روايات

رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث الجزء التاسع والعشرون

رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث البارت التاسع والعشرون

جعفر البلطجي الجزء الثالث
جعفر البلطجي الجزء الثالث

رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث الحلقة التاسعة والعشرون

_الحا.كمة الصغيرة_
_______________________
وإن قاموا الأحِبَّة بالتخـ ـلي عنا فمن يحتو.ينا
ماذا سيحدث وأين سأذهب بجـ ـرحٍ غا.ئرٍ
فالعائلة قد تخـ ـلَّت عنا، فمن يحتو.ي جر.وحنا
غريبٌ عني تا.ئهٌ بين البشر
شـ ـريدٌ ولا أدْري أينَ أرْ.تَمي
________________________
<“الوقا.حة قاموسٌ في حياتهم”>
_أنا برضوا اللي خبـ ـيث يا حيو.ان يا عد.يم الر.باية، أقـ ـفل بدل ما أجي أنا أوريك شغل الخبا.ثة والحقـ ـد على حق، وعشان أنا عيل خـ ـبيث بحق وحقيقي يمين بعظيم لـ أكون مسـ ـخَن “فريد” عليك يوريك شغل الحـ ـقد والخبا.ثة على حق.
أنهـ ـىٰ حديثه ثم مدّ يده وأغـ ـلق المكالمة في وجهه دون أن يكترث إليه لتنظر إليه “شـاهي” وهي مازالت مصدو.مة مِمَّ سَمِعته منذ برهة لتنظر إلى و.لدها الذي أبتسم وهو يثبت بصره على الطر.يق أمامه قائلًا:
_إيه رأيك، مش قولتلك صحابي محترمين ومؤدبين مبتطـ ـلعش مِن بو.قهم العيـ ـبة!.
ر.مقته بأستنكارٍ شـ ـديدٍ وهي تنظر إليه لتتـ ـسع أبتسامته وينظر إليها بطر.ف عينه دون أن يتحدث وعاد يركز ببصره على الطر.يق أمامه وهو يُفكر ماذا سيكون ردّة فعلها حينما ترىٰ “مُنصف” أمامها بعدما تو.اقح معه على الهاتف.
_هو صاحبك دا على طول قـ ـليل الأد.ب كدا ولسا.نه طويل؟.
سألته “شـاهي” وهي مازالت في صد.متها، لَم تَكُن تتوقع أن يكون صديقه بهذه الوقا.حة، والأدهى أن و.لدها يسمح لهُ بالتو.اقح معه دون أن يعنـ ـفه، فيما أبتسم هو وقال بنبرةٍ رخيمة:
_دي أقل حاجة عنده يا حبيبتي، هو كدا مؤدب خالص ومتر.بي.
أنهـ ـىٰ حديثه ثم نظر لها بطر.ف عينه وأكمل قائلًا:
_مش قولتلك هتتعودي، دي لسه البداية بس مش أكتر التقيـ ـل كله ورا، قوليلي بقى لسه خا.يفة على العربية ولا صَرَفتي نظرك وأتطمنتي إني محترف فـ السواقة!.
___________________________
<“عاد الوِد مِن أصحاب الوِد”>
كان “جـاد” يقف أسفل البِنْاية وهو يظهر في أبهى صورة، كان يرتدي بِنطال مِن خامة الچينز الأسو.د وقميص قطني أبيـ ـض وحذ.اءًا مِن نفس اللو.ن بالإضافة إلى ساعة يد إلكترونية سو.داء اللو.ن، كما تقول “شـاهي” لهُ أن شعره مثل الشجرة، بالإضافة إلى لحيته الخفـ ـيفة التي أعطته وسامته الكاملة يقف قرابة الرُبع ساعة ينظر حوله محاولًا تذكر البِنْاية.
فيما كان “لؤي” يقف في محل “فريد” الخاص بالدواجن يقوم بإستفزازه وإثا.رة غيظه كالمعتاد، فيما كان “فريد” لا يعيره أهمية ويقوم بأداة عمله تاركًا الآخر يُثر.ثر وحده.
_يا “فريد” ردّ على اللي جا.بوني هو أنا بكلم فـ نفسي!.
هكذا صاح بهِ “لؤي” بعد أن طفـ ـح بهِ الكيـ ـل مِن صمت الآخر الذي أخيرًا قام بإر.ضاءه وهتف بنز.قٍ:
_نعم يا “لؤي”، نعم يا “شكسبير” الغلا.بة عايز إيه مِن أهلي قر.فتني.
أغتاظ “لؤي” مِن ردّه عليه ولذلك أجابه وهو يصـ ـق على أسنانه قائلًا بنبرةٍ غا.ضبة مكتو.مة:
_جرى إيه يا “فريد”؟ جرى إيه يا “روميو” أنتَ شايف نفسك إيه مخلّيك تكلمني مِن منا.خيرك لا أنا لسا.ن اللي جا.بوني طويل وقـ ـليل الأد.ب لو ناسي أفكرك.
ترك “فريد” السـ ـكين أو بمعنى أد.ق ألقا.ها على الرخامية بنفا.ذ صبرٍ بعد أن أستطاع “لؤي” إثا.رة غـ ـضبه ليصيح بوجهه بغـ ـضبٍ وهو يقول:
_عايز إيه يا “ز.فت”؟ عايز إيه مِن “نيـ ـلة” قر.فت اللي جا.بوني يا عم، إيه مفيش غير أهلي هنا تجـ ـننه ما تروح تنكـ ـش فـ “جـعفر” شويه أنا تـ ـعبت مِنكم جتكم الهـ ـم شلة غـ ـم.
أنهـ ـىٰ حديثه ود.فعه بعـ ـيدًا عن طريقه وهو يتجه إلى المخزن الخاص بهِ أسـ ـفل نظرات “لؤي” الذي كان مذهولًا مِن صيحات وغـ ـضب “فريد” الذي كشـ ـر عن أنيا.به أخيرًا وأصبح يقوم بالردّ عليهم والتطا.ول عليهم مثلما يفعلون هم ليصبح العضو الجديد في دائرة فسا.دهم.
لبعض اللحظات حاول أستيعاب الأمر ليقوم بالصر.اخ بهِ متجهًا خارج المحل وهو يتو.عد لهُ بقوله:
_هي بقت كدا يا “فريد” يا فرارجي، طب يمين بعظيم لـ أسخَـ ـن عليك “مُنصف” أخلّيه يسـ ـتلمك محتوى.
ثوانٍ وخرج لهُ “فريد” وهو يتو.لى مـ ـهمة الردّ عليه حينها وقال بوقا.حةٍ:
_تعرف، دا.هية فيك وفـ “مُنصف” رو.ح أشتـ ـكيله يا رو.ح أ.مك وأنا هسـ ـتلمك أنتَ وهو محتوى وأفرج عليكم “حارة درويش” كلها مبقاش غيركم شويه عيال زيكم يتكا.تروا عليا.
بالحق كان “لؤي” مصد.ومًا فقد إستطاع “فريد” الد.فاع عن نفسه والوقوف أمامهم النـ ـد بالنـ ـد، فا.جئه حقًا لا محا.ل، طا.لعه “فريد” بتهكمٍ ثم تركه وولج إلى مخزنه تاركًا “لؤي” الذي تفا.قم غضـ ـبه داخله أكثر ليتو.عد إليه بالو.يلات مبتعـ ـدًا عن المخزن.
فيما حاول “جـاد” مهاتفة ابن عمه الذي كان لا يُجيب عليه حتى الآن ليزفـ ـر بضـ ـيقٍ وهو يتمتم بحنـ ـقٍ:
_في إيه يا “يـوسف” مبتردّش على أب.ويا ليه هو دا وقته.
كانت في هذه اللحظة “كايلا” تقترب مِن موضع وقوفه تحـ ـمل حقيبة ظهرها على كتفها، أتجهت أولًا إلى “ثُريا” تصافحها وتطمئن عليها كما تفعل دومًا فيما و.قع بصره عليها بعد أن أستطاعت جذ.ب إنتباهه إليها دون أن تشعر هي ليظن في بادئ الأمر أنها زوجة ابن عمه، تلك الفتا.ة البشوشة اللطيفة التي عاملته بودٍ.
فيما أتجهت بعدها إلى “فريد” تُلقي أُمسيتها عليه ليبادلها هو بأخرىٰ أكثر ودًا ثم بعدها أتجهت إلى البِنْاية حتى تصعـ ـد إلى شقتها كي تنعم ببعض الراحة، وحينما أقتربت مِنهُ وكادت أن تتخطـ ـاه أو.قفها هو قائلًا:
_”بيلا!”.
