رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الفصل السادس 6 بقلم بيسو وليد
رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الجزء السادس
رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني البارت السادس
رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الحلقة السادسة
“جعفر”
هتف بها سراج الذي أقترب منه بخطوات سريعة وهو يقول:انتَ رايح فين
تعجب جعفر من سؤاله ولكنه قال بهدوء:كويس إنك جيت تعالى
جذبه خلفه دون أن يتحدث بحرفٍ واحد ليتعجب سراج أكثر ويقول:في ايه يا جعفر فهمني حصل حاجه بنتك كويسه
حرك جعفر رأسه برفق وأكتفى بها إجابه لـ يصمت سراج مُجبرًا فـ هو يعلم بأن جعفر عنيد ولن يُفيده بـ شيء ولذلك ألتزم الصمت حتى يعلم إلى أين هو ذاهب
وصلا أخيرًا لـ مقرهما ولم يكن سوى المكان الذي يجتمعون فيه أربعتهم عند حدوث شيء، دلفا بهدوء لـ يرى سراج لؤي ومُنصف في أنتظارهما لـ يشعر بأن الأمر مُتعلق بهِ هو ومُنصف فـ لم ينسى حديث جعفر عن معاقبة مُنصف
ترك جعفر يد سراج وأقترب من مُنصف تحت نظرات لؤي الذي فهم هو الآخر على ماذا ينتوي جعفر ويبدوا أن مُنصف فهم نفس الشيء مؤخرًا
لحظات من الصمت وتبادل النظرات بينهم جعل القلق يستوطن القلوب فـ قد أثار هدوء جعفر خوفهم مما هو قادم، ثانية،
ثانيتان، ثلاثه وكانت هناك لكمة عنيفة تستقبل وجه مُنصف من جعفر الذي أحتدت نظرته وهو يراه يضع يده على وجهه ويتألم
أقترب منه جعفر تحت نظرات الترقب من لؤي وسراج لـ يجذب جعفر مُنصف مره أخرى يُجبره على الوقوف أمامه لـ يلكمه لكمة أخرى أقوى لـ يعلو صوت مُنصف المتألم المكان لـ يتركه جعفر ويعود خطوتان لـ الخلف وهو ينظر لهُ بجمود، نعم هو يُحبهم ويخشى عليهم المهالك والتصرفات الطاشة التي تظهر وقت غضبهم ولكن عندما يتعلق الأمر بـ سراج لا يتفاهم أبدًا فـ هو أقربهم إلى قلبه ولا يُحب أن يرى نظرة مكسورة منه أو حزينة
أشعل جعفر سيجارته ونفخ الهواء من فمه وهو يستند على الطاولة خلفه وينظر إلى مُنصف الذي أعتدل بوقفته مره أخرى وهو ينظر لهُ دون أن يتحدث أو يفعل شيء فـ هو يعلم سبب ضربه جيدًا دون أن يتحدث ويُخبره
تحدث جعفر بنبرة حادة وهو يقول:طبعًا انتَ عارف كويس أوي انتَ أتضربت ليه … لـ المرة المليون وواحد بقولك متمدش أيدك عليه يا مُنصف مهما كان السبب … حذرتك مره واتنين وتلاته وقولتلك بلاش سراج يا مُنصف عشان سراج عندي خط أحمر وانتَ عارف كدا كويس
رمق لؤي بطرف عينه بنظره حادة وهو يردف بأخر جملة وكأنه يرمي لهُ حديثه لـ يفهم لؤي مغزى حديثه فورًا لـ يتحدث مُحاولًا تبرير ما حدث:يا جعفر انا والله بهدلته وأهو عندك أسأله وسراج كان حاضر ووجهت الكلام ليهم هما الاتنين
جعفر بحدة:أزاي يعني تسيبه يمسك فيه بالشكل دا قدام الناس أحنا أقصى حاجه بنعملها بنكتفي بالنظرات عشان مش عايز حد من أهل الحارة يقولوا أن شلة جعفر ماسكة في بعض ضرب وإهانة … أغيب وأرجع الاقيها سايبه بالمنظر دا وانتَ الكبير من بعدي يا لؤي انا لو مكانك هفهم مُنصف بيفكر في ايه من نظرة عنيه وألحق الموقف
مُنصف بحدة:ما هو غلط فيا معاتبتهوش ليه
جعفر:انتَ بدأت يا مُنصف وأحنا أتفقنا أن اللي يغلط في التاني الأول يتحمل ردّ فعل التاني مهما كان ايه هو ضرب شتيمه إهانة أتحمل انتَ مش مديت أيدك أستحمل وإحمد ربنا أنه أكتفى بالكلمتين دول ولسانه مطولش عليك أكتر من كدا عشان هو في الأول والأخر عامل بالعيش والملح اللي ما بينا ولـ عِلمك يا مُنصف سراج محكاليش حاجه انا اللي فهمته من نظرة عنيه
سحب نفسًا عميقًا من سيجارته ثم زفره بهدوء وبرود وهو يقول:على العموم أتمنى البوكسين دول يكونوا فوقوك وعرفوك أن اللي قدامك صاحبك مش واحد من الشارع هتهينه وتمشيه على مزاجك … يلا أتنيل بوس راسه وخُده في حضنك وأعتذرله .. يلا بدل ما أقوم أكمل عليك تكسير عشان متنفعش في حاجه تاني بعد كدا أخلص
تقدم مُنصف من سراج بهدوء تحت نظراته هو ولؤي الذي كان ينظر لِمَ يحدث بهدوء شديد، نظر مُنصف لـ سراج لـ يُربت على ذراعه وهو يقول بإعتذار:انا آسف يا صاحبي حقك عليا متزعلش من أخوك
جعفر ببرود:انا قولت تبوس راسه قبل أي حاجه
رمقه مُنصف بسخط لـ يقول:وهي هتفرق مع أهلك في حاجه
نظر لهُ جعفر وقال ببرود:اه تفرق وهتتحاسب على الكلمة دي بس أصبر عليا
زفر مُنصف لـ يقول:طب عندًا فيك هصالحه بـ مزاجي انا ووريني هتتنيل تعمل ايه
نظر جعفر إلى لؤي الذي حرك رأسه برفق وقلة حيلة، نظر مُنصف إلى سراج مره أخرى وقال:لسه زعلان مني
حرك سراج رأسه نافيًا لـ يبتسم مُنصف بأتساع ثم جذبه لـ أحضانه وهو يقول:حبيبي
جعفر ببرود:حبك برص وعشرة خُرس
أبتسم مُنصف أبتسامة جانبية وهو يبتعد عن سراج لـ يرمق جعفر بضيق قائلًا:شكلك مش ناوي تجيبها معايا البر يا جعفر
ضحك جعفر بسخرية لـ ينظر لهُ ببرود ويقول:عرفت منين
أبتسم مُنصف ساخرًا لـ يستقيم جعفر بوقفته وهو ينظر لهم قائلًا:انا هروح دلوقتي واللي يحتاجني ياريت ميكلمنيش عشان مش هعبر حد فيكوا
تركهم وخرج ببرود بعدما مازح سراج الذي نظر لهُ بأبتسامه دون أن يتحدث
____________________
“بـــــابـــــا”
ألتفت جعفر بجسده لـ يرى صغيرته تركض نحوه لـ يبتسم هو ويحملها على ذراعه طابعًا قُبلة لطيفة على خدها قائلًا:كُنتي فين
نظرت ليان إلى والدتها التي أقتربت منهما وهي تقول بأبتسامه:كانت معايا … كنا بنجيب شويه حاجات
نظر جعفر لها بأبتسامه لـ يقول:أتفسحتي يا ستي
حركت ليان رأسها برفق لـ تقول بسعادة:المكان حلو أوي انا قولت لـ ماما لو راحت في أي مكان تاني تاخدني معاها
نظر جعفر إلى بيلا التي قالت:انتَ رايح فين ولا جاي منين
زفر جعفر وقال بهدوء:كنت مع الشباب وقولت أطلع أريح شويه عشان أروح على آخر النهار أتطمن على جنة
حركت رأسها برفق وهي تقول بأبتسامه:طب حلو تعالى عشان نفطر سوى
حاوطها بيد واليد الأخرى يحمل بها ليان، كان حديده ينظر لهم بعينين تكاد تخرج من محاجرهما وهو ينظر لـ بيلا، بينما كان هاشم يُتابعه بترقب وعلى فمه أبتسامه واسعة خبيثة
كاد يصعد إلى منزله ولكن أوقفه صوت هاشم الذي قال:جعفر
توقف جعفر والتفت بجسده ينظر لهُ بهدوء ومعه بيلا التي كانت تقف أمامه ليُنظف هاشم حلقه وهو يقول:عايزك دقيقة
عقد جعفر حاجبيه وقال:في حاجه ولا ايه
هاشم بهدوء:أيوه
أقترب أكرم في هذه اللحظة وهو يقول بتساؤل وحدة:فين لؤي
نظروا لهُ لـ تردف بيلا بأبتسامه سعيده:أكرم
نظر لها أكرم وأقترب منها وضمها لـ أحضانه بحب لـ تُعانقه بيلا بحب شديد وهي تقول:وحشتني أوي يا حبيبي انتَ فين كل دا انا قلقت عليك أوي وكايلا بتقول أنها مشافتكش بقالها كتير
مسدّ أكرم على خصلاتها وقال بحنان:أتشغلت شويه يا حبيبتي ونسيت كل حاجه المهم طمنيني عليكي انتِ كويسه
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ بأبتسامه واسعة حنونة، بادلها أكرم أبتسامتها ثم ألتفت ونظر إلى ليان التي قابلته بأبتسامه واسعة لـ تترك جعفر وترتمي بأحضانه لـ يضمها أكرم إلى أحضانه سريعًا وهو يقول بحنان:حبيبت قلبي وحشتيني أوي
عانقته ليان وقالت بأبتسامه:وانتَ كمان وحشتني أوي يا خالو
طبع أكرم قُبلة على خدها بحنان لـ ينظر إلى جعفر الذي قال:وانا شفاف يعني ولا ايه
أبتسم أكرم وقال:هسلم عليك بعدين
نظر إلى هاشم وقال:كلم لؤي يا هاشم وخليه ييجي عشان اللي في بالي بالك حصل
عقد جعفر حاجبيه وهو ينظر لهما قائلًا:في ايه انتَ وهو انا مش فاهم حاجه
أكرم:بعدين يا جعفر
نظر جعفر إلى هاشم الذي نظر لهُ نظره ترقب قبل أن يتحدث مع لؤي، تركهم جعفر وخرج مره أخرى وهو يمرر بصره على الجميع بترقب حتى يعلم ما يُخبئونه عنه هؤلاء الحمقى لـ يري حديده ينظر لهُ نظره غير مفهومة
أقترب لؤي بعد لحظات ومعالم الإجرام بادية على معالم وجهه، أوقفته يد جعفر الذي قال بحده:في ايه ومش هعيد سؤالي تاني
نظر أكرم إلى بيلا وقال:خُدي ليان معاكي يا بيلا وأطلعي
أخذت ليان منه وهي تقول بتعجب:في حاجه ولا ايه!!!!!
