رواية جعفر البلطجي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم بيسو وليد
رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني والعشرون
رواية جعفر البلطجي البارت الثاني والعشرون
رواية جعفر البلطجي الحلقة الثانية والعشرون
بعد مرور الوقت
دقت الساعة الثانية عشر منتصف الليل
دلف جعفر من الخارج وأغلق الباب خلفه بعدما أعطاه سراج مفاتيح منزل كان يمتلكه ولكن أعطاه لهُ حتى بتحسن وضعه قليلًا، دلف الغرفة وأغلق الباب خلفه وألتفت ووقف مكانه وهو ينظر لها بصدمه وعدم تصديق، أقترب منها وكانت هي تنظر لهُ بأبتسامه دون أن يتحدث أحدًا منهما، وقف جعفر أمامها وهو ينظر لها فكانت ترتدي الحجاب على فستان واسع لطيف، تحدث جعفر وهو ينظر لها وهو مازال لا يصدق قائلًا:اللي انا شايفُه دا بجد … ولا دا تهيؤات
أتسعت أبتسامتها وهي تنظر لهُ وقالت:هسألك سؤال … لو بجد رّدك هيبقى ايه ولو تهيؤات رّدك هيبقى ايه
جعفر:رّدي في الحالتين هيكونوا مُختلفين
بيلا بتساؤل:بمعنى ؟
جعفر:يعني لو بجد هفرح جدًا طبعًا … ولو تهيؤات هزعل جدًا
بيلا:ولو مجرد تجربة
جعفر:هشجعك على إنها متبقاش مجرد تجربة وتبقى خطوة جديدة ليكي
بيلا:مش هتزعل
ضحك جعفر بخفه ونظر لها وقال:هزعل ليه لما مراتي تقرر تلبس الحجاب … انا هكون مبسوط جدًا لأنها بتحسن من نفسها ودي حاجه حلوه أوي انا أتمناها تحصل بجد ومتبقاش مجرد تجربة ولو طلعت مش مجرد تجربة ودا كان القرار الأخير عندي أستعداد أفرشلك الأرض ورد حالًا … مش هزعل خالص من أن مراتي تتحجب دا لو طالت ميبقاش باين منها حاجه هتبسط أكتر طالما هتعمل حاجه كويسه وفارقه في حياتها وهتقربها من ربنا انا اكيد هكون معاها
أبتسمت بيلا وقالت:ولو قولتلك أن دا حقيقي مش مجرد تجربة
أتسعت أبتسامه جعفر وهو ينظر لها وهو مُعجب كثيرًا بشكلها بهِ فقد زادها جمالًا ورُقي وفوق ذلك الأحتشام، لم يُجيبها قولًا بل أجابها فعلًا عندما أقترب منها وطبع قُبلة على رأسها ثم يدها ثم عانقها بعد ذلك والأبتسامه لم تفارق وجهه بينما ربتت بيلا على ظهره برفق وهي سعيده برّده فعله تلك، شدد من أحتضانه لها وهو يقول بأبتسامه سعيده ودموع:انا مبسوط أوي يا بيلا انتِ فرحتيني وفاجئتيني في نفس الوقت
أتسعت أبتسامه بيلا وقالت:وانا مش عايزه حاجه قد إني أكون شيفاك مبسوط وبس … فرحتك عندي بالدنيا يا جعفر
طبع قُبلة أخرى على رأسها وقال بأبتسامه:مُبارك عليكي يا حبيبتي خطوة كويسه انا واثق أنها هتفرق معاكي
ربتت على ظهره وقالت:وانتَ
أبتعد عنها قليلًا ونظر لها وقال:وانا ايه
نظرت لهُ بيلا وقالت:مش ناوي تاخد خطوه انتَ كمان تفرق معاك زيي … أكيد جواك حاجه عيزاك تاخد خطوه صح بس مش قادر تاخدها … قولي ممكن أشجعك ونتغير سوى مع بعض
صمت جعفر لوقتٍ قصير وكان الهدوء هو سيد المكان حتى قرر جعفر أن يقطعه قائلًا:بُصي … هو انا من ساعه اللي حصلي دا وانا حسيت أني فوقت … فوقت من حاجات كتير أوي حابب أغير من نفسي … حابب أبقى واحد تاني خالص … عارفه أكتر حاجة نفسي أغيرها في نفسي ايه
نظرت لهُ بأهتمام وقالت:ايه
نظر لها جعفر وقال:أني مبقاش جاهل واعرف أقرالي على الأقل كلمتين مش أكتر … وعايز أبقى شخصيه تانيه … بس دا انا هأجله شويه .. بعد ما أنتقم من كل واحد خلاني بالمنظر اللي انا فيه دا … وقت ما أنتقامي يخلص انا هكون واخد خطوة أني أتغير
بيلا:لو على أول طلب انا هساعدك فيه ومش هسيبك غير وانتَ أحسن مني كمان … إنما الطلب التاني … انا مش عارفه بصراحه يا جعفر
جعفر:مش ههدى صدقيني غير لما أخد حقي انا سكت كتير أوي … بس جه الوقت اللي أصفي فيه حساباتي كلها … مبقاش جعفر لو مخدت حقي من كل واحد أذاني
بيلا:من غير أذى يا جعفر انا مش عيزاك تأذي نفسك وتبعد عني عشان خاطري
نظر لها جعفر ومسد على خصلاتها بعدما نزعت الحجاب وقال:انا مش عايزك تخافي من أي حاجه يا بيلا .. انا عارف كويس أوي انا بعمل ايه
بيلا:بس ساعات مبتبقاش عارف يا جعفر … انا خايفه عليك صدقني ومش عايزه أشوفك بعيد عني
نظر لعينيها وقال:متقلقيش عليا انا كويس
نظرت لهُ بيلا بقلة حيلة ولم تتحدث فالجدال معه لن يُغير شئ أبدًا
في اليوم التالي
خرجت بيلا من الغرفة وهي تعقد شعرها وتستعد لبداية يوم جديد، وقبل أن تبدء في شئ سمعت هاتفها يعلنها عن أتصال من جعفر فذهبت وأخذت الهاتف من على الطاولة وأجابته قائلة:كنت لسه هتصل بيك
أبتسم جعفر وقال:سبقتك
أبتسمت بيلا وقالت:انتَ فين بقى
جعفر:لقيت شغلانه يعني مش قد كدا بس أهو أي حاجه عشان مصاريفك
عقدت بيلا حاجبيها وقالت بتعجب:شغل ايه دا انتَ معرفتنيش حاجه وأحنا بنتسحر ليه !
جعفر:انا مكنتش أعرف سراج كلمني الصبح وقالي فمحبتش أصحيكي وسيبتك لحد ما تصحي انتِ
توجهت بيلا للمطبخ وهي تقول:ودا شغل ايه بقى
جعفر:نقاشة
بيلا:انتَ متقبلها
جعفر:أي حاجه يا بيلا هتلاقيني ماشي فيها انا عارف في كل حاجه
فهمت مقصده فقالت:طب كويس … ليك معاد مُعين هترجع فيه ولا ملهاش مواعيد
جعفر:هخلص على أربعه أن شاء الله وباليومية
بيلا بأبتسامه:طب كويس أوي عشان تيجي ترتاح شويه قبل الفطار
جعفر:انتِ منزلتيش ليه صحيح النهاردة انتِ مش قيلالي من إمبارح أنك نازله
عضت على شفتيها وهي لا تعلم ماذا تقول لهُ بينما كان هو صامتًا ينتظر أجابه منها والتي كان يعلمها جيدًا وهي الصمت، زفر جعفر وقال:بيلا انا أتكلمت معاكي إمبارح في ايه
لا تعلم ماذا تقول ولذلك حاولت تبرير عدم ذهابها قائلة:راحت عليا نومه
جعفر:متضحكيش عليا انا عارف كويس أنك مُتعمده متروحيش ومتعرفيش أنك كدا بتحسسيني بالعجز
نفت سريعًا ما قاله وهي تقول بلهفه:لا خالص يا جعفر مش كدا انا
قاطعها جعفر بهدوء وقال:خلاص يا بيلا
صمتت بيلا وسمعته يُكمل حديثه قائلًا:هضطر أقفل دلوقتي
قُطع الخط دون سماع رّدها بينما أنزلت هي الهاتف من على أذنها ومسحت على وجهها وهي تعلم بأن بعملتها تلك لن ينسى بسهوله هذا السبب الذي يؤلمه في كل مره لا تذهب فيها بحجة جديده قد أطلقتها لتوهمه عن السبب الحقيقي، وضعت الهاتف على الطاولة وأستندت عليها براحتيها وهي تنظر أمامها بهدوء، زفرت بيلا واعتدلت بوقفتها من جديد، سمعت صوت رسالة على هاتفها فنظرت لهُ ودلفت تقرأ رسالة مها لها وهي تقول (مامت سراج بتأكد عليكي أن الفطار عندها النهارده متنسيش)
أجابتها برسالة تقول فيها (انا فعلًا كنت ناسيه وناويه أعمل الفطار بس حاسه إني مش هبقى مرتاحه)
أرسلتها ورأت مها تكتُب بعدما رأتها، أرسلت لها رسالة تقول بها (مش مرتاحه ليه ؟!)
لا تعلم بيلا ماذا تقول وكيف ستقول هذا ولكنها أرسلت لها قائلة (باكل في بيت غريب أول مرة أدخله كان إمبارح والنهارده بفطر فيه وغير كدا جعفر مش هيرضى ياكل من أيد حد غيري)
شردت مها بعدما قرأت رسالة بيلا وتذكرت بأن أخيها لا يأكل من يد أحد غيرها هي وزوجته، قرأت بيلا رسالة مها والتي كانت تقول بها (ايوه صح انا نسيت … طب هتعملي ايه)
أرسلت لها بيلا رسالة تقول بها (مش عارفه أتصلي بجعفر وعرفيه وشوفي رّده عليكي)
أرسلت لها مها وهي تقول (وانا مالي هو مش جوزك ما تكلميه انتِ)
نظرت بيلا للرسالة بذهول وهي لا تصدق ما تراه، فتحدثت قائلة:هي بقت كدا يا مها دلوقتي بقى جوزي
أرسلت لها قائلة (والله ؟! … ماشي يا مها)
أبتسمت مها عندما قرأت رسالتها ثم أغلقت الهاتف ووضعته على الطاولة وهي تنظر أمامها بأبتسامه وهدوء، بينما زفرت بيلا وقالت:لو أتصلت بيه مش هيرّد عليا أصلًا … ولو رّد هيكلمني بقرف وهنبقى انا وهو عاملين زي الضراير الدقيقتين دول
أمسكت هاتفها وهاتفت جعفر ووضعت الهاتف على أذنها وانتظرته حتى يُجيب عليها، لحظات وسمعته يقول بضيق:نعم
لقد صدق حديثها فرفعت حاجبها بخفه وقالت:ايه نعم دي
جعفر:أخلصي
رفعت حاحبيها معًا في ذهول وهي تقول:انتَ مش طايقلي كلمة ليه وبتتكلم معايا كدا ليه أصلًا
زفر جعفر وقال بأستفزاز:دا اللي عندي واخلصي
غضبت بيلا وقالت وهي تتوعد لهُ بداخلها:هخلص طبعًا أوعى تفتكر بس أن انا بتصل بيك عشان خاطر أحب فيك ولا عشان خاطر خضار عيونك لا يا حبيبي انا بس متصله أقولك أن مها بتقولي أن والده سراج بتأكد علينا أننا نفطر عندها
جعفر:قوللها لا وأخترعي بقى أي حجة زي ما بتخترعيلي كُل يوم حجة
شعرت بيلا بالذهول الشديد فقالت:ايه المعاملة دي انا مراتك على فكرة مش جايه من الشارع
جعفر:بيلا قصري بعد أذنك واخلصي قولت لا خلاص خدتي الأجابه
بيلا بضيق:سلام يا جعفر
أغلقت معه ووضعت الهاتف على الطاولة بغضب وهو تزفر بقوة ومن ثم مسحت على جبينها وهي تقول بضيق:لازم ننهي كل مكالمة وحد فينا حارق دم التاني مفيش في مره ننهى المكالمة زي أي اتنين لازم نضايق في بعض
أخذت نفسًا عميقًا بعد لحظات ثم ثنت أكمام بلوزتها المنزلية وذهبت إلى الثلاجة فتحتها وأخرجت الطعام منها كي تبدء بطهيه
على الجهة الأخرى
كان جعفر يعمل بمحل للنقاشة كعامل مؤقت حتى تتثنى لهُ فرصة عمل أفضل وبمرتب أفضل حتى تتحسن الحياة قليلًا معه، حاول جاهدًا عدم التفكير في أي شئ وإصفاء ذهنه من أي شئ لبضعه أيام حتى يستطيع إتخاذ خطوة جادة يكون قد درسها جيدًا حتى لا تؤثر على بيلا بنفس الوقت
في منزل صلاح
كانت أزهار تقف في المطبخ وتُعد الطعام بأنهماك شديد حتى سمعت صوت جرس البيت يرن بالخارج، خرج صلاح وأقترب من الباب وفتحه ورأى طفل صغير يقول:حضرتك عمو صلاح عبد المعز
أجابه صلاح بهدوء وهو يقول:أيوه انا
رفع الصغير يده بالمحفظة خاصته وهو يقول:المحفظة دي بتاعتك
نظر صلاح لها وقال وهو يأخذها منه:أيوه … انتَ لقيتها فين
تحدث الصغير وقال:تحت كنت بلعب بالكورة وكانت واقعة على الأرض
نظر صلاح بها وتأكد بأن كل شئ يخصه بها ثم نظر للصغير وقال:شكرًا أوي ليك
أبتسم الصغير وقال:العفو
وقبل أن يذهب الصغير أوقفه صلاح قائلًا:أستنى
وقف الصغير ونظر لهُ بينما أخرج صلاح ورقه نقدية ومدّ يده لهُ بها وهو يقول:خُد دي ليك
نظر الصغير لهُ وقال:بس انا معملتش حاجه يا عمو صلاح عشان تديني فلوس
مال صلاح بجزعه قليلًا ونظر لهُ وقال:لا عملت … لقيت محفظتي وجبتهالي لحد عندي قبل ما تضيع أو تقع في أيد حد مش كويس … ولازم تاخد الفلوس دي عشان انتَ أمين وجبتلي المحفظة دي مكافئتك
نظر لهُ الصغير قليلًا ثم مدّ يده وأخذها منه بعدما ضغط عليه صلاح الذي أبتسم وطبع قُبلة على رأسه وقال:يلا روح
تركه الصغير وذهب بينما أغلق صلاح الباب خلفه ودلف للداخل، دلف للمطبخ ونظرت لهُ أزهار وقالت:مين اللي على الباب
نظر لها صلاح وقال:دا أبن شهاب جارنا لقى محفظتي واقعة تحت وجبهالي
أزهار بذهول:انتَ محستش بيها يا صلاح
حرك رأسه نافيًا وهو يقول:والله ولا بأي حاجه
أزهار بقله حيله:إحمد ربنا بقى أنها وقعت في أيده وجبهالك أحسن ما كانت وقعت في أيد حد تاني وكان أذاك بالورق اللي فيها
صلاح:الحمد لله
أقترب منها بعدما وضع محفظته على الطاولة وزفر بهدوء ووقف خلفها وهو يقول:تحبي أساعدك في حاجه
أزهار:اه يا صلاح ياريت
نظر لها وأبتسم قائلًا:ايه حسستيني إني قولتلك أعمل اللي ميتعملش
أزهار:ما انا لوحدي يا صلاح ممعيش حد
وقف صلاح بجانبها ونظر لما تفعله وقال بأبتسامه:وانا أهو معاكي يا ستي وأيدي في أيدك
نظرت لهُ أزهار بأبتسامه وبادلها هو أبتسامتها وبدء يُساعدها في تحضير الفطور
في الحارة
دلف للحارة وهو يسير بهدوء، معالم وجهه تكادُ لا تُرى، وجهه مشوه، نحف كثيرًا، من يراه يُصعق، وهذا ما حدث، كان يسير وسط أهل الحارة الذين كانوا ينظرون لهُ بصدمه وعدم تصديق وهم يتهامسون، ذهب للمحل ودلف دون النظر إلى أحد تحت نظراتهم وحديثهم وسؤالهم الذي يُطرح دومًا، أين هو جعفر ؟
بعد مرور الوقت
دلف جعفر للمنزل وأغلق الباب خلفه ونزع حذائه واشتم رائحة الطعام الطيبة الذي تُعده زوجته بحب لهُ، دلف جعفر للمطبخ ورأها مشغولة بإعداد الطعام فأقترب منها حتى وقف خلفها مباشرًا، مدّ يده لها بوردة حمراء فنظرت هي للوردة ثم ألتفتت سريعًا لهُ ورأته يستقبلها بأبتسامه وهو يقول:حبيت أفرحك بأي حاجه نظرًا إني يعني مجبتلكيش حاجه قبل كدا فممكن تاخديها
نظرت للوردة ثم لهُ وأبتسمت أبتسامه لطيفة وأخذتها قائلة:ممكن طبعًا
أبتسم جعفر ونظرت هي للوردة ثم أشتمتها تحت نظراته التي كانت تتابعها، نظرت لهُ بيلا ورأته ينظر لها فقال بعدما نظر لها قليلًا:بيلا … كنت عايز أقولك حاجه
نظرت لهُ بيلا بأهتمام فقال هو:انتِ حلوه أوي من غير حاجه
فهمت بيلا ما يقصده بينما أكمل هو وقال:بلاش تبوظي جمالك الرباني دا باللي انتِ بتحطيه دا … جمالك الرباني أحلى بكتير من الحاجات اللي بتحطيها دي .. بالذات البتاع الفاقع اللي بتحطيه تحت عنيكي دا
عقدت بيلا حاجبيها وقالت بتعجب:ايه دا !
أشار جعفر تحت عينه وقال:بتحطيه هنا يا بيلا
بيلا:اه تقصد الكونسيلر
عقد جعفر حاجبيه وهو يقول:هو أسمه كدا ؟!
حركت رأسها وقالت:اه
جعفر بتساؤل:بتحطيه ليه بقى ؟
ولته بيلا ظهرها وقالت وهي تُكمل إعداد الفطور:عشان يداري هالاتي السوده
أمسك جعفر ذراعها وأدارها برفق إليه مره أخرى ونظر لها قليلًا وقال:بس انا مش شايف الهالات دي
نظرت لهُ نظره ذات معنى وقالت:مش شايف ايه يا جعفر دي منوره تحت عنيا أهي
نظر لها جعفر وقال:مالها يعني
نظرت لهُ بيلا قليلًا وهي تشعر بأنها لا تفهم شئ فعقدت حاجبيها وقالت:جعفر هو مين فينا اللي مش فاهم … انتَ لغبطتني
جعفر:انا بحبك وانتِ على طبيعتك … بحب هالاتك … بحب شكلك الباهت … انتِ جميله أوي وانتِ على طبيعتك وبتظلمي جمالك لما تحطي حاجه على وشك
نظرت لهُ وقالت:أيوه يا جعفر بس انا مستغربة شكلي من غير أي حاجه
جعفر:عشان أتعودتي على شكلك بيه للأسف … حاولي تبطلي تحطي شويه وهتتعودي على شكلك الطبيعي تاني … انا هفضل مشجعك وعشان تكوني عارفه يا بيلا مش هخليكي تحطي نقطه واحده في وشك … لازم تتعودي
نظرت لهُ بيلا وأبتسمت ثم قالت:حاضر يا بلطجي
أبتسم جعفر وقال:ريحة الأكل تجنن تسلم أيدك
أبتسمت بيلا وقالت:عجبك
عانقها جعفر وقال بأبتسامه:انا مكنتش جعان بس أول ما شميت ريحة الأكل جوعت أوي … شكله هيبقى حلو أوي زي ريحته كدا
صمت للحظات قبل أن يقول:تحبي أساعدك في حاجه
حركت رأسها نافية وهي تقول:لا انتَ تروح زي الشاطر كدا تغير هدومك وتغسل وشك وترتاح كدا لحد المغرب
حرك رأسه نافيًا وهو يقول:لا انا هروح أغير فعلًا وأغسل وشي وافوق كدا واجي أساعدك … مش عايز أسيبك تايهه كدا فهاجي أساعدك ونخلص كل حاجه سوى وبعد الفطار كدا ممكن أرتاح شويه
رفضت بيلا وهي تقول:عشان متتعبش يا جعفر انتَ من الصبح شغال
طبع قُبلة على يدها وقال:ما انا دايمًا تعبان … مش هتيجي على الشويه دول أحنا الاتنين تعبانين وحاسين ببعض وهتصعب عليا نفسي وانا داخل أرتاح على السرير وسايبك كدا … نتعب سوى ونرتاح سوى
أبتسمت بيلا وهمس هو وقال:خمس دقايق مش هتأخر
حركت رأسها برفق فتركها هو وذهب تحت نظراتها التي كانت تتابعه بأبتسامه ثم عادت تُكمل وعلى ثغرها أبتسامه جميله
في منزل والده سراج
كانت مها تُساعد والده سراج في إعداد الفطور وهي تتحدث معها حتى دلف سراج وقطع حديثهما قائلًا بأبتسامه:ايه الجمال دا كله انا جوعت
أبتسمت والدته وقالت:خلاص المغرب مفاضلهوش كتير ساعه بالكتير ويأذن
نظر سراج للطعام وقال:ويا ترى بقى مين عامل الأكل دا كله
والدته بأبتسامه:بصراحه كدا مها … مخلتنيش أعمل حاجه خالص هي اللي عامله الفطار والحلو كله
أبتسم سراج وهو ينظر لمها التي نظرت لهُ وأبتسمت بخفه ثم عادت تُكمل ما تفعله
مر الوقت سريعًا على أبطالنا حتى جاء وقت الإفطار
تحدثت أزهار وهي تضع آخر صحن على الطاولة وهي تقول:يلا يا صلاح بقى المغرب هيأذن أهو
خرج صلاح وهو يفرك عيناه بنعاس قائلًا:مش قادر هموت وانام يا أزهار
نظرت لهُ أزهار وقالت:أفطر وأدخل نام شويه
جلس صلاح على المقعد وهو يتثائب وعاد يُغمض عيناه مره أخرى بنعاس ولكن أيقظته سريعًا يد أزهار التي قالت:أصحى مش وقت نوم دلوقتي صحصح يلا
زفر صلاح وأغمض عينيه مره أخرى وهو يعقد حاجبيه قائلًا بصوتٍ ناعس:أن شاء الله ماشي
نظرت لهُ أزهار بقله حيله وهي لا تعلم ماذا تفعل أكثر من ذلك فقد سئمت منه ومن المناقشه معه
في منزل جعفر
كان جالسًا وهو يستند بمرفقه على سطح الطاولة ويستند رأسه براحته وهو ينتظر المدفع الذي سيضرب بعد لحظات، جلست بيلا أمامه وسكبت القليل من المياه في الكوب ونظرت لهُ وقالت:صحصح يا جعفر آذان المغرب قرب خلاص
نظر لها جعفر بنصف عين، تكاد لا تظهر لها، حركت رأسها بقله حيله وقالت:فوق يا جعفر خلاص هانت
زفر جعفر ونهض قائلًا:هروح أغسل وشي
ذهب جعفر ونظرت هي لهُ بأبتسامه وحركت رأسها بقله حيله، سمعت صوت هاتفه يعلنه عن أتصال فنظرت بيلا لهُ وهي تعقد حاجبيها عندما رأت رقم مجهول، نظرت لجعفر ثم نظرت للهاتف وقالت:جعفر في رقم بيرن عليك
لم يسمعها فقررت أن تُجيب وهذا ما حدث بالفعل، وعندما أجابت ووضعت الهاتف على أذنها سمعت صوت أنوثي يُجيب:أخيرًا رديت دا انتَ جننتني وراك يا راجل ايه للدرجادي مراتك شغلاك
صُدمت بيلا وشعرت بأن لسانها شُل عن التحدث سمعت الأخرى تُكمل حديثها قائلة:على العموم مش دا موضوعنا على معادنا ومتنساش انا قولت أتصل أأكد عليك
أغلقت الهاتف وكانت بيلا مازالت في حالة من الصدمة وعدم التصديق، لم تشعر بنفسها إلا على يد جعفر التي وضعها على كتفها كي تنتبه إليه، ألتفتت إليه بعدما أنزلت الهاتف من على أذنها ونظرت لهُ دون أن تتحدث بينما عقد هو حاجبيه وقال بتعجب:مالك يا بيلا انتِ كويسه كنتي بتكلمي مين !
لم تتحدث بحرفٍ واحد وإنما ظلت تنظر لهُ نظره أتهام وعتاب بينما كان هو ينظر لها وهو لا يعلم لما تلك النظرات مصوبه تجاهه فتحدث وقال بتساؤل:مين كان بيتصل ؟
مدّ يده بعدما علِم بأن الصمت سيكون الأجابه على سؤاله ونظر بالهاتف ورأى الرقم وعلم من يكون صاحبه، نظر لبيلا نظره ترقب وقال:انتِ رديتي مش كدا
سقطت دموعها وهي تنظر لهُ وتُحاول جاهدًا أن تبقى هادئة بينما كان ينظر لها وينتظر إجابتها التي يعلمها أيضًا، سقطت دموعها بغزارة فشعرت بأنها إن ظلت هكذا فستموت فتركت نفسها تفعل ما تشاء، تحدثت بعد ثوانٍ بصوتِ هادئ بهِ نبرة البكاء وهي تنظر لهُ قائلة:يعني عارف مين دي
جعفر:بيلا
أوقفته عن الحديث وهي تشهر بيدها أمام وجهه تمنعه عن إكمال حديثه تحت نظرات العتاب والإتهام النابعان من عينيها، تحدثت بهدوء وهي تنظر لهُ قائلة بدموع:مش عايزه أسمع مُبررات ملهاش لازمة ومتحاولش تبرر لنفسك عشان مش هصدقك
جعفر:بلاش تحكُمي عليا واسمعيني
بيلا بحده:أسمع ايه … أسمع تبريراتك البايخة … دي بتقولك مستنياك على معادنا … يعني بتروحلها من ورايا وانا الهبلة نايمه على وداني ومش دريانة بأي حاجه … كأنك منيمني مغناطيسيًا ولا كأني عامله زي اللعبة بتحركها زي ما انتَ عايز وبتستهين بمشاعرها زي ما انتَ عايز ونفس الكلمة اللي كلكوا بتقولوها حجة … أصل انا راجل … انا براحتي انتِ مش براحتك انا حُر انتِ مش حُره انا أكلم ستات انتِ متكلميش رجاله انا حلال ليا وحرام ليكي … دا اللي كلنا بنسمعه منكوا … ويا ترى بقى مع الهانم من بدري ولا لسه جديده
أخذ. جعفر نفسًا عميقًا ثم زفره ونظر لها بهدوء أراد أن يتركها تبوح عما بداخلها كله حتى تهدء ويتحدث هو بعدها ولكنها في الواقع لم تمهله فرصة وقررت أن تتركه وتذهب للغرفة ولكن منعتها يد جعفر التي أمسكت بذراعها أوقفها مكانها، بينما وقف هو أمامها وهو ينظر لها قائلًا بنبرة هادئه:أظن أني سيبتك تتكلمي وتخرجي كل اللي جواكي ودلوقتي جه الدور عليا أني أقولك أن كل اللي أتقال دا غلط … انا مع أول نظره منك عرفت أنك هتتهميني بالخيانة اللي انا أصلًا معملتهاش أظاهر أنك نسيتي انا ايه ومين
نظرت لهُ وقالت بحده:لا منستش بس مين يعرف جايز دي لعبة هتلعبها عليا
جعفر بهدوء:انا مش مضطر أضحك عليكي عشان انا مش هستفيد بحاجه أصلًا … انا بقولك اللي انتِ مش شيفاه واللي انا كنت هفاتحك فيه بعد الفطار
صمت للحظات ثم قال بعدما سمع صوت آذان المغرب يصدح بالخارج:تعالي نفطر الأول وهفهمك كل حاجه
نفضت يدها من قبضته وهي تنظر لهُ بحده وتوجهت لمائدة الطعام أخذت طعامها تحت نظراته وتركته ودلفت للمطبخ، وضعت الصحون على سطح الرخام وجلست على المقعد بينما كان هو يقف بالخارج وينظر لها، لحظات ودلف وهو يحمل صحونه، أقترب منها ووضعها بجانب صحونها وجلب المقعد وجلس بجانبها، زفرت هي بضيق وجاءت كي تنهض منعها هو وهو ينظر لها، جلست مره أخرى ولم تنظر إليه فتحدث بهدوء وهو ينظر لها قائلًا:مينفعش كل واحد فينا ياكل لوحده … انا حابب أفطر معاكي … ممكن
شعر بها قد تراجعت عما كانت ستفعله وأنصتت إليه وجلست، بينما ترك هو يدها بهدوء وزفر بهدوء فهذا ما كان ينقصه
بعد مرور الوقت
كانت أزهار تجلس وتتحدث في هاتفها وعلى الجهه الأخرى كان صلاح يتحدث في الهاتف ويُنهي بعض أعماله، أغلقت أزهار الهاتف ونظرت لصلاح الجالس بجانبها ثم للأوراق التي بيده، أعتدلت بجلستها ووضعت أذنها على الهاتف بعدما أستمعت لصوت أنوثي يتحدث للحظات ثم نظرت بحده لصلاح الذي نظر لها بطرف عينه نظره ذات معنى وقال:أكيد طبعًا … تمام هاتيهوملي بكرا … مع السلامة
أغلق معها ونظر لأزهار التي كانت تنظر لهُ بحده فحمحم هو وقال:يا ستار يارب
وضعت راحتها على كتفه وهي تنظر لهُ بحده وقالت بترقب:مين الحلوه
نظر لها صلاح وقال:دي السكرتيرة
رفعت حاجبها الأيمن وقالت:وعايزه ايه
صلاح:بعزم عليها نتمشى سوى .. هتعوز ايه يعني يا أزهار شغل
حركت رأسها برفق وهي تُردد بخفوت قائلة:شغل اه
نظر لها صلاح وقال:مش عاوز نكد أبوس أيدك أحنا حلوين مع بعض وزي السمنة على العسل بلاش جو المنفسنين دا
نظرت لهُ وقالت:معلش يا حبيبي مبنتعلمش ببلاش أحنا
صلاح:دا انتِ قلبك أسود بطريقه
أزهار:أسود … انا اللي بقى قلبي أسود دلوقتي
نظر صلاح أمامه وهو يتظاهر البراءة قائلًا:طبعًا … طول عمرك ظلماني وجايه عليا يا قاسيه
نظرت لهُ أزهار بطرف عينها ومن ثم رفعت حاجبها وهي تقول:انا قاسيه يا سيدي ماشي
نظرت أمامها بهدوء بينما نظر هو لها بطرف عينه بعد لحظات ثم أبتسم وحاوط كتفها وهو يقول بأبتسامه:لا يا زهورتي ميهونش عليا زعلك دي انا في الأصل مبتعاملش معاها في بينا طرف تاني بيوصل المعلومات لكن دي أول مرة أكلمها لأنه حصله ظرف معرفش ييجي بس دي كل الحكاية
نظرت لهُ بطرف عينها وقالت:مفيش حاجه يعني
نظر لها نظره ذات معنى وقال:كدا هقلب
حركت رأسها برفق وقالت:ماشي … وانا مصدقاك
حرك رأسه بقله حيله وقال:ولية دماغها ناشفة
نظر لها بطرف عينه ورأها تنظر لهُ بطرف عينها نظره ذات معنى فأبتسم وطبع قُبلة على خدها وأبتسمت هي بخفه وهي تنظر لهُ
في منزل جعفر
خرج جعفر للشرفة ووقف بجانب بيلا التي كانت واقفة وتستند بمرفقيها على السور الحديدي، أستند هو أيضًا عليه بمرفقيه ولم يتحدث ونظر أمامه بهدوء حيث كان الهدوء ما يقابله، القليل من الهدوء والصمت سادا المكان حتى قرر جعفر أن يقطعهما وهو يقول:أحلفلك بأيه إن انا عنيا مترفعتش على أي واحده غيرك … طول عمرك شيفاني بجري وراكي أزاي … زي العيل المُراهق اللي هيموت وياخد نظره من حبيبته … انا حاولت كتير أوي عشان أخليكي حلالي … ياما حاولت مع ابوكي عشان يوافق عليا … كنت خايف ترفضيني في لحظة لأسباب كتير أوي ومش عارف لو دا حصل هعمل ايه وهحاول أقنعك أزاي … انتِ عرفاني كويس أوي وأظن الفترة اللي عيشتيها معايا عرفتك مين جعفر كويس … انا مفيش واحده بتلفت نظري بسهولة … مفيش غيرك حبيتك وشوفتك مراتي وحبيبتي … والحضن اللي أترمي فيه أول ما أرجع من برا … مش من السهل أضيعك من أيدي ولا سهل عليا أكسرك .. يعني شوفي انتِ عامله أزاي دلوقتي من غير سبب والسبب اللي هتقوليلي عليه أقسم بالله كدب … لا انا أعرفها ولا عمري شوفتها قبل كدا … مفكرتيش أنها ممكن تكون نمرة من ابن خالك الملزق دا عشان يوقع بينا … مع أول مشكلة صدقتيها … ونسيتي جعفر وحُبه ليكي
مدّ يده وأمسك بيدها ونظر لها وقال:بذمتك انتِ عندك سبب يخليكي تصدقي الهبل دا … شيفاني هيرو في القراية والكتابة … شيفاني واحد عنيه بتروح على كل واحده
أخذ نفسًا عميقًا ثم زفره ونظر أمامه مره أخرى وصمت، لحظات ونظرت لهُ بيلا بطرف عينها قبل أن تمسح على خصلاتها للخلف ولا تستطيع أن تُنكر أنها أقتنعت، مسحت على وجهها ثم أعتدلت بوقفتها ونظرت لجعفر وقالت:وهي هتستفاد ايه
نظر لها جعفر وقال:هتستفاد أنها تبعدنا عن بعض … ولو دا حصل هيحصل كتير أوي يا بيلا
بيلا بهدوء:زي ايه … هنتفرق … دا هياخدني وهي هتاخدك
زفر جعفر ونظر أمامه بينما أكملت هي وقالت:انا عايزه أسأل سؤال واحد بس … ايه الأستفادة من دا كله … هو انا كتير عليك او انتَ كتير عليا عشان يفرقوا بينا … طب دا كل اللي بيحصل مشاكل عائلية هنا وهنا … هما يادوبك الكام مشكلة اللي بينك وبين رجاله الحارة وخلاص يعني الحكاية مش مستاهلة كل دا
جعفر:دا فنظرك انتِ
نظر لها وأكمل قائلًا:إنما في نظرهم هما لا … عشان كدا بقعد أقولك مش أي حد يقولك حاجه عليا تصدقيه محدش مضمون
لحظات من الصمت قطعتها بيلا التي وضعت يدها على ذراعه قائلة بهدوء:يعني اللي حصل دا كانت لعبة
نظر لها وقال:للأسف … وانتِ صدقتي
شعرت أنه يقوم بمعاتبتها فشعرت بالأستياء من نفسها ولكن رغمًا عنها يجب أن تصدقها فكل شئ ضده، نظرت لهُ وأقتربت منه قليلًا وقالت:انتَ مضايق مني
نظر لها جعفر نظره ذات معنى وقال:للأسف اه … مضايق لأنك عملتي رّد فعل زعلني … بينا مشكلة … أتنين … تلاته متاخديش أكلك وتروحي تقعدي بعيد وتسبيني قاعد لوحدي … الحركة تزعل يا بيلا
ضغطت على شفتيها للحظات ثم قالت:حقك عليا … انا حسيت أنك أتضايقت أوي ودا حقك … بس انا خايفه بجد نبعد انا مش عايزه أبعد يا جعفر انا خدت على وجودك وعلى الأمان اللي بحسه معاك … خايفه أضيعك من أيدي وانا مش واخده بالي
زفر بهدوء وهو يقول:تعرفي تديني حضن
نظرت لهُ بتفاجئ وكان هو ينظر لها ففرد ذراعيه وأبتسم بخفه، وقفت للحظات تستوعب ما قاله بينما أشار لها بعينيه وهو مُبتسم فأقتربت هي منه وعانقته وهي تقوم بلف يديها حول عنقه فعانقها هو بأبتسامه وقال:بلاش تصدقي أي حاجه عشان خاطري يا بيلا لو عوزانا نكمل فعلًا مع بعض
أبتسمت بخفه وحركت رأسها برفق وهي تقول:حاضر يا جعفر
شرد جعفر قليلًا وهو يقول:وانا هشوف حكاية البت دي ايه .. لو متصلتش تاني يبقى كدا في حاجه
نظرت لهُ بيلا وقالت:حاجه زي ايه
نظر لها جعفر وأبتسم بخفه وقال:متشغليش بالك … المهم عايزك تركزي في حاجه واحده وبس
أندفعت بيلا وقالت:فيك مش كدا
ضحك جعفر بخفه وقال:لا يا بيلا مش فيا في مذاكرتك
بيلا بأبتسامه:لا انتَ أحلى من المذاكرة طبعًا على الأقل سهل كدا وسلس إنما المذاكرة دي حاجه مكلكعه كدا ومعقربه دا انا بحسدك والله طول عمري أقول لماما خير متاع الدنيا زوج صالح تقولي لا تعليمك أقولها الست ملهاش إلا بيت جوزها تقولي لا تعليمك وفي الآخر أتجوزت ولسه مخلصتش تعليم رضيتها ورضيت نفسي
ضحك جعفر بخفه وقال:طب ما هي عندها حق يا بيلا … تتعلمي وبعدين تتجوزي
أشارت لهُ وهي تقول بمرح:ياخويا يعني اللي أتعلم خد ايه
تحدث جعفر بأبتسامه ومرح قائلًا:خد لماضتك وطوله لسانك ياختي
ضحكت بخفه وقالت:طب بقولك ايه ما تيجي نتمشى شويه
كان سيتحدث ولكن قطعه رنين هاتفه نظر للداخل ثم لها ودلف، نظر للهاتف وأجاب بهدوء قائلًا:ايوه
_جعفر معايا مش كدا
عقد جعفر حاجبيه ونظر لبيلا وقال:أيوه انا مين معايا
فتح مكبر الصوت واقتربت منه بيلا وهي تسمعها تقول:أرجوك قبل ما تقفل السكة انا والله ما قصداك في شر انا عايزه أساعدك
عقد جعفر حاجبيه أكثر وهو ينظر لبيلا وقال:تساعديني أزاي مش فاهم
_مش هينفع في التليفون ممكن نتقابل
نظر لبيلا التي نظرت لهُ وشعر بأنه مُكتف لا يعلم ماذا يقول ولكن أخرجته بيلا من كل ذلك وهي تُشير برأسها قبل أن تُبعد الهاتف عنه وهي تنظر لهُ وتقول بخفوت:رجلي على رجلك
نظر لها جعفر ثم حرك رأسه بتفهم وقرب الهاتف منه وقال:نتقابل فين
_بعيد عن أي حد عشان الموضوع دا مينفعش حد تاني يسمعه
جعفر:تمام
_حلو … هنتقابل في منطقة أسمها الجبلايا … تعرفها
عقد جعفر حاجبيه وقال:انا حاسس أني سمعت الإسم دا قبل كدا
_أيوه هو دا … هستناك على أتنين بليل
أغلقت معه بينما نظر هو لبيلا التي نظرت لهُ وقالت:هو في ايه
حرك رأسه برفق وهو يقول:مش عارف … هنعرف لما نروح
نظرت لهُ وقالت بهدوء:تفتكر هتساعدك بجد
شرد جعفر قليلًا تحت نظراتها التي كانت تُتابعه، حركته بخفه وهي تقول:جعفر
نظر لها جعفر وقال:هتساعدنا
بيلا بتساؤل:عرفت منين
جعفر:انا عارف … يارب تدلني على أي حاجه جديده … مش عارف ليه كل شويه شخصيه جديده تظهر في حياتي
بيلا:يمكن يا جعفر هيساعدوك ويقفوا جنبك
جعفر:مش عارف يا بيلا … بس هنشوف
ربتت على كتفه وهي تقول:خير أن شاء الله
زفر جعفر واستند برأسه على كتفها وهو يقول:انا تعبت من كل حاجه عايز أخلص بجد
ربتت على ظهره بمواساه ولم تتحدث ولكنها تُفكر فيما ينتظرهما
في منزل كيڤن
سميث بحده:ما الذي جاء بك إلى هُنا شون
أقترب شون قليلًا ثم وقف مكانه وقال:جئت من أجل أن أُذكركم بالمعاهدة التي بيننا
كين:نتذكرها جيدًا … عليكم أنتم تذكرها
شون:نحن ملتزمون بها ولكن أنتم من تُخالفون القواعد
كيڤن:أنصت إليّ جيدًا شون … نحن لا نُخالف شيء وجميعنا يعلم ذلك يجب أن تُحذر عائلتك أنت وليس العكس
أقترب سراج في هذه اللحظة وقال:واو … أنظروا من جاء
نظر لهُ شون وقال:مرحبًا بك … من الجيد أنك جئت في الوقت المناسب حتى تستمع لما أقوله
وقف سراج أمامه ووضع يديه بجيب چاكته وقال:وما الذي تقوله
شون:عليك الألتزام بالقواعد وعدم مخالفتها
سراج:أيا قواعد
شون:صديقك الذي تجلبه كل يوم هُنا يُثير أفراد عائلتي
ضحك سراج بخفه وقال:يا صاح لا تقول ذلك … أنتم من تقتربون حدودنا وليس العكس … أنت لا تعلم ما يحدث لذلك لا تتحدث
شون:وما هو الشئ الذي لا أعلمه أنا سراج
سراج:أسألهم هم … الأجابة ستكون عندهم هم وليس عندي
حرك رأسه برفق ثم قال:حسنًا على أيا حال لقد قمت بتحذيركم
تركهم شون وذهب سريعًا تحت نظراتهم التي كانت تتابعه، بينما ألتفت سراج لهم ونظر لهم بهدوء دون أن يتحدث وشرد قليلًا فيما سيفعله شون ومن معه
بعد مرور الوقت
كان جعفر واقفًا في المكان الذي أتفقا عليه وبجانبه بيلا تنظر حولها وجسدها يرتعش من برودة الطقس، نظر جعفر حوله وقال:هي مش جايه ولا ايه
نظر لبيلا التي قالت:مش عارفه … المكان فاضي ويخوف والجو سقعه
ضمها جعفر وهو ينظر حوله حتى مرت ثوانِ ورأها تقترب منه، فتاة بنفس عمره تقريبًا، نظرا لها بينما أقتربت هي منهما وهي مبتسمه، وقفت أمامهما على مسافه وجيزه وقالت:انتَ بقى جعفر البلطجي … اللي سيرته مسمعه في كل مكان
جعفر بهدوء:خير … طلبتي تشوفيني في موضوع مهم
_فعلًا
نظرت لبيلا وقالت:مراتك مش كدا
تفاجئت بيلا ونظرت لهُ ونظر هو أيضًا لها وهو يشعر بأنه لا يفهم شئ فقالت هي:انتِ قمورة أوي
حركت بيلا رأسها برفق وهي تنظر لها نظره ذات معنى وقالت:شكرًا
نظرت لجعفر بأبتسامه وقالت:انا واحده جايه تساعدك تعرف كل الحقايق والأسرار اللي محتاج تعرفها واللي لسه مستخبيه ومعرفتهاش من غزالة وهادي .. من أول فتحي وعصفورة … لحد علياء والأنتقام الأعظم
نظر لها جعفر بصدمه وذهول وقال:انتِ عرفتي كل دا منين
أبتسمت هي وقالت:مش مهم عرفت منين … الأهم دلوقتي هتحط أيدك في أيدي ونغلبهم كلهم وتاخد حقك وتنتقم … ولا تستنى الأنتقام الأعظم لما يظهر ويبدء … بس حابه أحذرك تحذير صغير … الإنتقام الأعظم لو بدء … صعب تتغلب عليه ففكر قبل ما تاخد قرار انتَ بتحدد مصيرك دلوقتي … تعيش … ولا تموت
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جعفر البلطجي)