رواية جريمة العشق الممنوع الفصل الثالث 3 بقلم نور زيزو
رواية جريمة العشق الممنوع الجزء الثالث
رواية جريمة العشق الممنوع البارت الثالث
رواية جريمة العشق الممنوع الحلقة الثالثة
#جريمة_العشق_الممنوع
الفصــــل الثـــــالـث (3)
___بعنـــوان “خبايــــا النفـــس” ___
صُدمت “إيفا” حين رأت “يحيي” بغرفتها لم تبالي كثيرًا بالأمر ولم تترجف بل سارت بكل برود للداخل حتى وصلت لفراشها وجلست فوقه فأقترب ““يحيي” منها وجلس على المقعد المجاور للفراش ونظر لها بهدوء وهى تنظر للأمام في صمت لكنها تنتبه لعيني الثاقبة بها لتدير “إيفا” رأسها لهذا الرجل وقالت:-
-أنت مين؟
رمقها “يحيي” بنظره في هدوء بارد وقال:-
-رائد يحيي
هزت “إيفا” رأسها بهدوء وهى تنظر للأمام بعيدًا عنه وقالت مُتمتمة:-
-شرطة من جديد
قطع تمتمتها صوت “يحيي” وهو يقول:-
-ممكن نحاول مرة
لفت “إيفا” رأسها له بدهشة وقالت:-
-فى ايه؟
تنهد “يحيي” بقلق ثم قرب رأسه منها قليلا ونظر بعينيها وقال بجدية:-
-أنا عارف أنك مش فاكرة والذاكرة أتأثرت عندك بس ممكن نحاول مرة واحدة على الأقل حاولى تساعدينى أقبض على المجرم اللى عمل فيكي كدة
حدقت “إيفا” به بهدوء وصمت ليرى “يحيي” فى عيني نظرة خالية من كل المشاعر وباردة كلوح من الثلج فأومأت له بنعم ثم أغمضت عينيها وهى تحاول الشرود كثيرة فيما مضي ومن أين ظهر هذا الرجل الغريب الذى ينتحل شخصيتها وتحاول تذكر ملامحه عندما تعاركا معا فى هذا الغرفة
وضع هذا الرجل الوسادة على رأسها وقبل أن يطلق رصاصة من مسدسه على رأسها كانت “إيفا” ركلته بقدمها فى رأسه ليبتعد عنها أثر الضربة لتبعد الوسادة عن رأسها وتقف وهى تنظر له فقالت بغضب سافر:-
-هذا أنت..ملاك الموت
تبسم الرجل رغم القناع الموجود على وجهه وقال:-
-عرفتينى مش كدة
تبسمت “إيفا” له بمكر وقالت بهدوء:-
أذن خلينى أشوف وشك الجميل
هجم الرجل عليها وهو لا يعلم من هى فى الحقيقة وتعاركا معا لتسحب “إيفا” سكين من جانبه لتطعن ظهره بقوة وتسقطه أرضًا وتجلس فوقه وهى تمسك السكين وتحاول غرسها فى صدره لكنه يمسكها بقوة رغم أنها جرحت يده أيضًا فكانت عيني “إيفا” تبث غضب وشرارة إذا أطلقت العنان لهما لأحرقا العالم أجمع، تمتم الرجل بغضب وهو يقول:-
-لازم أقتلك ما دام بقيتى على اسمي
تبسمت “إيفا بسمة غاضبة ومحرقة وقالت:-
-خلينا نشوف مين اللى هيقتل التانى
دفعها الرجل بقوة بعيدًا عنه لتسقط “إيفا” من فوقه فأخذ المسدس وأتجه ليصوبه نحوها وقبل أن يطلق رصاصته دخل أحد رجال الشرطة الحراس، أدعت “إيفا” البراءة والخوف لتستغل فرصة شجار الرجل وضابط الشرطة وفرت هاربة من الغرفة وهى تشعر بنزف جرحها بعد أن ضغط عليه هذا الرجل فى عراكهم لتصطدم بـ “يحيي” …
كان “يحيي” يراقبها وهى مُغمضة العينين وتتذاكر ما يحدث وبدأ جسدها يرتجف وهى تتذكر ما حدث، مسك “يحيي” يديها بيديه لتشعر بدفء يديه بين راحة يدها الباردة كالثلج وكمشاعر هذه الفتاة صاحبة القلب المجمد كالقضب الجليد لكن هذه اللحظة كانت الأصعب والأضعف لها فتشبثت “إيفا” بيديه بضعف وهى تحارب ذكريات عقلها الباطن لكنها تركت كل شيء فى عقلها عندما سمعت “يحيي” يقول بهمس وهدوء:-
-حاولى ،حاولى يا إيلين
فتحت “إيفا” عينيها عندما تفوه باسم هذه الفتاة وحدقت به بعيني هادئة ثم جذبت يدها من يديه وقالت بحدة:-
-مش فاكرة
وقفت “إيفا” من الفراش ليسألها “يحيي” بهدوء وقال:-
-على فين؟
أجابته وهى تغادر الغرفة بغضب:-
-ماشية
ركض “يحيي” خلفها بهلع وقلق من تعرض حياتها للخطر وهى الشاهدة الوحيدة على جريمة القتل المتسلسل هذه وهو يمسك ذراعها بقوة ويقول:-
-ومين اللى قالك تمشي أصلا
صاحت “إيفا” بيه بعنف وهى تقول:-
-يا حضرت الضابط أنا ضحية معرضة للموت مش مجرمة، أنا مدعى عليه ومعاك رقمى وعنوانى لو أحتاجنى مع أنى متأكدة أنى ماليش لازمة عندكم بذاكرة مفقودة
نفضت “إيفا” ذراعها من يده وغادرت المستشفى بزى المرضي وحالة يرثي بها و “يحيي” خلفها حتى رأها تستقل سيارة أجرة فصعد بسيارته وأنطلق خلفها حتى وصلت إلى مبنى سكني للشقق الايجار ونزلت لتدخل وهى تعرف أنه يراقبها، دخلت المبني وأخذت الهاتف الموجود لها بداخل خزينة البريد بواسطة رجالها وأتصلت برقم “جاك” وظلت جالسة على الدرج حتى وصل “جاك” بعد أكثر من نصف ساعة وأخبرها أن سيارة الشرطة ما زالت بالخارج لكن “يحيي” غادر، أخذها “جاك “ من باب الخلفى للمبنى وجعلها تصعد لسيارة مرسيدس سوداء وأخذها إلى فندق بوبلار لتدخل منزلها تأخذ حمام دافيء ثم أرتدت بيجامة نوم حرير عبارة عن شورت قصير وبدي حمالة ذات اللون الأسود ثم صعدت لفراشها ذات المساحة الكبيرة فنامت بمنتصفه على وضع الجنين وتغمض عينيها بأستسلام وهى تضع يديها أسفل رأسها..
وصلت “ليزا” إلى الفندق ودخلت لتقابل “جاك” فسألته بهدوء:-
-أين إيفا؟
أجابها “جاك” بهدوء وهو جالس على اللاب يباشر عمله:-
-صعدت إلى غرفتها
صعدت ”ليزا” إلى الغرفة لتراها غاصت فى نومها بمنتصف هذا الفراش الكبير وهى ذات الجسد الصغير جدًا وترتجف بشدة وعلى رأسها حبيبات عرق تبسمت “ليزا” عليها بحزن وأخذت بعض المناديل من فوق الكمودينو وجلست بجوارها على الفراش تمسح لها حبيبات العرق وتمسح على شعرها بلطف وهى تمتمت بلطف:-
-لا أعرف لماذا تفعلين كل هذا بنفسك، لماذا تعذبين نفسك هكذا يا جميلتى الصغيرة
كانت “ليزا” تشفق بحزن على هذه الفتاة التى تملك من العمر 29 عام وتصغرها بعام واحد ورغم ذلك على أكتافها الكثير من الهموم والأحزان منذا أن تعرفت عليها منسبع سنوات وهى دائمًا صامتة وهادئة كنسمة هواء دافئة لا يشعر بها أحد وحتى ملابسها دائمًا باللون الاسود
وضعت “ليزا” الغطاء فوق جسدها بلطف ثم غادرت الغرفة ونزلت إلى “جاك” لتجلس جواره تتابعه بنظراها كان رجل بوجه حاد عمره 37 عام رجل من جنسية أسيوية طويل القامة وجسده عريض كبطل ملاكمة قوي ولديه عينين ضيقتين ولديه شعر أسود كثيف من الاعلى وخفيف جدًا من الجانبين ولديه لحية قليلة، لم ترى شخص مُخلص مثله فهو على علاقة بــ “إيفا”مُنذ أكثر من عشر سنوات ولم يخونها أو يغدر بها يومًا بل دومًا ما يكون حريص على حمايتها ويمكن بل حمايته لها لم تصل لها أي شرطة فأى بلد من قبل..
هتف “ليزا” بهدوء :-
-ما زال يراودها الكوابيس، ما زالت إيفا ترى كل جرائمها فى أحلامها رغم أنها تصطنع القوة لكنها الأضعف عندما تغوص في نومها
-أتركيها تفعل ما تريد
قالها جاك ثم غادر المكان ..
______________________
وصل “يحيي” إلى قسم الشرطة صباحًا ووجد “ألاء” جالسة على مكتبها كانت منهكة فى العمل فجلس “يحيي” على مكتبه وقال:-
-وصلتي لحاجة عن طليق إيلين
وقفت “ألاء” من مكانها وهى تعطيه الملفق بينما هو جلس على مكتبه وتحدثت بجدية تقول:-
-علاء طاهر السندوبي 35 سنة مهندس كمبيوتر أتفصل من شركته من 3شهور بسبب أختراق السيستيم الخاص بالشركة، والده متوفي ووالدته عايش فى قرية ريفية
طلق إيلين بعد جوازه منها بشهرين وأختفي قبل حادثة إيلين بأسبوع وأخر أستخدام للفيزا بتاعته كان قبل أختفاءه بيومين
كان “يحيي” يستمع لحديثها وهو ينظر فى الملف ويهز رأسه بالأيجاب ثم رفع نظره لها ليرى “شريف” يدخل من باب المكتب ويجلس فى صمت وحزن على وفأة “نوح” على مكتبه دون ألقاء التحية عليهم فقال”يحيي” بجدية:-
-قابلتى والدته؟
هزت “ألاء” رأسها بلا فرمقه “شريف” ضيق ثم قال:-
-شريف روح مع ألاء لوالدة علاء، لازم نلاقي علاء أكيد مش صدفة أنه يختفى فى التوقيت دا
أومأ “شريف” بنعم وأستعد للذهاب مع “ألاء”
__________________
__فندق بوبلار__
خرجت “إيفا” من غرفتها صباحًا مرتدية فستان من الحرير اسود اللون يزحف خلفه على الأرض وفضفاض وتسير حافية الأقدام على السراميك دون أن تهتم لبرودة الشتاء أو الأرض الصلبة الباردة، هتفت “ليزا” بتردد وشفقة على حال هذه الفتاة:-
-على ماذا تنوين؟!
أجابتها “إيفا” بلهجة باردة تقول:-
-أكمل اللى بدأ
تنهدت “ليزا” بضيق ثم قالت:-
-لماذا لا تلجأي للقانون؟!
خرجت ضحكة ساخرة من “إيفا” على جملتها ثم قالت:-
-قانون!! ليزا أنا دخلت مصر وأنا متهمة فى جريمتين قتل مع أنها مرتي الأولي فى مصر قتلت أزاى وأنا برا مصر، مطلوبة عند البوليس وأنا ماليش أى علاقة بأي حاجة ولسه بتقولي قانون.. القانون الوحيد اللى أنا أعرفه هو قانون ملاك الموت وبس وأنا هكمل حتى لو وصل بيا الحال أني أقتل كل واحد له علاقة بالقضية وبأسم ملاك الموت
أتسعت عيني “ليزا” على مصراعيها لتقول بصدمة ألجمتها ولهجة قوية وبعنف:-
-ستقتلين كل هؤلاء، من يبحثون فى قضية ملاك الموت أكثر من مائة شخص
أجابتها “إيفا” وهى تخرج المسدس من درجها تحدق به قائلة:-
-حتى لو كان الف..
وضعت” إيفا” المسدس على الفراش ودخلت غرفة الملابس وأختارت جاكيت جلدي أسود مايئة بالحلقات المعدنية والحزام جلدية على الخصر فى نهاية الجاكيت وبنطلون أسود وتيشرت أسود اللون بنصف كم وأرتدت البنطلون التي شيرت ثم خرجت حاملة فى يدها الجاكيت لترى “ليزا” تقف كما هى فألقت بالجاكيت على الفراش ووقفت تصفف شعرها أمام المراة وتتركه حر طليق على الجانبين ثم أستدارت ووضعت المسدس خلف ظهرها ثم أرتدت الجاكيت وهى تقول:-
-متنسيش تستعجلى رجالتك فى البحث عن المجرم دا ما دام خايفة أن ألعن الحرب على الكل وأقتل المية دول
أجابتها “ليزا” بقلق:-
-أنا خوفي عليكي أنتِ يا إيفا، مُنذ متى وأنتِ تأذين الأبرياء، كل شخص قتلتيه كان شخص سيء ويأذي الأخرين لكنك لم تقتلي مرة واحد شخص بريء كنوح لماذا تغيرتي كثيرًا هكذا
-بسببهم يا ليزا، كان لازم اقتل نوح عشان يشوفوا الفرق بين جريمتى وجريمة المزيف، فعلت عشان يشوفوا الحقيقة ويعرفوا أن اللي بيبحثون عنه مش أنا بل المزيف
قالتها “إيفا” وهى تغادر الغرفة لتستوقفها “ليزا” وهى تقول:-
-ستبردين بهذه الملابس
توقفت “إيفا” فى مكانها وقالت ببرود قاتل وشديد:-
-متهتميش بمرضي يا ليزا
غادرت الغرفة ثم نزلت للأسفل لتأخذ بعض النقود من يد “جاك” ثم غادرت الفندق
______________
كان “هادي” يبحث فى الجوار بالقرب من المبني السكني للشقق الإيجار ويحاول العثور عن أى معلومة تفيده عن “إيلين” فقال له رجل محل بقالة:-
-البنت اللى ساكنة فى الدور العاشر محدش يعرف عنها حاجة يا بيه متتعبش نفسك البنت دى مبتتعاملش مع أى حد ولا حتى بشتري البقالة من أى محل قرب من المكان
أخرج “هادى” صورة لــ “إيفا” على هاتفه المحمول وقال بجدية:-
-دى!!
نظر الرجل للصورة بلا مبالاة وقال ببرود:-
-حتى المعلومة دى مقدرش أفيدك بيها لما بتخرج بتكون لابسة كمامة ونضارة وعلى رأسها زعبوط حتى فى عز الصيف عشان كدة بقول لحضرتك أن محدش فى المنطقة دى هيفيدك، دا حتى عمرنا ما شوفنا مع أى شخص
ذهب “هادى” بخيبة أمل
ليرى الحارس الخاص بالمبنى فذهب له وبدأ يسأل عنها مجددا لكن لم يجد شيء جديد كانت نفس الأجوبة وقال:-
-يا بيه قولت والله معرفش شكلها لا هى ولا حد من طرفها دى عمر ما جلها حد حتى زيارة وكل طلباتها اون لاين وأنا اللى بستلمها وبسيبها قدام شقتها والفلوس بتسيبها لى تحت الباب
أخرج “هادى” صورة لـ “علاء” وقال:-
-طب جوزها
قطعه الرجل بدهشة وقال:-
-هى متجوزة؟!! عمرى ما شوفت جوزها دا بقول لحضرتك مالهاش أى ضيوف ولا بتستقبل حد فى بيتها
أصاب اليأس “هادى” من الوصل لأى معلومة عنها وخرج من المكان ليذهب إلي سيارته وفتح الباب لكن قبل أن يصعد بها نظر للأعلى ليرى ظل لشخصين بالنافذة الخاصة بها ليرتب حديث الجميع والجميع أثبتوا له أنها تعيش وحيد ولم تحضر أى شخص إلى منزلها فأتصل بـ “أمجد” …
__________________
__قسم الشرطة__
كان “أمجد” جالسًا على مكتبه وينظر فى شاشة الكمبيوتر ليراجع كاميرات المراقبة وجميع المكاتب فارغة إلا مكتب “يحيي” كان “جالسًا هناك ينظر فى الأوراق بتركيز شديد ليقطعهم صوت رنين الهاتف فأجاب “أمجد” ليقول:-
-أيوة يا هادى
-أمجد، جهاز التتبع اللى حطيته فى تليفون إيلين أشتغل
أومأ “أمجد” له بنعم وهو ينظر فى شاشة الكمبيوتر بتركيز يقول:-
-اممم ليه؟
-شوفها فين؟
قالها “هادى” ليتذمر “أمجد” عليه وهو يقول:-
-ليه يعنى
قالها وهو يفتح التتبع على الكمبيوتر ليخبره بأنها بالقرب من المنزل فنظر “هادى” على النافذة بالأعلى ثم قال:-
-فى حد فى شقتها؟
قالها “هادى” وأغلق الخط ليسأل “يحيي” بجدية بعد أن أنتبه لحديثهما وقال:-
-فى أيه يا أمجد
-دا هادى بيقول أن فى حد فى شقة إيلين
نظر “أمجد” لتقرير الموجود أمامه على سطح المكتب وكان هناك ملاحظة عن شخصية “إيلين” انها لم تثق بالأخرين ولم تحضر أحد لمنزلها ولا تعطي رقم هاتفها لحد فخرج “يحيي” من المكتب بهلع وقلق….
______________
صعد “هادى” إلي الطابق العاشر ووقف أمام الشقة رقم 47 وكان كل طابق يحتوى على خمس شقق وأخرج مسدسه من جرابه ثم فتح باب الشقة عن طريق مفتاح الطواريء الخاص بحارس الأمن فهذا المبني بُني على تقنية حديثة وجميع أقفال الشقق بكلمة سرية ويمكن فتحها عن طريق مفتاح الطوارئ الخاص بالامن فقط وله أبواب زجاجى قوية فى الأسفل تمنع الغرباء من دخول المبني إلا السُكان عن طريق كلمة السر أيضا، بعد أن فتح الأمن الباب أبعده “هادى” عن الباب ودلف وكانت الشقة هاديء تمامًا وعبارة عن صالة صغيرة وغرفتين ومطبخ مفتوح على الصالة ودورة مياه بجوار باب الشقة والبلكونة لها باب زجاجى فى الصالة، فتح باب الغرفة الأولى وكانت غرفة مكتب ومليئة بأجهرة ألكترونية ليخمن “هادي” أنها الغرفة المخصص بالأختراق والهكر وعمل “إيلين” ليغلق الباب ويفتح باب الغرفة الأخرى وكانت غرفة نوم مظلمة فتح الضوء وكانت الغرفة هادئة ولم توحي بوجود شخص غريب هنا، أستدار “هادى” ليخرج وأنزل سلاحه ليسمع صوت خربشة خافتة من الداخل فعاد للغرفة وفتح الدولاب بتردد ليدفع رجل مثلم الملابس فى وجهه وركله فى بطنه بقدمه وفر هاربًا ليسقط “هادى” على الفراش ثم أبعد الملابس عن وجههوركض خلفه لخارج الشقة فكانت “إيفا” بالرواق تحمل أكياس بلاستيك للبقالة وعندما ركضوا الأثنين دفعوها فسقطت على الارض وفلتت الأكياس من يدها لتتأفف بضيق ثم دخلت للشقة وتركت خلفها البقالة وكأنها لا تهتم لأمرها بل احضرها لتتدعي بأنها “إيلين” وتمارس حياتها الطبيعية، نظرت “إيفا” للشقة بأزدردء وبدأت تحدق بكل ركن فى الشقة بتركيز شديد فنظرت للنافذة بدقة وكأن كونها مُجرمة تفهم عقول المجرمين جيدًا فمسكت الباب الزجاجي لتفتحه لكنه كان مفتوح لتشعر بشيء من الغرابة وفتحته ودلفت وكانت الشرفة مليئة بالزرع الطبيعي وفى لمح البصر شعرت بشيء يلف حول عنقها وكان حبل ومن الخلف كان هناك رجل يحاول خنقها بقوة فمسكت الحبل بيديها بأتقان وحاولت نزعه عن عنقها لكنه لم يكن بحبل عادي بل كان سلك فوضعت أصابعها بين عنقها وبين السلك تحاول أفلات نفسها من هذا الرجل وثبتت قدمها على داربزين الشرفة لتسقط أحد أناء الزرع بالأسفل ودفعت الرجل بقوة فى الخلف ليرتطم جسده بالباب الزجاجى فعلمت من بنيته الجسدية أنه ليس هذا الرجل الذي تقاتلت معه فى المستشفي من قبل، تألمت “إيفا” وهى تشعر بالسلك يجرح أصابعها وعلى وشك قطع عُقل أصابعها وحتى أنها شعرت بدماءها تسيل فى راحة يدها ولوثت الحبل لتنكزه فى خاصره بساعدها بقوة ليدفعها نحو الداربزين وكان نصفها العلوى خارج الداربزين لتنظر إلى الشارع بضيق وغضب لتضع يدها خلف ظهرها لتمسك مسدسها قبل ان تفعل شيء أبتعد الرجل عنها لتري “يحيي” يصارعه فتهدأ رغم أن يدها على سلاحها فتركت المسدس مكانه وأخرجت يدها ووسط شجارهما دفعها الرجل على سهو لتسقط خارج الشرفة، هلع “يحيي” ليدفعه على الباب الزجاجى بوجهه ويقيد يده خلف ظهرها بالأصفاد الحديدية والأخرى فى الداربزين ثم هرع “يحيي” ينظر بخارج الشرفة ليرى “إيفا” تتشبث بالحديد وهى على وشك السقوط فمد يده لها وأصبع نصفه العلوي خارج الداربزين لكنه يحاول أنقاذها بكل عزمه فأعطته يدها بعد محاولات كثيرة باتت فاشلة ليسحبها للأعلى حتى وقفت أمامه هى بالخارج وهو بالداخل فتشبثت بخاصرته بقوة وعقدت يديها متشابكة خلف ظهره وراسها على صدره ليتشبث بها “يحيي” هو الأخرى فدخل “هادي” الشرفة ليراهما كما هما يتحضن بعضهما بقوة رغم أنها خارج الشرفة وربما تسقط منه ميتة من الطابق العاشر فنزع يد الرجل مع العساكر وأخذوا للخارج، تمتم “يحيي” هامسًا فى اذنها وهى بين ذراعيه قائلًا:-
-أمسكي كويس
همهمت “إيفا” بهدوء وهى تلهث بخوف:-
-متسبنيش!
شعر “يحيي” بضعفها وخوفها فى نبرتها الهامسة وحتى يدها ترتجف وهو يشعر برجفتها ليقول بحنان ونبرة دافئة:-
-مقدرش أسيبك..
فتحت “إيفا” عينيها بعد أن سمعت جملته وأبعدت رأسها عن صدره ببطيء ورفعت نظرها به لتتقابل عينهما معًا، نظر “يحيي” بعينيها الزرقاء تحت ضوء الشمس فكانت خلابة بدرجة سحرية لا توصف، مد يده لها والأخرى خلف ظهرها وقال بلطف:-
-تعالي
نظرت “إيفا” إلى يده الممدودة ثم وضعت يدها فى يده وساعدها “يحيي” فى الصعود فوق الداربزين ليدخلها للداخل فجلست على الأريكة فى صمت وهو يتحدث مع “هادي” ويعطيه بعض التعليمات فنظر عليها ورأها تنظر فى يدها على جرحها ويديها مليئة بالدماء، ذهب “هادي” مع المجرم والعساكر ليقترب “يحيي” منها وجلس على الطاولة أمام الأريكة وقال:-
-تسمحي ليا
نظرت له بصمت فأخذ يديها فى يده ليرى جروحها، وقف من أمامها وأخذها معه وهى صامتة وذهب نحو صنبور المياه فى الطبخ وبدأ يغسل الدماء عن يدها تحت المياه لترفع “إيفا” نظرها لوجهه تتأمله وجه حاد وعينيه السوداء تفاصيل لحيته الخفيفة، أنتبه “يحيي” لنظرها له ربما بسبب قُصر جسدها بجواره وهى تكاد تصل إلى نصف ذراعه، أدار رأسه لها لتتقابل عينيهما فأشاحت “إيفا” نظرها عنه وسحبت يدها من قبضته وعادت للجلوس على الأريكة
بينما ذهب “يحيي” يبحث عن الأسعاف الأولية فوجدها فى أحد الادراج بالمطبخ وعاد لها فمنعته “إيفا” من معالجة جرحها وقالت:-
-ممكن تمشي يا حضرة الضابط
نظر “يحيي” لها وقال:-
-معندكيش مكان تاني تقعدي فيه أمن من دا
-لا وأنا مرتاحة كدة، ممكن تمشي بقي
أومأ “يحيي” لها وهو يقف ويضع بطاقة ورقية على الطاولة وقال:-
-دا رقمي لو حصل حاجة او حسيت بحاجة غريبة كلميني ويا ريت متفتحيش الباب لحد
لم تجيبه ليرحل فى صمت…
_________________
فى مكان أخر داخل غرفة مظلمة رغم وجود مصباح يدوي على المكتب كان جالسًا شخص ويضع أمامه صورة “إيفا” ويخربشها بالقطر الحاد بغل وحقد ثم وضعها فى ظرف وصورة أخرى لوجه “إيلين”الحقيقي ثم أغلق الظرف بشمع أحمر ودون على الظرف من الخارج اسم “يحيي” …….
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط علي : (رواية جريمة العشق الممنوع)