رواية جبروت الفصل الثامن 8 بقلم أسماء أبو شادي
رواية جبروت الجزء الثامن
رواية جبروت البارت الثامن
رواية جبروت الحلقة الثامنة
في المشـفى الخـاص، وصلـت ريتـال بصحبـة آدم إلى المشـفى، وبداخل مكتب الدكتـور محمـود المـصري، تفاجئـت ريتـال بوجود دكتـور جاكسـون أمامها
دكتور جاكسون: ما رأيك بتلك المفاجأة تالا؟
ريتال : دكتور جاكسون مرحبا بك في مصر.
دكتور جاكسون: أرى أن المفاجأة لم تكن سارة ابدا.
ريتـال بأبتسـامة احـترام: بالطبـع سارة ، ولكـن عندمـا حدثنـي دكتـور محمـود ظننـت أنـه يوجـد شـئ سـيئ قـد حـدث.
دكتور جاكسون بمزاح : هل أرى عدم ثقة بالنفس هنا؟
ريتـال بقـوة: حضرتك تعلـم كـم أثـق بذاتي كثيـرا و اثـق بما تعلمتـه وليـس هـذا مـا قصدتـه ولكـن انـت معلمـي وخـير مـن يعلـم أن بـأي لحظـة……..
قاطعهــا ضاحــكا:ً أعلــم أعلــم لقــد أردت مفاجئتــك فقــط لذلــك لم أرد أن يخبرك بوجــودي هنــا وأردت أن اراكي بنفــسي.
( تحدثـت معـه وقامـت بتعريفه على آدم ومـن ثـم بـدأوا التحـدث عـن المصـاب وعندمـا انفـردت ريتـال بالدكتـور جاكسـون )
ريتال: ولكن انا لدي سؤال دكتور.
دكتور جاكسون: تفضلي
ريتال: لماذا كل ذلك الاهتمام منك بالمصاب؟ رغــم وجــود أطبــاء كـثـر هنــا ومنهــم مــن هــو أكـبـر منــي خـبـرة كالدكتــور محمـود، الا انـك طلبـت ان اقـوم انـا بتلـك الجراحـة، حتـى بعـد أن قمـت بهـا وطمئنتـك أراك بعـد سـاعات هنـا في القاهـرة لأجله، وأراك حريصـاً كل الحـرص عليـه بغيـر عادتـك، وتشـكك بالاطبـاء وحتـى الممرضـن والاجهـزة ،هـل ذلـك لعـدم ثقتـك بالامكانيـات أم هـو شـئ آخـر؟
جاكسـون: لا، بالطبـع انـا أثـق، ولكنـي أثـق بـكي انتـي أكثـر ،هـذا المصـاب يهمنـي أمـره كثـيرا لذلـك تركـت كل شـئ واتيـت، فهـو كما اخبرتك عندمــا حدثتــك عنه صديــق لي وبمثابــة ابنــاً لي كما حالــك انتــي ابنــة لي يــاتـالا وكـم شـعرت بالراحـة عندمـا علمـت انـك هنـا، واعتـذر ان كنـت قـد قاطعــت عطلتــك العائليــة وتلــك تقريبــا لا تحــدث كثـيـرا على مــا أعتقــد.
ريتـال: دكتـور جـاك انـت لم تقع شـئ ابـدا وأنـا على الرحـب دائما وانـت تعـرف أن هذا شـغفي.
جاكسـون :أعلـم، لذلـك انـا اميـزك دائما عـن باقـي زملائك، انتي تســتحقني ذلــك التميــز والان الا تريديــن الاطمئنــان على مصابــك ؟
ريتال: أرى انك قد قمت بذلك قبلي دكتور.
جاكسـون: بالطبـع أخبرتـك أنـه يهمنـي أمـره ولكـن ذلـك لا يمنع أن تقومـي بعملـك للنهايـة كـما تفعـلي دائما ، أما انا سـوف اذهـب إلى الفنـدق لـكي أرتـاح قليـا فلـدي مـا اقـوم بـه طـوال فترة مكـوثي هنـا.
ريتال: حقا ! كم ستبقى؟
جاكسـون: غالبـا قـد تسـتمر زيارتي لمصر إلى 15 يومـاً هـل انتـي مسـتعدة لترافقيني أم سـتبقي بعطلتـك وعائلتـك؟
ريتــال بحماس لجولة داخل بلدها ولكن برفقة نعلمها : منــذ متــى لا اكــون معــك بجولاتــك دكتــور جــاك بإمــكان العائلــة الانتظــار لا تقلق من هذه الناحية .
دخلـت إلى غرفـة العنايـة بعـد أن ارتـدت الـزي المناسـب، فحصـت المصـاب و وجـدت ان اشـاراته الحيويـة جيـدة وأصبحـت شـبه طبيعيـة و رأت تعابيـر الانزعـاج ارتسـمت على ملامح وجهـه ويبـدوا أنـه يحـاول ان يفتـح عينيـه أو يحـرك يديـه..
تالا بنظرة رضا: يبدوا انك قوي بما يكفي لكي تحارب
(وأخـذت تفتـح عينيـه لتسـاعده على الافاقـة وبالفعـل قـام هـو بفتـح عينـاه بعـد أن ازعجـه ذلـك النـور المسـلط في عينيـه ،وأول شـئ وقعـت عليـه عينـاه هـو عيناهـا لكـن لم يـدوم ذلـك سـوى لحظـة واحـدة فقـط وسرعـان مـا أغمـض عينيـه مـرة أخـرى )
خرجـت ريتـال مـن الغرفـة وأخبرت مرافقيـه إنهـم سـوف يخرجونـه مـن العنايـة المشـددة واخبـرت دكتـور جاكسـون بالوضـع على الهاتـف، ومـن ثـم خرجــت إلى آدم الــذي ينتظرهــا بــكل رحابــة صــدر دون أن يتذمــر..
وفي طريــق عودتهــم ..
آدم: شايف مودك اتغير بعد ماقابلتي الدكتور جاكسون.
ريتـال: اكيـد على الاقـل لقيـت حاجـة اعملهـا لحـد مـا قاسـم بيـه يقـرر امتــى هرجــع لهنــاك .
أدم: امممــم طيــب دلوقتــي هنرجع للبيــت ولا تحبــي نتمشى شــوية أو نروح مكان ؟
ريتال بأستهزاء: لاء نرجع البيت علشان قاسم بيه مايتعصبش.
أدم: هـو مـش هيمانع على فكـرة واحنـا مـش هنتأخـر هنروح نفطـر في أي مـكان حلـو وبعديـن نرجـع.
وافقته وهي ترحب بفكرة وجودها بعيدا عن هذا الضغط قليلا : تمام .
في محافظة الشرقية:
تجلـس في غرفتهـا شـاردة وتفكـر فيـما حـدث ليلـة أمـس، يقاطـع شرودها
الشـقيق الغـالي ..
مروان بصياح: انتي يا بنتييييي.
انتبهت له ليله: ايه يا ابني في ايه خضتني.
مـروان: خضيتـك ايـه انـا خبطـت عليكي وبعديـن فتحـت البـاب وناديتـك وانتــي ولا سمعاني كأنــك في عــالم تاني حتــى على الفطــار كنتــي مســهمة خالـص.
ليله: وأنت مش عايزني أسهم بعد اللي حصل امبارح.
تنهـد بحسـرة: بصي أنـا مـش عـارف اقولـك ايـه بـس عايـزك تتأكـدي اني في ضهـرك وأي قـرار هتاخديـه أنـا معاكي فيـه، ولـو حابـه تنهـي كل الاتفاقـات بتاعـة امبـارح دي أنـا هكـون معاكي وهسـاندك لاني أنـا كـمان مـش مرتـاح للحـوار الـي حصـل ده.
ليله: بص أنا حسيت تجاهه بالقبول وارتحتله لكن أنا يعني، اوووف.
جلــس بجانبهــا واحــاط كتفيهــا وضمهــا إليــه: ممكــن تهــدي وتقــولي اللــي انتـي عايـزاه بـدون تـردد
ليله وقــد أرخــت رأســها عليــه: أنــا صراحة كنــت عايــزة فترة خطوبــة ونتعــرف على بعــض براحتنــا واعــرف بيحــب ايــه وبيكــره ايــه ونشــوف هنقـدر نتفاهـم مـع بعـض ولا لاء ، واعيـش فترة خطوبـة والجـو ده يعنـي.
مروان بمرح: تصدقي كنت فاكرك مالكيش في الجو ده.
ليله بعبوس: ماليش فيه ليه ان شاء الله ما اشبهش ولل ما اشبهش.
مروان مبرح: لا يا حبيبة اخوكي انتي تشبهي بلد بحالها.
( وقفت ليله بعد أن لكمته في صدره وتمازحوا قليلا)
مروان بجدية: طيب دلوقتي بقى انتي عايزة ايه أو بتفكري في ايه.
ليله: ولنفـرض إني بفكـر في حاجـة او عايـزة حاجـة هعملهـا بعـد ايـه بقـى ,مـا عمـك قفلهـا خالـص مـع النـاس إمبـارح.
مـروان بضيـق: أنـا اتضايقـت منـه جـدا وكنـت هتكلـم لكـن سـكتت وقولت بابـا هيرفض ويتكلـم هـو لأنـ غلـط اتكلـم في وجـوده.
ليله: و بابـا كمـان مكانـش ينفـع يتكلـم لأن عمـك كبيـر العليـة وهـو قـال كلمـة للنـاس وبابـا بيحترمه جـدا وبيحترم كلامه.
جائهم صوت والدهم وهو ينضم إليهم : صـح كلامك يـا نـن قلبـي لكـن انتـوا عنـدي أهـم مـن الدنيـا كلهـا وإذا عنــدك اي اعـتـراض قوليــه وأنــا أنهــي كل حاجــة ولا يهمنــي أي حــد.
ليله: ربنا مايحرمنا منك يا بابا ويباركلنا في عمرك.
مروان وهو يقبل يد والده: اسف يا بابا لو كان كلامي ضايق حضرتك.
ســالم: لا يــا ابنــي أنــا افــرح لمــا اشــوفك في ضهــر اختــك وفي صفهــا وعايــز الصالـح ليهـا وأنـا قدامـك بقولهـا مالكيـش دعـوة بـأي حـد ولا اي حاجـة ولـو عنـدك اعتـراض على ميعـاد الفـرح نعرفهـم و يأجلـوه يـا امـا يروحـوا لحالهـم ولـو غـيرتي رأيـك في بـدر يبقـى خـلاص كل شـئ نصيـب.
ليله: لا يـا بابـا أنـا قولـت رأيـي في بـدر وخـلاص الـي حصـل حصـل وأنـا موافقـة وطلامـا ماعنديـش اعـتراض على المبـدأ نفسـه يبقـى خـلاص على بركـة اللـه.
سالم بأبتسامة راحة: يعني انتي مرتاحة للموضوع يا ليله؟
ليله: أيوة يا بابا مرتاحة ….
وعند تلك الكلمة انطلق صوت الزغاريد من والدتهم التي كانت تستمع إلى حديثهم دون أن تتدخل
مروان بضحك: ايه يا حجة طب نبهينا الاول طيب.
سالم: كفايه زغاريد طيب بعدين تتعبي.
أم مـروان: أتعـب ، وايـه المشـكلة احلى تعـب ، فرحتـي بـولادي وكـمان في يـوم واحد.
مـروان: يـلا اهـو انتـي طـول عمـرك كنتـي بتتمنيهـا يـا سـت الـكل وربنـا حققهالــك.
أم مـروان: ألـف حمـد وشـكر ليـك يـارب يـلا يـا ليله ورانـا حاجـات كتير يـا حبيبتـي ومافيـش وقـت دول هـما 20 يـوم الـي باقيـن.
ليله: طب ليه كدة طاه هاتيها واحدة واحدة عشان أستوعب.
مــروان بحــدة مزيفة: تســتوعبي ايــه مــش كفايــه فرحــي إتأجــل بســببك علشــان نتجــوز مــع بعــض.
ليله بغيظ: يعني هي جت على الكام يوم دول فرقت اوي معاك.
مروان: أيوة طبعا فرقت.
مـرت الاوقــات سريعــة على البعــض وبطيئــة على البعــض الاخــر، عائلــة الشرقـاوي وعائلـة شـاهين انشـغلوا في التحضيـرات والتجهيـزات ليـوم زفـاف أبنائهـم، أمـا ريتـال فقـد انشـغلت مـع الطبيـب جاكسـون في زياراتـه حتـى أنهـا حضـرت معـه عـدد مـن العمليـات الجراحيـه قامـوا بهـا في مستشـفى القـصر العينـي وأيضـا بعـض المشـافي الاخـرى، ولاتزال في دوامتهـا ، تعيـش في غربـة وسـط مـن يُفتـرض أنهـم عائلتهـا و تلتـزم الصمـت دائما واللا مبـالاة الا مــع أدم فهــو بمرحــه وطيبتــه يســتطيع أن يخرجهــا عــن صمتهــا، أمــا جسـار فهـو ذلـك البـارد الغامـض قليـلا مايتحـدث ولكـن نظراتـه وحدهـا تكفــي أن تخـبـر الجميــع أنــه ليــس بالشــخص الهـيـن.
في محافظـة الشرقية »الزقازيـق« داخـل إحـدى المطاعـم الفاخـرة، دخلـت ليله بصحبـة مـروان وكان بأنتظارهـم بـدر و معـه شـقيقته زينـة..
مروان: سلام عليكم.
بدر: اتأخرتوا كدة ليه.
مروان: هههههه طيب رد السلام الاول.
بدر بضحكة خجلة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مـروان: اتأخرنـا لأن ليله كانـت مشـغولة مـع مامـا وبنـات العليـة بسـبب الجهـاز بتاعهـا وخطفتهـا منهـم بالعافيـه.
بدر بنظرات شغوفة موجهه إلى ليله: عقبال ما انا اخطفها منكم كلكم.
خجلا ليله و زينـة معـاً أمـا مـروان فتنحنـح في ضيـق بسـيط بسـبب جـراءة حديثه
مروان: احححم طيب ايه هنفضل واقفين.
بدر: لا طبعا اتفضلوا.
واقترب من ليله وازاح المقعد المقابل له لكي تجلس عليه وجلس مروان بجانبه مقابل ل زينة
ليله: عاملة ايه يا زينة.
زينة بخجل وصوت شبه مسموع: الحمد لله.
ليله بمرح لطيف : يـدوم الحمـد يـا قلبـي بـس ابقـي عـي صوتـك شـوية ماتخافيـش محـدش هيحسـدك عليـه رغـم انـه يسـتحق صراحة أنه يتحسـد.
مروان: لو سمحتي مالكيش دعوة بمراتي هي رقيقه مش زي ناس.
ردت عليه ليله وهي تضييق عيونها : اممممـم زي نـاس مـا النـاس دي هـي الـي نفعـاك يـا اخويـا.
مروان: نفعاني في ايه يا حسرة.
ليله: يـا ناكـر الجميل علشـان خـلاص هتتجـوز ومـش هتحتاجني بتنكـر خيري تنكــر اني كنــت بغســلك وبخضرلك الاكل.
مـروان: اه الغسيل الـلي بتحطيـه في الغسـالة وبعديـن تطلعيـه يتهـوى ، لا و يـا مؤمـن بعطيهـا الـشراب وبسـتودعه عنـد اللـه مافيـش مـرة تاخديـه غـير وترجعيـه فـردة واحـدة.
ليله: يـا ابنـي افهـم في جيـب سـحري في الغسـالة بيسـحب الشرابـات مـا اكيـد أنـا مـش هخبيهـم يعنـي، وبعديـن سـيبك مـن الغسيل مـن بيحضـر الاكل.
مـروان: اكل ايـه يـا أم آكل قصـدك الـي بتحطيـه في المكرويف يتسـخن ده وهـو اصلا بيبقـى عندنـا في التلاجا والفريـزر أغلبيـة الايـام أنـا الـي بجهـزه بسـبب دراسـتك.
ردت تقارعه وتناست تقريبا اين هم ومع من جالسين : أيـوة أيـوة أظهـر على حقيقتـك يـا بنـي دا انـت حـوادث مابتعملـش حاجـة في الشـقة غيـر وتخربهـا حتـى لـو سـخنت آكل بتحرقـه ولـو غسـلت طبقـن لازم تكـسر منهـم واحـد.
بدر: هههههه استهدوا بالله يا جامعة مش جايين نتخانق هنا.
مــروان: احححــم عجبــك فضحتينــا قــدام مراتي وخطيبــك ( وغمــز بطــرف عينيـه ل زينـة التـي كانـت تبتسـم في خجـل )
ليله بتوتر بعد ان انتبهت: إحم طيب انا عطشانة.
بــدر بنظــرات جريئــة وهــو يعطيهــا كــوب المــاء: اتفضــلي اشربي وشــوفوا هنطلــب ايــه للغــدا.
مروان: تاكلي ايه يا زينة؟
زينة بخفوت: اي حاجة.
مروان: لا شوفي المنيو واللي يعجبك اطلبيه.
زينة: حاضر.
بعــد ان انتهــوا مــن تنــاول الطعــام ذهبــوا إلى محــل لبيــع الذهــب لكــي تختـار ليله مـا تريـده حسـب اتفاقهـم مـن قبـل وهـذا رغـم اعتـراض أم بـدر لأنهـا كانـت تريـد أن تختـار هـي لزوجـة ابنهـا مـا تريـد ولكـن بـدر اصر على ان تختــار هــي هديتهــا بنفســها
اقـتـرب منهــا وتــرك شــقيقته مــع زوجهــا و وقــف بجانبهــا: اختــاري الــلي يعجبــك كلــه ، عايــزك تختــاري احــلى واغلى حاجــة.
ليله بتوتر من قربه: شكرا.
بدر بخفوت: وحشتيني.
ليله بخجل: لو سمحت.
بدر بنظرات هائمة: وحشـتيني، انتـي بقيتـي خطيبتـي مـن كام يـوم وكلهـا كام يـوم وتكوني مراتي و ملكـي، وحاسـس انهـم كام سـنة مـش بـس أيـام ، مـن حقـي اعبرلك عـن مشـاعري، الـلي لـو فضلـت اقـول واحكـي عمـري ماهعـرف اعبـرعنهـا كويس
ليله بلجلجة: على فكرة ملامك ب يب ب…..
سألعا بلهفة: ب ايه اتكلمي أنا سامعك.
ليله بعقل تائه: بيوترني.
كان يتوقع منها شيء آخر ولكن اكتفى بهذا التأثير و البقية تأتي: بحبك ومشتاق لليوم اللي هيجمعنا فيه بيت واحد.
ليله: أنا محتاجة اتكلم معاك ، ضروري نتكلم.
بـدر: هنتكلـم وهسـمعك وهتسـمعيني ، عايـز رقـم موبايلك لاني قـررت اكلمـك انتـي واخـده منـك بالـذات.
ليله بأستغراب: واشمعنا أنا بالذات ماكنت تقدر تاخده من مروان؟
بـدر: أول مـرة شـوفتك فيهـا وعـدت نفسـي أن صوابعـك الجمليـة دي هـي اللـي هتكتـب الرقـم على موبايلي.
ليله: واثق أوي.
بدر: وبحبك اوي اوي اوي.
خجلا من تصريحه وحاولت إيقافه عن اخجالها: ممكن تبطل الكلام ده .
بدر: ماقدرش.
ليله: أرجــوك أنــا حقيقــي متوتــرة ومرتبكــة وحاســة اني مشــتتة وكلامك بيربكني اكــتر وبيزيــد توتــري وأنــا……
بدر: انتي ايه؟
ليله بعيـون زائغـة بـكل مـكان الا ايـاه: قلقانـة، قلقانـة جـدا جـدا جـدا، كل حاجـة تمت بسرعـة، وفجـأة بقيـت مخطوبـة وفرحـي بعـد 20 يـوم فـات منهـم يومـين وتجهيـزات وتحضيـرات، وأنـا اصلا فكـرة الجـواز ماكنتـش على بـالي ، عقلـي مـش قـادر يسـتوعب كل ده.
بدر وهو ينظر إلى عينيها: بصيلي بصيلي يا ليله،
(رفعت عينيها إليه وياليتها لم تفعل فقد رأى سحر أمواج البحر بعينيها)
يا الله عيونك بتسحرني، بصي يا ليله قلبك دق ليا والا لاء ؟
(خفضت برصها إلى الارض ومل ترد عليه ولكنه أرص في سؤاله )
ردي يـا ليله يـا أجمـل ليله في ليـالي العمـر، حسـيتي بحاجـة تجاهـي ؟ حســيتي بقلبــي الــلي سرقتيــه مــن أول ماعينــي جــت عليكي ؟
حسـيتي بعقلـي الـلي مـش بيقـدر يفكـر في أي حاجـة غيـر قربـك ليـا؟
(اشــتكت إليــه مــن ارتبــاك مشــاعرها ف زاده عليهــا أضعــاف مضاعفــة
اشـتكت إليـه توترهـا ف نطـق بكلـمات اعلمتهـا أن مـا شـعرت بـه سـابقا لم يكــن ســوى البدايــه )
ليله بعقـل تائـه: أنـا، أنـا قلبـي بيـدق اوي لدرجـة بحـس انـه هيقـف ب.
بــدر بأبتســامة زادت وســامته: دا مؤشر كويــس، بــس خلي بالــك بعديــن مـش هكتفـي بيـه، مـش هكتفـي غـير بعشـقك يـا ليله واوعـدك هيكـون قريـب أوي، ركـزي معايـا انـا ومـع قلبـك واحساسـك بيـا وبحبـي، وسـيبي عقلـك واسـتيعابك ليـا انـا وأنـا كفيل بيهـم، ودلوقتـي يلا اختـاري شـبكتك يـا عروسـة.
في محافظة القاهرة:
ذهبـت ريتـال إلى المشـفى لـكي تطمـئن على حالـة المصـاب الـذي قامـت لـه بالعمليـة الجراحيـة رغـم أنهـا منهكـة ومتعبـة الا أن هـذا واجبهـا وعليهـا القيـام بـه واتمامه حتـى الانتهـاء، ودعـت دكتـور جاكسـون أمـام المشـفى بكلمـات بسـيطة ..
ليله: إلى اللقاء غدا دكتور جاك.
دكتــور جاكســون: انتــي عنيــدة تــالا لقــد أخبرتــك أننــي قمــت بفحصــه صباحــا قبــل أن نذهــب إلى مشــفى القـصـر العينــي.
ريتال: أعلم ذلك ولكن قد علمتني ان اتمم عملي إلى النهايه دكتور.
دكتـور جاكسـون: حسـنا لـن اجادلـك ولكـن افحصيـه سريعـا ثـم عـودي إلى بيتـك لكـي تنـالي قسـط مـن الراحـة فاليـوم كان مرهقـا بشـدة.
ريتال: حاضر.
نزلــت مــن الســيارة ونظــرت بألم للسيارتين الــذي ارسلهم جدها قاسم ليرافقوها اينما تذهب، وتذكـرت استفسـار دكتـور جاكسـون عنهـم عندمـا رأى ملاحقتهم لهـا دائما حتـى داخـل المشـفى، وظنـه أن جدهـا يفعل ذلـك بسـبب عـدم اسـتقرار الامـن بمصـر، دلفـت إلى المشـفى ومنـه إلى غرفـة المريـض التـي قـد نقـل إليهـا فـور اسـتفاقته، تفاجئـت ريتـال بوجـود الطبيـب محمـود وبعـض الاطبـاء الاخـرون ويظهـر على ملامحهم الضيـق والقلـق..
ريتال وهي تنظر إلى الطبيب محمود باستفهام: في ايه؟
دكتـور محمـود: حضرتـه عايـز يمشي وبنحـاول نقنعـه أن ده مـش في صالحـه لكنـه مصمـم ومـش قادريـن نقنعـه يبقـى حتـى يومـين كمـان.
تقدمــت ريتــال مــن فــراش المصــاب دون ان تنظــر لــه و نظــرت في الملــف الخــاص بــه المعلــق بفراشــه لـكـي تــرى قيــاس ضغطــه على مــدار اليــوم ومؤشراته الحيويــة..
ريتــال: حضرتك قولــت أنــه مــا ينفعــش يخــرج دلوقتــي بــس هــو عايــز يخــرج حضرتك نبهتــه أن ده في رضر لصحتــه وحالتــه وبرضــو هــو أثر إذا هـو حـر.
محمود: بس ازاي من واجبنا أننا نمنعه.
ردت عليه في برود عملي: لاء واجبنـا أننـا نعمـل كل اللـي نقـدر عليـه علشـان يبقـى كويـس، وننصحـه بالصـح ونعرفـه الارشـادات، وهـو واجبـه تجـاه نفسـه وجسـده أنه يحافـظ عليـه ويلتزم بالنصائـح والارشـادات، احنـا نعمـل واجبنـا والباقـي لـه هـو يخصـه هـو، عايـز يمشي يتفضـل احنـا مـش واجبنـا نكتفـه ونجبـره على حاجـة .
محمود بضيق: بس جرحه وجسمه……
قاطعتـه بجمـود: مـش مشـكلتنا جرحـه لسـه وضعـه حـرج وجسـمه ضعيف بالنسـبة لينـا كأطبـاء، لكـن هـو يعـرف اكتـر مننـا يقـدر يتحمـل ايـه وايـه فـوق طاقـة تحملـه.
محمود: نظريتك غلط جدا وماينفعش نتعامل بيها مع الناس.
ريتـال: صـح كل إنسـان بيكـون عنـده وجهـة نظـر وأسـلوب بيتعامل بيـه، أنــا كطبيبــة شــاركت في إجــراء العمليــه لــه وملزومــة مــن حالتــه الصحيــه بقـول انـه خـلاص .. إذا عايـز يمشي يمضي على إقـرار يتحمـل فيـه مسـؤولية نفسـه ويتفضـل وأنـا مهمتـي خلصـت لحـد هنـا، سـلام عليكـم.
قالــت كلماتهــا دون أن تنظــر إلى ذلــك الــذي لــم تنـزل عينيــه مــن عليهــا …
رحلـت بـكل بسـاطة دون أدنى مبـالاة لـه وهـو مـن كان منتبـه لهـا ويقـظ رغـم تعبـه وألمـه إلا أنـه رأى الكثير والكثير بعينيهـا رأى سـواد الليل ،رأى غمـوض الحيـاة ، و كأن أسرار الكـون اجتمعـت بعينيها .. رحلـت وتركتـه يفكـر في امـر واحـد
مـن تلـك الغامضـة؟
@@@@@@@@@@@@@@@
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جبروت)