رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث الفصل الثاني عشر 12 بقلم بيسو وليد
رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث الجزء الثاني عشر
رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث البارت الثاني عشر
رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث الحلقة الثانية عشر
كان جعفر جالسًا على إحدى الأرصف ويتحدث في الهاتف قائلًا بهدوء:لا لسه مش عارف هعمل ايه بفكر بقالي أسبوعين … مش عارف أحتمال آه واحتمال لا لسه مخدتش القرار النهائي … واللهِ يا صاحبي انا سايبها زي ما تيجي تيجي انا قـ ـرفت أصلًا مِنّ الحوار دا … هحاول المهم شوفلي أخر الحوار دا ايه وعرفني … ماشي يا صاحبي مع السلامة
أغلق الهاتف معه ونظر أمامه بهدوء وهو يُفكر فيما سيفعله، أقترب مِنّهُ لؤي وجلس بجانبه قائلًا:مالك يا جعفر في ايه قاعد كدا ليه
نظر إليه جعفر قليلًا قبل أن يقول:مفيش … مخـ ـنوق شويه
لؤي بتساؤل:ليه كدا بس ايه اللي خنـ ـقك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
زفر جعفر ومسح على وجهه قائلًا:كل حاجه … مش عارف هلاقيها منين ولا منين بس هتجـ ـنن
ربت لؤي على يده قائلًا:بعد الشـ ـر عليك مِنّ الجـ ـنان يا صاحبي متقولش كدا قولي بس في ايه وانا جنبك أهو أحكيلي
زفر جعفر مِنّ جديد وقال:كالعادة يا لؤي الشغل والبيت وزود على كل دا طـ ـلاق مها ومشـ ـاكل مع هاشم وسراج اللي معرفش عنه حاجه … همـ ـوت قسمًا بالله
ربت لؤي على كتفه برفق وقال:واحدة واحدة كل حاجه هتتحل بس انتَ أهدى
ركض أسمر إلى جعفر وهو يقول بنبرة عـ ـالية:يا جعفر يا جعفر
نظر إليه جعفر وقال بنبرة متوترة:في ايه ياض بتجري كدا ليه ايه اللي حصل
توقف أسمر أمامه وقال لاهثًا:ليان عمالة تعيط وراسها عمالة تجيب د م والدنيا مقلـ ـوبة هناك
نهض جعفر سريعًا ومعه لؤي ليقول بصـ ـدمة:انتَ بتقول ايه
____________________
كانت ليان تجلس في إحدى أركان الروضة وهي تبكي والد ماء تسيل على وجهها وبجانبها أطفال الروضة الذين كانوا مُلـ ـقَون على الأرض مصـ ـابين إصـ ـابات مختلفة، دلفوا أهالي هؤلاء الصغار كلٍ مِنّهم يبحث عن طفله وطفلته بهـ ـلع وخـ ـوف بينما كانت مديرة الروضة تقف بعيدًا تشعر بالصـ ـدمة وعدم الإستيعاب حتى الآن
فقط تقف وتنظر إلى الأباء والأمهات الذين كانوا يأخذون أطفالهم ويركضون بهم إلى المستشفى وهم يتوعدون إليها بالمـ ـرصاد، وأثناء ذلك الإزدحـ ـام والصـ ـرخات المتعالية، دلف جعفر وهو يدفـ ـع مَنّ أمامه باحثًا عن صغيرته كالمجـ ـنون وخلفه لؤي الذي لَم يتركه وذهب مسرعًا معه دون تفكير
توقف جعفر يبحث حوله عن صغيرته بأعين تائـ ـه وحائـ ـرة وبجانبه لؤي الذي كان يبحث معه وسط هذه التجمعات وهذا الإزدحـ ـام، ظّل ينظر حوله وقلبه يكاد يخـ ـترق قفـ ـصه الصدري بسبب شـ ـدة خوفه على إبنته، حتى وقـ ـعت أخيرًا عيناه عليها ليركض نحوها مسرعًا جالسًا أمامها على ركبتيه متفحصًا إياها بهـ ـلع ليرى مشهدًا لَم يكن يتصوره عقله
كانت تنـ ـزف بجـ ـنون وهي فقط منكمـ ـشة على نفسها بخـ ـوف شـ ـديد، مدّ لؤي يده بقطعة قماشه بيضاء إليه قائلًا:أتصرف البت بتنـ ـزف بغـ ـباء يلا بسرعه
أنتشـ ـل جعفر قطعة القماشة مِنّهُ ونظر إلى صغيرته مره أخرى وقام بلفها حول رأسها بأيدي مرتعشة، صدح رنين هاتفه يعلنه عن إتصالًا هاتفيًا ولَكِنّهُ الآن لا يشغل حَيّز تفكيره سوى الإطمئنان على طفلته، وفور أن أنتهى مِنّ ربـ ـطها على رأسها نهض حاملًا إياها بين أحضانه راكضًا إلى الخارج متوجهًا إلى المستشفى يتبعه لؤي الذي كان متوترًا في هذه اللحظات وبشـ ـدة
توقف جعفر وسط بعض الأباء الذين يحملون أطفالهم ويتساءلون إلى أي مستشفى يجب أن يتوجهوا إليها الآن لإنقـ ـاذ صغارهم قبل فوات الأوان، شعر جعفر أنه عاجـ ـزًا في هذه اللحظة مثلهم تمامًا ينظر إلى صغيرته التي كانت لا تدرك ما يحدث حولها ودموعه تهـ ـدده بالسـ ـقوط في أيا لحظة، ضمها إلى أحضانه طابعًا قْبّلة أعلى رأسها وهو ينظر حوله بضـ ـعف يكـ ـرهه
ربت لؤي على كتفه مواسيًا إياه وهو مثله يُفكر أين سيذهب هؤلاء الأباء بصغارهم وأي مستشفى ستستقبل هذا العدد الكبير مِنّ الأطفال، سمعوا أبًا يحمّل صغيره الفاقـ ـد للوعـ ـي يتحدث بنبرة غاضـ ـبة وباكية يقول:وأخرتها ايه … تكاليف المستشفى بتاعت أبني هما اللي هيتحـ ـملوها مهما كانت ايه هي … أبني لو جـ ـراله حاجه قسمًا بالله لأطربـ ـقها على دماغهم واحد واحد أي حدّ شغال فـ الحضانة المقـ ـرفة دي هيتحـ ـاسب انا مش هعديها على خير
تحدث أبًا آخر مؤيدًا لرأيه قائلًا:المفروض يتكفلوا بنقل الأطفال دي كلها للمستشفى مش هيكون مـ ـوت وخـ ـراب ديار
بدأوا جميعهم يثيـ ـرون ويغضـ ـبون ويُطالبون بنقل أطفالهم إلى مستشفى واحدة تجمعهم وتتكفل بهم، نظر جعفر إلى صغيرته التي فقـ ـدت وعـ ـيها كاملًا ليبدأ يستفيق مرة أخرى وينظر حوله ليحتـ ـل الإجـ ـرام معالم وجهه، يا ويلهم جميعًا عندما يتحـ ـول جعفر إلى هذه الشخصية دون سابق إنذار
تحرك سريعًا عازمًا على فعل أي شيء في مقابل إنقاذ صغيرته ليتحرك لؤي خلفه قائلًا:هتعمل ايه يا جعفر ولا رايح على فين كدا
أجابهُ جعفر بنبرة حـ ـادة وهو يسير متجهًا إلى المستشفى قائلًا:هلحـ ـق بنتي قبل ما أخسـ ـرها خالص يا لؤي لو فضلت واقف وسطهم مستني أمل مش هلاقيه
تحدث لؤي وهو يشـ ـد خطواته خلفه قائلًا بتـ ـرقب:انتَ هتروحها مشي
أجابه جعفر بنبرة حـ ـادة للغاية قائلًا:انتَ شايف فيه مواصلات
لؤي:يا ابني أسمع بس هطلب دي دي وعشر دقايق بالكتير ويكون هنا
أجابه جعفر بنبرة غاضـ ـبة وهو يقول بصـ ـراخ:مش هستنى بنتي بتضـ ـيع فـ كل دقيقة بتعدي
صمت لؤي مجـ ـبرًا وهو ينظر إليه وظّل يشـ ـد خطواته خلفه، بينما نظر جعفر إلى صغيرته بـ عينان دامعتين وهو يكاد يركض بها حتى يستطيع إنقـ ـاذها والإطمئنان عليها، صدح رنين هاتفه للمرة الرابعة يعلنه عن أتصالًا ليتجـ ـاهله هو كالمعتاد فليس لديه الوقت للردّ على المتصل والتحدث معه مهما كان مَنّ هو فصغيرته الآن هي أهم شيء
_________________
صدحت عدة طرقات عـ ـالية على باب المنزل لتجعل بشير يتوجه إلى الباب ويقوم بفتحه ليرى الطارق ما هو سوى جنة شقيقه جعفر، أفسح لها الطريق قائلًا:أتفضلي
دلفت جنة قائلة بنبرة هادئة:أزيك يا بشير عامل ايه
أجابها بنبرة هادئة قائلًا:بخير الحمد لله … وانتِ
جنة بهدوء:تمام … أومال جعفر فين بكلمه مبيردش عليا
حرك رأسه بجـ ـهل وأشار إليها قائلًا:مش عارف واللهِ جعفر بيختفي مرة واحدة كدا محدش بيعرف عنّه حاجه لحد ما يظهر
زفرت جنة بهدوء وقالت بيأس:مفيش فايدة فيه
توقفت في غرفة المعيشة قائلة بتساؤل:أومال فين بيلا وليان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أجابها بشير بنبرة هادئة وقال:بيلا نايمه وليان فـ الحضانه
حركت رأسها برفق وقالت:ومها فين
أشار إلى غرفة ليان وقال:جوه
نظرت جنة إلى باب الغرفة ثم نظرت إليه وقالت مبتسمة:طب انا هدخل أتطمن عليها
حرك رأسه برفق وأبتسم قائلًا:البيت بيتك وانا هنزل عشان تاخدوا راحتكوا
جنة:لا وليه يعني انا مش جايه عشان أنزلك يعني
أجابها بنبرة هادئة مبتسمًا وقال:لا انا أصلًا كُنْت نازل مفيش حاجه يعني
حركت رأسها بتفهم وهي تبتسم بخفة ليتركها هو ويخرج مغلقًا الباب خلفه لتزفر هي بخفة وتتوجه إلى غرفة ليان تطرق على الباب بخفة ثم تدلف وهي تنظر إلى الداخل لترى مها تجلس أعلى الفراش بهدوء
أغلقت الباب خلفها وتقدمت مِنّها بأبتسامه واضعةً حقيبة كتفها على الفراش ومِنّ ثم جلست أمامها على طرف الفراش قائلة:أهلًا بالهانم اللي مطنـ ـشة مكالماتي هي والبيه التاني
نظرت إليها مها وقالت بنبرة هادئة وهي تنظر إليها:كويس إنك جيتي يا جنة … انا محتاجاكي أوي
عقـ ـدت جنة ما بين حاجبيها وقالت بتساؤل:في ايه ايه اللي حصل بقى وسراج فين انا مش فاهمه حاجه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أعتدلت مها في جلستها وهي تمسح دموعها قائلة:انا هحكيلك كل حاجه
__________________
كانت فيرولا تجلس على فراشها تنظر إلى نقطة فارغة بشرود والدموع تشـ ـق طريقها على وجهها بهدوء، تذكرت كل كلمة ونظرة عند أعترافه إليها أنه لا يُحـ ـبذ وجودها في حياته، كانت وسـ ـيلة لإنقـ ـاذ حياته فقط لا أكثر
مسحت دموعها الساخـ ـنة التي كانت تسيل دون توقف ثم نظرت إلى السماء عبر النافذة الخاصة بغرفتها بعينان حمراوتين وهي تشعر بألـ ـم كبير يحتـ ـل فؤادها إنه حقًا قام بتدمـ ـيرها دون رحمة
صدحت عدة طرقات عالـ ـية على باب غرفتها ليكون الصمت هو الإجابة، فهي الآن لا تستمع إلى أي شيءٍ حولها كل ما تسمعه أعترافاته التي كانت أشبه بنـ ـصل سكـ ـينٍ حـ ـاد قد سَكِنَ في منتصف فؤادها، وضعت رأسها على ركبتيها التي كانت تضمها إلى صدرها وبكت بصمتٍ تام
فُتِحَ الباب لتدلف سيهار التي نظرت إليها نظرة ذات معنى لتغلق الباب خلفها وتتقدم مِنّها بهدوء تاركةً حقيبتها على سطح الطاولة، جلست على طرف الفراش وهي تنظر إليها لترى فيرولا لأول مرة بهذه الحالة، أبتلعت غصتها بهدوء لتَمُدّ يدها نحوها بهدوء تضعها على رأسها قائلة بنبرة هادئة:فيرولا هل أنتِ بخير
وكانت الإجابة هي الصمت لتسترد سيهار حديثها مرة أخرى وهي تُحاول معرفة ما حدث لتقول بتساؤل:فيرولا أنظري إلىّ وتحدثي .. أخبريني ماذا حدث ولِمَ رانڤير ليس بجانبكِ ماذا حدث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لحظات مِنّ الصمت دامت مرة أخرى لبعض الوقت لترفع فيرولا رأسها تنظر إلى سيهار التي كانت تنظر إليها بهدوء تنتظر سماع إجابتها، سقـ ـطت دموع فيرولا مرة أخرى لتقول بنبرة جافـ ـة خالية مِنّ أيا مشاعر قد مازالت تكمن إليه:لا أُريد سماع أسمه مرة أخرى أمامي سيهار … أنا أكـ ـرهه … أتسمعين ما أقوله سيهار .. أنا أكـ ـره رانڤير وبشدة وسننفـ ـصل فور أن أخرج مِنّ هُنا
تحدثت سيهار بتساؤل وهي تنظر إليها قائلة بعدم فهم:لِمَ فيرولا ما الذي حدث أنا لا أفهم شيئًا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أبتسمت فيرولا بتهـ ـكم وسخـ ـرية واضحة لتقول:حقًا سيهار … أتريدين أن تخبريني أنكِ كُنْتِ تجهـ ـلين سبب زواج أخيكِ بي … تُريدين إقناعي أنكِ لَم تكوني على معرفة أنه تزوجني حتى يقوم بإنقـ ـاذ نفسه مِنّ المـ ـوت … ألا يكفيه أنني لَم أكن أعلم أنني قد تزوجتُ مِنّ مـ ـصاص د ماء بل وكان زواجنا أكـ ـذوبة … أكـ ـذوبة كبيرة أستطاع أخاكِ أن يقوم بإقناعي بها … يا للعـ ـار سيهار لقد قام أخاكِ بطـ ـعني بنـ ـصل سكـ ـينٍ حـ ـاد دون رحمة وشـ ـفقة … أخاكِ سيهار عـ ـارٌ على أي فتاة ستكون زوجة إليه … أخاكِ مثالًا حقـ ـيرًا للزوج الوضـ ـيع … اليوم أستطاع رانڤير أن يجعلني أكـ ـرهه وبشدة وأنا حقًا أكـ ـرهه وبشدة وأشعر بالتقـ ـزز مِنّهُ … تهانينا إلى أخاكِ أستطاع تدمـ ـيري مثلما أراد … سـ ـأندم طوال حياتي على أنني كُنْتُ في يوم مِنّ الأيام زوجة هذا الوضـ ـيع … اللعـ ـنة عليه فليحـ ـترق في الجحيم
كانت تنظر إليها بهدوء تستمع إليها وهي تشعر بالخـ ـزي الشـ ـديد ولا تستطيع أن تُجيب على أي سؤال، تشعر أنها لا تستطيع أن تدافـ ـع عن أخيها أو إصلاح أي شيءٍ أفسـ ـده رانڤير وهذا لا يفسر لها سوى أنه كان متعـ ـمدًا وكان يُخـ ـطط لفعل ذلك، أعادت خصلاتها خلف أذنها بهدوء وقالت بنبرة هادئة:أعتذر عمَّ فعله أخي في حقكِ فيرولا أنا لا أجد أي شيء كي أقوله لكِ حقًا
أبتسمت فيرولا بتهـ ـكم وسخـ ـرية قائلة:على ماذا تعتـ ـذرين سيهار … لقد فات الأوان … ولَكِنّ أنا لن أسامحه طالما أنا على قيد الحياة … أخبريه أن يُسرع في إجراءاته فأنا أود قـ ـطع أي شيء يقيدني بهِ … رجاءً
صمتت سيهار ولَم تستطع حقًا قول أي شيء بعد ذلك فـ فيرولا قد قامت بكل واجباتها تجاه رانڤير بشكلٍ مُرضي بالنسبة إليها، ربتت على يدها بمواساة وقالت بنبرة هادئة وبشـ ـدة:أنتِ كُنْتِ زوجة صالحة بالنسبة لـ أخي ولن أرى أي شيءٍ سـ ـيء يكمن داخلكِ إليه … أنا حقًا لا أستطيع قول أي شيءٍ آخر لقد جعلني رانڤير أشعر بالعجـ ـز أمامكِ ولا أستطيع إصلاح أي شيء … أنا أسفة لكِ فيرولا أتمنى لكِ حياة أفضل وأن تحظي بزوج أفضل مِنّ أخي … سأخبره بما تودين أن تُخبريه بهِ … وسنظل أنا وأنتِ على تواصل لن يـ ـؤثر هذا على علاقـ ـتنا سويًا أليس كذلك
نظرت إليها فيرولا للحظات قبل أن تبتسم بخفة وتُحرك رأسها برفق قائلة:بالتأكيد
أبتسمت سيهار وقالت:هل أستطيع أن أحصل على عناق حنون
حركت رأسها برفق وهي تبتسم إليها لتتسع أبتسامة سيهار وتعانقها عناقًا حنون قائلة:سيـ ـندم رانڤير وبشـ ـدة صدقيني فيرولا ولَكِنّ بعد فوات الأوان
فيرولا بهدوء:لَم يعد يهُم سيهار لقد أنتهى الأمر .. أنتبهي إلى نفسكِ
أبتعدت سيهار ونظرت إليها بأبتسامه هادئة وقالت:وأنتِ كذلك … إلى اللقاء عزيزتي
__________________
توقفت ديانا أمام ويسلي الذي كان جالسًا على ركبتيه والذي نظر إليها بدوره وقال:مستعدة
حركت ديانا رأسها برفق ليقول هو:أعطيني يدكِ
مدّت ديانا يدها إليه ليُمسك هو بيدها وينظر إلى عينيها قائلًا:ستكونين خطـ ـيرة بعد ذلك وسيصـ ـعب على أي ساحـ ـرٍ أذيـ ـتكِ
ديانا بهدوء:مهما كان
أبتسم ويسلي وقال:مهما كان وأنا واحدٍ مِنهم
حركت رأسها برفق وهي تنظر إليه مبتسمة ليبتسم هو بدوره إليها ويبدأ بلف سبّابته بالقرب مِنّ يدها بهدوء ثم أسرع قليلًا بعد لحظات ليُشكل إعصـ ـارًا تحت نظرات الإندهاش النابعة مِنّ عينان ديانا التي قالت:واو … هذا جميل
أبعد يده بعدما حرك هذا الإعصـ ـار وجعله على كف يدها الصغير لتنظر ديانا إليه بإندهاش قائلة:الإعصـ ـار على كف يدي يا أبي
أبتسم كين الذي كان واقفًا خلفها يعقد ذراعيه أمام صدره ويُتابع ما يحدث بهدوء شديد وبجانبه إيميلي، تحدث ويسلي وهو ينظر إليها قائلًا:فلتُـ ـلقيه بعيدًا الآن
فعلت ديانا مثلما أخبرها ويسلي لتنظر إليه بعدها عندما سمعته يقول مقتربًا مِنّها:والآن عزيزتي كَوني إعصـ ـارًا مثلما فعلتُ الآن
نظرت إليه ديانا نظرة ذات معنى وقالت:لن أستطيع أن أفعل ذلك ويسلي
أبتسم ويسلي وقال:جربي فحسب ستفعلينها
قامت ديانا بتحريك سبّابتها بشكل دائري بهدوء في البداية ثم بعد لحظات أسرعت مِنّ حركتها لتُشكل إعصـ ـارًا مثلما فعل ويسلي تمامًا لتتفاجئ هي وتنظر إلى ويسلي بإندهاش قائلة:لقد فعلتها
أبتسم ويسلي وقال:أرأيتي
نظرت ديانا إلى الإعصـ ـار بأبتسامه لتُلـ ـقيه بعيدًا مثلما فعلت في المرة السابقة ليختفي هو تماما، نظرت إلى ويسلي الذي قال:رائع هذا الإعصـ ـار سيُدمـ ـر أي ساحـ ـر ومـ ـصاص د ماء .. والآن أي قـ ـوى تمتلكين
حركت حدقتيها في كل مكان قليلًا ثم نظرت إليه وقالت بنبرة هادئة:دعنّي أقوم بتجربتها مع سميث
أنهت حديثها وهي تنظر إلى سميث الذي أبتسم بجانبيه وأقترب مِنّها حتى أصبح أمامها مباشرةً، جلس على ركبتيه ونظر إليها لتنظر هي إليه بـ عينيها الزرقاء التي كانت تشبه عينان والدها لـ تَمُدّ سبّابتها إليه قائلة:قم بلمس إصبعي سميث بـ سبّابتكَ
قام سميث بتلبية طلبها ولامس إصبعها بـ سبّابته ليبعده فجأة وهو يتألـ ـم وقد أنكمـ ـشت معالم وجهه لتبتسم ديانا وتنظر إلى ويسلي الذي قال:واو … هذا رائع
نظر إليها سميث وقال:تنتقـ ـمين لوالدكِ الحقـ ـير أليس كذلك
أبتسم كين بجانبيه وعقد ذراعيه أمام صدره وقال:ولذلك حبيبة أباها ليست مِنّ فراغ عزيزي سميث … أنت تستحق ذلك وعن جدارة
رمقه سميث بحـ ـقد وقال:سأسـ ـحقكَ كين
ويسلي:قومي بصعـ ـقه مره أخرى ديانا
نظرت ديانا بتخـ ـابث إلى سميث الذي أبتعد عنها قائلًا بتحذير:إن فعلتي ذلك فلن أضمن ردّة فعلي
كين ببرود:إن قمت بأذيـ ـة صغيرتي ولو كان بالخـ ـطأ سأنـ ـزع قلبك دون تفكير سميث
جلس ويسلي أمامها على ركبتيه وقام بوضع راحتيه على ذراعيها الصغيران ونظر مباشرةً إلى عينيها وقال بنبرة خافتة:أنتِ خطـ ـيرة للغاية مثل ليان … ولَكِنّ لا أحدّ يعلم أنكِ بهذه الخطـ ـورة ولن يعلم أحدّ ذلك إلا عند حدوث الحـ ـرب الكبرى التي ستجمع كلاكما … كوني على أستعداد أيتها الجميلة ولا تدعي أحدّاً يسخر منكِ ومِنّ قـ ـواكِ … أتفقنا
حركت ديانا رأسها برفق وقالت بأبتسامه:أتفقنا أيها الوسيم
أبتسم ويسلي وداعـ ـب أنفها قائلًا:حسنًا أيتها الشقية
نهض ويسلي ونظر إلى كين وإيميلي اللذان كانا ينظران إليه بهدوء ليقول هو:اليوم وعند الواحدة بعد منتصف الليل سيكون هناكَ خبرًا ليس رائعًا البتة
كين بهدوء:وما هو
حرك ويسلي رأسه بجـ ـهل وقال:لا أعلم ولَكِنّ سنعلم ما هو في الواحدة
نظرت إيميلي إلى كين الذي نظر إليها بهدوء دون أن يتحدث.
________________
“اللعـ ـنة شيراز هذا ما كُنْتُ أخشاه!”
أردفت بها امرأة ذات معالم وجه مخيـ ـفة والغـ ـضب باديًا على معالم وجهها، تحدثت شيراز التي كانت تقف خلفها وقالت بنبرة باردة:ليس بالضـ ـرر الذي تظّنينه ماري
ألتفتت إليها ماري والتي لم تكن سوى والدتها لتنظر إليها بـ عينان مزيجًا مِنّ اللون الأصفر والبرتقالي لتقول بحـ ـقد:بلى شيراز … إنه مضـ ـرًا وبشدة .. ويجب إصلاح هذا قبل فوات الأوان
نظرت إليها شيراز نظرة ذات معنى لتصـ ـرخ ماري بنبرة عالية حـ ـادة قائلة:زاكـــش
لحظات وفُتِحَ الباب ليدلف زاكش بهيبته المعتادة ليقف أمامها قائلًا:زاكش في خدمـ ـتكِ أيتها الملكة
كانت ماري مخيـ ـفة بشكلٍ كبير كيف لا وهي ملكة الشيـ ـاطين، كانت تقف بشموخ مرتدية فستانًا أسود اللون وجناحـ ـيها الكبيرين خلفها أما نظرتها فهي تحمّل شـ ـر كبير، تحدثت ماري وهي تنظر إليه قائلة بنبرة حـ ـادة:ماذا فعلت
أجابها زاكش بنبرة جادة قائلًا:لقد أرسلتُ إنـ ـذارًا إليهم مثلما أمرتِ سموكِ
ماري بجدية:أرأيت الفتاة
زاكش بجدية:نعم إنها نصف بشرية ونصف خالدة ومثلما توقعتي أيتها الملكة .. إنها جميلة
أبتسمت ماري بتخـ ـابث وقالت:وهذا المطلوب … أُريدُ دما ءها زاكش مهما كلفكَ الأمر … في أسرع وقت أتفهمني زاكش
حرك زاكش رأسه برفق وقال:أتفهم ذلك سموكِ في أسرع وقت ستكون دما ءها بين يديكِ
أبتسمت ماري وقالت:والآن
حركت يدها نحو الباب ليُحرك هو رأسه برفق ويخرج تاركًا إياها مع شيراز التي كانت تنظر إلى ماري، وفور أن خرج زاكش وأغلق الباب خلفه حتى نظرت إليها قائلة بتـ ـرقب:ماذا ستفعلين بدما ءها ماري
نظرت إليها ماري وأبتسمت قائلة:بد ماء الجميلة ستدوم اللعـ ـنة وستكون ماري على قيد الحياة
نظرت إليها شيراز قليلًا ثم أبتسمت وقالت:ستربطين حياتكِ بها إذًا
حركت ماري رأسها برفق وهي تنظر إلى شيراز التي قالت:هذا رائع للغاية ماري … أحسنتِ أيتها الملكة
ماري بجدية:والآن قومي بإستدعاء صمويل وأخبريه أنني أُريد مقابلته في أسرع وقت
حركت شيراز رأسها برفق وهي تنظر إليها قائلة:حسنًا
تركتها شيراز وذهبت لينغلق الباب خلفها وتلتفت ماري تنظر إلى النافذة وهي تُخـ ـطط ما تنتوي على فعله في اللحظات القادمة لتهمس لنفسها قائلة:مرحبًا بكَ وبأبنتكَ وزوجتكَ جعفر في مملكة ماري … هُنا حيثُ ستجد راحتكَ الأبدية
________________
“دا كل اللي حصل يرضيكي يا جنة؟”
أردفت بها بنبرة باكية وهي تنظر إلى شقيقتها التي شعرت بالحـ ـزن لأجلها لتقول جنة:لا طبعًا ميرضنيش .. اللي حصل دا غـ ـلط وأكبر غـ ـلط كمان .. زي ما هاشم غـ ـلط جعفر كمان غـ ـلط دي حياتك انتِ وانتِ اللي ليكي حق تنهـ ـيها ولا تكملي فيها … زي ما جعفر خلّى سراج يطلـ ـقك كان هاشم طلـ ـق كايلا ونور طلـ ـقني … إحنا التلاته فـ نفس الدايرة وبنشرب مِنّ نفس الكاس .. سراج شخص كويس أوي وبيتـ ـأثر أوي خصوصًا لو كان في حاجه بينكم أنتوا الاتنين
سقـ ـطت دموع مها لتقول بنبرة باكية:انا عايزه أرجعله يا جنة انا مش كويسه وانا بعيده عنه انا بحبه أوي ولو كُنْت أعرف إن فيها طلا قي انا مكنتش جيت مع جعفر … انا صعبان عليا نفسي أوي هو وعدني إنه مش هيبعد ولا هيسيبني عشان ميقدرش يعيش مِنّ غيري … أتفاجئ تاني يوم إنه باعت ورقة طلا قي ليه
نهضت جنة وجلست بجانبها ثم ضمتها إلى أحضانها وربتت على ذراعها قائلة:حقك عليا انا وعد هصلح كل حاجه ومش هيهـ ـدالي بال غير وانا شيفاكي مع سراج فـ بيت واحد … متزعليش نفسك انا هتصرف ودا وعد مِنّي ليكي وربنا شاهد عليه … لازم نعرف دلوقتي أزاي سراج بعت ورقة الطـ ـلاق وهو قال إنه مش هيطـ ـلق في حلقة هنا مفـ ـقودة لازم نعرفها
رفعت مها رأسها تنظر إليها بوجه باكِ لتقول بتساؤل:ودي هنعرفها أزاي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظرت إليها جنة وقالت:الإجابة المضمونة هتكون عند سراج نفسه … لازم نعرف الإجابة مِنُه هو
لَم تتحدث مها لتنظر إليها جنة قائلة بنبرة هادئة:لازم تكوني قوية عشان نعرف نحل كل حاجه ونعرف مين السبب الرئيسي في اللي أنتوا فيه دلوقتي … فات قد ايه على الكلام دا دلوقتي
نظرت إليها مها وقالت بنبرة باكية:أسبوع ونص
حركت جنة رأسها برفق وقالت:حلو أوي … جه الوقت المناسب اللي نعرف فيه كل حاجه
أخذت هاتفها الموضوع على الفراش بإهمال وعبـ ـثت بهِ قليلًا ثم وضعته على أذنها، بينما كانت مها تنظر إليها بهدوء، لحظات وتحدثت جنة بنبرة هادئة قائلة:أيوه يا هاشم ايه الأخبار
نظرت مها إلى الجهة الأخرى عندما أستمعت إلى أسمه لتنظر إليها جنة بهدوء وقالت:تمام الحمد لله فينك كدا … أمريـ ـكا
نظرت إليها مها مرة أخرى بتـ ـرقب لتتحدث جنة وهي تنظر إليها قائلة:وبعدين
صمتت قليلًا تستمع إلى ما يقوله لتقول هي:طب خلّي بالك مِنّ نفسك ولمَ ترجع عرفني … باي
أغلقت الهاتف ثم نظرت إلى مها وقالت بأبتسامه:هاشم فـ أمريـ ـكا دلوقتي دا أنسب وقت نعرف فيه كل حاجه
____________________
كان سراج يجلس في غرفته وهو ممسكًا بهاتفه ويشاهد صور زفافه وفي كل صورة يشاهدها يتوقف عندها لوقتٍ طويل يتأمل تفاصيلها بالكامل، كان يتأمل مها بشرود ينظر إلى ضحكتها ونظرتها إليه، إلى تفاصيل وجهها الجميلة، وينظر إلى نفسه عندما كان أسعد شخص على وجه الأرض!
توقف عند إحدى الصور والتي كانت المفضّلة والمحببة إلى قلبه، تلك الصورة التي كان يضمها إلى أحضانه ويطبع قْبّلة على خدها وهي تنظر إلى الكاميرا وتضحك، سقـ ـطت دمعة على شاشة هاتفه لـ يُغلقه ويضعه بجانبه وهو يستند برأسه على ظهر الفراش واضعًا يديه على وجهه
كم هو يتألـ ـم الآن وحيدًا دون أن يشعر بهِ أحدّ، هذا ما كان يظّنه، ولَكِنّ ثمة شخصًا آخر يتألم معه، والدته التي يتأكـ ـل الحـ ـزن قلبها على فلذة كبـ ـدها كل يوم، كانت تقف أمام باب الغرفة تنظر إليه بعينان دامعتين وحـ ـزن شديد، صدح هاتفه يعلنه عن أتصالًا ليظل هكذا للحظات دون أن يعطيه أيا أهمية
صدح هاتفه عاليًا مرة أخرى يعلنه عن أتصالًا ليُبعد هو يديه عن وجهه وينظر إلى المتصل بـ عينان باكيتين ليرى المتصل جنة، مسح دموعه بيده اليُسرى وأخذ هاتفه باليد الأخرى مجيبًا عليها محاولًا التحدث بهدوء ليقول:أيوه يا جنة
نظرت جنة إلى مها عندما أستمعت إلى نبرة صوته الباكية لتقول:انتَ كُنْت نايم ولا ايه
أجابها سراج وهو يُجفف دموعه جيدًا قائلًا:لا لا انا صاحي
جنة بهدوء:طب انا كُنْت عايزه أقابلك محتاجه أتكلم معاك شويه فاضي ولا ايه
أجابها سراج بهدوء قائلًا:آه آه طبعًا
جنة بهدوء:طب ربعاية كدا ونتقابل انتَ طبعًا عارف هنتقابل فين
سراج بهدوء:آه طبعًا … ربع ساعة وهتلاقيني هناك
جنة:ماشي … باي
أنهت حديثها معه لتُغلق هاتفها وتنظر إلى مها قائلة:ربع ساعة وهقابله
________________
دلفت بيلا إلى المستشفى بخطوات متعـ ـثرة وهي تنظر في كل مكان تبحث عن جعفر بعينيها الدامعتين وهي تضع يدها على موضع قلبها، توقفت في منتصف الطرقة التي كانت نهايتها تطل على جهتين تنظر إلى كل مكان لتـ ـقع عينيها عليه جالسًا على المقعد يضع يديه على رأسه ناظرًا إلى الأرض بشرود
تقدمت مِنّهُ بخطوات مسرعة لتقول بنبرة مرتعـ ـبة:جعفر ايه اللي حصل لبنتي فين بنتي
نهض جعفر ومعه لؤي الذي كان ينظر إليها بهدوء ليُحاول جعفر تهدئتها قائلًا:أهدي هتبقى كويسه
تحدثت بنبرة مرتعـ ـبة قائلة:يعني ايه فين البت ردّ وبرد نـ ـاري
أخذ نفسًا عميقًا ثم زفره بهدوء وقال:حصل كتير يا بيلا وانا مش قادر أتكلم دلوقتي خالص … كل اللي أقدر أعمله إني أطمنك مش أكتر
نظرت بيلا إلى لؤي الذي كان ينظر إليها بحـ ـزن وشفـ ـقه لتترك جعفر وتتقدم مِنّهُ قائلة بنبرة مرتعـ ـبة:قولي انتَ يا لؤي ايه اللي حصل لبنتي انتَ كُنْت معاه مش كدا ايه اللي حصلها هي أتعـ ـورت طيب قول أي حاجه
نظر لؤي إلى جعفر الذي نظر إليه نظرة حـ ـذرة وحرك رأسه برفق شديد حتى لا يخبرها شيء ولَكِنّ كان لؤي في هذه اللحظة مترددًا وبشدة يريد أن يخبرها كل شيء ويطمئن قلبها حتى لا تظّل هكذا لوقتٍ طويل وفي نفس الوقت جعفر يمنـ ـعه مِنّ التحدث
نظر إليها لؤي وابتلع غصته وقال:هي كويـ…
قاطـ ـعته بيلا بنبرة حـ ـادة وهي تقول:لا مش كويسه أنتوا الاتنين مخـ ـبيين حاجه عليا وانا واثقة مليون فـ المية “لانت معالم وجهها إلى الرجاء وأكملت بنبرة حـ ـزينة مستعـ ـطفةً إياه قائلة” قولي وبرّد نـ ـاري حط نفسك مكاني يا لؤي وقولي هتعمل ايه هتقدر تقعد مِنّ غير ما تعرف بنتك أو أبنك فيهم ايه … بالله عليك أتكلم يا لؤي انا حلفتك بالله … قول
تـ ـأثر لؤي كثيرًا وهو ينظر إليها بشفـ ـقة وحزن ومازال في صـ ـراع عنـ ـيف بداخله لا يعلم ماذا يفعل إنه يمـ ـوت ألف مرة الآن وهو يرى خـ ـوفها وأرتعـ ـابها على طفلتها، نظر إلى جعفر وهو ينتوي على إخبارها الحقيقة وعدم الإستماع إلى صديقه الذي بات يتخذ قرارات متهـ ـورة في الآونة الأخيرة
نظر إلى بيلا وبدأ يقـ ـص عليها ما حدث إلى ليان تحت صـ ـدمتها وعدم أستيعـ ـابها وضـ ـيق جعفر الذي كان لا يَوّد إخبارها لعدة أسباب مِنّها أنها ستمـ ـرض وستعـ ـاني بسبب حملها، وفور أن أنهى لؤي حديثه ألتفتت إليه بيلا تنظر إليه بصـ ـدمة وعدم أستيعـ ـاب لينظر إليها جعفر بهدوء دون أن يتحدث، تركت لؤي وتقدمت مِنّهُ وهي مازالت تنظر إليه لتقف أمامه مباشرةً قائلة:انتَ كُنْت ناوي تداري عليا كل دا … كُنْت ناوي بجد متتكلمش .. ليه
نظر إليها جعفر ثم زفر بهدوء وقال:بيلا انا مكانش ينفع أقولك فعلًا لأسباب كتير أوي
بيلا بأستنكار:لا واللهِ وايه هي الأسباب الكتير اللي منـ ـعتك تقولي اللي حصل لـ بنتي؟؟؟!!!!!
أبتلع غصته وقال:كتير خـ ـايف عليكي مِنّ الصـ ـدمة واللي هيحـ ـصلك بعدها انا لمَ قولتلك على موضوع أبوكي قبل كده أتعصـ ـبتي وزعـ ـقتي وبعدها تعـ ـبتي ومتحملتيش والدكتورة قالتلك وقتها أي حاجه تضـ ـايقك بعد كدا متعرفيهاش عشان متأثـ ـرش وانتِ بتتأثـ ـري مِنّ أقل حاجه … انا خـ ـايف عليكي وعشان كدا مقولتلكيش حاجه
تحدثت بيلا بنبرة حـ ـادة وهي تنظر إليه قائلة:لا واللهِ وانا مشتـ ـكيتش يا جعفر عشان تخـ ـاف عليا
نظر إليها قليلًا قبل أن يقول بنبرة هادئة:هعمل نفسي مسمعتش حاجه عشان مقدّر الحالة اللي انتِ فيها … شويه والدكتور هيطمنا عليها بس عشان خاطري أهدي
أنهى حديثه وهو يُحاوط ذراعيها لتنفـ ـض هي يديه تُبعـ ـدها عنّها بحـ ـدة وهي ترمقه نظرات غاضـ ـبه لتتركه وتذهب إلى إحدى المقاعد الموضوعة وتجلس على مقعدٍ مِنّهم واضعة يدها على بطنها المنتـ ـفخة وهي تُحاول تهدئة نفسها وأخذ أنفاسها بهدوء حتى لا تمـ ـرض مثل كل مرة
بينما نظر لؤي إلى جعفر الذي نظر إليه نظرة ذات معنى غير راضـ ـية ليُبعد لؤي نظره عنّه وينظر بعيدًا وهو يلتزم الصمت، لحظات وخرج الطبيب مِنّ غرفة ليان لتنهض بيلا سريعًا وتقترب مِنّهُ ومعها جعفر الذي قال بنبرة قلـ ـقة:خير يا دكتور طمني على بنتي أخبارها ايه ايه اللي حصلها
نظر إليهما الطبيب وقال:أهدوا البنت بخير الحمد لله وقدرنا نلحقها هي تقريبًا حدّ ضـ ـربها جامـ ـد على دماغها أو حاجه تقيـ ـلة وقـ ـعت عليها خلّت الراس تنـ ـزف بس عشان نتطمن أكتر عليها عملنالها أشعـ ـة على المخ عشان نتطمن إن مفيش أي ضـ ـرر وأول ما الأشـ ـعة تطلع هبلـ ـغكم
تركهم الطبيب وذهب بينما كان الهدوء يُسيطر على بيلا بشكلٍ مُريب، ربت لؤي على كتف جعفر ثم توجه إلى المقعد وجلس عليه بهدوء، نظر جعفر إلى بيلا ثم وضع يديه على كتفيها وشـ ـدد عليهما برفق لتنظر هي إليه بهدوء وقلـ ـق ليطبع هو قْبّلة على رأسها قائلًا بنبرة خافـ ـتة:متقلقيش كل حاجه هتكون بخير
__________________
كان سراج واقفًا يعقد ذراعيه أمام صدره ينتظر قدوم جنة منذ عدة دقائق، مرّت عدة دقائق أخرى لتظهر جنة وتتقدم مِنّهُ بخطوات ثابتة لينظر إليها هو معتدلًا في وقفتهِ، أقتربت مِنّهُ ومدّت يدها مصافحةً إياه قائلة بأبتسامه:عاش مِنّ شافك يا أخ سراج مخـ ـتفي بقالك فترة طويلة
أبتسم سراج أبتسامه هادئة وصافحها قائلًا:أديني موجود هروح فين يعني
جنة:لا مش موجود مبسمعش عنك أخبار … بإستثناء آخر خبر
تبدلت معالم وجهه ليظهر الحـ ـزن جليًا عليه لتزفر جنة وتقول:انا حقيقي مش لاقيه حاجه أقولها بس انتَ غـ ـلطت يا سراج
نظر إليها سراج وقال بإستنكار:انا غـ ـلطان … غـ ـلطان فـ ايه؟؟؟!!!!
جنة:إنك طلـ ـقت مها وطاوعته دا غير إنك كُنْت مديها وعد وخليت بيه
صمت سراج ولَم يتحدث لبعض الوقت تحت نظرات جنة المتـ ـرقبة، وبعد صمت دام لبعض الوقت قطـ ـعه سراج قائلًا:انا عملت دا تحت ضـ ـغط يا جنة انتِ متعرفيش حاجه
جنة بإستنكار:يعني ايه تحت ضـ ـغط ولو؟؟؟!!!!!
سراج بحـ ـدة:لا يا جنة انتِ عارفه هاشم عمل ايه .. هاشم حطني قدام الأمر الواقع حياتي قصاد إني أطلـ ـق مها ولمَ رفـ ـضت إني أطلـ ـق كان مهـ ـددني بالقتـ ـل يا جنة … قالي هاخد حاجه تانيه عزيزه عليك وانتِ عارفه إن انا مِنّ غير الحاجه دي مقدرش أكمل معاكم قـ ـوتي دي لو وقـ ـعت فـ إيد هاشم هيدمـ ـر الدنيا انتِ متخيلة … إيده فـ ثانية كانت ماسكه قلـ ـبي وعلى أتم الإستعداد إنها تنهـ ـيني فـ أي وقت وانا مكنتش عارف أعمل ايه بيخيرني بين أغلى أتنين فـ حياتي … انا دايق المُـ ـر والوجـ ـع على إيده يا جنة انا مش قادر أستوعب حاجه ومش قادر أسامحه هو السبب الرئيسي فـ اللي حصل بينا بعيدًا عن جعفر … جعفر انا عارف إنه كان بيهـ ـددني عشان أخـ ـاف وارجع لوعـ ـيي تاني وكُنْت هعمل أي حاجه عشانها حتى لو هتخلى عن الحياة دي وأرجع لطبيعتي انا عارف إني حـ ـارمها مِنّ حاجات كتير أوي بس غصب عنّي
دام الصمت بينهما عقب أن أنهى حديثه لتنظر إليه قليلًا قبل أن تقول بقلة حيلة:انا عارفه إنه صـ ـعب عليك ومقدرش ألومـ ـك أي حدّ مكانك هيعمل كدا وأكتر … ومينفعش تسيبنا خصوصًا فـ الوقت دا غير إنك أهم فرد فينا وعندك قـ ـوى نادرة بتعـ ـجز اللي قدامك … انا مش عارفه أواسي مين فيكوا حقيقي
سراج بترقب وتساؤل:هي مها كويسه يا جنة … طمنيني عليها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أبتسمت جنة أبتسامه هادئة ونظرت إليه نظرة ذات معنى قائلة:هخليك تطمن بنفسك عليها
أنهت حديثها وألتفتت تنظر خلفها ليعقد سراج ما بين حاجبيه متعجبًا ليرى مها تدلف بهدوء وهي تنظر إليه بهدوء وحـ ـزن، تفاجئ سراج مِنّ وجودها ليقول بنبرة هادئة غير مصدقة:مها
أتسعت أبتسامه جنة لتنظر إلى سراج بعدما توقفت مها بجانبها قائلة:هسيبكوا تتفاهموا شويه مع بعض .. هستناكي بره
أنهت حديثها وربتت على كتفها برفق ثم تركتهما وذهبت، نظر سراج إلى جنة ثم نظر إلى مها التي كانت تنظر إليه بهدوء ونظرة مليئة بالعديد مِنّ الأسئلة والحـ ـزن والعتـ ـاب، نظر سراج بعيدًا وهو يُحاول تلاشي نظراتها التي تـ ـؤلمه وتجعله عاجـ ـزًا عن الحديث
لَم تتحدث فقد كانت تنظر إليه ولنظراتها ألف كلمة وألف معنى، زفر هو بهدوء وهو يمسح على خصلاته متمتمًا بهدوء:نظرات تخلّي الواحد عايز يدي نفسه طلـ ـقة فـ نص دماغه يجيب أجـ ـله فـ ثانية
نظر إليها ليراها مازالت تنظر إليه ليبتلع غصته بهدوء ويقول:كُنْت خـ ـايف ييجي اليوم اللي تكون دي فيه نظرتك ليا
دام الصمت مرة أخرى بينهما لبعض الوقت وهي تشعر أنها تعـ ـجز عن قول شيء بعد رؤية هيئته التي كانت لها عامل كبير في إعجـ ـازها عن الحديث، مسحت دمعه شـ ـارده بأطراف أصابعها لتُحاول التماسك قائلة بنبرة مهزوزة:مش عارفه أصدق إني مبقتش على ذِمِتَك ولا بقى في حاجه تربـ ـطنا ببعض … مبقتش قادرة أستوعب أي حاجه … ولا قادرة إني اتخطي إن هاشم هو السبب فـ اللي انا فيه هو وجعفر
نظر إليها سراج وقال:جعفر ملهوش ذنـ ـب … هو كان بيوعـ ـيني انا عارف دا كويس ومتأكد مِنُه كانت إيميلي بتقولي مِنّ قبل ما يقول أو يعمل حاجه … جعفر على قد كدا طيب
حركت رأسها بعدم أقتناع قائلة:مش عارفه أصدقك ولا أسامحه … سراج انتَ نسيت انتَ كُنْت بتعمل ايه معاه وهو عمل ايه معاك
سراج:فاكرله الحلو مش هفتكرله الوحـ ـش فـ وقت حصل بينا فيه خـ ـلاف … جعفر صاحبي وهيفضل طول عمره صاحبي مهما حصل .. يا مها أفهمي انا اللي أذانـ ـي دلوقتي مين .. هاشم .. مين اللي كان بيهدي الدنيا ويلطف الجَو فـ لحظتها بعيدًا عن أي حاجه تانيه حصلت جعفر فـ مينفعش أرمـ ـي تهـ ـمة على أي حدّ هاشم هو اللي مدوقني المُـ ـر والوجـ ـع وانا تمام جدًا بس كما تدين تدان وإن ما أكرم وبشير قلبوا عليه بكرا وطلـ ـقوا كايلا مِنُه مبقاش سراج هيشـ ـرب مِنّ نفس الكاس اللي شـ ـربني مِنُه وانا هردّك لعصمتي تاني حتى لو كان فيها مـ ـوتي
أقترب مِنّها قليلًا وقال بنبرة حـ ـزينة:انا بحبك ومش عارف أتقبل عدم وجودك فـ حياتي انا مخـ ـنوق أوي ومضـ ـايق على طول … انا كُنْت بتفرج على صور فرحنا قبل ما جنة تتصل بيا وعيطت يا مها مفتقدك ومش عارف بجد أبعد انا بتعـ ـذب كل يوم ومحدش حاسس ورافـ ـض أخرج ولا أتعامل مع حدّ عشان انا مش هتحـ ـمّل وهضـ ـعف … انا مش عارف أبعد يا مها أسبوع ونص بالنسبة لي سنين عـ ـذاب … مها انتِ بجد زي ما قال هاشم وجعفر
لَم تتحدث مها أو بمعنى أدق مِنّ ذلك لَم تستطع إجابته فهي في حيرةٍ مِنّ أمرها وتشعر بالتوتر وعدم الإتزان، أبتلع غصته وتفهم صمتها ذلك ليقول:انا عندي إستعداد أسيب كل دا وأرجع لحياتي الطبيعية عشانك
نظرت إليه وقالت بنبرة هادئة:لا يا سراج … يوم ما ترجع ترجع لنفسك قبل ما يكون ليا … اللي بيتغيّر بيتغيّر عشان نفسه الأول قبل ما يكون عشان حدّ
سراج بهدوء:وانا هتغيّر عشانك انتِ مش عشاني انا انا مش فارق معايا حاجه غيرك دلوقتي … انا هعمل أي حاجه عشانك
مها بهدوء:وانا مش عايزاك تاخد أي قرار فـ الموضوع دا غير لمَ تكون واخده عشانك … وعشان هما محتاجينك دلوقتي انا مش هقدر أقول أي حاجه … كل اللي عايزه أقولهولك دلوقتي إنك تخلّي بالك مِنّ نفسك وتهتم بأكلك وصحتك … مش عايزه أشوفك فـ يوم مِنّ الأيام ضعـ ـيف أو تـ ـعبان دا لو لسه بتحبني بجد … وأنزل شغلك متوقـ ـفش حياتك وسيبها على ربنا وقت ما يأذن ونرجع لبعض هيكون بميعاد زي ما كان جوازنا بميعاد … خلّي بالك مِنّ نفسك
أبتسم سراج بخفة وقال:وحشني قلـ ـباتك عليا وزعـ ـلك لمَ أأهـ ـمّل فـ نفسي … وزي ما بتنصحيني دلوقتي أعملي انتِ كمان بالنصيحة
أبتسمت مها وقالت:على عهـ ـد لحد ما نرجع نكون مع بعض تاني
أبتسم سراج وقال بنبرة هادئة:أوعدك إنك فـ يوم مِنّ الأيام هتتفاجئ إنك على ذِمِتي تاني وهتكون أبدية محدش هيقدر يبعـ ـدنا عن بعض تاني مهما حصل ومش هسمح لحد إنه يفـ ـرق بينا
أتسعت أبتسامه مها وقد غمرتها السعادة التي سُلبت مِنّها دون رحمة أو شفـ ـقة، أبتسم سراج وقال:أيوه كدا اضحكي ضحكت بتحلي الدنيا وما فيها
ضحكت بخفة ثم سمعت جنة التي دلفت مؤخرًا وهي تقول بهـ ـلع:أهدى يا جعفر وفهمني ايه اللي حصل مستشفى ايه وأشعة ايه
نظر إليها سراج بتعجب ومعه مها التي ألتفتت تنظر إليها بعدم فهم، جحظت عينان جنة بصـ ـدمة قائلة:انتَ بتقول ايه يا جعفر حصل أمتى الكلام دا وازاي متتصلش بيا وتعرفني … طيب طيب أقفل انا جيالك حالًا مسافة السكة وأكون عندك
أغلقت الهاتف لتنظر إليهما بقلق لتقول مها بتساؤل:في ايه يا جنة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سراج بتعجب:جعفر ماله يا جنة!!!!!!!!!!!!!!
نظرت إليهما وقالت بتوتر شـ ـديد:معرفش البت حصلها ايه وفـ المستشفى وأشـ ـعة انا مش فاهمه أي حاجه مِنُه
سراج بقـ ـلق:ومستنيين ايه يلا نروحله بسرعة!
____________________
كانت ليان مستلقية على الفراش لا تشعر بمَنّ حولها وبجانبها الممرضة التي كانت تطمئن عليها، نظر زاكش إليها عبّر النافذة بتـ ـرقب وهو يتابع هذه الممرضة، أنهت الممرضة ما تفعله ثم تركتها وخرجت مِنّ الغرفة مغلقةً الباب خلفها، فَتَحَ زاكش النافذة ودلف ليقف وينظر إلى ليان التي كانت مستلقية على الفراش
نظر حوله متفحصًا المكان ثم أقترب مِنّها ليقف بجوار الفراش ينظر إليها نظرة ذات معنى مليئة بالخبـ ـث، أخرج الحقـ ـنة بهدوء وهو ينظر إليها نظرة خبـ ـيثة ليقترب مِنّها ويبدأ بإدخالها في وريـ ـدها وسحب الد ماء التي طلبتها مِنّهُ ماري وهو ينظر بحذر شـ ـديد إلى ليان تحسبًا لإستيقاظها في أيا لحظة
أنهى مهمـ ـته بهدوء شـ ـديد ليُغلق الحقـ ـنة ويعتدل في وقفته مره أخرى وهو ينظر إلى ليان ليبتسم بجانبيه قائلًا بخـ ـبث:بدما ءكِ أيتها الصغيرة ستحيا الملكة إلى الأبد دون أن يعلم أحدّ شيئًا وسنرى بعد ذلك كيف سيقوم هؤلاء الحمـ ـقى بالتغـ ـلب علينا
_______________
بد ماء الجميلة ستحيا التعو يذة وتحيا معها ماري التي تنتوي على أفعال لن تنال إعجابهم البتة.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جعفر البلطجي الجزء الثالث)