رواية جانا الهوى الفصل العاشر 10 بقلم الشيماء محمد
رواية جانا الهوى الجزء العاشر
رواية جانا الهوى البارت العاشر
رواية جانا الهوى الحلقة العاشرة
نادر في المستشفى بعد ما اطمن على بدر قعد لوحده يراقبه من بعيد ويفكر هل يا ترى هيكون له نصيب مع أخته ؟ ولا القدر له رأي آخر ؟
افتكر بداية انهيار حياته مع بسمة بعد ما بدأت صحتها تتحسن وتسترجع حياتها شوية شوية ورجع للماضي من تاني .
بسمة في بيتها والكل بيزورها يباركلها على صحتها وعمها عبدالمجيد وأولاده معاه وحاتم كمان اللي أول ما شافها ابتسم: بسوووم قلبي ازيك ، أخيرا نورتي من تاني ؟
ضحكت وقربت تسلم عليه : حتوم فينك يا ابني محدش بيشوفك ليه ؟
ضحك من اسم حتوم اللي من زمان ماسمعهوش منها : في شغلي هعمل ايه يعني ؟ المهم سيبك مني انتي ايه أخبارك وصحتك عاملة ايه ؟ ماعرفتش أتكلم معاكي الزيارة اللي فاتت وانشغلت بالحاج بس على فكرة أنا على طول بسأل عمي عنك وبيقولي انك قافلة على نفسك ومش عايزة تكلمي حد .
اعترضت : أنا فعلا ماكنتش بكلم أي حد بس انت مش حد كنت كلمتني على موبايلي يا بكاش .
ضحك وبص لعمه : طيب والله اسأليه اهو قدامك – بص لعمه وكمل – عمي مش كنت على طول بكلمك وأسأل عليها وتقولي في أوضتها مش بتكلم حد ؟
عمه ابتسم وبص لبنته : فعلا على طول يسأل .
فضلوا يهزروا ويضحكوا وعبدالمجيد بص لأخوه : اهم كويسين اهم مع بعض خايف من ايه يا عمار ومتردد ليه ؟ أنا ابني مش وحش ولا قليل علشان …..
قاطعه أخوه : ما عاش ولا كان اللي يعيب في حاتم يا أخويا أنا بس والله اتفاجئت بالموضوع .
ميل عليه وقاله : طيب خلينا نفرح بيهم بقى استنينا كتير كفاية ، زي ما بقولك الحفلة بتاعتها هنعلن فيها خطوبتهم إن شاء الله ، ظبط أمورك على كده.
تاني يوم بسمة بتفطر مع أمها وأبوها اللي عايز يفاتحها في خطوبة ابن عمها ومش عارف ، استنى لحد ما خلصوا فطارهم وبعدها سألها : هو دكتور نادر رجع ولا لسه ؟ كنا عايزينه يحضر معانا حفلة بكرا
ابتسمت بحب أول ما بتيجي سيرته : هيجي إن شاء الله ، كان بيقول بكرا هيرجع ربنا يسهل .
فضل ساكت شوية وهي لسه هتقوم بس وقفها : اقعدي يا بسمة عايز أفاتحك في موضوع كده .
قعدت وهي محتارة موضوع ايه؟ وأبوها مش عارف يبدأ ازاي بس لازم يقولها وبعدين هي علاقتها بالفعل كويسة مع ابن عمها ، أمها لاحظت حيرة جوزها فسألت هي بنتها : انتي ايه رأيك في حاتم ابن عمك ؟
بصتلهم باستغراب : حاتم ؟ – ضحكت – حاتم هو حاتم ، بحبه أكيد خفيف ولطيف وظابط زي القمر .
ابتسم أبوها واتحمس : طيب كويس .
سألته بحيرة : ليه بتسألوا عن حاتم ؟ انتوا عارفين اننا أصحاب من زمان مش بس أولاد عم
عائشة ابتسمت : عمك طلبك له
– هنا اتصدمت وأبوها كمل – انتي فاكرة طبعا انه طلبك من زمان لما تعبتي وكان عايز يرتبط بيكي بس انتي رفضتي ساعتها علشان تعبانة وهو اهو استناكي لحد ما قمتي بالسلامة ومفيش عندك سبب للرفض .
حركت راسها برفض مش قادرة تصدق أبوها وبصتله : بابا هو اه طلبني بس ده علشان مرضي وعلشان يقف جنبي وقلتله من ساعتها اننا أصحاب وأخوات وهو مش مضطر أبدا يعمل كده وأنا حياتي اتقبلتها كده و ……
قاطعتها أمها بجدية : لكن مش ده اللي قلتوه ساعتها قلتي لما تخفي واديكي خفيتي ؟
وضحت بدموع بتهدد تنزل : أيوة قلنا كده علشان نسكتكم لكن هو عارف كويس اني مافكرتش فيه أبدا كزوج .
أمها بصتلها بغيظ : ولما هو عارف كده جه يخطبك تاني ليه ؟
مش عارفة تقولهم ايه ولا ترد ازاي؟ وأبوها سألها : ردي يا بسمة وقولي ، دلوقتي انتي كنتي راكناه على الرف لحد ما تشوفي هتخفي ولا لا ؟ طب بلاش دي ، عايزاني أقول لأخويا الكبير ايه ؟ كنت مخلي ابنك استبن لبنتي وعلى دكة الاحتياطي ؟ لو فضلت عيانة يتجوزها ولو خفت يفتح الله ؟ ده اللي عايزاني أقوله ؟
حركت راسها برفض : بابا كلم حاتم ، حاتم هيقول هو لأبوه .
أبوها بصلها بحيرة : انتي بتحبي حاتم ليه رافضاه زوج ؟
غمضت عينيها وسابت دموعها تنزل وعايزة تقول لأبوها انها بتحب نادر بس ماقدرتش تنطق وفتحت عينيها بصتله : كلم حاتم يا بابا ، تلاقي بس عمي اللي فاكر كده أو هو طلب من حاتم يتقدم لكن حاتم ما بيحبنيش أبدا .
أبوها اتنهد وبعدها بصلها بحيرة : يعني حاتم عارف كويس انك رافضاه من ساعتها ومش مستنيكي وما بيحبكيش ومتعلق بيكي السنتين دول طول فترة مرضك ؟ وكان اتصاله كل شوية بيا يطمن عليكي مجرد ابن عم بيسأل على بنت عمه اللي زي أخته الصغيرة ؟ ده اللي عايزة تقوليه يا بسمة؟
بسمة اتعلقت بالأمل ده وأبوها بص لمراته اللي شجعته : كلم حاتم فعلا وشوف ده كلامه ولا كلام أبوه وأبوه فاهم غلط ؟
عمّار مسك موبايله واتصل بابن أخوه وسلم عليه وبعدها مش عارف ازاي يفاتحه؟ بس حاتم فتح الكلام بفرحة: عمي بكرا إن شاء الله حفلة بسمة، حضرتك مش متخيل أنا مستني اليوم ده من امتى ؟
أبوها وأمها بصوا لبسمة اللي بتحرك راسها برفض وحاتم كمل : عمي بعد إذنك أنا طبعا كنت مشتري الخواتم من زمان وركنتهم لما بسمة رفضت الارتباط وهي تعبانة واحترمت رغبتك اني ما أضغطش عليها الفترة اللي فاتت واحترمت برضه رغبتها انها تفضل لوحدها وربنا يعلم اني كنت بنزل إجازاتي بس علشان أشوفها بس دلوقتي الحمد لله قامت بالسلامة والخواتم لو ماعجبوهاش هغيرهم باللي هي تشاور عليه ، هي بس تؤمر .
أبوها بصلها وحرك راسه بحيرة : طيب انت مش كنت عايز تتجوزها علشان انت ابن عمها وانت أولى بيها و هي تعبانة و …….
قاطعه حاتم بسرعة : لا يا عمي طبعا ده مجرد كلام قلته ساعتها لما رفضتني ، لان هي نفسيتها كانت في الأرض ومش متقبلة أي حب وأي علاقات جديدة فقلت اني ابن عمها وأولى بيها وبمرضها اهو أي سبب المهم توافق ، صحيح خفت تفهم كده بالفعل اني عايز أتجوزها علشان أشيلها في مرضها بس قلت هي هتفهم مع الوقت اني بحبها واني مستنيها وهستناها لآخر يوم في عمري كمان .
عمار بص لبنته اللي منهارة في العياط وبعدها قفل الكلام مع حاتم : ربنا يسعدك يا ابني ، يلا هشوفك بكرا .
قبل ما يقفل حاتم وقفه : عمي حضرتك كنت عايز حاجة ؟
عمار ابتسم بمجاملة : لا يا ابني بس كنت بطمن انك انت اللي عايز تتجوزها مش أبوك اللي عايزك تتجوز.
ضحك حاتم : أبويا اه عايزني أتجوز بس عمره ما هيفرض عليا حد أبدا هو عارف اني بحب بسوم .
قفل معاه وبص لبنته : أعتقد سمعتي بنفسك ، بكرا خطوبتك على ابن عمك .
بسمة عيطت وأبوها سابهم وخرج وهي مسكت مامتها ببكاء : ماما اعملي حاجة ؟
أمها بصتلها بقلة حيلة : أعمل ايه ؟ انتي قلتي من زمان لما تخفي ، لما انتي رافضاه ليه ما قلتيش من ساعتها ؟
حاولت تشرح لمامتها : قلت لحاتم انه مش مضطر يتجوزني وافتكرت انه بيطلبني بس علشان ظروفي لكن عمري ما فكرت انه بيحبني أبدا ، عمره ما قال .
مامتها مسحت دموعها بايديها وبعدت شعرها بعيد عن وشها : ودلوقتي طيب رافضاه ليه ؟ طول عمركم حلوين مع بعض ، هو هيسعدك يا قلبي و ……
قاطعتها بسمة بعياط : بحب نادر يا ماما ، بحب نادر .
أمها شهقت بذهول: دكتور نادر ؟ ليه ؟ علشان عالجك ؟ ما هو أي دكتور بيعالج مرضاه وبيهتم بيهم، يبقى نحب كل دكتور يعالجنا ؟ بقى عايزة ترفضي حاتم علشان واحد جاي زيارة لبلدنا لا نعرف أصله ولا فصله ولا عيلته ؟ انتي اتجننتي يا بسمة ؟ بعدين ده تعلق مش أكتر لانه عالجك ، انبهار هيروح بعد شوية ، بسمة فوقي ده مش حب أبدا يا بنتي .
بسمة رفضت تسمع مامتها ودخلت أوضتها تعيط وقررت تكلم نادر تقوله واتصلت بيه بس للأسف التليفون بيحولها للبريد الصوتي انه طالما مش بيرد يا نايم يا في عملية .
فضلت تحاول تتصل بيه النهار كله ونفس الرد للأسف .
فاق نادر من ذكرياته على اتصال إيمان بتكلمه وبتفكره انه وراه عملية فقام بإرهاق يشوف مرضاه ، كل حاجة بيعملها بإرهاق وتعب ومابقاش قادر يتحمل الحياة دي .
أول ما النهار طلع نزلت هند وأنس مع نادر يطمنوا على بدر و أول ما وصلوا نادر حاول يكلم بدر بس أنس سبقه : بابا اصحى ، أنا أنس يا بابا .
بدر فتح عينيه بإرهاق وتعب وبص لابنه بتعب : أنس .
أنس ضم أبوه بس نادر مسكه : بالراحة على بابا يا أنس هو لسه تعبان برضه.
بدر بصله بخفوت: سيبه هو واحشني أصلا .
لمح هند وابتسم بتعب: هند ، ازيك .
كان بيتكلم بصعوبة وهند اتحرجت من أخوها فردت بتوتر: حمدلله على السلامة يا مستر بدر .
نادر ابتسم بسخرية من جواه انها بتحاول تكون رسمية ومش عارفة ومكسوفة وتابعهم بغيرة على أخته عايز يشوف هيتكلموا ازاي ؟
أنس أنقذها لما بص لأبوه : بابا شوفت الدكتور نادر ده – أبوه بصله وحرك راسه – اهو ده يبقى أخو هنود .
بدر ابتسامته اختفت واتوتر هو كمان وبصله ومش عارف يقول ايه؟ فنادر ابتسم وقرب منه بمغزى : حمدلله على السلامة قوم الأول بخير ولينا كلام كتير ما تقلقش .
بص لأخته بتحذير: يلا يا هند ، سيبي أنس مع باباه النهارده مش لازم مدرسة ولا ايه ؟
أنس بحماس : أيوة أيوة هفضل مع بابا النهارده أرجوكي يا هنود ؟
هند بصتله : باباك فاق يا أنس خد إذنه هو .
كشر وبص لأبوه : أنا هقعد معاك انت فاهم ولا لا؟
بدر ابتسم بصعوبة: أنا أقدر أقول لا ؟
أنس كشر : لا طبعا ما تقدرش – بص لهند – روحي انتي يا هنود شغلك وأنا هفضل معاه خلاص وافق اهو سمعتيه ؟
نادر ضحك : هو كده وافق ؟ انت على طول كده معاه ؟
بدر بهزار: أنا اللي ابنه مش هو .
نادر استأذن وأخد أخته لان وراه عملية صعبة وهتاخد معظم يومه و هند انسحبت لشغلها وكانت مبسوطة وأصحابها مسكوها يقرروها فقالتلهم ان بدر أخيرا فاق .
أسماء بصتلها : هند انتي بجد ممكن تتجوزيه ؟
هند بصتلها باستغراب : ليه سؤالك ده يا أسماء ؟ أيوة بإذن الله هنتجوز – رفعت ايديها للسما- بس ربنا يهدي ماما عليا مولعة البيت نار .
أسماء بحيرة : انتي رفضتي ناس كتيرة جدا علشان في الآخر توافقي على ده ؟
كشرت بغيظ : ماله ده ؟ وايه ده أصلا ؟ الكل عارف بدر قد ايه محترم وشخص كويس و ……
قاطعتها مها بتهديها : يا بنتي هي مش قصدها تقلل منه ، هي بس تقصد انه مطلق ومش بس كده كمان معاه ابن ، يعني ليه ترفضي كتير علشان في الآخر ترتبطي بشخص مطلق ومخلف كمان ؟
اتنهدت : حبيته ، ماعنديش إجابة غير دي ، حبيته .
همس دبلت جدا ودموعها مش بتنشف أبدا وفي محاضرة سيف بتقعد ورا خالص هي وأصحابها ومش بترفع حتى عينيها تشوفه وده كان بيجنن سيف اللي عايز يشبع من عينيها أو يحاول يفهم اللي حصل ده حصل ازاي وليه ؟ كان نفسه يسمع صوتها من تاني أو تيجيله مكتبه وتغلس عليه بألف سؤال بس يسمع صوتها وضحكتها من تاني .
عايز يتكلم معاها ويرتاح ويعرف ليه عملت كده ؟ ليه بتدي لنفسها حق الارتباط وتنكر الحق ده عليه ؟
كان لازم يعرف إجابة سؤاله وهي بتهرب منه فقرر يطلب تقرير من الدفعة كلها والتسليم شخصي في مكتبه .
استناها تدخل ويتكلم معاها بس للأسف ماجتش ، خلود صاحبتها بتسلم التقرير بتاعها وبتتكلم معاه بعملية جدا وهو بيسألها بدون ما يرفع عينيه يواجهها لحد ما خلص واستناها تخرج بس اتفاجئ بيها بتحط تقرير تاني قدامه فبصلها : ايه ده ؟
تمالكت نفسها وحاولت تبتسم باستفزاز : ده تقرير همس .
اتضايق واتنرفز أكتر لأنه استحمل كل التقارير دي والأسئلة دي علشان بس يتكلم معاها هي ردت بصرامة : أعتقد اني قلت تسليم التقرير شخصي ، كل طالب يسلم تقريره بنفسه .
اتنهدت خلود : معلش يا دكتور بس هي تعبانة شوية وسافرت البلد .
ابتسم بتهكم : ألف سلامة عليها لما تتحسن وترجع تبقى تسلمه بنفسها .
حاولت خلود تقنعه : طيب ما ينفعش …….
قاطعها بغيظ : ما ينفعش وكلمة زيادة يا باشمهندسة هلغيلكم التقارير انتوا الاتنين ، هي تيجي بنفسها زيها زي باقي دفعتها ودلوقتي اتفضلي عايز أخلص باقي زمايلك اللي اهتموا وجم بنفسهم .
خرجت وراحت لصاحبتها : رفض يستلمه يا همس ده حتى قلتله انك تعبانة ومسافرة قالي برضه تسلمه بنفسها .
كشرت بغيظ : يعني ايه هيجبرني سيادته ؟ طيب مش هسلمه ويوريني هيعمل ايه ؟
هالة بتوتر : مش هتسلميه ازاي ده عليه خمس درجات بحالهم من أعمال السنة ، همس انتي مستغنية عنهم كل دول ؟ دول يفرقوا في ترتيبك جدا .
كشرت بحيرة وغيظ وخلود وضحتلها : همس آخر ميعاد بكرا لتسليم التقرير معلش روحي سلميه بنفسك .
أخدت التقرير وفضلت متابعة عربيته لحد ما شافته مشي طلعت بسرعة لمكتبه بس كان مقفول فراحت لعم فتحي بتاع البوفيه وطلبت منه يحط التقرير على مكتب سيف ويقوله انها جت بنفسها واستنته لحد ما فتح المكتب قدامها وحط التقرير.
نادر أخيرا خرج من العمليات هلكان وعلى آخره وراح الأول اطمن على بدر اللي كان محروج منه جدا بس فضل يتكلم معاه وحس انه قد ايه شخصية محترمة ونوعا ما بدأ يعجب بيه ويفهم سر حب أخته له بعدها قام يرتاح في أوضته شوية؛ لأنه مش قادر يروح البيت يتخانق تاني مع مامته ، مسك موبايله واتفاجئ انه فاصل شحن واتضايق لأنه افتكر انه عاش أسوأ لحظات حياته بسبب ان موبايله فصل شحن زمان .
افتكر وهو راجع لبسمة بعد ما كلم أبوه وأمه وأخد موافقتهم ، كان عايز يطيرلها ويطلب ايديها وبعدها يجيب أهله بس يومها موبايله برضه فصل شحن أخده وراح بيته ونسي يشحنه لأنه وراه سفر، أخد شنطته بسرعة وسافر لحبيبته بعد ما اتفق مع أبوه انه هيفاتح عيلتها، وبعدها يكلمهم يحصلوه .
افتكر انه نام من التعب الطريق كله و وصل الصبح بدري ودخل أوضته اللي في بيت الحاج عبدالمنعم اللي فرح برجوعه وعزم عليه يقعد بس كان هلكان ومجهد وعايز يرتاح شوية قبل ما ينزل ويروح بيتها .
دخل وافتكر موبايله حطه في الشاحن وكمل نومه لحد ما صحي ونزل المستشفى الأول يشوف الدنيا بس من حظه جتله حالة طارئة انشغل بيها النهار كله لحد ما عمار اتصل بيه وأكد عليه يجي الحفلة بتاعة بسمة ضروري.
بسمة طول اليوم ماسكة الموبايل تحاول تكلمه وأمها لاحظت فأخدت منها موبايلها وقفلته بعصبية: انتي مش هتوقعي وتولعي العيلة كلها في بعض ، انتي ربطتي ابن عمك بيكي وخليتيه جنبك فاتحملي مسئولية تصرفاتك ونادر شيليه من دماغك ده مجرد دكتور وبس ولا بيحبك ولا بيهتم بيكي غير كمريضة .
حاولت تعترض بس هتقول لأمها ايه ؟ انه ضمها وقالها بيحبها ومش عايز غيرها ؟ ماقدامهاش غير الدموع وبس، ياريتها كانت صريحة من الأول سواء مع حاتم زمان أو مع أمها دلوقتي .
أمها وبنات عمها لبسوها وعملولها الميك اب وخلوها أحلى عروسة والكل بيتجمع وبيهيص وبيبارك على قومتها بالسلامة ولسه محدش عارف ان الحفلة دي لخطوبتها .
نادر وصل واتفاجئ بكم الناس الموجودة والكل بيسلم عليه ويهنيه انه عالجها أو بيشكره انه عالج حد قريبه .
حاتم وصل وسلم على نادر وفضل يشكره وعبدالمجيد قرب منهم : يا أهلا بدكتورنا اللي منور البلد كلها مش بس بيتنا ؟
نادر ابتسم بحرج : يا أهلا بيك يا حاج وبعدين البلد منورة بأهلها وناسها .
عمّار أعلن ان العشا جاهز والكل بيتعشى ونادر نفسه لو يلمح حتى بسمة وقرر انه آخر الحفلة هيقعد مع أبوها ويفاتحه مش هيستنى أكتر من كده .
خلص العشا و وزعوا شربات وعصاير والكل بيزغرد وبيهني بسلامة بسمة .
عبدالمجيد بص لأخوه : فين قمورتنا الحلوة يا عمار؟ ما تخليها تطلع وتنور .
عمار دخل جاب بنته والبنات كلهم قعدوا حواليها وهي عينيها متعلقة بنادر اللي حس فعلا زي ما عمها قال ان الدنيا نورت بخروجها .
عبدالمجيد قرب من نادر ومعاه عصير وبيديله بس نادر اكتفى فحاول يعتذر بس رفض : والله لتاخده يا دكتور ده انت بركتنا وبعدين ده شربات بسمة هترفضه ؟
ابتسم و أخده وعينيه عليها واستغرب الحزن اللي شايفه
عبد المجيد وقف في نص الجنينة اللي عاملين فيها الحفلة والناس كلها سكتت وهو بدأ يتكلم ويرحب بالناس الموجودة ويشكرهم وبعدها بص لنادر شكره انه رجعلهم بنتهم اللي المرض أخدها منهم وبعدها بص لابنه وبدأ يتكلم في المهم بابتسامة : وبما ان بنتنا قامت بالسلامة ورجعت تنور الدنيا بضحكتها وابتسامتها فأنا وأبوها يعني قررنا نكبر فرحتنا ونعمل الفرح فرحين – بص لبسمة – تعالي يا بسمة العيلة جنبي .
بسمة بصت لنادر وهو مبتسم بقلق وخوف عليه من صدمته، بس مش بايديها حاجة تعملها ، وأمها متابعاها وبتشجعها تروح لعمها لدرجة انها مسكت دراعها وشدتها لحد عمها وهي مبتسمة وبتحاول تداري وجع بنتها وهمست : اعدلي وشك يا بنتي وخلي الليلة تعدي على خير .
بصت لأمها بحزن: نادر شوفتيه ..
قاطعتها بعنف وسكتتها : اخرسي مش وقته .
وقفت جنبها وعمها بيكمل وحط ايده على كتفها : بنتي الحلوة اللي طال انتظارنا ليها ، سنتين مستنيين اليوم ده يا بسمة والحمد لله أخيرا ربنا أرد انه يتم .
بص لابنه اللي قرب بابتسامة لما شاورله وهنا اللي نادر واقف بيتفرج من بعيد اتوتر ومش فاهم ليه ابن عمها بيقرب ؟
حاتم طلع العلبة وفتحها وطلع خاتمه وبصلها بشوق : أخيرا يابسمة اليوم اللي بتمناه من سنين .
واقف مستنيها تتكلم أو تنطق بس هي باصة للتاني اللي الدنيا لفت بيه ومش عارف ايه اللي حصله ده ؟ بيتنفس بالعافية ، مش قادر يستوعب انه دلوقتي بيحضر حفلة خطوبة حبيبته ، أكل وشرب شرباتها كمان ، صدمة وصمت وما بقاش سامع ولا شايف غيرها هي وحاتم قدامه اللي بيمسك ايدها يحط فيها الخاتم .
بص حواليه بتوهان وضياع مش عارف يعمل ايه ؟ مش عارف أصلا يتنفس ولا قادر يتنفس ، حس بالغدر والخيانة ، كأن في سكينة اتغرزت جواه بقوة بدون رحمة ، اتمنى في اللحظة دي يكون كل ده كابوس ويصحى منه بس هل كسرته وقلبه اللي اتكسر ده ينفع يبقى مجرد كابوس؟ ولا هو واقع اتفرض عليه بقوة ؟!
بيتنفس بالعافية وبيتمنى لو بس يختفي من قدام الناس دي كلها ؟! لو يقدر يصرخ بصوته كله ؟ أو حتى لو يقدر يسألها ليه عملت فيه كده ؟ علشان يعالجها ؟ هو عمره ما بخل أبدا على أي حد بعلمه ، عمره ما اتأخر عن أي حد طلب مساعدته .
حط من ايده الكاس وجه يخرج برا ، عمار لمحه فراح ناحيته وقفه بابتسامة : دكتور استنى و
قاطعه وبيحاول يتماسك ويسيطر على صوته المهزوز: جالي تليفون من المستشفى وفي حالة مستعجلة ولازم ألحقها بسرعة، باركلهم بالنيابة عني
قبل ما يتحرك اتفاجئ بايد بتتحط على كتفه وعبدالمجيد بيضحك: دكتورنا، مش هتبارك للعرسان؟
عمار حس بيه واستغرب رد فعله فحاول يتكلم عنه : جاله استدعاء من المستشفى
عبدالمجيد بصله بتقدير لحالته: طيب بس على الأقل باركلهم .
حاول يرفض أو ينطق بس عبدالمجيد مسك دراعه وشده ناحيتهم ولقى نفسه قدامها عينيه في عينيها واتمنى لو من حقه يمد ايده عليها .
مش قادر يطلع صوته وينطق وحاتم ضمه بعرفان: دكتورنا الغالي اللي رجعلي قلبي.
ضمه وهو مصدوم وأخيرا قدر ينطق : مبروك أنا ما عملتش غير واجبي – بصلها بغضب مكبوت – وكنت هعمله مع أي حد ده شغلي .
حست انه بيتهمها انها ضحكت عليه علشان عالجها ، غمضت عينيها بوجع مش قادرة تواجهه بس هي غصب عنها مجبورة مش بمزاجها أبدا ، بصت لأمها اللي بصت لنادر ولاحظت صدمته واستغربت هل ممكن فعلا يكون حب بنتها ؟
نادر بصلهم كلهم : مبروك عليكم كلكم ، بعد إذنكم جميعا أنا لازم أمشي .
خرج بسرعة وكلهم استغربوا خروجه بعد ضحكه وهزاره بالشكل ده وحاول عمار اللي مش فاهم في ايه؟ وليه بنته مصدومة كده؟ وليه نادر اتقلب حاله كده ؟ حاول يبرر خروجه : يا جماعة انتوا عارفين انشغاله والعمليات اللي وراه ولسه جايله تليفون بحالة صعبة عايز يلحقها ، ربنا يكون في عونه .
عبدالمجيد ابتسم : ربنا يكون في عونه ويشفي كل مريض يارب المهم خلينا احنا في حفلتنا وفرحتنا بعيالنا .
نادر خرج من عندهم مشي وخلاص مش عارف يستوعب اللي حصله ده كان ايه ؟ طيب ليه كل ده ؟
وصل مكانه وحس انه مخنوق مش قادر يقعد طلع برا فضل ماشي في الغيطان لحد ما حس انه لوحده فسمح لنفسه ينهار ، قعد على الأرض ولأول مرة في حياته دموعه تنزل وعلشان واحدة ، ليه حبها بالشكل ؟ بالشكل اللي يوجع أوي ده؟ ليه قلبه بيبكي ؟ ليه وهو دكتور بيعالج كل القلوب ؟ مش عارف يعمل ايه لقلبه اللي بينزف وبيموت ؟ ازاي يخفف الوجع ده ؟ طيب يروح فين ولا يعمل ايه ؟
عقله بيعيد قدامه مشهد حاتم وهو بيلبسها الخاتم ويقول أخيرا اليوم اللي مستنيه من سنتين ، سنتين بتحب واحد تاني طيب ازاي تسمح لنفسها ان غيره يلمسها ؟ ازاي سمحتله يضمها ؟
افتكر العشا والعصير اللي شربه وحس انه قرفان من نفسه ومن غبائه ومنها هي شخصيا ، حس ان معدته بتوجعه لدرجة انه فضل يستفرغ كل الأكل اللي أكله وكل اللي شربه .
قعد على الأرض يحاول يهدي نفسه ويسيطر على جسمه .
تليفونه رن واستمر فترة كل مايفصل يرن تاني لحد ما أخيرا طلعه ولقاه باباه فغمض عينيه ، كان مستعجل ليه يقولهم ؟ هيقولهم ايه دلوقتي؟ انه اتلعب بيه من عيلة ضحكت عليه علشان يعالجها ؟ ولا يقولهم انه أهبل في السن ده وفسر لعب وتسالي مريضة بانه حب ؟ يقولهم ايه بس ؟
بص حواليه الدنيا ظلمة وإحساس بالغربة والظلمة دي مسيطرين عليه ، هو ليه جاي البلد دي ؟ علشان يعالج أهلها ؟ مافيها دكاترة كفاية .
قام لم كل حاجته وراح للحاج عبدالمنعم اداله مفتاحه وشكره واستغرب ازاي لسه جاي الصبح وبيسافر آخر النهار؟ بس اعتذر منه وقاله انه طلبوه في مستشفى تانية ولازم يسافر دلوقتي .
طول الطريق مصدوم ومش عارف إذا كان اللي حصله ده بجد ولا حلم ؟
وصل بيته بدري جدا وخبط وأمه فتحتله وأول ما شافته شهقت : نادر ابني فيك ايه ؟
ضمها وبيحاول يتماسك وبعدها بعد عنها وداخل أوضته فحاولت توقفه بس هو وقف وبصلها : علشان خاطري سيبيني لوحدي على الأقل دلوقتي .
أمه مش قادرة تتحمل حالته دي فمسكت دراعه بحب: طيب طمني عليك الأول .
بصلها والدموع بتلمع في عينيه : أنا كويس بس عايز أنام ممكن ؟ بعد إذنك .
سابها ودخل أوضته وأبوه خرج بصلها : هو جرس الباب ضرب ولا كان بيتهيألي وأنا بتوضا للفجر ؟
بصتله بحزن: ده نادر .
اتصدم : نادر ؟ هو ماسافرش ولا ايه ؟ بس ازاي أنا كلمته بالليل وقالي انه عندها في بيتها ايه اللي حصل ؟ طيب هو حالته كانت ايه ؟
جاوبته وقلبها مليان خوف : كان موجوع يا قلبي ، عيونه مليانة دموع بيحاول يداريها ، هو ممكن تكون رفضته ؟
رد بحيرة هو كمان : ممكن فعلا تكون هي حست بعرفان للجميل انه عالجها وأهلها حبوه علشان عالج بنتهم لكن مش لدرجة الجواز ، أنا هدخل أشوفه.
مسكت دراعه : قالي سيبوني لوحدي .
سحب دراعه : لا نسيبه ازاي بقى ؟! لازم نفهم ماله على الأقل ؟ وبعدها نسيبه براحته .
دخله وقفل الباب بهدوء ، كان قاعد على الأرض وساند على سريره ، بص لأبوه وحاول يظهر طبيعي : كنت بحاول أفضي شنطتي بس الظاهر اني تعبان أكتر مما كنت متخيل .
قام وقعد على سريره وبيحاول يداري وجعه عن أبوه اللي مسك دراعه و وقفه يواجهه : انت متخيل انك هتعرف تداري وجعك عني ؟ ده أنا بحس بيك وبحس بوجعك قبلك ، فيك ايه؟ وليه رجعت بالشكل ده ؟
حاول يعترض أو يأجل الكلام بس أبوه منعه : هسيبك براحتك وهسيبك تاخد وقتك في الزعل بس الأول فهمني ايه اللي حصل؟ وليه رجعت بالشكل ده ؟ هم رفضوك ؟
نادر حرك راسه بنفي : ما اتكلمتش أصلا – أبوه استغرابه وحيرته زادوا بس ابنه كمل – مالحقتش أساسا .
قعد وقعده قصاده : مالحقتش ازاي ؟ – فجأة خطر على باله تعبها – اوعى يكون جرالها حاجة ؟
ابتسم بتهكم : أعتقد كان هيبقى أرحم من اللي حصل ، لا يا بابا هي كويسة .
ضرب كف على كف بحيرة : طيب يا ابني في ايه لما ما رفضوكش وهي كويسة فيك ايه ؟ يا ابني الله لا يسيئك قولي ايه اللي حصل ؟
أخد نفس طويل وبص لأبوه : كانت مخطوبة لابن عمها من سنتين والنهارده لبسوا الدبل .
أبوه اتصدم لوهلة ومش عارف ينطق ولا يرد وبعدها استوعب الكلام : طيب انت ازاي ماعرفتش انها مخطوبة؟ ازاي فكرت فيها أصلا ؟ ولا اوعي تكون قالتلك هسيبه والكلام الفاضي ده ؟
ابتسم بتهكم من الغباء اللي كان فيه : لا يا بابا هي ماقالتش أصلا انها مخطوبة ولا حد قال ، أنا اتفاجئت النهارده باللي حصل .
أبوه برضه رافض يقتنع : طيب برضه ليه فكرت انها بتحبك ؟ ليه يا نادر طالما ما تعرفش حاجة عنها ؟
بص لأبوه بغضب منها : ما قالتليش يا بابا ، قربت منها سمحتلي أقرب ، قلتلها بحبك قالتلي وأنا كمان ، قلتلها عايز أتجوزك كانت طايرة من الفرحة وبتعد الأيام علشان أنزل البلد تاني وأرجعلها .
أبوه حرك دماغه بحيرة : طيب وكل ده فين ؟
نادر ضحك و وقف : كانت بتتسلى بيا لحد ما حبيبها يرجع من سفره أو كانت بتضحك عليا علشان أعالجها – حرك دماغه برفض – أنا مش عارف أفكر أصلا يا بابا ، انت متخيل اني روحت أطلب ايدها وقررت أفاتح أبوها بس قلت بعد الحفلة ؟ متخيل انت لو كنت اتجننت وفاتحته قبلها كان هيبقى شكلي ايه ؟ ولا لو روحت قلت لعمها عايز أطلب بنت أخوك اللي هي أصلا خطيبة ابنه كان عمل ايه؟ ولا قالوا ايه ؟
أبوه اتنهد بتعب واتعاطف مع ابنه اللي كمل بوجع : تخيل اني روحت أكلت وشربت الشربات بتاعها زي الأهبل و
قاطعه خاطر وهو مش قادر يسمع أكتر من كده : اوعى تقول كده ، انت قلبك أبيض وحبيت وهي ما صانتش الحب ده ولا صانت خطيبها والحمد لله ان ربنا كشفهالك قبل ما تاخد خطوة بجد ناحيتها ، ربنا بيحبك يا نادر وهي ظهرت على حقيقتها قبل ما تتورط أكتر .
بص لأبوه بوجع وكان نفسه يقوله انه اتورط وانه غرق في حبها لدرجة انه بيموت دلوقتي ، مين قال بس انه لسه على البر ؟
حاول يبتسم لأبوه : الحمد لله على كل حال ، أنا هكون كويس بإذن الله بس بالله عليكم سيبوني لوحدي شوية . أبوه سابه وخرج لمراته اللي قاعدة على نار وقعد مهموم قدامها لدرجة جننتها بزيادة : يا راجل انطق في ايه؟ وقعتوا قلبي ، ايه اللي حصل ؟
حكالها اللي حصل وهي وجعها فاق وجع ابنها ، وحست جواها نار ممكن تحرق بلد البنت دي كلها مش هي ، ازاي تلعب بابنها؟ وتستغل طيبة قلبه ومشاعره الصادقة ؟
كانت عايزة تدخله بس جوزها منعها وقال يدوله شوية وقت لنفسه يستجمع فيهم مشاعره وقوته ويحاول يقف من تاني على رجليه.
انتبه نادر من ذكرياته وقام مش عارف رايح فين؟ ولا عارف ليه عايش كل الماضي من تاني بالشكل ده ؟
في محاضرة سيف الكل حاضر والكل استلم التقارير بتاعته وبعد ما خلص المحاضرة بصلهم قبل ما يلم حاجته ويمشي : حد عنده أي سؤال عن أي حاجة؟ أو حد ما استلمش التقرير بتاعه ؟ أو عنده اعتراض على درجته ؟
الكل ساكت بس همس وقفت تتكلم برسمية: أنا ما أخدتش التقرير بتاعي يا دكتور .
بصلها بلامبالاة مصطنعة ضايقتها : كل التقارير اللي استلمتها رجعتها .
هزت راسها بإصرار : أنا سلمت التقرير بتاعي .
بصلها وافتكر لما شافه على المكتب وعم سعيد بيقوله انها جت وسابته وساعتها رجعه لعم سعيد وقاله لو جت تسأل عليه يديهولها ويقولها التسليم كان شخصي ، ابتسم ببرود : سلمتيه لمين وفين وامتى ؟
جاوبته بسرعة : روحت مكتب حضرتك بس حضرتك ماكنتش موجود فطلبت من عم سعيد يحطه على مكتبك .
ابتسم بشماتة : طيب طالما سلمتيه لعم سعيد يبقى تطلبي تقريرك ودرجاتك منه – بصلها بجدية وغضب مكبوت – تسليم التقرير كان شخصي وكل الدفعة التزمت وسلمته حضرتك ما سلمتيهوش فده غلطك انتي .
سابها ومشي وهي وقفت مذهولة عمرها ما تخيلت أبدا انه يكلمها بالأسلوب ده والطريقة دي ولا الجبروت ده .
جريت وراه تلحقه و لحقته قدام الأسانسير بعصبية: يعني ايه ؟ بتعاقبني حضرتك ؟
اتمنى لو يزعقلها ويقولها اه بيعاقبها بس هي غبية ، ماردش عليها فكملت بحدة : رد عليا ؟
بصلها ببرود : انتي ما سلمتيش تقريرك ما تلومينيش .
عبرت بغضب : بعتهولك أكتر من مرة .
ابتسم ببرود : وفي كل مرة قلتلهم ان التسليم شخصي .
مسكت دراعه بعفوية وتوسل : سيف انت مش هتضيع عليا درجات التقرير ده ؟
بصلها باستنكار انها بتستعطفه بالطريقة دي ، ياما كان نفسه يسمع اسمه منها بس مش كده رد عليها بغضب : مش أنا والله اللي بضيعه عليكي .
الأسانسير اتفتح فدخل وهي وراه
قالتله بغيظ: حرام عليك .
بصلها بحدة : حرام عليا أنا ؟ أنا اديتلك فرصة في كل مرة كنتي بتبعتي أصحابك ، بعدين الظاهر انك نسيتي نفسك يا باشمهندسة
– اتكلم بحدة أكبر وبغضب أكبر – انتي طالبة هنا ولما الدكتور بتاعك يطلب تسليم تقرير يبقى سيادتك تسلميه بنفسك
– سكت وحاول يهدي نفسه وكمل بهدوء مصطنع – ابقي عوضيها في حاجة تانية .
دموعها نزلت : انت عارف ان درجات التقرير هتفرق معايا كتير جدا وعارف ان لكل درجة قيمة وعارف ان الفرق بيني وبين التاني ممكن يكون درجة أو نص والتالت والرابع كلها بتبقي حاجات بسيطة فخمس درجات هيدمروني وعمري ما هقدر أعوضهم أبدا.
بصلها وهو خارج من الأسانسير بعصبية: الكلام ده تقوليه لنفسك يا باشمهندسة وكنتي تفكري نفسك بيه قبل ما تعانديني ، سبق ونصحتك وقلتلك ما تقفيش قصاد دكتور لانك انتي اللي هتخسري وانتي رميتي بنصايحي واديتك فرصة واتنين وتلاتة وبرضه رميتيهم فما تعيطيش بقى دلوقتي واتحملي نتيجة عنادك وغبائك .
سابها ومشي وهي فضلت مكانها تعيط وهو اتوجع لعياطها وكره قسوته عليها بس هي بتضطره لده ، دخل مكتبه وحس انه عايز ينفجر في أي حد ، طيب ليه ماكلمتهوش لوحده؟ ليه اتكلمت قدام الدفعة كلها الغبية ؟ كان ممكن يحطلها الدرجة كاملة حتى بدون علمها هي بس دلوقتي هي ربطت ايديه .
ليه يا همس بتعملي فيا كده ؟ ليه بتعيطي وبتحسسيني اني ظالمك وبتتكلمي وكأني أنا اللي خنتك مع انك خنتيني وخنتي ثقتي وحبي ليكي ؟
من هنا لحد المحاضرة الجاية هيحاول يشوف طريقة يعوضها بيها عن الدرجات دي .
همس خرجت وأصحابها قابلوها وفضلت تعيط لوقت طويل ، الخمس درجات دول هيضيعوا تعب كل السنين اللي فاتت ، قامت مشيت وقالتلهم هتروح بيتها .
لمت هدومها وحاجتها اللي محتاجاها وحجزت تذكرة وراحت بيتها ، خبطت وأمها فتحتلها واتفاجئت بيها دي أول مرة تيجي بدون ما تتصل ألف مرة تعرفهم ، ضمتها وحست بقلبها ان بنتها موجوعة هي كمان فبصتلها : فيكي ايه يا همس ؟
همس وكأنها كانت مستنية السؤال ده من مامتها فانفجرت في العياط وأمها قلبها وقع بين رجليها وبتضمها ومش عارفة ايه اللي بيحصل لعيالها ده ؟
دخلتها وقعدوا وهي بتعيط ومخها بدأ يرسم سيناريوهات وأفلام وقصص وألف حكاية وحكاية لحد ما كان هينفجر فزعقت في بنتها : في ايه؟ هتجننوني معاكم ولا عايزين تموتوني ناقصة عمر ؟ ايه اللي حصل وجرالك ايه ؟
همس استوعبت اللي عملته ونظرات أمها ورعبها فوقوها ، هتقول لأمها ايه ؟ وهتبرر ازاي عياطها ؟ هتقولها حبيت دكتوري وفي الآخر خطب واحدة زيه ؟
فاتن هزت بنتها بعصبية : في ايه يا همس ؟ كلميني ؟
همس مسحت دموعها بهدوء: في اني مش هتعين خلاص معيدة في الكلية ، مستقبلي اللي بخططله من سنين ضاع يا ماما.
أمها لوهلة حست بالراحة ان ده بس اللي حصل وان بنتها نفسها سليمة وبخير بس كشرت بتعجب : ازاي وايه اللي حصل بالظبط فهميني ؟
فكرت وقررت تقول الحقيقة أو نصها على الأقل : دكتور طلب تقرير وقال عليه خمس درجات وأنا حظي كل ما بروح مش بلاقيه ، هو أصلا شغال برا الكلية وبيجي الكلية قليل جدا فماعرفتش أوصله وخفت الدرجة تروح عليا فخليت العامل يفتحلي المكتب ويحطه عليه ويقوله اني جيت بنفسي بس الدكتور قالي ان التسليم شخصي وطالما ما استلمهوش بنفسه يبقى ماليش درجات عنده ، تخيلي هيضيع عليا مستقبلي علشان عناده وان كلمته ما مشيتش ؟ تخيلي الجبروت بتاعه ؟
أمها بصتلها فترة ولأول مرة تحس ان بنتها بتكدب عليها أو مش دي الحقيقة كلها وفي سبب تاني لعياطها وانهيارها بالشكل ده .
همس حست ان أمها مش مصدقاها فاتوترت: بتبصيلي كده ليه ؟
فضلت برضه باصالها وده وتر همس أكتر وأكتر : ماما في ايه ؟
نفخت بضيق : أصحابك خلود وهالة سلموا التقرير ولا لا ؟
حطت وشها في الأرض بخفوت : اه سلموه.
رفعت حاجبها باستغراب : في كام واحد غيرك معرفش يسلم التقرير ده ؟
غمضت عينيها مش عارفة تقول ايه ؟ فأمها كررت سؤالها : كام يا همس زيك ؟
حركت راسها : مفيش .
بصتلها بتفحص : يعني عايزة تفهميني ان في مثلا ٢٩٩ طالب عرفوا يلاقوا الدكتور وانتي المنحوسة الوحيدة فيهم اللي ماعرفتيش تروحي؟ ما روحتيش مع أصحابك ليه ؟ ما وقفتيش على بابه طول النهار ليه لحد ما تسلميله التقرير ؟ – وقفت بغضب وكملت – انتي بتكدبي عليا وعيب عليكي اني أربيكي وأديكي ثقتي وأسفرك لمحافظة تانية لوحدك علشان تهزي ثقتي فيكي بالشكل ده ، عيب يا همس .
سابتها ودخلت أوضتها وهي فضلت مكانها تعيط وبس .
قامت دخلت أوضتها هي كمان وقعدت لوحدها تعيط على كل اللي بيحصلها .
شوية والباب اتفتح واتفاجئت هند بأختها ولسه هتتكلم وترحب بيها اتفاجئت بدموعها اللي مغرقة وشها .
حاولت تعرف في ايه؟ بس همس بتعيط بصمت، هند واقفة محتارة : هو في ايه ياربي في البيت ؟ أصحى امبارح الصبح ألاقي الدنيا مقلوبه والكل حزين ونادر عايز يسيب البيت ويسافر والنهارده آخد شاور وأخرج ألاقيكي انتي هنا وبتعيطي هو ايه اللي بيحصل بالظبط ؟
همس مسحت دموعها وبصتلها باهتمام : ماله نادر ؟ وايه يسافر دي ويروح فين ؟
اتنهدت وقعدت قصادها : عايز ينزل القاهرة ويعيش هناك لوحده .
همس دموعها زادت لانها حاسة بأخوها؛ لانها هي كمان بتعيش نفس اللي هو سبق وعاشه زمان ومش عارف يخرج منه لحد دلوقتي وسألت نفسها هل هيكون مصيرها زي أخوها ؟ تفضل تعيط على حب مفقود ؟
هند ضمتها ومرة واحدة بصتلها : اوعي يكون بتعيطي علشان الدكتور إياه ؟ فوقي بقى يا همس ده
قاطعتها بعياط : فوقت وسيادته خطب ، كان عندك حق يا هند وانا كنت موهومة وياريتني فوقت من بدري مش متأخر كده .
هند بصتلها باستغراب : متأخر ازاي ؟ وايه اللي آخره ؟
همس حكتلها اللي حصل وهند عاتبتها هي طبعا على عنادها قصاده وبعدها سألتها عن بدر وعرفت أخباره كلها وفضلوا يتكلموا مع بعض فترة طويلة لحد ما همس نامت منها .
الكل بالليل بيتعشى وحالة صمت غريبة مسيطرة عليهم وفاتن بتبص لهمس كل شوية وهي بتهرب من عينيها وشوية وتبص لهند اللي برضه مش عايزة تتواجه معاها أو تتكلم في موضوع بدر .
فاتن عمالة تبص لعيالها التلاتة وشايفة وجعهم وحاساه ومرة واحدة وقفت بحزن : فيكم ايه يا عيالي ؟ نادر يا ابني شيل فكرة السفر دي من دماغك انت مكانك هنا معانا ، هند انتي مش هتتجوزي واحد مطلق وعنده عيال ، ست همس ، المعيدة مش قمة الدنيا ، اتعدلوا خلينا نعرف ناكل .
خاطر مسك دراعها : اقعدي وسيبيهم ياكلوا براحتهم
شاورت عليهم بسخرية : وهم كده بياكلوا أصلا ؟ دول بيعملوا نفسهم قاعدين معانا أصلا .
نادر وقف : أنا خارج بعد إذنكم .
نادت بغيظ : نادر
خاطر وقفها : سيبيه براحته ، اتكل على الله يا نادر .
خرج وسابهم وهي بصت لجوزها بغيظ : سيبهم يضيعوا كلهم .
خلصوا أكل أو تمثيل والبنتين انسحبوا لأوضتهم وخاطر دخلهم وبص لهمس : سيبينا شوية يا همس.
همس خرجت وهو بص لبنته : ها يا هند ، أخبار بدر ايه وصحته عاملة ايه دلوقتي ؟
اتوترت وفركت ايديها : الحمدلله ، النهارده أول يوم يجي المدرسة أصلا .
هز دماغه : طيب الحمد لله ، المهم وبعدين ؟ ناوية على ايه ؟
بصتله بحيرة : ناوية على ايه في ايه ؟
بصلها : في بدر ، ليه بدر يا هند من بين كل اللي سبق واتقدمولك ؟ ايه المميز فيه ؟
سكتت ومش عارفة ازاي تقول لأبوها انها بتحبه ؟
هو مقدر سكوتها وحرجها فاتكلم بجدية: ماهو انتي لازم تقنعينا بيه يا بنتي وبظروفه ؟ طيب بلاش ليه طلق مراته وأخد ابنه منها ؟ ليه حرم أم من ابنها؟ لان ده بيوريكي قد ايه هو قاسي أصلا.
اعترضت بسرعة : هي اللي مش عايزاه مش هو اللي حرمها منه .
سكت أبوها شوية فحست انها اتسرعت بكلامها ، سألها : عرفتي منين ان هي اللي سابته ؟ انتي بتقابليه يا هند ؟
لأول مرة تتحط في الموقف ده ولأول مرة تفكر تكذب على أبوها ردت بتردد: اتقابلنا صدفة واتكلمنا شوية
حرك راسه برفض : ده مش كلام صدف يا هند ، انتي مش هتشوفي مدرس زميلك في الشارع صدفة تسأليه انت طلقت مراتك ليه؟ ويحكيلك، موضوع زي ده محتاج لحوار وقعدة و كتير أوي يا هند .
اتنهدت وبصتله بخجل : بشوفه كل يوم في المدرسة وبشوفه بين كل حصة والتانية والمسابقة بتاعة المدرسة طول الوقت كنا مع بعض ، أكيد طول الوقت ده بنتكلم .
رد بتصميم : هتتكلموا بس ازيك أخبارك عامل ايه لكن مش موضوع زي ده .
فكرت شوية وقررت تقوله : هو طلب يقابلني وكان لازم أعرف كل إجابات أسئلتي الكتيرة قبل ما أسمحله يجي هنا ، هو طلب مني كذا مرة يقابلك انت أو نادر بس نادر مشغول وأنا اترددت انه يقابلك وخصوصا قبل ما أعرف ليه انفصل عن أم ابنه ، كان لازم يا بابا أكون واثقة فيه قبل ما أسمحله يقابلك .
سكت لوهلة وبعدها سألها : ودلوقتي واثقة فيه ؟ بعد ما قابلك من ورا أهلك ؟ أنا ثقتي فيه اتهزت من قبل ما تتبني أصلا .
مسكت ايده باعتذار: بابا أنا ما شوفتوش لوحدنا غير مرة واحدة بس وكان علشان أحط النقط على الحروف .
هز دماغه برفض وهي ما بقتش فاهماه ولا فاهمة تفكيره : طيب ولما قابلتيه عرفتي ايه عنه ؟ وليه صدقتي اللي بيقوله ؟ مش يمكن يكون بيتجمل ؟ أو بيكدب عليكي ؟
نفت بسرعة : لا يمكن ، بابا بدر بجد شخص كويس جدا وأنا اتعاملت معاه كتير جدا ومواقف كتيرة مرت قبل ما أسمحله يتكلم معايا ، انت قابله وكلمه وقرر .
اتنهد بحيرة : قالك ليه سابته وسابت ابنها ؟
حكتله كل اللي ينفع تقوله وسابت التفاصيل لبدر يقولها بنفسه وهو كان بيسمعها بهدوء لحد ما سكتت ووقف : خليه يجي بكرا يقابلني .
سابها وخرج وهي قلبها هيخرج من مكانه وبيدق بسرعة جدا .
همس خرجت وقعدت بعيد بس مامتها نادت عليها وقعدتها قصادها وفضلت باصالها لحد ماهي انهارت : يا ماما في ايه وباصالي كده ليه ؟ وترتيني .
اتنهدت وبهدوء : بصي يا ست همس ، قصة الشيت والدرجات والليلة دي مش داخلة ذمتي بمليم ، القصة دي نصها ناقص فانتي زي الشاطرة كده تقوليلي في ايه؟ وليه كنتي بتعيطي ؟ وليه ما روحتيش تسلمي التقرير للدكتور زي ما طلبه؟ وإياك تكدبي عليا في حرف واحد حتى ، ليه أصحابك سلموا التقرير وانتي لا؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية جانا الهوى)