رواية جراح الروح الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم روز آمين
رواية جراح الروح الجزء الحادي والثلاثون
رواية جراح الروح البارت الحادي والثلاثون
رواية جراح الروح الحلقة الحادية والثلاثون
داخل رواق المشفي.
تقف أسما تزرف دموعها الساخنه المنهمرة فوق وجنتيها بغزارة، يحتضنها ذلك الواقف بقلب مرتعب وجسد ينتفض رعب على صديقه الراقد بالداخل ولا يعلم عن حالته شيئ، وذلك بعد أن تلقي إتصالا منذ القليل فأجاب متوقع أنه سليم، فتفاجئ بصوت رجل غريب يبلغه أن صاحب هذا الهاتف قد تعرض إلى حادث ولذا وجب عليه الحضور الفوري بعدما أملي عليه إسم المشفي وعنوانه، وقد هاتفه الرجل على أساس أن رقم على كان أخر من حادث سليم!
أما ذلك المسكين فكان يرقد داخل غرفة الإشعه المقطعيه لفحص جسده كي يطمئن عليه الأطباء بعدما أوصلته الإسعاف.
هاتف على قاسم وأبلغه بما حدث، وبدوره أبلغ قاسم ريم لتلحق به
بعد قليل أتي قاسم وجلس بجانبهما وقلبه يرتعب من فكرة فقدانه لإبنه الوحيد.
الجميع يجلس بقلوب نازفة يترقبون أية خبر يطمئنهم على غاليهم
حول الجميع أبصارهم بإتجاة مدخل الرواق، حيث تهرول كل من ريم وتلك الباكيه المنهارة التي تجاورها وهي بحالة مزريه يرثي لها.
نظر إليها وإذ بقلبه يشتعل بنيران الغضب الذي تجدد في التو واللحظه عند رؤيته لها، فكانت تلك هي المرة الأولي التي يراها منذ واقعة ليلة الزفاف
أسرع إليها بغضب عارم وجذبها من ذراعها وتحدث بفحيح وعيون تطلق شزرا إنت أيه اللي جايبك هنا؟
حاولت ريم تخليص ذراع والدتها من قبضة أبيها المحكمه وأردفت قائلة برجاء إهدي يا بابا من فضلك، متنساش إننا في مستشفي
أما أمال التي تسائلت بدموع عيناها الساخنه وقلبها يإن من الألم متجاهله غضبته إبني جري له أية يا قاسم، أرجوك تطمن قلبي وتقولي إن سليم كويس؟
هزها بعنف وتحدث بصرير من بين أسنانه دالوقت بس عرفتي إن ليك إبن؟
وكان فين قلبك ده وإنت بتدبحيه بأديكي بدون رحمة او شفقه؟!
أسرع إليه على وأردف قائلا لتهدئته إهدي يا قاسم بيه لو سمحت وياريت تراعي حالة الهانم، دي بردوا أم ومحتاجه تطمن على إبنها.
صاح بتهكم قائلا أم، هي دي لو أم بجد كانت عملت كده في إبنها الوحيد، جايه تسألي عليه وزعلانه أوي وإنت السبب في كل اللي حصل له
تعالت شهقاتها تبكي بقلب يزرف دم على فلذة كبدها الراقد بالداخل ولا تعلم عنه شيئ.
نجحت ريم وأسما في إفلات أمال من بين قبضة قاسم، وأجلساها فوق المقعد كي لا تنهار وتسقط أرض
وأشار قاسم إليها بسبابته وأردف قائلا بنبرة تهديديه إدعي ربنا إن إبني يخرج من جوة سليم ومعافي، لإن لو لا قدر الله إبني جري له حاجه أقسم بالله العلي العظيم لأدمرك إنت وعيلتك بالكامل، وكل شخص شارك في قهرة قلب إبني ما هيسلم من شري وإنتقامي!
صاحت ريم بدموع وأنهيار كفاية أرجوكم، حرام عليكم كده، إصبروا لما نتطمن على سليم وبعدها إبقوا إرموا التهم على بعض زي ما انتم عاوزين
أخدتها أسما داخل أحضانها وتحدثت لتهدئتها إهدي يا ريم، إن شاء الله سليم هيبقي كويس ويقوم لنا بالسلامه.
وقفت أسما وأبتعدت قليلا، وطلبت رقم فريده التي كانت تجلس داخل مكتبها تبكي بحرقه على حظها العثر وخياناتها المتكررة التي تتعرض إليها دوما من الجميع
نظرت بشاشة هاتفها وجففت دموعها وأخذت نفس عميق ثم أجابت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أجابتها أسما بدموع مريرة فريده، سليم عمل حادثة
نزلت كلمات أسما على مسامعها كبركان زلزل كيانها ودمره بالكامل، إنتفض قلبها رعب وصاحت بصوت مرتعب إنت بتقولي أيه يا أسما؟
بكت أسما وأجابتها سليم عمل حادثه وهو الوقت مع الدكاترة جوة ومنعرفش عن حالته أي حاجه
تحدثت بإنهيار وروح تكاد تفارقها من هول تلك الكارثه التي أحلت بروحها إديني عنوان المستشفي.
أخذت العنوان وتحركت بساقان مرتعشتان.
بعد قليل خرجت الممرضه من الداخل هرول إليها الجميع وتسائل قاسم بلهفة طمنيني لو سمحتي، إبني عامل أيه؟
إبتسمت له الممرضة وأردفت قائلة بطمأنينة الحمدلله ياأفندم إبن حضرتك زي الفل، الدكتور كان شاكك في نزيف في المخ، بس الحمدلله طلع عنده إرتجاج في المخ بس.
إتسعت أعين قاسم وصرخه مدوية خرجت من أمال وتحدثت بذهول إرتجاج، دخلوني لإبني، أنا عاوزة أشوف سليم، سليييييم
أسندتها ريم وأسما المنهارتان.
هنا خرج الطبيب وتحدث بنبرة جامده أيه الدوشه دي، فيه أيه؟
أسرع إليه الجميع وتحدث قاسم إبني فيه أيه يا دكتور؟
أجابه الطبيب بمهنية إطمن يا أفندم، إبن حضرتك كويس جدا
تحدث علي متلهف كويس إزاي يا دكتور والممرضة بتقول إن عنده إرتجاج في المخ؟!
تبادل الطبيب النظر بين وجوه الجميع المترقبه وتحدث بثبات إنفعالي أجاد التحكم به مفيش داعي للقلق يا جماعه، المريض فاق وحالته كويسه جدا ومستقرة، إحنا عملناله إشعه مقطعيه على جسمه بالكامل علشان نطمن عليه، وإكتشفنا إرتجاج بسيط جدا في الدماغ، وده نتيجة الخبطة القويه اللي إتعرض لها دماغه أثناء الحادثه، والحمدلله.
يعني إبني حالته كويسه يا دكتور؟، تسائل بها قاسم بلهفه.
أجابه الطبيب ما أنا لسه قايل لحضرتك إنه كويس، هما شوية كدمات بسيطه جدا في جسمه زائد الإرتجاج، وممكن يروح معاكم بس هيحتاج هدوء وراحة ويقعد في أوضة ضلمه، تقدروا دالوقت تدخلوا تشفوة.
وأكمل بإبتسامة مجاملة وهو ينسحب حمدالله على سلامته.
تنهدت أمال وتحدثت بشكر الحمدلله، ألف حمد وألف شكر ليك يارب، الحمدلله.
دلف الجميع ونظروا على ذلك الممدد فوق تخت المشفي بوجه مرهق وبه بعض الكدمات، تجاوره الممرضه وتعطيه إبرة مسكنه لألام رأسه الذي صاحبه أثر الخبطة.
جري عليه قاسم وأقترب منه، أمسك كف يده ورفعها لفمه يقبلها وتحدث بلهفه سليم، إنت كويس يا أبني، طمني عليك يا حبيبي؟
نظر إلى والده بوجه مبهم خالي من التعبير وأردف قائلا بهدوء الحمدلله، متقلقش يا بابا أنا كويس.
إقتربت ريم وتحدثت من بين شهقاتها المتعاله حمدالله على سلامتك يا حبيبي.
أدار وجهه لها وإبتسم بخفه وأثناء إبتسامته لاحظ وجود تلك الباكيه التي تقف بعيدا متلهفة للنظر إلى عيناه، وعلى وجهها علامات الهلع والرعب.
تذكر حاله وما وصل إليه بفضلها، وبلحظه غضب داخله وأشتعل وحملها نتيجة كل ما حدث، فلولاها لكان الأن يقضي رحلة إجازة زواجه غارق داخل بحر شهد عسل تلك العنيدة المستبده.
أدار وجهه للجهه الأخري وتحدث بلهجه عنيفه مش عاوز حد معايا في الاوضه، عاوز أبقا لوحدي.
إهدي يا أبني، قالها قاسم وهو يربت على كتفه.
زادت حدته قائلا أرجوك يا بابا طلعهم بره.
زادت شهقاتها وأرتفع صوت بكائها النادم على معاملة صغيرها لها فتحدثت بهدوء سليم، أنا.
لم تكمل جملتها حين إستمعت لصراخه العالي قولت مش عاوز حد معايا في الأوضه، إطلعوا برررررررره.
جري عليه علي وتحدث مهدأ إياه إهدي يا سليم إنت لسه تعبان والصراخ ده غلط عليك.
تعالت نبضات قلبه وأنتفض صدره من شدة غضبه وتحدث إلى على مش عاوز حد معايا يا علي، خرجهم كلهم برة وتعالي ساعدني ألبس هدومي علشان أخرج من هنا.
هنا صاح قاسم في تلك الباكيه ونهرها بحده إنت ما سمعتيش، إطلعي بره.
جرت إليها أسما وأمسكتها من ذراعها وتحدثت من ببن دموعها إتفضلي معايا يا مدام أمال.
أسندتها هي وريم بينما ألقت هي نظرة نادمه على وجه صغيرها الذي ينظر للجهه الأخري رافض رؤيتها، وخرجت بساق تتحرك ببطئ وقلب يصرخ ويئن يريد إحتضان عزيز عيناها ويضمه إليه ليطمئن.
تحدث قاسم بعد خروجها إهدي يا سليم وفكر بالعقل، خروج ايه اللي بتفكر فيه في حالتك دي؟!
تحامل على حاله وجلس وهو يشير إلى الممرضه كي تخلع عنه الكانيولا المسؤله عن توصيل سائل الجلوكوز لجسده المرهق.
وتحدث بجديه أنا سألت الدكتور وقالي إن ممكن أخرج وإن مفيش مشكله.
وافقه قاسم مرغم وأردف قائلا خلاص يا سليم، ساعده يا على في لبسه علشان أخده على البيت.
البيت لاء يا بابا، كلمات نطق بها سليم بعنف!
تسائل قاسم بحده متكابرش يا سليم، تقدر تقولي هتقعد فين ومين هياخد باله منك وإنت تعبان بالشكل ده؟
تحدث على بإحترام أنا هاخده في بيتي يا قاسم بيه!
تحدث سليم بنبرة حاده أنا مش رايح عند حد يا علي، أنا هقعد في الاوتيل، أنا مش محتاج غير إني أقعد مع نفسي وبس!
وبعد جدال وافق قاسم مرغم.
خرج سليم مستندا على كتف صديقه، يتحرك خلفه الجميع بترقب وهدوء،
قاسم الحزين على ما وصل إليه فلذة كبده ولا يستثني حاله من ما حدث!
أمال محترقة الروح والكيان والتي باتت متأكدة أنها خسرت صغيرها وللأبد، بكت بحرقة ولأول مرة يتسلل داخلها شعور الندم والحسرة على ما مضي.
ريم وأسما ودموعهم الساخنه على غاليهم وحالته.
إستقل سيارة على وجلس بجانبه واضع رأسه للخلف، مغمض العينان بقلب يغلي نارا، ساخط على جميع من أوصلوة لتلك الحاله، وقف الجميع ينظر إليه بقلوب منفطرة ودموع الألم تنساب فوق وجناتهم.
قاد على السيارة وأثناء خروجه من الشارع لاحظ دلوف سيارة فريده التي تبكي ويبدوا على ملامحها الإنهيار التام.
هدئ على من سرعته وتحدث سريع إلى سليم فريده يا سليم، تقريبا كده حد قال لها علشان شكلها منهارة.
إنتفض قلبه العاشق عند ذكر إسمها رغم عنه، ولكنه تحامل على حاله ولم يتحرك له ساكن وتحدث بنبرة هادئه ومازال على وضعيته كمل طريقك يا علي.
نظر له على وتحدث معترض طريق أيه إللي هكمله يا سليم، بقولك البنت منهارة وجايه علشان تشوفك، خلاص بقا يا سليم، بطل عند ومكابرة.
جز على أسنانه ونطق بغيظ وهو يمسك بمقبض باب السيارة إستعدادا لفتحه لو ما أتحركتش حالا ومشيت هنزل وهاخد تاكسي يوصلني مكان ما أنا عاوز.
أشار بيده سريع وأردف قائلا خلاص خلاص إهدي.
وتحرك بسيارته من جديد.
ألقي رأسه للخلف مجددا وتحدث بنبره هادئة إركن عند أي فرع إتصالات وأشتري لي خط علشان نتواصل منه لأني هقفل خطي، ومش عاوز مخلوق يعرفه حتى أبويا نفسه، وأحجز لنا تذاكر الطيران وحدد ميعاد السفر بعد إسبوع بالظبط، ودالوقت وديني لأي أوتيل بعيد عن دوشة المدينة، مش عاوز مخلوق يعرف مكاني يا علي، مفهوم؟
ليه ده كله يا سليم، نطق بها على بإستغراب.
وأكمل مفسرا أمك وندمت وقلبها كان بيتقطع وهتموت عليك إنهارده، وفريدة أول ما عرفت حالتك جت تجري منهارة، يعني خلاص.
أردف قائلا بحده بالغه وأنا مش عاوز شفقه من حد فيهم ومش هشحت حنيتهم عليا يا علي.
وأكمل بصياح عال كل واحده فيهم فكرت في راحتها وكبريائها بمنتهي الأنانيه ويولع سليم، مفيش واحده فيهم فكرت في سليم وإحساس سليم وكبرياء ورجولة سليم اللي إتهرست تحت رجليهم،
وأكمل بصوت ضعيف متألم يسبوني في حالي بقا ويبتدوا يحصدوا نتيجة أفعالهم من غير عويل.
وأكمل بحده وعناد ومن إنهارده خلاص، مبقتش محتاج لوجودهم في حياتي وقلبي هدوس عليه وأفعصه بجزمتي ولا إنه يشتاق لوجود واحده منهم تاني.
كان يستمع بقلب يإن لأجل صديقه المذبوح الذي يرقص على أنغام وتر أوجاعه المميته التي باتت تلازم روحه.
أما فريده التي لم تلاحظ مرور سيارة على لدموعها الغزيرة وتشتت عقلها، تخطتها ووصلت إلى مقر المشفي، ترجلت سريع وداخل قلبها نار حارقه، تريد الإطمئنان على مالك كيانها، تريد النظر إليه والتمعن بملامحه وبجسده بالكامل كي تطمئن روحها الهرمه على خليلها.
نظرت أمامها وجدت الجميع يصطفون ويذرفون الدموع ألما.
تقدمت بقدميها المرتعشتان ووجهت حديثها إلى قاسم سليم فين يا عمو، أنا عاوزة أشوفه وأطمن عليه.
رمقها بنظرات ناريه ووجه حديثه إليها بحده وصلتي متأخر أوي يا باشمهندسه، سليم ساب المستشفي ومشي علشان مش عاوز يشوف حد فيكم.
ثم تبادل النظر بينها وبين أمال وتحدث نبرة جامدة ذنب إبني في رقبتكم إنتم الإتنين، وإحمدوا ربنا إنه قام بالسلامة، لإن لو لا قدر الله حصل له حاجه مكنتش ولا واحدة منكم هتسلم من إنتقامي وأذايا.
قال كلماته الحادة وتحرك إلى سيارته وأستقلها ورحل.
أما تلك الباكية التي أخذت نفس عميق ثم نظرت إلى السماء وتحدثت إلى الله بدموع منهمرة الحمدلله، الحمدلله.
كانت تنظر لها ولدموعها المنهمرة، تنفست بصوت عالي وحزن داخلها على تدخلها وإفساد حياة فلذة كبدها وإبعاده عن تلك الحبيبة الوفيه، التي وبوجوها كان سيختلف وضع صغيرها الكلي.
تحركت إليها أسما وأحتضنتها برعايه وطمئنتها قائله متقلقيش يا فريدة سليم كويس، هو بس غضبان ومحتاج يقعد مع نفسه شويه وإن شاء الله هيهدي ويبقا أحسن.
هزت رأسها بإيماء وتحدثت برجاء إبقي طمنيني عليه يا أسما من فضلك، وأنا هكلمه وأطمن عليه بنفسي.
أتت إليها ريم وأحتضنتها وبكت كلاهما بشدة من قلبيهما على حبيبهما الغالي وما وصل إليه.
وبعد قليل إصطحبت فريده أسما وأوصلتها بطريقها وذهبت ريم بصحبة والدتها عائدين إلى المنزل بقلوب متألمه.
ليلا
داخل غرفة مراد
يقف بشرفته يتحدث معها عبر الهاتف متسائلا بإهتمام وتأثر وسليم فين دالوقت؟
كانت تقبع فوق تختها محتضنة ساقيها برعاية ودموعها تنهمر فوق وجنتيها وأجابته معرفش يا مراد، محدش يعرف مكانه غير على اللي طمنا عليه وقال إنه مسبهوش غير لما أكل وأخذ أدويته، وطبعا مرديش يقول لنا على مكانه وده على حسب طلب سليم منه،
وأكملت بصوت ضعيف باكي أشغل نيرانه لأجلها هموت علشانه يا مراد، نفسي أشوفه وأطمن عليه.
أجابها بنبرة حنون إمتصت حزنها طب ممكن يا حبيبي تهدي، أنا مش قادر أسمعك بدموعك دي يا ريم.
وأكمل بثقه إهدي وإديني ساعه واحده بس وأنا هعرف لك مكانه وبكرة هنزورة أنا وإنت.
إتسعت عيناها بسعاده وتسائلت من بين شهقاتها بلهفه بجد يا مراد، يعني إنت ممكن تعرف مكانه بجد؟
إبتسم لسعادة صوتها وأردف قائلا بدعابة قاصدا إخراجها من حالتها وسحبها لعالمه شكلك كده متعرفيش قدرات جوزك المنتظر وكده غلط كبير في حقي، إحنا لازم نقرب من بعض أكتر علشان ما تتصدميش بعد كده.
إشتعلت وجنتيها بالسخونه وأكتست بلون حبات التفاح الناضجه وشعرت بروحها تهيم في جنة عشقه.
فقد إستطاع بحرفية عالية إخراجها من حالة حزنها وسحبها داخل عالمه، عالم عشق مراد الحسيني.
ضل يتحدثان ويغمرها هو بكلمات عشقه الصادق التي أذابت قلبها البرئ وغمرته بالسعادة.
بعد مده، نزل الدرج وجد والداه يجلسان في بهو الفيلا الواسعه يتسامران بهدوء وتفاهم.
إقترب عليهما وأردف قائلا بوجه سعيد عندي ليكم خبر حلو أوي.
ترقبا والداه حديثه بإهتمام وأسترسل وهو يتوسطهما بالجلوس على الأريكه أنا قررت أتجوز.
نزلت تلك الكلمات البسيطه وكأنها ترياق الحياه لقلب تلك الأم الحنون، إتسعت حدقة عيناها ووضعت يدها فوق وجنتيه بحنان وتسائلت بترقب إنت بتتكلم جد يا مراد؟
أخيرا هتفرح قلبي.
هز رأسه بإبتسامة سعيده فأردف والده قائلا بتوجس وياتري إختارت العروسه ولا لسه؟
أجاب والده بإحترام أكيد إخترتها يا بابا، معقول هاجي أبلغكم من غير ما أكون محدد وعارف أنا عاوز أيه.
تصنم قاسم وتبادلا نظرات الرعب بينه وبين هناء ثم تحدث مين هي العروسه يا مراد؟
أجابه بإبتسامه ونبرة تفاخر دكتورة ريم الدمنهوري.
نظر له والده وتسائلت هناء بترقب ووجه شاحب خشية رفض الفتاه لولدها بس دي مخطوبة يا أبني؟
قهقه عاليا وتسائل وهو ده بقا السبب اللي مخليكم تبصوا لبعض النظرات المريبه دي؟
ده أنا أتخضيت وقولت لنفسي أيه اللي حصل لنظراتكم دي كلها.
وأكمل مفسرا إطمنوا، ريم فركشت خطوبتها يوم فرح سليم،
وبدأ يقص عليهما ندالة حسام مع صديقه ولكنه إحتفظ بسر أمال لحاله وذلك بناء على طلب ريم كي لا ينظرا والدا مراد إلى والدتها نظرة دونيه، وأحترم مراد رغبتها وأنساق إليها.
إنتهي مراد من سرد التفاصيل وتحدث صادق بإبتسامة سعيدة ألف مبروك يا مراد، إن شاء الله أول ما يطمنوا على إبنهم هكلم قاسم الدمنهوري وأخد منه ميعاد ونروح نخطبها.
أردفت هناء قائلة بإعتراض وهي تنظر لصغيرها خطوبة أيه بس يا صادق، هو إحنا لسه هنتكلم في خطوبة، أنا عاوزة أفرح بإبني وأشوف عياله وأخدهم في حضني.
إبتسم بسعادة وأخذ والدته داخل أحضانه برعاية وتحدث ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي وتشوفي أولادي وتربيهم لي وتجوزيهم بأديكي كمان.
داخل منزل غاده
كانت تجلس بصحبة ولداها وتحدثت إلى نجلها محمد الذي أتي من جامعته الموجوده بأسيوط ليلة أمس.
فتحدثت هي بسعاده أديني يا سيدي عملت لك كل الأكل اللي طلبته، يارب بس تاكل.
إبتسم لها محمد وتحدث بإمتنان ربنا يخليكي ليا يا ماما.
فأردف تميم قائلا بمشاكسة يعني حضرتك عامله الأكل ده كله علشان الأستاذ محمد وتميم لا.
إبتسمت وأجابته بدعابه لا طبعا، أنا عاملة كل ده علشان تميم باشا،
وأكملت وهي تقف هقوم أجهز لكم السفرة.
صاح الشابان بإعتراض بنفس واحد لا يا ماما أستني شويه.
نظرت لهما ببلاهه وتسائلت بإستغراب هنستني ليه، ده ميعاد الغدا عدا عليه نص ساعه.
لم تكمل جملتها حتى إستمعوا جرس الباب، تسابق الشابان إلى فتح الباب مع إستغراب غاده التي إنتفضت وهبت صارخه بسعادة وهي تري زوجها الحبيب يقف أمامها بإبتسامته الخلابه التي تأسر قلبها وتسعده.
جرت عليه صارخه بسعادة خاااااالد.
إقترب عليها مسرع وأخذها داخل أحضانه وبدأ يدور بها بسعاده متحدث من بين أحضانها وحشتيني يا غاده وحشتيني.
خرجت من بين أحضانه ووضعت كفي راحتيها تتلمس وجنتاه غير مصدقة لما تراه عيناها وتحدثت بسعاده أيه المفاجأه الحلوة دي؟
إبتسم لها بسعاده وقبل راحة يدها وتحدث مش أنا قلت لك قبل كده إصبري وهتلاقيني في يوم واقف قدامك وعامل لك مفاجأة.
تحدث محمد بإبتسامة مفاجأه لحضرتك بس يا ماما.
نظرت لنجليها متسائلة بإبتسامه كنتوا عارفين، صح؟
أجابها تميم بابا قال لنا منقولكيش علشان حابب يعملها لك مفاجأة.
نظرت لزوجها بحنان وتحدثت بعيون مشتاقه أحلا مفاجأة في عمري كله يا خالد.
تنفس عاليا وأردف قائلا وهتفرحي أكتر لما تعرفي إني مش هسافر تاني.
تسائلت بلهفه بجد يا خالد؟
أجابها بعيون سعيدة لأجل سعادتها بجد يا غاده.
وقف ينظران بهيام أخرجهما من حالتهما صوت تميم المزعج هو إحنا مش هنتغدا ولا أيه؟
فاقت غاده على صوت نجلها وتحدثت أثناء هرولتها إلى المطبخ حالا هرص الاكل، إغسل إيدك يا خالد علشان هتاكل أكلاتك المفضله اللي غششتها لولادك من ورايا طبعا.
ضحك الجميع وأجهزت غاده سفرتها المليئة بكل ما لذ وطاب وجلست بصحبة عائلتها يتناولون غدائهم بعيون متشوقه وقلوب تتراقص فرح لعودة سندهم إلى ديارة سالم غانم.
أما حازم، الذي قد أبلغ بسمة بأسفه البالغ وعدم قدرته على الوفاء بالوعد الذي قطعه على نفسه وذلك بعدما أخبرها بما حدث، وقد عذرته بسمة وتمنت له الخير.
وتركا كلاهما قلبه مع الاخر ورحل.
دلف إلى شقته ليلا وجد السكون يعم أرجائها.
دلف لغرفة أطفاله وجدهما يخلدان في ثبات عميق، قبلهما وأحكم عليهما الغطاء وتوجه إلى غرفته بقلب مهموم.
خطي برجله للداخل ولكنه تسمر بوقفته ينظر إلى تلك الجميله التي تقف بإنتظارة ترتدي ثوب للنوم مثيرا للغايه، أما شعرها الطويل الذي يشبه الليل بسواده فقد أطلقت له العنان لينسدل خلف ظهرها بمظهرا أثار ذلك المتسمر بوقفته،
تحركت إليه وأمسكت يده لتسحبه للداخل، إنساق معها مستغرب حالتها، توقفت به بمنتصف الغرفه بجانب تلك المنضدة.
نظر حازم إلى تلك الشموع وتلك الحلوي المفضله لديه التي أحضرتها له بمساعدة سميحه، والفاكهه والمشروب.
وتحدثت هي بنعومه ولأول مرة يراها منها ذلك المحروم أنا جهزت لك البسبوسه اللي بتحبها، عملتهالك بإديا بتوجيهات ماما سميحة.
نظر لها مضيق عيناه وتسائل متعجب ماما سميحه؟!
أجابته بنعومه حديثة الولادة بالنسبة له أيوة يا حازم، من إنهاردة مامتك هي مامتي، وبابا حسن هيبقا أبويا.
وأكملت بنبرة صادقة أنا خلاص يا حازم، فوقت من غفلتي والفضل يرجع للقلم اللي إنت إديته لي، من إنهاردة مش هعمل إلا اللي يرضيك، وهعيش علشانك إنت وولادي وبس، أنا أسفه يا حازم، أنا كنت ماشيه ورا شيطاني وساخطة على كل الناس اللي ظروفهم أحسن مني ومغمضة عنيا عن كل حاجه حلوة في حياتي،.
وأكملت بنبرة حزينه وأكتر حاجه قهرتني بجد، لما فوقت وسألت نفسي أنا إزاي مكنتش شايفه نعم ربنا الكتير عليا دي كلها، إزاي قدرت أغفل عنك وعن ولادي بالطريقه دي.
وضعت يدها فوق صدره وتحدثت بنبرة ناعمه أنثوية مهلكه لذلك المحروم أنا بحبك أوي يا حازم، والله بحبك أوي.
وأمسكت الشوكة وغرستها بقطعة من الحلوي ورفعتها لمستوي فمه، إلتقطها بفمه وأبتلع لعابه السائل من هيئتها المتفجرة الأنوثه، سحبته هي من يده متجهه إلى تختها بدعوة صريحه منها لإغراقه داخل شهد عسلها.
إنساقت مشاعرة تجاهها وقرر الإندماج داخل أحضانها لبدأ حياة جديده معها وإعطائها وحاله فرصه لإحياء قلبيهما والتقرب لبعضهما البعض.
في اليوم التالي.
كان يجلس في غرفته ممددا على تخته ناظرا لسقف غرفته، إستمع إلى رنين الهاتف الخاص بالغرفة، مد يده بجانبه ورفع سماعة الهاتف وأجاب بهدوء ألو.
إستمع لصوت موظفة الإستقبال أنا أسفه للإزعاج يا أفندم، بس فيه أنسة موجوده قدامي وطالبه تقابلك وبتقول إنها أخت حضرتك وإسمها ريم الدمنهوري.
تنفس بهدوء وأجابها بإقتضاب تمام، أنا نازل لها حالا.
زفر بضيق لعدم قدرته النفسية لرؤية أحدهم، هو الأن يريد العزلة، يريد الإبتعاد عن الجميع وفقط،
إرتدي ثيابه وبخلال دقائق كان يخرج من المصعد، نظر للأمام وجد شقيقته تجلس بجانب أحدهم ويبدو عليهما الإنسجام، عقد حاجبية مستغرب وإتجه إلى مجلسهما.
وقفت سريع وإقترب عليها سليم، إرتمت داخل أحضانه تحت شعور مراد بالغيرة، فكم تمني أن يحظي هو بذلك الحضن الدافئ.
إحتضنها سليم برعاية وتسائلت وهي تتطلع إليه متلهفه عامل أية يا سليم؟
طمئنها وهو ينظر بإستغراب لذلك الواقف أمامه الحمدلله، علي هو اللي قالك على مكاني؟
أجابته بإرتباك وهي تترقب نظراته المتفحصة لمراد لا يا سليم، دكتور مراد هو.
لم تكمل جملتها حين إقترب عليه مراد بهيئة رجوليه وتحدث ماددا يده بتعريف عن حاله مراد صادق الحسيني، أظن سمعت عني.
مد سليم يده مصافح إياه وأردف قائلا بإحترام غني عن التعريف يا دكتور، أنا إتعاملت مع والد حضرتك لكن ماحصليش الشرف بمقابلتك.
إبتسم مراد وتحدث ده لأن دكتور صادق هو المسؤل عن الجانب المالي للشركة، وأنا بدير الجانب الإداري.
أشار سليم إليهما في دعوة منه للجلوس، جلسوا جميع وتحدث مراد بنبرة جاده طبعا حضرتك بتسأل نفسك أنا بصفتي أية جاي مع ريم!
وأكمل بنبرة جاده أنا هجاوبك لأن مليش في اللف والدوران،
ونظر له بجدية وتحدث برجوله أنا جاي أطلب منك إيد ريم وأتمني تقف معايا وأنا بطلبها من والدك.
عقد حاجبيه بإستغراب ونظر إلى شقيقته التي كست حمرة الخجل وجنتيها، بادلته النظر وإبتسامة رقيقة زينة ثغرها الجميل.
إبتسم لها سليم وأمسك كف يدها وتسائل بحنان أيه رأيك يا عروسة؟
أحالت بصرها عنه وأبتسمت خجلا تحت سعادة مراد فتحدث سليم ألف مبروك يا دكتور، خلي بالك من ريم، ولازم تكون عارف إنك هتاخد جوهرة نادرة، أرجوك حافظ عليها كويس.
إبتسم له مراد ونظر إلى ريم وتحدث بعيون هائمة لم يستطع التحكم بها ريم هشيلها جوة عيوني، وإطمن يا باشمهندس، أنا عارف قيمتها كويس أوي.
وأخذ نفس عميق وتحدث بإهتمام طب موضوعي أنا وريم خلصنا منه، ندخل بقا على موضوعك إنت والباشمهندسه فريده، أنا بصراحه حزين علشانكم وحابب أتدخل وأقرب وجهات النظر وأحاول أصلح بينكم.
إقشعرت ملامح سليم وتحدث بنبرة بارده أرجوك يا دكتور، الموضوع حاليا ميتحملش أي نقاش، أنا وفريدة يعتبر في فترة نقاهه ومحتاجين نرتب أفكارنا أكتر.
وأكمل مبتسم يمكن لما تعدي فترة من الوقت ونهدي، نرجع من غير أي ضغوط نفسيه.
إبتسمت ريم وتسائلت يعني إنت هترجع تاني لفريدة يا سليم؟
إبتسم لشقيقته وتحدث اللي عاوزة ربنا هيكون يا ريم،
وتنفس عاليا وتحدث المهم، خلونا فيكم، أنا مسافر بعد يومين وعاوز أطمن على ريم قبل ما أسافر.
إندفع مراد قائلا وأنا مستعد أطمنك خالص ونكتب الكتاب قبل ما تسافر والفرح وقت ما يحدده قاسم بيه.
خجلت ريم من ذلك المتسرع وإبتسم سليم بإرتياح حينما رأي لهفة ذلك العاشق لشقيقته الغالية وتحدث كتب كتاب مرة واحده، إهدي يا دكتور الأمور مبتتاخدش بالسرعة دي.
أجابه مراد بنبرة ودوده أولا كده خلينا نشيل الألقاب علشان أنا إرتحت لك وخلاص، من اللحظه دي إعتبرتك صديقي المقرب.
إبتسم له سليم وتحدث بصدق هتصدقني لو قولت لك إن أنا كمان إرتحت لك جدا.
ضحك مراد بسعاده وأكمل تمام، كده يبقا متفقين،
إسترسل مراد حديثه بحكمه وعقل إكتسبهم من عمله إسمعني كويس يا سليم وخليني أكلمك بصراحه، من الأخر كده أنا خايف على ريم من اللي إسمه حسام الشافعي، وبصراحه أكتر هو إتجرأ وجالها عندي قدام الشركة.
نظر سليم سريع بريبه إلى شقيقته، فأكمل مراد بطمأنينه متقلقش يا سليم، أنا أديته تمامه واللي يستحقه وأظن إنه شاف مني اللي يخليه يفكر ألف مرة من إنه يكررها، لكن علشان أكون مطمن أكتر لازم ريم تبقي مراتي ومسؤله مني في أقرب وقت، وبعد ست شهور تكون ريم إتخرجت.
وهنا حول بصرة لتلك الخجوله وأكمل وأعملها أحلا وأكبر فرح إتعمل في مصر كلها.
هز سليم رأسه بموافقه وأردف قائلا كلامك مظبوط، بس أنا ليا بشرط.
عقد مراد حاجبية وأنتظر باقي الحديث فأسترسل سليم قائلا بحديث ذات مغزي ومعني كتب الكتاب يفضل كتب كتاب وبس، أكيد فاهمني يا مراد!
إنتفض داخل تلك الجالسه خجلا من تلميحات شقيقها وأكمل سليم وإن شاء الله بعد التخرج نتمم الجوازة.
تحدث مراد بنبرة رجوليه تنم عن أصله الطيب وتربيته الحسنه عيب يا سليم، الكلام ده ما يتقلش لمراد الحسيني، أنا راجل متربي وأفهم في الأصول كويس أوي، وعارف إني داخل بيت رجاله وواخد بنت متربية كويس، وأكيد مش هقبل على مراتي ولا على رجولتي نتحط في موقف زي ده.
إبتسم له سليم وحول بصره لشقيقته وأحتضنها مقبلا جبهتها تحت سعادة قلبها الذي يكاد يتوقف فرح.
وأكمل خلاص، خلي دكتور صادق يكلم بابا إنهاردة علشان تشرفونا بكرة بالليل إن شاء الله.
تراقص قلبي العاشقين وتبادلا نظرات الهيام تحت نظرات ذلك المسكين، التي إستوطنت داخله جراح الروح.
كانت تجلس بغرفتها وحيده بعد أن أصبحت منبوذة من الجميع، تبكي كعادتها، فمنذ ذلك اليوم ولن تجف دموعها.
إستمعت إلى طرقات فوق الباب، جففت دموعها سريع بكبرباء وسمحت للطارق بالدلوف، توجهت ريم وجلست بجانبها وتحدثت بصوت هادئ أنا شفت سليم إنهارده.
إنتفضت بجلستها وتسائلت بلهفه شفتيه فين يا ريم؟
طب هو كويس وصحته كويسه؟
وأكملت بدموع تقطع نياط القلب قولي لي على مكانه وأنا أروح له وأبوس إيده وأترجاه يرجع البيت تاني.
ربتت ريم على يد والدتها وتحدثت بدموع وكان ليه كل اللي حصل ده من الأول ده يا ماما، سليم مكنش يستاهل منك كده أبدا.
بكت أمال وأجابت إبنتها بنبرة نادمه شيطاني عماني يا ريم وكنت فاكرة إني بعمل كده لمصلحته، أوعي يا بنتي تكوني فاكرة إني تعمدت أذيته، أنا قولت هينساها ويكمل حياته مع اللي تستاهله بجد.
قاطعتها ريم بحده ومين قال لحضرتك إن فريدة ماتستاهلهوش؟
جففت دموعها وأردفت بهدوء خلاص يا ريم، أنا مبقاش عندي مانع إنه يتجوزها، ولو عاوزني أروح أعتذرلها هي وأهلها في مقابل إنه يرجع لحضني ولبيته تاني أنا موافقه.
أجابتها ريم بنبرة لائمة بعد أيه يا ماما، سليم وفريده إتدمروا وخرجوا من اليوم ده بأسوء ذكري مرت في حياتهم، واللي أكيد عمرهم ما هينسوها.
أنزلت أمال بصرها خجلا فأكملت ريم بنبرة خجله ماما، بابا بيبلغك إن فيه ضيوف جايين لنا بكرة وعاوزك تخرجي وتتابعي مع الشغالين وتحضري كويس للزيارة.
ضيقت عيناها بإستغراب وتسائلت وهي تجفف دموعها ضيوف مين دول؟
إبتسمت ريم وقصت على والدتها ما حدث.
إبتسمت أمال بسعادة وتحدثت بغرور كعادتها أيوة كده يا ريم، أهي هي دي الجوازه اللي طول عمري كنت بتمناهالك، جوازة تشرف ونسب يضيف لنا، ده غير المستوي المادي والنقله الكبيرة اللي هتتنقلي لها.
كانت تنظر إليها بقلب حزين وتحدثت بنبره معترضه بس أنا حبيت مراد وده السبب الوحيد اللي خلاني وافقت عليه يا ماما، مش المستوي المادي.
مساء اليوم التالي
داخل منزل قاسم الدمنهوري.
دلف سليم للداخل، قابله قاسم وأحتضنه بحنان، وأحتضن ريم أيضا، ثم نظر بجانب عيناه لتلك الواقفه تنظر إليه متلهفه سلامه ونظرت عيناه فتحدثت بنبرة صوت مرتجفه إزيك يا سليم.
تجاهل سؤالها وتخطاها وجلس بجانب والده متجاهلين وجودها بالمرة وبدأوا بالتسامر.
نظرت ريم إلى والدتها بقلب ينزف دم على حالها وما أوت إليه بفعل يداها.
بعد قليل أتت عائلة صادق محملين بالهدايا الثمينه والورود، قابلهم قاسم وأمال وسليم بحفاوة هائلة.
وجلس الجميع وبعد مده من الوقت إتفقت العائلتان على كل شيئ.
وطلت عليهم ريم التي أبهرت الجميع بطلتها البهية.
وقف ذلك العاشق وتحدث إلى والدته وهو يشير إلى ريم بعيونه الذائبة عشق بتلك الجميله ريم يا ماما.
نظرت إليها هناء بإنبهار لجمالها وجمال روحها وحجابها المنمق وملابسها المحتشمه حتى أنها شككت في أن تكون تلك الملاك إبنة تلك المتعاليه أمال،
إحتضنتها هناء بسعادة قائله بسم الله ماشاء الله، زي القمر يا حبيبتي.
ثم نظرت إلى مراد وأردفت بحنان يسلم ذوقك يا مراد، ربنا يتمم لك بخير يا حبيبي.
ونظرت إلى تلك الواقفه تتطلع إليهم بوجه مرتفع ورأس شامخه وتحدثت برجاء محدش هنا بيعرف يزغرط يا مدام أمال، نفسي أسمع زغروطة تفرح قلبي.
أجابتها بغرور للأسف يا هناء هانم، محدش هنا بيعرف.
قطع حديثها قاسم الذي صاح بصوته رقيه، يا رقية.
جائت رقيه على عجل وتسائلت بإحترام أفندم يا قاسم بيه؟
نظر قاسم إلى هناء بإحترام وأردف قائلا هناء هانم حابه تسمع زغروطه حلوة!
إبتسمت رقيه تحت إستشاطت تلك المغرورة التي تنظر بكبرياء إلى تلك العادات الجميله وتعتبرها عادات لا ترقي بمستواها الحالي.
تحدثت رقيه بسعاده إنت تؤمري يا هانم.
وأطلقت رقيه الزغاريط واحده تلو الأخري تحت إنتعاش قلب هناء وسعادتها التي تخطت عنان السماء فرح بصغيرها التي كانت قد فقدت الأمل بأن يتزوج ويكمل حياته كباقي البشر.
أخرجت هناء من حقيبتها علبه كبيرة وفتحتها وإذ بها طقم من الألماس الحر نادر الصنع.
ووجهته لولدها
وبدأ مراد بوضع أول حجر في بناء أساس رباطه الشرعي ليعلن للجميع عن ملكيته الخاصه لتلك الجميلة نادرة الوجود.
وضع الخاتم داخل أصبع يدها ثم رفعها وقربها من فمه ووضع قبله أذابت كلاهما تحت إرتعاش جسدها بالكامل، إلتقت العيون وأنتفضت القلوب عشق.
تحرك سليم ليفض ذلك الإشتباك الذي إستشاط نارة ونار قاسم ولكنه عذر قلب ذلك العاشق الهائم.
سحب يد شقيقته الرقيقة من قبضة ذلك المراد وأدخلها داخل أحضانه مبارك لها وتحدث ألف مبروك يا حبيبتي!
ثم إقترب على مراد وأحتضنه هامس بقرب إذنه ماتهدي شويه يا عمنا، لا وزعلان مني أوي وأنا بقولك كتب الكتاب يفضل كتب كتاب.
إبتسم مراد وهمس هو الأخر أستر على أخوك وألتمس العذر لقلبه العاشق.
إبتعد إثنتيهم وتحدث صادق إلى ريم ألف مبروك يا دكتورة، أنا كده خلاص بقيت مطمن على الشركة في وجودك مع مراد.
إبتسم مراد وأردف قائلا بمرح جديدا على شخصيته طب مش تطمن على مراد الأول يا دكتور؟
إبتسم صادق وأردف قائلا بحديث ذات مغزي مراد عارف مراده ومقصده ومايتخافش عليه، إنما الشركه هي اللي بقا يتخاف عليها من بعد إنشغالك عنها يا دكتور!
ضحك الجميع بسعاده وأنقضي اليوم وغادر سليم مباشرة بعد مغادرة عائلة صادق كي لا يعطي لوالدته فرصه للحديث من جديد، ولا يعطي لحاله فرصه للرضوخ لها.
قبل سفر سليم بليله واحده
كانت تجلس بغرفتها حزينه شاردة بعدما علمت من أسما أن ميعاد إقلاع طائرتهم غدا، وتجاورها نهلة التي تحدثت بنبرة ملامه كلميه يا فريده وقولي له إنك مسمحاه ومستنياه.
تحدثت بهدوء عكس نارها المشتعله داخلها خلاص يا نهله مبقاش ينفع، أنا وسليم حكايتنا خلاص إنتهت، يمكن يكون اللي حصل ده خير لينا.
وأكملت بهدوء أنا بعت له رساله لما لقيت تلفونه مقفول، لو كان لسه عاوزني أكيد كان هيكلمني.
تنهدت نهله لحال شقيقتها وأردفت طب ما تروحي له الأوتيل اللي نازل فيه.
وكرامتي يا نهله؟ صاحت بها فريده بكبرياء.
وأكملت بنبرة حزينه وبعدين هو غير مكان الأوتيل وقفل تليفونه، هحتاج أيه اكتر من كده يثبت لي إنه خلاص نسيني وخرجني من حسباته.
يوم الرحيل!
يوم الرحيل، يفضل لي أيه بعدك، يا غربتي في بعدك.
كانت تقف بسيارة نجوي التي إستعارتها منها كي لا يتعرف إليها أحد، إصطفت بالسيارة في الطريق المقابل للمطار لتكون بعيدا عن الأبصار.
لمحت سيارة قاسم التي توقفت أمام المطار، نزلت منها ريم وتلتها أسما التي باتت تتلفت حولها متأمله وصول فريده بعدما أبلغتها بميعاد سفرهم.
ثم وقفت سيارة مراد التي تعرفت إليه فريده وتذكرته في التو.
وترجل علي من السيارة وبدأ هو ومراد بتنزيل الحقائب معا.
وأخيرا نزل سليم.
التي وما أن رأته تلك العاشقه حتى إنتفض داخلها معلن عليها العصيان، إنفطر قلبها ونزلت دموعها الحارة لتعلن عن عدم قدرتها تحمل إبتعاده عن أحضانها،
صرخ قلبها معنف إياها وطالبها بالإسراع إليه والأرتماء داخل أحضانه ومنعه من الإبتعاد، هي تريده، تريد حبيبها بجانبها، ستفقد صوابها عند الإبتعاد
ولكن، ألا لعنة الله على الكبرياء الذي حطم كيانها ودمر كيانه.
إحتصن سليم والده وهو يترقب المكان ويمشطه بعيناه تأملا بحضورها، أقسم داخله لو أتت سيلغي سفره ويأخذها لأقرب مكتب مأذون شرعي ويعقد عليها قرانه في التو واللحظه، ليأخذها وينطلقا بعيدا عن عيون البشر وتدخلاتهم البغيضه وليسبح معها داخل بحر عشقهما المميز.
ولكنها كالعاده خزلته وأشعرته بخيبة أمل ليست بجديده عليه.
ودع شقيقته تحت دموعها الغزيرة ودلف لداخل المطار بجانب على وأسما.
وهنااااا، صرخ داخلها متحدث، سليييييم، عد يا رجل، لا ترحل، حبا في الله لا ترحل، تراجع يا رجل، سأفقد روحي في التو عند الرحيل، أرجوك حبيبي فلتعد، عد إلى أحضاني وأقسم بربي لم أمانع تلك المرة، عد حبيبي وأعقد قرانك بي وسأوهبك حالي في التو واللحظه، سينهي علي الإشتياق يا فتي، أين ضميرك سليم، أطاوعك قلبك على تركي بهذة السهوله، أبتلك البساطه هنت عليك حبيبي، لا سليم، لا تفعلها أرجوك.
شهقت بصوت عالي وقلب نازف يصرخ متألما، غاب عن عيناها ودلف للداخل، شعرت بأن روحها قد فارقتها للتو، وضعت يدها فوق صدرها وأغمضت عيناها وبكت بمرارة، مرارة ملئت حلقها لتخبرها عن طعم أيامها القادمه!
أما هو فقد إستقل الطائرة وجلس بمقعده محطم الأمال، عائدا خالي الوفاض كما أتي!
بعد مرور ثلاثة أشهر!
كانت تتحرك برواق الشركه بخطوات واثقه متجهه إلى المصعد، ومنه تحركت إلى مكتبها وجلست فوق مقعدها بهدوء، فتحت جهاز الحاسوب لديها، وجدت رساله نصيه من الشركة الألمانيه، تطالبها بالسفر العاجل لأجل إجتماع هام يخص مستشاري الشركه ولابد من الحضور الفوري.
إنتفض داخلها فرح من فكرة رؤيته من جديد، فرصة إنتظرتها وباتت تحلم بها طيلة الفترة المنصهرة، وها هي أتتها فرصتها، نعم كانت تنتظر تلك الفرصه ليجمعهما مكان ولتسنح لهما فرصه للحديث وشرح كلاهما موقفه للأخر، وذلك بعدما هدأت النفوس ووضحت الرؤية.
تحركت إلى مكتب فايز وأخبرته والذي وافق على الفور، وبدورها إتصلت بإحدي شركات الطيران وتحدد السفر بعد يومان،
يومان فقط وستري سارق قلبها وخاطف أنفاسها مرة أخري!
تري ما الذي سيحدث داخل ألمانيا لتلك القلوب التي أذابها الهوي وأشعلها؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جراح الروح)