رواية جريمة العشق الممنوع الفصل الثامن 8 بقلم نور زيزو
رواية جريمة العشق الممنوع الجزء الثامن
رواية جريمة العشق الممنوع البارت الثامن
رواية جريمة العشق الممنوع الحلقة الثامنة
___ بعنــــوان “”المُــلاك وليـــد القســوة”” ___
كان “جاك” واقفًا مع قادة الفرقة في هذه العصابة وكل منهما مسؤل عن تخصص وبعض الأفراد، كان يتأكد بأن كل شيء يسير على ما يرام في أعمالهم، بينما كان المكان مليئة بضجة هؤلاء الرجال الذي يتدربون من أجل القتال وبعضهم يتدرب على فحص المخدرات بأنواعها والتأكد منهم بينما جزء أخر منهم يتعلم على المبارزة بالسكين وقليل منهم يتدرب على فك المسدسات وتركيبها بسهولة، كانت هذه هي الأجواء الطبيعية لهذا النادى المشبوه الذي يديره “جاك” تحت قيادة رئيستهم “إيفا” وصدم الجميع عندما فتحت الأبواب الحديدية للنادى ودلفت ثلاثة سيارات سوداء اللون في المقدمة والمؤخرة كانت سيارتان فان كبيرتين وبالمنتصف كانت سيارة جيب سوداء رباعية الدفع يعرفها “جاك” والجميع جيدًا فهى سيارة رئيستهم “إيفا”، توقفت السيارات بينما توقف الجميع عما يفعلوا وألتزموا أماكنهم كصفوف الجيش، فتحت أبواب السيارتين الفان ثم ترجل منهما أكثر من عشرة رجال أقوياء، أختارهم “جاك” بعناية لحراسة “إيفا” ثم فتح أحدهم الباب الخلفي للسيارة الخاصة بها ليترجل منها كلب كبير الحجم وضخم من سلالة روت ويلر وبدون أي قيود أو شبكة حديدية على فمه ثم ترجلت “إيفا” من سيارتها وسارت بغرور وكبرياء قاتل يليق بشخصيتها ومكانتها المرعبة، أحضر الرجال مقعدها في حين أن أفراد عصابتها وقفوا في صفوف معينة محفوظة أكثر من مائة رجل، وقف كل عشرة منهما بطريقة زوجية كالطابور وأمامهم رجل واحد بمثابة قائدهما والمسؤل عن تحريكهم وأعطاهم الأمور لينقسموا إلى أكثر من سبع مجموعات ثم رجل واحد وهو بمثابة المدير الخاص بالنادى المسؤل عن القادة ثم “جاك”، هكذا تنقسم عصابتها
أبتلع الجميع لعابهم بسبب حضورها فمجيء “إيفا” إلى النادى تعنى الهلاك والموت وأن كان لقبها هو “ملاك الموت” فهى إينما تضع قدمها يجب أن يسقط أحد قتيل لكن هذا الملاك لا يكتفي بقتل واحد بل في حضرتها لابد من سقوط العشرات، يتذكر أحد رجال عصابتها وهو أأنضم لها منذ سبع سنوات أنه لم يرى وجه “إيفا” إلا ثلاثة مرات فقط في كل هذه السنوات في بداية الأمر كان يعتقد أن الرئيس يكن “جاك” حتى ظهرت هذه المرأة ليعلم أنه يعمل تحت قيادة شيطان وليس رجل، شيطان في وجه امراة
أنحنى الجميع لها فأشارت لهما بالجلوس وأخرجت صورة من جيبها فسمعت تمتمة من أحد الرجال يقول:-
-من الذي سيموت اليوم منا؟
تجاهلت ما سمعته وقالت:-
-لنوقف كل الأعمال، لدى مهمة للجميع ومن سيحققها سيحصل على نصف مليون جنيه كمكافاة غير راتبه ومصاريف عائلته
تحمس الجميع لهذا ثم أشارت للحراس الشخصين لها فذهبوا إلى رجالها كما هم في صفوفهم وبدأوا يوزعوا صورة هذا الرجل الذي ينتحل شخصيتها ويدعى أنه ملاك الموت على الجميع لينظروا إلى الصورة فنظر “جاك” لها بغضب وأقترب نحوها وهو يقول:-
-من أين عثرتي عليها
أجابته بجدية وهى تحدق برجالها دون ان ترفع نظرها به:-
-من مكتبك
رفعت نبرة صوتها وهي تكمل حديتها لهؤلاء الرجال وقالت باللغة الإنجليزية ليفهمها الجميع :-
-هذا الرجل أطلق النار علي وحاول قتلى، فلتعثروا عليه معًا وحتى لا يصيبكم الطمع سأعطي كلا منكم نصف مليون جنيه لكن تحذير الوحيد لكم أن تجلبوا لي حي إذا تجرأ أحد منكم على قتلوا سأقتله بالمثل هو وعائلته بأكملها حتى وأن كان طفل رضيع
أستدارت لتغادر ثم ألتفت لهم مرة أخرى وقالت:-
-لا لقد غيرت رأي سأرفع المكافأة لتكن مليون لكل فرد وكلما عثرتوا عليه في وقت أسرع سأزيد المال
صعدت لسيارتها وتركت هؤلاء الرجال يحتفلون ويصرخون من ضخامة المبلغ وبدأ كل منهم يتحدث مع شريكه من أين يبدأ البحث وبعضهم فتحوا هواتفهم ليتصلوا برجال أخرى يساعدوهم في العثور عليه، تبسمت “إيفا” بمكر وسخرية وهى تغلق باب السيارة وتقول:-
-لنرى المال يقدر يعمل أيه
صعد “جاك” بجوار السائق لتنطلق السيارة و”جاك” غاضب من تصرفها المفاجئ دون الرجوع له فقال:-
-why?
-خلينا نخلص الحكاية دى ونقفل القضية
أجابها “جاك” بنبرة قوية وهو يقول:-
-لقد وعدتك بأنى سأعثر عليه
نظرت “إيفا” إلى الشوارع من النافذة بهدوء وقالت مُتمتمة:-
-سيعثر عليه المال يا جاك
كانت تداعب عنق كلبها الشرس بيدها اليسرى في صمت ثم تذكر طلب قتل “يحيي” وقالت بجدية باردة:-
-خلينا نستعد لقتل يحيي القصاص
أجابها “جاك” بقلق وتوتر وهو ينظر لها في الخلف:-
-إيفا إلم تلاحظي شيء؟ أنا أشعر بأن هناك شيئ سيء سيحدث، كيف لرجل قُتل ابنه بيد ملاك الموت يطلب من ملاك الموت طلب ويتناسي أنه قاتل ابنه
نظرت “إيفا” لــ “جاك” بهدوء ووجه خالى من المشاعر ثم قالت:-
-أنا عارفة أنه فخ للقبض عليا يا جاك لكن لا تقلق فأنا ملاك الموت لن يستطيع بشري قتلي، الموت لن يتمكن منى إلا عن طريق القدر والخالق بس لكن مخلوق معتقدش وأنت تعرف ذلك وأن كان فخ سأوقعهم في فخهم
يعلم جيدًا بأنها إذا وقفت أمام مئات الرجال لن يهزمها أحد بل ستقتلهم جميعًا بطرفة عين لكن ما زال القلق ملتهبًا في قلبه وعقله….
_____________________________________
تعجب “أمجد” مما رأه ليضغط على طباعة ثم أخذ الورقة وذهب إلى غرفة المكتب جيث يجلس فريقه ثم قال:-
-يحيي باشا بص كدة
أعطاه الورقة ثم نظر ”يحيي” بها وأجتمع البقية لينظروا وكان بالورق أخر ما بحثت عنه “إيلين” في محرك البحث على الأنترنت، تحدث “أمجد” بجدية قائلًا:-
-إيلين كانت بتبحث عن مكان منعزل وأكتشفت أنها حجزت على طيارة إلى سنغافورة يوم رأس السنة في نفس اليوم اللى عملت الحادثة فيه
رفع “يحيي” نظره بصدمة له من حديثه ثم قال:-
-يعنى هي كانت بتحاول تهرب؟
تحدثت “ألاء” بحيرة قائلة:-
-يمكن حست أنها متراقبة أو حد هددها بحاجة، وفى محاولة هروبها عملت الحادثة وهى في طريقها للمطار
أكمل “أمجد” حديثه بجدية أكثر وهو يقول:-
-لا، لأن الغريب أن طيارتها كانت الساعة 5العصر والحادثة حصلت بليل كان المفروض تكون سابت البلد
تساءل “يحيي” بصوت مسموع وتوتر وحيرة أجتاحه:-
-أيه اللى منعها من السفر؟
حيرة كبيرة أقتحمت عقله في كل مرة يتعمق في البحث عنها وعن خلفيتها تزداد حيرته والغموض والكثير من الأسئلة يمتلكها لكن لا جواب لها وكل هذه الأجابات محفورة في ذاكرتها المفقودة أو بالأحرى بداخل “إيلين”
وقف من مكانه وقال بحزم:-
-أنا عاوز سجل المكالمات لإيلين في أخر شهرين والرسائل وكل المحادثات اللى ممكن تكون موجودة على حساباتها الشخصية.. أكيد لو حد هددها هنوصلوا أو على الأقل يكن ساب أي طرف خيط وراءه أمتى كدة
أومأ له الجميع بجدية وأنصرفوا ليكملوا أعمالهم…..
______________________________________
كانت “إيفا” ترتدي ملابس رياضية سوداء وتضع السماعات في أذنها وتركض بقوة وبجوارها كلبها يركض في سباق معها وهى شاردة الذهن في “يحيي” وكيف لها أن تقتله؟ حتى أن بسمته الدائمة تسبب لها الازعاج في عقلها، توقفت عن الركض وهى تنحي بظهرها للأمام وتتكأ على ركبتيها بيديها وهى تلهث ليتوقف الكلب أمامها فنظرت له بحيرة وقالت:-
-أقتله..
صمت الكلب وكيف له أن يجيبها فتابعت الحديث وهى تقول:-
-لا
نبح الكلب بقوة لتستقيم في وقفتها وهى تقول بتذمر ناظرة له:-
-فخ.. متخافش أنت نسيت أنا ملاك الموت..أنا لا أقهر
قالت كلمتها الأخيرة بثق وفخر بجبروتها في القتال ثم جلست على المقعد الرخامي أمام النيل وهى تنظر للنيل في صمت ليجلس الكلب جوارها في هدوء وقالت:-
-تفتكر لو ممكن حد يقتلنى كان زمانى لسه عايشة
شردت وهى تتذكر الماضي وكيف والدها رجل العصابة وتاجر السلاح كان يلقيها وسط الرجال في ساحة المصارعة وهى طفله ذات الأثني عشر عام لتتصارع بدون خداع، تتصارع بجدية مقابل رجال أقوياء والجميع ضدها ولم يكن أحد بصفها سوى سكينها الحاد حتى والدها كان يشجع الرجال على مصارعتها وكل من يطعنها أو يخدشها بسكينه كان والدها يكأفاه بسخاء، مٌنذ أن أنقذها “جاك” من الحريق في عمر التسع سنوات وهو بدأ يعلمها المبارزة والقتال لتدافع عن نفسها وتنجو من الموت مهما فعل والدها، تذكرت عندما كانت تجلس تتناول الطعام في مقدمة السفرة مع والدها وهو يجلس في مقدمة السفرة الأخرى مقابلة له، كانت تتناول الطعام في صمت حتى لكن صوت الملعقة وهى تطرق في الطبق أثار غضبه مما دفعه للوقوف والهجوم عليها ليأخذها من ملابسها بقوة وهو يسحبها خلفه على الأرض بقوة وهى تكتم صراخها وقد أعتادت على معاملته وقسوته عليها هكذا ليأخذها إلى نادى الرجال وألقي بها وسطهم وقال بحزم:-
-لا أريد رؤيتك من الأن، لتعيشي هنا حتى يقتلك هؤلاء الرجال، أنا لا أرغب بأبنة مثلك
غادر بالفعل هذه المرة وتركها هنا في نادى للرجال وعندما أقتربوا منها لقنوها درساً قويًا بالركلات واللكمات في كل أنش في جسدها حتى فقدت الوعي من كثرة الضرب، فهؤلاء قد يفعلوا بها الأسوء من ذلك لأرضاء زعيمهم رغم كونه والدها، كبرت بين هؤلاء الرجال ولمدة ثلاثة سنوات تعاني من ضربهم المبرح لها والجروح التي تركوها على جسدها، ثلاثة سنوات قررت بهما أن تكن رجل مثلهم بل قلب وتتصارع معهم لتنجو وخلال هذه السنوات كانت تقص شعرها كالرجل كلما طول ليظهر أنوثتها ويذكرها بأنها فتاة، حياتها لم تكن هينة أبدًا في هذا المكان بل كانت أسوء بكثير من حياة هؤلاء الرجال، أعتادت على النوم والسكين في يدها حتى لا يغدر بها أحد أثناء النوم وتربي الحقد والكره في قلبها تجاه والدها فقررت الأنتقام منه لتنجو بحياتها وإذا كان هو من احضرها لهذا المكان كي تموت فهى ستنمو بهذا المكان وتصنع من الموت حليف لها وتعاهدت على قتل كل رجل تجرأ على لمسها بلكمة أو ركلة خلال سنواتها هنا، تعلمت كل أنواع القتال وفى كل مرة يزور والدها النادى يرفض رؤيتها ويجعل الرجال يسجنوها في غرفة مستقلة قبل مجيئه، حتى جاء اليوم المنشود وقررت فيه بدأ الأنتقام عندما علمت ان والدها سيأتى غدًا، أقتحمت غرف الرجال غرفة تلو الأخرى أثناء نومهم في الليل وفى يدها سكين وطعنتهم واحد تلو الأخر بالسكين في القلب مباشرة حتى قضت على أكبر عدد منهم وعند خروجها من أحد الغرف رأها رجل وهى مليئة بالدم وتمسك سكينها في يدها وقد نقشت عليه بالفعل لأول مرة كلمة ملاك الموت، هرع الرجل للأسفل وهو يصرخ لتركض خلفه وفى قتال عنيف بينهما تقتله لكن صراخه كان كافي ليقظ بقية الرجال ومن هناك بدأت حربها الحقيقة وهى القتال وجهًا لوجه، تعرضت للكثير من الطنعات والخدوش لكن كان يجب أن تنهي هذه الحرب اليوم وإلا سيأمر والدها بقتلها وستقابل الموت…
فتح الباب ودلف “جاك” بصحبة والدها وهم يتهامسون ويضحكون ليُصدم والدها عندما رأى جثث الجميع والمكان مليء بالدم وهى تقف هناك بالمنتصف وتمسك رأس رجل من رجاله من شعره لتتقابل عينيها بعيني والدها بكل غضب وحقد لتذبح هذا الرجل بدم بارد وعينيها مُثبتة على والدها، أشتاطت والدها غضبها من فعلتها وركض نحوها ليتصارع معها بنفسه وقبل أن يبدأ العراك بينهما تلقي طعنة من سكينها في قلبه فأتسعت عينيه بصدمة وعينيها في عينيه وهى تلف السكين المغروس في قلبه بقسوة ثم سحبتها بقوة وقالت:-
-لتتذكر أنك من صنعت من الملاك ..الموت
ومن هنا أمست “ملاك الموت” ، قسوة والدها من حولتها من طفلة بريئة إلى قاتلة، هو من حول الملاك الصغير إلى قاتل أرواح، لهذا أخترت لقبها ملاك الموت.. ملاك من براءتها التي قُتلت والموت من سلبها للأرواح..
فاقت من شرودها على صوت هاتفها يدق وكانت “ليزا” وضعت الهاتف في جيبها بهدوء دون أن تجيب وعادت بنظرها على النيل وهى تراجع ذكرياتها الأليمة دون أن ترجف لها عين أو تدمع حتى… بداخلها كل القسوة التي وضعها والدها بداخلها، ربما لهذا تزعجها بسمة “يحيي” وحنانه عليها فلم يعاملها أحد من قبل بهذه الحنية واللطف أعتادت على القسوة لدرجة أنها أصبحت رفيقتها وقطعة من قلبها
________________________________
صاحت “ليزا” وهى تجلس في سيارتها وتتحدث في الهاتف مع “إيفا” قائلة:-
-لماذا ستذهبين له مرة أخرى
أجابتها “إيفا” وهى تصعد الدرج في عمارة “يحيي” قائلة:-
-هجيب صورى اللى وصلت له، مش هتأخر متقلقيش
أغلقت “إيفا” الخط معها ثم وقفت أمام باب الشقة وضربت الجرس لتصدم عندما شعرت بنغزة في عنقها بعد أن حقنها أحد بمخدر وفقدت الوعى ليسقط من يدها الهاتف…
وصل “يحيي” لشقته مساءًا ووقف يفتح الباب ليدهس بقدمه على الهاتف، تعجب بهدوء وأنحنى ليأخذ الهاتف لكنه صُدم عندما رأى صورتها بصحبة كلب خليفة خارجية للهاتف وقبل أن يفكر بشيء رأى الأبرة على الأرض ليفهم الموقف سريعًا فركض للخارج مٌتجه للقسم باحثًا عنها….
______________________________
كانت “إيفا” جالسة في مخزن للسيارات مقيدة بالمقعد الخشبي فاقدة للوعى، فتحت عينيها بتعب شديد وهى تنظر حاولها وسريعًا ما تترجم الموقف الذي حدث لتحاول فك قيد يدها لكن ظهر “منصور السويسي” أمامها وخلفه مساعده “همام” ليقول بجدية:-
-هي دى
أجابه “همام” وهو يقول:-
-اه ما دام دى هنا يبقى يحيي هيجي وملاك الموت كمان هيجي
تبسم “منصور السويسي وهو يغادر ويقول:-
-لما يظهروا أقتلوهم وأولهم يحيي
غادر المكان وهي تفهم الموقف بانه لم يخطفها من اجل أذيتها بل أخذها ليصنع فخ لقتل “يحيي” وملاك الموت لكنه يجهل تماما ان ملاك الموت بين يديه، فكرت لدقائق هل تظل ثابتة وتنتظر أن يأتي “يحيي” ويقتلوا رجال هذا الرجل أم تخلص نفسها وتنقذ “يحيي” لتقتله هي..
هزت رأسها بقوة وهى تتذمر من بسمته العالقة في رأسها وقالت مُتذمرة:-
-اخخخخ، أوك لنرد الجميل زى ما أنقذ حياتي مرة، أنقذه المرة دى
فكت قيد يديها بعد محاولات عدة من هذه الأصادف الحديدية وهى تكتم الألم من نزع جلدها وهى تخرج يدها من هذا القيد، سالت الدماء بقوة من يدها لكنها أعتادت على تحمل الألم وعندما أنتهت من هذا القيد راها أحد الرجال ويركض نحوها وهو ينادى على رجاله ومن هنا بدأ العراك بينهم، أخرج كلا منهم سكين حتى لا يطلقوا النار ويثيروا قلق سكان المنطقة لتُلكم أحدهما بكوعها في وجهها وأنتزعت السكين منه ..
_______________________________
وصلت رسالة لـ “يحيي” بمكانها ولكنه لم يفكر كثيرًا بان هذا فخ بل ركض وخلفه رجاله من القسم حتى يذهب لينقذها وهو يعلم بأنها أضعف من أن تواجه الخطف والمجرمين ….
_______________________________
كانت تركض وتفقز بمهارة ومع كل حركة تسقط قتيل وهى لا تهتم لهؤلاء القتلة، هذا السكين الذي تحتضنه بين أناملها كقطعة من جسدها تلوث بالدماء وهكذا ملابسها لكنها لا تكترث للأمر باتا، طاحت بهذا الرجل بعد أن طعنته فى كليته وهى تسحب السكين للخارج بقسوة وحقد، ركضت “إيفا” للأسفل وهى تحاول الهروب من هؤلاء الرجال حتى رأت “يحيي” يقترب منها وهو يبحث بين الجثث عنها بهلع وخوف اعتراه ثم وقع نظره عليها لتتقابل عينهما معًا فركض “يحيي” نحوها بسرعة قصوى أسرع من البرق نفسه وفور وصوله لها أحتضنها بقوة بين ذراعيه، تشنج جسد “إيفا” بين دفء ذراعيه وتشعر كأنها تحت تأثير مخدر ومهما حاولت الإفلات منه أو أبعده عنها يخذها عقلها بسبب هذا الخدر الذي يُلقي دفء هذا الرجل عليها وحتى أن جسدها لا يتصرف كما تريد بل ألقت السكين من يدها ويجتاحها شعور بالخجل والحرج من طبيعتها أمامه، خجلت رغم الخوف الذي أصابها بهذه اللحظة من أن يرى حقيقتها وكيف لا ترمش لها عين وهى تذبح أحد وكم هى وحشية وقد غلبت وحشيتها الوحوش نفسهم، أبتعد “يحيي” عنها بقلق ونظر لها وهو يسألها:-
-أنتِ كويسة؟ حد أذاكي
كانت تنظر له فقط فى صمت تام حتى أنها لا تُجيبه بالأشارة، تمتمت بنبرة هادئة على وشك البكاء:-
-شكرًا لأنك جيت
تعجب لكلمتها لتكمل جملتها فى صمت مُحدثة نفسها:-
-وصولك هو اللى هيوقفنى عن قتلهم، شكرًا لأنك أحتويت وحشيتي..
تبسم فى وجهها بلطف فتساءلت هل لو سمع هذه الجملة أو لو تفوهت بها بصوت مسموع كان سيبتسم أم سيلقي القبض عليها ليقطعها صوته وهو يقول:-
-شكرًا لأنك حافظتي على حياتك، أنا المفروض أشكرك أنك أستنيت وإلا كنت هعيش فى ندم عمرى كله وأنا مش ناوي أندم عليكِ أبدًا، أستنيني دايما وأنا هجي فى كل مرة وعمرى ما هخذلك ولا مرة حتي
أومأت له بنعم وأبتسمت له لأول مرة فى حياتها ترسم بسمة على وجهها بصدق وكانت لأجله فقط، “يحيي” وكأنه كأسمه سيعطيها الحياة…..
نظر”يحيي“ لدماء الموجودة على يدها فأخذهما بين قبضته ليُصدم عندما رأى ظهر يديها بدون طبقته الجلدية كانت تتألم من لمسه ليديها وعلى الرغم من انها أعتادت على أخفاء ألمها لكنها أظهرت الألم في حضرته، سمع أنين وجعها ليرفع نظره لها وقال:-
-أنا اسف أنى أتاخرت
أومأت له بضعف وحزن وهى تقول بصوت مبحوح:-
-يحيي انا قتلت
مسح على رأسها بلطف وقال بثقة:-
-متخافيش أنتِ كنتِ بتدافعى عن نفسك وأنا….
بتر حديثه عندما سقطت بين ذراعيه فاقدة للوعى وهى تترجف ليعتقد “يحيي” بأنها فقدت الوعى بسبب خوفها من أرتكب جريمة قتل ففتاة كالملاك مثلها لن تجرأ على أذي حيوان فكيف ستتحمل فكرة أنها قتلت رجل، طوقها “يحيي” بذراعيه بقوة وهو يراها فتاة بريئة بدأت تتسرب بداخله بسلاسة الماء وعندما أخذها بين ذراعيه هذه المرة دق قلبه دقة قلب غريبة وجديدة على صاحبه وكأن قلبه يخبره بأنه بدأ في السقوط في غرام هذه الفتاة وهو على حافة عالم الحب ليتمتم “يحيي” بدون وعى قائلًا:-
-أنا حبيتك ولا أيه، أنتِ طلعتي منين يا ملاكي
أنقبض قلب “إيفا” وهى مُغمضة العين تدعي الأغماء بعد أن سمعت جملته وهو يلقبها بملاكه وكيف يراها ملاك وهى شيطان، أحبها؟! كيف أحبها وهى لا تستحق الحب وهل سيظل يحبها عندما يعرف ماهيتها وحقيقتها المرعبة ستصيبه بأكبر صدمة قد يتعرض لها في حياته، لقد أرتكب “يحيي” أكبر جريمة قد يرتكبها رجل شرطة عندما وقع في حب قاتلة، هذه الجريمة ما تُسمي بجريمة العشق الممنوع………
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط علي : (رواية جريمة العشق الممنوع)