تو.قفت هي ونظرت إليه لتراه هو ذاك الشا.ب الذي تشا.جرت معه مِن قبل وأستطاع حينها “يـوسف” تهـ ـدأ الأمور بينهما، فيما لَم ينـ ـتبه هو إلى أنها ليست “بيلا” بل هي نفس الفتا.ة التي تشا.جر معها مِن قبل وحادثها قائلًا:
_كويس إني شوفتك أنا بقالي رُبع ساعة واقف هنا مش فاكر أنهي عمارة مِن دول ساكن فيها “يـوسف” بكلمه بس مبيردّش عليا.
أبتلـ ـعت هي غصتها بتروٍ ثم أعادت خصلة شا.ردة خلف أذنها وقالت بنبرةٍ هادئة:
_لا للأسف أنا مش “بيلا”، أنا توأمها اللي دبـ ـت خنا.قة معاك المرة اللي فاتت.
أصابـ ـت ضـ ـربتها في مسا.رها الصحيح حينما أوضحت إليه الأمر ومَن تكون، حينما ظهر الذ.هول والتفاجؤ على معالم وجهه لا يُصدق أن يقابلها مرةٍ أخرىٰ بالتأكيد تمزح معه أو أنها تتأ.مر عليه، حاول السيطـ ـرة على صد.مته ثم أبتـ ـلع غصته بتروٍ وهتف بنبرةٍ متخبـ ـطة رغـ ـمًا عنه وقال:
_أنا آسف بس أنا بصراحة مبعرفش أفرَّ.ق بينكم يعني الشبه اللي بينكم يخـ ـض وأنا لسه متعودتش ومش عارف إذا كُنْت هتعود ولا لا.
أبتسمت أمامه لأول مرة أبتسامة هادئة بعد أن أحتـ ـل الصفا.ء بُنيتيها لتقول بنبرةٍ ودودة:
_متقـ ـلقش بكرا تتعود دا بس عشان لسه فـ الأول بس بعد كدا هتعرف تفرَّ.ق بينا، عمومًا “بيلا” مش هنا بتزور مامتها وأخوها الكبير والشقة مقفو.لة فوق لأن “جـعفـ…” أقصد “يـوسف” مش فوق فـ مشوار وهو عادته بيتأ.خر.
ظهرت خـ ـيبة الأمل على معالم وجهه وهو يُطا.لع نافذة شقة ابن عمه المغـ ـلقة وهو لا يعلم ماذا عليه أن يفعل، ولَكِنّ سَمِعها تتحدث تقترح عليه بقولها:
_طب أقولك حاجة، ممكن تقعد مع “لؤي” شويه لحد ما “يـوسف” يوصل هو شخص لطيف وصاحب “يـوسف” جدًا.
فكر “جـاد” قليلًا ولَكِنّ تذكر أمر إ.بنة عمه المتزوجة ليسألها حينها قائلًا:
_طب متعرفيش “مها” ساكنة فين؟ أنا بصراحة مزورتهاش قبل كدا ومعرفش بيتها فين.
أومأت بـ رأسها برفقٍ وأجابته بنبرةٍ هادئة وهي تُشير لهُ على إحدىٰ البِنْايات قائلة:
_بُص العمارة اللي هناك دي اللي بعد بعد بعد دي الدور الرابع ممكن تلاقي “سـراج” جوزها دلوقتي ممكن تقعد معاهم شويه، بس أستنى قبل ما تروح على الفا.ضي هكلمها أشوفها.
أنهـ ـت حديثها وهي تقوم بإ.خراج هاتفها مِن حقيبتها فيما كان “جـاد” يتفر.س المكان بعينيه وهو يرىٰ البِنْايات البسيطة متراصة بجانب بعضها البعض، أجواءٌ شـ ـعبية لَم يعـ ـيش بها قط، فقد تر.بى وتلعلع في بيئةٍ معينة لَم يشاهد أو يعيـ ـش هذه الأجواء مِن قبل إلا بعد ظهو.ر ابن عمه مِن جديد في حياتهم.
لَم يشعر بِمَن حوله فقط ظل ينظر حوله حتى رأىٰ فتا.ةٌ جميلة وصغيرة تركض خلف صديقتها تلعب معها وصوت ضحكاتها الرنانة الطفولية يملئ المكان وقد وجد نفسه يبتسم بتلقائيةٍ بعد أن أستطاع هذا المشهد البسيط إقتـ ـحام قلبه دون سا.بق إنذ.ار، فهو يعشـ ـق الفتيات الصغيرات يراهن بـ ـريئات ولطيفات وأيضًا يتمتعن بالتد.لل حينما يريدن شيئًا ما.
تفاصيلٌ صغيرة جعلته في عالمٍ آخر غير الذي يعرفه، ولَكِنّ ظهر أمامه مفـ ـسد اللحظات السعيدة وهو يخر.ج مِن محله يجلس على المقعد الخـ ـشبي وهو يد.خن سيجارته وهو ير.مقه بنظراتٍ حا.قدة، حينها فقط شعر “جـاد” أنه رآه مِن قبل وسريعًا تذكر المشا.جرة الحا.دة التي نُشِـ ـبَت في الآونة الأخيرة بينه وبين ابن عمه كادت أن تجعله يلقـ ـىٰ حد.فه.
ولذلك بادله نظراته أكثر حقـ ـدًا وكر.هًا لتستمر بينهما حر.ب المُقل كانت هي قد قطـ ـعتها بحديثها إليه حينما قالت:
_للأسف “مها” و “سـراج” مش فـ البيت دلوقتي بس بتقولك متمشيش هما على وصول و “يـوسف” كمان راجع دلوقتي وعرف إنك هنا فـ ممكن تقعد مع “لؤي” لحد ما ييجي بدل ما تفضل واقف كدا هتتـ ـعب.
نظر هو لها ولا يعلم لِمَ شعر بشعورٍ غر.يبٍ تجاهها، أهي تهتم بهِ وتخـ ـشى أن تؤ.لمه قدميه أم أنها تقول ذلك فقط ذو.قيًا ولا تقصد شيئًا، لا يعلم حتى الآن ولَكِنّ شعر بشيءٍ يقوده إليها يجهـ ـله حتى هذه اللحظة وكأنه قاب قو.سين أو أدنى، ولَكِنّهُ كالمعتاد حافظ على ثبا.ته وقال بنبرةٍ جا.دة:
_تمام، هو فين؟.
نظرت هي حولها تبحث عنه حتى رأته يتوجه إلى الچيم يلحـ ـق بأصدقائه، ألتفتت إليه وقالت:
_تعالى ورايا بسرعة نلحـ ـقه قبل ما يدخل.
أنهـ ـت حديثها ثم توجهت سريعًا إلى “لؤي” بخـ ـطىٰ واسعة حتى تلحق بهِ، فيما نظر هو لها متعجبًا ولَكِنّهُ لَحِقَ بها دون أن يتحدث حتى رافقها، فيما توقفت هي أمام “لؤي” بعد أن أوقفته بنداءها قائلة:
_مساء الخير يا “لؤي”، معلش كُنْت بس عايزاك تخلّـ ـي “جـاد” ابن عم “يـوسف” معاك لأنه مستنيه بقاله فترة وهو مش هنا ومحدش فو.ق زي ما أنتَ عارف بدل ما يكون لوحده يعني وحد يضا.يقه أنتَ عارف نَوَ.ش الحارة واللي فيها.
نظر هو إلى الآخر وهو يشعر أنه رآه مِن قبل ليقوم بالموافقة فورًا لتشكره هي وتتركهما سويًا وتعود إلى منزلها، فيما نظر “لؤي” إلى “جـاد” الذي نظر لهُ كذلك وقال بنبرةٍ هادئة:
_حاسس إني شوفتك قبل كدا.
أبتسم إليه “جـاد” بسمةٍ هادئة وأجابه بنبرةٍ هادئة وقال:
_”جـاد”، جيت مع “يـوسف” لمَ جه يزورك وأنتَ عامل عمـ ـلية.
أبتسم إليه الآخر حينما تذكره وقال بنبرةٍ ودودة:
_أفتكرتك، نوَّرت “حارة درويش” يا غا.لي.
شعر “جـاد” بـ الراحة تجاهه ولذلك قال بنبرةٍ هادئة:
_منوَّرة دايمًا بأهلها يا “لؤي”.
أشار إليه “لؤي” تجاه الچيم وقال بنبرةٍ هادئة مبتسم الوجه:
_ليك فـ الچيم ولا!.
أجابه حينها “جـاد” ممازحًا إياه حينما قال ضاحكًا:
_والفورمة دي جَت منين؟ مِن فراغ ولا بطر.قعة صوباع.
ضحك حينها “لؤي” ثم أشار إليه قائلًا بنبرةٍ ضاحكة:
_معلش أخوك د.ماغه مش فيه النهاردة، طب تعالى دا عم “رأفت” دا حبيبنا أينعم شـ ـديد و “يـوسف” الوا.طي بيسـ ـخَنه عليا أنا بالذات بس It’s okay هو أصلًا عيل مشافش ر.باية.
تفا.جئ “جـاد” مِن تو.اقح “لؤي” على ابن عمه في غيا.به وهجو.مه بالحديث عليه ولذلك قام بالد.فاع عنه حينها قائلًا:
_لا بعد إذنك معلش متغـ ـلطش فـ ابن عمي، الر.اجل كويس وطيب والعـ ـيبة مبتخر.جش مِنُه.
حينها توقف “لؤي” عن السير فجأ.ة وألتفت إلى الآخر وهتف يصيح بهِ بإستنكا.رٍ شـ ـديدٍ حينما قال:
_نعم! مين دا اللي العيـ ـبة مبتخر.جش مِنُه؟ دا هو العـ ـيبة نفسها أنتَ شكلك غـ ـلبان ومخد.وع فيه.
تعجب “جـاد” أكثر ووقف ينظر إليه دون أن يتحدث ليسمع الآخر يقول:
_بُص هو طبيعي تد.افع عنه لأنه ابن عمك بس إنك تنكـ ـر إنه مشافش ر.باية لا معلش مش حـ ـقك، دا واخد مصطلح الشتا.يم منـ ـهج فـ حياته، عامل زي السيجا.رة اللي بيشربها لو مقالهاش يتعفـ ـرت، إسمع مِني صدقني هو مش بالبراءة دي أنا عارفُه كويس دا صاحبي، طب هثبتلك لمَ ييجي إنه مشا.فش ر.باية عشان تصدقني.
حينها أتاه صوت “ثُريا” مِن الخلف وهي تهتف بنز.قٍ:
_ولمَ هو عيل مشا.فش ر.باية، جنابك إيه، دا أنتَ اللي معـ ـلمُه قـ ـلة الأد.ب والردّ، فاكر أول خنا.قة حصلت بينكم وبين المد.عوق “فتوح” إيه اللي حصل؟ بلاش نتكلم عشان هفضـ ـحكم كلكم وما حد هيسلَّـ ـم مِني.
ألتفت نحوها ينظر لها بغـ ـيظٍ د.فينٍ ثم صـ ـق على أسنانه وقال بنبرةٍ مكتو.مة:
_أهدي يا “أمّ حـسن”، أهدي وخلّـ ـي الطابق مصـ ـطور بدل ما أسَيـ ـب عليكِ “يـوسف”.
أبتسمت هي بتهـ ـكمٍ وهي تضـ ـرب على ظهر يدها بكفها وهي تقول سا.خرةً مِنهُ:
_مبقاش فيه غير العـ ـبيط يهـ ـددك يا “ثُريا”، عجايب الدنيا ٧ بقوا ٨ لمَ “لؤي” هـ ـددني دلوقتي، ولسه ياما هنشوف.
تفا.قم غيـ ـظه وإزد.اد غـ ـضبه ليلتفت إلى “جـاد” ممسكًا بـ كفه ثم سحـ ـبه خلفه متجهًا إلى صالة الألعاب الرياضية وهو يقول بـ ـغضبٍ متفا.قمٍ:
_تعالى معايا يا “جـاد” عشان أنا لو فضلت واقف قدام الو.لية دي ثانية كمان هجيب كر.شها.
ر.مقته هي بنظراتٍ نا.قمة وهتفت تتو.عد إليه قائلة:
_تجيب كر.ش مين دا أنا أجيب كر.شك أنتَ واللي خـ ـلفوك، ضـ ـربة فـ كر.شك يا “لؤي”.
حاول “جـاد” تما.لُك نفسه حتى لا يفقـ ـد السيطـ ـرة على نفسه وهو يضع كفـ ـه على فمه، وقد تعجب كيف تكون علا.قته هكذا مع والدة صديقه هذا أثا.ر فضو.له لمعرفة التفاصيل أكثر وأكثر، ولجا كلاهما إلى صالة الألعاب الرياضية الخاصة بـ عم “رأفت” الشهير بصالة الألعاب خاصته في حارتهم الحبيبة
نظر “جـاد” حوله وقد أبدى إعجابه الشـ ـديد بها فهذه هي أجواءه المُفضّلة الإضاءة الخا.فتة وألو.ان الجدران الهادئة وأجهزة التمارين المحببة إلى قلبه، بينه وبين صالة الألعاب الرياضية قصة حُبّ لا تنتـ ـهي، أقترب رفقة “لؤي” مِن العم “رأفت” هذا الر.جُل الذي غَـ ـلَبَ الشيـ ـب رأسه ولَكِنّهُ يُحا.فظ على صحة جسده وكأنه شا.بٌ في زهرة شبا.به
_مساءك فُل يا عم “رأفت”.
نطق بها “لؤي” يُلقـ ـي عليه أُمسية المساء فيما بادله الآخر تحيته ونظر إلى “جـاد” يتفر.سه بنظراته خصيصًا أنه يراه لأول مرةٍ في حارتهم، وقد تولى “لؤي” مُهـ ـمة التعريف بينهما ليبتسم لهُ العم “رأفت” ويُجيبه قائلًا:
_أي حد طر.ف “يـوسف” على عيني وراسي طبعًا، دا الغالي وحبيبي مر.بيه مِن صُغره وو.اد بسم الله الله أكبر عليه، إيديه تتلـ ـف فـ حر.ير لِيه فـ أي صـ ـنعة ميقولش للشغل لا لولا بس الدنيا جَـ ـت عليه شويات بس النصيب بقى.
أبتسم “جـاد” ليقوم بـ سحـ ـب مقعدًا خـ ـشبي والجلوس بجهة معا.كسة وهو ينظر لهُ بعد أن تفا.قم فضو.له لمعرفة المزيد عن ابن عمه قائلًا:
_شكلك تعرف “يـوسف” أوي، كلمني عنه يعني بيحبّ يعمل إيه أو إيه هوايته.
_هوايته الر.دح وقـ ـلة الأد.ب والبلـ ـطجة.
كان القائل هو “لؤي” الذي تلـ ـقىٰ بعدها ضـ ـربة مِن العـ ـصا الخـ ـشبية الخاصة بـ العم “رأفت” والتي يستخدمها لإ.غلاق صالته ليأتيه صوته الذي كان ينهـ ـره بقوله:
_أحترم نفس أ.هلك حو.ش أنتَ ملاك بجناحين بتطـ ـير، ما أنتَ أ.لعن مِنُه.
نظر بعدها إلى “جـاد” وأبتسم إليه وأكمل حديثه قائلًا:
_”يـوسف” لِيه فـ كل حاجة، حِد.ادة تلاقي، نقاشة تلاقي، سَمكري تلاقي، كهر.بائي تلاقي، إيده فـ كل حاجة، طب تعرف هو اللي عاملي المكتب دا، وهو اللي عاملي الألوموتال دا كله وكان عندي مشـ ـكلة فـ الكهر.با بتاعت الصالة وكان عايزني أغيَّر كبلا.ت كتير جه هو فـ ساعة كان كله شغا.ل وعا.ل العا.ل، تصدق لو قولتلك إنه إ.بني مش مجرد عـ ـيل ر.بيته مع العيال دي وكبرته، أول ما شوفته قولت الوا.د دا هييجي مِن وراه كتير وكتير وقد حدث.
كان “جـاد” منبهرًا بـ ابن عمه الذي تخطـ ـى حد.وده ليز.داد فضوله أكثر ويسأله سؤالٌ آخر قائلًا:
_ما شاء الله بجد، طب هو لِيه فـ إنه يستغـ ـل أي حاجة حواليه ويطلع مِنها حاجة حتى لو كانت غر.يبة، يعني لو أديته أي حاجة با.يظة أو مكسو.رة وعايز أستنفع بيها فـ حاجة جديدة بيعرف ولا؟.
زفـ ـر “رأفت” بعمـ ـقٍ وهتف بنبرةٍ هادئة يقول:
_مش عارف يا ابني واللهِ، “يـوسف” على قد كدا في حاجات بيخـ ـبيها ومبير.ضاش يقولها، بس مراته ممكن تجاوبك على السؤال دا.
حرك رأسه برفقٍ ثم نظر حوله يتفحص الأجهزة حتى و.قع بصره على الأوز.ان المتر.اصة بجانب بعضها البعض بالترتيب لينهض دون إرا.دة مِنهُ متجهًا نحوها أسفـ ـل نظراتهما إليه، وقف أمامها وأبتسم بسعادةٍ وهو يرىٰ ثانِ رياضة لهُ أمامه نُصـ ـب عينيه
_عندك الچيم مليا.ن أجهزة وأو.زان شوف بتحبّ إيه وأشتغل عليه المكان مكانك أنتَ بقيت صاحب مكان.
هكذا حدثه العم “رأفت” بعد أن أستطاع قراءة ما يدور داخل عقـ ـله بأبسط الطرق، فيما شعر “جـاد” أن هذا هو الوقت المناسب لمحاولة إخراج صورتها مِن مُخيلته بعد أن أستطاعت إحتـ ـلاله بأبسط الطرق وأسهلهم، نز.ع سترته وتركها بعيـ ـدًا ثم قام بوضع تلك المادة البيـ ـضاء على كفيه بالكامل ومِن ثم إختار أثقـ ـل الأوز.ان وبدأ يستعد لرفعها
_لا يا “عمي” مش للدرجة دي يعني وسـ ـعت مِنك.
هكذا كان ردّ “لؤي” إليه وهو يسـ ـخر مِنهُ حينما رآه يختار أثقـ ـل و.زنٍ وأكبرهم ظنًا مِنهُ أنه لن يستطيع رفعها ولَكِنّ فا.جئهُ “جـاد” وجعله يقف مكانه مشد.وهًا حينما رآه قد رفعه بالفعل في غضون ثوانٍ، نظر “لؤي” إلى العم “رأفت” بفمٍ مفتوح مِن هول الصد.مة وهو لا يصدق ما يراه أمامه وكأنه يَحلُم
فيما كان “جـاد” واقفًا أمامه وهو ير.فع الو.زن عا.ليًا ينظر لهُ مبتسمًا ونظرة الإنتصا.ر تُغـ ـلف مُقلتيه وكأنه يخبره أرأيت؟ قام بالتصـ ـفيق إليه يُحييه بعد أن إستطاع السيطـ ـرة على ذهوله وقام بتحيته، ثوانٍ وولج “يـوسف” إليهم بعد أن أخبرته شقيقة زوجته أن ابن عمه برفقة صديقه في صالة الألعاب الرياضية الخاصة بالعم “رأفت”
وقبل أن يقول شيئًا ذُهِلَ حينما رآه ير.فع الوز.ن عا.ليًا، فهو يتذكر أنه لَم يرىٰ أحدًا في الحارة بأكملها قد ر.فع هذا الوز.ن لثقـ ـله، ولَكِنّ ابن عمه إستطاع فعل ذلك ور.فعه، أسقـ ـطه “جـاد” أرضًا وتنفس بعمـ ـقٍ وهو ينظر لهُ مبتسم الوجه وكأنه يخبره ما رأيك؟.
_عالمي!.
نطـ ـق بها “يـوسف” مفتخرًا با.بن عمه الذي أبتسم إليه وأرسل لهُ قْبّلة هوا.ئية يردّ بها على كلمة ابن عمه، أقترب مِنهُ “يـوسف” بخـ ـطىٰ هادئة حتى توقف أمامه يطا.لعه بنظرةٍ مليئةٍ بالفخر قائلًا:
_عا.ش عليك يا عالمي، شغل عالمي على أصوله فا.جئتني واللهِ أنا مَكُنْتش أعرف إنك ليك فيها.
حينها شا.كسه “جـاد” بحديثه تزامنًا مع ومض جـ ـفنه الأ.يسر بخفةٍ قائلًا:
_يابا لينا فـ كل حاجه مبنقولش لحاجة لا، يعني تفتكر أنفع وكدا.
أبتسم “يـوسف” وشا.كسه أيضًا حينما قال مبتسم الوجه:
_تنفع ونص كمان، دا أنتَ ا.بن “راضـي” يا.ض يعني تنفع مرتين تلاتة، أستمر وأنا فـ ضـ ـهرك.
أبتسم “جـاد” ثم قام بمعانقته وهو يقول بنبرةٍ سعيدة:
_حبيبي يا ابن عمي، طول عُمرك فـ ضـ ـهري يا.ض مِن صغرنا.
ربت “يـوسف” على ظهره مبتسم الوجه ثم قال:
_وهفضل فـ ضـ ـهرك لأخر نَفَـ ـس فيا، يلَّا ألبس عشان “شـاهي” معايا وهتبات عندي النهاردة، عاملة بارتي على الضـ ـيق.
أخذ “جـاد” سترته القطنية وإرتداها مِن جديد وهو يقول ممازحًا إياه:
_واللهِ ما في حاجة تخو.ف أكتر مِن الـ Party’s اللي بتعملها “شـاهي” على غفـ ـلة.
تعجب “يـوسف” وقال بنبرةٍ متسائلة:
_ليه يعني بتعمل إيه؟.
ر.مقه “جـاد” نظرةٍ ذات معنى بعد أن أنهـ ـىٰ إرتداء سترته وأبتسم قائلًا:
_متستعـ ـجلش أوي، هتعرف كمان شويه.
_________________________
<“حيـ ـةٌ سا.مة تعيش في عقـ ـر دارنا”>
في إحدىٰ الغرف المغـ ـلقة كانوا الإخوة الأربعة يجتمعون سويًا يتناقشون في بعض الأمور الها.مة والفيصـ ـلية بالنسبة إليهم، كان “راضـي” يجلس على الأريكة ويجاوره أخيه “عـماد” وعلى الأريكة المقابلة يجلس “رابح” ويجاوره “عزيز” يستمعون إلى حديث أخيهم الأكبر “راضـي” الذي كان يُحادثهم بكل جد.ية.
_عايز إيه مِننا يا “راضـي”؟ مجمعنا مع بعض كدا ليه خير؟.
نطـ ـق بها “رابح” وهو ينظر إلى أخويه اللذان كانا يقبعان أمامه وهو يجـ ـهل تجمعهم سويًا في غرفةٍ واحدة مُحـ ـكمة الغـ ـلق، فيما زفـ ـر “راضـي” بعمـ ـقٍ وهتف بنبرةٍ هادئة بقوله:
_أنا قولت لـ “يـوسف” ياخد “شـاهي” تبات معاه النهاردة عشان في شوية مشا.كل ومش عايزها تتأ.ثر يعني قولتله كلمتين عشان أعرف أجمعكم ونتكلم مع بعض.
في هذه اللحظة توقفت “زيـنات” أمام باب الغرفة خاصتهم تضع أذنها عليه تستمع إلى حديثهم المُحصـ ـن وكأنهم يُخـ ـططون لجر.يمة قتـ ـل أو سَرِ.قة إحدىٰ البنوك، فيما تنهـ ـد “راضـي” وقال:
_أنا و “عماد” قعدنا نتكلم مع بعض، طبعًا زي ما أنتم عارفين ورث “عدنان” كله الله يرحمه لسه معانا، شركته ونصـ ـيبه فـ البيت دا وفلوسه وعربياته، يعني ثر.وته كلها معانا بمعنى أصح، قولت أنا و “عماد” بما إن “يـوسف” و “مها” رجعولنا بالسلامة الحمد لله ونا.ر “شـاهي” بر.دت، آن الأوان نصلـ ـح الوضع ونتكلم مع الو.لاد ونعرَّفهم تر.كة أبوهم ونديهالهم يد.يروها هما بمعرفتهم، دا فـ الأخير ما.ل أبوهم، و “شـاهي” كانت شيلاه معانا بس عشان خاطر مكانتش قا.درة تشيل كل دا لوحدها، قولتوا إيه؟.
وحينها أنهـ ـىٰ حديثه وز.ع بصره على شقيقيه اللذان إلتزما الصمـ ـت لبرهةٍ مِن الوقت وهما يُفكران بجد.يةٍ في حديث شقيقهما الكبير، فيما نظر “عماد” إلى أخيه وهو يشعر بالقلـ ـق بسـ ـبب صمت أخويه الذي كان كـ جمـ ـرة النا.ر بالنسبة إليه لهـ ـيبها ينهـ ـش صدره بعنـ ـفٍ.
لَم تهـ ـدأ الأوضاع حولهم إلا بصوت “رابح” الذي قال بنبرةٍ جا.دة:
_مع إحترامي ليكم يعني ولفكرتكم دي، بس أنا شايف إننا منعملش حاجة زي دي دلوقتي.
إتضح التعجب على معالم وجهيهما وهما يتطـ ـلعان إليه بإستنكا.رٍ بائن على معالم وجهيهما ليسمعوا ثلاثتهم “رابح” الذي تحدث موضحًا سـ ـبب ر.فضه لتلك الفكرة قائلًا:
_مش قصدي حاجة، بس الو.لد واضح إنه ميعرفش أي حاجة فـ الموضوع وأخته نفس الشيء، يعني أنا شايف نتكلم معاهم هما الإتنين الأول ونشوف الدنيا معاهم إيه لو هما قدها خلاص إديلهم حـ ـق أبوهم، لَكِنّ لو معرفوش فيه حاجة فـ للأسف مش هينفع برضوا عايزين نمسك العـ ـصاية مِن النص عشان الموضوع مبيـ ـكبرش مِننا ويو.سع، صح ولا شايفيني غلـ ـطت فـ حاجة؟.
وحينما أنهـ ـىٰ حديثه نظر إليهم يتفحص معالم وجوههم حتى يرىٰ أي شيءٍ يدل على أن حديثه صحيحًا، فيما وافقه “راضـي” الرأي وقال:
_عندك حـ ـق، بس أكيد الوضع دا مش هيستمر كتير يعني مسير الحـ ـق ير.جع لصحابه، عمومًا أنا هكلم “يـوسف” فـ أقرب وقت و “مها” و “شـاهي” نفس الشيء ولو مش فاهم حاجة فيه مش عيـ ـب نعلمه شغل أبوه عشان يعرف ياخد حـ ـقه ويعو.ض حتى لو جزء بسيط عن غيا.ب أبوه، العيال إتبهـ ـدلت أوي وواضح إنهم شافوا قسو.ة وجبـ ـروت كبير خلّاهم بالشـ ـدة دي بالذات “يـوسف”.
فيما كانت “زيـنات” مازالت ترا.قبهم وتستمع إلى حديثهم وحينما عَلِمَت ما هم ينتـ ـوون عليه شعرت بالنيـ ـران تتأ.جج دا.خل صدرها كالحـ ـمم البر.كانية ليظهر الحـ ـقد على تقا.سيم وجهها ونظرتها وهي تُفكر كيف تز.ج بـ “شـاهي” وو.لديها اللذان ظهرا فجأ.ةً مِن العد.م إليهم ليفسـ ـدا مخـ ـططاتها في الحصول على أملاك “عدنان” وإنسا.بها لـ و.لديها وبسـ ـبب حـ ـقدها وجـ ـشعها ذاك يقوم “عماد” دومًا بالشـ ـجار معها والصرا.خ بها حتى ينتـ ـهي بهما الأمر بفضـ ـيحة جديدة أمام العائلة.
_معرفش جم منين الدا.هيتين دول كمان يتر.موا عليا، أنا كُنْت مستـ ـحملة الز.فتة “شـاهي” بالعا.فية وخلاص كُنْت هخلَّـ ـص عليها وأرتاح بعد ما قـ ـهرتها وكـ ـسرتها باللي مش عندها، بس لا، الو.اد دا والبـ ـت دي مش لازم يعرفوا حاجة عن الموضوع دا، أنا أحـ ـق بالفلوس دي كفاية الإها.نة اللي شوفتها معاهم هنا، صبرًا عليا يا “شـاهي” أنتِ وعيالك، مبقاش “زينات” لو ما حصـ ـرّتك وحـ ـرقت قلبك عليهم تاني.
أنهـ ـت حديثها مع نفسها وهي تتو.عد بالحقـ ـد والغـ ـل الد.فين إلى ثلاثتهم بعد أن أعـ ـماها شيطا.نها عن كل شيءٍ وأغو.اها بـ حُبّ المال والثروة المتلـ ـتلة التي يمتلـ ـكونها عائلة “المحمدي”!.
_______________________
<“لا تأمن لمـ ـكر السيـ ـدات وإن كن كالملاك”>
كانوا جميعهم مجتمعين فو.ق سطـ ـح المنزل الخاص بـ “يـوسف” والذي قد جهزه أمس رفقة أصدقائه حتى يستقبل والدته ويجلسون سويًا يتسا.مرون في جَـ ـو عائلي لطيف ورائع أفتـ ـقداه كلًا مِن “يـوسف” و “مها” التي كانت تجاور زوجها يضحكون جميعهم وهم يستمعون إلى أحاديث بعضهم البعض.
_يا ترى مين فيكم بقى “مُنصف”؟.
نطـ ـقت بها “شـاهي” مبتسمة الوجه وهي تنظر إلى الشبا.ب الذين تعجبوا ونظروا إلى بعضهم البعض حينما ذكرت إسم “مُنصف” خصيصًا، فيما ر.مق “يـوسف” ابن عمه “جـاد” نظرةٍ ذات معنى ليراه مبتسمًا ويبدوا أنه يعلم شيئًا هو لا يعلمه، فيما أجابها “مُنصف” بنبرته الر.جولية وهو يقول:
_أنا “مُنصف”.
نظرت إليه “شـاهي” قليلًا نظرةٍ ذات معنى بعد أن سا.د الصمـ ـت المكان أكمله وهم ينتظرون ما سيحدث جا.هلين ما تُفكر بهِ “شـاهي” فيما عدا “جـاد” الذي حاول مرارًا وتكرارًا كبـ ـح ضحكاته وهو يقوم بتخـ ـبئة وجهه عن أعينهم.
بينما نهضت هي مِن مجلسها وأقتربت مِنهُ أسـ ـفل نظرات الجميع مِن بينهم “مُنصف” الذي تعجب تصرفاتها ونظر إلى صديقه وكأنه يسأله عن أفعال أمه الغر.يبة تلك ليجد الجهـ ـل هو الصاد.ر مِن أعين الآخر، فيما وقفت هي أمامه تنظر لهُ نظرتٍ ذات معنى ثم قالت:
_أنتَ بقى “مُنصف”، حظك حلو يا “مُنصف” عارف ليه؟.
حرك رأسه ينفـ ـي حديثها وهو يشعر بالقـ ـلق مِنها ولَكِنّ ثبا.ته وقو.ته هي الصاد.رة والمسيـ ـطرة عليه في هذه اللحظة، فيما فَهِمَ “يـوسف” أن والدته ستفعل شيئًا في الحُـ ـسبان تُعا.قب بهِ “مُنصف” على توا.قحه معه فقد تذكر أمر المكالمة وما سَمِعته هي.
أبتسمت هي إليه وقالت بنبرةٍ ودودة:
_عشان أنتَ أول واحد أتعرف عليه دلوقتي، أصل أنا قولت لـ “يـوسف” يجمع حبايبه كلهم عشان أقعد معاهم وأتعرف عليهم، أصل أي حد “يـوسف” بيحبّه أنا كمان بحبّه وبيكون حبيبي، بس أنا أول مرة يوم ما أجي أسمع حد بيكلم “يـوسف” أ.بني فـ التليفون ألاقيه قـ ـليل الأد.ب ولسا.نه طو.يل عايز قصـ ـه.
أنهـ ـت حديثها وهي تجذ.به مِن أذنه أمام أعين الجميع الصاد.مة مِن فعل “شـاهي” الغير متو.قع، ولَكِنّهُ كان متو.قعًا بالنسبة إلى “جـاد” الذي ضحك بصوتٍ خا.فتٍ وهو يرىٰ زوجة عمه تجذ.ب صديق ابن عمه مِن أذنه تعـ ـنفه على وقا.حته بإسلو.بها هي المعتاد.
فهي دومًا حينما تستمع إلى أحدٍ يتو.اقح أمامها تقوم بمفا.جئته وتقوم بجذ.به مِن أذنه ثم تضـ ـغط عليها حتى يشعر بالذ.نب ولا يُعيد تكرار الأمر مرةٍ أخرىٰ، تلك هي “شـاهي” أفعالها غر.يبة ومُفا.جِئة تجعل مَن يقبـ ـع أمامها لا يعلم كيف ستعا.قبه.
فيما جذ.بته هي أكثر مِن أذنه وهي تضـ ـغط عليها وهي تعـ ـنفه بقولها:
_وأنا اللي قولت عليك محترم أكمنك حلو ومغنا.طيس للمعا.كسة يعني، يعني الو.اد يكلمك بإ.حترام أنتَ تدخل فيه زي القطـ ـر وتقـ ـل أد.بك معملتش حسابك إن الموبايل ممكن يكون فـ إيدي، بس حظك بقى إنه كان فـ إ.يدي وهقولك إني أنا اللي ردّيت عليك وفتـ ـحت الأسبيكر وسمعت كلامك كله، وأنا الهبـ ـلة لمَ قالي هوريكِ صحابي قد إيه محتر.مين والعيـ ـبة مبتخر.جش مِن بو.قهم، جته خيـ ـبة، ينفع قـ ـلة الأد.ب دي يعني أعمل فيك إيه أنا دلوقتي بقى؟.
أنهـ ـت حديثها وهي تسأله عن شيءٍ لتعا.قبه بهِ، فيما كان هو يُحاول إبعا.د يدها برفقٍ محاولًا تهـ ـدأتها وإمتصا.ص غضـ ـبها قد.ر المستطا.ع ليأتي الجواب مِن “رمزي” الذي أبتسم وقال:
_عا.قبيه يا أُمّي وخُدي مِنُه علبة السجا.ير، أصلها نقطة ضـ ـعفه.
ر.مقه “مُنصف” نظرةٍ حا.قدة وهتف بإنفعا.لٍ وكأنه سُرِ.قَ مِنهُ شيئًا ثمينًا بالنسبة إليه ليصيح بهِ قائلًا:
_إخر.س أنتَ مش بييجي مِنك غير المصا.يب يا كابتن “ماجد” أنتَ، كله إلا السجا.ير بتاعتي دي خـ ـط أحمـ ـر أنا مِن غيرها أبلـ ـعكم كلكم.
نظرت “شـاهي” إلى “رمزي” الذي أصبح عيـ ـنها التي ترىٰ بها ولذلك أبتسمت إليه بلطفٍ وقالت:
_تصدق يا “رمزي” عندك، أنا واللهِ ما بحبّك مِن فر.اغ.
ثم نظرت إلى “مُنصف” وقالت بنبرةٍ حا.دة أ.مرة بعد أن تحو.لت مئة وثمانون درجة عليه ف لمـ ـح البصر:
_علبة السجا.ير تطـ ـلع يا “مُنصف” دلوقتي حالًا يلَّا.
نظر “مُنصف” إلى صديقه الذي كان يُحاول تخـ ـبئة وجهه بعـ ـيدًا ويبدوا عليه أنه يضحك بسـ ـبب إهتزا.ز جسـ ـده الواضح أمام عينيه بذ.هولٍ، هتف بنبرةٍ محـ ـتدة وقال:
_بتضحك يا “يـوسف”؟ أنا بتهـ ـزق وبتقـ ـلب مِن أُ.مّك.
جذ.بته بعـ ـنفٍ طفـ ـيف مِن أذنه مرةٍ أخرىٰ وقالت بنبرةٍ حا.دة تصحح حديثه:
_أسمها “مامتك” يا محترم، هتتشـ ـل لو مقـ ـلتش أد.بك؟ يلَّا طـ ـلَّع علبة السجا.ير بسرعة عشان ماما “شـاهي” متز.علش مِنك ولو قـ ـلبت قـ ـلبتها و.حشة، العلبة زي الشاطر
نظر “مُنصف” إلى “زينة” التي كانت تنظر إليه متشـ ـفية بهِ ليقول:
_فرحانة أنتِ فيا دلوقتي مش كدا.
_بصراحة آه، أحبّ السـ ـت الشـ ـديدة وأنا بصراحة تـ ـعبت مِنك فـ خلّيها هي تر.بيك بقى عشان أنا مبقتش قا.درة عليك.
أنهـ ـت “زينة” حديثها بصراحةٍ غير معهودة، فيما كان هو يشعر وكأن هناك مؤ.امرة كو.نية تحدث ضـ ـده فهذا ليس طبيـ ـعيًا، فيما أنحـ ـنىٰ “جـاد” تجاه ابن عمه وهتف بنبرةٍ خا.فتة حينما قال:
_إيه رأيك، عرفت كان قصدي إيه فـ الچيم؟.
نظر إليه “يـوسف” بطر.ف عينه نظرةٍ ذات معنى وقال:
_عرفت يا خويا، أنا أتخد.عت فـ “شـاهي” بصراحة يعني.
زفـ ـر “مُنصف” بعمـ ـقٍ وأخر.ج عُلبة السجا.ئر خاصته على مـ ـضضٍ وأعطاها إياها لتأخذها هي وتترك أذ.نه في نفس ذات اللحظة حينما قالت:
_دا عقا.بك بعد كدا، وعقا.ب الكل أي حد هيقـ ـل أد.به هسـ ـحب علبة السجا.ير ويمكن أر.ميها كمان، تمام يا بهوات؟.
وحينما أنهـ ـت حديثها ألتفتت تنظر إلى “رمزي” وقالت مبتسمة الوجه:
_ما عدا الشيخ العسول دا عشان محتر.م.
أبتسم “رمزي” لها وشعر بالزهو في نفسه كونه الصالح في ذاك المجلس الذي يضم أصدقائه الفا.سدين بالنسبة إليه، فيما عادت هي وجلست بجوار و.لدها وا.بنتها وهي تنظر إلى “مُنصف” الذي زفـ ـر بضـ ـيقٍ وقال متسائلًا:
_طب هاخد السجا.ير أمتى؟.
_لمَ مزاجي يجيـ ـبني أديهالك هديهالك.
نطـ ـقت بها “شـاهي” وهي تنظر إليه بتحـ ـديٍ سافـ ـر ليمسح هو على وجهه ولَم يقووا على الو.قوف أمامها فيبدوا أنها امر.أة ذات شخصية وسُلـ ـطة كبيـ ـرة، نظرت “شـاهي” إلى “زينة” وقالت:
_أتمنى متكونيش ز.علانة مِني.
أبتسمت لها “زينة” وقالت بنبرةٍ هادئة:
_لا طبعًا مش ز.علانة، “مُنصف” تـ ـعبني معاه بصراحة ومبقتش قا.درة عليه، فأنا وأنتِ واحد.
أبتسمت لها “شـاهي” ثم نظرت بعدها إلى و.لدها الذي كان يجاورها وقالت:
_”يـوسف”، عايزاك ترا.قبهولي ولو شوفت سيجا.رة معاه تبلـ ـغني فو.رًا، عشان أعرفه مين هي “شـاهي مـرزوق”.
_لا متقـ ـلقيش عرفت مين هي خلاص، مش محتاج أعرف أكتر مِن كدا.
هكذا كان جواب “مُنصف” عليها لتنظر هي لهُ نظرةٍ ذات معنى ولَم تتحدث، فيما أقتربت “بيلا” مِن مجلسهم وأشارت إلى زوجها الذي كان يشاركهم الضحك والمرح مِن جديد وعندما رآها أستأذن مِنهم ونهض، فيما كانت هي تتابعه حتى أقترب مِنها وقال متسائلًا:
_في حاجة ولا إيه يا “بيلا”؟.
حركت هي رأسها برفقٍ وقالت بنبرةٍ هادئة:
_آه عايزة أخد رأيك فـ موضوع مهـ ـم.
سار معها مبتعـ ـدًا عنهم حتى توقف أمامها ينظر لها قائلًا:
_في إيه يا حبيبتي قولي.
أخذت هي نفـ ـسًا عمـ ـيقًا وقالت بنبرةٍ هادئة:
_جالي شغل، الرا.جل اللي طلب مِني الشغل مستني ردّ مِني مراته عايزة تغـ ـيَّر ديكور الڤيلا وحد مِن اللي كُنْت بعملهم الشغل هما اللي قالوله عليا، قولت أقولك الأول قبل ما أردّ عليه، بس عايزاك تكون معايا لو وافقت، متسـ ـبنيش لوحدي.
_”بيلا” حبيبتي أنتِ عارفة إني مش همنـ ـعك دا شُغلك ودي فلوسك، وأكيد مش هسـ ـيبك لوحدك، أنا عارف إنك مش بترتا.حي فـ بعض الأوقات وبتكوني خا.يفة فـ أنا أكيد مش هسيـ ـبك لوحدك، ممكن تعتبريني المساعد بتاعك إيه رأيك؟.
أنهـ ـىٰ حديثه مبتسمًا، فيما أبتسمت هي إليه وقالت:
_أكيد، هو أنا أطو.ل يبقى المساعد بتاعي “يـوسف المحمدي” يعني، شَـ ـرَف ليا ومتقـ ـلقش، عمولتك عندي.
مازحته بحديثها ليضحك هو على ممازحتها إليه ليقرر مراو.غتها أيضًا حينما ومض بخـ ـفةٍ عينه اليُمنـ ـى وقال:
_وماله، أنا مِن صُغري بعشـ ـق العمولة، مش أقـ ـل مِن ٥٠٠ جنيه وحُضن حلو تقديرًا لمجهو.دي الجبا.ر اللي هبذ.له أصل أنا متحضنتش مِن وأنا صغير وعندي فقـ ـد إحتو.اء.
ضحكت هي على حديثه ومراو.غاته إليها فيما أبتسم هو وهو ينظر إلى معالم وجهها الجميلة والمحببة إلى قلبه، تلك المعالم الفا.تنة التي فتـ ـنته منذ الو.هلة الأولى، تلك التي حفظها عن ظـ ـهر قلب وأصبح يراها في أوجه الجميع حتى وإن كان هناك مَن يفوقها جمالًا
نظرت إليه وقالت مبتسمة الوجه ونبرةٍ ضاحكة:
_أنتَ بتبُصلي كدا ليه؟.
_مش قا.در أقا.وم جمالك بصراحة، مفتو.ن ومسـ ـحور والأتنين ملا.عين، أقا.وم أزاي حبات البُن الحلوين اللي معايا على طول فـ كل مكان أروحه، وأقا.وم أزاي ضحكتك ور.نتها اللي بتسمع فـ قلـ ـبي قبل ود.ني، بقولك إيه أنتِ كُلك على بعـ ـضك كدا معرفش عملا.لي إيه فـ د.ماغي، شوفتي “قيس” مجـ ـنون “ليلى”؟ أنا بقى “يـوسف” مجـ ـنون “بيلا”.
ضحكت هي مِن جديد على حديثه ثم أقتربت مِنهُ خطوتين حتى أصبحت أمامه مباشرةً وقالت بنبرةٍ عا.بثة:
_وماله، أتطو.ر حبة كمان بقى وقولي أشعار، أبقى مجـ ـننة “يـوسف” بدل ما أكون مجـ ـننة “فتحي”.
وحينما سَمِعَ أسم عد.وه اللد.ود جذ.بها بعنـ ـفٍ مِن ذراعها نحوه حتى فـ ـصل هو المسافة بينهما وهتف مِن بين أسنا.نه بقوله:
_أسمعك تجيبي سيرة ***** دا تاني وتفكريني بالموضوع دا تاني يا “بيلا” هكون ساعتها مد.غدغك، أنا اللي كُنْت أحـ ـق بيكِ عنه هو، هو مِن زمان يلاقي حاجة بحبّها بسـ ـعى عشانها ياخدها مِني، عشان بيكر.هني وبيكر.ه يشوفني مبسوط، أنا مِن زمان وأنا بحبّك، لا بحبّك إيه؟ أنا واحد زي حالاتي عاشـ ـق، عاشـ ـق بحـ ـق وحـ ـقيقي بقيت كل ما أشوفه بيتحـ ـداني ويحاول يقرب مِنك أتجـ ـنن.
_وعشان عارف إني مشر.فش حد أستحلا.ها بس اللي عمله دا طـ ـلع لصا.لحي، عارفه ليه؟ عشان أنا اللي حـ ـطيت عليه وعلى عيلته كلها وخدت الحاجة اللي عا.فرت عشانها، أنا معرفش عـ ـملتيلي إيه ساعتها بس أنا مغر.م يا “بيلا”، ولمَ بقيتي معايا مبقتش مصدق نفسي، حسيت إني بحلم، أنا مِن زمان وأنا مطـ ـروف العين بيكِ يا “بيلا”، “جـعفر” هو اللي حبّك وهو اللي عشـ ـقك وهو اللي كان بيعشـ ـق التر.اب اللي كُنْتِ بتمـ ـشي عليه وهو اللي كان بيتمنى بس نظرة مِنك.
_بس “يـوسف” مُتيـ ـم بـ حُبك، “يـوسف” لو ظهـ ـر بحـ ـق وحـ ـقيقي هيوريكِ رُبع حُبّه ليكِ، تبقي ملكة لو “يـوسف” غَـ ـلَب “جـعفر” فـ حُبّه ليكِ، متفكرنيش بالما.ضي بتاعنا يا “بيلا” عشان بيجـ ـنني حتى لو بهزار، أنا ما صدقت بقيتي معايا دلوقتي، كل ما أبُص على البنا.ت أتأ.كد إنك مراتي بجد مش حلم بو.هم نفسي بيه وهقوم مِنُه، أنتِ الحاجة الحلوة فـ حياة “يـوسف” المُـ ـرة وقسو.ة “جـعفر”.
وحينما أنهـ ـىٰ حديثه الذي كان في بادئ الأمر عـ ـنيفٌ وعد.واني ثم في نها.يته ليـ ـنه وعا.طفته قامت بمعا.نقته مشـ ـددةٍ مِن عناقها لهُ، فيما حاوطها هو بذراعه وعانقها بقو.ةٍ يهرُ.ب مِن وا.قعه ومعا.ناته وآلا.مه إلى أحضانها هي، هي التي دومًا تمتـ ـلك الدواء لد.اءٍ ملعـ ـون تسـ ـبب بهِ البشر، هي التي دومًا تدا.وي جرو.حه الغا.ئرة دون أن تشـ ـكو أو ترفـ ـض، هي وفقط صاحبة السُـ ـلطة عليه في هذه اللحظات.
مسّدت على ظهره بحنوٍ وكذلك على خصلاته ثم قالت بنبرةٍ هادئة محـ ـملة بالمشاعر:
_سواء كُنْت “جـعفر” أو “يـوسف” فأنا فـ الحالتين بحبّك، بحبّك أوي ومبعرفش أتحـ ـكم فـ غير.تي وحُبّي ليك، كُنْت أحلى صُد.فة حصلتلي يا حبيبي لحد دلوقتي بشكر ربنا عليها، وهتفضل الحاجة الحلوة اللي حصلتلي أنتَ وبنا.تنا.
لثم هو رأسها بحنوٍ ومسّد على ظهرها برفقٍ دون أن يتحدث، فقط أكتفى بالعناق والصمـ ـت، فيما كانت “شـاهي” تقـ ـف بعـ ـيدًا مبتسمة الوجه منذ أن غضـ ـب هو عليها وحتى أنتهـ ـىٰ الأمر بهما بعناقٍ حنون يحتوي جرا.حهما سويًا، وقد أطمئنت عليهما فكانت ستتد.خل وتفـ ـض هذا العر.اك الذي بدأه و.لدها ولَكِنّ كان هو صاحب القرا.ر الأ.خير وقام بإحتو.ائها، وكانت سعيدة في هذه اللحظة بعد أن أطمئنت على إ.بنتها الآن قد أطمـ ـئنت أيضًا على و.لدها الحبيب.
________________________
<“وإن أذ.تنا الأحِبَّة فمَن يحتو.ينا !”>
ولج هو إلى شقته التي قد قام بتأ.جيرها مؤ.خرًا بعد أن بدأ يختـ ـنق ويشعر بالضـ ـيق يأتي إليها ويجلس بها لأيامٍ حتى يهـ ـدأ ويعود إلى أشقاءه مرةٍ أخرىٰ، ولج وهو يسـ ـحب حقيبتها الكبـ ـيرة خلـ ـفه قائلًا بنبرةٍ هادئة:
_تعالي.
ولجت هي خلفه بخطىٰ هادئة ثم أغـ ـلقت الباب خلفها وهي تنظر حولها تتفر.س الشقة بعينيها، ذوقه ر.فيع مثلما أعتادت، جُدرانها مِن اللو.ن البُني في أو.لى درجاته وسقـ ـفها أبيـ ـض اللو.ن بالإضا.فة إلى الإضاءات الحد.يثة الصفر.اء التي أعطت منظـ ـرًا خلا.بًا للمكان، ثم نظرت إلى أثاث منزله الحد.يث كذلك والعصري الذي كانت ألوا.نه تتماشى مع لو.ن الحوائط.
إنبهرت وبشـ ـدة، المكان نظيـ ـفٌ لا يوجد بهِ غبا.رًا ولو بالخـ ـطأ، وكأنها شقة عروسين وليس شا.بًا أعزب، نز.عت حذ.ائها وسارت بخطىٰ هادئة تتفر.س المكان أسـ ـفل نظراته الهادئة التي كانت تتابعها بهدوءٍ غير معهو.دٍ، قام بتشغيل مبر.د الهواء ثم إتجه إلى الشاشة الكبيـ ـرة التي كانت تتو.سط الجدار في غرفة المعيشة وقام بتشغيلها، ثم بعدها توجه إلى المطبخ الذي كان يطـ ـل على غرفة المعيشة الكبـ ـيرة حتى يُعد لها مشروبها المفضل الذي مازال يتذكره حتى الآن.
وقد تركها تجول في الشقة تشاهدها مثلما تشاء، مازال يتذكر ماذا تُحبّ وماذا تكر.ه، مازال يتذكر أد.ق تفا.صيلها حتى هذه اللحظة، لا يعلم كيف هي مازالت على قيـ ـد الحياة وكيف أخبره والده أنها قد فا.رقت الحياة، شعر بالحيـ ـرة ولَكِنّهُ نظر إلى الجانب المشر.ق مِن القصة وهي أنها عادت إليه مِن جديد.
صدح رنين هاتفه بجواره يُعلنه عن أتصالٍ هاتفي مِن شقيقه الأكبر لينظر إليه قليلًا ثم قام بالردّ عليه وقال معا.تبًا إياه:
_لسه فاكر تسأل على أخوك الصغير يعني، مش قا.در تكلمني تطمن عليا، تشوفني مو.ت ولا لسه عا.يش.
_بس يا ابن الفـ ـقرية متقولش كدا بدل ما أز.علك، أنا عارف إني مقـ ـصر ومش معاك بس، حـ ـقك عليا أنا عارف إني بو.خت متز.علش مِني، مشاغـ ـل الحياة خد.تني مِنكم واللهِ بس أنا واللهِ مطمن عليك وعارف إنك بخير، طمني عليك فينك كدا؟.
كان هذا ردّ أخيه “أكرم” الذي عنـ ـفه في بادئ الأمر ثم بعدها أعتذر إليه ثم في نها.يته الإطمئنان عليه، فيما زفـ ـر “بـشير” بعمـ ـقٍ وقال بنبرةٍ هادئة:
_فـ شقتي الجديدة اللي قولتلكم عليها مِن فترة، عندي شويه مشاغـ ـل كدا بخلـ ـصها، قولي أنتَ إيه الأخبا.ر معاك وأخبا.ر “بسبوستي” و “رؤفتي” إيه، وحشوني ولاد *****.
حينما أنهـ ـىٰ حديثه الذي توا.قح عليه في نها.يته أتاه صوته الذي تشـ ـدق بنز.قٍ وقال:
_تصدق إنك عـ ـيل *** متر.بتش.
صدحت ضحكاته عا.ليًا ترن في المكان حينما توا.قح معه “أكرم” كذلك ثم أستمع إلى باقي كلماته الو.قحة التي إنها.ل عليه بها لتزد.اد ضحكاته علـ ـوًا قد جاءت على أثرها والدته التي نظرت إليه وحينما رأته يضحك بتلك الطريقة شعرت بـ قـ ـلبها يتراقص بسعادةٍ لأجله، ولذلك جلست على المقعد الطو.يل الذي كان موضوعًا أمامه.
فقد كان تصميم المطبخ أمـ ـريكي ولذلك قد جلست تنظر إليه مبتسمة الوجه وهي تجهـ ـل المتصل الذي يجعل ولدها يضحك بهذه الطريقة، فيما سعـ ـل هو بسـ ـبب ضحكاته المتو.اصلة ثم حينما هـ ـدأ قال بنبرةٍ ضاحكة:
_كدا خالصين خلاص أنا قـ ـليت أد.بي فـ الأول وأنتَ ردّ.يتهالي يبقى كدا خالصين، المهم مطمـ ـنتنيش على “بسبوستي” و “رؤفتي” ولاد ***** عاملين إيه.
_تاني؟ دا أنتَ عيـ ـل *** صحيح، غو.ر يا.ض أنا غـ ـلطان إني عبر.تك، أ.بو اللي يسأل على أشكا.لك تاني.
أنهـ ـىٰ صيا.حه بهِ ثم أغـ ـلق المكالمة بوجهه ليتر.ك “بـشير” الذي ضحك عا.ليًا مِن جديد وقد أبعـ ـد الهاتف عن أذنه وقام هو بمهاتفته ليجد الهاتف مغـ ـلق، تفا.جئ قائلًا:
_عملتلي بلو.ك يا ند.ل؟.
قام بتسجيل مقـ ـطع صوتي على التطبيق الشهير “واتساب” وقال بهِ:
_بتعملي أنا بلو.ك يا “كوكو”، أ.خس عليك وعلى تر.بيتك، تر.بية وا.طية، على العموم مش مهم أنتَ دلوقتي المهم “بسبوستي” و “رؤفتي” إنما تغو.ر أنتَ فـ دا.هية عادي.
أرسله إليه ثم وقبل أن يتر.كه وجد “بيلا” تهاتفه ولذلك أجابها وهو يقوم بسكـ ـب المياه السا.خنة في الكوب قائلًا:
_لحـ ـق أشتـ ـكالك مِني؟.
تعجبت “بيلا” وقالت بتساؤل:
_مين دا؟.
_”أكرم”، أصلي قـ ـليت أد.بي عليه ولقيته عاملي بلو.ك قولت قالك.
ضحكت هي بخفةٍ وقالت مبتسمة الوجه:
_لا يا سيدي مكلمنيش، أنا قولت أشوفك فين مجيتش ليه؟.
مدّ “بـشير” يده بالكوب إلى والدته بعد أن أعد إليها كوب النسكافيه بالحليب وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
_معلش يا حبيبتي مشغـ ـول شويه مش هعرف أجي.
تعجبت “بيلا” وأجابته قائلة:
_ليه يا حبيبي؟ إحنا قاعدين مستنيينك، وكمان طنط “شـاهي” مستنياك ومش هتقبل أعذ.ار.
أخذت حينها “شـاهي” الهاتف مِنها ثم وضعته على أذ.نها وقالت بنبرةٍ صا.رمة:
_أسمع يا و.اد يا حلـ ـيوة أنتَ مش عشان حلو شويتين تلاتة تشوف نفسك عليا، سامع يا و.لا، أنا قاعدة مستنياك يلَّا متتأ.خرش كلنا متجمعين سوى على السطـ ـح تعالى دلوقتي حالًا وأنتَ حُـ ـر لو مجـ ـيتش هجيبك مِن ود.انك.
ضحك “بـشير” على حديثها ولذلك أجابها بعد أن خضـ ـع طو.عًا لها حتى لا يُحز.نها بعد أن رأىٰ معا.ملتها وطيبتها معه قائلًا:
_حاضر يا سـ ـت الكل، أنا هاجي دلوقتي عشانك بس، ساعة كدا وأكون عندكم.
أنهـ ـىٰ حديثه معها وأغـ ـلق المكالمة ووضع هاتفه بجواره على الرخا.مية السو.د.اء ثم نظر إلى والدته التي كانت تتابعه دون أن تتحدث حتى ينتـ ـهي هو، زفـ ـر بعـ ـمقٍ وقال:
_هقعد نصاية معاكي وهمشي، وهرجع متأ.خر.
_ليه رايح فين؟ ومين اللي كان بيكلمك؟.
سألته بحسن نـ ـية وهي تنظر لهُ، فيما أبتـ ـلع هو غصته وقال:
_أنا عايز أسألك سؤال واحد تجاوبيني عليه بصراحة وبدون كذ.ب.
شعرت بالحيرة حينما رأت معالم وجهه ونبرة صوته تبد.لت إلى الجد.ية ولَكِنّ أطا.عته وأنتظرت سؤاله، فيما أخذ هو أنفاسه الها.ربة وقال بخو.فٍ أخـ ـفاه خـ ـلف قنا.ع ثبا.ته:
_روحتي فين كل دا، وليه بابا قالي إنك مو.تي، إيه اللي حصل أنا عايز الحـ ـقيقة، مين فيكم الكد.اب هو ولا أنتِ؟.
أبتـ ـلعت غصـ ـتها بتروٍ وما كانت تخـ ـشاه قد حد.ث، فيما كان هو يُتابع تعابـ ـير وجهها التي تبد.لت وأضـ ـحى الخو.ف والقـ ـلق عليها، لقد جاءت الموا.جهة مبكرًا وبشـ ـدة وقد حان الوقت لإظها.ر الحقا.ئق، بـ ـللت شفتـ ـيها وأبتـ ـلعت غصـ ـتها التي كانت تسـ ـبب لها أختنا.قًا وقالت بنبرةٍ متر.ددة:
_أنا.
_أنتِ إيه؟.
تعجب هو كثيرًا مِن إجابتها وهو يشعر أن هناك صد.مةٌ كبيـ ـرة تنتظره وستقـ ـضي عليه لا محا.ل، أنتظر سماع المزيد وهو يخـ ـشىٰ القادم وبشـ ـدة، فيما إزد.اد خو.فها وإزد.ادت خـ ـفقات قلبها دا.خل قفـ ـصها الصد.ري وهي تشعر أنها مُحا.صرة وحان الوقت للأعـ ـتراف بجـ ـريمتها التي أرتـ ـكبتها في حـ ـقه منذ الصغر.
أنتظر إجابتها بفرا.غ الصبـ ـر وهو يشعر النيـ ـران تتأ.كله دون ر.حمة متمنيًا أن يكون والده مخـ ـطئ وهي وحدها على حـ ـق، تمنى أن يكون هو الشـ ـرير في روايته، ولَكِنّ جاءت الر.ياح بما لا تشـ ـتهي السـ ـفن حينما ألقـ ـت ما في جَبـ ـعتها لهُ دون ر.حمةٍ أو شفـ ـقة وهي تُحاول إخر.اج الكلمات مِن فَمِـ ـها والتي كانت أشبه بنصـ ـل سـ ـكينٍ حا.د يغـ ـرز دا.خل قلـ ـبه حينما قالت بما أطا.ح بهِ بعيـ ـدًا:
_أنا اللي سيـ ـبتك بإرا.دتي وأنتَ صغير يا “بـشير”، أنا اللي قسـ ـيت عليك وسيـ ـبتك ومشـ ـيت.
_______________________

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى