روايات

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) الفصل الثامن عشر 18 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) الفصل الثامن عشر 18 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) الجزء الثامن عشر

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) البارت الثامن عشر

جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى)
جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى)

رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى) الحلقة الثامنة عشر

سيف أخد همس وخرجوا، ركبوا العربية واتحرك فسألها باهتمام: تحبي نتغدى الأول ولا نروح نجيب لبسك وبعدها ناكل؟
همس بدهشة: لبس ايه؟
وضح بابتسامة: مش كنتي عايزة تغيري اللبس علشان مش ستايلك ادينا اهو هنغيره ، على الأقل مش هتحتاري كل يوم تلبسي ايه
بصتله بحماس: بجد ؟ أفهم من كلامك انك خلصت مشاويرك المهمة وبقيت فاضي ؟
ابتسم وهز راسه بتأكيد فقالت بسعادة: حيث كدا نشتري الأول وبعدها نبقى ناكل ولا انت جعان؟
نفى بهدوء: لا مش جعان بس نجيب حاجة نشربها بقى
ردت بابتسامة عريضة: ماشي هاتلي ايس كريم
بصلها بسخرية: بقول نشربها مش ناكلها ياحبيبتي
ردت بمشاكسة: مافرقتش كتير عموما لو هنشرب هاتلي مانجة علشان أصحصح
رد بتعجب: هي المانجة بتصحصح؟ أنا افتكرت القهوة اللي بتعمل كدا
بصتله بمرح: معلوماتك غلط، وانت هتشرب ايه؟
رد بابتسامة سخرية: هشرب قهوة علشان أنام
بصتله باستفزاز: مش حلوة على فكرة
بصلها بغــيظ فبادلته بابتسامة سخيفة: حبيبي
وصلوا قدام محل فوقف وهو بيقول: محدش غيرك هيفرسني
فك الحزام وجه ينزل بس موبايله رن فبص لقاها مكالمة دولية فزفر بضيــق : مكالمة من برا
همس بهدوء: طيب خلاص هروح أنا أشتري وانت رد
بصلها : هتعرفي ؟
رفعت حاجبها باستنكار: حد قالك اني كنت منعزلة عن العالم قبل ما أتجوزك؟
بصلها بغيــظ: أنا غلطانلك ماباخدش منك غير لسان طويل روحي هاتي
ضحكت وجت تنزل بس مسك ايدها منعها وطلع محفظته أخد منها ٢٠٠ جنيه واداهالها فبصتله باعتراض: معايا فلوس
رد بتصميم: وفيها ايه لما يكون معاكي؟ ادفعي من دول
رفعت كتفها بقلة حيلة وأخدتها ونزلت وهو رجع اتصل بالرقم واتكلم في الشغل ، بعد ربع ساعة لقى همس جاية ومعاها القهوة والعصير ، مد ايده ناحية بابها فتحه ليها فركبت وكان لسه بيتكلم ، استنته لحد ما خلص وبعدها ناولته قهوته بابتسامة : اتفضل
أخدها منها وشكرها بابتسامة وحطها قدامه
مدتله ايدها بال٢٠٠ جنيه بتاعته وقالتله بابتسامة: وفلوسك اهيه ماصرفتش منها
بصلها بلوم: برضه جبتي من معاكي ياهمس؟
هزت راسها بنفي فضم حواجبه بتعجب : امال دفعتي ازاي؟
رفعت كتفها وردت ببساطة: مادفعتش
بصلها بعدم فهم: ده ازاي ده؟ امال جبتي ازاي؟
ردت ببراءة: أبدا في واحد ماخلانيش أدفع وقالي انا عازمك وصمم ماياخدش الفلوس
كانت بتتكلم وهو باصصلها بصدمة ممزوجة بغضــب ، ردد بعدم استيعاب: نعم يا حلوة ؟ واحد؟ ودفع انتِ بتقولي ايه ؟
بصتله بريبة: بقولك في واحد حلف اني ما أدفعش
بصلها بعصبية وهو بيجز على اسنانه: وانتِ ازاي تسمحي لواحد انه يدفعلك ياهانم ؟ انتِ اتجننتي؟
ردت ببراءة جلطته: ما أنا اتحرجت
رفع حاجبه باستنكار: نعم؟ ايه ؟ اتحرجتي؟ ده اللي هو ازاي يعني ؟
بصتله : ايه ازاي ؟ اتحرجت ، هي دي فيها ازاي ؟
ردد بغيــظ : ده انتي شرشحتيلي يوم ما خبطتك وقولتيلي اخبط راسك في اتخن حيط ، تقوليلي اتحرجتي ؟ بعدين هو عادي كدا ان واحد يدفعلك انت بتقولي ايه ياهمس؟
ردت بدفاع: دي أول مرة على فكرة بس هو قالي الدنيا زحمة أنا هجيبلك يا آنسة ورفض ياخد
بصلها بعصبية شديدة : وانتِ واقفة تتكلمي مع واحد ليه ؟ وبعدين ايه آنسة دي ؟ والدبلة اللي في ايدك دي ايه ؟ انتِ بتستهبلي ياهمس؟
انكمشت على كرسيها وبررت بتردد: اهدا بس ماحصلش حاجة لكل ده
رد بحدة : ازاي ما حصلش لما واحد غريب واقف يتكلم مع مراتي وكمان يدفعلها وهي موافقة ده اسمه ايه؟ انزلي وريني البني ادم ده
همس بصتله بقلق وشهقت بذهول أول مالقته بيفتح الباب بعنف وهينزل فمسكت ايده بسرعة تمنعه : استنى بس أنا بعمل فيك مقلب
بصلها بعينين بيطلعوا شرار فهزت راسها بتأكيد وقالت بصدق: والله العظيم مقلب أنا أصلا ماكلمتش حد ولا هسمح لحد يدفعلي
ملامحه ارتخت بس الغضب مازال مرسوم على وشه : امال ايه الهبل اللي بتقوليه ده؟
ردت بابتسامة : قلت أعمل فيك مقلب مش أكتر
بصلها بغيــظ فبصتله بعتاب مزيف: انت مش مصدقني ؟ قصدك اني ممكن أسمح لحد يكلمني ويدفعلي؟ اخص عليك بجد
رفع حاجبه بدهشة انها طلعته هو الغلطان فرد باستنكار: ده بجد؟ بقيت أنا الوحش دلوقتي؟ مش حضرتك اللي عملتي كل ده؟
بصتله وردت ببساطة: ما أنا قلت أجننك شوية
بصلها بحــدة : قلتلك قبل كدا مابحبش ذكر أي راجل حتى لو لمجرد اني أغير ياهمس مش مقبول
همس بابتسامة مترددة : ايه البصة دي ؟ صل على النبي كدا بس واهدا
اتنهد بقلة حيلة : عليه الصلاة والسلام – بصلها بحزم وكمل – عارفة لو عملتي كدا تاني هعمل فيكي ايه؟
بصتله ببراءة فقال بتهكم: مش هتثبت ياهمس
ضحكت وقربت منه باست خده وضمت دراعه سندت عليه وهي بتقول بمشاكسة: هو أنا معرفش أضحك عليك أبدًا؟ ده انت قفوش جدا
ابتسم باستسلام وسند راسه على راسها فكملت بفضول : ماقلتليش هتعمل ايه لو كررتها؟
بعد راسه عنها وبصلها بغيــظ: همنع عنك الموبايل اللي أكيد بتجيبي منه الأفكار المهببة دي
بصتله بابتسامة: وأكلمك ازاي بس؟
تجاهل سؤالها وقال: وهحبسك في الأوضة مش هتخرجي منها لحد ماتبطلي مقالبك
بصتله بمشاكسة: والله لو هتتحبس معايا ماعنديش مانع أتحبس
ضحك غصب عنه على ردها وقال باستسلام: ثبتتيني للأسف
ضحكت بمرح وضحك معاها وبعدها اتحركوا للمول علشان يجيبوا لبس
آية كلمت اصحابها تشوفهم فين فقالولها انهم في النادي و راحتلهم ، اتصلت بأمها وقالتلها انها في النادي مع صحباتها ، وصلت عندهم وقعدت معاهم وهي شاردة تماما ، سارة فوقتها : ايه وصلتي لايه ؟
بصتلها وابتسمت باصطناع: ما وصلتش معاكم اهو ، المهم يا نهلة صح استلمتي العربية ؟ عاجباكي ولا ايه ؟
ابتسمت : تحفة يا آية ، سبيدو ده چنتل أوي على فكرة ، وهاني مبسوط أوي منه وبيقول انه ذوق أوي ، المهم أنا عازماكم على العشا كلكم احتفالا بالعربية .
آية كشرت : كلنا مين ؟ ما احنا كلنا هنا .
ابتسمت بغموض : كلنا يعني الشباب لسه هيجوا .
روان بتوضيح : قصدها هاني وأيمن ما تقلقيش .
نهلة ابتسمت بمغزى: وطبعا سبيدو هاني عزمه علشان يشكره بشكل شخصي على اللي عمله معانا .
آية وقفت بضيق : طيب ليه ما قلتيش ؟ أنا تعبانة وهروح
لسه هيمسكوا فيها بس لقوا الشباب وصلوا وهاني أول واحد وصلهم فسأل: واقفة ليه يا آية ؟ ده العشا وصل اهو
قبل ما ترد وصل أيمن ومعاه سبيدو اللي قال بابتسامة: السلام عليكم .
سلموا على بعض وسارة مسكت ايد آية : اهدي بقى واتعشي معانا بعدها امشي .
لاحظت آية نظرات سبيدو ليها بس حاولت تتجاهله وتشارك في الحوار مع اصحابها.
حست انها محاصرة فوقفت واعتذرت انها هتروح الحمام ، انسحبت بسرعة ولحظات وسبيدو وقف : هعمل تليفون مهم .
سارة ابتسمت بضيق لانها فهمت انه رايح وراها ، آية دخلت الحمام وقفت قدام المرايا وحاولت تظبط شكلها البهتان ومكياجها شوية وفكرت تمشي بدون ما حد ياخد باله وبعدها تعتذرلهم .
خرجت برا ومشيت خطوتين و لقته واقف ساند على الحيطة مستنيها ، حاولت تتخطاه وتعدي فوقفها : ما تعمليش نفسك مش واخدة بالك مني وتمشي.
ردت باقتضاب : عايز ايه ؟ أعتقد البيزنس كان مع نهلة وجوزها أنا كنت مجرد وصلة مش أكتر .
استناها تخلص جملتها بعدها سألها: خلصتي ولا لسه ؟ وبعدين معاكي ؟
بصتله بضيق : انت عايز ايه ؟
اتعدل وقرب منها: أفهم
بصتله بعدم فهم : تفهم ايه ؟
بص لعينيها باهتمام: اتصالي بسيف ضايقك ليه بالشكل ده ؟
بصتله لوهلة بعدها ردت: مش حابة أتكلم
قرب خطوة تانية وكرر بإصرار: هكرر نفس سؤالي ليه اتصالي ضايقك ؟ سيف عمل ايه ؟
فكرت تسيبه وتمشي ، فكرت تزعق فيه بس فضلت ساكتة فكرر بنفاد صبر : اتكلمي سيف عمل ايه ؟
ردت بإيجاز : سبيدو أرجوك البيزنس كان
قاطعها بنرفزة : يلعن أبو دي كلمة قلتها ، وبعدين معاكي ؟ علاقتي ومعرفتي بيكي مش بيزنس كلمة بيزنس كنت أقصد بها العربية لصاحبتك ، العربية اللي كنت مستعد أهادي بها صاحبتك لمجرد ان انتِ اللي طلبتي مني أساعدها
قالت بلامبالاة مصطنعة : المجاملة ليها حدود فخلينا نتكلم بالعقل انت راعيتها أكيد بس مش للدرجة دي يعني و
قاطعها بتهكم: أنا أخدت منها تمن العربية فقط زي ما قلتلك لكن دفعت من جيبي مبلغ وقدره علشان أجيبلها العربية دي من برا لهنا وكنت مستعد أديهالها ببلاش خالص فياريت ما تتكلميش بالطريقة دي وقلتلك ما أحاسبهاش خالص بس قلتي كفاية آخد منها تمن العربية بدون مكسب فأنا دفعت من جيبي مش بس استغنيت عن مكسبي .
بصتله بتكبر : وأنا ما طلبتش منك تدفع من جيبك .
بص للسما بنفاد صبر : ياربي ارحمني منها
ردت بغيظ : بدل الدعوة دي ممكن أسيبك وأمشي
جت تمشي بس عارض طريقها وقال بحزم: بطلي تتعاملي معايا بالأسلوب ده لو سمحتي .
بصتله بلوم: أسلوبي أنا ولا أسلوبك انت ؟ خصوصا وانت بتتهمني اني اديت رقمك اللي أصلا ما أعرفهوش لسارة؟
رد بوضوح: صاحبتك مش سهلة وأنا بنصحك منها ولو كلامي كان حاد فده من غيظي انك تعرفي واحدة زيها
ردت بدفاع: على فكرة انت ظالمها
بصلها بضيق : نبقى نشوف الموضوع ده بعدين ، طيب سيبك منها المهم ماله سيف؟
بصتله بتردد: انت تعرف حازم وحكايتي معاه ؟
بمجرد ما سمع اسم حازم عضلاته اتشنجت وفكر بغيرة، هل لسه بتحبه ؟ معقول ماقدرتش تتخطاه ؟ ليه بتفكر فيه دلوقتي ؟ ليه بتتكلم عنه ؟
كررت سؤالها : تعرف حكايتي مع حازم ولا لا رد عليا
رد بضيق خفي : أعرفها ، ليه فكرتي فيه دلوقتي ؟ اوعي تكوني لسه بتحبيه !
استغربت سؤاله فردت باستنكار : أحبه ايه انت اتجننت ؟ ده كان كلب وخاين ومنحط ومعدوم الأخلاق .
ارتاح لوهلة لما سمعها بس ده مش معناه انها بطلت تحبه فقال بتردد : حتى لو هو بالمواصفات دي فالقلب للأسف مش بياخد في باله الاعتبارات دي كلها ، ليه افتكرتيه دلوقتي ؟
ردت بدون تردد : مش بنساه علشان أفتكره
اتضايق وقبل ما ياخد أي رد فعل آية وضحت: مش بنساه لان محدش بيديني فرصة أنساه ، حازم كان غلطة بشعة في حياتي ، معرفش ازاي أصلا دخل حياتي ! أنا أعرفه من سنين طويلة وعمري ما شوفته غير صاحب أخويا بس ازاي دخلي ؟ ازاي خلاني أقرب منه لحد الآن مش فاهمة لحد النهارده مش قادرة أستوعب ازاي كنت بالغباء والتخلف ده !
سألها وهو محتاج يفهم أكتر : برضه ليه بتتكلمي عنه دلوقتي ؟ ايه علاقته بينا ؟
بصتله وأخدت نفس طويل : لان زي ما أنا ما نسيتهوش سيف مش ناسيه ، سيف علاقته بيا اتهزت بعد الموضوع ده ، تقدر تقول مابقاش في ثقة بينا ، مابقاش سيف بتاع زمان اللي بيحبني وبس أو يمكن بطل يحبني أصلا
قاطعها بدفاع عن صاحبه: لا يمكن يكون بطل يحبك ، اه يزعل منك لكن عمره ما يبطل يحب أخته الصغيرة ، هو ماعندوش غيرك أصلا انتِ بتفكري ازاي ؟
بصتله بأسف : سيف رافض يديني فرصة تانية ، بتسألني ليه معترضة على اتصالك به؟ هقولك ، قبلها اصحابي كانوا عايزين يحتفلوا برجوع سارة من السفر واقترحوا نتعشى مع بعض وشاءت الظروف اننا في الآخر اتعشينا في اليخت بتاع باسم لانه عجبهم بعد ما شافوا كتب كتاب سيف فيه – اتضايق وحس بالغيرة بس دارى انفعالاته وسمعها – المهم اتجمعنا كلنا عنده لانه قال ان اليخت بيأجره للرحلات والحفلات ، آخر النهار كنت عايزة أحاسبه
ابتسم وهو متوقع الباقي : وهو رفض طيب عادي لانه صاحب سيف ومش هيحاسب أخته
وضحت : ماهي المشكلة ……..
حكتله اللي حصل وسوء ظن سيف فيها
بعد ماخلصت سألها باستغراب: برضه ايه علاقة ده باتصالي به ؟
زعقت : لان سيادتك بعد خناقتي معاه بسبب باسم انت بتقوله آية عندي فظهرت قدامه ان يوم مع باسم ويوم معاك وقبلها كان حازم، دلوقتي فهمت واستوعبت ؟ توقع رد فعله ايه ؟ توقع قالي ايه وعمل ايه ؟ وياريت اكتفى بخناقه معايا ده دخل ماما كمان وقالها بنتك كل يوم مع واحد ، قال كلام كتير صعب ، فحاليا أنا ماعنديش استعداد لأي خناق تاني معاه .
سبيدو سمعها بهدوء وعذر نرفزتها عليه بس في نفس الوقت قلق لانه كان ناسي باسم أو متناسيه ، افتكر قربه منها وقت كتب الكتاب وهو بغبائه اتخانق مع سيف وانسحب ، انتبه من أفكاره عليها بتكمل : أتمنى تكون فهمت ، و دلوقتي أنا جيت أتعشى معاهم بس لو سيف عرف انك موجود هيفسر ده غلط وهيتخانق معايا تاني وأنا صدقني تعبت من الخناق معاه ، تعبت منهم كلهم من لومهم وعتابهم ، من نظرتهم ليا ، هيفضلوا لامتى يتخانقوا معايا ويحكموا عليا بناء على غلطة ارتكبتها ، فدلوقتي لو هتكلم سيف عرفني علشان أكون مستعدة لجولة جديدة قصاده .
اتقابلت عيونهم في نظرة طويلة قطعها بتفهم: مش هقول لسيف ولو وجودي مضايقك همشي .
انتظر ردها وهي كانت هتقوله خليك بس سكتت.
ابتسم بتفهم : همشي وانتِ اقعدي مع اصحابك براحتك أنا بالفعل قلتلهم ان معايا تليفون مهم فهقولهم اني لازم أمشي .
جه يبعد بس وقفته : سعد
بصلها باستفسار فابتسمت : متشكرة لتفهمك بجد .
ابتسملها وهز دماغه ولسه هيبعد بس وقفته تاني وسألته بفضول: هو أنا ينفع أسألك كنت بتعمل ايه في الشركة النهارده ؟ ولا الموضوع سر؟
ابتسم لفضولها : لا مش سر ولا حاجة ، سيف طلب مني أمسك المصنع علشان الشغب اللي بيحصل فيه .
قربت منه وعينيها لمعوا بحماس : وقلتله ايه ؟ وافقت ؟
استغرب لمعة عينيها يا ترى هي فعلا عايزاه يقرب ؟
آية أول ما سمعته قلبها دق بعنف لان كده هيبقى في فرصة تقرب منه أكتر وتفهم إحساسها، انتبهت على سؤاله: انتِ ايه رأيك ؟ انصحيني ، أوافق ؟
عيونهم اتعلقت ببعض وجاوبت بدون وعي منها : ياريت توافق .
الطريقة اللي نطقت بها الجملة خلته أخد قرار فوري، أما هي فانتبهت وبعدت عنه وكملت بتوتر : براحتك طبعا ، شوف هل ده يناسبك أو لا ، أنا اتأخرت على اصحابي .
وقفها بسرعة: آية – التفتتله فكمل – خليني أسبقك وأعتذر منهم وأمشي أنا الأول .
وافقته وراقبته وهو بيبعد يروح لاصحابها ، اعتذر منهم ومشي من المكان كله ، رجعت قعدت وسط اصحابها وسألت عليه فقالولها انه مشي ، سارة قربت منها بغيرة : انتم ما اتكلمتوش ؟
بصتلها واحتارت تقولها ايه ؟ فسألتها تاني باهتمام : طيب هو ولا باسم ؟
آية استغربت سؤالها : انتِ بتقولي ايه ؟
سارة بإصرار : اختاري واحد فيهم ، أو لو صارفة نظر عنهم الاتنين عرفيني .
بصتلها بذهول: انتِ عايزة ايه ؟
وضحت بجرأة: عايزة سبيدو .
آية قلبها دق بعنف وحست بإحساس غريب جواها ماعرفتش تفسره ، سارة مسكت دراعها بمكر: باسم عاقل وهادي وأهلك هيوافقوا عليه لكن سبيدو لا فخليهولي .
شدت دراعها بغيظ: هو بلوزة ولا قميص أخليهولك ؟ وبعدين أنا مش ماسكاه أعتقد .
سارة ابتسمت بفرحة : خلاص هجرب فرصتي معاه بس انتِ هتزعلي ؟
بصتلها كتير قبل ما ترد بمغزى: جربي فرصتك معاه ده لو ماكنتيش جربتي.
سارة قلقت لتكون عرفت حاجة
آية بصت لاصحابها و وقفت : أنا مش قادرة أفضل اعذروني بجد بس اليوم كله من بدري في الشركة ومش قادرة .
انسحبت وهم ماحبوش يضغطوا عليها .
ركبت عربيتها وقعدت فيها شوية وعقلها بيرجعلها كلامها مع سبيدو ، ليه قلبها بيدق بالطريقة دي؟ ليه ماحستش بدقاته قبل كده حتى مع حازم ؟؟؟
دخلوا المول وبدأت رحلة البحث عن لبس يعجب همس ، كل مايدخلوا محل مايعجبهاش حاجة لحد ما سيف بصلها بتعب: مش معقول ياهمس مفيش حاجة عاجباكي في كل اللي شوفناهم!
ردت بعبوس: ما أنا معرفش اللبس ماله بقى عامل كدا ليه
بصلها بغيظ: والحل ايه ياحبيبتي هنفضل نلف كدا كتير؟
ردت بنفي: لا تعال نشوف هنا
شدته ودخلوا محل عجبها اللبس فيه وبدأت تتجول بينهم بحماس لحد مالمعت عينيها بخبث ورفعت بادي ضيق بدون اكمام ومعاه هوت شورت ورفعته لسيف بابتسامة: ايه رأيك في ده؟
بص ورد بهدوء: حلو بس خليكي الأول في لبس الخروج بعدها نجيب للبيت .
ردت ببراءة: ماهو ده للخروج ياسيف .
بصلها بذهول ورد باستنكار: للايه ؟ انتِ بتهزري ؟
هزت راسها بنفي فقال بحدة: حد قالك انك مش متجوزة راجل؟ فاكراني هسيبك تخرجي كدا؟
ردت ببساطة: ده طالع تريند على فكرة
بصلها بتهكم: طالع تريند للاوضة مش للشارع ياروحي ، ده انتِ مش بتلبسي كدا ليا تروحي جايباه للناس؟
ابتسمت بخبث: بشوف بنات كتير بتلبس كدا
سيف بحنق: وأنا ماليش دعوة بالبنات دول ومش همشي مراتي بالمنظر ده؟ وبعدين تعالي هنا انتِ من امتى بتختاري لبس كدا؟
ضحكت على منظره وهو باصصلها بضيق فقالت: شكلك عسل وانت غضبان كدا
ضيق عينيه وسألها بشك: بتشتغليني صح؟
هزت راسها بتأكيد بابتسامة خبيثة ، بصلها بغيظ : انتِ حد مسلطك عليا النهارده؟
نفت بمشاكسة: خالص
فاتنهد وقال بسخرية: بفتري عليكي
هزت راسها بتأكيد فرد بغيظ: اتفضلي ياحبيبتي شوفي هتجيبي ايه
ضحكت بمرح وبدأوا يتجولوا ويختاروا سوا اللبس وبعد ماخلصوا راحوا يتغدوا في جو مرح
سيف رجع بالليل هو وهمس بعد ما جابوا اللبس واتغدوا، دخلوا الفيلا وهو محاوطها بايده ، لقوا عز وسلوى قاعدين مع بعض فسلموا عليهم واستأذنوا يطلعوا لأوضتهم .
أخدها وطلعوا وهو بيهزر معاها بس قبل ما يدخلوا أوضتهم آية خرجت من أوضتها تنادي عليه فهمس بعدت عنه بإحراج وبصت لآية سلمت عليها قبل ما تنسحب لأوضتها وتسيب سيف مع أخته ، الاتنين تابعوها لحد ما دخلت ، سيف وقف قصاد أخته ومستنيها تتكلم بس هي ساكتة
سألها بهدوء : خير يا آية عايزة تقولي ايه ؟
بصتله كتير بتردد وحيرة ومستغربة تفكيرها؛ منين عاتبت سبيدو انه كلم أخوها ومنين هي واقفة دلوقتي عايزة تقوله بدل ما يسمع من أي حد ، سيف كرر سؤاله : آية مالك ؟
انتبهت : لا مفيش بس حصل موقف ومش حابة يوصلك بأي طريقة غير زي ما حصل .
فهم تلقائيا ان الموضوع يخص سبيدو أو باسم حد فيهم قابلته بس مارضيش يتكلم وسابها هي تحكي زي ما تحب .
آية حمحمت قبل ما تحكيله : النهارده قابلت اصحابي في النادي ونهلة قالت انها عازمانا على العشا بمناسبة عربيتها الجديدة .
سيف فهم وتوقع الباقي بس مغحبش يقاطعها وهي كملت بتوتر: بعدها اتفاجئت ان سبيدو من ضمن المعزومين على العشا .
استنته يتكلم أو يثور أو يزعق بس كان بيسمعها بصمت لحد ما سكتت فسألها بغموض : وبعدين ؟
كملت باستغراب : مش عارفة ماعرفتش أعمل ايه ؟ أمشي ؟ أفضل ؟ طيب انت هتزعل مني ؟ فانسحبت دخلت الحمام علشان أعرف أقرر ، وبصراحة قلتله كدا وهو مشي ، أنا ماحبيتش تسمع من أي حد اني شوفته في النادي أو أي حوار وتيجي تتخانق معايا لاني والله تعبت من الخناق معاك يا سيف .
سيف ابتسم وقرب منها مسك ايديها الاتنين وقال بهدوء : آية ، يا حبيبة قلبي وروحي وأختي الصغيرة أنا عايزك تفهمي اني بحبك وأي تصرف بتصرفه معاكي من باب الحب والخوف عليكي ، موضوع حازم واللي حصل فيه مزعلني لانه نقطة سودا في حياتك وأنا مش حابب يكون عندك تجربة سيئة بالشكل ده لكن ثقي تماما ان في الأول والآخر كل اللي يهمني سعادتك انتِ وبس ، سبيدو أنا طلبت منه يمسك المصنع وطبيعي جدا هتشوفيه الفترة الجاية كتير في الشركة انتِ مش مضطرة تبرري كل نفس تتنفسيه أنا بس ضد – سكت بتفكير وماعرفش يعبر عن الكلمة اللي يقصدها فقال- أنا ضد انك ترخصي نفسك لأي حد يا آية ، عايزك فوق والكل يبصلك لفوق مش عايز حد يستغلك تحت أي مسمى ، فهمتيني ؟ أنا مش عايز حد ياخد انطباع غلط عنك انك سهلة أو عادية لانك مش كده ، النجوم اللي في السما محدش بيعرف يوصلها بسهولة ، فخليكي نجمة فوق واللي عايزك يتعب علشان يستاهل يوصلك .
آية ابتسمت من قلبها لان ده سيف اللي بتحبه من صغرها: سيف أرجوك انسى حازم واديني فرصة أنساه
ربت على كتفها بحب : حاضر يا آية مش هتكلم عن حازم تاني بس خليني دايما معاكي بلاش تتخبطي لوحدك ولو حسيتي انك بتتخبطي دخليني معاكي ظلمتك دي نمسك ايدين بعض ونعديها مع بعض انتِ مش لوحدك وده سبق وقلتهولك قبل كدا
ضمها لحضنه وهي حست قد ايه هي مفتقدة الحضن والأمان والراحة دول في حضن أخوها ، همست بعتاب : وحشني حضنك يا سيف ، همس أخدت الحضن ده ليها وأخدتك مني .
⁃ همس فتحت الباب تشوفه بس لقتهم واقفين بيتكلموا وبعدها بيضمها لحضنه ، حست بقلبها بينبض بغيرة الحضن ده بتاعها هي، أيوة دي أخته بس ده ما يمنعش انها مفتقدة الحضن ده .
سمعت سيف بيطمنها : همس ما أخدتش حاجة منك يا آية حضني مفتوحلك في أي وقت انتِ و همس ، وبعدين همس حاجة وانتِ حاجة تانية يا روحي ، محدش يقدر ياخدني منك ، هتلاقيني دايما معاكي وفي ظهرك .
ابتسمت بارتياح وبعدت عنه وقالت بمزاح : يعني انت لسه سيف بتاع زمان ؟
بصلها باستفسار : هو ايه سيف بتاع زمان وسيف دلوقتي ؟ أنا زي ما أنا ما اتغيرتش أصلا .
وضحتله بتردد: معرفش بس انت أي لحظة فراغ عندك بتقضيها في حضنها ومعاها وكأن محدش له حقوق غيرها عليك ، حاسة …. حاسة انه مابقاش من حقي أحضنك بالشكل ده أو أقرب أو أسهر معاك .
مسك خدها بمداعبة : بطلي هبل وتفكير متخلف ، همس حبيبتي ومراتي وبحبها لكن ده مش معناه انها ممكن تاخد مكان أختي أو أمي ، حب الزوجة مختلف عن حب الأخت تماما وبكرا لما تحبي هتفهمي الفرق ولا ساعتها أقلق ان أختي بتحب جوزها أكتر مني ؟
بصتله بثقة : لا يمكن
ابتسم : عارف انه لا يمكن لان الاتنين مختلفين ، الزوج مكانة والأخ مكانة تانية – قرب منها أكتر وقال بمجاملة- وبعدين الزوج أو الزوجة ممكن يتعوضوا وممكن يتبدلوا لكن الأخ والأخت مالهمش بديل ، أنا ممكن أتجوز واحدة واتنين وعشرة لكن ماعنديش غير آية واحدة بس ولا يمكن يكون عندي غيرها .
حضنته جامد وبعدها بعدت عنه وقالت بسعادة : خلاص ادخل أوضتك ارتاح أكيد يومك كان طويل .
همس بعدت عن الباب بسرعة قبل ما يدخل بس اتغاظت من كلامه انها ممكن تُستبدَل ويكون في غيرها عشرة كمان ، أيوة هي مقدرة كلامه لأخته انه بيطمنها بس مش على حساب حبها ومكانتها في قلبه ولا هي ممكن بالفعل يستبدلها ويحب غيرها ؟
التفكير ده ضايقها ، حست بدخوله وقفل الباب وراه ، قرب منها ووقف وراها ضمها ، باس رقبتها باشتياق : أخيرا وصلنا أوضتنا وبقينا لوحدنا .
همس فكت ايديه بضيق من حواليها وقالت بدون ما تبصله : هغير هدومي بعد إذنك .
مسك دراعها رجعها الخطوة اللي بعدتها وسألها بدهشة : في ايه مالك ؟ وبتفكي ايديا من حواليكي ليه ؟
لفت وشها بعيد عنه وده أكدله ان في حاجة ضايقتها وخصوصا لما ردت بتبرير واهي : عايزة أغير هدومي ممكن ؟
بصتله بإصرار فساب دراعها باستسلام: براحتك اتفضلي .
دخلت غيرت هدومها وهربت منه جوا الحمام لانه دخل هو كمان يغير هدومه ، لاحظ حركتها دي وماعلقش عليها ، خرج قعد على السرير بس فتح اللاب بتاعه يشوف شغله المتعطل .
همس خرجت لابسة بيجامة قصيرة وبحمالات رفيعة عليها فراشات ، بصلها بنظرة عابرة ظاهريا بس من جواه شكلها الطفولي ده بيجننه ، افتكر مامته لما بتقوله همس بتختار لبسها كله زي الأطفال فقالها ساعتها تسيبها براحتها لان هو توقعها وتخيلها كده وهي أصلا كده ، هي مجنونته الصغيرة اللي بيدوب فيها.
همس راقبته بطرف عينيها ولاحظت نظرته وبعدها لقته بص لشاشته بس شكله سرحان، يا ترى بيفكر في ايه ؟
قعدت على السرير ومعاها كشكول محاضراتها تقرأ اللي أخدته النهارده، فتحته لكن ما شافتش ولا حرف ، بصت للشاشة بتاعته وشغله ، استغربت انه بالفعل مندمج في شغله يعني مش بيفكر فيها أصلا! ضيقها زاد وخصوصا انه أكيد لاحظ ضيقها وبالرغم من كده متجاهلها .
نفخت بضيق فقال بدون ما يبصلها : مالك ؟ هتولعي في الأوضة ليه ؟ حاسس بنار واصلالي
ردت بتهكم : ما تخليك في اللي انت فيه وما تشغلش بالك بيا أصلا
فكر للحظات يا ترى يشوف مالها ولا يخلص اللي بيعمله الأول ويتفرغلها ؟ وبعدين هو ايه اللي ممكن يكون مضايقها ؟ كانوا راجعين مبسوطين ودخلت الأوضة وهو بعدها لقاها متضايقة فايه اللي مضايقها ؟
قرر انه يخلص شغله ويسيبها تهدا مع نفسها شوية وبعدها يفهم مالها .
همس استنته يتكلم أو يعترض على كلامها بس هو تقريبا ما سمعهاش .
انتظرت وانتظرت وقالت دلوقتي يخلص ويهتم بها بس انتظارها طال وهو تقريبا مش حاسس بها ولا شايفها وده ضايقها أكتر فاتعدلت و وقفت ولفت ناحيته بس بالفعل هو مندمج في اللاب وتركيزه كله معاه ، مدت ايدها بغيظ وقفلت شاشة اللاب وشدته من قدامه ، بصلها بذهول ماقدرش ينطق ولسه هتبعد فقال بسرعة : هاتي يا همس اللاب ببعت إيميل مهم وبتكلم مع حد أهم .
حضنت اللاب بعناد : مش هديلك اللاب يا سيف .
سيف بصبر : حبيبتي ببعت إيميل مهم هاتي اللاب
بصتله بإصرار : مش هديهولك
سيف بضيق : يا بنتي ما سبق واتخانقنا على تدخلك في شغلي قبل كده ، الله يهديكي هاتي اللاب ، الجنون له وقته مش أي وقت – كرر بنبرة حازمة- هاتي اللاب
نبرته خوفتها منه فناولتهوله وأخده وفتحه بسرعة يكمل اللي بيعمله ، أما هي فشدت الروب بتاعها لبسته وخرجت برا الأوضة .
سيف اتوتر وفكر هل ممكن تتجنن وتخرج برا ؟ أكيد لا مش هتخرج بالروب يعني ، وبعدين احنا في مصر مش هتتوه .
همس نزلت وقابلتها عواطف : محتاجة حاجة يا بنتي ؟
همس ردت بصوت مخنوق وهي ماشية : شكرا
كملت في وشها وده عرف عواطف انها زعلانة ، راقبتها وهي بتخرج الجنينة وبتبعد ناحية حمام السباحة، فكرت تروح وراها بس هتقولها ايه ؟
سيف خلص اللي بيعمله وقام من مكانه يشوف مجنونته فين وايه اللي مزعلها بالشكل ده
نزل تحت واستغرب ان الدنيا هادية ، ناداها بس ماردتش ، خرجت عواطف وسألته : بتنادي يا ابني ؟
بصلها : همس فين ؟ شوفتيها المجنونة دي ؟
ردت بعتاب : اخص عليك يا سيف ليه مزعلها ؟ وبعدين بقالها قد ايه نازلة من الأوضة لسه فاكر دلوقتي تحصلها ؟
ماكانش حمل نقاش أو جدال مع حد يكفيه همس وجنانها فسأل باقتضاب: عواطف، همس فين ؟
ردت مباشرة: شوفتها رايحة ناحية البسين .
سابها بدون ما يعلق وراح لهمسته اللي بالفعل كانت قاعدة على حرف البسين ومنزلة رجليها في الميا، قعد جنبها وسألها بهدوء : مالك ؟
تجاهلته فكرر سؤاله : مالك يا همس ؟ كنا راجعين كويسين مالك بقى ؟ كلميني في ايه ضايقك أنا مش بعرف أنجم .
بصتله بتهكم : ما تشغلش بالك بيا واطلع ركز في شغلك وفي اللاب بتاعك وإيميلك .
أخد نفس طويل قبل ما يرد : ما تتصرفيش بغباء وبعدها تلومي رد فعلي ، ما ينفعش أبقى بتكلم في الموبايل أو في زووم أو بشتغل وتيجي تدخلي في النص ، قلتلك وحذرتك قبل كده وأنا ببعت إيميل مهم ما ينفعش تسحبي اللاب بالشكل ده .
بصتله وهي مدركة ان تصرفها غبي بس هو اللي اضطرها لده فردت بمراوغة : تمام ما ينفعش انت كمان تتصرف بغباء وبعدها تلوم رد فعلي .
بصلها بحيرة واستنكار تام : أنا ؟ أنا اتصرفت بغباء ؟ هو أنا نطقت أصلا ؟ أنا يادوب دخلت من برا بحضنك زقيتيني وطلبتي أسيبك براحتك فسيبتك تهدي لحد ما أخلص شغلي فين بقى الغباء ؟
فضلت ساكتة فمسك دراعها وسألها بإصرار: بكلمك فاتكلمي ، ايه اللي ضايقك من البداية ؟
بصتله وردت بسخرية : ايه رأيك لو تطلع أوضتك تكمل شغلك أو تنام ؟ أكيد عندك جامعة بدري وبعدها الشركة فروح نام وسيبني في حالي .
نفخ بضيق : اللهم طولك يا روح ، بت ما تخلينيش أتغابي عليكي بجد وأوريكي الغباء يبقى ازاي
لفت وشها بعيد وقالت بسخرية: هتعمل ايه أكتر من اللي بتعمله أصلا ؟
بصلها بهدوء وحط ايده على ظهرها زقها في الميا بمنتهى البرود .
همس شهقت بصدمة وغطست في الميا وحست انها هتغرق وهو بيراقبها بتغطس وتطلع لحد ما سيطرت على نفسها ومسكت في حرف البسين وهي بتنهج وبصتله بغضب: انت بجد اتجننت .
آية كانت واقفة في البلكونة وشافته بيزقها واستغربت تصرفه .
سيف رد على همس ببرود: انتِ ماعندكيش أدنى فكرة أنا جناني ممكن يوصل لفين وبعدين جنون بجنون بقى زعلانة ليه ؟
جت تطلع بس زقها تاني لكن المرة دي نزل معاها الميا ومسك ايديها الاتنين بعنف كتفها وركز نظراته على وشها بحزم: فوقي كده وكلميني ايه اللي مضايقك ؟
ردت بغيظ وهي بتحاول تبعد عنه : حاليا انت وبس .
كتف ايديها الاتنين ورا ظهرها وسألها: أنا برضه ؟ طيب يا ستي أنا ، أنا عملتلك ايه ؟
بصت لعينيه بغيظ وحاولت تخلص نفسها بس بدون فايدة فقالت بضيق : ينفع تسيبني ؟
رد ببرود: لا مش هسيبك ، زعلانة ليه واوعي تقوليلي علشان أخدت اللاب أو قعدت عليه لانك قالبة وشك من قبلها .
ردت بتهكم : يااا يعني انت واخد بالك وناصح اهو امال ايه بقى ؟
أرخى ايديه اللي مكتفينها ورد برفق: حبيبتي أنا أخدتك في حضني وحاولت أكلمك ، كان رد فعلك ايه ؟ مش سيبتيني ومشيتي ؟
ردت بهجوم: اه روحت قايل تخبط دماغها في أتخن حيطة أشوف أنا اللي ورايا ، صح كده ؟
غصب عنه ضحك على أسلوبها ، فزود ضيقها وغيظها منه ، ماكانتش عارفة تعمل ايه بتزقه بس مش بيبعد ، حاولت تغرقه بس قوته أكبر منها بمراحل وكل ما بتحاول حاجة ضحكه عليها بيزيد ، فصرخت بغضب : أنا مقاطعاك مدى الحياة ها ؟
سيف لفها وحضنها كلها من ظهرها وشبه كتفها وسند دقنه على كتفها وقال بجدية: أنا راضي ذمة أبوكي انتِ تقدري تقاطعيني يوم واحد بس مش مدى الحياة ؟
حاولت تخلص نفسها وردت بعناد: اه هقاطعك طالما انت رخم وغلس كده ابعد عني بقى .
سيف شدد ايديه حواليها ورد وهو بيبوس رقبتها بشغف بين كل كلمة والتانية: الرخم والغلس ده بيعشقك وبيموت فيكي
لفها تواجهه ومسك وشها وثبت نظراته على عينيها وكمل بصدق : ومستعد يحارب أو هو بالفعل حارب العالم كله علشان تبقي في حضنه طول الوقت ، قوليلي الرخم ده عمل ايه زعلك منه كده ؟ وأنا – فكر للحظات وكمل – هغرقهولك هنا في البسين لو هو بجد مزعلك .
قربه منها بالشكل ده والطريقة اللي كان بيبوس بها رقبتها وكلامه ونظراته خلوها مش فاكرة ايه اللي مضايقها وعايزة تستمتع بحضنه ده وبس ، أخيرا لقت صوتها وقالت بخفوت: بعد الشر عليه أنا اه هقاطعه مدى الحياة بس ده ما يمنعش اني بحبه برضه .
سيف ضحك وده جننها منه فزقته بغيظ: والله رخم بجد.
آية فوق متابعاهم واستغربت ليه اتخانقوا وازاي اتصالحوا ، تلقائيا لقت نفسها بتفكر في سبيدو حست ان هو ده الإنسان اللي ممكن تتخانق معاه وتصالحه في نفس الوقت بالشكل ده ، دخلت أوضتها مسكت موبايلها تقلب فيه بزهق ولقت نفسها بتدور عليه عند أخوها أكيد هو من الأصدقاء عنده ، لقته بالفعل كان حاطط صورة البروفايل عنده صورة خاصة به ساند على عربية زي عربيات السباق ولابس نظارة شمس ، كان شكله زي فارس الأحلام اللي بنات كتير بيتمنوه أو يحلموا به أو ده كان إحساسها هي في اللحظة دي ، اتمنت لو يقبل يمسك المصنع ويكون في وصلة بينهم .
نفضت أفكارها بعنف لانها حست انها بتكرر نفس أخطاء الماضي .
هند في بيتها قاعدة مع زوجها وأنس موبايلها رن كان أخوها فردت عليه بسرعة وبعد السلام حست انه عايز يتكلم فقامت دخلت البلكونة يتكلموا براحتهم : أنا دخلت البلكونة يا نادر علشان أعرف أتكلم براحتي بعيد عن بدر وأنس اللي عاملين دوشة
سألها باهتمام : خير يا قلبي ؟ طمنيني عنك انتِ وبدر، في حاجة مضايقاكي ؟ اتكلمي براحتك
استغربت؛ لانه فهم خروجها انها محتاجة تتكلم مش عايزة تسمعه : حبيبي أنا طلعت اسمعك انت ، أنا الحمد لله أموري تمام مع بدر طمني عنك انت ، كلمت ماما قريب ؟
اتنهد بضيق : كلمتني النهارده بتحاول تفوقني علشان ألحق نفسي قبل ما أتدبس بارتباطي بملك ، ماما شايفاني بتدبس مش قادرة تقتنع اني بحبها يا هند ومش عارف بصراحة أعمل ايه معاها ؟
هند صعب عليها أخوها اللي لأول مرة يحب بعد موت بسمة ومش عارفة ازاي مامتها مش قادرة تستوعبه بالشكل ده وازاي قادرة تقف قصاده فردت بلين : نادر يا حبيبي ماما مصيرها هتتقبل ملك ان ماكانش النهارده فبكرا الموضوع بالنسبالها وقت مش أكتر ، فركز مع ملك وعيش بقى حياتك الفرح مش بيستنى كتير يا نادر .
ضغط على الموبايل في ايده وقال بلهفة : انتِ بجد شايفة كده ؟
أكدت بابتسامة: أنا مش شايفة غير كده ، صدقني هتندم على كل لحظة وكل يوم عشت فيهم لوحدك بدون شريك حياتك وخصوصا لو الشريك ده كان الإنسان الصح ، كل يوم فرحة وكل يوم حياة جديدة وكل حاجة بقى ليها طعم و معنى ، خد قرارك وكلنا معاك وماما هتيجي لوحدها .
نادر حس بارتياح من كلامها وسألها بتمني : يعني أحدد ميعاد الفرح يا هند ؟
هند فرحت وردت بحماس : اه طبعا في أقرب وقت وسيب أمك عليا بس حدد انت الميعاد .
قفلت معاه وهي مبسوطة ودخلت لزوجها اللي لاحظ ابتسامتها : يارب يديم الابتسامة الحلوة دي على وشك دايما يا قمري .
قعدت جنبه وبصتله بحب : نادر هيحدد ميعاد الفرح
ابتسم زيها : ربنا يتممله على خير – كشر بحيرة – بس مامتك ؟
كشرت زيه واتنهدت : مش عارفة ماما مالها وليه بترخم عليه بالشكل ده ؟! ما تسيبه يختار براحته ، هو اللي هيعيش معاها مش حد تاني وطالما بيحبها خلاص الدنيا كلها تهون .
بدر حط دراعه حواليها : الدنيا فعلا بتهون بقرب الحبيب ده مش هنكره أبدا.
بصتله بتوسل: ساعدني أقنع ماما توافق على ملك .
ابتسم وحط ايده على خدها : حاضر يا قلبي بإذن الله هنقنعها .
همس طلعت من حمام السباحة وبتحاول تعصر الروب، سيف طلع قعد على حرف البسين ومتابعها بنظراته فقال : طيب أعملك ايه علشان ترضي وتفكي الوش الخشب ده ؟
بصتله بغيظ : تسكت خالص الليلة دي ده اللي تعمله .
مشى ايده على شفايفه علامة الصمت انه مش هيتكلم تاني .
وقفت وحست انها هتتجمد من البرد بصتله بتذمر : الجو تلج يا سيف انت رخم بجد .
فتح دراعاته بابتسامة عريضة : هنا دافي تعالي
بصتله من فوق كتفها بعناد : لا مخاصماك أصلا .
سابته ومشيت تطلع أوضتها فقام جري وراها فجريت بسرعة، قابلها عز في وشها فوقفت بإحراج وهو أول ما شافها مبلولة اتفزع وسألها بقلق : همس انتِ وقعتي في حمام السباحة ولا ايه ؟ انتِ كويسة ؟
ابتسمتله بخجل : عمو أنا كويسة – سيف جه وراها فكشرت وبصت لحماها وقالت بغيظ – ما وقعتش بس حد دمه تقيل وهزاره أتقل .
عز بص لابنه بلوم فسيف قال بمرح : هي اللي قفوشة أعملها ايه ؟
همس اعتذرت من حماها : بعد إذنك يا عمو هدخل أغير هدومي
عز بسرعة : اتفضلي طبعا يا بنتي .
استناها لحد ما قفلت الباب بعدها بص لابنه وقبل ما يتكلم سيف قال بهدوء : احنا مش زعلانين لو ده اللي عايز تقوله ده كان مجرد هزار تقيل بس علشان أفوقها مش أكتر .
عز اتنهد وقرب من ابنه بهدوء : ربنا يسعدكم يا ابني أنا كل اللي عايز أقوله ان مش دايما بيكون الهزار مقبول وخصوصا لو في حاجة مهمة شاغلة الإنسان ساعتها مش بيتقبل الهزار ، همس شكلها متضايقة من حاجة وعلشان كده مااتقبلتش الهزار لانها بطبيعتها أعتقد بتتقبل وبتحب الهزار بكل أنواعه فاعرف ايه مضايق مراتك مش ترخم عليها بزيادة .
سيف طمنه : حاضر يا بابا ما تقلقش أنا بعرف أتعامل مع همس وأحتوي زعلها ، يلا تصبح على خير
قبل ما يدخل أوضته عز سأله : عملت ايه في موضوع مدير المصنع ؟
سيف بصله بابتسامة غامضة : بكرا يا بابا نتكلم مش دلوقتي ، دلوقتي خليني ألحق ست الغضبانة دي وأعرف مالها زي ما قلتلي ولا أغير هدومي وأجي نتكلم ؟
عز برفض : لا خليك مع مراتك الصباح رباح .
دخل أوضته كانت همس لابسة برنس وبتنشف شعرها ، دخل غير هدومه وحاسس بنظراتها النارية و واصله ضيقها منه ، حاول يخمن ممكن تكون زعلانة ليه بس لأول مرة يفشل انه يفهمها ، وقفت محتارة تلبس ايه وبتقلب في هدومها ، جه وقف وراها تماما ومد ايده اختار قميص نوم أسود مغري وقالها بهمس : ما تلبسي ده
أخدته من ايده بعنف رجعته مكانه بدون ما ترد فاختار واحد تاني وبرضه بنفس رد الفعل رجعته مكانه ولسه هتمد ايدها بس سمعت تحذيره : والله يا همس لو اخترتي أي بيجامة أطفال هقطعها قبل ما تلبسيها كفاية تحسسيني اني متجوز طفلة وكفاية أوي زعل العيال ده اللي مش فاهمله سبب .
بصتله بحدة بس اكتشفت غلطها لانها لما لفت تواجهه وهو بالقرب ده بقت كلها في حضنه ، تجاهلت توترها وزعقت باعتراض: أنا مش طفلة يا سيف
زعق بغيظ : يبقى بطلي تتصرفي على الأساس ده ، زعلانة من حاجة قوليها ، متضايقة من حاجة قوليها يا إما عرفيني في ايه لكن موضوع التخمين ده وضرب أخماس في أسداس مش ظريف أنا من بدري بحاول أفهم مالك فبلاش توصليني لمرحلة التطنيش لحد ما تهدي وتكوني مستعدة تتكلمي .
ردت بحدة : حلو أوي كده وانت قلت المفيد طنشني لحد ما أكون مستعدة أتكلم .
بصلها بعمق وفكر في كلام كتير لكن كل اللي قاله : طيب براحتك تصبحي على خير .
سابها وخرج برا وهي فضلت واقفة مكانها بجمود مستغبية نفسها تماما ، يعني هو بيكلم أخته وبيحاول يقرب منها وهي سمعت صدفة كلامه فليه بتهتم به ؟ غصب عنها الكلام ضايقها هل ممكن يستبدلها فعلا بسهولة ؟ امال هي ليه مش شايفة غيره في الكون ده كله وكأن عالمها اتلخص فيه هو وبس ؟
أخيرا اختارت قميص نوم طويل للنوم لونه ذهبي ، لبست الروب بتاعه وخرجت بس فوجئت بالأوضة فاضية فقعدت بإحباط على السرير .
سيف نزل تحت شاف أبوه قاعد في الجنينة فراحله وسأله باختصار : بقولك أنا هعمل قهوة أعملك معايا ؟
أبوه استغرب نزوله بس وافقه : أكيد
دخل عمل كوبايتين قهوة وخرج قعد مع عز اللي لاحظ ضيقه لكن ماحبش يضغط عليه ، شرب من القهوة وقال بإعجاب: تسلم ايدك قهوتك دايما مميزة
ابتسم باصطناع وبعدها قال : أنا كلمت سبيدو يمسك المصنع
عز بصله بذهول: سبيدو ؟ انت متأكد من اختيارك ده يا سيف ؟
سيف شرب قهوته باسترخاء ووضح بهدوء : مهندس نفس مجالنا ، ذكي مش هننكر ده ، عنده خبرة حلوة في إدارة أي بيزنس ، أعتقد انه اختيار ممتاز .
عز بتخوف : بس شغله السابق والدارك ويب يا سيف والنوعية اللي كان بيتعامل معاها والمشاكل الكتير اللي ممكن تيجي معاه ؟
سيف بصله بثقة : وبسبب كل المخاوف دي أنا شايفه أكتر حد مناسب ، سبيدو اتعامل مع مختلف الانواع ومش هننكر انه عنده مقدرة تامة على السيطرة على كل اللي حواليه ولانه مر بمشاكل كتيرة وبسبب طبيعة شغله فهو الشخص المناسب تماما انه يمسك مكان فيه شغب زي المصنع لانه هيعرف يسيطر عليه ، والأهم من كل ده اني بثق فيه وبأتمنه على حياتي نفسها .
عز بالفعل مقتنع بكلام ابنه بس برضه قلقان فقال: بس برضه ماعندهوش خبرة في إدارة مصنع
سيف : بابا المصنع شغال كويس لكن حاليا احنا محتاجين حد صارم يسيطر عليه فسبيدو هو الحد ده ومع الوقت هيفهم ايه المطلوب منه بس هو يوافق .
عز بذهول : يوافق ؟ هو معترض ؟
سيف : مش حكاية معترض بس يادوب عرضت عليه الوضع ولسه ماردش عليا .
اتكلموا كتير لحد ما عز وقف : أنا هقولك تصبح على خير كفاية كده .
سابه وطلع وسيف قام وراه دخل أوضته كانت همس منكمشة على طرف السرير نايمة .
دخل مكانه جنبها وحاول ينام بس ماعرفش يغمض عينيه ، بص ناحيتها وسأل نفسه ( هل معقول مش عارف ينام وهي مش في حضنه ؟ )
قرب منها و حط دراعه تحت مخدتها ببطء ودراعه التاني لفه عليها وشدها لحضنه ، همس فتحت عينيها بس فضلت ثابتة مكانها ، سيف باس خدها وسند على دراعه علشان يعرف يبصلها : مش هتقوليلي برضه زعلانة مني ليه ؟
لفت وشها ناحيته وعيونهم فضلت متعلقة ببعض شوية ونظراته بتشجعها تتكلم ، لحد ما أخيرا سألته بتردد : ينفع أسألك سؤال تجاوبني عليه بكل صراحة مهما تكون الصراحة دي ؟
عدل نفسه فوقها وفضلت عيونهم متعلقة ببعض وأكد باهتمام : اسألي
همست بتحذير: بس لو مش هتكون صريح بلاش تجاوب
رد بتأكيد: همس اسألي
سألت بتردد : هو ممكن في يوم من الأيام تكون في واحدة غيري مكاني هنا ؟ في حضنك كده ؟
بصلها بملامح كلها استنكار واستغراب؛ معقول ده اللي بتفكر فيه ؟ قبل ما يرد حذرته : ما تتريقش عليا ولا تاخد الموضوع هزار حتى لو شايفه تافه
سيف اتعدل وعدلها معاه وقال بدهشة: أنا امتى قللت من مشاعرك يا همس ؟ أنا بس مستغرب من السؤال نفسه ليه سؤال زي ده ؟
ردت بتصميم: جاوبني لو سمحت ، هل ممكن حضنك يكون لغيري ؟ هل ممكن تلمس واحدة زيي ؟ – مدت ايدها لشفايفه وسألت بحزن- هل ممكن شفايفك تلمس شفايف واحدة غيري ؟ ولا جسمك يلمس جسم واحدة تانية ؟ علاقتنا الخاصة ممكن تعملها مع غيري ؟
سيف بيسمعها بذهول تام من تفكيرها بس ليه بتفكر في حاجة زي دي ؟ هل ممكن …..
نفض دماغه لا مش ممكن بلاش تفكير غبي يا سيف افهم قبل ما تتهور ليه بتفكر بالشكل ده ؟
قربها منه ومسك وشها بايديه الاتنين وقال بصدق ممزوج بعشق : مجنونتي المتهورة انتِ مراتي ، ربنا قال خلقنا لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها ، يعني انتِ مني ، انتِ وبس مفيش غيرك ولا يمكن يكون في غيرك ، انتِ فقط يا همس مفيش أي واحدة في الدنيا دي كلها ممكن أشوفها بعدك ، عينيا ما بيشوفوش غيرك أصلا وبقيتي انتِ محور وأساس حياتي كلها .
اتنفست بارتياح بس سألته بقلق : يعني مش ممكن تتجوز واحدة تانية ؟
ابتسم : لا اطمني مش هتجوز غيرك
ابتسمت تاني بس رجعت كشرت : طيب لو أنا مت ؟
حوقل ورد بذهول : يا بنتي الله لا يسيئك ايه الأفكار الغريبة دي ؟ همس أنا قبل ما نحب بعض بالشكل ده رميت نفسي في الشغل واعتبرت حياتي انتهت لمجرد انك مش فيها ، وده كان قبل ما نوصل للمرحلة دي في الحب فما بالك دلوقتي ؟ حياتي مالهاش معنى من غيرك .
حضنها بقوة وهي استكانت بارتياح في حضنه ، رجع مكانه وهي في حضنه : ننام بقى ورانا أشغال بكرا.
نامت في حضنه وهو حاول ينام بس أفكاره ازدحمت ليه بتسأل كل ده ؟ مين زرع في دماغها فكرة ان ممكن يكون في غيرها ؟ تمتم بهدوء : مش هتقوليلي ايه مصدر الأفكار دي ؟ والزعل اللي بدون مبرر ده ؟
فصلت شوية ساكتة وكل ما سكوتها بيطول توتره هو بيزيد لحد ما أخيرا قالت بعتاب : سمعتك بتقول لآية انك ممكن تتجوز عشرة غيري لكن هي مفيش منها وما تتعوضش – بصتله بحزن – بس أنا أتعوض عادي – دموعها لمعت وكملت بشهقة – حسستني اني ماليش أي قيمة عندك وان عندك آية واحدة بس همس تتعوض بعشرة
اتصدم من كلامها أو من اللي هو قاله؛ لانه كان عايز بس يعزز علاقته بأخته لكن مش على حساب حبيبته أبدا، حاول يشرحلها قصده : همس أنا
قاطعته ودموعها بتهدد بالنزول : عارفة انها أختك وانت حابب تقرب منها بعد كمية المشاكل اللي بينكم بس الكلام صدمني ، أنا حاطاك في مكانة لا يمكن تتخيلها ، أنا مستعدة أتخلى عن الكون كله قصادك وأستغنى عن الدنيا كلها بيك وتخيلت انك زيي فلما أسمعك بتقول اني مجرد زوجة وعادي تستبدلني بواحدة واتنين وعشرة، للدرجة دي ماليش قيمة ؟ امال الحب الكبير اللي بيننا ده ايه ؟ وهم ؟
قاطعها بعتاب: همس همس انتِ بجد عندك شك في حبي ؟
دموعها نزلت: ماكانش عندي لكن بعد ما سمعتك
مسح دموعها بايديه الاتنين ووضح بنبرة لينة: همس أنا ما قلتش انك انتِ تتعوضي أنا كنت بتكلم بصورة عامة ما أقصدكيش انتِ أو أنا ، أنا بس
ماعرفش يقول ايه فأخد نفس طويل وكمل بحنان: انسي اللي سمعتيه انتِ حبيبتي وأختي وبنتي وروحي وعمري وحرفيا لما بتبتسمي حياتي كلها بتبتسم ولما بتكشري زي كده أو تزعلي بحس ان الدنيا كلها كشرت في وشي ، انتِ محور حياتي ، أنا كنت بتكلم مع آية بشكل عام عن سُنة الكون والحياة والأخوات لكن مش العشاق لان العشاق ليهم قوانين خاصة بيهم ، العشق يا همس بيخلي حتى النفس اللي بتتنفسه مالهوش معنى لو حبيبك مش بيشاركك النفس ده .
كانت بتسمعه بقلبها بس برضه الكلام مضايقها فسألته بعتاب: طيب ليه ما اتكلمتش عن قيمتها هي بدون ما تقلل مني ؟
جاوبها بأسف حقيقي : ماكانش قصدي أقلل منك زي ما قلتلك كنت بتكلم بشكل عام ، همس أنا بيزنس مان اتعودت أتكلم بدبلوماسية وأقول لكل واحد اللي هو عايز يسمعه كمان أنا شاطر أوي في اني أخفي مشاعري عن الكل وأتكلم بمنتهى البرود عن حاجة قاتلاني مش واجعاني ، وللأسف دي طبيعتي إلى حد كبير ان اللي جوايا مش بيظهر ومش بحب أظهره وممكن أطلع عكسه تماما وانتِ جوايا معششة فيا وفي عروقي، وبالرغم من اني دايما محدش بيعرف عني حاجة بس الكل عارف اني بعشقك مش بس بحبك فانتِ ما تشككيش في ده أبدا .
ارتاحت لما سمعت كلامه، أخدها في حضنه وباس راسها ، رفعت وشها بصتله وقالت بخفوت: حب أختك ومامتك براحتك بس ما تقللش من حبي قدام أي حد تاني ، حتى لو هتخفيه جواك اخفيه بس ما تقللش منه .
ابتسم بتفهم و وعدها : حاضر و وعد ده مش هيتكرر تاني أبدا ، خلاص كده عفوتي عني ؟
ابتسمت وهزت دماغها بتأكيد فضمها لحضنه بقوة وحس بخوف جواه من رد فعلها ده .
انتبه عليها بتقول: كويس اني ما قفلتش الباب ونيمتك برا الأوضة من غيظي
ضحك ورفع راسها بصلها بمشاكسة: وأهون عليكي؟
ردت بلوم: ما أنا هنت عليك
قال بتعجب: أنا مش لسه مصالحك؟
ابتسمت فكمل بمداعبة: وبعدين أتجوز عشرة ازاي وأنا متجوز واحدة بيهم كلهم؟ ده انتِ عندك تعدد شخصيات مخليني مش شايف قدامي بنات غيرك انتِ قاعدة في قلبي ومربعة
بصتله بابتسامة رضا فقال بمرح : أنا عرفت هصالحك ازاي
جت تسأله بس قاطعها بانه باسها بشغف واحتوى زعلها بس جواه خوف من الأيام الجاية ، هل ممكن همسته تزعل منه لدرجة انها تبعد عنه وهل حبها مش كفاية تسامح علشانه ؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جانا الهوى 3 (عاصفة الهوى))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى