روايات

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) الفصل الثاني 2 بقلم الشيماء محمد

موقع كتابك في سطور

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) الفصل الثاني 2 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) الجزء الثاني

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) البارت الثاني

جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى)
جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى)

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) الحلقة الثانية

ونزدادُ شوقًا إذا ما أتى ذكرُك يا ذا الحبيب الكريم.. فصلى عليك إله الورى.. ومنهُ عليك عظيمُ السلام.
فصلوا عليه
كل عام وأنتم بخير بمناسبة المولد النبوي الشريف
اسيبكم مع الحلقة
سيف وصل الشركة والموظفين كلهم استقبلوه بابتسامة وباركوله بمشاعر طيبة لحد ما وصل مكتبه، مروان طلب من الكل يرجعوا لمكاتبهم ويشوفوا شغلهم وهو قعد قصاد سيف بابتسامة: نورت الشركة
ابتسم لصاحبه : تسلم يا غالي ، طمني أخبارك ايه ؟ في جديد في أي حاجة ؟
اتكلموا كتير في كل حاجة تقريبا قبل ما كل واحد يبدأ شغله .
نادر بيحاول يقنع أبوه وأمه بملك .
فاتن علقت بتهكم : نشوفها بعينيك انت صح ؟ ونحكم عليها بقلبك ؟
خاطر بصلها بغيظ : اه نشوفها بعينيه هيجرى ايه يعني ؟ نادر يا ابني ، اعزمها على الغدا بكرا مثلا أو شوف امتى يناسبك وخلينا نقابلها ، المفروض نروح بيت أبوها بس الصراحة أخاف أروح نقفل السكة تماما وأمك تطينها عليك فخلينا نتقابل برا ونشوفها ايه رأيك ؟
نادر بص لساعته و وقف : ماشي هبلغها وأرد عليك ، اه الأفضل نقابلها الأول برا قبل ما تقابل أهلها .
فاتن وقفت وبصتلهم بعناد: أنا مش هقابلها معاكم ومش عايزة ….
قاطعها خاطر بحزم : هتقابليها معانا ومش هنتكلم أصلا في الموضوع ده تاني ، روح يا ابني شوف هتعمل ايه وبكرا شوف يناسبها ولا ايه ؟
انسحب نادر وفاتن بصت لجوزها بضيق: خليك حنين ولبسهم في الحيط
رد باستنكار: كنت لبست مين في الحيط علشان ألبسه هو ؟ هند وربنا يسعدها مع بدر مفيش منه وهمس اتجوزت سيف اللي يتمنالها الرضا ترضى ، نشوف ملك يمكن تكون خير لابننا ونصيبه معاها .
نادر خرج وركب عربيته ، اتصل بملك سلم عليها بعدها سألته بعتاب: مش اتفقنا يا نادر ؟ ليه بتكلمني دلوقتي ؟ مفيش حاجة اتغيرت
جاوبها بسرعة : ملك أبويا عايز يقابلك بكرا ، ينفع نخرج كلنا نتغدى مع بعض ؟
اتوترت وسألته بتردد: باباك يقابلني أنا ؟ بعدين كلنا مين ؟ باباك وأنا وانت يعني ؟
صححلها : أبويا وأمي كمان ، بقول كلنا ، ها يناسبك بكرا ؟
ردت بقلق : لا لا يا نادر ، أخاف ولا ماشي ، لا بلاش مش عارفة خايفة
ابتسم وحاول يطمنها: أبويا راجل طيب وهيعاملك بمنتهى الذوق ما تخافيش كده .
وضحت بخوف : باباك اوك لكن مامتك دي اللي مقلقة منها يا نادر
رد بإصرار: ماشي يعني ايه برضه ؟ أقولهم ايه ؟ هما عايزين يتعرفوا عليكي بشكل أكبر ، تعالي ما تخافيش أنا معاكي .
ماعرفتش توافق أو ترفض وبعد فترة من الصمت ردت : نادر هرد عليك بالليل ، محتاجة أستعد نفسيا ماشي ؟
قفلت معاه وهي متوترة مش عارفة تعمل ايه!
قامت من مكانها تروح لأخوها بس بعد ما خطت خطوتين اتراجعت ، هما عايزين يقيموها وأخوها هيرفض ده ، قعدت مكانها فكرت تروح لنور بس نور حاليا مشاكلها مغرقاها وعلاقتها المتوترة بجوزها مش هتقدر تتكلم معاها ، ماعرفتش تعمل ايه ؟
لقت نفسها ماسكة موبايلها وبتتصل بنادر اللي استغرب اتصالها لانها لسه قافلة معاه : ايه قررتي بالسرعة دي ؟
اتنهدت قبل ما تجاوبه بقلة حيلة: مش عارفة أقرر وفكرت أروح لأخويا أتكلم معاه بس خفت يرفض الفكرة نفسها ، فكرت في نور بس عندها مشاكلها الكتير وحسيت قد ايه أنا لوحدي بعدها لقيت قلبي بيعترض لاني مش لوحدي وعندي حبيبي فلقيتني بكلمك علشان أدردش معاك وأقولك اني خايفة من المقابلة دي .
ابتسم ابتسامة عريضة وركن قدام السوبر ماركت وفضل مكانه : وحبيبك بيقولك ما تخافيش لانه هيكون معاكي ، ايده في ايدك ، دي خطوة ولازم هنخطيها مع بعض يا ملك ، بصي يا قلبي هتحصل دربكة بس في الآخر إن شاء الله هنكون مع بعض ، بس سيبك انتِ من كل ده أنا قلتلك اني بحبك أوي النهارده ؟
ردت بابتسامة : لا ما قلتليش شوفت مقصر في حقي قد ايه ؟
سند راسه على كرسيه واعتذر بحب : حقك عليا أنا بعشقك مش بس بحبك يا ملك ، فرحان انك كلمتيني أنا بس ليه جيت في الآخر بعد أخوكي وبعد أختك ؟ ليه ماكنتش أنا أول حد تفكري تكلميه ؟
⁃ علشان انت .. يعني علشان عايزة أتكلم عنك ، علشان الكلام كله يخصك انت وعيلتك ، مش عارفة أو يمكن علشان لسه مش متعودة ان في حد موجود في حياتي مستعد طول الوقت يسمعني
قال بثقة : هو مش بس مستعد يسمعك هو عايز يشاركك كل حاجة الحلو والوحش ، الفرح والزعل ، هو كمان مستعد يشيل همومك كلها ويحاول يحلها هو عايز يكون معاكي كيان واحد، همومكم واحدة وفرحكم واحد يا ملك ، خليني دايما أول اختياراتك .
سألته بمشاكسة : حتى لو زعلانة منك وعايزة أشتكيك انت ؟
ابتسم : أيوة اشتكيني ليا ، خلينا نتقابل بكرا ونخطي الخطوة دي مع بعض وما تخافيش من حد طول ما انتِ معايا ، اتفقنا ؟
أخدت نفس طويل بارتياح قبل ما توافقه وتقفل بعدها المكالمة .
همس صحيت من نومها بتتقلب على السرير واتفاجئت انها لوحدها، اتعدلت بصت في ساعة موبايلها ونفخت بضيق؛ أكيد سيف نزل من بدري شغله ، فضلت كتير مكانها مش عارفة تعمل ايه فقعدت محبطة ومستغربة من نفسها ازاي يومها فارغ بالشكل ده من غير سيف؟ حاولت تفتكر زمان قبل ما تعرفه كانت بتقضي يومها ازاي بس فشلت ، مسكت الموبايل واتصلت به ، لو مش معاها على الأقل تسمع صوته ، رنت مرة واتنين بعدها رد عليها : my sleeping beauty
( جميلتي النائمة )
ابتسمت : نفسي أعرف ليه بتسيبني نايمة ومش بتصحيني قبل ما تنزل يا سيف ؟ كام مرة اتكلمنا في النقطة دي ؟
جاوبها ببساطة : مش بتهوني عليا كام مرة هقولك ده ؟ وبعدين مستعجلة على الصحيان بدري ليه كلها أيام ودراستك تبدأ وهتصحي غصب عنك ، فاستغلي آخر أيام اجازتك .
اتنهدت بملل : طيب قولي أعمل ايه لحد ما ترجع ؟ أشغل وقتي بايه ؟
فكر يقترح عليها ايه بس تفكيره مشوش لانه بيتمنى لو ينفع يروح يخليها في حضنه : اقرئي كتاب ، هتلاقي تحت مكتبة ضخمة
سألته بفضول : فيها روايات رومانسية ؟
ضحك : متخيلة مين في البيت هيقرأ رومانسي يا همس ؟
اتعدلت وتخيلته لو هو يقرأ رومانسي : انت مثلا ؟ آية ؟ مامتك ؟ أي حد ممكن يقرأ رومانسي .
استرخى على كرسيه : ماليش في موضوع الروايات الرومانسية بحب أقرأ في مجالي والمراجع بتاعتنا ، آية برضه مالهاش في القراءة أساسا وسلوى ممكن تقرأ في الموضة والجمال مش رومانسي ، بمناسبة أمي انزلي تحت وهي هتشغل يومك بشكل تام ، عندها مقدرة غريبة انها تشغل يوم أي حد .
سألته بفضول: انت هتيجي امتى ؟ واوعى تقولي آخر النهار يا سيف ، عودني شوية شوية على غيابك بالشكل ده مش من أولها كدا
شوقه ليها زاد وفكر لو يقولها مسافة الطريق بس اتراجع ورد : هحاول آجي بدري ، قومي بس افطري أهم حاجة .
قفل معاها ورجع لشغله وهي قامت أخدت شاور سريع ولبست واتأكدت من هيئتها ونزلت قابلتها سلوى اللي رحبت بها بعدها طلبت من عواطف تحضرلها فطار والاتنين قعدوا يتكلموا مع بعض وهمس كل شوية بيزيد إعجابها بسلوى ولباقتها وذكائها في الحوار والمواضيع اللي بتتكلم فيها ، قررت انها تحاول تقلدها شوية وتبطل تتكلم بدون تفكير أو بهجوم ، هل ممكن تبقى زي سلوى في يوم من الأيام وتبقى ست أرستقراطية كده وكل كلمة بحساب ؟ صعب ان ماكانش مستحيل .
اتفاجئت آخر النهار بزيارة أبوها وأمها ففرحت بهم ، وحست انها كانت مفتقداهم و واحشينها، فضلت تتكلم بدون انقطاع وتحكيلهم عن كل مواقف شهر العسل وكل مكان راحته وبتفرجهم على صورها هي وسيف ، فرحتها كانت مُعدية للكل .
سيف في مكتبه دخلت عنده مريم بلغته ان سبيدو برا وعايز يشوفه ، سبيدو ما استناش خروج مريم و وقف عند الباب بمرح : سيف بيه الصياد
سيف وقف يستقبله وسلموا على بعض بعدها بص لمريم : هاتيلنا قهوة يا مريم ، قهوتك ايه ؟
سبيدو بص لمريم : هاتيها زيادة
قعدوا قصاد بعض يتكلموا شوية بعدها سيف سأل باهتمام : شذى أخبارها ايه ؟ أراضيها فين ؟
ابتسم بهدوء: شذى امممم شوف يا سيدي أمها رفعت دعوى طلاق وهتتطلق خلاص وعلى ما أعتقد ناويين يسافروا برا مصر وما أعتقدش هتفكر ترجع تاني .
سيف باصصله باهتمام وبيفكر في حاجة
سبيدو لاحظ شروده فسأله : ايه يا عم بتبصلي كده ليه ؟ بتفكر في ايه حاكم أنا عارف أم النظرة دي
أخد نفس طويل ورد : مش عايز شذى تسافر
استغرب وعلق بتهكم : نعععععم ؟ ليه إن شاء الله ما تغور في داهية
قام وقف قصاد الشباك اللي في مكتبه وسبيدو وقف جنبه سأله: بتفكر في ايه كده ؟ اتكلم
بصله بهدوء : شذى ما اتعاقبتش وأنا مش بسامح
سبيدو التفتله باهتمام : بتفكر في ايه يا سيف وعايز تعمل ايه ؟
التفتله و واجهه: ماجدة لازم تشهد عليها وشذى لازم تتحبس مش هتحاول تقتل مراتي وبعدها تسافر برا تتفسح وتعيش حياتها بالطول والعرض وكأن شيئا لم يكن
سبيدو بصله بيوزن كلامه ورجع قعد على حرف الكنبة قصاد سيف وسأله بجدية : ولو ماجدة رفضت تغير أقوالها ؟
بصله قبل ما يجاوب بتردد : يبقى تشوف مني وش تاني غير المحترم اللي هي فاكراه ، المهم شذى بتشتغل الأيام دي ولا معتكفة
⁃ بتروح عيادتها فقط بطلت تروح المستشفى .
علق وهو بيرجع مكتبه : هحتاجك تيجي معايا عندها وهحتاجك معايا في الحوار ده .
سبيدو شاور على عينيه بترحاب: غالي والطلب رخيص اباشا
ابتسم بامتنان وسأله : المهم صح في جديد ؟ عرفتوا أي حاجة عن مين اللي بيتجسس على شركة كريم وليه ؟
سبيدو هز راسه بحيرة : بعد ما وصلنا للدوك ماعرفناش مين وراه أو مين مأجره، والموضوع هادي تماما
سيف بتساؤل : هادي ازاي وأنا
قاطعهم دخول مريم بالقهوة استنوها تحطها قدامهم وشكروها ومشيت بس قبل ما تقفل الباب دخلت آية بتقول : سيف أنا
قطعت كلامها لما شافت سبيدو اللي وقف يسلم عليها : ازيك يا باشمهندسة .
ابتسمت بعملية وهي مرتبكة من نظراته وحصار أخوها : أهلا يا سبيدو ، أخبارك ايه ؟
رد بابتسامة عريضة : أنا تمام الحمد لله .
آية بصت لأخوها : سيف أنا كنت عايزة أمشي بدري بما انك موجود ، هقابل سارة ونهلة وروان ، تمام ؟ هنتغدى مع بعض
سألها باهتمام : هتتغدوا فين ؟
حركت كتفها بجهل: مش عارفة لسه ، كل مرة واحدة فينا بتعزم الباقيين على مكان مميز ، الدور المرة دي على نهلة مش عارفة بقى هتعزمنا فين ؟
سبيدو سأل بفضول : انتِ عزمتيهم فين ولا دورك لسه مجاش ؟
سيف اتضايق من اهتمام سبيدو بمعرفة أخبار أخته وانتبه عليها بتتكلم : لسه دوري ربنا يسهل وقتها – بصت لأخوها- ها؟
وافق فانسحبت رجعت لمكتبها وانشغلت بمكالمة طويلة .
سبيدو شرب قهوته مع سيف بعدها وقف : أسيبك أنا بقى لشغلك وشوف ناوي على امتى وأنا معاك .
سلموا على بعض ومشي وسيف قعد مكانه بيفكر في خطواته الجاية .
سبيدو وقف قدام الأسانسير ويادوب دخل و قبل ما يقفل حد وقفه واتصدم بآية قدامه فوقفت مكانها بحيرة لدرجة ان الباب هيتقفل بس سبيدو وقفه : هتدخلي ولا ايه ؟
بصت بتوتر ناحية مكتب أخوها اللي هيفضل يحط افتراضات وفكرت تتراجع بس اصحابها تحت مستنيينها فحسمت ترددها ودخلت معاه، حسوا ان في شحنات عالية ، سبيدو حاول يتكلم و يقول أي حاجة بس كأنه نسي الكلام تماما ، حمحم وسألها: اصحابك دول من زمان ولا ايه ؟
بصتله باستغراب بس جاوبته : اه من سنين ، زيك انت وسيف كده اصحاب الجامعة.
هز راسه بتفهم وبصلها بفضول وسألها بغيرة: بنات بس ؟
استغربت اللهجة اللي سأل بها وحاولت ترد بلامبالاة أو تحسسه عكس التوتر اللي هي حاساه : لا مش بنات بس
حس انه متضايق ولازم يعرف أكتر فرد بانزعاج: يعني انتِ خارجة دلوقتي مع صحابك الشباب والبنات من أيام الجامعة ؟
كانت عايزة تقوله أيوة بس نظراته اللي موتراها لقت نفسها بتوضحله : لا مش كده ، اتنين من صحباتي مرتبطين واحدة معاها خطيبها و واحدة معاها جوزها ، لكن مش شباب
لمحت ابتسامة ارتياح على وشه وقبل ما حد فيهم يتكلم الأسانسير وقف والباب اتفتح فشاورلها : اتفضلي
خرجوا برا الشركة و وقفوا قصاد بعض فقالت بتوتر: يلا أشوفك بعدين
ابتسم وهو بيتراجع : أكيد هنتقابل
مشيت ناحيته خطوة وسألته باهتمام : لسه بتعمل سباقات ولا
قاطعها بحسم : قلتلك بطلتها وتركيزي كله في شغلي والمعرض
ابتسمت : يارب دايما ، سيف بيقول أفلح وإن صدق
ابتسم بثقة: هيفلح إن شاء الله – كمل وهو بيرجع بظهره لعربيته – بيقولوا لأجل الورد
استغربت : أي ورد ؟
سمع زمارة عربية وحد بينادي : آية
علق بدون ما يبص وراه : صحباتك وصلوا
بصتلهم وشاورتلهم بعدها بصتله وهو بيركب عربيته وراقبته بيبعد بس وهو بيمر قصادها شاورلها بايده ، فضلت متابعاه لحد ما اختفى بعدها اتفاجئت بسارة قصادها : مين ده ؟
فضلت باصة لأثر العربية بشرود : سبيدو
سارة باستنكار : يا ندلة كان نفسي أشوفه مش تشاوريلي وتوقفيه أشوف شكله ، انتِ رخمة
آية بصتلها باستغراب : أوقفه ازاي يعني ؟ أقوله استنى صاحبتي عايزة تشوف شكلك ايه ؟
كشرت سارة بغيظ : لا يا فالحة كنتي شاورتيلي وقلتيله تعال أعرفك على اصحابي
هزت دماغها برفض : بمناسبة ايه أعرفه عليكم ؟ وأعرفه بصفته ايه أصلا ؟ أقولكم هاي سبيدو صاحب سيف ؟ – كملت بتهكم – سبيدو دول اصحابي عايزين يشوفوا شكلك علشان يقيموك !
سارة خبطتها على كتفها بضيق: انتِ بت رخمة وهبلة يلا بينا يلا .
كريم في مكتبه مندمج في اللاب قصاده ، دخلت عنده أمل اللي قالت بابتسامة : حبيبي – ماردش عليها والأصح انه ماانتبهش أصلا لدخولها فقربت منه نادته- كريم
بصلها بانتباه: قلتي حاجة ؟ ماحسيتش بيكي
وقفت جنبه وقالت بتفهم: أخدت بالي ، مندمج في ايه كده ؟
بص للي قصاده ووضح : اللاب اللي ابنك بهدله بحاول أشغل الهارد اهو في لاب تاني .
غصب عنها ضحكت فبصلها بغيظ من ابنه ومنها هي كمان ومع ضحكها شبح ابتسامة لاح على وشه فشاورت بايدها بمرح : ما تسيب الضحكة تطلع يا كريم
رد بقلة حيلة : يعني أنا متغاظ منكم انتم الاتنين
شهقت بصدمة مصطنعة: مني أنا ؟ عملتلك ايه بقى إن شاء الله ؟
ابتسم من حركاتها ورد : علشان بتضحكي ومش حاسة بالمصيبة اللي أنا فيها
حطت ايدها على كتفه واتكلمت بجدية : أولًا بعد الشر عليك من المصايب وثانيًا ليه ما تقولش اني عندي ثقة فيك؟ ثقة في عبقريتك وذكائك
ابتسم باستحسان وهو حاسس بحبها وثقتها حاجة كبيرة ومميزة عنده: بس الهارد اتخبط وممكن ما يفتحش تاني ودي مالهاش علاقة بالعبقرية يا أمل .
اتنهدت وردت بتشجيع: برضه هتلاقي حل ودي حاجة مفروغ منها وبعدين يا كريم على طول تقولي خلي عندك باك اب لكل حاجة مهمة فين الباك اب بتاعك ؟
بصلها بضيق : ماهو اللاب ده عليه الباك اب لكل حاجة مهمة
استغربت : طيب طالما ده الباك اب فين الأصل بقى ؟
اتنهد بتعب : أمل ! وبعدين بقى معاكي ؟
ضحكت بخفة وقربت منه لغت المسافة بينهم وحطت ايديها الاتنين على كتافه وميلت عليه: حبيبي انت اللاب مش مشكلتك خالص وأنا وانت عارفين ده كويس .
بصلها بسخرية نوعا ما : وايه بقى مشكلتي إن شاء الله لو مش اللاب ؟
ركزت على عينيه وواجهته: غياب مؤمن وبعده الفترة دي كلها وخوفك لأحسن ياخد قرار يبعد فيه عن البيت فبتحاول تتكيف لو ده حصل هتتعامل معاه ازاي ؟
كمان زن إياد طول الوقت معصبك لانه مفتقد إيان وخايف تضغط على مؤمن يرجع تحس ساعتها انك بتتدخل في قراراته ومصيره ، كريم أنا ممكن أقولك ألف حاجة مضايقاك حاليا غير اللاب لانه مش موضوع أساسا .
اتنهد باستسلام وسند ظهره على كرسيه : مش هنكر اني مفتقد مؤمن في الشركة ومش هنكر برضه قلقي عليه – اتعدل وحاول يظهر تماسكه وبرر – بس لان ضغط الشغل كله عليا مش خوفا ليبعد
تقبلت كلامه وعدلت وقفتها وهي بتقول : هرجع مكتبي وهمشي بعد شوية علشان إياد قالب الدنيا عند نونا
سألها: برضه مصممة على خطوة الفطام دي ؟
رد بتعجب: انت معترض عليها ؟
وقف قصادها ونفى : لا مش معترض بالعكس هي خطوة صح ، أنا محتاجك هنا بشكل أكبر معايا بس زي ما قلتي إياد صعبان عليا مش أكتر لكن خطوة لابد منها ، كمان زي ما قلتي إيان اتفطم غصب عنه بسفره مع أبوه وأما يرجع مش هينفع ترضعيه قدامه فده القرار الصح .
مسك ايديها وابتسم بحنان: ربنا يخليكم ليا انتم الاتنين يارب
الباب اتفتح فجأة وحسن داخل بينادي: كريم ا
قطع الكلام وبصلهم الاتنين بذهول ولايديهم المتشابكة واللي سابوها بمجرد دخوله فسأل بتجهم: بتعملوا ايه انتم الاتنين ؟ ما بتتعلموش ؟
كريم استغرب : مش بنعمل
قاطعه بزعيق : أنا نفسي تتعاملوا هنا كموظفين مش كزوجين
كريم رد بدفاع : مفيش حد عنده الجرأة يدخل المكتب هنا عليا بالشكل ده غير حضرتك ، فأعتقد حضرتك اللي المفروض تبطل تتعامل هنا معايا كابنك وتبدأ تعاملني كمدير تنفيذي للشركة
حسن جتله حالة ذهول من رد ابنه وأمل حاولت تلطف بينهم : عمي احنا بس كنا بنتكلم مش أكتر و
قاطعها حسن بتجاهل لكلامها : فهمي جوزك ان اه محدش يقدر يدخل مكتبه بس بالرغم من ده قدروا يصوروكم هنا في مكتبه فالموضوع مش محتاج لحد يدخل
كريم قرب من أبوه ورد بثقة: وده لا يمكن يتكرر تاني أبدًا ، أبدًا مش كريم المرشدي اللي حد يقدر يقتحم خصوصياته مرتين .
حاول حسن يعترض بس كريم كمل بجدية : لا يمكن حد يقدر يزرع أي أجهزة في الشركة كلها مش بس مكتبي ولا يمكن حد يقدر يصور لقطة واحدة بدون إذني ودي لعبتي وانت عارف ده كويس فأنا مش هسمح لأي حد يهدد صفو علاقتي بمراتي أو تصرفاتي معاها .
صمت سيطر عليهم التلاتة قطعته أمل : هسيبكم أنا وأروح لإياد ونونا .
تابعوها لحد ما خرجت وكريم قال بلوم : ياريت تبطل تحرج أمل بتصرفاتك دي
بصله بذهول : ما تبطل انت تحطها في المواقف دي
رد بدفاع : أمل مراتي وأنا هنا في مكتبي ده مكاني الخاص ولعلمك بس أنا حابب أوضح حاجة مهمة ليك عن الفيديو اللي اتصور ، الفيديو كان سافل بالمؤثرات واللعب المعمول فيه لكن مراتي جسمها مفيش شعرة منها ظهرت وما وصلناش للمرحلة اللي حضرتك فاكرها أنا مش بلمس مراتي برا بيتي أبدا ، اه ممكن أكون حضنتها أو بوستها فقط علشان بس لتكون فاكر ان الفيديو فيه أكتر من كده فتبقى الأمور واضحة قدامك .
حسن من جواه حس بارتياح كبير لأنه بالفعل توقع انهم تمادوا في الفيديو ده لكن ارتاح لما عرف أبعاده ايه .
انتبه عليه بيسأله : حضرتك كنت جاي عندي عايز حاجة ولا بس رخامة مش أكتر؟
حسن بصله بغيظ فبرر سؤاله : ماهو مش شايفها غير رخامة مع احترامي لحضرتك
علق بتهكم : ابقى حط لمبة حمرا على الباب وأمل معاك .
كريم رد بنفس التهكم : تصدق فكرة حلوة وعجبتني بس يا ترى لو شوفتها منورة هتمنعك ولا ؟
حسن باندفاع : لا طبعا مش هتمنعني هكسر الباب عليك وعلى دماغك ساعتها .
الاتنين ضحكوا غصب عنهم وهما متغاظين من بعض .
حسن : المهم في حد تواصل معايا عايز يتعامل معانا هو من دبي وعندي إحساس انه تبع فادي فحاول تجيبلي قراره هل تبعه صح ولا مجرد صدفة ؟
كريم رد باهتمام : ابعتلي كل اللي عندك وهدرسه وأرد عليك حاضر .
همس وسط أبوها وأمها ومش مبطلة حكايات وهزار وعز انضملهم أول ما رجع وشوية وخاطر قام علشان يروحوا بس عز مسك فيه هو وسلوى اللي علقت بلطف : طيب على الأقل استنى تسلم على سيف ولا ما يهمكش غير همس بنتك بس ؟
خاطر رد بسرعة : لا طبعا سيف كمان ابني ده أنا سلمته أغلى ما أملك وهو في غلاوة همس بالضبط بس هيكون راجع تعبان محتاج يرتاح مش يقعد يضايف أهل مراته وبعدين بكرا ولا بعده نيجي نشوفه يكون ارتاح
عز رد : يا خبر ايه اللي بتقوله ده؟ تعبان ايه ويرتاح ايه يا أبو نادر ؟ وبعدين هو طبيعي هيرجع هيقعد يتغدى الأول فخلينا نتغدى كلنا مع بعض وبعدين المفروض أصلا تفضلوا معانا هنا مش عند نادر يعني لو بجد بتعتبر سيف ابنك يبقى انزل في بيته أو يا سيدي مش هنبقى طماعين مرة عند نادر ومرة عند سيف .
همس بحماس : اه يا بابا خليك هنا انت وماما ياريت بجد
فاتن بصت لبنتها : مش هينفع يا بنتي المرة دي مرة تانية
خاطر بتأكيد : أيوة مرة تانية بإذن الله نيجي وننزل هنا إن شاء الله بس مش المرة دي معلش
فضلوا قصاد بعض لحد ما سمعوا صوت عربية سيف وهمس وقفت بحماس : سيف جه أصلا اقعد بقى يا بابا
طلعت تجري تستقبله برا وراقبته وهو بيركن عربيته وبمجرد ما نزل منها جريت عليه اتعلقت في رقبته وكعادته شالها في حضنه وابتسم بشوق : وحشتيني يا بنت الايه
ردت بعتاب : هو ده اللي هتيجي بدري ؟ المغرب هتأذن ده البدري بتاعك ؟
بصلها وقبل ما يتكلم شدت نظارته من على وشه فعلق بسرعة بخوف : إياكِ تكسريها
ضحكت بمرح: لا مش هكسرها ما تخافش
نزلها قصاده وابتسم: عملتيها قبل كده .
ردت بحب : علشان قبل كده كنت بسرق نظراتك لكن دلوقتي نظراتك وحركاتك وضحكك كلهم ملكي لوحدي فأقدر ببساطة أشيل النظارة بس من على عينيك
ابتسم بإعجاب بوجهة نظرها : كان ممكن برضه ساعتها تشيليها بس من على عينيا
ابتسمت بدلال : وايه المميز اني أشيلها بس من على عينيك ؟
قربها منه أكتر وحاوط خصرها وهمسلها: فاكرة يومها في المعمل كنت بتمنى أقرب زي دلوقتي وأشدك لحضني كده وأقرب كده
مع كل كلمة كان بيشدد على وسطها ، ختم كلامه ومال عليها باسها بحب ممزوج بشوق ولهفة وكأنه غايب من سنة مش مجرد ساعات بس .
بعدت عنه أخيرا وبصتله غيرت الموضوع بخجل بصوت خافت : بابا وماما جوا كانوا عايزين يمشوا بس باباك مسك فيهم وانت جيت اهو .
ابتسم وحط ايده حوالين كتفها : طيب تعالي ندخلهم مش حلوة نتأخر عليهم .
دخلوا مع بعض وقرب منهم سلم على حماه وحماته الاتنين بفرحة ورفض تماما انهم يمشوا بدون ما يتغدوا مع بعض .
استأذنهم وطلع يغير هدومه وبعدها نزل قعد وسطهم اتغدوا بعدها قعدوا يدردشوا ، سيف طلب من همس تجيب الهدايا اللي جابوها فطلعت بسرعة جابتها لأنها كانت ناسياها تماما .
سيف حاول يخليهم يفضلوا في الفيلا بس خاطر رفض ، حتى لما حاول بعدها يوصلهم خاطر ماوافقش فاضطر يبعت نصر يوصلهم .
جم يطلعوا أوضتهم بس سلوى وقفتهم : امال أختك فين وماجتش ليه ؟
جاوبها : طلعت تتغدى مع صحباتها من بدري مشيت من الشركة هي ماكلمتكيش برضه ؟
نفت فعلق بضيق : هو أنا مش طلبت من حضرتك تتكلمي معاها تعرفك خطواتها ؟
ردت بدفاع : ماهي قالتلك اهيه واستأذنتك ولا ايه يا سيف ؟
رد بتصميم: لو سمحتي يا ماما اتكلمي معاها وخليها تبلغك حركاتها ، ممكن ؟
ردت بهدوء : حاضر يا سيف
طلعوا الاتنين أوضتهم أخيرا وهمس علقت بحب : وحشتني بجد والنهار كان طويل أوي من غيرك
مدلها ايده بابتسامة : واقفة بعيد عني ليه طيب طالما وحشتك أوي ؟ وحشتك يبقى ما تبعديش عن حضني لما تشوفيني .
لبت دعوته وقربت منه فضمها لصدره وانفصلوا الاتنين عن العالم كله
نادر روح بيته ودخل كانت الدنيا ظلمة فخرج بهدوء وراح ناحية بيت أبوه وخمن ان أكيد مروة وبنته هناك ، دخل بالفعل قابلهم هناك وتالا أول واحدة قابلته فشالها بسرعة من على الأرض بحب وفرحة : روح قلب أبوها
شاف مروة بتقرب فحضنها هي كمان وبنتهم في النص بينهم : حبيبتي وحشتيني انتِ كمان .
ضمهم لحضنه ولاحظ نور اللي كانت نازلة على السلم بس لما شافتهم اتراجعت.
نادر باس خد مراته وبعد عنهم : تعالي يا نور رجعتي ليه ؟
نور نزلت السلم بهدوء : لا بس قلت تسلم عليهم براحتك
ابتسم : سلمت عليهم تعالي ، قوليلي أخبارك ايه وابنك أخباره ايه ؟ كلمتيه ؟
بصت لبعيد تهرب من عينيه : كويسين الحمد لله وابني كويس وبخير
نادر كرر سؤاله : كلمتيه يعني ؟
ردت بضيق : لا ماكلمتهوش
استغرب وعلق : ولما ماكلمتيهوش عرفتي منين انه كويس ؟
اترددت تجاوبه فكرر : عرفتي منين يا نور ؟
كشرت وهي بترد عليه : طلبت من ملك تكلم مؤمن وهو طمنها عليه وكنت جنبها وسمعته ، ارتحت كده ؟
حرك راسه بضيق منها : لا طبعا ما ارتحتش ، نور وبعدين معاكي ؟
بصتله بحدة : انا خارجة الجنينة شوية بعد إذنكم
جه يتكلم بس مروة مسكت دراعه وشاورتله يسكت ، راقبوها الاتنين لحد ما خرجت وقفلت باب التراس وراها ، نادر التفت لمراته بضيق : منعتيني ليه أتكلم ؟ انتِ مش شايفة غبائها يا مروة وازاي بتدمر حياتها وبيتها ؟
ردت بهدوء : حبيبي أنا ما منعتكش تتكلم أنا بس خليتك تستنى مش أكتر ، روح اقعد معاها بهدوء واتكلم معاها بالراحة ، خدها في حضنك وطبطب عليها يا نادر ، أنا مش عارفة هي مالها بس هي محتاجة لحضننا دلوقتي مش لوم وعتاب ، اقعد معاها وحاول تفهم ايه مشكلتها الحقيقية وليه عايزة تسيب بيت جوزها ، هل حد بيضايقها وهي رافضة تتكلم ؟ هل مؤمن مقصر معاها في حاجة معينة ودي مجرد شماعة ؟ يعني لازم يكون عندها سبب منطقي لإصرارها ده فبلاش نزعق ونثور بدون ما نفهم ، انت أكتر حد قريب منها أكتر من أبوها أو أختها أو أي حد انت قبل ما تكون أخوها انت أبوها اللي رباها أكيد هتفتحلك قلبها بس اسمعها يا حبيبي ، اسمعها زي ما بتقعد وتسمع ملك ، بحسك بتقعد وتتكلم مع ملك بهدوء عن نور مش عارفة ليه ؟
رد بنفي: لا طبعا ما حصلش و
قاطعته بإصرار : حبيبي حصل وبيحصل انت بتتنرفز مع نور أكتر ما بتتكلم بعكس ملك
وضح باندفاع : ملك بالرغم من كل اللي مرت به بس عاقلة ، رزينة هادية غير نور المجنونة ، ملك بتعافر وبتحارب علشان تتمسك بحبايبها لكن نور بتبعدهم عنها .
علقت ببساطة : ملك عايزة جو العيلة وبتتمناه واتحرمت منه فلما لقته بتتمسك به .
بصلها بتهكم : طيب ونور ؟ ما احنا برضه اتحرمنا من جو العيلة وبالفعل الواحد بيتمسك به ونفسي أكبر عيلتي أكتر وأكتر ونفسي ملك تتجوز وتيجي هنا هي وجوزها ونبقى عيلة كبيرة بنتجمع كل آخر أسبوع أو الأعياد والمناسبات وما نقضيهاش لوحدنا ، احنا قضينا أعياد كتيرة أوي لوحدنا لدرجة اني كنت بكره كل الأعياد والمناسبات لكن دلوقتي بحبها لاننا بنتجمع وتجمعنا ده بيسعدني فوق ما تتخيلي فمش عارف أفهم هي ليه مش عايزة ده ؟
بصتله بتفهم لكلامه؛ هي فعلا ملاحظة ان نادر كأنه لما صدق يكون عنده أسرة، من ساعة مااتجوزته ولاحظت انه مابيفوتش أي تجمع سواء مع أهله أو أهلها، وحريص انه يعزمهم عنده دايما أو يزوروهم، حتى عصبيته قلت كتير خصوصا لما خلفوا تالا بقى متفهم أكتر وبيحافظ على أسرته
اتنهدت باستسلام : خلاص اخرج اقعد معاها واتكلم واسمع منها يا حبيبي .
بص ناحية الجنينة وبعدها ناولها تالا اللي رفضت تسيب أبوها وعيطت فباسها بحنان : روح قلبي الصغير ، معلش خليكي مع ماما دلوقتي وأنا هتكلم شوية مع عمتك وأرجع مش هتفارقي حضني .
اداها لأمها وسط عياطها واعتراضها .
خرج عندها كانت قاعدة سرحانة، قعد قصادها بهدوء، استنته يتكلم أو يعاتب أو يقول أي حاجة بس فضل ساكت باصصلها مستنيها تتكلم
علقت أخيرًا : ايه ساكت ليه كده ؟
بصلها بهدوء عكس الضيق اللي جواه منها : عايز أسمعك ، عايزة ايه يا نور ؟ عايز أسمع السبب الحقيقي ورا اللي بتعمليه ده ؟
بصتله باستغراب ورددت : السبب الحقيقي ؟ أنا مش عارفة ليه مستنكرين عليا بيت ليا لوحدي ؟ عايزة أعيش لوحدي ايه الغريب في ده ؟ مش عايزة أعيش في بيت عيلة، مش عايزة أحس اني آخر اختيارات جوزي ، ليه كلامي غريب عليكم ؟
حاول يسيطر على نفسه على قد ما يقدر ويتكلم بهدوء : انتِ سبق و وافقتي تتجوزي في بيت
قاطعته بغضب : اتنيلت و وافقت وغيرت رأيي دلوقتي ايه؟ هو حكم مدى الحياة ؟
تماسك علشان ما ينفجرش فيها ورد ببرود: أيوة حكم مدى الحياة ، الجواز أيوة بيكون عهد وشراكة مدى الحياة ، بتتعاهدوا تفضلوا مع بعض وتكملوا وتفضلوا في ظهر بعض .
لفت وشها بعيد برفض لكلامه بس هو كمل : فين مشكلتك في بيت جوزك يا نور ؟ خليني أفهمك علشان أقدر أقف جنبك
علقت بتهكم وهمهمت: تقف جنبي ؟ انتم كلكم اديتوني ظهركم و وقفتوا في صف جوزي ضدي
اتضايق ان ده تفكيرها ، إحساسها انهم اتخلوا عنها ، وقف ولف ناحيتها قعد على حرف الترابيزة قدامها وقال بحنان أخوي: نور يا حبيبتي محدش فينا بيتخلى عنك ولا نقدر نتخلى عنك أصلا ، احنا بس مش فاهمين ليه ؟ فهمينا وخلينا معاكي في نفس الصفحة ، شايفينك مش منطقية وبتهدي بيتك وبس .
وقفت وبعدت وادته ظهرها وردت بتشبث برأيها: أنا عايزة جوزي ليا لوحدي
وقف وقرب منها ورد بصبر: جوزك ليكي لوحدك ، هو مين بيشاركك فيه أصلا ؟ مؤمن بيحبك
بصتله بحدة : مؤمن بيحب عيلته وبيته وأهله و أنا آخرهم ، أنا باجي بعدهم لدرجة انه مستعد يتخلى عني أنا لكن هم لا.
مسك كتفها و واجهها : ليه بتبصي للأمور بالشكل ده ؟ مفيش راجل بيقبل مراته تلوي دراعه وأي واحد مراته تعمل ده مش بيختارها أبدا بالعند فيها ، لو مروة قالتلي سيب أهلك وتعال هقولها لا بالفم المليان ، الراجل هو اللي بيحدد يعيش فين ومراته بتتبعه ، طالما ماعندكيش أسباب تقدميها يبقى مالكيش حق يا نور تفصليه
سحبت نفسها بعيد عنه بضيق: انت برضه بتفكر زيه
مسك دراعها منعها تبعد : ما انتِ بتتكلمي بجنان ، قولي مش عايزة تعيشي هناك ليه ؟ كان عاجبك وحدتنا اللي عشناها برا ؟ كانت عاجباكي أعيادنا اللي بنقضيها في وش بعض ؟ كان عاجبك ان مالناش أصحاب ولا أهل؟ يا بنتي احنا كنا مقطوعين ، ما صدقنا لقينا عيلة وحب وأهل يسألوا علينا وبقى عندنا بيت كبير نتلم فيه ، ليه كارهة كل ده ؟ ليه مش بتتمسكي بأهل جوزك اللي بيحبوه وترمي نفسك في حضنهم وتحمدي ربنا انه عوضنا عن حرمان السنين اللي فاتت ؟
بصتله بتهكم : فاقد الشيء لا يعطيه يا نادر ، فقدت إحساس العيلة والانتماء ده من زمان واتعودت عليه ، عشنا عمرنا كله لوحدنا ، مابقيتش بحب التجمعات ولا بحب العيلة وجوها وتدخل كل واحد في أمور التاني وأسئلتهم اللي ما بتخلصش وسهراتهم اللي ما بتنتهيش ، عايزة أكون لوحدي زي زمان وجوزي يكون معايا وليا لوحدي ، سميها جنان سميها أنانية سميها بأي مسمى بس مابقيتش متحملة ، أبوك سبق زمان واختار ملك تكون بنته بس واحنا كنا درجة تانية – لفت وشها بعيد وكملت بوجع – ودلوقتي مش هتحمل أكون برضه درجة تانية مع مؤمن بعد عيلته ، بابا اختار ملك ومؤمن بيختار كريم فأنا مش قادرة أتحمل ده ، مؤمن بيحب ناهد وحسن وكريم وإياد بيحبهم بجد أكتر مني .
مسك وشها باستغراب من تفكيرها : نور حبيبتي مؤمن بيحبك ونونا وحسن دول أبوه وأمه وكلنا بنحب أبهاتنا وكريم أخوه وإياد ابن أخوه انتِ بتفكري ازاي بس ؟ مين فينا بيكره عيلته ؟ وليه بتقارني نفسك بيهم أصلا ؟! حب الأهل والعيلة مختلف تماما عن حب الزوجة والحبيبة ، مروة مثلا في مكانة مختلفة تماما عن حبكم انتم كعيلتي وهي عارفة ده كويس .
بصتله بتهكم : ما قلتلك فاقد الشيء لا يعطيه
بصلها برفض تام : فاقد الشيء بيعطيه بزيادة يا نور ، اتحرمت من حب العيلة وعلشان كده بحاول أعوض عيلتي كلها وادي حب على قد ما أقدر للكل وعايز تالا يكون ليها عيلة كبيرة و يكون ليها أخوات كتير وأولاد عمات وخالات كتير وتطلع شبعانة حب واهتمام من كل اللي حواليها ، مش عايزها تتحرم من اللي سبق واتحرمت منه ، كل أب وأم بيحاولوا يعوضوا عيالهم عن الحاجات اللي هم قاسوها انتِ ليه عايزة ابنك يعيش نفس حرمانك ؟ زي ما اتحرمتي من تواجد أبوكي معاكي على طول عايزة تحرمي ابنك زيك ؟ يا تحرميه منك يا من أبوه ليه ؟ عوضي ابنك عن اللي خسرتيه مش تخليه يعيش نفس خسارتك يا نور .
بصتله بإصرار ورفض لمنطقه : أنا مش زيك يا نادر ، انت بتحب بابا وسامحته وبتحب ملك لكن أنا شايفاه اتخلى عننا وزي ماهو اختار عيلته التانية عننا مؤمن زيه بيختار عيلته عني ، وشايفة ملك اللي أخدت مني حب بابا في الوقت اللي كان المفروض يكون معايا فيه كان معاها هي ، زمان حسيت اني زيك مشتاقة للعيلة والحب والأخت والأهل الكتير بس دلوقتي مش عايزة غير جوزي وابني وبس ، مش عايزة زيك الأهل الكتير والتجمعات ، عايزة أقضي العيد احنا التلاتة لوحدنا ، عايزة أعمل عيد ميلاد جوزي مثلا لوحدي ، عايزة ابني يحبني أنا بس ، يمكن أكون مريضة يمكن أكون مش طبيعية بس المفروض جوزي يختارني في كل حالاتي .
نادر مصدوم من اللي بيسمعه منها لانها بالفعل مريضة وهتخسر كل حبايبها بأسلوبها وطريقتها
بصتله ولاحظت صدمته : ايه بتبصلي كده ليه ؟
رد بيأس : لانك هتخسري جوزك وابنك اللي انتِ عايزاهم لنفسك بس ، اه الحب أناني بس مش لدرجة الدمار يا نور ، حضني مفتوح ليكي لما تحبي تعيطي لأنك هتعيطي للأسف كتير الفترة الجاية .
سابها ومشي لمراته وهو مصدوم من تفكيرها وهي راقبته ودموعها لمعت لان محدش عارف يفهمها أو يحس بها بس دعاء صامت جواها ان مؤمن يختارها هي .
نادر دخل لمراته وبنته اللي جريت عليه ، أبوه قابله كان لسه راجع من برا شكله مرهق أول ما شافه سأله: أختك قالتلك ايه ؟ قدرت تفهم منها حاجة ؟
بصله بحزن : نور اتطلقت خلاص وما أعتقدش هترجع تاني
خالد بص ناحية بنته وبصله بحيرة: ليه بتقول كده كلنا هنكلمها و
قاطعه بيأس : الدماغ اللي اتكلمت معاها برا دي لو مراتي مش هرجعلها ، بابا نور عايزة مؤمن وابنها وبس مش عايزة أهل ولا عايزة ارتباط بحد ولا عايزانا احنا شخصيا في حياتها ، نور محتاجة لعلاج نفسي لانها مش طبيعية أبدا ، ده الأمل الوحيد اللي ممكن ترجع بيتها فيه انها تتعالج نفسيا غير كده انسى .
خالد وقف يروحلها : أنا هتكلم معاها و
مسك دراعه يمنعه : بلاش علشان خاطري هتسمع حاجات تضايقك وبس ، نور شايفاك اخترت ملك وما اخترتهاش وشايفة مؤمن اختار كريم وما اخترهاش ده فقط اللي بتفكر فيه ، سيبها دلوقتي بلاش أنا وانت ، لو حابب اتكلم معاها في وقت تاني مش دلوقتي .
أخد مراته وانسحب وخالد فضل واقف يراقب بنته ومش عارف ازاي ممكن يساعدها هل فعلا يشوف دكتور نفسي ؟ هل ذنبه انه ساعد أمها في يوم من الأيام وأنقذها ؟ لو كان بايديه حل تاني ماكانش هيتأخر أبدا .
كريم روح بيته وإياد أول ما شافه جري عليه فشاله ، إياد بيزن وعمال يشاورله على برا عايز يخرج ، كريم قاله بتعب : خليني أغير بس هدومي وآكل أي حاجة ونخرج مع بعض
إياد صرخ ومصمم يخرج ، كريم بص لأمل: خديه أنا واقع من التعب والجوع ، محتاج شاور ومحتاج آكل
أمل قربت منه بإرهاق : بقى صعب أوي يا كريم ، محدش فينا عارف يسد معاه .
شالته وسط صريخه وكريم مش هاين عليه يسيبه بيصرخ كده بس ناهد اتدخلت : اطلع يا حبيبي غير هدومك وانزل هتكون السفرة جاهزة ، الأطفال مش بيجرالهم حاجة من العياط ما تقلقش .
كريم بص لأمه بتردد: ما نخليه يرضع
الاتنين قاطعوه : لا
بصلهم الاتنين باستغراب فأمه وضحت : اللي بيعمله ده طبيعي جدا يا حبيبي ، لازم هيصرخ ويعترض ويزعل بس بعدها هيستسلم ان ده أمر واقع ، ده تاني انفصال عن أمه ، أول انفصال لما اتولد وخرج منها وده الانفصال التاني لما يتفطم منها ، ولسه الطريق طويل يا حبيبي ، لسه أول يوم مدرسة ولسه مراحل كتيرة ولا هتخليه يرضع العمر كله ويفضل لازق في مامته؟
كريم كشر : بس يكبر شوية
ابتسمت بتفهم : مهما يكبر يا حبيبي مش هيكبر في عينك ، أنا لسه بشوفك زيه وبخاف عليك زي ما انت بتخاف عليه
بصلها بذهول : نعم ؟ بتهزري
ضحكت وقربت منه : بيتهيألك ، الأيام بينا ، ابقى قولي لما تبطل تخاف عليه ، تعال قولي يا أمي خلاص إياد كبر وبطلت أخاف عليه
حاول يبرر: مش هبطل ماشي بس الدرجة نفسها هتختلف
ناهد ادته ظهرها واتجهت للمطبخ : طيب ابقى قولي لما نظرتك تختلف
الاتنين تابعوها وكريم بص لأمل : وبعدين ؟
أمل ابتسمت : وبعدين تطلع تغير هدومك وتنزل نتغدى علشان مش انت لوحدك اللي واقع من الجوع يلا .
مسك ايدها بابتسامة : طيب ما تطلعي معايا شوية
باست خده وزقته يطلع : وابنك هنسيبه لمين ؟ اطلع يا بابا وانجز
بصلها بتهكم : اطلع يا بابا ؟ – مشي خطوة وسألها – أبويا فين ؟ الراجل ده ما بنطلعش منه بأي مصلحة خالص كده
قاطعه نزول حسن : وانت عايز تطلع منه بمصالح ايه ؟
أمل اتحرجت وشبه استخبت ورا كريم اللي لاحظ حركتها فابتسم لكن بص لأبوه بعبث : ما تخليك حلو وتاخد إياد تتمشى به برا في الجنينة شوية يكون الغدا جهز
حسن بص لإياد اللي بيزن وبص لابنه : ما تطلع انت تتمشى بابنك برا ، أنا سبق واتمشيت بيك كتير زمان ده دورك
كريم بص لأمل بسخرية: شايفة النسخة المعدلة من الجد ؟ يلعب به بس لكن بعد كده ما يعرفهوش
حسن بتأكيد : أيوة برافو عليك انت فاهم اللي فيها ، بعدين ده ربنا بيخلي الناس تبطل خلفة في سن معين لان مالهمش طولة بال على الزن ده انت هتعارض بقى حكمة ربنا ؟
كريم باستسلام : لا أعارض ايه بس المشي حلو لسنك علشان ما تعجزش أوي يعني
أمل ضربت كريم على كتفه فضحك وقال : مش هو اللي بيقول عجز وماعندهوش طولة بال هو أنا اللي قلت ؟
حسن قعد وبصلهم بعناد : اطلع شوف وراك ايه وفككم مني خالص وانت يالا يا إياد اوعى تبطل زن ، علم أبوك الأدب وخليه يلف حوالين البيت عشرين مرة – بص قدامه وهمهم- فاكرين التربية بالساهل كده .
كريم بص لأمل بذهول: شايفة الراجل ده ؟ ولا يا إياد خليك مؤدب وكيوت زي أمك كده وأبوك
حسن ضحك غصب عنه وبص لابنه : زي أبوه ؟ ومين قال ان أبوه كيوت ومؤدب ؟ أنا كنت بنزل بيك الساعة ٣ الفجر ألف بيك بالعربية لحد ما تتنيل وتنام ، ماهو كما تدين تدان ، اللي انت عملته فيا ابنك هيعمله فيك ، قال مؤدب زي أبوه قال .
كريم رد بغيظ وهو طالع: أنا لازم أنسحب من النقاش ده لأحسن الضغط علي عليا وممكن أتجلط من أبويا حرفيا .
حسن ابتسم ودعا في سره ان ربنا يحفظهم .
السفرة جهزت وقعدوا كلهم وإياد على حجر كريم بيحاول يأكله معاه بس كل ما يجي يديله أي معلقة بيزق ايده بعيد وعايز يرضع .
ناهد اقترحت : اديله لسان عصفور بيحبه يا كريم
كريم بيديله بس إياد زق ايده فاللي في المعلقة وقع فزعق بنفاد صبر : وبعدين بقى ؟
أمل مدت ايدها : هاته هتمشى به لحد ما تاكل .
كريم بصلها بضيق : اقعدي كملي أكلك
مسك ابنه وبصله: هتاكل ولا لا؟
إياد بصله وطلب يرضع فكريم بحزم : مفيش خلاص ده انت كبرت وقدامك الأكل يا تاكل يا معاك لحد ما تجوع .
حاول يأكله تاني بس رفض فحطه على كرسي مخصص له : اقعد هنا لحد ما ناكل احنا
أمل حاولت تقومله بس كريم منعها : اقعدي كملي أكلك ، طالما أخدتي قرار يبقى خليكي قده .
أم فتحي خرجت عندهم ورايحة ناحية إياد تشيله بس كريم منعها : سيبيه معلش كتر الشيل واللف به هو اللي وصله للمرحلة دي ، على رأي أمي العياط مش بيضر سيبيه .
وقفت في النص وناهد شاورتلها تسيبه وما تعارضش كلام كريم .
أمل وقفت فكريم بصلها فبررت: خلصت أكل في ايه يا كريم ؟
علق بهدوء : غيري هدومه هاخده وأخرج يغير جو .
بصتله بتردد : بس ما أكلش
رد : لما يجوع هياكل لوحده لكن المحايلة الكتير دي غلط وبتخليه يزيد زيادة .
أخدته غيرتله ونزلت فأخده وخرج ، حطه على الكرسي بتاعه وبصله بغيظ: هتزن صدقني مش هخرجك تاني ، أنا هموت وأنام ساعتين بس قلت أخرجك تغير جو فبطل زن .
إياد بصله ببراءة وكريم ركب مكانه واتحرك بالعربية محتار يروح فين ولا بس يلف شوية ويرجع .
فكر يتصل بمؤمن بس لو إياد سمع صوته هيتجنن زيادة على إيان فرجع في كلامه ، اتصل بسيف يسلم عليه ويقوله حمدلله على السلامة ، سيف رد بعد جرسين : كريم باشا أخبارك ايه ؟
ابتسم : بخير حمدلله على سلامتكم ، نزلت الشغل النهارده ولا ماقدرتش تنزل ؟
⁃ نزلت للأسف ، أبويا وآية الاتنين جايبين آخرهم ، أبويا يدوب نزل ساعتين ورجع وآية ما صدقت خرجت مع اصحابها
كريم ضحك : ربنا معاك
سيف سأله باهتمام : انت فين كده ؟ صوتك بيقول في عربية معقول لسه مروح دلوقتي ؟
كريم بص لابنه في المرايا ورد بقلة حيلة: لا يا عم إياد أمه اتهورت وفطمته وعايز أقولك معلمنا الأدب ، بلف به بالعربية علشان يهدا شوية .
سيف اقترح : طيب ما تيجي ، عايز أتكلم معاك شوية واهو تغير جو برضه ، غير همس بتحبه وهتلاعبهولك شوية .
همس كانت خارجة من الحمام واستغربت مين ده اللي بتحبه وهتلاعبه ؟
كريم بتردد : انت لسه راجع من السفر نتقابل بعدين
سيف بإصرار: لا لا تعال بعدين أنا راجع من الحرب يعني ده شهر عسل ، تعال هستناك يلا سلام .
قفل علشان ما يديهوش فرصة للرفض وهمس قربت منه بفضول : مين ده اللي بحبه وهلاعبه ؟
ضحك على منظرها وقام من السرير : إياد
بصتله بحيرة فوضح : ابن كريم قولي بقى كريم مين ؟
ابتسمت : لا كده وصلتله بس كان اسمه تايه من بالي ، هو هيجي دلوقتي يعني بأسرته ؟
حكالها اللي حصل ودخلوا يستعدوا لاستقباله .
سيف نزل قابل كريم برا في الجنينة سلموا على بعض وقعدوا جنب البيسين حاول ياخد إياد بس مسك في كريم، همس خرجتلهم سلمت عليهم وحاولت تاخد إياد اللي ماسك في أبوه ، بعد محاولات منها راحلها وهي واخداه وماشية كريم طلب منها تحاول تأكله أي حاجة لو قدرت .
همس دخلت به عند سلوى اللي أول ما شافته ابتسمت : عقبال ما أشوفك شايلة حفيدي يارب يا همس ،تقريبا ده ابن كريم ، صح ؟ بس كان اسمه ايه ؟
همس بابتسامة : إياد ، باباه برا مع سيف وفاطمينه جديد ومغلبهم وطلب أحاول آكله أي حاجة .
سلوى نادت لعواطف تجيبله ياكل ويجربوا معاه .
سيف مع كريم برا بيتكلموا في مواضيع عادية لحد ما سيف سأل : مؤمن هيرجع امتى ؟
كريم هز كتفه بحيرة : والله ما أعرف ومش فاهم قعدته في البلد الفترة دي كلها هتفيده بايه ؟
سيف بتفكير : أعتقد انه بيهرب يا كريم من المواجهة ، بيدي لعقله عذر هو ليه بعيد عنها فالعذر انه في بلد تانية .
كريم بصله وهز راسه بتفهم لان وجهة النظر دي منطقية، غير الموضوع : المهم أخبارك ايه في جديد في أي حاجة ؟
سيف ضحك : حاجة زي ايه مثلا ؟
كريم ضحك زيه : معرفش بس عايز أتكلم في أي أمور طبيعية زي الناس الطبيعية ، مش عايز أتكلم في بيزنس ولا شغل ولا تهكير ولا مشاكل ، نفسي نتكلم في مواضيع نقاش عادية أو مواضيع حتى تافهة يا أخي .
ضحكوا الاتنين بعدها سيف بصله بتفكير وكأنه متردد يتكلم وبيحاول ياخد قرار : هو ينفع أستشيرك في حاجة بما انك العاقل فينا وكده يعني ؟
كريم ضحك ومد ايده يمسك الياقة بس لابس تيشيرت فقال بمرح : التيشيرت مش بيدي بريستيچ زي القميص بس قول يا ابني وأنا هديلك من خبراتي وتجاربي .
سيف ضحك : شوف يا غالي – الاتنين ضحكوا بعدها سيف اتكلم بجدية – لا بجد كنت عايز أسألك في حاجة مهمة
كريم باهتمام : اسأل طيب على طول بدون مقدمات كتيرة .
سيف بصله لوهلة قبل مايتكلم : هو أنا لو قلت لأبو همس كلمة هل أنا مجبر بالفعل ألتزم بكلامي ده معاه ولا ممكن أغيره ؟ مش عارف أصيغ سؤالي يا كريم بس هل أنا مجبر أنفذ كل اللي قلته لأبوها ولا بما انها مراتي قراراتي أنا حر فيها وأقدر آخد القرار اللي يناسبني ويناسب ظروفي ؟
كريم مافهمش قصده ايه فما يقدرش يجاوب اعتباطا على كلام عايم فرد بهدوء: ماأقدرش أقولك اه أو لا بس انت اتفقت معاه مثلا انك هتساعدها تتفوق ما ينفعش دلوقتي مثلا تقول لا مش لازم تتفوق وكفاية تكمل السنة دي وخلاص ؟ الراجل بيتربط من لسانه يا سيف .
سيف أخد نفس طويل نفخه بضيق وسند ظهره على كرسيه وكريم لاحظ ضيقه فسأله: طيب ينفع توضحلي قصدك أكتر ولا الموضوع خاص ؟
سيف فضل ساكت بعدها رجع سند على الترابيزة بينهم وبصله بجدية : حمايا شرط اننا ما نخلفش السنة دي لحد ما تتخرج وبصراحة أنا مستني اللحظة اللي أعرف فيها انها حامل مش متخيل اننا نستنى سنة بحالها والصراحة أنا ما وديتهاش لأي دكاترة بحيث نشوف وسيلة لمنع الحمل ومش عايز أوديها ، اه وافقت على كلامه وقتها لكن كل تفكيري
سكت فكريم كمل عنه بتفهم : انها تبقى في بيتك دلوقتي ده لوحده مش كفاية انت عايز حياة كاملة معاها وده بالضبط اللي أبوها كان خايف منه انكم مش هتكتفوا وهيبقى صعب فوق ما تتخيلوا البعد دلوقتي ، هو ده يا سيف اللي كنا بنتكلم عنه ، الليل مش كفاية والقعدة في حضنها ما بيتشبعش منها فازاي بعد يوم متعب طويل عايز ترمي نفسك في حضنها وبس فتقعد معاها تذاكروا ولا يا سيدي حتى تسيبها تذاكر ؟ أبوها كان عنده بعد نظر لكن انتم الاتنين بصيتوا تحت رجليكم وبس
سيف كشر وبصله بغيظ : تصدق أنا غلطان اني سألتك أما انك خنيق بجد
ضحك وقرب منه : طيب أنا هسألك سؤال مش عايزك تجاوب عليه أو احتفظ بالإجابة لنفسك ، say مثلا ان همس عندها امتحان بكرا وانت النهارده نزلت الشغل ورجعت هل انت مستعد تقعد معاها تذاكرلها بالأربع أو الخمس ساعات ؟ ودي أولى الدفعة يعني احنا بنتكلم في مذاكرة طول الوقت ، هل انت قادر تقعد على المكتب جنبها تذاكر يا سيف وبس وبعدها تسيبها هي تكمل مذاكرتها ؟ قيس على كده كل الأيام ، في أبحاث وفي مشاريع وفي امتحانات ميد ترم وبعدها ندخل في الترم فهل مع كل ده هل هي هتقدر تضيف عليها تعب الحمل ؟ يعني سيبك خالص من أبوها انت عارف منهجها ودراستها هل انت شايف انها هتقدر توفق بين كل ده مع الحمل؟ الحمل يعني قرف وزهق وترجيع وهمدان ومش قادرة تاكل وهرمونات هتطلع أمها عليك أشكال ألوان ده أول ٣ شهور بعدها تدخل في مرحلة الهدنة التلاتة اللي في النص ، كل اللي عايزة تعمله انها تاكل وتنام وتتعب وتطلع ده على عينيك بلاوي ، أما التلاتة اللي بعدهم دول حدث ولا حرج ، بلاش كل ده هتتحملوه لو افترضنا انها جت ولدت على الامتحانات هتعمل ايه ؟ هتعيد السنة ؟
سيف بيسمعه بذهول لانه بالتأكيد مافكرش في كل ده : والله انت بجد رخم يا كريم .
كريم ضحك جامد ورد: سألتني وجاوبت ، أنا مراتي ما بتذاكرش بس طالع عيني اهو في حتة عيل مفعوص بيتفطم بس ، مجرد فطام وأنا عندي شغل واحد مش اتنين زيك ، ده انت هتشوف أيام ؟
سيف بصله بغيظ : انت ايه اللي جابك عندي يالا انت ؟ ده ايه الكآبة دي ؟ انت سودت السنة في عيني ليه كده ؟ اووف عليك بجد
كريم ضحك بعدها اتكلم بجدية : طيب استنى بجد خلينا نقسم السنة نصين
بصله بانتباه : قصدك ايه ؟
وضحله : يعني لو هي لسه مفيش حمل دلوقتي استنى كام شهر ، يعني على شهر ١١ مثلا بحيث عقبال ما يخلص التسع شهور تكون سنتها الدراسية خلصت وبكده ما تكونش استنيت سنة وفي نفس الوقت تضمن انها تمتحن على خير .
سيف عجبته الفكرة وتقبلها : فكرة كويسة فعلا ، منطقية ومقبولة .
جه يكمل كلامه بس عواطف قربت منهم تضايفهم فاستنى لحد ما خلصت بس قبل ما تمشي بصت لكريم بهدوء : ابنك مبسوط وبيلعب مع همس وأكل ما تقلقش
كريم ابتسم وشكرها بعدها سيف علق بثقة : قلتلك همس هتسلك معاه
كريم بمشاكسة: طيب أنا ممكن أسيبهولك الليلة دي و
قاطعه باستنكار : و ايه ها؟
كريم ضحك باستفزاز: مش عايز تخلف جرب واهو كبير وهتعرف تتعامل معاه السن الصغير ده مصيبة لوحده أنا هديلك تجربة مجانية .
سيف بضحك : شكرا يا سيدي مستغني عن خدماتك ، بعدين أنا بتكلم في طفل لسه قدامه سنة يجي فيها مش النهارده ، نكون شبعنا من بعض شوية
ضحك بتهكم : إلا انت متخيل ان بعد سنة هتبقى شبعت منها واكتفيت وعادي تقبل حد يشاركك فيها وكده والأمور سهلة وبسيطة ؟ مين ضحك عليك وفهمك ده ؟
سيف بصله باهتمام : يعني ايه ؟ أنا هفضل كل يوم الصبح محتاج قوة جبرية تقومني من جنبها ؟ أنا عندي أمل الموضوع ده يقل مع الوقت
ضحك وماردش عليه بس علق : الله يعينك بس أنا لحد دلوقتي بحتاج للقوة الجبرية دي .
سيف مرة واحدة غير الحوار : بقولك ايه اقفل الكلام في المواضيع دي لأحسن انت كأبتني بجد خلينا نتكلم في اللي انت بتهرب منه ، في جديد عن اللي زرع الكاميرات عندك ؟ أو عرفت أي تفاصيل ؟
كريم اتنهد : اللي عرفته انت عارفه ، مفيش جديد غير ان في شركة جديدة بتتواصل معانا وبابا شاكك انهم تبع فادي بس لسه ماجيبتش أصلها.
سيف بتفكير: تفتكر كل ده بيحصل ليه ؟
كريم بحيرة : معرفش مين له عداء شخصي معايا ، يعني أعتقد اللي عمل ده لانتقام شخصي مني .
سيف صحح : لو عداء شخصي فمش انت لوحدك يا كريم
كريم بصله بحيرة: قصدك ايه ؟
سيف بص حواليه يتأكد ان محدش سامعهم أو حد جاي عليهم : قصدي ان مش لوحدك لان في حد حاول يقتلني في شهر العسل وقطع فرامل عربيتي ولولا اني خبير في العربيات كان زماننا بخ أنا وهمس ساعتها .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى