رواية جبروت الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم أسماء أبو شادي
رواية جبروت الجزء الثاني والعشرون
رواية جبروت البارت الثاني والعشرون
رواية جبروت الحلقة الثانية والعشرون
أم بــدر بغــل اســود: بحــق القصــاص، زي مــا حرمــوني مــن بنتــي يتحرمــوا مـن بنتهـم .
القاضي : متتكلميش بدون إذن ، ياريت الكل يلتزم بٱداب المحكمة
لم تتفاجــئ ماريــا مــن مداخلتهــا بــل كانــت تتوقعهـا وتعـول عليهــا كتـيـرا:ً بعد حضرتك انا عايزة أفهم القصــاص اللي بتحكي عنه بالظبط ! وايــه معنــى القصــاص عنــدها ؟
أم زينـة بحرقـة: همـا خـدوا منـي بنتـي، سـلمتهلهم عروسـة و رجعوهـالي جثـة.
ماريا: يعني هما قتلوها؟
لترد عليها مؤكدة: ايوة قتلوها.
ماريـا: ضربوها بالرصـاص أو بالسـكينة ولا حطولهـا سـم بـالاكل، بـأي طريقة قتلوهـا وميـن قصـدك فيهـم ولا كلهـم شـاركوا بالجريمة؟
هطلت الدموع من عينيها قائلة: لاء ابنهم هو اللي اخدها للموت.
ماريا: ازاي؟
محامـي الخصـم: سـيادة القاضي الاسـتاذة ماريـا بتضغـط عليهـا وحالتهـا الصحيـة لا تسـمح بذلـك.
ماريـا: انـا مـش بضغـط أنـا بسـألها يمكن هـي عندهـا معلومـات غير اللي مســجلة لــدى المحكمــة ( والتفتــت إليهــا مــرة اخــرى كأن شــيئا لم يكــن ) بتقولي اخدهــا للمــوت، ازاي ممكــن توضحلنــا يعنــي برأيــك هــو خطفهــا وقتلهـا؟
ردت ام بدر قائلة بصرخة: لاء.
ولكـن ماريـا لم تهتـم لصرختها واكملـت: طيـب يعنـي نفهـم مـن كلامك أن الحــادث كان مــن تدبـيـره هــو؟ يعنــي كان مقصــود؟…… ايــه ســكتتي، مـش وقـت سـكوت انتـي وقفتـي قولتـي عايـزة حقـك ودلوقتـي احنـا ادام القاضي اطلبـي حقـك وحــق بنتـك ودافعـي عنــه.
أم زينة بهياج: هو السبب لو مكانش اخدها مني مكانتش ماتت.
ماريـا: أخدما ازاي وميـن ادهالـه، انتـي قولتـي مخطفهـاش وأنـه كان جوزهـا يعنـي انتـوا الـي جوزتهالـه و برضاكـم و رضاهـا، وكـمان ماقولتيـش أن الحـادث مدبـر إذا بتعـرفي أنـه قضـاء وقـدر وأن دا حكـم اللـه.
لتـرد عليهـا بتصميـم عجيـب : بـس هـو السـبب هـو اللي كان سـايق العربية وهـو اللي عـاش وهـي ماتت.
ماريـا: اممممـم، يعنـي انتـي اعتراضك على انـه عـاش وبنتـك اللي هـي مراتـه ماتـت، حضرتك مسلمة؟
السؤال الأخير جعل هياجها يتوقف لترد بهدوء : أيوة طبعا.
ماريا: يعني بتؤمني بالله و برسوله صح؟
أم زينة: لا إله الا الله محمد رسول الله.
نظرت ماريـا إلى القضاة : اسـمحولي احكـي قصـة قصيـرة، ( ونظرت مرة اخرى إليها ) في سـيدة أمريكيـة ملحدة ، عارفـة يعنـي ايـه ملحدة يعنـي مـابتأمنـش بوجـود اللـه، يعنـي لا ليهـا الـه ولا ديـن ولا رسـول ، السـيدة توفى زوجهـا بعـد حـب دام عشريـن سـنة وتـرك لهـا بنـت بعمـر العشر سنين وهـي كانـت بتحبـه جـدا لدرجـة الجنـون، بعـد ماهـو مـات عاشـت هـي وبنتهـا لوحدهـم وأصبحـت بنتهـا هـي كل عالمهـا، وبعـد مـا البنـت كبـرت وبقـى عمرهـا عشريـن سـنة ماتـت، هـي عمرهـا 60 سـنة وماتــت بنتهــا اللي مالهــاش غيرهــا تفتكــري المــرأة الملحــدة عملت ايــه؟، حاربـت وناضلـت علشـان تضـم الاطفـال اللي مـا عندهمـش أهـل وتتكفـل هـي بيهـم، هـي مـا بتؤمنـش برسـول السـلام اللي كان بيواسي طفـل مـات عصفـوره، هـي مـا بتؤمنـش أن في إلـه هيعوضهـا وأن دا قضـاء وقـدر، هـي مابتســجدش للــه وتدعيــه يصبرهــا، ولا اي شــئ.. يعنــي محرومــة مــن كل النعـم اللي عنـدك، وهب اتقبلـت رحيـل اخـر فـرد باقـي ليهـا بالعـالم، أمـا انتـي عملتـي ايـه؟..هي للاسف تقبلت اللي انتي يا مسلمة ومفروض انك مؤمنة بالله و القدر متقبلتيهوش ، نسـيتي اللـه اللي بتؤمنـي بيـه؟.. و لمـا بنتـك ماتـت بحـادث هـو مـن تدبيـر اللـه وحـده اتحولتـي مـن انسـانة مسـلمة ومؤمنـة إلى حاقـدة، بنتـك ماتـت فتقتـلي بنتهـم، تحرمـي أم مـن بنتهـا زي مـا ربنـا حرمــك مــن بنتــك، هــو دا اللي انتــي عايــزاه وطلبتيــه وللأسف لقيتــي الجهلــة المختلـيـن اللي ينفذولــك رغبتــك وطلبــك بإســم القصــاص والديــ وهمـا مابيعرفـوش في الديـن شـئ والديـن بـرئ منهـم ومنـك. َ
عـم السـكون على القاعـة والـكل يتدبـر بما قالتـه ماريـا ولا تسـمع سـوى صـوت الانفـاس….
ماريـا: ونرجـع مـرة أخـرى إلى سـؤال بـأي حـق؟.. بـأي حـق حرمتوهـا مـن رؤيـة أهلهـا؟.. بـأي حـق سـجنتوها في بيـت مفـروض أنـه يكـون بيتهـا؟ بـأي حـق قتلتـو طفلهـا؟.. وبالفعـل قتلتـوه ومتعمديـن، ومـن ثـم اتهمتوهـا أنهـا السـبب بذلـك ولم تكتفـوا، بـل وحكمتـوا عليهـا بالنفـي خـارج وطنهـا.
أيـن القانـون مـن كل ذلـك؟.. وأيـن حقـوق الانسـان وحقـوق المـرأة؟.. كيف أفلتـم جميعكـم مـن بـين ايديهـم وحـدث كل ذلـك دون تدخـل اي منهـم؟
( وقالـت بصـوت رنـان ) ،. سـيدي القاضي انـا أتهـم كل مـن علـم بما حـدث و صمت بالتستـر عليهـم حتـى لـو وصـل الامـر بـأن أتهـم القريـة جميعهـا.
القاضي : انتهت مرافعتك؟
ماريــا: وهــل لذلــك الحديــث ان ينتهــي ســيدي ولكنــي اكتفيــت وشــكرا لحضراتكم.
محامــي الخصــم: ســيدي القاضي كل مــا قالتــه الزميلــة يُحــترم، ولكــن اتهاماتهـا ليـس لهـا اي أسـاس مـن الصحـة، الموضـوع مـن بدايتـه لا يتجـاوز مشــكلة عائليــه، وامـرأة حزينـة لفقـدان ابنتهـا فتصرفـت وقتهـا بأندفاعيـة ومنعـت زوجـة ابنهـا مـن زيـارة عائلتهـا ولكـن هـي أصرت على الذهـاب وأثنـاء حديثهـم وقعـت من أعلى الدرج ممـا ادى إلى فقـدان جنينهـا مـع مراعـاة أنهـا تأثـرت وجنينهـا بما كان يحـدث حينهـا وحالتهـا الصحيـة لم تكـن سـليمة وهذا مـا جعـل اجهاضهـا للجنيـن شـيئا متوقـع.
أمـا موضـوع سـجنها هـم لم يسـجنوها ولم يغلقـوا عليهـا أبـواب ولكـن مـن حـق كل زوج ان يمنع زوجتـه مـن الخـروج مـن المنـزل وقتـما اراد.
ماريـا: انا اعترض ، عـذرا للمقاطعـة ولكـن مـن اعطـى الـزوج هـذا الحـق ؟ وكيف لم يغلقـوا عليهـا بـاب وقـد هددوهـا إذا اقتربت مـن بـاب المنـزل ان يقومـوا بضربها والـزوج الـذي تقـول حقـه منعهـا مـن الخـروج أيـن كان مـن كل ذلــك؟ وتقــول ان الحمل لم يكلم بســبب ســوء الحالــة النفســية؟ ولكــن تحقيقـات النيابـة أثبتـت ان الاجهـاض نتيجـة سـقوطها واصطدامهـا بـالارض ، سـيدي ارجـو مـن الزميـل ان يتحـدث بأسـلوب منطقـي و بدليـل على مـا يقـول نحن هنا ليس في سباق لمن يتحدث أكثر بل نناقش قضية رأي عام، قضية انتهاك قض…..
قاطعهــا القاضي : اعتراضك مقبــول واخذنــاه بعيــن الاعتبــار وكما قلتــي نحن لسنا في سباق حديث ولا داعــي للأطالة.
محامـي الخصـم: سـيدي اطلـب مـن سـيادتك التأجيـل واعطـاء فرصـة لكـي يتـم حـل الامـور بشـكل ودي مـع المدعيـة.
ليلــه بصــوت مرتفــع حــازم: لاااء، مافيــش اي ود بينــي وبينهــم، ســيادة القاضي انـا ليلـه سـالم شـاهين ، و ادام حضرتـك والدنيـا كلهـا بقـول عايـزة حقــي.
( نظـر إليهـا القاضي وهـي تتحـدث بأنفعـال حـازم لم يُخفـي الالم والعـذاب اللـذان بداخلهـا )
ليلـه: أنـا عايـزة حقـي. مـش قابلـة اي حلـول ولا تفـاوض ولا نقـاش، كل اللي ادام حضرتـك دول اتسـببوا ليـا ولعيلتـي بالاذى، دول ظلموني والـلي منهـم ماظلمنيـش بفعلـه ظلمنـي بسـكوته والسـاكت عـن الحـق شـيطان أخـرس، أنـا في الاول صبـرت كنـت فاكـرة ان ورايـا راجـل هيحمينـي ويجيبلـي حقـي ويقـف جنبي،لكـن الراجـل ده خذلنـي وكان أول مـن ظلمنـي، حبسـني في البيـت اللي مفـروض يكـون بيتـي و وقـف يتفـرج عليهـم وهـا بيـأذوني واتسـببوا إني افقـد البيبـي، حتـة منـي ومنـه كانـت بتكبـر جوايـا، لاء وبعـد كل ده وقـف هـو وعيلتـه يهينـوا أبويا،يهيـن الراجـل اللــي ســلمني لــه امانــه،و بيخيروني مــا بيــن يقتلــوا أخويــا ومــا بـيـن أبعــد عـن اهـلي واكـون بالنسـبة ليهـم ميتة،وبعـد كل ده وفي اخـر لحظـة و هـو بينفينـي بنفسـه عـن وطنـي وأهـلي اترجيتـه واتوسـلت لـه أنـه يكـون ليـا سـند ويقـف معايـا ونحـارب سـوا لكـن برضـو خذلنـي،و دلوقتـي بيقولـوا حـل ودي، اي حـل يـا تـرى؟ أنــا حياتي وقفــت واتغربــت وعيشــت بعيــد عــن حضــن عيلتي ، عيلتي اللي عاشـوا بحسرتهـم عليـا وعلى اخويـا المصـاب نتيجـة الحادثـة، وهـما كلمـوا حياتهــم كأن شــيئا لم يكن،وهــو بــكل بســاطة راح واتجــوز واحــدة تانيــه وخلــف وعــاش عــادي وجابــوا زينــة بــدل اللي ماتــت طيــب وأنا؟أنــا اتظلمـت واتنسـيت وبالاخـر يقولـوا حـل ودي؟! (نظرت إليهم جميعا ) لاء انتهـى الـود وانتـوا اللي نهيتـوه بأيديكـم ومـش هسـامح في حقـي، حتـى اللي مـن عيلتـي والـي هـو مفـروض عمـي وأنـا مـن لحمـه و دمـه شـارك في كل اللي حصل،وأخيـرا أنـا عايـزة اتطلـق، أنـا عايـزة اخـد حقـي منهـم كلهـم وبعديـن يطلقنـي الراجـل اللـي اتحسـب عليـا راجـل و زوج.
وهنـا نطـق الحجـر.. ذاك الصامـت وكعادتـه يُفضـل المشـاهدة أخيـرا صـدر عنـه شـئ يـدل عـن انـه بـشر ويسـمع مـا يحـدث
وقف ونطق بكل قوة: مش هيحصل يا ليله.
لم تنظـر إليـه ولم تعـره اي اهتـمام: سـيادة القاضي أنـا عايـزة حقـي ومـش هتنـازل عنـه، وعايـزة حريتـي ومـش هتنـازل عنهـا.
بـدر: وأنـا بقولـك ادام الدنيـا كلهـا عايـزة حريتـك منـي يبقـى بموتي ، لاني مــش هطلقــك ، خــودي حقــك منــي زي مــا انتــي عايــزة، واعمــلي كل اللي انتـي عايـزاه بـس انـسي انـك تطلقـي اقتلينـي أهـون.
عنـد هـذا الحـد وتحـدث القـايض بصـوت عـالي وصـارم منهـي تلـك المهاتـرة بنظـره: ممكـن تتفضلـو انتـو الاتنـين وتقعـدو ومـش عايـز كلام كتيـر ( وجـه نظــره لليلــة بتعاطــف )موضــوع الطـلاق يــا بنتــي دا قضيــة لوحــده و منفصلـة عـن محكمتنـا ( وبعدهـا صـوب بصـره بحـدة اتجـاه بـدر وتحـدث بغضــب وتهكــم ) وانــت لمــا تكــون قــدام القاضي الشرعــي قــول واعتــرض براحتـك ولـو القاضي حكملهـا بالطلاق هتطلـق غصـب عنـك سـاعتها.
وعندهـا اكتفـت ليلـة بذلـك وجلسـت مـرة اخـرى دون ان توجـه اليـه اي نظــرة، واكتفــى أيضــا القاضي بســماع مــا ســمع منهــم ومــن البقيــة التــي تـم رفـع الدعـوة عليهـم ايضـا ومنهـم عمهـا وتـم تأجيـل القضيـة إلى الاســبوع المقبــل.
بمجرد أن انسـحب القاضي مـن القاعـة وقـف بعـض الاشـخاص وتوسـلوا من ليلـه و والدهـا لكـي يستسـمحوهم و يخبروهـم أن لا شـأن لهـم بما حـدث ولكـن قـام ادم الـذي كان يجلـس بجـوار سـالم شـاهين بأبعادهـم وسـحب والــد ليلــه ، و خرجــت ليلــه بصحبــة ماريــا و ريتــال مــن القاعــة وســط النظـرات المتبادلـة بينهـم وبـين افـراد عائلـة الشرقـاوي، وفي الخـارج، اقـترب منهــا في خطــوات سريعة دون ان يأبــه لأحــد وامســكها مــن رســغها..
بـدر بعنف : إنهـي كل اللي بيحصـل يـا ليلـه، حقك خدتيـه بالفضيحـة اللي عملتيها لحـد دلوقتـي، وانـسي موضـوع الطـلاق أنتي عارفة انـك مـش هتنوليه.
ليله بشراسة: سيب أيدي قبل ما اطلب الامن واتهمك بالتعدي.
بدر وقد ترك يدها مذهوالً من شراستها: هتطلبيلي الامن؟
لتدفعه بعيدا عنها و تنظر إليه بأشمئزاز : ماتفكـشر تقـرب منـي تاني ، ولا تتكلـم معايـا وبينـي وبينكـم القاضي ، انا هدفعكـم تمن كل لحظـة حـزن عيشـتها سـواء أنـا او عيلتـي، روح لمراتـك بتناديـك شـكل امـك عايـزاك يـا أبـن امـك.
كان ذلـك أمـام آدم والـذي كان يغــلي بداخلـه ويمنع نفســه مـن التدخـل ولكنـه كان على اسـتعداد للقتـال أن تعـرض لهـا بـالاذى، أمـا ريتـال نظـرت إليــه بقــرف وســحبت ليلــه في اتجــاه الســيارة التــي ســوف يعــودون بهــا إلى الفنــدق و ماريــا نظــرت إليــه بنظــرة وكأنهــا تخـبـره ( لــن اتــرك حــق صديقتـي ) ولحقـت صديقتيهـا وأخـذ آدم سـالم وزوجتـه بصحبتـه في سـيارته
وتركوا البقية يراقبون رحيلهم في خوف ،،، حسرة ،،، ألم ،،،، و كراهيه
@@@@@@@@@@@@@@@@
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جبروت)