أنهت حديثها وهي تنظر إلى جعفر الذي كان يقف على بوابة العمارة يرمق شخصًا ما بحقد لـ تعلم سريعًا بأن جعفر سيرتكب جريمة الآن
أخذت ليان وصعدت بهدوء دون أن تتحدث ليخرج الشباب إلى جعفر الذي كان مازال ثابتًا على موقفه لـ يقول هاشم بحده:العين المرة دي أترفعت بنظرة مش تمام … بس على مرات أخويا
نظر لهُ جعفر بشر لـ يقول بنبرة غاضبة:مين الحيوان اللي بص لـ مراتي بقى
أشار لؤي لجهة حديده وهو يقول بأبتسامه واسعة وكأنه يعزمه على العشاء في إحدى الفنادق الراقية:المرحوم قدامك
نظر جعفر إلى ما يُشير إليه لؤي لـ يري حديده هو من تجرأ ورفع بصره على أهل بيته نظرة سيئة ليقترب منه دون سابق إنذار وعيناه مشتعلة يعميهما الغضب وكل ما يُفكر بهِ كيف سيقوم بقتله وبأي الطرق
جذبه جعفر من قميصه وهو يسحبه خلفه دون أن يتحدث بحرف واحد لـ يُلقيه على الأرض وسط أهل الحارة الذين توقفوا لرؤية ما سيحدث فقد أشتاقوا لهذه المشاهد، نظر حديده لهُ لـ يُصيح بغضب وبعلو صوته قائلًا:انتَ متخلف ياض انتَ انتَ أزاي تمدّ أيدك عليا بالشكل دا شكلك متعرفش انا مين ولا أبن مين
خرجت بيلا والفتايات إلى الشرفة لترى زوجها يستعد للأنقضاض على أولى فرائسه ومعها ليان التي وقفت تُشاهد ما يحدث بشغف كبير
أبتسم جعفر وقال بسخرية لاذعة:لا محصلنيش الشرف أكيد وياريت ميحصلنيش عشان انا مبتشرفش بـ الأشكال اللي زيك ومبحبش أقعد معاها في مكان واحد
أنهى حديثه وهو يرمقه بنظرات مشتعلة غاضبة لـ يبتسم حديده ويقول بأستفزاز:لا بس لاعبة معاك أوي يا جعفر شوف يا أخي الدنيا دي فعلًا غريبة بعد ما كنت كلب ولا تسوى بقيت النهاردة أحسن واحد في المنطقة لا وبتتعامل على أنك ملك … قولي بقى عملتها أزاي وياريتك أكتفيت بكدا لا انتَ زودت اللعب أوي لحد ما بقى معاك صاروخين مره واحده
أرتفع الأدرينالين بجسده لـ يجد نفسه يُسدد لهُ ضربه عنيفه بقدمه في معدته تألم حديده على أثرها بقوه وهو يضع يديه على معدته بينما أبتسم لؤي وقال:لا أجمد كدا دا لسه بيسخن
مال جعفر بجذعه وجذبه من قميصه بعنف وهو يقول بغضب وغيرة:أسمع سيرة مراتي أو بنتي على لسانك القذر دا هقطعهولك خالص … ودا ميمعنش إنك هتتعاقب على الكلمتين اللي أتقالوا في حقهم دول
أراد لؤي إغضاب جعفر أكثر وإشعال آخر فتيلة لديه ليقول بحقد:بص على مراتي ومرات أكرم نفس النظرات اللي بصها لـ مراتك وقال حبة كلام كدا أحنا عارفينه
جعفر بأبتسامه سوداوية:أهلًا بالغالي … انتَ لو دكر تقوم على حيلك زي الشاطر كدا وتواجهني راجل لـ راجل عشان في حسابات كتير أوي محتاج انا والرجالة دي نصفيها معاك فـ لازم تبقى فايق كدا ومصحصح ولا ايه يا رجالة
أكرم بأبتسامه غاضبة:تحب نخلص قدام الناس ولا بعيد عنهم عشان بس شكلك وكرامتك ميتمرمغوش في الأرض قدام حد أصل أحنا عصابة وما بنصدق نمسك فريسة كل فين وفين فـ لازم نخير الفريسة حابه تتزف فين عشان منحرمهاش من حاجه فـ قولي بقى حابب هنا ولا بعيد اللي يريحك يا غالي هننفذه
حديده بغضب:وربي وما أعبد لـ أوديكوا في ستين داهية يا شويه عربجية يا كلاب
نظروا لبعضهم البعض في ترقب وصمت مخيف ساد المكان بـ أكمله، أعتدل جعفر بوقفته وهو يُبعد الأتربة عن ملابسه ببرود شديد أثار ريبة الجميع فـ جميعهم يعلمون بـ أن جعفر لا يرحم من يقوم بسبّه تحت أي ظرف
بينما كان حديده يُتابعه وهو مازال على وضعيته صدره يعلو ويهبط بسرعة فائقة، نظر جعفر لهم جميعًا بمعالم وجه خالية من أي تعبير وكل هذا أثار خوف بيلا فـ هي تعلم إلى أي ذروة قد يصل غضب زوجها
نظر لهُ هاشم نظرة ذات معنى وهو يقرأ الآن ما يدور بـ رأس أخيه لـ يكتشف بـ أن بداخله سواد الآن، كل الطرق تؤدي إلى الجحيم معه، أقترب من حديده مره أخرى ورفعه بحده وبدون أهتمام لـ ينظر لهُ نظرة تمنى حديده حينها بـ أن تنشق الأرض وتبتلعه
أبتسم جعفر أبتسامه واسعة وهو يقول بنبرة خافته أثارت ريبة الآخر بشدة:ايه خوفت كدا ليه دا انا حتى لسه بسخن
أبتلع حديده لعابه وهو يقول بقوه مزيفه:انتَ فاكر نفسك كدا بتخوفني ولا ايه
أبتسم جعفر وقال:أيوه … بدليل رعشه جسمك ونبرة صوتك المهزوزه … انتَ شتمتني يا حديده صح … وكملت جواك شتمك فيا بـ أمي
صُعق حديده وتيبس جسده في محله وهو ينظر إلى جعفر الذي كان يرمقه بنظرات حاقدة متوعده لـ يتحدث بخوف قائلًا:انتَ عرفت منين انا محدش سمعني … عرفت منين
أبتسم جعفر ونظر إلى أخيه الذي كان ينظر لهُ بهدوء غير معهود ليقول:ملكش فيه ليك عندي أن انا عرفت
جذبه فجأه بعنف وقد أكتست الحمرة عيناه بسبب كبته لإنفعالاته وغضبه وهو يهمس بصوت أرعب حديده بشده وهو يقول:محدش قالك إن أمي عندي خط أحمر ولا ايه … دا انا لما حد بيقولي بس يا ابن الغبية بفرومه … ما بالك بـ حاجات أكبر من كدا بكتير … مصيرك عندي دي
أردف بـ جملته الأخيرة وهو يُشير على عنقه علامة الذبح لـ يبتلع حديده تلك الغصة التي كادت تقتله وهو يقول بنبرة خائفة:أهدى يا جعفر وكل حاجه تتحل بالهدوء والعقل
حرك جعفر رأسه نافيًا وهو يقول بحقد:انتَ مينفعش معاك هدوء وعقل … انتَ شكلك متعرفش جعفر كويس عشان كدا قلبك جامد ومقوياك الجلالة إنك تقف قصاد معلم المنطقة دي كلها اللي أول ما رجله تدب في الحارة تتهزله شنبات … انا واحد دماغه ضايعه منه وغبي في تصرفاتي وردود أفعالي ولما بحط حد في دماغي بكرهه في العيشة كلها
أكرم بحده:دا تتعامل معاه على طول دا مينفعش معاه تهديدات والكلام دا كله انتَ مخدتش بالك انا قولتلك ايه
جعفر بحده:عارف … رفع عينه على حريم بيوتنا ومن ضمنهم مراتي وبنتي … حتى الطفلة الصغيرة مسلمتش من وساختك يا حديده
حديده بحقد:وربنا لـ اوريك يا جعفر أبقى وريني هتقف قصاد المعلم الكبير أزاي
صاح جعفر بصوت جهوري وهو يقول بغضب:مفيش معلم في المنطقة دي كلها غيري … مهما كان اللي هتجيبه واللي هو في نظرك معلم وهيقف في وشي فـ أحب أقولك أن انا مش عامل حساب حد سواء صغير أو كبير والحارة كلها تشهد بـ كدا … أسأل عني قبل ما تتعامل معايا عشان اللي بيدخل بابي بـ الغلط مبيطلعش منه تاني غير وهو رماد … على العموم يا دكر أنا مستني الكبير بتاعك عشان الظاهر كدا إنه نسي يربي بس من هنا لحد ما المحروس دا يشرف انتَ مش هتقعد ثانيه واحدة مرتاح
أنهى حديثه وهو يُلقيه بـ عنف تجاه أكرم لـ يسقط حديده أسفل قدميه ويسمع جعفر يقول بحده:يتروق يا أكرم .. يتروق يا لؤي ترويقه نضيفة من بتاعتنا ولما تخلصوا أدوني خبر عشان أستلم المرحوم وأكمل عليه
أبتسم كلًا من أكرم ولؤي أبتسامه مختلة لـ يجذبه أكرم معه تاركًا الجميع متجه بهِ إلى مكانهم المعتاد ويليه لؤي الذي كان سعيد للغاية بما سيفعله بهِ تحت نظرات جعفر الذي كان يقف في منتصف حارته بـ هيبة تليق بهِ ومعالم الإجرام مرتسمه على وجهه وكل ما يدور بـ رأسه في هذه اللحظة كيفية الأنتقام منه بشكل يُرضيه من الداخل
____________________
“بابا طالع دلوقتي نتجنبه دلوقتي خالص عشان ميتعصبش علينا أتفقنا”
أردفت بها بيلا وهي تُجلس ليان على الأريكة وهي تُرتب المكان سريعًا لـ تسمع ليان تقول:هو بابا ممكن يضربني وهو متعصب كدا
نظرت لها بيلا بتعجب وذهول لـ تقول نافية:مستحيل يا حبيبتي … بابا مش كدا أبدًا هو ممكن يزعق بس ميمدش أيده مهما حصل
ليان بخوف:شكله خوفني أول مرة أشوف بابا متعصب بـ الشكل دا
مسدّت بيلا على رأسها بحنان وهي تقول:متخافيش يا حبيبتي صدقيني مش هيعمل حاجه
أنهت حديثها وهي تطبع قُبلة على خدها لـ تتركها بعدها وتذهب إلى المطبخ كي تُعد الطعام وهي تعلم بأن شياطينه تتراقص أمام عينيه الآن وإن صدر منها حرف الآن فـ سينفجر بها مثلما فعل من قبل لذلك ستتجنبه حتى يهدء وبعدها تتحدث معه
فُتح الباب ودلف جعفر في نفس اللحظة التي كانت ليان تلعب بها وعندما رأته ركضت إلى والدتها سريعًا وأختبأت خلفها وهي تتمسك بـ ثيابها، نظرت لها بيلا ومعها جعفر الذي تعجب كثيرًا من تصرف صغيرته عندما رأته لـ يُيقن بـ أنها خائفة منه من بعد ما حدث
ترك أغراضه على الطاولة وتوجه إلى المرحاض مباشرًة تحت نظرات ليان الخائفة، أُغلق الباب ونظرت بيلا لها لـ تترك ما بيدها وتميل بجذعها لها قائلة بنبرة هادئة:متخافيش يا حبيبتي صدقيني مش هيعملك حاجه
حركت رأسها نافية وهي تقول بدموع وخوف:لا هو هيضربني
زفرت بيلا وهي لا تعلم من أين جاءت لها هذه الفكرة لـ تبتسم لها بحنو وتقول:هو عمره لما أتعصب مدّ أيده عليكي … بابا طيب وبيحبك ومستحيل يعمل أي حاجه تزعلك منه
ليان بخوف:هو بجد هيدبح عمو دا
صُدمت بيلا مما تتفوه بهِ ليان ولكنها معذورة فـ هي طفلة ولا تفهم شيء وستدرك بـ أنه حقيقه ولذلك يجب عليها أن تتحدث مع جعفر في هذا الموضوع كي لا يُكرره أمامها مره أخرى
نظرت لها بيلا مره أخرى وطبعت قُبلة على رأسها وضمتها لـ أحضانها قائلة:لا طبعًا مش هيعمل كدا هو بيخوفه مش أكتر وبعدين دا حرام وبابا مستحيل يعمل أي حاجه حرام عشان هو كمان هيتعاقب دي حاجه وحشه مينفعش حد يعملها خالص عشان ربنا بيزعل منه أوي وبيدخله النار بدل الجنة وبابا مش هيعمل أي حاجه من دي … متخافيش يا حبيبتي
أنهت حديثها وهي تطبع قُبلة على رأسها بحنان ثم أعتدلت بوقفتها وسمعت ليان تقول:انا هروح ألعب في أوضتي
حركت بيلا رأسها برفق وهي تبتسم لها بحنان، وبمثابة أن خرجت ليان خرج جعفر ونظر لها ثم إلى الخارج لـ يقترب منها قائلًا:ليان مالها
نظرت لهُ بيلا ثم عادت تنظر إلى ما تفعله وهي تقول بهدوء:ليان خايفة منك
حرك رأسه برفق وهو يقول:كنت حاسس
بيلا بهدوء:حاول تطمنها وتثبتلها عكس اللي هي شيفاه عشان متاخدش عنك فكرة زي دي أديك شوفت بـ عينك
حرك رأسه برفق وقال:هي فين
بيلا:في أوضتها
تركها وخرج بهدوء دون أن يتحدث تحت نظرات بيلا التي كانت تتابعه بهدوء
_____________________
“والله كويسه يا كايلا مش مصدقاني ليه”
أردف بها صلاح وهو يتحدث في هاتفه مع كايلا التي قالت:هصدقك وأكدب عنيا يعني ما انا شوفت البت كانت عامله يا قلب أمها زي الفرخة الدايخة
نظر صلاح إلى أزهار لـ يقول بهدوء:بقولك ايه انا مش هرغي معاكي كتير تعالي شوفيها بنفسك متقرفنيش
صاحت كايلا في الهاتف وهي تقول بـ أستنكار:تصدق يا صلاح انتَ ابن خال واطي ومش متربي
أبتسم صلاح وقال:الله يعزك يا بنتي ويكتر من أمثالك
صرخت بجنون قائلة:دا انتَ مستفز أقفل بدل ما يجيلي شلل
أغلقت بـ وجهه لـ يضحك هو بدوره فقد أستطاع إشعال فتيلة غضبها بكل سهولة كـ المعتاد لـ ينظر إلى أزهار قائلًا بـ أبتسامه:كايلا أتجننت محتاجه تدخل السرايا الصفرا في أسرع وقت أبقي فكريني أكلم هاشم في الموضوع دا عشان يلحقها قبل ما تتجنن أكتر من كدا
ضحكت أزهار بخفة وقالت:وهي هتتجنن لوحدها يعني ملكش يد في الموضوع
تصنع صلاح البراءة وقال:لا طبعًا يا بنتي ايه اللي بتقوليه دا وانا هعمل كدا ليه يعني
نظرت لهُ نظرة ذات معني لـ يبتسم هو أبتسامه واسعة قائلًا:مش عايزه تحلي
_____________________
“أيوه يا بنتي زي ما بقولك كدا … انا رايحة عشان أتطمن عليها وأقتل صلاح بالمرة عشان خنقني”
ضحكت بيلا وقالت:طب والله صلاح طيب وغلبان مش عارفه انتِ ليه جايه عليه كدا
ضحكت كايلا وقالت بسخرية:دا طيب … دا حرباية متلونة انتِ مشوفتيهوش وهو بيبصلي ولا كأنه بيبص لـ مرات أبوه الحيوان
ضحكت بيلا أكثر وقالت:لا صلاح معايا كويس ومبيعملش اللي بتقولي عليه دا أكيد العيب فيكي انتِ
شهقت كايلا بـ أستنكار وقالت:انا وانا هعمله ايه يعني بلا وكسة دا بيتلككلي
حركت بيلا رأسها بقلة حيلة وقالت بـ أبتسامه:طيب انا عمومًا هستنى جعفر يرجع عشان هيروح يتطمن على جنة هقوله وهنبقى نروح نزورهم
كايلا:أنصحك تروحي وهو مش موجود عشان أقسم بالله كلح كلاحه ما شوفتش زيها ولا هشوف في حياتي انا مش عارفه أزهار مستحمله الواد دا أزاي بجد الله يكون في عونها
ضحكت بيلا وقالت:يا بنتي أتلمي وبطلي تجيبي في سيرته دا زمانه مات
كايلا بـ أبتسامه:تفتكري
جحظت عينان بيلا قليلًا لـ تقول:لا الظاهر إن العيب فيكي انتِ مش في صلاح يا كايلا أقفلي
_____________________
“مــهــا”
أردف بها سراج الذي دلف إلى الغرفة لـ تلحق بهِ مها بعد لحظات وهي تقول:نعم
نظر لها سراج وقال:عملتي غدا
حركت رأسها برفق لـ يجلس هو على طرف الفراش وهو يضع كفيه على رأسه بتعب شديد، خرج منه أنين خافت لـ تعقد مها حاجبيها وتقف بجواره وهي تضع يدها على كتفه قائلة بتساؤل:مالك يا سراج في ايه انتَ كويس؟؟؟؟؟؟
لم يتحدث سراج لتجلس هي بدورها أمامه على ركبتيها وهي تقول:سراج في ايه انتَ تعبان
رفع سراج رأسه ليُقابلها عيناه الحمراء وبشرته الشاحبة لتفزع هي قائلة:سراج في ايه مالك
حرك رأسه يمينًا ويسارًا بمعنى لا شيء لـ تمُر لحظات ويشعر بالضعف الشديد وتخرج الد”ماء من فمه لتهرول مها سريعًا للخارج لتصعد لـ الطابق الذي يليها وتدق الباب بسرعة كبيرة، لحظات وفُتح الباب وخرجت بيلا وهي تقول بقلق عندما رأت مها أمامها:في ايه يا مها انتِ كويسه
أستنجدت بها مها وهي تقول بفزع:ألحقيني يا بيلا سراج تعبان أوي
خرج جعفر وهو يقول بقلق:ماله يا مها
حركت رأسها بجهل وهي تقول بخوف:معرفش تعب فجأه والد”م خارج من بُقه وعنيه أحمرت
أندفع جعفر سريعًا للخارج ونزل على الدرج بسرعة ثم دلف لمنزل شقيقته ومنها إلى غرفتهما لـ يجد سراج في حالة لا يرث عليها، وقبل أن يسقط سراج أسندته يد جعفر الذي قال:أهدى مفيش حاجه انتَ كويس
أسنده وأجلسه على الفراش مره أخرى لـ يرى حالته المُذرية تلك ليأخذ هاتفه ويعبث بهِ قليلًا ثم وضعه على أذنه وهو يضم رأس سراج لـ أحضانه، تحدث جعفر بعد لحظات وهو يقول:انتَ فين يا هاشم … طب تعلالي بسرعة دلوقتي … سراج تعبان أوي ومعرفش حصله ايه تعالى انتَ أكيد هتعرف تتصرف … أيوه اللي في بالي بالك … بسرعة انا في شقة أختك
أنهى حديثه وأغلق الهاتف مره أخرى ونظر لـ مها التي جاءت بـ صحبة بيلا وقال:متخافيش هاشم جاي دلوقتي وهيعرف يتصرف هو عارف هيعمل ايه
نظرت مها لـ سراج بدموع وخوف لـ تقترب منه وتجلس جواره وهي تُمسدّ على يده بحنان، نظرت بيلا إلى جعفر الذي نظر إلى ليان لتنظر إلى صغيرتها التي مازالت تتجنبه وتختبئ خلفها، مسدّت على رأسها بحنان ورأتها تود الأقتراب من سراج ولكنها خائفة من جعفر لـ تتفهم بيلا الأمر وتُبعد جعفر عن سراج لـ ينظر هو لها بتعجب، ليرى صغيرته تقترب بعد لحظات من سراج الذي كان يضع رأسه على كتف مها وحالته تزداد سوء
وقفت أمامه ومدت يدها الصغيرة تجاهه وهي تُمسدّ على وجهه بهدوء، في ذلك الوقت دلف هاشم سريعًا وهو يقول:في ايه
وقع بصره على سراج لـ يقترب منه سريعًا وهو يُبعد مها عنه قائلًا:خليكي بعيد دلوقتي يا مها عشان لو حصل حاجه متتأذيش
نظر إلى جعفر نظره فهمها الآخر ليأخذ مها بعيدًا وهو ينظر لما يحدث بهدوء، نظر هاشم إلى ليان وقال:شايفه حاجه
نظرت لهُ ليان وحركت رأسها برفق ليقول هو بتساؤل:شايفه ايه؟؟؟؟؟؟؟؟
نظرت ليان لـ سراج مره أخرى وقالت:الساحرة
نظر لها هاشم وهو يقول بترقب:بتعمل ايه
تحدثت ليان وهي تنظر إلى سراج قائلة:بتسحب طاقته كلها وأول حاجه سحبتها قوته النادرة في تجسيد البشري لـ مصاص دماء … بتسحب بقوة كبيرة قادرة أنها تخليه عاجز عن أي حاجه لأنه الوحيد اللي صعب تهزمه بسهولة والوحيد اللي بنتحامى فيه بمعظم الأوقات لما تضعف قوتنا
صق هاشم على أسنانه بقوه وهو يقول بغضب:شيراز الملعونة
نظر لها مره أخرى وقال:حاولي تتواصلي مع إيميلي يا ليان وعرفيها عشان تقدر تتحرك وتوقف الملعونة دي بـ أي طريقة
ليان:بس انا أقدر أساعده
هاشم:مش هينفع في كل الأحوال لازم حد منهم يتصرف ويروح لـ شيراز ويهددها
أبتعدت ليان كي تتواصل مع إيميلي لينظر هاشم إلى سراج قائلًا:حاول تقاوم يا سراج شيراز مش لازم تضعفك بالشكل دا انتَ أقوى منها
ولكن قد تأخر الوقت كثيرًا فـ الأفضلية إلى شيراز الآن، بينما كانت مها تبكي خوفًا عليه لـ يضمها جعفر بدوره وهو يقوم بتهدئتها وطمئنتها
_____________________
“هيا كين علينا التحرك هذه اللعينة تمكنت من سراج ويجب إيقافها بأي طريقه كانت”
أردفت بها إيميلي بحده وهي تنظر إلى كين الذي أقترب بدوره ومعه سميث وچون وميشيل قائلًا:حسنًا إيميلي ها نحن ذا أيمكننا التحرك الآن أم ماذا
إيميلي بجدية:نعم هيا بنا علينا إيقاف هذه اللعينة قبل أن تقتله
خرجوا جميعهم وركضوا بسرعتهم الفائقة ويليهم چون وميشيل اللذان تحولا إلى ذئبان ولحقا بهم سريعًا
_____________________
“مر الوقت كـ سرعة البرق والجميع في حاله ترقب وخوف شديد، أبتسمت ليان وهي تنظر إلى سراج وهاشم الذي قال بترقب:ايه اللي حصل
أقتربت ليان منهم وهي تقول:لقد تم إيقاف شيراز
أبتسم هاشم وقال:وقفوها
حركت ليان رأسها برفق لتقول بنبرة سعيده:اه إيميلي وكين هددوها وكمان خلصوا على نص السحرة اللي معاها
نظر هاشم إلى سراج الذي كان نائمًا بعدما ضعفت قواه بشدة ليقول بأبتسامه:هانت يا صاحبي
____________________
أقتلع قل”ب الساحرة بكل برود لتسقط جث”تها أرضًا مفار”قة للحياة لـ يُلقيه أرضًا وهو ينظر إلى شيراز بأبتسامه واسعة قائلًا:حسنًا أيتها الفا”جرة ها نحن متعادلان الآن أنتِ أخذت ما يملكه سراج من قوى وأضعفتيه بشدة حتى كاد الرجل يفارق الحياة والآن نحن أخذنا حقوقنا أيضًا وقتلنا نصف السحرة خاصتك وما يُعادلون ما فعلتيه بـ سراج أحد أفراد عائلة كيڤن آلبرت والتي يُزين حروفها قطرات الد”ماء الخاصة بضحا”ياهم
أقتلعت إيميلي قل”ب الساحرة بقسو”ة لتُلقيه بعيدًا وهي تقول:نعم زوجي محق أنتِ يا امرأة تتلاعبين مع الأشخاص الذين لا يملكون إنسانية نحن أخطر مما تتخيلين عزيزتي كُفي عن التلاعب مع مصاصين الدماء أنتِ لستِ بنفس قوتهم وعنفهم فـ بحق الله انتِ مجرد لعينة تُحركين أي شيء في الهواء فحسب إذًا ما الفائدة من هذا
أقترب ذئب أسود اللون ووقف بجانب إيميلي وهو ينظر إلى شيراز والذي لم يكن سوى ميشيل لتنظر لهُ شيراز بحقد لتُشهر بـ يدها اليُمنى تجاهه ليسقط أرضًا وهو يتحرك بعشوائية متألمًا وهو يُصدر أصوات متألمة ليُسرع كين إليها وقبل أن يدفعها بعنف كانت هي أسرع منه ليرتد هو للخلف بعنف ويصتدم بعنف أكبر في الجدار خلفه لتسرع إيميلي إليها وهي تتفادى ضرباتها بمنتهى السهولة فـ هي تقرأ ما يدور برأسها بكل سهولة
دفعتها إيميلي بعنف بعيدًا وهي تصرخ بها لترتد سيراز للخلف وتصتدم بعنف في الجدار مثلما فعلت مع كين لـ تُكمل إيميلي عليها وهي تُسدد لها العديد من الضربات بحقد وغضب
أقترب كين من ميشيل وهو يقول بترقب:هل أنت بخير ميشيل
نهض ميشيل ونظر لهُ وفهم كين نظرته ليبتسم لهُ ويذهب سريعًا إلى إيميلي لمساعدتها في تأديب هذه اللعينة
______________________
جلس على الأريكة بتعب بعدما أطمئن على صديقه وتأكد من أنه بخير وجلست بيلا بجانبه دون أن تتحدث، مسح على وجهه بهدوء لينظر إلى غرفة ليان ليراها تلعب بألعابها في الداخل، نهض بهدوء وتوجه إليها تحت نظرات بيلا التي كانت تُتابعه بهدوء دون أن تتحدث
دلف إلى غرفتها ونظر لها للحظات ثم أقترب منها حتى جلس أمامها وقال دون مقدمات:مش عايزه تقعدي معايا ليه
نظرت لهُ ليان وشعرت بالخوف منه فكلما تذكرت ضربه للرجل تخاف منه وتظن بـ أنه سيفعل المثل معها، أقترب منها جعفر بهدوء ومسدّ على خصلاتها بحنان وهو يقول:متخافيش يا حبيبتي انا مش هعملك حاجه
أنكمشت ليان على نفسها ليقول هو بحنان:انا مش هعملك حاجه يا حبيبتي خايفه كدا ليه
نظرت لهُ وقالت بخوف:لا انتَ هتضربني زي ما ضربت عمو
نفى سريعًا ما تقول ليقول هو:لا انا مش هعملك حاجه يا حبيبتي هو عمل حاجات وحشه وانا عاقبته عليها إنما انتِ لا … أوعي تخافي مني يا ليان تحت أي ظرف أو تشُكي إني ممكن أضربك بدون سبب … انا مستحيل أعملها يا حبيبتي … وبعدين انتِ مش عارفه بابا بيحبك قد ايه ومبيحبش حد يزعلك يبقى ليه انا هضربك وازعلك مني
نظرت لهُ ببراءة فـ هي طفلة في النهاية وقد صور لها عقلها الصغير هذه الأشياء وهذا طبيعي، طبع جعفر قُبلة على رأسها وهو يقول بأبتسامه حنونة:ينفع ألعب معاكي
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ ثم أبتسمت أبتسامه لطيفة بريئة ليبتسم هو بدوره وهو يضمها بحنان لـ أحضانه وبدء يلعب معها ويُضحكها في بعض الأوقات وكانت هي تستجيب لهُ سريعًا وأستطاع هو في وقت قصير أن يجعلها تنسى ما حدث وتتجاوب معه سريعًا تحت نظرات بيلا التي كانت تتابعه بـ أبتسامه واسعة وحب
____________________
“خرجوني من هنا أقسم بالله ما هسيب واحد فيكوا وهندمكوا واحد واحد”
اردف بها حديده الذي كان مُقيد في المقعد ببعض الحبال العريضة في مكان شبه مهجور، نظر حوله وهو يبحث عن مخرج يُساعده على الهروب وطلب المساعدة مِن مَن سيأخذ بثأره من جعفر ومن معه، حاول فكاك نفسه بشتى الطرق ولكنه لم يُفلح ليزفر بقوه وغضب وهو يصرخ بغضب عسى أن يسمعه أحد
ولكن كانت الإجابة كسابقتها، الصمت، زفر بقوه وقال بتوعد:انتَ اللي بدأت اللعبة يا جعفر وغدرت يبقى تستحمل اللي هيحصلك لحد آخرها وتشوف عصام حديده هيعمل فيك ايه إن ما عرفتك مقامك يا حيوان مبقاش عصام حديده
______________________
أقترب منها وهو يُعانقها بحب قائلًا بأبتسامه:وحشتيني أوي يا جنتي
أبتسمت جنة وقالت بنبرة متعبة:وانتَ كمان وحشتني أوي انا مبسوطه إني شوفتك
نظر لها بأبتسامه وطبع قُبلة على جبينها وهو يقول:لو مجيتي ليكي هتبسطك أوي كدا انا عندي أستعداد أجيلك كل يوم
جلس على طرف الفراش وخلفه وقف هاشم وهو ينظر لها بأبتسامه ليقول جعفر بأبتسامه حنونة:طمنيني عليكي يا حبيبتي عامله ايه دلوقتي
جنة بتعب:زي ما انتَ شايف يا جعفر .. بتوجع كل شويه
مسدّ على رأسها بحنان وقال:سلامتك يا حبيبتي من الوجع .. هتخفي أن شاء الله وتبقى زي الفل وترجعي جنة اللي انا أعرفها
هاشم بهدوء:هي اللي طلبت مني كدا يا جعفر وانا حذرتها أنها هتتعب مسمعتش الكلام وعاندت معايا
نظر لها جعفر وقال بعتاب:ليه يا جنة
جنة:عايزه أعيش حياتي طبيعي يا جعفر زي أي حد … انا بظلم نور معايا
دلف نور في هذه اللحظة واقترب من فراشها وجلس على الجهة الأخرى وهو يقول بأبتسامه حنونة:وهو نور أشتكالك يا حبيبتي من حاجه
حركت رأسها نافية وهي تقول بدموع:متضغطش عليا يا نور عشان خاطري … نظرة عنيك باينة أوي وانا ضميري أنبني بما فيه الكفاية انتَ من حقك تعيش حياتك زي ما انتَ عايز
نور:وانا رضيت بيكي يا جنة من غير كلمة عشان بحبك وبعدين انتِ مكانش ليكي ذنب في حاجه كل دا كان خارج إرادتك
زفر جعفر بهدوء وقال:طب على الأقل كنتي عرفينا يا جنة قبل ما تاخدي أي خطوة يا حبيبتي عشان نبقى عارفين وعاملين حسابنا في أي حاجه تحصل
حركت رأسها نافية وهي تقول:لو كنت عرفتكوا مكنتوش هتوافقوا … متخافوش انا هبقى كويسه
نظر جعفر إلى نور الذي قال:متخافش عليها طول ما انا معاها
نظر جعفر لها مرة أخرى دون أن يتحدث فـ هو يعلم بأنها تُريد أن تعيش كـ أي بشري طبيعي ولكنه يخاف عليها وبشدة فـ عندما رأى حالة سراج شعر بالخوف عليها من أن تكون مثله ولكن يبدوا بأن هناك الكثير ينتظره وهذه ليست سوى البداية لطريق طويل مظلم لا يعلم كيف ستكون نهايته
___________________
بمناسبة الأبطال عشان سألتوني كتير في الموضوع دا جعفر وبيلا معاهم ليان، صلاح وأزهار معاهم فراس وزبيدة، عابد وهنا معاهم يارا، لؤي وفاطمة معاهم توأم كمال ونورسين
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني)