روايات

رواية جعفر البلطجي الفصل الثامن 8 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الفصل الثامن 8 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الجزء الثامن

رواية جعفر البلطجي البارت الثامن

رواية جعفر البلطجي الحلقة الثامنة

نظر لهُ سراج ولم يتحدث بل ذهب مباشرًا لفتحى وخلفه مُنصف ولؤى
كان فتحى يأمر العاملين وهو يقف بهيبه وشموخ ويفرض سيطرته على هذا وذاك كونه كبير الحاره وكان أهل الحاره غير راضيين عما يحدث ويشعرون بالغضب منه وجُمله واحده هى الوحيده على أفواههم “أين جعفر ليوقفه عند حده” وبينما هو يأمر هذا ويتكبر على ذاك أقترب منه سراج ومعالم وجهه لا تنُم على خير وهو يقول بغضب:فتحى
ألتفت إليه فتحى ولم ينتظر سراج ولكمه بقوه أسقطه أرضًا ، تألم فتحى بشده وهو يضع يده على وجهه بينما أقترب فتوح وهو يقول بأسلوب سوقى:انتَ أتجننت يا سراج ولا ايه شكلك محتاج تتأدب
أمسك سراج يده قبل أن تمتد عليه وهو ينظر لهُ قائلًا بغضب:محدش محتاج يتأدب هنا غيرك يا فتوح
لكمه فى وجهه جعل الأخر يختل توازنه ويعود عده خطوات للخلف وهو يضع يده على وجهه وبلمح البصر أنقلبت الحاره رأسًا على عقب وجاء رجال فتحى ووقفوا أمام سراج ومُنصف ولؤى الذين كانوا ينظرون لهم بغضب وكراهيه ، نهض فتحى وهو ينظر لسراج وقال ببرود وأستفزاز:شوف مين بقى بيرد ويبجح .. هو لحق يعلمك قله الأدب ولا ايه … على رأى المثل الطيور على أشكالها تقع … وانتوا الاتنين فيكوا من بعض
جاء سراج كى يقترب منه منعه لؤى الذى قال وهو ينظر لفتحى:متردش عليه يا سراج … الأشكال اللى زى دى مينفعش ننزل لمستواها
أقترب فتوح وهو يقول بأسلوب سوقى:طب ما براحه على نفسك كدا يا نجم عشان منزعلش من بعضينا
نظر لهُ سراج بغضب شديد فلم يستطع تمالك نفسه ولكمه بقوه فى وجهه وهو يقول بضيق وغضب:طب غور بوش أمك دا عشان انا مش بالعك
أقترب فتحى منه وهو يقول:الله الله الله … دا القطه بقت بتخربش والأسد طلعله صوت
سراج بسخريه:والأتنين مبيردوش على نباح الكلب تخيل

 

 

 

صرخ فتحى فجأه بعلو صوته وهو يقول بغضب شديد:لا يا حلو لو هو مقويك فمش قدام فتحى … روح قوله يا ننوس عين أمك لو دكر تعالى واجه سيدك وش لوش
سمعه عبر الهاتف الذى كان بيد لؤى الذى هاتفه وفتح مكبر الصوت بعدما سمع كل ما قاله فتحى قائلًا بحده:طب لم نفسك يا فتحى عشان مجيش أدغدغ المحل كله عليك
ضحك فتحى وهو يقول:الله عاش من سمع صوتك يا جعفر ايه يا راجل مش ليك أهل تسأل عليهم برده
تحدث جعفر بغضب وقال:أقسم بالله يا فتحى لو ملمتش الدور وأحترمت نفسك لزعلك
ضحك فتحى وقال بخبث:بقولك ايه يا جعفر ليك عندى أمانه تخصك مش ناوى تاخدها ولا ايه
عم الصمت المكان للحظات قبل أن يقطعه جعفر قائلًا بهدوء مُميت:قصدك ايه
فتحى بأبتسامه:هسيبك تفهمها لوحدك وياريت تظهرها عشان منتجهش لطريق انا وانتَ مش عاوزين نوصله يا جعفر
أغلق جعفر الخط وهو ينظر أمامه بشرود ومالت لون عيناه للون الداكن وهو يتوعد لفتحى بعدما فهِم مغزى حديثه ، بينما قال فتحى:لينا لقاء تانى يا … حلو
تركه ودلف لمحله مره أخرى بينما نظر سراج لأثره نظره لا تنم على خير
فى مكان أخر
كان جعفر يسير فى أحدى الأسواق وهو لا يفهم شئ فحدث نفسه قائلًا:ايه دا كله هما عاملين الحاجه برُبع التمن دا الناس مقطعه بعض
وقف وهو ينظر حوله وهو يتذكر طلبات بيلا فذهب لرجل بائع الدجاج وهو يرى سيده بعقدها الرابع وهى تتشاجر مع الرجُل بطريقه سوقيه فأنزل نظارته الشمسيه قليلًا ونظر لها بقرف وعندما شعرت هى بهِ نظرت لهُ بمعالم وجه لا تنم على خير وأسرع هو وقام برفع نظارته مره أخرى وهو ينظر حوله ، أنتشلت الحقيبه من الرجُل وهى تقول بقرف:هات جتكوا القرف … رجاله عايزه الحرق كلها
ذهبت السيده ونظر لها جعفر مره أخرى بقرف ثم سمع الرجُل يقول:متشغلش بالك يا باشا أصلها مطلقه تلات مرات فحاطه العيب على اللى أتجوزتهم … تقولش چورچينا فى نفسها
أبتسم جعفر وقال:انا خوفت تطلع موس من بوقها تعورك

 

 

 

الرجُل بأبتسامه:لا متقلقش متقدرش تعمل حاجه عارف أتعامل مع الأشكال اللى زيها … المهم تطلب ايه
جعفر:بُص انا مبفهمش فى حوار السوق دا والأسعار والكلام دا كله انا عايز فرخه ومتنضفه كويس جدًا عشان المدام متعلقنيش
ضحك الرجُل وهو يقول:عنيا يا باشا
دلف الرجُل وأبتسم جعفر وهو يُعيد تذكر طلباتها مره أخرى فنظر حوله حتى رأى بائع الأسماك وسريعًا تذكر الأربع سمكات التى طلبتهم منه بيلا وأبتسم وهو يُحرك رأسه ويقول:شكلها هتعلمنى الأدب من دلوقتى وانا اللى كنت فاكرها هاديه وهبله … انا اللى طلعت أهبل فى الأخر
مر القليل من الوقت وجاء الرجُل مره أخرى وهو يمُدّ يده بالحقيبه لهُ قائلًا:أتفضل يا باشا
أخذها جعفر وهو يقول:حسابك كام
الرجُل بأبتسامه:خلى عنك يا باشا
جعفر بمجامله:ربنا يخليك
الرجُل:خمسين جنيه
مدّ جعفر يده بالنقود ومن ثم توجه لبائع السمك ، وقف وهو ينظر للسمك ولا يعلم أى واحدٍ يجلب فجميعهم نفس النوع فنظر للرجُل وقال:بعد أذنك يا أخينا
نظر لهُ الرجُل وقال:أؤمر يا باشا
جعفر بتساؤل:هو مش كلهم سمك بُلطى بردوا ايه الفرق
الرجُل:السعر يا باشا
جعفر بتساؤل:طب بكام

 

 

أخبره البائع بالأسعار ثم تركه فى حيرةٍ من أمره وهو لا يعلم ماذا يجلب ، نظر للسيده التى كانت تقف وتقوم بأختيار السمك وهو يقول:بعد أذنك هو أنهى أحلى
نظرت لهُ وهى تقول:خُد من اللى باخد منه دا لا هو غالى ولا هو رخيص خليك فى النص مع أى بياع
صمت جعفر لبُرهه حتى سمع السيده تقول:شكلك أول مرة تنزل سوق
جعفر:وأخر مره أن شاء الله
ضحكت السيده بخفه وقالت:ليه بس دا الراجل هو اللى المفروض ينزل مش الست دا يبختها بيك والله شكلها مسيطره جامد
جعفر بخفوت:دى بتسخن بس
السيده بأبتسامه:شكلك واد جدع وأبن أصول خدها نصيحه والله يا ابنى الراجل اللى يساعد مراته وينزل يجيب طلبات البيت وايديه فى أيدها دا انا بستجدعه أوى وهو دا الراجل الصح انا مربيه أبنى على كدا لحد ما بقى زيك كدا بينزل يجيب ويعمل ويشيل عن مراته لو تعبت ونصيحه تانيه أوعى تخلى بياع يضحك عليك عشان بيستغلوا اللى مش عارف اى حاجه فى اى حاجه لا تجيب غالى ولا قليل هات فى النص خير الأمور الوسط أصل هنا أستغلاليين خلى بالك خليك ناصح وفاصل معاه
شرد جعفر بحديثها قليلًا حتى قاطعه رنين هاتفه أخرجه من جيبه وأجاب قائلًا:عاجبك كدا انا واقف عامل زى العبيط مش عارف أى حاجه فى أى حاجه
بيلا:ليه يعنى الناس كلها حواليك بتشترى
جعفر:المشكله فى الأسعار انا مش عارف أجيب ايه
حركت رأسها بقله حيله وهى تُنظف المنزل قائله:ليه يا جعفر متجيب السعر الوسط والحاجه الصابحه مش البايته البهتانه دى هيضحك عليك ويديهالك بسعر قُليل خليك أنصح منه وفاصل كدا أومال عمال تقول جعفر البلطجى اللى ليه هيبه ومحدش بيضحك عليه فى الحاره كل دا كان مجرد كلام ولا ايه
صق على أسنانه بغيظ شديد وهو يقول:البركة فى سعتك
بيلا بأبتسامه:اه دبسها فيا بقى بقولك ايه يا جعفر إنجز عشان ألحق أعمل الأكل
جعفر:خلاص يا بيلا أقفلى انا هتصرف
أغلق معها ونظرت هى للهاتف بأبتسامه وهى تقول:أتقل عليا يا ابن جميله إن ما خليتك تلف حوالين نفسك وتحس بالمسئوليه مبقاش انا

 

 

 

بعد مرور الوقت
عده طراقات ورنين على باب المنزل تليها تقدم بيلا التى فتحت الباب ورأت جعفر واقفًا ويحمل حقائب كثيره للغايه فى يديه وأخرى على رأسه وأثنان يعقدهما ببعضهما ويضعهما على كتفيه ، عندما رأته بهذه الهيئة ظلت تضحك وهى لا تُصدق ما تراه بينما نظر هو لها بضيق وقال:هتدخلينى ولا هتفضلى واقفه بتضحكى كدا كتير
أفسحت لهُ الطريق وهى مازالت تضحك فدلف هو بضيق وأغلقت الباب خلفه وتقدمت منه ، وضع هو الحقائب على الطاولة ووقفت هى بجانبه وهى تضحك قائله:شكلك فظيع بجد فكرتنى بستى يخربيتك
نظر لها وهو يقول بغيظ:أسكُتى خالص انا مش طايقك بسبب المرمطه اللى شوفتها بسببك
ضحكت أكثر وهى تضع يدها على بطنها وأدمعت عيناها من كثره الضحك قائله:عشت وشوفتك بتتمرمطى يا بيضه لازم تشيلى مسئوليه بقى
صق على أسنانه بقوه وهو ينظر لها قائلًا:بتضحكى
وضعت رأسها على كتفه وهى تضحك ، مر القليل من الوقت وهدأت نظرت لهُ وقالت وهى تمسح دموعها:اول مره أضحك بالشكل دا بجد
نظرت لهُ وقالت بأبتسامه:عارف بقالى كتير مضحكتش بالطريقه دى
حرك رأسه برفق وهو يقول:مره ومش هتتكرر تانى
ضحكت بخفه وقالت بمرح:يختى جميله كبرتى وشيلتى مسئوليه
جعفر:انا يتقالى جميله انا عارف إن هيبتى فى ذمه الله معاكى باينه من أولها
بيلا بأبتسامه:خلاص ورينى جبت ايه ياللى منيم الحاره من المغرب
نظر لها بطرف عينه وأبتسمت هى وهى تنظر لهُ فحرك رأسه بقله حيله وهو يبتسم بخفه ويقول:أدى الفراخ
بيلا:قولتله
قاطعها جعفر وهو يقول:مليته القصيده اللى قولتيهالى متقلقيش
بيلا:هنشوف
جعفر:وادى الأربع سمكات اللى طلبتيهم

 

 

 

نظرت بيلا لما بداخل الحقيبه وقالت بأبتسامه:براڤو عليك طلعت شاطر
حرك شفتيه يمينًا ويسارًا وهو يقول:شاطر اه بلا وكسه الست اللى كانت واقفه بتشترى جنبى هى اللى نقتهوملى وقعدت تنصح فيا
نظرت لهُ قائله:سحبت كلامى
أبتسم وجعلها ترى ما جلبه حتى قالت فجأه بتذكر:الكنافه يا جعفر والله لو نسيتها لزعل
أخذ الحقيبه التى كان يُخبئها خلفه وهو يقول بأبتسامه:مقدرش على زعلك يا جميل
أبتسمت برضا وقالت بسعاده:بجد تسلملى انا مش عارفه أقولك ايه
أبتسم بخفه وقال:انا جعان جدًا أنجدينى بقى عشان مش قادر
بيلا بأبتسامه سعيده ومرح:عنيا يا جميل
أخذت الأغراض ودلفت للمطبخ بحماس تحت نظراته وأبتسامته وهو يقول بداخله:والله ما حد جميل هنا غيرك
فى منزل فايزه
فايزه بأبتسامه:تعرفى يا هناء
نظرت لها هناء بينما أكملت فايزه قائله:الواد جوز بنتك قمور أوى ما شاء الله عليه
أبتسمت هناء بينما قالت فايزه:اه والله تحسيه كدا ليه هيبه ولايقين على بعض ما شاء الله ربنا يخليهم لبعض ونفرح بيهم قُريب ونشوفك تيتا صغنونه كدا
تحدثت هناء بداخلها وهى تقول بحسره:تيتا اه طيبه اوى يا فايزه متعرفيش اللى فيها
جاء بسام وهو يقول:انا رايح الشغل يا ماما محتاجه حاجه
نظرت لهُ فايزه وهى تقول بأبتسامه:لا يا حبيبى سلامتك
نظر لخالته وهو يقول:عايزه حاجه يا خالتى
هناء بأبتسامه:خلى بالك من نفسك يا بسام
بسام بأبتسامه:عنيا عن أذنكوا

 

 

 

خرج من المنزل تحت نظراتهما وبعدما خرج نظرت هناء لفايزه وهى تقول:عاوزين نفرح بيه قريب خليه يتلحلح شويه
فايزه:والله يا هناء لسه مجاتش بدعيله يرزقه بواحده تتقى ربنا فيه
هناء بأبتسامه:هتيجى يا هناء متقلقيش بسام محترم وربنا شايله رزقه
فايزه:يارب يا هناء … المهم هتعملى ايه فى موضوع فارس
هناء:مش عارفه يا فايزه والله سيباها على ربنا … عارفه اللى مستغرباله متصلش بيا يجى بقاله شهر لا قال فين مراته وبنته مفيش تقوليش ما صدق
فايزه:غلطان يا اختى أول مرة يعنى يعملها دا كان بيتصل لو أتأخرتى دقيقه واحده
هناء بقله حيله وحسره:كان بقى
أثناء حديثهما قاطعهما صوت رنين هاتفها فنظرت للهاتف ورأت أخيها عبد المعز أخذت الهاتف وهى تنظر للأسم بتعجب فقالت فايزه:مالك فى ايه
نظرت لها هناء وهى تقول:أخوكى عبد المعز بيتصل
فايزه:طيب شوفيه
أجابت هناء وهى تقول:الو … الحمد لله … لا فى ايه …. ايييييه
فى منزل جعفر فى الحاره
جلست مها أمام والدتها وهى تقول:كلتى يا ماما
جميله:الحمد لله
صمتت مها قليلًا وهى لا تعلم كيف ستُخبرها بشئٍ كهذا ولكنها حاولت أن تهدء ونظرت لوالدتها وقالت:بقولك ايه يا ماما
نظرت لها جميله فقالت مها بتوتر:انا … انا … انا شوفت جعفر
نظرت لها جميله وهى تقول بصدمه:شوفتيه فين

 

 

 

قصت عليها مها ما حدث بالتفصيل دون أن تذكر زواجه وعندما أنتهت قالت:وبصراحه هو قالى عرفيها ومتخبيش عليها حاجه وأدانى مبلغ يعنى نمشى بيه نفسنا وقالى لو علاج أمك خلص هاتيهولها ومتقلقيش دى فلوس حلال قالى انا عمرى ما هأكلكوا بالحرام كل الفلوس دى حلال وانا بصراحه مصدقاه
جميله:ومجاش يشوف أمه ليه
مها:بصراحه هو مش عايز حد من الحاره يعرف انه جه حتى قابلته على ناصيه مُنصف بعيد عن الناس قالى مش عايز حد يعرف أنى جيت معرفش ليه بس هو قالى كدا وبيقولك أتطمنى وخدى علاجك أول بأول ومتهمليش نفسك عشان ميزعلش
شعرت جميله بالحنين تجاهه وهى تقول:ربنا يخليك ليا يا ابنى وميحرمنيش منك ولا من حنيتك عليا
ربتت مها على يدها وهى تقول:يلا بقى خُدى علاجك وبلاش تهملى فيه
حركت رأسها برفق فنهضت مها وهى مُبتسمه وذهبت كى تجلب لها دوائها
فى منزل جعفر
دلف جعفر المطبخ ورأى بيلا تُعد الطعام فأقترب منها وهو يقول:ريحه الأكل فظيعه انا جوعت أكتر على فكرة
أبتسمت بيلا وقالت:خلاص قربت أخلص
جلس جعفر على المقعد وهو يقول:أتمنى تكونى مرتاحه
أجابته بهدوء وهى تقول:الحمد لله كل اللى يجيبه ربنا كويس
كان سيتحدث ولكن أوقفه عده طرقات متتاليه على الباب ورنين متواصل ، نظرت بيلا لهُ وهى تقول بقلق:ايه دا فى ايه
نهض وهو يقول بجهل:مش عارف
خرج وخرجت ورأه وأقترب هو من الباب وفتحه وجد هناء تقف وتبكى بشده نظر لها وهو يقول بصدمه:مالك يا خالتى فى ايه
أقتربت بيلا سريعًا ورأت حاله والدتها الصعبه هذه وقالت بصدمه:ماما مالك فى ايه
أقتربت منها هناء وأحتضنتها وهى تبكى أكثر فمسدّت بيلا على ظهرها وهى تُحاول تهدئتها بينما دلفت فايزه خلفها وهى تنظر لها بحزن شديد

 

 

 

بعد مرور الوقت
جعفر بصدمه:يعنى ايه الكلام دا يا خالتى انتِ متأكده
حركت رأسها برفق ودموعها تسقط على خديها بغزاره فنظر لبيلا التى كانت شارده والدموع متحجره بعينيها فمسح على وجهه وهو لا يصدق ما سمعه ولا يعلم ماذا عليه أن يفعل فهو فى صدمه ، لحظات من الصمت قطعته بيلا وهى تقول بشرود:أتطلقى يا ماما
نظر لها جعفر وكأنه لا يُصدق ما تفوهت بهِ بينما توقفت هناء عن البكاء وأبتعدت عنها بهدوء وهى تنظر لها بهيئتها تلك فنظرت لها بيلا بدموع وهى تقول:ايوه اللى انا قولته صح … أتطلقى منه
جعفر:بس يا بيلا
قاطعته بيلا بأنفعال وهى تنظر لهُ قائله:مفيش بس يا جعفر الخيانه مفيهاش بس
نظر للأسفل مره أخرى وصمت بينما قالت بيلا:يعنى متجوز بقاله خمس شهور على ماما وهى متعرفش حاجه وبيتعامل عادى جدًا ولما كان بيتأخر ويبات بره كان بيتحجج بالشغل اللى انا كنت بصدقه زى الهبله … الخيانه يا جعفر مفيهاش معلش ولا أفهميه … انا من رأيى تروحى وترفعى عليه قضيه خُلع
تحدث جعفر بحده خفيفه وهو ينظر لها قائلًا:لا يا بيلا وألف لا تفكيرك غلط انتِ كدا بتتصرفى بطريقه غلط
بيلا بحده:على الأقل هيطلقها من غير شوشره وعناد
جعفر:لا المفروض تروح وتجس نبضه تتأكد أكتر لو أتلجلج فى الكلام وأتوتر هتفهم إن اللى أتقالها دا صح تاخد التليفون بحجة إنها عايزه تكلم أختها أى حاجه وتفتش بنفسها لو الكلام دا صح تواجهه وتطلب الطلاق مباشرًا لو رفض هنتجه للطريق اللى بتقولى عليه لكن نتجه على طول للطريق دا انا شايفُه غلط
نظرت بيلا لوالدتها بدموع وأحتضنتها وهى تُربت على ذراعها بمواساه وهى تقول:متزعليش حقك عليا انا
بكت هناء أكثر فشعر جعفر بأنه يجب أن يفعل شئ لا يستطيع الجلوس هكذا وهو يرى هناء بهذه الحاله المحزنه ، نهض وخرج للشُرفه وتركهما ، وضع الهاتف على أذنه قليلًا ثم قال:ركز معايا كويس أوى فى اللى هقوله

 

 

 

فى الحاره
كان سراج واقفًا وهو ينظر حوله حتى أقترب منه مُنصف وهو يقول:عرفت هنعمل ايه
سراج بهدوء:عارف
مُنصف:مش عايزين لغبطه يا سراج … لؤى زمانه خلص دلوقتى وجاى
لحظات وأقترب لؤى وهو يقول:انا عملت اللى عليا الدور عليكوا
نظر مُنصف لسراج الذى فهم نظرته وتحركا وتركا لؤى ينظر لهما
فى منزل جعفر
دلفت بيلا إلى الغرفه وأغلقت الباب خلفها وتقدمت من جعفر وهى تقول بهدوء:نعم
نظر لها وقال:خليكى جنبها ومتسبيهاش لحظه واحده وانا هتصرف
بيلا بتساؤل:هتعمل ايه ؟
جعفر:هتصرف
بيلا:ايوه هتتصرف أزاى يعنى فهمنى متسبنيش كدا
نظر لها وقال:هتعرفى بعدين
تركها وخرج فخرجت هى خلفه وكان هو متجهًا لباب المنزل ولكن أوقفته بيلا وهى تقول:أستنى مش هتاكل
حرك رأسه نافيًا وخرج ، نظرت لأثره وهى لا تعلم لما إنقلب كل شئ هكذا رأسًا على عقب فى ثانيه واحده ، عادت لوالدتها مره أخرى ورأتها مازالت تبكى بصمت فقررت أن تُكمل إعداد الطعام كى تجعلها تأكل ولكى يأتى جعفر من الخارج أيضًا ويتناول طعامه
فى الحاره
أقترب سراج من فارس وهو يقول:أزيك يا عم فارس
نظر لهُ فارس وهو يقول:أزيك يا سراج
سراج:الحمد لله … كنت محتاج منك طلب
فارس:طبعًا قول

 

 

 

سراج:بصراحه انا رصيدى خلص وكنت محتاج أكلم أمى عشان أقولها أنى هبات برا فى الشغل عشان متقلقش عليا
أعطاه الهاتف وهو يقول:طبعًا خد كلمها ولما تخلص انا فى المحل عند عمك عبده أبقى هاتهولى
حرك سراج رأسه برفق وهو ينظر لهُ ويراه يبتعد عنه ، نظر بهاتفه وفتح الهاتف ودلف على الواتساب ولكن يحتاج إلى الرقم السرى زفر سراج بضيق وهو يقول:هعرفه منين انا دلوقتى
كتب أسم بيلا ولكنه كان خاطئ كتب أسم أكرم ولكنه كان خاطئ أيضًا لم يعُد لديه سوى أسم هناء الذى كان خاطئ أيضًا ، زفر وهو ينظر حوله ولا يعلم ماذا عليه أن يفعل كى يُفتح معه من جديد ، رأى سميحه وهى تقف مع فارس وتضحك بمياعه كعادتها فلا يعلم لما وجد نفسه يكتب أسمها ولحسن حظه فُتح معه لم يُصدق نفسه حاول سريعًا إيجاد أى شئ وظل يبحث ويبحث حتى رأى صورتها فدلف للمحادثه بينهما ونظر بها للحظات قبل أن يُصدم وتتسع عيناه بصدمه وهو يقول بعدم تصديق:سميحه مرات فارس
فى مكان أخر مهجور
كان جعفر يدور حول نفسه بهدوء وهو يُفكر ويُحاول ربط الأحداث ببعضها البعض ، سمع صوت هاتفه يُعلنه عن أتصال من سراج فأجابه قائلًا:ايه يا سراج … انا فى المكان بتاعنا اللى بنتقابل فيه دايمًا تعالى
أغلق معه مره أخرى وهو ينظر أمامه بشرود ونظره تحمل العديد والعديد خلفها ولا تنُم على خير أبدًا
بعد مرور الوقت
دلف سراج وأقترب من جعفر الذى ألتفت إليه ونظر لهُ قائلًا:عملت ايه
وقف سراج أمامه ومدّ يده بهاتفه وهو يقول:شوف بنفسك
أخذه منه جعفر ونظر بهِ وهو يرى المحادثه التى بينه وبين سميحه التى ما إن رأى أسمها نظر لسراج وهو يقول بتعجب:سميحه !

 

 

سراج بهدوء:متستغربش كمل
أكمل جعفر وهو يقول:انا مش فاهم حاجه
سراج:فارس متجوز سميحه فى السر
نظر جعفر لهُ وأتسعت عيناه بصدمه وهو يقول:أزاى … انتَ متأكد
حرك رأسه برفق وهو ينظر لهُ فقال جعفر بأنفعال:أزاى سميحه متجوزه
سراج:انتَ متأكد أنها متجوزه
صمت جعفر فجأه وتحولت معالم وجهه للدهشه وهو يقول:قصدك ايه
مسح سراج على خصلاته وهو لا يعلم ماذا يقول ونظر لجعفر الذى فهم نظرته ومسح على وجهه وهو يقول بصدمه:انا مش مصدق لو اللى فى دماغى صح تبقى كارثه كبيره
سراج:الكارثه دلوقتى أنه متجوزها فى السر من غير ما حد يعرف
شرد جعفر وهو ينظر للجهه الأخرى بينما قال سراج:بتفكر فى ايه
العاشره والنصف مساءًا
فى منزل جعفر
تحدثت هناء وهى تنظر لبيلا بهدوء قائله:جعفر مرجعش لحد دلوقتى ليه يا بيلا أتطمنى على جوزك
نظرت لها بيلا بهدوء ثم مدّت يدها وأخذت هاتفها ونهضت بهدوء وخرجت للشرفه وهى تضع الهاتف على أذنها للحظات قبل أن تسمع صوته يُجيبها فتحدثت قائله بصوتٍ هادئ:انتَ فين أتأخرت أوى
أجابها قائلًا:جاى دلوقتى
بيلا:ماشى
أغلقت معه وهى تنظر أمامها بهدوء بعدما شعرت بنبره صوته التى تُخفى خلفها الكثير والكثير ، خرجت لوالدتها التى نظرت لها وقالت:ايه ردّ عليكى
حركت رأسها برفق وهى تقول:اه هو قالى أنه جاى دلوقتى
حركت رأسها بتفهم وقالت:يرجع بالسلامه

 

 

سمعت فايزه صوت رنين هاتفها أخرجته من الحقيبه وهى تنظر لشاشه الهاتف التى كانت تُضئ بأسم بسام فأجابته بهدوء وقالت:ايه يا بسام … انا عند بيلا انا وخالتك … لا مفيش حاجه كله زى الفل متخافش كنا بس بنزورها والوقت سرقنا … انتَ روحت ولا لسه … طيب يا حبيبى خلى بالك من نفسك … مع السلامة
أغلقت معه ونظرت لبيلا وهناء وقالت بأبتسامه:بسام بيسلم عليكوا
هناء بتساؤل:هو روح ولا ايه
فايزه:اه ملقاش حد فينا فقلق قالى أنه جاى ياخدنا
نظرت بيلا لهناء بهدوء وقالت:ماما … روحى مع خالتو وانا هشوف جعفر لما يرجع عمل ايه
أخفضت هناء رأسها بحزن بينما هى وقفت بجانبها وربتت على كتفيها بحنان ومواساه
فى الصعيد
عزيزه:يا مُرى جولتلها يا عبد المعز
عبد المعز بضيق:كان لازم تعرف يا عزيزه أنى مش هسيبها أكده وأنى عارف وساكت أكده انا غلط
عزيزه بقلق:وبعدين حوصل ايه
عبد المعز بجهل:معرفش يا عزيزه من وجتها وهى جافله تليفونها وبيلا مبتردش
عزيزه بحزن:كان مستخبيلك فين كُل دا بس يا هناء
عبد المعز بجديه:لازم أتصرف أنى مهاسبهاش أكده مهما حوصل دى مهما كان خيتى لازم أجف چارها
عزيزه:ربنا يُسترها وتعدى على خير بالذات بعد اللى حوصل آخر مره
دلف صلاح من الخارج وهو يقول:سلام عليكوا
ردّ كل منهما السلام بينما نظر لهما صلاح وهو يقول:فى ايه يا بوى
عزيزه:شوفت اللى حوصل يا صلاح
شعر صلاح بالقلق فقال:خير حد جرب من الأرض ولا إيه

 

 

 

قصت عليه عزيزه ما حدث تحت صدمته وعدم تصديقه ، نظر لوالده وهو يقول:حوصل ميته الكلام دا يا بوى
عبد المعز:من وجت جُريب أكده
صلاح بعدم رضا وضيق:وه يعنى عارف حاچه زى أكده يا بوى وساكت ليه
عبد المعز:چواز بيلا واللى حوصل معاها خلانى مجدرش أجولها حاچه زى أكده يا صلاح عمتك تروح فيها
مسح صلاح على وجهه بينما سمع والدته تقول:تاكل يا ولدى
نظر لها وقال:ياريت ياما أنى چعان جوى على لحم بطنى من الصبح
نهضت عزيزه وهى تذهب للمطبخ قائله:من عنيا يا ضنايا
جلس صلاح أمام والده الذى نظر لهُ وقال:جولى يا صلاح أخبار الأرض ايه
نظر لهُ صلاح وقال:متجلجش يا بوى كل حاچه زينه وواد الهوارى مجربش منِها واصل
عبد المعز بأطمئنان:زين … عاوزك تاخد بالك زين يا ولدى هو وعياله مش ساهلين
أبتسم صلاح وقال:متجلجش يا بوى الأرض فى أيد أمينه
أبتسم عبد المعز وهو يقول:وأنى واثق فيك
فى منزل صغير يطل على الأراضى الزراعيه فى القرى الفقيره
كانت أزهار جالسه على الأريكة البسيطه وتضع يدها اليُسرى على رأسها وبجانبها النافذه مفتوحه وصوت صرصور الحقل هو الذى يُسمع ، أقتربت منها ميادة وجلست أمامها على الأريكة وهى تقول:مالك يا حزينه حاطه يدك على راسك كيف اللى شايله همها وهم الدنيا على راسها أكده
تحدثت أزهار بهدوء وقالت:سبينى فى حالى ميادة أبوس يدك أنى منجصاش
ميادة:مالك يا بت فى ايه
نظرت لها وقالت:مفيش .. مخنوجه كالعاده ايه الچديد
ميادة:يا بت فُكى شويه انتِ من ساعه ما چيتى بجالك سبوعين وأكتر وانتِ أكده
لم تتحدث أزهار فقالت ميادة:طب جوليلى حوصل ايه انتِ ساكته من ساعتها وأنى سيباكى براحتك
ألتمعت عينان أزهار وهى تقول:وحشنى ابويا يا ميادة چيت أشوفه

 

 

زفرت ميادة وقالت:بصى يا أزهار أنى عارفه زين أنك معوزاش تتكلمى لأن دى حياتك انتِ وچوزك ومينفعش حد يتدخل بس يا بت الناس لازم تعرفى أن كيف ما فى حاچات بنعديها فى حاچات مينفعش نعديها واصل وانتِ الوحيدة اللى لازم تبجى عارفه إذا كانت ينفع تعديها ولا لا
سقطت دموع أزهار بحزن ومن ثم بدأت تبكى فنظرت لها ميادة وهى تقول بحزن:طب وبعدين يا أزهار هتفضلى أكده أبوكى جلجان عليكى وجالى خشى شوفيها چايز تحكيلك
تحدثت أزهار وهى تبكى بقلة حيلة قائله:أنى تعبت جوى يا ميادة ومبجتش جادره أتحمل
ربتت ميادة على يدها وهى تقول بتهدئه:أستهدى بالله أكده وجوليلى حوصل إيه هو صلاح مزعلك للدرچادى
أزهار ببكاء:جوى يا ميادة
ضمتها ميادة لأحضانها وهى تُربت على ظهرها بحنان ومواساه وهى تقول:أهدى طيب وكل حاچه هتتصلح صدجينى … أهدى
فى منزل جعفر
عده طرقات على الباب يليها رنين الجرس ، ذهبت بيلا وفتحت الباب ورأت بسام أمامها والذى نظر لها وقال بأبتسامه:أزيك يا بيلا
أبتسمت بيلا وقالت:الحمد لله أتفضل
دلف بسام وأتجه لوالدته وأغلقت بيلا الباب وذهبت خلفه ولكنها توقفت بعدما سارت خطوتان وعادت للباب مره أخرى والذى دق من جديد ، فتحته وكان جعفر أمامه أبتسمت بخفه وقالت:حمدلله على السلامه
دلف جعفر وهو ينظر لبسام قائلًا بهدوء:الله يسلمك
أغلقت بيلا الباب وتقدمت منه وهى تقول:مالك وقفت ليه
نظر لبسام وفهمت نظرته فقالت بخفوت:دا بسام أبن خالتى فايزه اللى قاعده دى
حرك رأسه بتفهم ودلف وهى خلفه وأقترب منهم وهو يقول:مساء الخير
نظرت لهُ هناء وقالت بأبتسامه خفيفه:مساء النور حمدلله على السلامه
أبتسم جعفر بخفه وقال:الله يسلمك

 

 

 

نظر لبسام الذى كان يقف بجانب والدته فحمحمت بيلا وقالت:جعفر دا بسام أبن خالتى فايزه ودا جعفر جوزى يا بسام
حرك بسام رأسه برفق ومدّ يده لهُ وهو يقول بهدوء:أتشرفت بمعرفتك
نظر جعفر ليده الممدوده للحظات ثم مدّ يده وحرك رأسه برفق وقال بعدها وهو ينظر لهم:عن أذنكوا
تركهم ودلف للغرفه وأغلق الباب خلفه بينما نظروا هم لأثره بتعجب ثم نظرت هناء لبيلا وهى تقول بخفوت:جوزك ماله
حركت كتفيها بجهل وشعرت بنظرات بسام فأعادت خصله خلف أذنها وقالت بهدوء:عن أذنكوا
تركتهم وذهبت للغرفه وأغلقت الباب خلفها تحت نظرات بسام التى كانت تُتابعها ، أقتربت بيلا منه وجلست أمامه على الفراش وهو كان شارد الذهن ، مدّت يدها ووضعتها على يده جعلته يستفيق على لمسه يدها ، نظر لها وقالت هى بتساؤل:مالك فى ايه ؟
حرك رأسه برفق وهو يقول:مفيش حاجه
بيلا بتعجب:يعنى ايه مفيش حاجه عاوز تقنعنى انا بالكلام دا !
زفر جعفر وقال:خالتى أخبارها ايه دلوقتى
فهمت بأنه يتهرب منها فقالت:الحمد لله شويه كدا وشويه كدا
حرك رأسه برفق فقالت بيلا بعدما نظرت لهُ قليلًا:جعفر مالك بجد انا أول مرة أشوفك كدا
نظر لها قليلًا ثم قال بضيق:انا جعان وعايز أرتاح ممكن
نظرت لهُ قليلًا ثم قالت بهدوء:حاضر يا جعفر
تركته وخرجت تحت نظراته التى تُتابعها ، نظرت لها هناء وقالت:كويس أنك جيتى انا همشى انا وخالتك بقى
حركت رأسها برفق وقالت:هبقى أتطمن عليكى كمان شويه خدى بالك من نفسك
حركت رأسها برفق وهى تنظر لها بأبتسامه بينما قالت فايزه:هو جوزك ماله يا بيلا هو مدايق من وجودنا
نفت سريعًا وهى تنظر لها قائله:لا خالص يا خالتو هو بس جاى تعبان ومش قادر طول اليوم برا
حركت رأسها بتفهم وقالت:سلامته يا حبيبتى

 

 

توجهوا للباب وخرجوا بعدما ودعتهم بأبتسامه وأغلقت الباب خلفهم ، دلفت للمطبخ وبدأت بتسخين الطعام لجعفر والعديد من الأسئله تدور برأسها تبحث عن أجابه مُقنعه ولكنها لا تستطيع التوصل إلى أجابه ، دلف للمطبخ وجلس بهدوء على المقعد بعدما أبدل ملابسه وهو يستند بمرفقه الأيمن على الطاوله وبيده على رأسه بينما هى نظرت لهُ وحركت رأسها بقله حيله وعادت تنظر للطعام مره أخرى حتى أنتهت ووضعت الصحون على الطاولة أمامه وكوب ماء وجلست أمامه وهى تضع يدها اليُمنى على خدها الأيمن وتنظر لهُ بهدوء بينما بدء بتناول الطعام بهدوء وهو يقول:مش هتاكلى
نظرت لهُ وقالت:كلت خفيف خالتى كانت قاعده وانا كنت مُحرجه وكمان ماما كانت بتعيط كل ما تفتكر
أزاح الصحون نحوها وهو يقول:كُلى معايا عشان مبحبش أكل لوحدى
حركت رأسها برفق وبدأت بتناول الطعام معه بهدوء وهى صامته لا تود أن تضغط عليه ستتركه حتى يتحدث من تلقاء نفسه
بعد مرور يومان
دلفت بيلا الغرفه وهى ترى جعفر يرتدى قميصه وقالت:مش هتفطر
تحدث وهو يُغلق أزرار قميصه قائلًا:لا أفطرى انتِ
بيلا:فى ايه يا جعفر متغير بقالك يومين ومبتتكلمش معايا
تحدث جعفر وهو مازال يوليها ظهره قائلًا:مفيش
عقدت يديها أمام صدرها وقالت بعدم رضا:والله انتَ شايف أن مفيش حاجه
زفر جعفر بنفاذ صبر وهو يأخذ أغراضه ويخرج من الغرفه تحت نظراتها التى كانت تُتابعه قائله:طب هتتأخر النهارده
تحدث وهو يخرج من المنزل قائلًا:لا
أغلق الباب خلفه تاركًا إياها تنظر لأثره بهدوء ، أعادت خصلاتها للخلف وهى لا تعلم ما حل بهِ وماذا يُخفى عنها ، سمعت صوت رنين هاتفها يُعلنها عن أتصال من هنا ، أقتربت من الطاوله ومالت بجزعها وأخذت الهاتف وأجابتها قائله:ايوه يا هنا
هنا:فاضيه أجى أقعد معاكى شويه ولا جوزك موجود
بيلا بهدوء:لا مش موجود لسه نازل تعالى
هنا:ماشى ساعه بالكتير وأكون عندك
بيلا:ماشى
أغلقت معها وعقدت يديها أمام صدرها بهدوء وهى تُفكر ماذا ستفعل حتى تصل هنا

 

 

 

فى مكان آخر
أقترب سراج منه وهو يقول:قالب وشك كدا ليه يا جعفر
جلس على المقعد بجانبه بينما كان جعفر ينظر أمامه بهدوء فتحدث سراج وقال:بقولك ايه انا على أخرى قسمًا بالله تكه كمان وهخلص على فتحى
جعفر:بقولك ايه … انا عايز أنتقم
نظر لهُ سراج وهو يعتدل بجلسته ويقول:ايه دا من مين وليه
جعفر:عايز أصفى حسابى مع عصفوره
سراج:يادى النيله هو لسه بيهوش عليك
ثنى جعفر يد القميص الخاص بهِ وهو يكشف عن تلك الندبة التى سببها لهُ عصفوره وتركت أثر على ذراعه قائلًا بعدما أحتدت عيناه:هصفى حسابى معاه من الأول … للأخر … وأعرفه أزاى يهدد جعفر
سراج:أفهم من كدا أننا المفروض نجبهولك على المكان بتاعنا اللى بنتقابل فيه
جعفر بأبتسامه ونظره لا تنُم على خير:ومين قال أنكوا هتجيبوه … انا اللى هطلع الطلعه دى
فى مكان آخر
_يا معلم عصفوره وبعدين يا معلم بقالنا كتير حالنا واقف كدا ما تتصرف يا معلم
نفخ الهواء من رئتيه وهو يُمسك سيجارته ويضع قدم فوق أخرى وقال بأبتسامه حتى ظهرت أسنانه الصفراء البشعه:ومين قالك أنى مبتصرفش
نظر لهُ وهو يقول:أتقل تاخد حاجه حلوه ونضيفه
_فى حاجه معينه فى دماغك يا معلم ولا بتسكتنى
ضحك عصفوره وهو يقول:لا عيب عليك فيه واحده فى دماغى متقلقش وعشان تعرف أن انا مبكدبش عليك هثبتلك
أخذ هاتفه وكتب عده أرقام ثم وضع الهاتف على أذنه قليلًا وهو ينتظر حتى أجابه قائلًا بأبتسامه واسعه:حبيب قلبى وحشتنى
أعتدل جعفر بجلسته وأحتدت عيناه وهو يُزمجر قائلًا:وحش ما يلهفك ويريحنا منك
ضحك بملئ فاهه وهو يضع قدم فوق أخرى ويقول:ليه كدا بس دا انا حتى حبيبك ترضاها عليا
جعفر بغضب مكتوم:وعلى عيلتك كلها

 

 

عصفوره بأبتسامه:مش مهم مش موضوعنا خلينا فى الأهم … سمعت أنك أتجوزت … ومش أى واحده … واحده جامده
صرخ جعفر ونهض كالإعصار وهو يقول:أخرس ومتجبش سيرتها على لسانك الزفر دا عشان مقطعهوش
ضحك عصفوره وهو يقول:ايه يا مان مالك دمك حمى فجأه كدا ليه براحه مش كدا
تحدث جعفر بصوتٍ خشن وأحتدت عيناه أكثر وهو يصق على أسنانه قائلًا:وربى وما أعبد لو ذكرتها تانى عندى أستعداد أدفنك حى وانتَ عارفنى كويس .. أظن مش محتاج أفكرك بعلامتى اللى معلمه فى وشك
ضحك عصفوره وقال:وانا مش محتاج أفكرك يا مان بعلامتى اللى معلمه على دراعك
نظر عصفوره للرجُل الخاص بهِ بأبتسامه وفهم الآخر مُراده وأبتسم هو الآخر بشر ، فتحدث عصفوره وهو يقول:حبيت أصبح عليك بطريقتى … وخلى بالك من ممتلكاتك .. لحسن تضيع
أغلق دون أن يُعطيه فرصه للردّ وضحك هو والرجُل الخاص بهِ بعدما فهم ما يُخطط إليه رئيسه ، بينما على الجهه الأخرى أنزل جعفر الهاتف وهو ينظر أمامه بهدوء بعدما فهم معنى حديثه ، أقترب منه سراج وهو يقول:فى ايه يا جعفر مين كان بيكلمك
نظر لهُ جعفر نظره حاده يُغلفه هالة من الهدوء وهذا ما يسمونه بـ “الهدوء ما قبل العاصفة”
فى منزل الحاج حسنى
كانت أزهار تُنظف المنزل الصغير البسيط وحدها بعدما خرج الحاج حسنى وميادة منذ ساعه ، أستقامت بوقفتها وهى مُتعبه وتمسح على جبينها وهى تنظر حولها ، كانت النافذة مفتوحه على مصرعيها والباب مُغلق رأت صباح تقف تنظر لها من النافذه وهى تضع صينيه كبيره على رأسها وتقول بأبتسامه:صباح الورد عليك يا چميل
نظرت لها أزهار وقالت بأبتسامه:صباح الفل … چايه منين أكده
صباح:كنت بچيب عيش ما انتِ عارفه أعبال ما بچيبه يكون الضهر أذن ويادوبك چبته وچبت فطار وعديت على البت سمر چبت منِها حزمتين چرچير اه صحيح يا بت يا أزهار چبت من الواد اللى بجولك عليه أتنين كيلو لبن
أزهار:بچد يا بت هو فين طيب
صباح:هتلاجيه چاى على أهنه متجلجيش بيعدى على كله خُديلك أتنين كيلو دا لبن چاموسى حلو جوى ومعاه سمنه بلدى زينه چربيها فى الوكل وهتدعيلى
أزهار بأبتسامه:عنيا

 

 

صباح:هلحج أروح بجى عشان أشوف حالى وأبجى تعالى
ذهبت وهى تقول جملتها الأخيرة فأبتسمت أزهار وقالت بصوتٍ عالِ قليلًا:عنيا يا بت سيد
دلفت للمطبخ البسيط للغايه وأخذت الملوخيه وخرجت ، وضعت الطاولة الخشبيه المستديره وجلست على الأرض ووضعت الملوخيه وبدأت بتقطيفها كى تقوم بطبخها على العشاء وهى تُشاهد التلفاز
فى منزل عبد المعز
_بت يا بهيرة تعالى شوفى أبوكى عاوز ايه
جاءت بهيرة وهى تقول:أيوه يا بوى
عبد المعز:أعمليلى كوبايه جهوه يا بهيرة
بهيرة:حاضر
ذهبت بهيرة وخرج عبد المعز وهو يجلس بالخارج كعادته وهو يُفكر فى أمر شقيقته
فى منزل جعفر
كانت هنا وبيلا تتحدثان مع بعضهما
هنا:مش عارفه بجد بس تعرفى هو جدع أوى وحاسه أن مش دى الشخصية الحقيقيه بتاعته
بيلا بعدم أقتناع:يا سلام
هنا:اه والله وبكرا تقولى هنا قالت .. المهم مش انتِ بتقولى أنه مدايق وانتِ مش عارفه من ايه وبيتعامل معاكى بطريقه غريبه
حركت بيلا رأسها برفق فقالت هى بحماس:انا هقولك تعملى ايه
فى منزل جعفر بالحارة
عده طرقات متتاليه على الباب ، ذهبت مها وقالت:مين
فتحت الباب ورأت جعفر أمامها ظهرت أبتسامه واسعه على ثغرها وهى تقول بسعاده:جعفر
أحتضنته بسعاده وبادلها هو عناقها بأبتسامه ، نظرت لهُ بأبتسامه وقالت:أدخل ايه المفاجئه الحلوه دى
دلف جعفر وأغلقت الباب خلفها ونظر هو لها وقال بصوتٍ خافت:امك فين
مها:فى أوضتها

 

 

فى غرفه جميله
دلفت مها لجميله التى قالت بتساؤل:مين اللى بيخبط يا مها
نظرت لها مها وأقتربت منها وهى تقول:انا مش عارفه بصراحه أجبهالك أزاى بس اللى كان بيخبط
دلف جعفر وهو يقول بأبتسامه:انا
نظرت لهُ جميله وهى مصدومه بينما أقترب هو منها وجلس أمامها على الفراش بينما سقطت دموعها وهى تنظر لهُ وأحتضنها هو وهو يُربت على ظهرها بحنان بينما قالت هى بدموع:كنت فين يا جعفر كل دا معقوله هونت عليك عشان تسيبنى وتمشى كدا
ربت على ظهرها وهو يقول:حقك عليا يا حبيبتى
أبتعد عنها ومسح دموعها بأطراف أصابعه بحنان بينما قالت هى بدموع:حمدلله على سلامتك يا حبيبى
مها بأبتسامه:شوفتى بقى حب يعملهالك مفاجئه وجه
جميله بأبتسامه:احلى مفاجئه والله
نظر جعفر لمها وهو يقول:يلا يا بت انتِ روحى أعمليلى كوبايه شاى
نظرت لهُ مها وقالت:طب مش عامله حاجه
نظر لوالدته وهو يقول:يلا يا مها عشان مقوملكيش
شعرت مها بالضيق فضربته بكتفه وركضت للخارج مُسرعه بينما نظر لأثرها وهو يقول بضيق:ولما بقوملها بتزعل
ضحكت جميله بخفه وقالت:سيبك منها وقولى كنت فين كل دا وايه اللى حصل
زفر جعفر وهو ينظر للأسفل بهدوء وهو لا يعلم ماذا يقول لها بينما هى قالت:ايه يا جعفر فى ايه
نظر لها جعفر وهو يقول:مفيش حاجه
نظرت ليده ورأت خاتم الزواج تزامنًا مع أسترداد حديثه قائلًا بهدوء:انا أتجوزت

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جعفر البلطجي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!