيف له ان يأتي هكذا؟!……..
…………………..
وفي الملهى الليلي:
في غرفة ما:
خالد بتنهيدة قلقة: زمرد!
جاء اليها ليعانقها بقلق شديد…بينما رجعت سمر خطوة للخلف لتبلع ريقها..فقد هدأت الآن حين رأتها آمامها بعافية ،ثم جلست على مقعد ما بإرهاق..لتتحول نظرات عينيها إلى اليأس والملل من جديد!
لم تبادله ذلك العناق وظلت ناظرة آمامها بصمود كبير!..عجباً لم تنطق بأي كلمة الآن! ،ثم إبتعد قليلاً عنها وهو ناظراً لعينيها بملامح بريئة ليقول..
خالد بصوت هاديء: انتِ بخير؟
عينيه التي مليئة باللهفة وهو يخشى أن يستمع لأي كلمة لها توحي بأنها قد تأذت ،ولكنها مازالت ناظرة آمامها بشرود..ودموع عينيها محتجزة بالداخل
زمرد بتعجب شديد: سابني ومشي!
انهت جملتها لتنهمر دمعة من عينيها بصمتٍ كبير…فقد تسبب لها بألمٍ لا يمكن أن تتخطاه في حياتها !
فكيف أن يكون لها مصدر الأمان وهو الآن عدوها!!.. قد أصبح عدوها اللدود!
اخرج خالد تنهيدة حزن ليمسك بوجهها بين يديه بحنان شديد..وشعر بأنفاسها الحارة ليقول بترجي وحزن شديد: انا اسف..اسف اسف…حقيقي اسف جداً ،انا ماكنتش اعرف.
اغمض عينيه وهو يتحدث بتلك الكلمات..بينما هى اغمضت عينيها لتنهمر باقي دموعها بحزن على أثر إقترابه منها هكذا ،فهى تعلم أنه يعشقها..ثم فتحت عينيها بتعب.
زمرد بنبرة هادئة: ناديت عليك كتير..لكن ماجيتش تلحقني!
احتل على ملامحه الصمت المميت…وهو فارغ شفتيه قليلاً وناظراً لعينيها ،ليعقد حاجبيه بتعجب واعتدل في جلسته وهو جالس على ركبتيه على الأرض ليقول..
خالد بتعجب شديد: مش فاهم!..قصدك اني كنت سامعك وماجيتش بمزاجي!!
ابتسمت سمر بسخرية وهى ناظرة آمامها…لتدير وجهها اليه وهى تقول..
سمر بسخرية : ومن امتى وانت بتيجي في المواقف الصعبة؟!
ادار خالد وجهه قليلاً للخلف وهو مازال في مكانه لم يتحرك انشاً ليشعر أنها تقوم بالندخل فيما لا يعنيها.
خالد بضيقٍ شديد: سمر ماتدخليش بنا!
بينما زمرد لم تستمع الى مايقولونه…بل كأنها لم تكن معهم في ذلك الواقع!! ،إنها شاردة ومازال ماحدث يسير آمام عقلها مراراً وتكراراً…لا بالطبع ماحدث كان كابوساً وليس واقعاً
والدها لم يفعل ذلك بها! لم يقم بتلك الوحشية مطلقاً!!
ثم قاطع شرودها صوت هشام الذي في الطرقة يتحدث لليلى صديقتها الأُخرى
وذلك الصفير في أُذنيها بصوتٍ مرتفع…لتنهض من مكانها بتهور!
ثم أخذت ذلك الخنجر الموضوع بجوار طبق الفاكهة وأسرعت للخارج!!
ليتفاجئوا من فعلتها تلك واسرعوا خلفها
خالد بدهشة: زمرد!..استني.
ليسرعوا خلفها لخارج الغرفة…بينما هشام كان يسير ببطء وليلى بجواره ،لتسرع اليه زمرد وهى تقول بصوتٍ مرتفع مليء بالغضب المكتوم داخلها: هــشــام.
فور استماعه لاسمه إستدار اليها بملامح جادة…ليراها تأتي اليه بسرعة فائقة ووضعت ذلك الخنجر في صدره!!
وهى ناظرة لعينيه بغلٍ كبير!!
وقفت سمر سريعاً بصدمة مما حدث امامها…بينما كاد أن يتدخل خالد ولكنها منعته بيديها وهى مازالت ناظرة لزمرد!
بينما نظر هشام لذلك الخنجر بملامح مليئة بالدهشة!..ابنته قد فعلت ذلك به!!
ناظراً لعينين ابنته الوحيدة.. المليئة بالانتقام! تجاهه؟
لم يستوعب حتى الآن أنها وضعت ذلك الخنجر في صدره بدون أن يرمش لها عين!!
قد فقدت إنسانيتها تجاهه..حينما أصبح عدوها وليس والدها..!
……………………………

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جنة الإنسانية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى