روايات

رواية جانا الهوى الجزء الثاني الفصل الثامن والسبعون 78 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى الجزء الثاني الفصل الثامن والسبعون 78 بقلم الشيماء محمد

رواية جانا الهوى الجزء الثاني الجزء الثامن والسبعون

رواية جانا الهوى الجزء الثاني البارت الثامن والسبعون

رواية جانا الهوى الجزء الثاني الحلقة الثامنة والسبعون

سيف وقف أخيرا باليخت ، همس حاولت تستنبط شكل المكان بس الظلام ما ساعدهاش ، بصتله بحيرة : احنا وصلنا فين يا سيف ؟
ابتسم وهو بيجاوبها : مكان معزول ما تقلقيش النهار يطلع وتشوفيه كويس المهم دلوقتي يلا ننزل .
ربط اليخت كويس وساعدها تنزل للممر الخشبي نزلت وهي حافية وايدها في ايده لحد ما وصلوا لآخره فيادوب هتحط رجليها على الأرض بس داست على حاجة ناشفة فصرخت : سيف الأرض وأنا حافية
بص لرجليها بابتسامة: انتِ حافية ليه فعلا ؟ عايزاني أشيلك قولي وبلاش تمشي حافية
كشرت وردت بتبرير : على فكرة أنا من ساعة ما قلتلي اقلعي الچينز وأنا حافية ولا لسه مستوعب ؟ وبعدين مش عايز تشيلني انت قول وبلاش حجج .
بصلها باستنكار : حجج ؟ والله وبقينا بنعرف نقلب الدفة اهو ، لا برافو عليكي
حاولت تداري ابتسامتها وخصوصا وهو بيقرب علشان يشيلها بس فوجئت به بيرفعها على كتفه فصرخت بتذمر: ما تشيلنيش كده مش بحب كده ، سييييف
تجاهلها وهو رافعها على كتفه : بطلي دوشة واحمدي ربنا
خبطت على ظهره : بطل رخامة وشيلني عدل
رد وهو بيفتح الباب : بطلي بقى وصلنا أساسا
دخل ونزلها وفتح النور علشان تشوف المكان حواليها ، عبارة عن كنبتين شكلهم مريح ومغري وقدامهم ترابيزة صغيرة و دفاية ولفت انتباهها الستاير الكتيرة، سيف شاور لطرقة : هنا أوضة النوم تعالي
أخدها من ايدها دخلها أوضة النوم الواسعة ، فيها سرير كبير بعمدان وعليه ستاير ممكن تقفلها بس مربوطة بشكل جميل وتسريحة كبيرة ودولاب بعرض الحيطة بالكامل
فرش الأوضة بسيط وخصوصا بالستاير البيضا والسجاد الأبيض .
رمت نفسها على السرير بتعب وإرهاق : هو أنا ليه حاسة اني بقالي كتير ما نمتش على سرير مع اني شبه مش بقوم منه ؟
ابتسم ورمى نفسه جنبها : انتِ فعلا يا همس مش بتقومي منه
اتعدلت وسندت على صدره بحيرة: ليه بجد ؟ أنا مش من النوعية اللي بتنام كتير وأيام الكلية ممكن أكتفي بساعتين أو تلاتة بس نوم، انت عملت فيا ايه ؟
ضحك وهو بيشيل ايديها اللي غارزاها في صدره ورد بمرح: وأنا مالي أنا ؟ أنا مستلمك كده ، من أول يوم وانت بتنامي في أي وقت وأي مكان ، ده انتِ يوم فرحنا نمتي على الكنبة قبل ما أهلك يمشوا .
اتعدل وهي ضحكت وأكدت: أنا فعلا نمت ، تفتكر ليه صح ؟ عارف يوم لما هند اتجوزت الصبح كنت عايزة أكلمها وماما رفضت قلت لنفسي أكيد هي سهرت للصبح مع بدر ترغي وفكرت أنا لو مكانها مش هبطل رغي للصبح معاك .
بصلها وهو قايم علشان يجيب حاجاتهم من اليخت وقال بتهكم : ورغيتي معايا للصبح ؟ همس انتِ تقريبا ما بتكمليش ساعة صاحية بعد أي مرة كنا فيها مع بعض ، بتنامي بسرعة البرق .
اتعدلت وسألته بإحباط: ليه صح يا سيف ؟ أنا فعلا لاحظت ده مع اني ماكنتش كده أبدا ، بعدين الوضع ده لو استمر أنا مش هنجح السنة دي ، ايه كل ما أشوف سرير أنام ولا ايه ؟
ضحك على شكلها ورجع قعد جنبها وحاوط كتفها: لا ما تقلقيش الموضوع ده مؤقت مش دايم ، هو تغيير جو ، تغيير مكان ، تغيير هرمونات ، يعني فترة وكل حاجة هتستقر ما تقلقيش.
ابتسمت بفرحة : يعني دلوقتي لو نمت ده طبيعي ؟ ومش هتزعل مني ؟
باسها وهو بينيمها ويغطيها : نامي براحتك يا حبيبتي أنا هجيب الحاجة من اليخت وخصوصا اللي محتاجة تلاجة .
جه يخرج بس وقفته : سيف أساعدك ؟
ابتسم : لا يا حبيبي ارتاحي انتِ .
جاب الحاجة من اليخت وبعدها دخل الأكل اللي محتاج تلاجة كله واستوعب كمية السناكس اللي همسته جايباهم ولقى نفسه بيبتسم للطفلة اللي اتجوزها ، دخل بعدها شنطهم أوضة النوم كانت همس فعلا نامت، غير هدومه بهدوء ، فتح الستارة الكبيرة اللي بتطل على حمام سباحة كبير وخرج عنده وعجبه منظره وحجمه وعجبه أكتر ان البحر وراه كخلفية جميلة ، قعد جنبه بس لاحظ ان في ناموس فبص ناحية همس وقام من مكانه بيفكر يعمل ايه لانه ساب الباب مفتوح ؟ فرد الستاير اللي حوالين السرير اللي اكتشف انها علشان تمنع الناموس عن السرير ، بعدها خرج تاني يتمشى تحت ضوء القمر وعجبه المكان جدا لانه أجمل بكتير من الصور ، جزيرة صغيرة مافيهاش غيرهم ، كل حاجة كلوحة مرسومة حتى النخلة المايلة اللي مربوطة فيها مرجيحة وسط الميا ، اتمشى على الممر اللي واصل لنص الميا واكتشف ان آخره قعدة على الأرض أو ممكن نعتبرها سرير وسط الميا ، ابتسم وتخيل الليالي اللي هيقضيها مع همس عليه ، ده إذا صحيت وسهرت معاه !
طلع موبايله يشوف في شبكة ولا لا بس مالقاش شبكة نهائي وهنا حس بالعزلة التامة عن العالم كله .
رجع تاني علشان همس ودخل البيت يطمئن عليها وبعدها خرج الصالة فتح البلكونة اللي بتطل على البحر مباشرة نزل سلم البلكونة وآخر درجات فيها كانت في الميا ، قعد عليها باسترخاء تام ماقدرش يقاوم الميا فقلع التيشيرت بتاعه ورمى نفسه وسط الميا، قد ايه بيعشق نزول الميا في التوقيت ده و بيعشق الصمت ده .
همس صحيت واستغربت هي فين وايه الستاير اللي حواليها دي كلها ؟ اتعدلت وبصت للموبايل ، نامت ساعة كاملة فقامت من مكانها واستوعبت أخيرا هي فين
بصت لشنطتها فتحتها وطلعت فستان ، غيرت هدومها وبصت للمرايا وطلعت الميكاب بتاعها حطت لمسات بسيطة، وخرجت بعدها تشوف سيف فين ؟
شافت بلكونة الصالة مفتوحة فخرجت واكتشفت انها بتطل على البحر مباشرة ، عجبها السلم اللي نازل للميا وشافت تيشيرت سيف ، بصت للميا بس ماشافتش حاجة فنادت عليه ورد من أول مرة .
سمعته بيقولها : ما تيجي عندي
نزلت كام سلمة وبصت للميا بتردد : الميا دي هتوصل لفين لو نزلت ؟
حست من صوته انه بيبتسم : هتحتاجي تعومي لعندي مش هتمشي لو ده قصدك
بصت ناحية الصوت وردت بتراجع : شكرا ، هستناك هنا .
قعدت على السلم وسمعت صوته بيقرب منها لحد ما ظهر تحت ضي القمر : هتفضلي لامتى تخافي ؟
حطت ايدها على خدها بابتسامة: مش عارفة بس الجو ده بيفكرك بايه ؟
بص حواليه واصطنع التفكير : مش عارف مش بيفكرني بحاجة ، انتِ قولي المفروض يفكرني بايه ؟
عقدت حواجبها باستنكار ورددت بغيظ : امتى سهرنا في وقت زي ده أو جو زي ده ؟
كان عارف انها بتتكلم عن الرحلة بس عمل نفسه مش فاهم : عمرنا ، انتِ هتتبلي عليا ولا ايه ؟ امتى سهرتي معايا في الفجر ؟ غير في التليفون لو ده قصدك ؟
جت تقوم بس قرب ومسك ايدها بضحك: اهدي بس كده مش عايز أغرقك ، عارف من أول ما اتكلمتي انك تقصدي الرحلة لان ده البحر الوحيد اللي روحناه وسهرنا فيه .
عاتبته : انت ليه بتحب تضايقني ؟
⁃ ليه ما تعتبريهاش مناغشة مش مضايقة ؟ همس يا قلبي وروحي وعمري كله أنا فاكر من أول لحظة خبطتيني فيها لحد النهارده، كل التفاصيل محفورة جوايا ، كل همسة وكل كلمة وكل لمسة فاكرها .
ابتسمت ابتسامة عريضة وسألته بلهفة: بجد يا سيف ؟ بجد فاكر كل حاجة ؟
جاوبها بابتسامة: أيوة بجد ، اقلعي الفستان ده وتعالي انزلي معايا الميا .
مدلها ايده وهي اترددت لانها مش بتحب الميا الساقعة والنزول بالليل كده بس هو بيحب ده ، قلعت فستانها ومسكت ايده ونزلت بهدوء لحضنه : الميا تلج حرام عليك .
ابتسم : جوا دافية تعالي ، همس حاولي تعومي ما تعتمديش عليا ، يعني جربي
عامت كام متر بعدها مسكت دراعه جامد علشان يقف فقربت وطلعت على ظهره : الميا تلج وأنا عايزة أستخبى في حضنك ده مش وقت عوم .
دخل بها لجوا وبالفعل كل مرة تقول الميا ساقعة بس بتتفاجئ انها أدفأ جوا .
جابها قدامه وبصت للسما وهي بتسأله باهتمام : ايه اللي بيعجبك في الجو ده بالذات علشان تنزل فيه الميا؟
ابتسم : الجو الهادي ده بعشقه يا همس ، بحب السما فوقي والنجوم اللي بتلمع دي ، بحب صوت الميا الهادي ، بحب الظلام ده ، بحب كل التفاصيل دي
لفت ايديها حوالين رقبته : وبتعمل ايه لما بتكون في مصر ؟
شدد ايديه على وسطها العريان وبيقربها منه أكتر : بكتفي بحمام السباحة في نفس التوقيت ده برضه
همست ووشها قصاد وشه مباشرة : تعرف ان كل يوم بكتشف اني معرفش أي حاجة خاصة عنك ؟ معرفش أي حاجة عن سيف أو عن حياته وقت الجامعة أو السنين اللي سافر فيها، انت كتاب مقفول قدامي .
رد قبل ما يبوسها بشغف : ممكن أكون كتاب مقفول بس مفتاحه في ايديكي
اكتفى من الكلام وشدها للسرير اللي شافه آخر الممر ، شالها يطلعها لبرا وهي استغربت بس عجبها المكان جدا ، فاعترضت : هيتبل مننا يا سيف
استغرب اعتراضها : ما يتبل يا همس ، يعني محطوط وسط الميا لازم يتبل ، بطلي تفصلينا بقى .
بعد فترة طويلة في حضنه كان الصبح هيبدأ يظهر ، كانت نايمة على صدره وهو باصص للسما ، همست وهي خايفة تتكلم فتقطع سحر اللحظات دي : سيف
جاوبها بهمهمة فسألته : ازاي هنرجع لحياتنا بعد السحر اللي عايشينه ده ؟
اتنهد تنهيدة طويلة قبل ما يجاوبها : عيشي اللحظة وسيبي بكرا لبكرا ، خلينا نعيش أحلى أيام العمر يا همس ، تعالي نرجع البيت ، الجو بيبرد .
وقفوا وهي بصت للميا : لازم نرجع عن طريق الميا ؟
ابتسم وشالها : لا مش لازم مش هخليكي تتبلي تاني ما تقلقيش .
مشي بها الممر فقالتله : نزلني أمشي عادي
ابتسم وشاور على رجليها : انت حافية
ضحكت : ما انت كمان حافي .
عجبها منظر النخلة المايلة والمرجيحة النازلة منها فقالت بحماس: عايزة أتمرجح يا سيف
⁃ خليها الصبح مش دلوقتي .
بصت لملامحه وسألته : أخيرا عايز تنام ؟
ابتسم : أيوة أخيرا عايز أنام .
نزلها جوا أوضتهم ويادوب هيتحرك سألته: انت رايح فين ؟ مش قلت هتنام ؟
بصلها : مش هنغسل ميا البحر دي الأول ؟ .
كشرت : اوعى تقولي عايزني أنا كمان أغسل ميا البحر
ابتسم ورفع كتفه بخبث : انتِ حرة بس غلط تفضل على جسمك
سابها ودخل وهي لحظات وحصلته وأول ما شافها ابتسم ومدلها ايده فقلعت بتردد الروب اللي لابساه ومسكت ايده .
في النهار اتفرجوا علي المكان كله وانبهروا الاتنين بجماله وأكتر شيء مميزه العزلة التامة اللي هما فيها ، كانوا محتاجين للوقت ده لوحدهم يقربوا أكتر من بعض ، يفهموا طباع بعض أكتر ، يتكلموا عن بعض وكل واحد يعرف التاني.
سيف لاحظ باسكت هدية فسأل همس : هو ايه ده يا همس ؟
قربت منه : هدية ايليجا نسيتها ولا ايه ؟
ابتسم وهو بيفتحها: نسيتها فعلا
فتحها كان جواها إزازة برفان حطها على الترابيزة ومجموعة كاملة من منتجات العناية بالبشرة تقريبا دول اختيار سيلينا وطلع علبة صغيره فتحها كان فيها اسورة ألماس
همس بصتله بذهول: دي بجد ؟
بصلها بابتسامة: أكيد بجد .
ردت باستغراب: ده انتم لسه متعرفين مش اصحاب أوي يعني لدرجة هدية زي دي
وضحلها : دي ذوقيات يا همس أولا وثانيا بينا وبين بعض بيزنس مهم ويستمر بإذن الله والصعوبات اللي مرينا بها قربتنا من بعض فعادي هدية زي دي .
همس بفضول : طيب هنردها ؟
بصلها: أكيد طبعا هنردها .
خرجوا قعدوا على البحر بعدها وبيتكلموا
همس سألته : مش ملاحظ حاجة يا سيف ؟
بصلها باستفسار فوضحت : انت عمرك ما حكيتلي أي حاجة عن ماضيك ليه ؟
جاوبها بهدوء: ماضيا ؟ كان عادي مافيهوش حاجة مميزة
اتعدلت وسألته بترقب : حبيت قبل كده ؟
بصلها من تحت نظارته : أكيد سبق وقلتك ألف مرة مش مرة انتِ أول حد أحبه ولا ايه ؟
ابتسمت بغرور بس كشرت تاني وسألته بشك : يعني انت ماعرفتش ولا بنت في حياتك ؟ مش عارفة ليه مش قادرة أصدقك يا حبيبي ، واحد شكلك وستايلك ومركزك الاجتماعي ازاي ماعرفش بنات قبل كده ؟
ابتسم ورفع النظارة من على عينيه : أنا امتى قلت اني ماعرفتش بنات ؟ سؤالك كان حبيت ؟ حبيييييت وإجابتي لا ماحبيتش ده مالهوش علاقة أبدا بالمعرفة ، دي حاجة ودي حاجة.
شهقت بصدمة : يعني كنت تعرف بنات ؟
ضحك عليها : أكيد كنت أعرف بنات انتِ بنفسك لسه قايلة واحد زيي وستايلي ازاي ما يعرفش بنات
ربعت ايديها على صدرها وسألته بتحفز: تعرفهم ازاي بقى ؟ تخليهم يحبوك وتديهم استمارة ٦ ولا كنت بتتسلى بيهم ولا ايه ؟
لاحظ ضيقها وغيرتها الطفولية فحب يتمادى فرد بلامبالاة : يعني أعرفها ونقضي وقت لطيف مع بعض وبعدها باي باي
بصتله بذهول : ولو حبوك ؟ بتقولهم ايه ؟
بصلها بابتسامة : لا كانوا عارفين اني مش بتاع حب أو أنا كنت بوضحلهم من البداية ان الموضوع فور فن مش أكتر مفيش علاقات جدية عادي يعني .
همس حاسة انها مصدومة فيه ، كانت راسماله صورة غير كده ، هو بالنسبالها الشاب التقيل اللي الكل بيتمنى يكلمه وهو مش بيكلم غير المميزين في حياته وبس ، اه ممكن يكون عرف بنات بس كصديقات مش أكتر ، ماقدرتش تتحمل تسمع أكتر عن ماضيه فلقت نفسها بتقوم بعيد عنه فناداها بس ماردتش عليه ، سابته وراحت قعدت على المرجيحة ، راقبها وهو بيضحك عليها وقام وراها وقف جنبها وسند على النخلة اللي متعلقة فيها المرجيحة وهي باصة للبحر قدامها .
سألها بهدوء : مالك اتضايقتي ليه ؟ مش كفاية انك أول حب في حياتي ؟ لو كنت أعرف اني هقابل حب عمري كنت استنيتك و أكيد يعني مش هتزعلي مني على ماضي ولا ايه يا همس ؟
اتنهدت وقالت بعبوس : مش حكاية زعل
قرب منها خطوة و وقف قصادها : امال رد الفعل ده ايه ؟
رفعت راسها تواجهه وصارحته : مصدومة من الصورة اللي رسمتها قدامي ، يعني اه ماشي تكلم بنات أو تصاحب واحدة أو اتنين لكن مش بالشكل اللي قلته ده ، مش قادرة أصدق انك كنت الشاب الطايش اللي كل يوم يعرف بنت يقضي وقت لطيف معاها وتاني يوم يقولها باي ، مش قادرة أستوعب ده أو أركبه في خيالي عليك انت ، عقلي مش مستوعبه .
سألها بهدوء: امال كنتي متخيلاني ازاي ؟
بصتله لوهلة وردت بعصبية : شاب روش اه بس تقيل ، البنات كلها هتتجنن وتكلمك بس انت مش أي واحدة تكلمها اه ممكن تصاحب زي شاكيناز زميلتك كده بس مش كل يوم واحدة ، مش انت اللي كل يوم تعرف واحدة مش انت أبدا .
ابتسم ابتسامة عريضة وقرب منها أكتر ونزل لمستواها وهمس بمداعبة : ولما مش أنا اللي كل يوم بواحدة فين المشكلة بقى ؟
بصتله بعدم فهم بس لقته ضحك جامد على شكلها ففهمت انه بيشتغلها مش أكتر ، ضربته على صدره بغيظ : انت رخم على فكرة ودمك تقيل .
مسك ايدها وهو لسه بيضحك فلقت نفسها بتضحك معاه بعدها بصتله باهتمام: لا بجد ، احكيلي عن ماضيك .
فضل ماسك ايدها ، بعدها رفع وشه واجهها: مفيش حاجة فيه مميزة تستاهل ، اه أول ما سافرت شوية كان الجو غريب عليا واتخبطت شويتين بس بعدها كل الأمور استقرت وبقيت عارف أنا بعمل ايه ، يعني اه ليا اصحاب بس مجرد اصحاب ماكانش في علاقات جادة في حياتي ، قومي بقى خلينا نشوف هنتغدى ايه لان جاي على بالي ناكل سمك .
سألته بفضول: سمك ؟ انت جبت سمك ؟
استغرب سؤالها وشاور وراه ببساطة: ما عندنا بحر كامل اهو أجيب سمك ليه ؟
بصت وراه ورجعت بصتله بتهكم : وهتمسك السمك ده بايه يا ذكي ؟ أكيد مش هتنزل تعوم وتجري وراه
بصلها مستغرب وسابها ومشي فقامت تجري وراه وهي بتقول: بتكلم بجد على فكرة
رد بتهكم بدون ما يبصلها : في اختراع رهيب اسمه صنارة يا ذكية انتِ .
مسكت دراعه وبررت: أنا عارفة ان في اختراع اسمه صنارة بس ما شوفتكش بتشتري صنارات
مسك وشها ووضحلها بهدوء: يا حبيبة قلبي مكان زي ده في جزيرة وسط الميا لازم يكون فيه صنارات مش صنارة ، ده شيء أساسي ، ممكن بقى تبطلي أسئلة مستفزة وتيجي نصطاد ؟
راحوا مع بعض يصطادوا السمك، واكتفوا باتنين حجمهم مناسب لان أي سمكة صغيرة بيرجعوها تاني الميا .
همس بصت لسيف بفضول: اصطادنا اتنين هنعمل فيهم ايه بقى ؟
بصلها : هنشويهم أكيد ، مش بتحبيه مشوي ؟
ردت بحماس: بعشقه وهو مشوي بس مش المفروض يتنظف ويتتبل ولا هنشويه بحاله كده ؟
ابتسم لما فهمها : طيب نظفيه يلا وتبليه .
شهقت بذهول: أنا ؟ انت متخيل اني ممكن أعرف أعمل ده ؟ انت بتهزر يا سيف
لبست جوانتي وأخدتهم منه وهو بيضحك على شكلها وخصوصا انها مش عارفة تمسك السمكة وبتتزحلق من ايدها ومحتاسة
ضحك على منظرها وقرب وقف وراها ومد ايديه حواليها برفق: بنمسكها كده ، وبتشيلي أي قشر عليها الأول كده
كانت بين ايديه مستمتعة بوجودها في حضنه وهو بينظف السمك ، خرجت نفسها بالراحة وقلعت الجوانتي اللي لابساه وغسلت ايدها بعدها وقفت هي وراه وحضنته : هنعكس الوضع وهتفرج أنا كده ، والمرة الجاية أنا هعمله .
حرك راسه بضحك : انتِ نصابة يا همس ، نصابة .
بصلها وهو بيغسل السمكتين : بتعرفي تعملي رز يا همس ولا ؟
شمرت ايديها بحماس : شوفت ماما وهند بيعملوه كتير ، ده سهل هبهرك
ضحك على طريقتها ورد بمرح: ابهريني لاني واثق اني هنبهر فعلا – كمل بصوت واطي – ربنا يستر
بصتله بتحفز: قلت ايه ؟
ابتسم بتراجع : بقول ربنا يسهل يلا اعملي
جابت أرز وحاولت تغسله : خد جنب كده علشان أغسله .
فتحت الميا جامد والأرز بيطير في الحوض فقفل الميا بسرعة : انتِ كده مش هتلاقي حاجة تعمليها قللي الميا شوية .
كشرت : اصبر كنت هقللها
فتحت الميا بالراحة وبدأت تغسله وكل ما تيجي تصفي الميا زي أمها بيتدلق منها شوية .
سيف قفل الميا بقلة حيلة : هاتي يا بنتي مصفاة حطيه فيها ، انتِ دلقتي نصه ، وهاتي رز تاني يا همس
كشرت وهي بتجيب مصفاة : كنت هجيبها على فكرة .
ردد بتهكم : أيوة أنا واخد بالي ، حطي ميا تسخن في الغلاية عقبال ما تغسليه .
بصتله بتذمر: عارفة اصبر
راقبها وهي بتحط الميا فبصتله بكبرياء : على فكرة بعرف أعمل رز .
⁃ واضح فعلا انك بتعرفي .
جابت حلة وحطت فيها شوية زيت وبصتله : هنعمله بشعرية ؟
بصلها ورد ببساطة: طبعا بما انك الرز العادي هتعاني فيه فصعب نعمل رز سمك .
بصتله باستيعاب : أيوة صح رز السمك مختلف بس الصراحة مش عارفة بيعملوه ازاي يا سيف ؟
⁃ اعملي العادي .
حط التوابل على السمك وهو بيراقبها بتقلب فيه على النار فبصتله باستفسار: نحط الميا امتى ؟
رفع كتفه بجهل: معرفش بس حطيها دلوقتي بدل ما يتحرق .
بصتله وهي بتحط الميا : قد ايه ؟
ماردش فكررت : قد ايه قول ؟
⁃ معرفش قلتلك مابعرفش أعمله أساسا
كشرت : طيب افتح اليوتيوب
رد بتهكم : انتِ لقيتي شبكة هنا يعني علشان يكون في نت ؟
بصتله باستسلام وفضلت تحط ميا لحد ما مسك ايدها: كفاية ، نظريا كده كفاية أوي المفروض يكون في نسبة وتناسب .
برطمت باعتراض وتهكم : نسبه وتناسب ؟ حتى دي كمان هيدخل فيها النسبة والتناسب ، زي قوانين الفيزيكس اللي بتشرحهالي واحنا بنموت .
ضحك عليها : يعني لو مش هتطبقي اللي بتتعلميه ده يبقى بنتعلم ليه ؟
دورت وشها بعيد بغيظ منه وهو أخد السمك وجه يخرج يشويه فوقفته بسرعة : أوطي النار امتى ؟ ماما كانت بتقول لما الميا تنشف نوطي
بصلها من فوق كتفه : افضلي جنبه لما الميا تنشف وطي .
شوية وخرجتله وقالت بإعجاب : الريحة تحفة
بصلها بمرح : أخبار الرز ايه ؟
ضحكت : أنا مش قلت هبهرك ؟ هبهرك اصبر ، المهم قدامك كتير ؟
رد وهو بيقلب السمك : ما أعتقدش مش بياخد وقت ، اعملي سلطة يكون استوى .
دخلت عملت السلطة وسيف دخل عندها بعد شوية فبصتله بإحباط : الرز مش حلو يا سيف ، مش زي اللي ماما بتعمله أبدا
ابتسم بتعاطف : ليه ماله ؟ هيتاكل عادي يعني .
وضحت وهي محبطة : بص هو عامل زي الرز بلبن بس بملح .
ضحك جامد وراح شاف الرز فاتصدم: قلتلك الميا كتيرة بس عادي يعني سيبيه على النار شوية .
بصتله بأمل: تفتكر هينشف شوية ؟ بس مش هيتحرق ؟
رد بحيرة : أعتقد هيتحرق بس على الأقل اللي على الوش هيتاكل ، يعني مجرد وجهة نظر .
جهزوا السفرة على البحر وقعدوا الاتنين في جو رومانسي ياكلوا ، سيف بصلها بتشجيع: على فكرة الرز مش وحش ، المرة الجاية قللي الميا بتاعته هيتظبط ، بس المهم طعمه حلو.
بصتله بفرحة : انت بتتكلم بجد ولا بتجاملني ؟ عجبك ؟
هز راسه بتأكيد وهو بياكل : عجبني أيوة، أصلا عايز أقولك اني بحب الرز يكون مستوي زيادة مش ناشف .
أكلوا الاتنين وهما مبسوطين وقضوا في الجزيرة أيام جميلة ، أيام مسروقة من الزمن .
سيف نزل البلد القريبة من الجزيرة يشتري شوية طلبات ليهم ومعاه همس ، فتح موبايله يشوف في أي رسايل مهمة ويكلم أهاليهم يطمئن عليهم هو وهمس ، همس خلصت مكالمتها ومستنياه فقربت منه بملل: ايه مش كفاية مكالمات ولا ايه ؟
ابتسم وهو باصص لموبايله : آخر مكالمة لكريم علشان سايبلي كذا رسالة خليني أطمن على الشغل والشركة وبعدها كلي ليكي
ابتسمت: ماشي هطلع فوق أستناك لحد ما تخلص ، سابته وهو اتصل بكريم سلموا على بعض واتكلموا عن مؤمن وسفره بعدها سيف سأله بمرح: سيبتلي كذا رسالة ، خير كان في حاجة ولا وحشتك ؟
كريم ضحك : وحشتني طبعا ، انت ما تعرفش أنا بحبك قد ايه ؟ انت ومؤمن بتسيبولي الدنيا وأنا مفحوت حرفيا .
ضحك وعلق : معلش معلش قدها يا عم كريم ، المهم قول كنت عايز تكلمني في ايه ؟ مش الشحنات وصلت واستلمتوها ؟ وكله تمام ولا ايه ؟
⁃ اه كله تمام بس
سكت وماعرفش يبدأ كلامه ازاي بس سيف سأله : بس ايه ؟ في أي مشاكل في الاستلام ؟
كريم بهدوء : أختك ماعرفتش تخلص الشحنة من الجمارك .
سيف استغرب لانه لسه مكلمها وقالتله كل أمور الشركة تمام : ما قالتليش ليه ؟ ولحد دلوقتي ماعرفتش ؟
وضح بسرعة : لا لا طبعا خلاص أفرجنا عنها والأمور كلها تمام .
سيف حس ان في حاجة ناقصة في الكلام فقال: طيب ايه ؟ وليه آية ماعرفتنيش كنت خليت بابا أو مروان يتعاملوا معاها طالما هي مش عارفة ، أصلا الشركة كبيرة عليها وهي مش معترفة بده وبتكابر وخلاص ، مش فاهم ليه ما طلبتش مساعدة طالما هي مش قادرة
كريم بتردد : هي طلبت يا سيف – الصمت سيطر عليهم شوية لحد ما كريم كمل – طلبت مني .
استنى ان سيف يعلق بس فضل ساكت فاضطر يكمل : وطلبت مني ما أعرفكش انت أو والدك انها طلبت مساعدتي بس ماكانش ينفع اني ماأعرفكش حاجة زي كده .
سيف نفخ بضيق من تصرفات أخته وحرك راسه بيأس من محاولته انه يفهمها أو يفهم تفكيرها : أنا بجد مابقيتش فاهمها ولا عارف أتعامل معاها أساسا يا كريم .
سأله باهتمام : ايه اللي وصلها يا سيف انها تخبي عنك أو تحس انكم هتشمتوا فيها ؟
رد بضيق من أخته: علشان هي بني آدمة متخلفة ، متخلفة بجد وبتتصرف بغباء ، أصلا كويس انها فكرت تطلب منك مش من حد تاني ، كل يوم بتثبتلي انها عيلة وانها ما ينفعش فعلا تمسك شركة بالحجم ده .
كريم بجدية : اهدا لان طريقة تفكيرك دي هي اللي وصلتها تخبي عنك وتطلب مساعدة من غيرك .
سيف زعق : كريم أنا مافكرتش كده من فراغ أساسا ، هي بتجبرني أفكر فيها بالشكل ده ، تصرفاتها كلها بقت اوفر ، اوفر أوي وفوق ما تتخيل .
همس سمعت صوته العالي فنزلت تشوفه و وقفت على السلم تشوف هل تتدخل ولا مش محتاج تدخلها ؟
سيف سكت شوية يحاول يهدا وكريم فضل ساكت شوية يسيبله فرصة انه يهدا بعدها علق : أختك عيلة وصغيرة وبتتخبط ولو ماكنتش انت الحضن اللي هتستخبى فيه وتشكيله همومها هتشوف حضن تاني فخلي بالك يا سيف وطول بالك عليها أكتر من كده ، هي عيلة لسه ، اعتبرها يا سيدي زي همستك .
رد باندفاع : همستي مش بتعاند زيها لمجرد العناد ، همستي بالرغم من صغر سنها بس بتحكم عقلها في الأمور المهمة ، همستي …
سكت وماكملش لانه مش عايز يغلط في أخته فأخد نفس طويل وقال : المهم يا كريم ، خلصتوا حوار الجمارك ولا لسه ؟ وهل في أي مشاكل تانية في الشركة ؟
كريم طمنه وقبل ما يقفل معاه نبهه : سيف بلاش تعرف أختك اني عرفتك ، يعني حتى لحد ما ترجع انت هنا وترجع شركتك بدل ما حاجة تحصل تاني وهي تخبي عن الكل ، على الأقل دلوقتي بتكلمني أنا .
سيف وافقه وقفل معاه بعدها لقى همس قدامه قربت منه و وقفت قصاده وهو فضل قاعد مكانه : صوتك كان عالي أوي ، في ايه اللي حصل ؟
بصلها وأخد نفس طويل : مشاكل في الشركة وآية مش عارفة تتعامل فيها وبدل ما تكلمني أنا أو بابا كلمت كريم .
قعدت قصاده بعدم فهم: طيب مش كريم حد موثوق فيه ؟
بصلها بضيق : كريم موثوق فيه بس الفكرة ليه ماكلمتنيش أنا أو بابا ؟ ليه بتتخبط لوحدها ؟
همس حطت ايدها على خده وقربت أكتر منه : مش يمكن علشان انت بقيت بتتنرفز عليها كتير ؟ مش يمكن بطلت تحاول تسمعها بهدوء ؟ أو يمكن غلطتها مع حازم هزت ثقتها بنفسها زي ما هزت ثقتكم انتم فيها وبالتالي دي المحصلة ، سيف خدها في حضنك وبطل تحكم وتتنرفز عليها ، نادر لما بيفضل ينصح فيا ويكلمني بلهجة صح وغلط والمفروض و و مش بسمعه ، لكن لما بياخدني في حضنه بسمعه من غير حتى ما يتكلم ، بفترض ايه اللي ممكن يقوله وأعمله ، الحضن سحر وحضنك انت بالذات اوعى تحرمها منه ، كلمها يلا .
هز دماغه برفض : كلمتها وقالتلي الدنيا كلها تمام ، فمش هينفع أكلمها تاني دلوقتي .
بصتله بتفهم وسندت راسها على كتفه في صمت
بعدها بيومين سيف كان في اليخت بتاعه وجتله رسالة على لاسلكي اليخت من إيليجا اطمن عليه وعلى أخباره وبعدها بلغه ان الهدية اللي كان طالبها مخصوص وصلت وبعتهاله ولازم يروح المدينة يستلمها بنفسه وبلغه بالساعة اللي هتوصل فيها .
راح لهمس كانت مندمجة في حاجة قرب منها بس قفلت الأچندة اللي كانت بتكتب فيها ، قعد جنبها بابتسامة: اوعي تقوليلي ان دي أچندتك الخاصة اللي بتكتبي فيها أفكارك
ابتسمت بخبث : عايز ايه انت ؟ مش قلت هتتمشى باليخت شوية ؟
قرب منها أكتر ورد بفضول: عايز أقرأها
بصتله كتير وردت بتردد : لو قلتلك دي زي مذكراتي الخاصة ومش حابة انك تقرأها أو مش مستعدة انك تقرأها دلوقتي هتقولي ايه ؟
فكر قبل ما يرد عليها وقطع المسافات بينهم فاتعدلت في قعدتها وعيونهم متصلة ببعض واستنته يتكلم فقال بهدوء: هسألك ليه ؟ ايه اللي مكتوب عنك خايفة اني أكتشفه من مذكراتك زي ما بتسميها ؟
ابتسمت وبصت للأجندة في حضنها : ماعنديش أسرار لو ده قصدك أو ماعنديش قصة حب خفية .
رفع وشها تواجه عينيه وهمسلها: امال ايه بقى ؟ خليني أقرأها
عيونهم متعلقة ببعض وهي بتكلم نفسها ( ازاي ممكن أسمحلك تقرأ عن حبي ليك ؟ هتعرف قد ايه أنا متعلقة بيك ، أنا تقريبا من يوم ما عرفتك وكل حرف كتبته ليك انت وعلشانك انت ، هتشوف قد ايه كنت مهووسة بيك ، هتحس اني مريضة وحبك استوطن جسمي وكياني كله ، أيوة انت بتحبني بس أنا مش قادرة أخليك تلمس مدى حبي وأكون مكشوفة قدامك أكتر ما أنا مكشوفة يا سيف فاعذرني يا حبيبي )
فاقت من شرودها عليه بيقول باستغراب : همس ، ايه اللي عندك أنا ماأعرفهوش ؟
رفعت كتفها وردت بمراوغة: طيب ليه مهتم تقرأها طالما انت واثق انك عارف كل حاجة عني ؟
برر بضيق : أنا مستغرب انك رافضة اني أقرأها
كررت بإصرار: يفرق معاك ايه انك تقرأها أصلا ؟
وقف ورد بتذمر : احنا بندور في حلقة مغلقة ، في ايه ؟ حابب أشاركك حاجة أو هواية ليكي ، أنا طول الوقت في الجامعة كنت بشوفك حاضنة الكشكول ده زي دلوقتي كده ، تخيلت مليون مرة اني أقرأها وانتِ معايا في حضني ، أتفاجئ بيكي دلوقتي بترفضي ؟
اتعدلت و وقفت قصاده وقالت بمهادنة : أنا موافقة تقرأ لحد ما اتعرفت عليك ، علشان تضمن ان مفيش حاجة مخبياها عنك في ماضيا .
بصلها باستنكار واتنهد بعدها قال بتوضيح : أولا أنا عندي ثقة تامة فيكي وأما تقوليلي انك ما حبيتيش قبلي فأنا مصدق ده تماما وثانيا قبل ما أعرفك بيوم ما يهمنيش أساسا فأنا لو عايز أقرأ حاجة في الكشكول ده يهمني من بعد ما عرفتيني .
بصت للأرض وقالت بخفوت : وأنا مش مستعدة انك تقرأ ده دلوقتي ، ممكن في يوم من الأيام أسمحلك تقرأه لكن مش دلوقتي ينفع تحترم رغبتي في الاحتفاظ بحاجة زي دي خاصة بيا ؟
هربت من عينيه ورفضت تواجهه لانها مش مستعدة تشوف صدمته في كلامها
رد ببرود : براحتك طبعا بعد إذنك .
مشي خطوة بعدها وقف وقال بدون ما يبصلها : أنا كنت جاي أقولك ان ورايا مشوار هروح وأرجع خلال ساعتين أو حاجة .
شهقت بخوف : انت عايز تسيبني هنا لوحدي ؟
بصلها بجمود: هيجرالك ايه ؟ أكيد لو مش أمان ماكنتش هجيبك أصلا المكان ده .
سابها بدون ما يسمعها وهي ما نطقتش مع انها كانت عايزة تقوله ياخدها معاه هي اه مش بتخاف بس مش لدرجة تقعد في جزيرة كاملة لوحدها .
فضلت واقفها مكانها بجمود و عينيها على اليخت علشان تشوفه لما يلبس هدومه وينزل ، لمحته خارج حاولت تتكلم أو توقفه أو تقوله ياخدها معاه ما يسيبهاش لوحدها بس لسانها ما طاوعهاش وفضلت تراقب اليخت وهو بيبعد شوية شوية وفوجئت بدمعة نزلت من عينها مسحتها بعنف .
أول ما اليخت اختفى من قدام عينيها حست بصمت مرعب ، اتحركت بهدوء من مكانها ودخلت أوضة نومها وقعدت قدام البلكونة عينيها على البحر علشان تلمح اليخت لما يرجع .
سيف وصل البر وهناك اتصدم بإيليجا نفسه مستنيه ومعاه سيلينا مراته ، قرب سلم عليهم بحرارة بعدها إيليجا قال : فكرت أن أحضر هديتك بنفسي ونقضي العطلة سويا أنا وسيلينا في هذه البلدة الساحرة .
سيف ابتسم : إذن ستقضيان العطلة برفقتنا ، الجزيرة ساحرة
رد عليه بمرح : إنك بشهر العسل يا رجل هل ستستضيف أصدقاءك ؟ أتريد الموت على يد زوجتك ؟
ضحكوا كلهم بعدها سيف قال بجدية : زوجتي ستفرح باستقبال سيلينا – أضاف بمرح – كما أنني سأستضيفكما في العطلة فقط هما ليلتان فلا تحلم بالمزيد
سيلينا : سنقيم بفندق ونقابلكما ليلا ما رأيكما؟
قبل ما إيليجا يتكلم سيف رد : فنسهر الليلة ونقيم حفلة شواء وسنقرر من هناك ما رأيكما ؟ المكان واسع جدا
أخدهم واشترى كل حاجة ممكن يحتاجها وبعدها اتحركوا كلهم باليخت .
همس كل لحظة بتعدي بتلوم نفسها انها زعلته بس ترجع وتقول دي خصوصيتها لوحدها مش من حقه يزعل ، مسكت موبايلها فكرت تتصل بأي حد بس مفيش شبكة ومفيش أي وسيلة اتصال بالعالم الخارجي نهائيا ، غيظها وغضبها زادوا من سيف اللي هان عليه يسيبها لوحدها بالشكل ده .
الدنيا بدأت تليل ، فكرت تشغل الأنوار زي كل ليلة بس ممكن حد في البحر يلمح النور ويجي عليه ساعتها هتعمل ايه ؟ فتحت البلكونة قعدت في ركن فيها ولفت الشال بتاعها حواليها وعينيها متعلقين بالبحر يمكن تلمحه راجع وقلبها يطمئن من تاني .
أخيرا نقطة ضوء ظهرت من بعيد فوقفت بسرعة بأمل ولهفة وفكرت تخرج وتجري تستناه على رصيف المينا مكان ما بيربط اليخت بس رجعت في كلامها؛ هي زعلانة منه مش هتروح تستقبله، فضلت مكانها تراقب النقطة دي وهي بتكبر وبتقرب لحد ما شافته بوضوح وقلبها رجع نبضه طبيعي فرجعت تقعد مكانها على الأرض زي ما كانت .
في اليخت سيلينا بتحاول تشوف الجزيرة بس الدنيا ظلمت ، بصت لسيف : ألا توجد أي أنوار ؟ أم ستشعل النار ؟
سيف استغرب الظلام ده وازاي همس ما نورتش أي نور أو يمكن الكهرباء قطعت ! انتبه عليها بتتكلم فبصلها : توجد أنوار ولا أعلم لماذا الظلام يسيطر هكذا ؟
قلبه بيدق بسرعة مع قربه والظلام المسيطر على المكان بالشكل ده ، أخيرا وقف باليخت وربطه ونزلوا التلاتة وأخدهم مباشرة لجوا وهو بينادي همس .
بيفتح أي نور يقابله في طريقه ونبضات قلبه بتزيد كل ما بيلاحظ الصمت القاتل ده ، دخلوا لجوا وهو مرعوب حط الحاجة من ايده وبصلهم بقلق حاول يخفيه: ربما هي نائمة
سابهم ودخل يشوفها في أوضة النوم بس كانت فاضية ، بينادي عليها مش بترد .
خرج برا فإيليجا سأله : لم تجدها ؟
بصله بتوتر : تركتها بالخارج سأبحث عنها .
راح مكان ما سابها بس مفيش حد ، راح ناحية المرجيحة مالقاهاش، راح للجسر والمكان اللي وسط الميا برضه فاضي ، الخوف سيطر على قلبه هل ممكن جرالها حاجة ؟ طيب ايه ؟ وقعت في الميا مثلا ؟ غرقت ؟
قلبه هيقف من الرعب وبينادي عليها .
دور في كل مكان برا البيت مالقاهاش .
همس سامعاه وساكتة ودموعها نازلة بصمت وفكرت جواها بتشفي: دوق يا سيف عينة من الرعب اللي عيشتهولي علشان تسيبني كويس لوحدي، عيش الرعب ده يا سيف .
دور في كل مكان وعقله متوقف تماما عن التفكير ، دخل البيت يدور كويس وإيليجا وسيلينا انضموا معاه في البحث عنها بس برا ، وقف بتوتر وايديه على وسطه بيحاول يركز ممكن تكون فين ؟
أوضة نومهم البلكونة ده المكان الوحيد اللي ما دخلهوش في الجزيرة كلها ، ممكن تكون نزلت السلالم اللي وسط الميا وقاعدة عليها ؟
راح ناحيتها بسرعة فتحها ولانها قاعدة على الأرض في الكورنر ما شافهاش واتحرك ناحية السلالم ويادوب هينزل هي نطقت بصوت يادوب مسموع : أنا هنا .
همس بمجرد ما نطقت وقالت أنا هنا سيف التفتلها وقرب منها بسرعة شدها من على الأرض بلهفة وحضنها برعب كان مسيطر عليه ، أخيرا أخد نفسه وهي في حضنه جامدة فبعدها عنه ومسك وشها بايديه الاتنين واتصدم بدموعها نازلة فسألها بلهفة : انتِ بتعملي ايه هنا وفي ايه بتعيطي ليه ؟ همس ايه اللي حصل فهميني ؟ قاعدة ليه على الأرض ؟
فضلت باصالة بصمت وماردتش ، مسح دموعها وبيحاول يفهم مالها ، ايديه نزلت لدراعاتها واتفاجئ انها متلجة فبدأ يدلكهم وسألها بعدم فهم: انتِ قاعدة ليه هنا لما انتِ بردانة كده ؟ همس اتكلمي في ايه ؟
زقت ايديه بعيد ودخلت الأوضة وهي بتلم الشال على كتفها وهو دخل وراها وقفل الباب ومستني تفسير .
قعدت على السرير وبتمسح بمنديل وشها وبرضه ساكتة فوقف قصادها وهي متجاهلاه ، شد من ايدها المنديل و وقفها قصاده سألها بنفاد صبر: فهميني في ايه وبتعيطي ليه ؟ وقاعدة ليه في الظلمة كده ومش بتردي عليا أنا قلبت الجزيرة كلها عليكي
بصتله بحدة : ولو مالقيتنيش كنت هتعمل ايه ؟
بصلها بذهول : مش هلاقيكي ليه ؟ الجزيرة لو عندي نسبة شك ولو ١٪؜ انها مش أمان ماكنتش قعدت فيها بيكي .
لفت وشها بعيد وجت تتحرك بس مسك دراعها وقفها قصاده بإصرار : بكلمك فردي عليا ، كل ده علشان المذكرة بتاعتك ؟ يا ستي أنا غلطانلك مش عايز أقرأها أصلا ، لو دي اللي هتعمل المشاكل بينا بناقصها ، في ايه لكل ده ؟
بصت للأرض وقالت بهدوء : ينفع تسيبني لوحدي ؟ أنا مش عايزة ولا قادرة أتكلم دلوقتي .
فكر يسيبها ويخرج بس تراجع وسألها برفق : طيب بتعيطي ليه ؟ ليه قاعدة في الظلمة ؟
بصتله ودموعها بتلمع وردت بصوت متحشرج : لاني مابحبش أقعد لوحدي في أي مكان وانت مش بس سيبتني لوحدي في مكان انت سيبتني لوحدي في جزيرة كاملة وكل الأفكار السودا خطرت في بالي وخوفت أشغل أي نور لحد يلمح المكان من بعيد ويجي على هنا وأنا لوحدي اديك عرفت اهو أنا بعيط ليه ينفع بقى تسيبني لوحدي ؟
أخد نفس طويل بضيق من نفسه؛ لانه عمره ما تخيل أبدا انها من النوع اللي بيخاف ، ماحسش بده قبل كده
رفع وشها وسألها بلين: ماقلتيليش ليه قبل ما أخرج انك بتخافي لوحدك ؟
بصتله باستنكار : أنا ما بخافش ، بعدين انت قلتلي هتخرج وبعدها فوجئت بيك لابس وماشي حتى ما عديتش عليا ولا كلمتني أقولك امتى ها؟ سيف لو سمحت أنا مش عايزة أتكلم سيبني لوحدي .
اتردد انه يسيبها بس لو دي رغبتها براحتها ، حط ايده على خدها باعتذار : أنا آسف بس أنا عارف فعلا انك مش بتخافي وعلشان كده مشيت ، هسيبك لوحدك بس إيليجا ومراته سيلينا برا لو قدرتي تعالي ، هجهز عشا تكوني ارتحتي شوية وآسف مرة تانية اني سيبتك لوحدك .
باس خدها بوسة طويلة عبر بها عن اعتذاره وسابها وخرج لإيليجا وسيلينا اللي كانوا في الحديقة ،قربوا منه فابتسم : إنها نائمة بالداخل وبعد قليل ستلحقنا .
قعدوا التلاتة مع بعض وبعدها سيف وإيليجا بدأوا يجهزوا المشاوي اللي هيتعشوا بها .
همس فضلت شوية في مكانها فكرت ما تخرجش عنده بس إيليجا ساعدهم كتير وسبق وأنقذ حياتها مرة أما بعت رجالته يدوروا عليها وأنقذ حياتهم لما الفرامل باظت منهم ، قامت غسلت وشها وغيرت هدومها بفستان رقيق طويل وقعدت قدام مرايتها تحط لمسات بسيطة تنور وشها .
لمت شعرها بتوكة مشبك وسابت أطرافه منسدلة حوالين وشها ورقبتها وكأنه قصير فكان شكلها جميل في التسريحة البسيطة دي ، خرجت عندهم وسيلينا أول واحدة لمحتها فوقفت سلمت عليها .
سيف تابعها بعينيه ولاحظ انها بتتجاهله بس عجبه فستانها ومكياجها الهادي والطريقة اللي لامة شعرها بها
قربت منهم وسلمت على إيليجا من بعيد وبصت لسيف وقالتله باقتضاب : أساعدك ؟
ابتسملها : لا ارتاحي جنب سيلينا انتِ ، العشا هيكون مشاوي ولا انتِ عايزة حاجة تانية ؟
ابتسمت بمجاملة: شكرا مشاوي كويسة .
قعدت جنب سيلينا يتكلموا شوية بعدها قامت تشوف الدنيا ايه في المطبخ وجاب ايه معاه ؟ فضت كل الأكياس اللي جايبها في أماكنها وأخدتلهم عصير برا ، ضايفت سيلينا اللي ضحكت أول ما شافت العصير وبصتلها : هل هو طبيعي ؟
همس في البداية مافهمتش قصدها فوضحت : نحن نضع على العصير قليلا من الخمر ، وأنا أريد أن أحتفظ بعقلي ورزانتي
همس هنا ضحكت جامد هي وسيلينا لدرجة ان الراجلين بصوا ناحيتهم ومستغربين مالهم بيضحكوا ليه كده ؟
همس : أعتقد أنه طبيعي ، لقد أحضره سيف الآن مع باقي الأشياء – بصت لسيف وسألته – سيف العصير ده عادي نشربه؟
استغرب سؤالها : أكيد نشربه امال هنعمل به ايه ؟
الاتنين ضحكوا لانه مافهمش قصدها بس همس أخدت كوبايتين عصير وراحت ناحية سيف اللي أخد منها واحدة وعطاها لإيليجا والتانية أخدها منها وشكرها بس مسك دراعها وهمس : قصدك ايه بطبيعي ؟
ابتسمت بحرج وهمست : سيلينا قالت ان ساعات بيحطوا خمرة في العصير علشان كده سألتك
بصلها باستغراب : انتِ متخيلة اني ممكن أشتري عصير بخمرة لينا يا همس ؟
همس بتفكير : ممكن علشانهم
سيف : لا يا حبيبي العصير طبيعي
إيليجا تابعها لحد ما بعدت وبص لسيف : العصير طبيعي أليس كذلك ؟ أنا غير مستعد أن أفقد اتزاني الآن
سيف بصله والاتنين انفجروا في الضحك.
سيلينا طلعت إزازتين من شنطتها وادتهم لهمس وطلبت منها تحطهم في التلاجة يسقعوا عقبال ما العشا يجهز ، أخدتهم ودخلت وهنا سيف لمحها داخلة فبص لإيليجا : هل تستطيع متابعة الشواء ؟
ابتسم : بالطبع فلتلحق بها ولتذيب ذلك الجليد فهو لا يليق بكما .
ابتسم ولحق همس أما سيلينا فقامت وقفت جنب جوزها وحطت ايديها حواليه : الجو ساحر في هذه الجزيرة .
بصلها من فوق كتفه: سنقضي الليلة هنا أم نتحرك بعد السهرة ؟
باست خده : أعتقد المكان واسع فلن نصطدم ببعض ويمكننا قضاء العطلة هنا ، أم ما رأيك ؟ أ سنزعجهما ؟
إيليحا بهدوء: دعينا نذهب أفضل ونترك لهما مساحتهما الخاصة.
ابتسمت و وافقته وبعدها بصت للشوي : أعطني تلك القطعة الصغيرة فالرائحة تقتلني .
ابتسم وطلع القطعة اللي قالت عليها وأكلهالها.
سيف لحق همس جوا وضمها من ظهرها وباس رقبتها : حبيبتي هديت ولا لسه ؟
حاولت تفك ايديه من حواليها بس ثبتهم: ما تفكيش ايديا وما تبقيش رخمة بالشكل ده .
لفت ناحيته بعبوس : أنا زعلانة منك ومش مسامحاك ومش هسامحك أصلا على الرعب اللي عيشتني فيه فسيبني دلوقتي أنا خرجت علشان خاطرهم برا غير كده ماكنتش هخرج فاحترم زعلي لو سمحت .
جت تبعد بس مسك دراعها بإصرار: همس من زمان أوي وقلتلك عمري ما هقفل بابي في وشك وبعدها طلبتي مني ان حضني يفضل دايما متاح ليكي حتى لو زعلانين وخليتيني وعدتك الوعد ده .
رفعت وشها وبصتله باستغراب : وبعدين ؟
قربها منه وقرب وشه منها وقال بلوم: ماكنتش أعرف ان الوعد ده في اتجاه واحد بس ؟
– عيونهم متعلقة ببعض في صمت فكمل – زي ما طلبتي ان حضني يفضل متاح ليكي حتى لو زعلانين يبقى انتِ كمان حضنك يفضل متاح ليا حتى لو زعلانين ، الجواز علاقة متبادلة والطرفين لازم يشاركوا فيها مش طرف واحد بس .
هربت من حصار عينيه : انت بتقول الكلام ده ليه دلوقتي ؟
رفع وشها ترجع لعينيه من تاني : يعني لما أضمك ما تزقينيش بعيد عنك حتى لو زعلانة مني .
بهدوء قرب منها أكتر وشدها عليها ضمها لحضنه ، رفعت راسها على كتفه وغمضت عينيها وسمعته بيهمس : ازعلي مني براحتك بس ما تبعديش عن حضني أو تحرميني منك .
كانت قدامه مرايا البوفية وشافها مغمضة عينيها لان صورتها انعكست من إزاز البلكونة العاكس قصادها .
مغمضة عينيها وبتقاوم علشان ما تلفش ايديها حوالين رقبته أو تدفن وشها في كتفه حاولت تحافظ على جمودها أو تفضل زعلانة بس لقت نفسها بتاخد نفس طويل من ريحته وبتهمس جواها ( قد ايه أنا بحبك)
سيف مراقبها في المرايا قصاده وحس بحركتها ووشها اللي ملامحه بتتغير حتى النفس الطويل اللي أخدته ولقى نفسه بيهمسلها : وأنا كمان يا همس .
بعدت عنه وبصتله بذهول : انت كمان ايه ؟
ابتسم وقرب منها : وأنا كمان قد ايه بحبك .
عيونهم متعلقة ببعض وهي بتحرك راسها بدهشة : ازاي ؟
⁃ ازاي ايه ؟
⁃ ازاي بتسمع أفكاري
ابتسم ومسك وشها : أنا مش بسمع أفكارك يا همس – باسها بخفة وكمل- أنا بعرف أقرأك كويس ، فاهمك ، حاسس بيكي ، أو يمكن بقول اللي جوايا أنا ولاننا بنعشق بعض فبنفكر في نفس الحاجة ، تخيلت انك لما أخدتي نفس طويل وغمضتي عينيكي انك همستي جواكي انك بتحبيني أو أنا حابب أفكر كده ، بالرغم من انك زعلانة مني إلا انك بتحبيني ، زيي أنا كمان ، في أي وقت وأي ظرف ومهما يكون حاصل بينا بحبك، وهقولهالك تاني حقك عليا بس صدقيني لو أعرف ماكنتش عملتها أبدا وسيبتك لوحدك ، إيليجا كلمني لاني كنت موصيه على حاجة طلبتها وهو تابعها ومشكور جابها لحد عندي فروحت أقابله أو ماكنتش أعرف ان هو اللي جايبها بنفسه .
همست بفضول : حاجة ايه اللي كنت موصيه عليها ؟
ابتسم وبعد عنها طلع من جيبه علبة صغيرة وحطها بين ايديها : شوفيها بنفسك .
بصت لعينيه فابتسم : افتحيها
فتحتها بتردد وبتحاول تتوقع هل جايبلها خاتم مثلا؟ سلسلة ؟ مش ده اللي هيصالحها به ده لو فضل واخدها في حضنه كانت هتسامحه أفضل من كده .
ده تفكيرها وهي بتفتح العلبة بتردد وبطء ملحوظ ، أول ما فتحتها عينيها الاتنين وسعوا وشبه فقدت النطق لحد ما هو سألها بترقب : مش عاجبينك ؟
هنا بصتله واتنططت بسعادة واتعلقت في رقبته ونسيت انها زعلانة منه ، ابتسم وضمها بحب : طلبتهم يتعملوا مخصوص علشاننا .
العلبة كان فيها دبلتين زخرفتهم رقيقة واحدة مكتوب عليها من برا Hams والتانية مكتوب عليها Saif المرة دي مش مجرد حرفين بس الاسم كامل والناحية التانية مكتوب عليها My Love
بعدت عنه وقلعت دبلتها اللي في ايديها ومدتله ايدها بحماس : لبسهالي يلا .
ابتسم ومسك دبلتها لبسهالها وبعدها رفع ايدها باسها بحب : محدش هيخمن حروف بعد كده ، اسمي مكتوب كامل واسمك مكتوب كامل والحب هيربطهم لآخر يوم في عمرهم .
أخدت الدبلة التانية ولبستهاله ومسكوا ايدين بعض بس هي كشرت : بس أنا بحب الدبلة بتاعتي وبتاعتك .
ابتسم ومسك وشها رفعه بلطف: هنفضل محتفظين بيهم لان في ذكريات كتيرة بتربطنا بيهم حلوة و وحشة بس الذكريات دي والخطوات دي وصلتنا لبعض يا همس ، هنفضل محتفظين بيهم وهنفضل فاكرين كل اللي مرينا به لحد ما وصلنا لبعض وده هيخلينا نسامح لما نزعل من بعض ولا ايه ؟
افتكرت زعلها منه فرسمت العبوس على وشها : أيوة أنا لسه زعلانة منك فعلا .
ضحك وهو بيضمها : يعني الهدية دي ما شفعتليش عندك شوية تسامحيني ؟
هزت دماغها برفض وهي في حضنه : لا برضه زعلانة ولعلمك هقولك معلومة صغيرة عني .
بصلها بانتباه فوضحت : مش الهدايا اللي ممكن تصالحني بها أبدا مش دي سكتي خالص يا سيف .
جت تبعد وتمسك الازايز اللي كانت داخلة تحطها في التلاجة بس مسك دراعها شدها عليه وهو واقف وراها ووضح بهدوء: أنا طلبتهم من ساعة ما جينا هنا و وصيت عليهم يتعملوا فصدفة انهم وصلوا النهارده مش أكتر – باس رقبتها وهمس بشغف- وعارف كويس جدا ان مش دي دخلتك أبدا ، همستي عارفها أكتر من نفسها.
ابتسمت بس مره واحدة بعدت وشهقت باستيعاب : انت شوفتني هنا
بصلها ومش فاهم بتتكلم عن ايه وبعدت ليه كده فسألها : شوفتك هنا ازاي ؟ بتتكلمي عن ايه ؟
شاورت على المرايا قصادها ووضحت بغيظ : شوفتني في المرايا هنا وأنا أقول شافني مغمضة ازاي ؟ يا لئيم !
بصلها لوهلة وبعدها هز راسه بقلة حيلة لان هي دي همسته المجنونة وده أسلوبها فرد بابتسامة: اه شوفتك هنا المهم أنا خارج أشوف اللي على النار برا ليتحرق .
وقفته : هو مش إيليجا جنبه ؟
⁃ اه جنبه بس برضه ، عايزة حاجة مني ؟
ابتسمت ونفت : أنا كنت جاية أحط دول في التلاجة سيلينا ادتهملي ، هما دول ايه ؟ عصير ؟
فكهم معاها وبصلهم ورد : ايوة ياحبيبي عصير ميكس عادي
ابتسم وسكت فأخدتهم من ايده وحطتهم في التلاجة وقبل مايخرج بصلها : ينفع تجهزي حاجة السلطة ؟
وافقته وهو طلع لإيليجا يجهزوا العشا وسيلينا قامت تساعدها وتجهز السفرة معاها .
جهزوا السلطات والمقبلات وسيلينا حطت أدوات السفرة كلها عليها وبتوزع السلطات والكاسات
بصت لهمس وطلبت منها العصير من التلاجة
أخدته منها سيلينا وحطته على السفرة وسيف وإيليجا جابوا المشاوي وحطوها وقعدوا كلهم يتعشوا ، سيلينا طلبت من جوزها يحطلها العصير بتاعها فايليجا ملا الكاسين وبص لسيف وهمس يعرض عليهم بس سيف شكره ورفض ، همس بصتله بفضول : هتشرب انت ؟
سيف بهدوء : لا يا حبيبي مش بحب اي نوع من الميكسات
رفضت هي كمان تشرب وضحكت بتذكر : فاكر بوس الواوا ؟
ضحك : وهو ده يتنسي ؟
لاحظ ان إيليجا وسيلينا متابعينهم فحكالهم موقف العصير بتاع قبل كده .
اتعشوا في جو لطيف فيه كمية ضحك مبالغ فيها، شغلوا موسيقى هادية وكل واحد بيرقص مع مراته
سيف : همس انتِ صاحية؟ أنا شايلك مش بترقصي .
كانت ماسكة في رقبته وشبه نامت من السهر : سيف مش قادرة سيبني أنام .
حاول يبعدها عنه شوية وبصلها بتعجب: تنامي ايه ؟ انتِ بجد نايمة ؟
شالها وبص لإيليجا اللي شاورله يدخلها ، أخدها وحطها على السرير وقلعها الجزمة بتاعتها والفستان وغطاها كويس بعدها لاحظ التوكة اللي في شعرها ناشفة فكها بالراحة علشان ما تضايقهاش وسابها وخرج لإيليجا
اللي قاله انه هيمشي هو ومراته، حاول يقنعهم يباتوا فرفضوا ، اتردد يوصلهم ويسيب همس فاستأذنهم ودخل حاول يصحيها يقولها انه هيوصلهم باليخت ويرجع فهمهمت وسط نومها بموافقة ، خرج وراح وصلهم ورجع و أول ما نام على السرير همس دفنت نفسها في حضنه .
الصبح صحيت من نومها بدري بس كانت لوحدها على السرير جت تقوم حست بصداع رهيب ، قامت أخدت شاور يمكن يفوقها شوية وخرجت كان سيف داخل من البلكونة وشكله كان في الميا ، بصلها بابتسامة: صباح الخير يا قمري عاملة ايه ؟
قربت منه بخمول : دماغي هتنفجر من الصداع .
ابتسم وجابلها قرص تقريبا كان مجهزه على التسريحة : خدي ده أكيد من السهر بتاع امبارح ، خديه شوية وهيظبطلك دماغك .
أخدته وقعدت قدام المرايا وهو دخل ياخد شاور بعد البحر وطلع لقاها قاعدة زي ما هي فسألها : لسه مصدعة ؟
بصتله : مصدعة وكسلانة وهمدانة وكل حاجة .
وقفها وأخدها في حضنه : طيب خليكي على السرير قايمة ليه بدري ؟ تعالي
شالها وحطها على السرير وقعد جنبها : عندي العلاج المناسب لحالتك .
ابتسمت وهي بتبعد: اللي هو ايه ؟ علشان شاكة فيك أنا .
ابتسم بمرح وهو بيشدها عليه : هو بالظبط اللي انتِ شاكة فيه مش كفاية سيبتك تنامي بالليل هتستعبطي بقى ولا ايه تعالي هنا واحشاني أصلا .
شدها عليه وغرقت في أحضانه لفترة طويلة بعدها نامت على كتفه
سيف بهمس: حبيبي لسه زعلانة مني ؟
هنا اتعدلت وشهقت بتذكر : أنا صح كنت زعلانة اخص عليك
ضحك جامد عليها فضربته على صدره بتذمر : زعلانة تاني علشان ما فكرتنيش اني زعلانة
شدها عليه وهو بيتعدل زيها ورد بابتسامة مستنكرة: لا والله، أنا لسه ماخلصتش من الزعل الأولاني علشان تدخليني في التاني ، بعدين عرفيني طيب أتعامل ازاي معاكي وانتِ زعلانة يعني ؟ أبعد عنك ؟
ردت بسرعة : إياك
قرب أكتر وضمها : طيب أعمل ايه ؟
حركت كتفها بعدم معرفة وهمست : مش عارفة تعمل ايه ؟
همسلها بحب: طيب أقرب أكتر ؟ أضمك أكتر؟ أدخلك جوا قلبي أكتر ؟
كل كلمة بيقربها منه أكتر وبيسلب إرادتها وعقلها وتفكيرها وهي بتستسلم أكتر وأكتر لحضنه .
قضوا اليوم كله في البحر مع بعض وآخر النهار قرروا يخرجوا سهروا سوا
سيف واقف مستني همس تجهز وشوية وخرجتله لابسة فستان سهرة طويل بس في صوت شخللة بيزيد كل مابتقرب فسألها بتعجب : هو ايه الصوت ده؟
بصتله بتساؤل: صوت ايه؟
رد بحيرة: شخللة
همس بتفكير: ممكن من الحاجات اللي في ايدي دي ، الأساور دي بتعمل صوت
هز راسه باقتناع ومسك ايدها واتحركوا ومع كل خطوة الصوت بيزيد فوقف وبصلها بضيق: ماتقلعي حاجة منهم ياهمس بدل الصوت ده
ردت برفض: لا دول حلوين وعاجبيني فيها ايه يعني ما الهنود بيلبسوهم على طول .
بصلها باستسلام : ما انت قولتي هنود ، امري الي الله يا همس هنود هنود .
كملوا مشي لحد اليخت طلع ومسك ايدها طلعها ، الهوا كان شديد وهمس مغمضة عينيها باستمتاع وسيف متابعها بابتسامة لحد ماوصلوا نزلوا وربط اليخت ، سيف وقف تاكسي وركبوا وفضلوا يتكلموا بس سيف لاحظ ان الصوت قل رغم ان همس بتتكلم وايديها بتتحرك عادي فسألها: غريبة الصوت قل ازاي؟
رفعت كتفها ببساطة: مش عارفة
سيف بمرح: أنا لوهلة افتكرتك نازلة بخلخال
ضحكت وكملوا كلام لحد ما وصلوا للمطعم ونزلوا وبدأ الصوت تاني ومع كل خطوة بيكون أعلى ، دخلوا وقعدوا على ترابيزة
سيف بحنق: أنا حاسس اني ماشي بزفة بصوت الاكسسوري دي
ضحكت بمرح: دي أحلى حاجة فيهم
رد بتذمر: بعد كدا تجيبي حاجات مافيهاش أصوات
هزت راسها بموافقة وأكلوا ، قاموا يرقصوا سلو وأول ما حط ايديه على وسطها استغرب : ايه ده يا همس ؟ انتِ لابسة ايه تحت الفستان ؟ ( سكتت وبصتله ببراءة مزيفة و نظراتها بتقول انها مخبية حاجة فكرر ) لابسة ايه بيشخلل كده ؟ هااا؟
بلعت ريقها وردت بإحراج: لابسة الحزام
ردد بعدم فهم: حزام ايه؟
وضحت بخفوت: الحزام اللي انت كنت جايبه متعلق فيه كام جرس بيعملوا صوت شخللة واتكسفت ألبسه في البيت فقلت أستفيد به
سيف عينيه وسعوا بصدمة وبصلها وهو مش مستوعب بتقول ايه ، ردد بعدم تصديق: يعني اتكسفتي تلبسيه في البيت فتقومي لابساه لأمة لا اله إلا الله؟
همس باستنكار وصوت واطي: على الأساس اني مبيناه؟ ده تحت الفستان
رد بتهكم: لا عداكي العيب، يعني تتكسفي تلبسيه قدامي ومش مكسوفة وانت ماشية بشخاليل؟ وأنا أقول الصوت بيبقى عالي وقت الحركة ليه أتاريه حزام
همس بعبوس: محسسني انه حزام ناسف
بصلها بسخرية: ياريت كان هيبقى أهون ، أما نروح هشوف الحزام اللي مخليكي مش لابساه لجوزك انما في الشارع عادي
بصتله برفض: تشوف ايه لا انسى ، إذا كنت لابساه علشان أستفيد به لاني مش هلبسه في البيت أصلا
سيف بحزم: ادخلي حالًا اقلعيه يلا
همس باستغراب : أقلعه فين وازاي ؟ انت بتهزر صح ؟
سيف بصلها باستنكار: هتقلعيه فين مثلا يعني ؟ ادخلي الحمام اقلعيه يلا
أخدها من ايدها و وقف قدام الباب : هستناكي اتفضلي
همس بعناد : مش هعرف أقلعه هنا محتاجة..
قاطعها بحزم: ادخلي يا همس اقلعيه يلا مش عايز رغي كتير ، الشخللة دي تكون للبيت وبس .
دخلت الحمام وقلعته وبعد فترة خرجت حطته في ايده بتبرم: اتفضل اهو شوف بقى سيادتك هتشيله فين ؟
حطه في جيب چاكيت البدلة وقال ببساطة : اهو يا ستي اتفضلي بقى نسهر يلا براحتنا بعد ما اتخلصنا من الشخاليل دي .
كشرت بغيظ : عدو الفرحة
بصلها بذهول : أنا ؟ طبعا ما انت ماشية بفرح معاكي، مش هرد عليكي .
بصتله وسكتت ورجعوا كملوا سهرتهم وآخر الليل أخدها وروحوا وبعد ما دخلوا أوضة النوم طلع الحزام من جيبه وقال بابتسامة: اتفضلي البسيه صح يلا
بصتله بتردد : لا أتكسف مش عايزة
زقها ناحية الدريسنج بتهديد : هتلبسيه لوحدك ولا أتعامل أنا ؟
لاحظت الإصرار في عينيه فأخدته على مضض من ايده : هلبسه خلاص اطلع برا انت لحد أما أشوف حاجة تليق عليه و
قاطعها بمهادنة: همس يا روحي يا حياتي يا قلبي
قاطعته بسخط: نعم
ابتسم بعبث : الحزام للوسط والوسط بس من غير أي حاجة تحته ده بيتحط على وسطك مباشرة
بصتله بتهكم : يااا جبت التايهة سيادتك !
زقها بمرح : اتفضلي البسيه صح طالما عارفة التايهة
سابها وخرج يديها فرصة تغير هدومها وهي فضلت كتير مترددة و مكسوفة تلبسه بس في الآخر قررت تلبسه زي ماهو عايز بالطريقة اللي تعجبه، كملت جنانها ولبست خلخال في رجلها وبقت ماشية زي الهنود فعلا وهم بيشخللوا فابتسمت وعجبها شكلها ، وقفت قدام المرايا ومش متخيلة نفسها تخرج بالشكل ده فجابت طرحة خفيفة سودا لفتها حوالين وسطها واستغبتها بعد كده بس قبل ما تفكها الباب خبط وسيف دخل فبصتله بإحراج أما هو فصفر بإعجاب : اهو كده يتلبس مش تلبسيه تحت الفستان !
قرب شدها عليه ولفها فقالت بخفوت : يعني الشخاليل مش مضايقاك دلوقتي ؟
ابتسم بخبث : لا طبعا مش مضايقاني ، شخللي براحة راحتك يا روحي
بصتله بتوتر من نظراته الغير بريئة وجت تتحرك: عديني كدا
منعها بايديه اللي حاوط بها وسطها وقال بمشاكسة وهو بيحركها: شخللي علشان تعدي
بصتله بغيظ فضحك ومال عليها وهمس بنبرة شغوفة أثرت عليها وخدرتها: عايزة تبعدي عني ياهمستي؟ أهون عليكي؟
نبرة صوته ولمساته البطيئة خدروها فهزت راسها تلقائيًا بنفي
ابتسم انه قدر يخرجها من خجلها
فك الطرحة اللي حوالين وسطها ورماها بعيد وبصلها برغبة: كده أحلى بكتير يا همستي
باسها برقة وغابوا الاتنين عن العالم كله .
وانتظروني قريبا مع الجزء الثالث عاصفة الهوى

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جانا الهوى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى