رواية جانا الهوى الجزء الثاني الفصل التاسع والستون 69 بقلم الشيماء محمد
رواية جانا الهوى الجزء الثاني الجزء التاسع والستون
رواية جانا الهوى الجزء الثاني البارت التاسغ والستون
رواية جانا الهوى الجزء الثاني الحلقة التاسعة والستون
الضابط سمع بدر ومش عارف مين الصادق ومين الكاذب ؟
بدر بتأكيد : طبعا سهل جدا تتأكد من طلاقنا وتعرف ان ابني واخد حضانته من امتى وتعرف تجيب تاريخنا كله .
هز راسه بتأكيد بعدها بصله : احكيلي ايه اللي حصل بالظبط ؟
هند قربت باندفاع : ينفع أنا أقولك ايه اللي حصل ؟
بصلها باستغراب : انتي مين ؟
جاوبته : مراته
بصلها بدقة يدرسها وبص لبدر اللي مسك دراعها بضيق : ينفع تهدي دلوقتي انتي ؟ لو سمحتي .
الضابط بتفهم : هسمعك ما تقلقيش ( بص لبدر واتحرك بيه بعيد عنها ) احكيلي بقى ايه اللي حصل ؟
بدر حكي اللي حصل من ساعة ما دخلوا الشقة واتردد يقول انها وقعت وهو بيحاول يمشيها ويطردها ، سكت محتار يحكي اللي حصل فعلا ولا يقول زي ما هند اترجته ؟ سمعوها بعد ما دخلوا ؟ ومن حسن الحظ ان مفيش كاميرات متركبة في العمارة، فمحدش هيدور وراه، بص ناحية ابنه الخايف ، بص لهند وابنها اللي لسه ما شافش النور ولا يا ترى بنت؟ طيب ازاي تتربى بعيد عنه ؟ ما هي رشا أنانية وبتستغل الكل ليه هو كمان ما يبقاش أناني لبيته ولحبه ولولاده ؟
انتبه على صوت الضابط : حصل بعدها ؟ ساكت ليه ؟
بصله وقرر يكون المرة دي أناني : خرجتها برا بيتي ودخلنا وقفلنا الباب هي مش مسئوليتي وبعد اللي عملته آخر مرة مش هسمحلها تكون جزء من حياتنا .
سأله باهتمام : ايه اللي عملته ؟
بدر وضحله اللي حصل يوم فرحه وبعدها ابنه لما أخدته عندها واتصاب وحبسها الفترة اللي فاتت .
الضابط سمعه باهتمام وبعدها بص ناحية أنس : ينفع أكلمه ؟
بدر بص لابنه : ابني لسه خارج من صدمة قسوة مامته والحادثة اللي اتعرضلها ودلوقتي أمه نفسها فلو سمحت
بصله باهتمام : أنا مقدر مشاعرك كأب وأنا كمان أب وهتكلم معاه زي ما بتكلم مع عيالي ما تقلقش .
بدر نادى على ابنه اللي جه وقف جنبه بتوتر ومسك ايده يستمد منها القوة ، ابتسمله وضغط على ايده يطمنه : ما تخافش من حاجة واتكلم قول للظابط اللي حصل
أنس بصله بتردد: احنا رجعنا من فرح همس أخت هند واتفاجئنا بماما في البيت وبابا حاول يطردها .
الضابط : وبعد كده حصل ايه ؟
بص للضابط بتوتر : هند طلبت مني أدخل أوضتي وبعدها سمعت دربكة فخرجت شوفت ماما واقعة على السلم تحت وبابا نزل بسرعة يساعدها وهند طلبت الإسعاف .
الضابط لاحظ مسكته لايد أبوه وابتسامة أبوه له ومحاولته يطمنه ، رجع بص لأنس : ده بس اللي شوفته يا أنس ؟ ماما بتقول ان باباك زقها
بص لأبوه وبعدها للضابط : بابا مش بيضر حد أبدا ، بابا حد كويس .
ابتسم : أنا ما قلتش ان باباك حد وحش ، أنا بس بقول اللي مامتك قالته .
أنس بص للأرض بحزن : ماما بتكدب كتير ، قالتلي بتحبني وقالتلي أساعدها بابا ما يتجوزش هند وقالتلي هنرجع عيلة كلنا بس كدبت في كل حاجة ، كانت عايزة بس ترجع لفلوس بابا وترجع لبيته ولما بابا قالها عايزة ابنك خديه أخدتني وكانت بتاخد مني أي فلوس بابا يديهاني وبتسيبني من غير أكل جعان اليوم كله ، ماما كدابة
بدر حط دراعه حواليه وضمه : أنس حبيبي الفترة دي عدت خلاص ومش عايزين نفتكرها من تاني ، وأنا سبق واتأسفتلك اني سيبتك ليها فخلاص انسى .
بصله بحزن: بس لو ماكنتش سيبتني كنت هفضل على طول مصدقها وفاكر ان انت حرمتني منها ، انت كان لازم تسيبني معاها علشان أصدق انها وحشة ومش بتحب حد أبدا ( بص للضابط وكمل) ماما كل اللي عايزاه تاخد فلوس من بابا ولو دخل دلوقتي قالها هديكي فلوس هتقولك ما زقنيش وهتغير كلامها ، ما تصدقش حاجة قالتها لانها مش بتقول حاجة صح .
بدر بص للضابط برجاء: ينفع كفاية كده عليه ؟ هو كتير معاها .
الظابط حط ايده على شعره بمداعبة وابتسم : انت بتحب هند مرات بابا ؟ وهي بتحبك ؟
ابتسمله وهو بيبص ناحيتها : بحبها جدا وهي بتحبني مش هي بس كل عيلتها حتى عمو سيف أنا وهو اصحاب .
الظابط بص لبدر باستفسار: سيف ؟
وضح بسرعة : سيف الصياد و ده جوز أخت مراتي ، عديلي يعني .
هز دماغه بتذكر : هي قالت ان سيف الصياد سبق وهددها
قبل ما بدر يتكلم أنس اللي اتكلم : عمو سيف ما هددهاش أنا كنت معاها يوم الفرح وهو كل اللي عمله انه مشاها من الفندق علشان فرح بابا وهند ، بس كده .
الظابط تيقن من جواه بصدق أنس وبدر وبدأ يشوف حقيقة رشا بس طبيعة شغله بتلزمه يسمع كل الأطراف ويحقق مع الكل .
سأل هند وسمع منها نفس السيناريو ، سمع الكل وبعدها انسحب وسابهم وقال انه محتاج يجمع تحريات أكتر ويتأكد من كل كلام بدر .
سيف وهمس قاموا يتمشوا شوية وهي مبهورة بكل حاجة حواليها بصت لسيف : شوفت بقى ميزة الكوتش ؟ لو لبست صندل كنت قعدت على الأرض من أول خطوتين وقلتلك شيلني .
ابتسم بمشاكسة: طيب الحمدلله ربنا بيحبني .
شهقت بذهول : بيحبك علشان ما شيلتنيش ؟
⁃ أنا شايل نفسي حاليا بالعافية ، ما تيجي نروح بجد مابقيتش قادر أمشي أكتر من كده ، هطلب تاكسي
مطت شفايفها بموافقة : خلينا طيب نتمشى للبيت
شاور لتاكسي وبصلها : لا مش قادر بجد .
ركبوا و وصلوا الفندق في دقايق ، نزلوا وبصتله بإحباط : وصلنا بسرعة أوي .
مسك ايدها وشدها يدخلوا : انتي مستعجلة على كل حاجة ليه ؟ اصبري عليا وهلففك كل سنتي في البلد دي ما تقلقيش .
طلعوا لأوضتهم وهي دخلت الحمام و لبست قميص تاني مثير وخرجت اتفاجئت بسيف نايم ، قربت منه كان رايح في النوم ، لمست دراعه ونادتله : سيف
همهم يادوب فقربت أكتر وهمست: ينفع آخد موبايلك طيب أكلم ماما وهند ؟
حاول يفتح عينيه بس مش قادر وغمغم : خديه .
مسكت موبايله واتصلت بمامتها وبعدها اتصلت بهند اللي صوتها كان مخنوق فهمس خافت يكون جرى حاجة للبيبي : هند احلفي انك بخير والبيبي بخير.
حاولت تتكلم بشكل طبيعي : والله يا بنتي بخير أنا والبيبي
اتنهدت بارتياح بس رجعت كشرت : بدر، اوعي يكون بدر تعبان أو في حاجة حصلت
اترددت كتير قبل ما تجاوبها : بدر كمان كويس وصحته الحمدلله كويسة ، بصي كلنا بخير من الآخر .
همس مااقتنعتش لان أمها مش طبيعية وحتى أبوها يادوب سلم ودلوقتي هند صوتها مخنوق ، سألتها فجأة : فين بدر ؟ خليه يكملني طيب أسلم عليه
اتنهدت قبل ما ترفض بهدوء: بدر مش جنبي حاليا
همس بإصرار : هند يا تقوليلي في ايه بيحصل عندك يا هروح أصحي سيف هو يتعامل ويجيبلي تقرير مفصل عنكم .
هند بعد تردد حكت لهمس اللي حصل وبعدها همس علقت بجدية: انتي محتاجة تتعاملي بحزم مع البنت دي ، دي محتاجة تاخد على قفاها علشان ما تتماداش .
فضلوا يرغوا كتير الاتنين وقبل ما همس تقفل بلغت أختها لو محتاجاها تنزل هتنزل عادي بس تعرفها .
قفلت الموبايل وقامت دخلت عند سيف نامت جنبه وهمست : سيف خدني في حضنك .
حس بيها ورفع دراعه وهي دخلت في حضنه استخبت كلها بين ايديه وفي لحظات غرقت في النوم هي كمان .
كريم و مؤمن مع بعض ومش عايزين يروحوا البيت ، افترقوا بس قبلها اتفقوا ان مؤمن هيروح يطمئن على ابنه ويجيبه يقعد مع إياد شوية قبل ما يرجعه لأمه وبعدها يرجع مكانه الطبيعي في بيته .
في بيت خالد
نور قاعدة بابنها وماقالتش لحد انها مختلفة هي وجوزها ، ملك قاعدة معاها فسألتها : هتفضلي ساكتة كده كتير ؟ ايه اللي حصل ؟ وليه جيتي على هنا مش مع جوزك ليه ؟
نور بصت لأختها بتردد فملك مسكت ايدها : فضفضي واتكلمي ، فكري يا ستي بصوت عالي .
شجعتها تتكلم : متخانقة معاه .
كشرت : ليه طيب ؟ مؤمن بيحبك وكمان هو شخصية مش بيعرف يزعل حد أصلا .
أخدت نفس طويل قبل ما تتكلم بعصبية ونرفزة وتشرح لأختها كل اللي حصل.
ملك سمعتها باهتمام وهدوء واستنتها تخلص بعدها علقت بعقلانية : خلصتي كلامك ؟ سبق وقلتلك من قبل ما تتجوزي مؤمن يا نور ان كريم ومؤمن باكيدج واحدة يا تاخدي الاتنين يا تسيبي الاتنين .
علقت بغيظ : ما يتنازل كريم ويجي هو! ليه احنا اللي نروح ؟ ليه مؤمن اللي يتنازل دايما ؟ ليه أنا أتنازل مش أمل ؟
استغربت ملك من كلامها وعلقت باستنكار : كريم يجي فين ؟ هنا في بيت حما ابن خاله ؟ ازاي طيب ما تقولي كلام معقول ولا هو أي هبل وخلاص ؟ مؤمن مش حد قاعد عندهم مؤمن زيه زي كريم في البيت ده ، غلاوته من غلاوة كريم ، الاتنين توءم مش أخوات حتى ، بينهم حب وعلاقة غريبة وخلي بالك من نقطة مهمة جدا ( نور بصتلها بانتباه فكملت بتنبيه ) لو حد فيهم هيتحط في اختيار هيختار التاني بدون ما يرفله جفن .
بصتلها باستنكار : قصدك ايه إن شاء الله ؟
وضحتلها بغيظ منها ومن غبائها : قصدي انك لو هتخيري مؤمن ما بينك وبين كريم فأولا هو هيرفض الاختيار ده وثانيا هيختار كريم بدون شك وبدون ما يفكر حتى وبدون ما يديكي فرصة تفكري .
وقفت نور واتحركت بعصبية : مؤمن بيحبني وبيحب ابنه ولا يمكن
قاطعتها بثقة : لا يمكن يستغنى عنك وعن ابنه بس هتحطيه في اختيار زي ده فدي هتكون النتيجة خسارتك انتي ، وابنه مش هيخسره ، ابنه هيفضل ابنه ، انتي بس اللي هتخسري في الحسبة دي .
حركت راسها برفض : لا يا ملك لا ، مؤمن ما يستغناش أبدا .
وقفت ملك لان موبايلها رن وكان حبيبها فقالت بجدية: انتي حرة أنا حذرتك ونبهتك أنا أعرف مؤمن وكريم من سنين طويلة مش سنة ولا اتنين وأي حد بيحاول يفرقهم بيبعدوه عنهم بدون رجعة ، بعد إذنك نادر بيكلمني .
خرجت وسابتها لأفكارها ومخاوفها بس هل فعلا ممكن مؤمن ما يختارهاش ؟
كريم روح البيت استقبلته أمل على الباب وهو استغرب ده منها لانها مش بتستقبله كده وقت خصام إلا لو في حاجة فسألها: في ايه مالك ؟
همست : خالك جوا .
استغرب وضم حواجبه وسألها باستنكار : خالي مين ؟
استنكرت استغرابه وسؤاله فردت بحنق : هو انت عندك غيره أصلا يا كريم ؟ خالك عاصم هيكون مين يعني ؟
بص وراها بحيرة ناحيتهم : في حاجة ولا جاي عادي زيارة ؟
قربت منه وهمست : مش عارفة بس أعتقد ان بابا كلمه يجي يشتكيله مؤمن
بصلها لوهلة وبعدها دخل يشوف في ايه ؟
نادر بيكلم ملك ويطمئن عليها بعدها قالها ان الكل مشي وهو فضل لوحده من تاني واقترح : تعالي نتعشى أنا وانتي في أي مكان ، ايه رأيك ؟
كانت هتوافق بس هتفضل لحد امتى بتتجاهل الوضع اللي هما فيه وتعتبر ان مفيش حاجة ومفيش مشاكل ؟
لاحظ سكوتها فقال : ملك اتكلمي ساكتة كده ليه ؟ مشغولة ؟
اتنهدت بحيرة : نادر وآخرتها ايه ؟ اتكلمت معاهم ؟
وضحلها : حبيبتي أنا رجعت البيت قابلتهم بالشنط على الباب يعني لو اتأخرت دقيقتين ماكنتش لحقتهم أصلا ، يومين كده وهسافرلهم وأحط النقط على الحروف ، ها يلا نتعشى مع بعض
اعتذرت بهدوء : لا مش هقدر نور هنا بابنها وتقريبا في مشاكل بينها وبين مؤمن فمش هينفع أسيبها وأخرج ، هي محتاجاني معاها ، خليها وقت تاني .
حس انها مجرد حجة لحد ما هو يظبط وضعه ، سألها مباشرة : أختك نور يا ملك ولا علشان موقف أمي ؟
ولا وافقت ولا أنكرت بس ردت بهدوء: حاول تغير موقفها يا نادر وحاول تجمعنا مع بعض ، أنا مضطرة أقفل لان مؤمن لسه واصل اهو وداخل ، هكلمك بعدين .
قفلت وراحت تستقبل مؤمن لانها برا في الجنينة ، سلمت عليه وسألته: جاي تاخد مراتك وابنك ؟
جاوبها بتمني : جاي آخدهم أيوة ، إياد قالب الدنيا من غير نصه التاني .
ابتسمت وسألته باستغراب : ليه علقتوهم ببعض بالشكل ده ؟ ليه حابين تكرروا نفسكم في عيالكم ؟ مش شايفين ان ارتباطكم بالطريقة دي بيضركم أكتر ما بينفعكم ؟
بصلها باستنكار تام : يضرنا ؟ يضرنا ازاي ؟ يضرني ان ليا حد في ظهري لا يمكن يسمح لحد ياذيني ؟ يضرني ان ليا سند واثق دايما انه لايمكن يتغير أو يجور عليا ؟ يضرني ان في نسخة مني أقدر أستغنى بيها عن العالم كله ؟ يضرني ان في حد مشاركني فرحتي وحزني و وجعي ولا يمكن أكون وحيد طول ما هو جنبي ؟ ولا يضرني ان عندي بدل الأب اتنين وبدل الأم اتنين ، فين وجه الضرر ده يا ملك ؟
ملك كانت عارفة كل ده بس هي لمحت أختها واقفة وحابة تسمعها بنفسها نظرة كريم ومؤمن لبعض لان الظاهر انها نسيت أو بتتناسى ترابطهم .
انتبهت عليه بيكرر بإصرار: فين وجه الضرر؟ فهميني
بصتله باهتمام وحبت تحمي أختها حتى لو هي اللي هتتلام بس أختها تعدي الأزمة دي : انت اهو ممكن تخسر
ماسابلهاش فرصة أصلا تكمل باقي الجملة واتكلم بنبرة لا تقبل النقاش : أي شيء قصاد كريم وعلاقتي بيه مستعد أخسره مهما كان .
ردت بإصرار تاكد لأختها : حتى لو كان
قاطعها بصرامة : مهما كان يا ملك بدون استثناءات لأي حد ، دلوقتي بعد إذنك عايز أشوف ابني .
لف واتفاجئ بمراته في وشه بصوا لبعض نظرة طويلة بعدها مؤمن اتحرك : أيان فين ؟
شاورت لجوا: جوا بيلعب اتفضل .
سابها ودخل لابنه وهي بصت لأختها اللي قربت منها وقالت بجدية: حبيت بس أسمعك بدل ما تتكلمي انتي ويزيد الزعل بينكم ، سمعتي اختياره اهو بنفسك وشوفتي ان حتى الكلام من طرف بعيد مش قابله .
حاولت تبرر : بس يمكن علشان ده منك انتي مش مني
مسكت دراعها بغيظ : نور فوقي بدل ما تخسري جوزك وحبيبك وأبو ابنك ، فوقي وما تخاطريش بحياتك.
اتكلمت بغيظ : أخاطر بحياتي علشان عايزة يكون ليا بيت وكيان مستقل ؟ مش من حقي ؟
ردت ملك بإرهاق : حقك اتنازلتي عنه لما شرط عليكي في البداية خالص قبل ما تتجوزوا وقالك علاقتي بكريم خط أحمر لا يمكن تتخطيه ، هو وضح خطوطه الحمرا وانتي قبلتي وبعدين حتى لو هيوافق مش بالأسلوب ده ولا بالطريقة دي ولا بلوي الدراع ولا بالزعل ، اختاري توقيت صح تطلبي فيه طلبك لكن مش دلوقتي أبدا .
ردت بحنق : يعني المفروض أعمل ايه ؟ أتجاهل ان أبوه التاني اتصل بأبويا وطلب منه يجي ياخدني وطردني من بيته ؟ وأرجع أنا عادي تاني ؟
ملك مسكت دماغها بتعب : وناهد ما سكتتش واتخانقت معاه وكريم ما سكتش وبعدين احنا في أزمة كبيرة حاليا مش وقت الأمور دي ولا الخناقات دي ، نور أنا ليه حاساكي غبية جدا دلوقتي ؟ ادخلي لجوزك يلا وياريت لو تروحي معاه .
نور أصرت على رفضها، أما مؤمن فدخل لابنه واستقبله خالد اللي رحب بيه ولسه هينادي نور بس بلغه انه شافها برا هي وملك ، ابنه أول ما لمحه جري عليه بخطواته المتعثرة ومؤمن شاله بسرعة بابتسامة وباسه وبيكلمه ، أيان بص لأبوه وبيشاور بايده ناحية الباب وبيزقه وهو بيقوله بتلعثم طفولي : اد
مؤمن ابتسم : إياد ؟ حاضر هاخدك عنده .
بص لخالد اللي ابتسم : اتعلقوا ببعض أوي أصلا من الصبح وعمال يزن ويقول اد
أكد بهدوء : فعلا وحتى إياد بيزن وعايزه
خالد ابتسم : ربنا يحميهم لبعض ، اقعد طيب اتعشى معانا وبعدها روح
مؤمن ابتسم وشكره : لا يا عمي متشكر أنا لسه أصلا متغدي أنا وكريم مع بعض فيادوب آخدهم وأروح اليوم كان طويل النهارده .
ابتسم ونادى على بنته اللي دخلت هي وملك وبصت لأبوها باستفسار فوضح : جوزك مش عايز يتعشى معانا ومصمم يمشي ، اجهزي يلا انتي وأيان .
بصت لأبوها بجدية: لا يا بابا أنا هبات معاكم الليلة دي .
مؤمن بصلها بس بدون ما يظهر أي مشاعر بالرغم من ان في نار جواه ولو اتكلم هيحرقها ، ازاي متخيلة انها ممكن تضغط عليه بالطريقة دي ؟
خالد باستغراب : جوزك جاي ياخدكم
اعترضت بهدوء : جوزي جاي ياخد أيان لإياد ولا أكتر ولا أقل ، بابا احنا متفقين هبات هنا الليلة دي ( بصت لمؤمن وقالت بإصرار) ولا ايه يا مؤمن ؟
ابتسم لخالد بعملية وقبل ما يرد موبايله رن وطلعه يشوف مين ؟
كريم دخل و سلم على خاله وبعدها قعد معاهم ويادوب هيفتح أي موضوع لقى عاصم سأله : مؤمن فين يا كريم ؟
بصله بتوتر مش عارف يقوله ايه ؟ هل يقوله راح لابنه يجيبه ؟ طيب لو نور مارجعتش معاه هيبقى ايه الوضع ؟
بص لأبوه فخاله اتكلم بحزم : يا ابني بصلي أنا هنا اللي بسأل مش أبوك ، مؤمن فين ؟
ابتسم بلطف واتكلم : مراته راحت عند أبوها فهيعدي يجيبهم يا خالي ، زمانه على وصول .
عاصم وقف وبص لحسن اللي وقف معاه : يلا نروحلهم يا حسن طالما هو هناك .
كريم وقف معاهم واستغرب : تروحوا فين ؟ وليه ؟ ماهو جاي
حسن بص لابنه: هنروحلهم برضه انت ايه مشكلتك ؟
ناهد خرجت من المطبخ وبصت لابنها : هو مؤمن مش معاك ؟
حسن اللي رد : راح لابنه يجيبه .
ناهد بصتلهم كلهم : انتم واقفين ليه ؟ السفرة هتجهز حالا اهو
عاصم بصلها : خلينا نروح الأول لمؤمن وحماه وبعدها نبقى ناكل يا أم كريم ( بص لكريم ) هتيجي معانا ؟
اتحرك : طبعا يلا .
ركبوا كلهم في عربية كريم اللي طلع موبايله فأبوه بصله : اتصل بيه بلغه اننا رايحين ليمشي ولا نلحقه هنا ولا هنا
رن عليه وأول ما رد قاله: أيوة يا مؤمن بقولك ، احنا جايين عندك بيت حماك استنانا .
مؤمن باستغراب : انتم اللي هو مين ؟
وضح : أنا وبابا وخالو .
مؤمن بذهول: خالو مين ؟
ابتسم لانه عمل زيه بس قبل ما يرد عاصم اللي اتكلم بغيظ بعد ماسمع رده وأخد الموبايل: أبوك هو عنده كام خال يعني يا مؤمن ؟
اتوتر : حمدلله على السلامة يا حاج جيت امتى ؟
عاصم رد : لسه واصل ، استنانا عندك احنا على وصول .
مااداش فرصة لابنه يرد وقفل الموبايل وناوله لكريم .
مؤمن قفل وبص لحماه : عمي حسن وبابا جايين هنا .
نور اتوترت وخالد ابتسم بود : يا أهلا بيهم ينوروا في أي وقت .
عاصم في العربية بيفتكر مكالمة حسن اللي حكاله ملخص اللي حصل اليومين اللي فاتوا وعاصم زعق واتنرفز أول ما عرف ان في فيديو لولا حسن فضل يهديه علشان يسمع باقي الحكاية ، بلغه انه جاي على طول يفهم الموضوع أكتر .
صمت رهيب مسيطر على العربية محدش بيقطعه لحد ما وصلوا وخرج مؤمن يستقبلهم.
عاصم سلم عليه وبعدها أخد حفيده شاله ودخلوا وخالد استقبلهم وقعدوا كلهم .
حسن أول واحد اتكلم ووجه كلامه لخالد : طبعا يا خالد احنا اصحاب من سنين وبعتبرك زي أخويا .
خالد ابتسم بصدق: وأكتر كمان يا حسن خير ؟ في ايه للمقدمة دي ؟
حسن ابتسم بحرج : اتصالي بيك علشان تيجي تاخد نور كان اتصال وقت عصبية ماكنتش بفكر وبالتالي اتكلمت وقررت وكلمتك وده كان غلط و ممكن يكون زعل
خالد قاطعه هنا بدهشة : زعل مين ؟ مفيش حد زعل يا حسن وبعدين المصيبة اللي احنا فيها طايلانا كلنا ، كلنا اتعصبنا واتنرفزنا وكلنا خرجنا عن شعورنا وكلنا لازم نقدر ونتفهم بعض وبعدين أنا أخوك ومؤمن ابنك ونور بنتك فانت شايل هم مين يزعل ؟
حسن بص ناحية نور اللي هربت بعينيها وخالد استغرب وفهم دلوقتي ليه نور مش عايزة تروح وليه مؤمن جاي ياخد ابنه بس ؟
بص لابنته باستنكار : نور انتي زعلانة من ايه بالضبط ؟ اتصال عمك ولا جوزك ولا ايه ؟
قبل ما نور تتكلم عاصم اللي اتكلم بحزم : مع احترامي للكل هنا بس هي مالهاش حق تزعل أو غيره لو في حد له حق فالحد ده هو حضرتك يا أبو نادر ، واحنا جايين النهارده علشانك لان حسن غلط بتسرعه واتصاله .
خالد ابتسم بتفهم : وحسن بعتبره زي أخويا ومافيهاش أبدا أي مشكلة لو أنا وأخويا اتنرفزنا أو اتعصبنا على بعض ولو قلتلي ان نور زعلانة كنت هجيبها أنا لحد بيتها .
نور بصت لأبوها باستنكار وحسن علق : ده العشم يا خالد والله بس بجد أنا فعلا ماكانش حقي أبدا أتصل بيك بالأسلوب ده وأقولك تعال خد بنتك ولعلمك أنا اتصلت برضه بأبو أمل بس حظه ان تليفونه كان غير متاح فقلت هكلمه شوية كده بس انت عارف ان ناهد تعبت وراحت المستشفى وانشغلت .
خالد علق باستغراب من تبرير حسن : طيب الحمدلله ان تليفونه كان غير متاح ، أنا وانت أصحاب من زمان وعشرة سنين وعارفين بعض الله أعلم رد فعل أبو أمل كان هيكون ايه بس الحمدلله ربنا سترها .
عاصم ابتسم لخالد بتقدير : ونعم الرجال يا أبو نادر ، طيب الحمدلله بما ان الدنيا تمام والأمور بخير نستأذن احنا بقى .
الكل وقف وخالد حاول يخليهم يفضلوا معاه بس أصروا ، عاصم بص لابنه بمغزى: هات مراتك وابنك ويلا ولا ايه يا مؤمن ؟
كريم اتدخل : يلا يا خالو وهو هيحصلنا ، سيبه دلوقتي .
عاصم ماحبش يحرج حد فيهم بس بص لابنه بتحذير: عايزك ما تتأخرش .
مؤمن راقبهم لحد ما خرجوا بعدها بص لمراته بس قبل ما يتكلم خالد اتكلم بعصبية : انتي يا نور زعلانة بجد وجاية هنا زعلانة ؟ وعلشان ايه ؟
ردت بعصبية : بابا هو طردني ، وأنا مش شايفاها غير كده ، وبعدين ده مش بيت جوزي أصلا ومش حاسة فيه براحة ومش حاسة انه بيتي حاسة طول الوقت اني ضيفة هناك .
زعق باستنكار: يعني ايه ضيفة ؟ انتي مستوعبة بتقولي ايه ؟
ردت بتصميم: مستوعبة ومش عايزة أرجع .
مؤمن بيسمعهم بهدوء ، والمرة دي هو اللي رد: عمي خلاص اهدا مش وقته ( بص لمراته وكمل بإيجاز ) أنا هاخد أيان معايا ، نتكلم بعدين بعد إذنكم .
خالد قرب منه يهديه: اصبر عليها دي متخلفة ومش فاهمة هي بتقول ايه ؟
نور كشرت من أبوها اللي مش فاهمها ، استنت رد مؤمن واتصدمت وهو بيقول بجدية: سيبها براحتها بس فهمها انها لو متخيلة انها كده بتضغط عليا اني أسيب البيت فده مش هيحصل ، حتى لو كان التمن انفصالنا فده بيتي ومش هسيبه ، هي هتيجي بيتي يا أهلا وسهلا غير كده فأنا آسف .
خالد اتصدم هو كمان ومسك دراع مؤمن : يا ابني التفاهم ما يبقاش كده اهدا .
مؤمن بصله وابتسم بهدوء: عمي أنا هادي جدا بس هي الظاهر نسيت ان من قبل ما نرتبط وأنا قلتلها اني مش هفصل نفسي عنهم وهي دلوقتي بتطلب ده فمش هيحصل ومش هسمح لحد يتدخل في علاقتي بأهلي لو هي مش مقدرة وفاهمه طبيعة علاقتي بيهم يبقى مالهوش لازمة الكلام أصلا ، أول زعل وسوء تفاهم حصل بيني وبين كريم في حياتنا كلها كان بسببها هي وبسبب زنها ، وأول زعل بيني وبين عمتي برضه كان بسببها ، فلو هى غرضها تفصلني وتبعدني عنهم يبقى أفصل نفسي عنها أنا وابني قبل ما تخليني قليل الأصل ما بيطمرش فيه تربية وقبل ما تخليني أسقط في نظر نفسي ونظر عيلتي أنا قلت اللي عندي ، بعد إذنك يا عمي زي ما سمعت أبويا مستني في البيت نتكلم وقت تاني .
سابهم ومشي ونور بصت لأبوها بغضب : انت بتتكلم كده ليه ها؟ ايه توديني بنفسك دي ؟ يعني هو يطردني وانت ترجعني ؟
أبوها بصلها بغيظ وزعق : انتي بتهببي ايه؟ انتي مش مستوعبة بتعملي ايه في حياتك ؟ مؤمن لو هتخيريه هيختار عيلته وبيته وأهله اللي عايش معاهم من سنين وده صعيدي ودمه حامي ومش هيقبل تلوي دراعه حتى لو روحه فيكي فاعقلي ( بص لملك اللي ساكتة تماما وقالها) عقلي أختك انتي أكتر واحدة عارفة كريم ومؤمن فهميها
ملك اتنهدت بقلة حيلة : فهمتها بس هي مصممة .
خالد هز دماغه بغيظ : طيب خلينا نستعد لطلاقها قريب .
نور بصتله بثقة : عمرها ما هتوصل لطلاق .
ضحك بتهكم : هتوصل وهتتصدمي بس بعد فوات الأوان .
وصل كريم بأبوه وخاله البيت وناهد استقبلتهم ومستنية فكريم مسك دراعها : تعالي يلا .
بصتله بقلق : مؤمن فين ؟
كريم ابتسم يطمنها : ورانا بعربيته ما تقلقيش.
ابتسمت للحظة بعدها بصتله بترقب : ومراته وابنه معاه صح ؟
عاصم اللي رد بتهكم : ما أعتقدش ، مراته كانت قاعدة قالبة وشها وكانت بتبص لأبوها مستغربة كلامه ، بس أبوها بصراحة طلع راجل .
حسن أكد : خالد صديق يا عاصم من سنين كتيرة ، مش لسه هنعرف بعض ونفهم بعض .
كريم وقف : أنا هطلع أغير وأنزل يكون مؤمن وصل .
انسحب وطلع فوق لأوضته كانت أمل بترضع ابنها اللي أول ما أبوه دخل بعد عن أمه وبصله بابتسامة بريئة ، كريم ابتسم وقرب منه : طيب كمل أكلك الأول أنا مش هطير .
أمل بصتله بتهكم لاحظه فبصلها بعتاب ، مال يشيل ابنه واستغل الفرصة ولسه هيبوسها بس لقاها دورت وشها بعيد فاتصدم من رد فعلها بس ماعلقش، شال ابنه اللي بيشاورله ناحية الباب : آن ييا .
ابتسم وبص لأمل في محاولة لفتح الكلام : اهو مش أنا أصلا اللي واحشه .
ردت بتأكيد : هو أيان غيابه مأثر عليه جدا وما بيعرفش يقعد من غيره .
كريم ناولها الولد علشان يغير هدومه وإياد صرخ مش عايز يسيبه فكريم بصله : هغير هدومي وأيان جاي دلوقتي مع أبوه اصبر .
برضه ما رضيش يسيبه فبص لأمل : خالي تحت مش هينفع أتأخر عليهم مش منظر خدي ابنك وانزلي بيه حتى وأنا هغير وأنزل بسرعة .
أخدت منه إياد غصب فعيط وهي نزلت بيه عاصم سألها بقلق: ماله يا بنتي بيصرخ كده ليه ؟
ناهد بصت لأخوها : أصلا اليوم كله يا عاصم مجننها ومش مبطل عياط عايز أيان .
عاصم بصلها باستغراب : اوعي تقوليلي ان دول كريم ومؤمن تانيين
حسن بصله باستنكار: كريم ومؤمن مين ؟ كريم ومؤمن ممكن يبعدوا عن بعض شوية وكل واحد له حياة منفصلة واجتمعوا كبار لكن دول توءم واتولدوا في يوم واحد فدول ألعن ألف مرة عن أبهاتهم .
عاصم علق بسخرية : والهانم مش عارفة الكلام ده ؟
ناهد علقت بتعجب: هانم مين يا اخويا ؟
بصلها : مرات ابني المبجلة اللي عايزة تفصله بأي شكل .
قاطعهم دخول مؤمن بابنه وهنا إياد أول ماشاف أيان بقى عايز ينزل من ايد أمل فنزلته ومؤمن كمان نزل ابنه والاتنين جريوا على بعض وسط ضحكات الكل عليهم ، اتفاجئوا انهم حضنوا بعض وقعدوا سوا على الأرض وبدأوا يتكلموا كلام مش مفهوم، منظرهم كان مبهج.
عاصم حس ان المشهد ده بيتكرر قدامه من سنين فاتت لما كان بيجي زيارة لناهد وابنه كان يجي معاه بحماس وأول مايتقابل هو وكريم كانوا بيعملوا نفس اللي إياد وأيان عملوه، حس ان الزمن بيكرر نفسه بس باختلاف ان مؤمن وكريم عاشوا مع بعض وهما في المدرسة انما دول مولودين سوا
فاق من شروده وبص لمؤمن اللي مراته مش معاه ، وسأله : مارضيتش تيجي معاك صح ؟ ناوي على ايه معاها ؟
قبل ما يرد ناهد وقفت : ناكل الأول يا عاصم الكل واقع من الجوع يا اخويا بعدها نتكلم ، مؤمن هتغير هدومك ولا ايه ؟
بصلها : اه ( بص لأمل ) كريم فين ؟
علقت : فوق اطلعله .
طلع عند كريم اللي يادوب خلص وفتح لقاه في وشه فدخله وسأله : مراتك جت معاك ولا ؟
مؤمن قعد على دراع الكنبة : ماجتش وما أعتقدش هتيجي
كريم هيعلق بس مؤمن بصله باستنجاد : كريم مش عايز أتكلم مع أبويا .
وقف قصاده بضحك : ازاي بقى ؟ ده هيسمعك كلمتين لوز اللوز .
نفخ بضيق : عارف وعارف هيقول ايه كمان بالحرف والكلمة وبالرغم من اني عارف بس مش مستعد أسمع .
كريم أخد نفس طويل قبل ما يقول اللي هيقوله : مؤمن مش يمكن مراتك عندها حق ؟
بصله باستنكار و وقف : عندها حق في ايه يا كريم ؟
بصله فترة قبل ما يرد بابتسامة حزينة : ان تكونلك حياة خاصة، مؤمن سيبك مني ومن حسن وناهد وأبوك والناس دي كلها .
مؤمن علق بتهكم : وبعد ما أسيبني منهم أفكر في ايه ؟
جاوبه بجدية بالرغم من تهكمه الواضح : تفكر في مؤمن وبس ايه الأفضل له ؟ مؤمن انت من حقك تكونلك حياة على مزاجك انت بدون ما تعمل اعتبار لأي حد غير ليك ، لو محتاج يكونلك بيت خاص بيك برا خد بيت خاص بيك ، لو عايز تأسس شغل ليك لوحدك اعمل ده ، لو حاسس انك مش في مكانك اعمل مكانك الخاص .
مؤمن باصصله ومش مصدق اللي بيسمعه رد باستياء : انت بتقول ايه يا كريم ؟ انت سامع نفسك ؟ طيب ما تطلع انت تاخد بيت خاص بيك برا
رد بعقلانية : أبويا وأمي مسئوليتي أنا وماعندهمش ابن غيري ومش هيهون عليا أسيبهم لوحدهم ولو عندي أخوات تانيين كنت اخدت بيت بالفعل ليا لوحدي .
بصله باستنكار وردد بتهكم : عندك أخوات ؟ كنت فاكر اني أخوك .
جه يخرج بس مسك دراعه ووضح بجدية: ما تفهمش كلامي بمعنى غير اللي أقصده أنا وانت مش أخوات وانت عارف ده
كويس احنا علاقتنا أكبر وأعمق من كده بكتير ، وأنا وانت مش المكان اللي رابطنا ببعض والمفروض انت عارف ده كويس بس علاقتنا دي مش المفروض تفرض عليك أسلوب حياة معين أو تلزمك بحاجات معينة فدلوقتي فكر في مؤمن والمناسب له ده كل اللي بقوله وزي ما فرضنا زمان علاقتنا على الكل واتقبلوها هنفرضها دلوقتي بس انت قولي ايه اللي انت عايز تعمله ؟
مؤمن أخد نفس طويل ورد بحيرة : عمي بنى فيلا برا علشاني و
قاطعه بإصرار: سيبك منها .
بصله باستنكار : يعني ايه يا كريم أسيبني منها ؟
مسك دراعاته ورد بهدوء : يعني ما تفكرش في عمك حسن وعمتك ناهد وأبوك ونور و و فكر في اللي يريحك انت ، بعدين تفكيرنا زمان أول ما اتجوزنا غير دلوقتي ، ساعتها ماكانش في حياة وبيت وزوجة وعيال في رقبتنا فبالتالي تفكيرنا ساعتها غير دلوقتي ، بعدين كل واحد بقى في التزامات عنده .
قاطعهم خبط هادي على الباب بعدها دخلت أمل : السفرة جاهزة والكل مستنيكم.
كريم بصلها : نازلين يا أمل ( قفلت الباب وهو كمل ) هننزل وانت فكر في اللي قلته ، خد قرارك بناء على اللي انت عايزه مش اللي أنا أو أمي أو أبويا أو حتى نور عايزاه ، خد قرارك بناء على اللي انت عايزه وبس .
هز راسه بهدوء ونزلوا واتعشوا كلهم في جو متوتر ناهد من وقت للتاني تقطع الصمت ده بكلامها العشوائي .
خلصوا أكلهم وناهد بتنادي أم فتحي تجيب القهوة بس عاصم وقف وبص لابنه : تعال نطلع برا الجنينة شوية ( بص لأخته بابتسامة) هتعبك يا أم كريم ابعتيلنا قهوتنا برا .
ابتسمت وشاورت على عينيها ومؤمن وكريم نظراتهم اتقابلت وكريم بصله بتشجيع .
خرجوا الاتنين مع بعض وقعدوا على ترابيزة ومؤمن مستني انفجار أبوه ودرس عن قلة الأصل وعن مراته .
لما الاتنين صمتهم طال عاصم قطع الصمت : ها يا مؤمن ساكت كده ليه ؟
رفع راسه وبصله بحرج : مستني حضرتك تقولي قد ايه أنا واطي وما طمرش فيا و مراتي
قاطعه بسرعة باستنكار: ايه ايه حيلك مين قال انك واطي ؟ ولا عاش ولا كان اللي يقول على ابني كلمة؛ انت راجل من ظهر راجل وأنا طول عمري رافع راسي للسما انك ابني .
مؤمن بصله بذهول تام لان ده آخر شيء توقع يسمعه منه ، أبوه لاحظ نظراته فقال بحنان أبوي : بتبصلي كده ليه ؟ انت عندك شك اني فخور بيك ؟
رد عليه بحيرة : مش حكاية عندي شك بس ده آخر شيء توقعت أسمعه منك في التوقيت ده .
ابتسم عاصم وقام من كرسيه قعد على كرسي جنب ابنه وقال بتفهم: حسن لما كلمني وقالي اللي حصل اتضايقت الصراحة بس بعدها حطيت نفسي مكانك وبصراحة ما اتحملتش الإحساس ده فجيت على طول وكمان أمك افترضت انك هتأنب نفسك كعادتك وعلشان كده قلت نقعد لوحدنا ونتكلم أنا وانت .
مؤمن بصله بحيرة و مش فاهم هو عايز يقول ايه بالظبط ؟ فسأله : نتكلم في ايه بالظبط ؟
عاصم بصله فترة قبل ما يتكلم : نتكلم يا ابني في حياتك انت ، مؤمن انت مش مديون لعمتك ولجوزها بحاجة علشان بس تبقى الأمور كلها واضحة .
قاطعه بذهول: ازاي بقى يا بابا؟ أنا
قاطعه بإصرار : اسمعني من غير ما تقاطعني يا مؤمن ، اللي حسن وناهد بيعملوه رد للي انت عملته مش العكس أبدا وده لازم يكون واضح قدامك ، انت سيبت بيتك وأمك وأخواتك وانت عيل صغير وجيت لابن عمتك وفضلت معاه ، اه كنتم اصحاب وبتلعبوا مع بعض بس كل الأطفال في سنكم بيلعبوا ويحبوا بعض لكن مفيش أبدا طفل يقدر يسيب بيته وحضن أمه ويسيب بلده كلها فاللي انت عملته ده مش أي راجل حتى يقدر يعمله مش طفل في سنك ، انت فصلت نفسك وقلعت جذورك علشان كريم ، فضلت معاه وفضلت جنبه وكنت حلقة الوصل بينه بين العالم كله وده مالهوش تمن ولا له رد وأنا وعمتك وجوز عمتك اتقبلنا الواقع اللي فرضتوه علينا كلنا ولعلمك لولا اني شايف حب وتمسك كريم بيك وشايف ان ناهد وحسن عاملوك زي ابنهم قسما بالله ما كنت وافقت تفضل هنا يوم واحد حتى بس حسن دعمك و وقف معاك وعاملك زي ابنه بالظبط وحتى بنالك بيت خاص بيك علشان مراتك ما تحسش انها ضيفة هنا أو ده مش بيتها أو تكون على راحتها وده حقها فأنا حبيت بس أحطلك النقط على الحروف يا ابني .
مؤمن سمع أبوه بانتباه وتركيز بعدها سأله : انت عايز تقول ايه يا حاج بالظبط ؟ اتكلم بشكل صريح وبدون تزويق للكلام .
أبوه أخد نفس طويل قبل ما يرمي جملته بدون لف : انك لو عايز تسيب البيت ده حقك الطبيعي لو عايز تنفصل بحياتك انفصل ، أنا ومالي وكل ما أملك مستعد أبيعه وأجيبلك قصر قد ده وأكبر وأفتحلك شركة قد المرشدي و
قاطعه مؤمن بذهول: بابا بابا حيلك انت عليا شوية ، كلامك ده ما تتخيلش عمل فيا ايه أو حسسني بايه انك ظهر وسند ليا طول العمر وربنا ما يحرمني منك أبدا بس أنا مش عايز أنفصل أنا هنا عمري ما حسيت انه مش بيتي والملحق برا بيتي وبيت نور وعندها خصوصية كاملة فيه لو دي حجتها ، والشركة أنا ليا أسهمي فيها وليا اسمي وبعدين دي مجموعه ضخمة فيها شركا كتير حتى سيف الصياد لو تفتكره صاحبنا انضم لينا كشريك أساسي فلا عمري ما فكرت أنفصل ولا بحياتي الخاصة ولا بشغلي .
عاصم سمعه باهتمام ورد بهدوء : طيب حلو مراتك مالها بقى ؟ كل ده علشان اتصال حسن بس ولا في بينكم مشاكل أصلا ؟ وقبل ما تجاوبني أنا مش عايز أعرف تفاصيل أو أتدخل بينكم بس أطمن .
ابتسم لأبوه بتفهم : عارف وفاهمك يا حاج ، احنا لا الحمدلله مفيش بينا مشاكل والدنيا كانت مستقرة بينا ، يعني لو مشاكل فهي الحياة العادية لكن أمورنا مستقرة بس نور من وقت للتاني متخيلة اني قاعد هنا امتنان ليهم مش ان ده بيتي وهي لازم تفهم ده كويس ، هي من وقت للتاني بتحاول بس لازم تفوق وتفهم اني هنا في مكاني الطبيعي مش ضيف ومش عايز أنفصل ومش عايز أبعد وهي طالما وافقت بالارتباط بيا من البداية وهي عارفة ظروفي وحياتي يبقى تتقبل ظروفي وتتقبل رغباتي .
عاصم نبهه : بس يا مؤمن خلي بالك زي ما انت عايزها تتقبل ظروفك وحياتك انت كمان لازم تقدر وتحترم رغباتها ، دي حياتها برضه ولو هي مش مبسوطة أو مش مرتاحة في بيتها فواجبك كزوج وأب توفرلها الراحة في بيتها ، ده واجبك .
مؤمن وقف بعصبية : يعني انت شايف انها تلوي دراعي وتروح بيت أبوها وأنا أروح وراها وأقول حقها ده اللي بتقولهولي يا حاج ؟ أخليها تمشي كلامها عليا بلوي الدراع ؟
عاصم وقف ورد بحمائية : أنا ما قلتش ده ولا عمري أقوله واللي يلوي دراعنا بنكسر احنا دراعه خالص ، بص يا مؤمن من الآخر يا ابني كل اللي بقوله واللي عايز أقوله ان دي حياتك ودي مراتك وابنك وانت حر نفسك مش مربوط بحد ولا تربط نفسك بحد ، القرار اللي يريحك انت نفسيا واللي انت عايز تعمله مهما يكون أنا معاك فيه وهدعمك فيه ولو محرج من أختي أنا هكلمها هي وحسن وكريم أعتقد هيتفهم ده وهيحترمه .
مؤمن بصله واتنهد : كريم أصلا لسه قايلي نفس كلامك ده ، ما أبصش ولا أهتم بحد إلا بمؤمن وبس .
عاصم ابتسم بفخر داخلي بابن أخته لانه دايما عند حسن توقعاته : عارف و واثق ان ده هيكون رأيه ، مش ناهد بس اللي بتحب ابن أخوها زي ابنها لا يا مؤمن أنا كمان بحب كريم زي ابني بالظبط ، المهم قرارك خده على مهلك وفكر ايه المناسب ليك ، قوم يلا ارتاح شوية ولا اقعد مع ابنك .
قاموا مع بعض والاتنين جواهم رضى داخلي وراحة انهم اتكلموا بالصراحة دي وبالشكل ده .
في باريس
سيف صحي من نومه حاسس انه مكتفي ولأول مرة من فترة طويلة جدا ، شبعان نوم ، همس كانت في حضنه وده خلاه يبتسم ويسترخي، يااا لو كل المشاكل تختفي بشكل سحري ويسيبوه في حضن حبيبته وبس !
بص لساعته فابتسامته اختفت لانه اتفاجئ انه نام لحد تاني يوم و انه لازم يقوم من حضنها ، سحب نفسه بالراحة وقام أخد شاور وبيستعد للمقابلة اللي وراه ، خرج يلبس بدلته الرسمية .
همس صحيت من النوم بتمد ايدها بس لقت نفسها لوحدها على سريرها ، اتعدلت وبصت حواليها ولسه هتقوم سمعت باب الحمام بيتفتح ، ابتسمت وفضلت مكانها ، راقبته بيخرج وبينشف شعره ، كانت مستمتعة بمراقبته ، ألف مرة تخيلته كده بنفس الصورة دي ، استغربت انه طلّع بدلة ، كشرت ومش فاهمة ليه هيلبس بدلة ؟ لو بالليل كانت قالت هيسهروا سهرة رسمية لكن الصبح ليه ؟
انتبه انها بتراقبه فابتسم : صباح الخير ( قرب منها باسها وكمل بغزل ) لأحلى همس في الدنيا كلها .
حطت ايديها حوالين رقبته ولسه هتقرب أكتر بس فك ايديها وراح يكمل لبس هدومه .
استغربت واتعدلت : انت بتلبس رسمي ليه ؟ هنروح فين كده محتاج للبس رسمي ؟
بصلها وهنا لمح قميص نومها فابتسم وغير الموضوع تماما : بقى لبستي قميص زي ده وما تصحينيش ؟
ضمت حواجبها بتذمر : يعني لو كنت صحيتك كنت هتصحى يا سيف ؟ ولعلمك أنا صحيتك وطلبت موبايلك وانت حتى ماقدرتش ترد عليا .
بصلها بحرج : سوري بقى يا قمري غصب عني كنت تعبان.
قامت من مكانها وقربت منه بفضول : دلوقتي فهمني بتلبس ليه بدلة ؟ هنروح فين ؟ ولا أقول هتروح فين ؟
طلع كرافت مناسبة وطلع اتنين وبصلها : دي ولا دي ؟ ايه رأيك ؟
شاورت على واحدة وسندت على طرف التسريحة مستنية يتكلم فلبسها وهو بيقول بتردد: ورايا ميتنج مع الشركة الأم
ما استنتش يكمل كلامه اتعدلت من مكانها وشدت روب تلبسه وسابته وراحت البلكونة برا.
تابعها في المرايا لحد ما خرجت برا واتنهد بحيرة ، كمل لبسه وبص لساعته وبعدها الباب خبط ، راح فتح كان الفطار اللي طلبه ، أخده ودخله وبعدها اتحرك يدخل لهمس اللي واقفة مخنوقة ، وبتفكر معقول شهر عسلها هيقضيه اجتماعات وشغل ؟ يعني اه هي مقدرة انهم في مشكلة بس مش لدرجة يوم فرحها وتاني يوم وكمان لما يسافروا هيفضل في اجتماعات ، طيب هتعمل ايه لو غصب عنه مش هيقدر يكون معاها وليها ؟
قاطع أفكارها دخوله عندها ، سند على سور البلكونة قدامها فلفت وشها بعيد فمسك دراعها شدها عليه وحط ايديه حوالين وسطها وقال بنبرة لطيفة: بصيلي واسمعيني .
فضلت برضه لافة وشها بعيد فمسك وشها لفه له وقال بلين: همس، انتي عارفة كويس المشكلة اللي احنا فيها و
قاطعته بتهور وعدم تفكير وهي بتبعد ايديه عنها واتحركت بعيد عنه : ولو المشكلة دي استمرت ها ؟ انت بتعاني من المحلاوي من سنة فاتت فهتعمل ايه لو فضلت المشكلة دي سنه كمان ؟ يعني أنا اه مقدرة حجم المشكلة اللي احنا فيها بس انت قلت بنفسك ان الأجهزة دي اتزرعت عند كريم فده عداء شخصي لكريم و
قاطعها هنا باستنكار : ولما كريم دخل ومسح الصورة ليا أنا وانتي ماكانش موضوع شخصي ليا ؟ ولا هو حلو لينا لكن له هو لا؟ همس اه الحب أناني بس مش لدرجة الوطيان .
بصتله بذهول : أنا مش واطية
رد بنرفزة : اللي بتقوليه ده معناه ، طالما المشكلة تخصه يبقى ماليش دعوة بيه ، ده تعريف الوطيان يا همس .
كانت عارفة الكلام ده كويس بس غصب عنها قالت كدا بدون قصد ، لفت تدخل جوا بس مسك دراعها و وقف وراها وفضل ماسك دراعاتها الاتنين وقال بهدوء : خلينا نهدا ونتكلم بهدوء ، أنا عارف ومقدر مشاعرك دي كويس يا همس وعارف اني جيت عليكي كتير ، بس علشان تبقى الصورة واضحة قدامك أو تفهمي ( لفها تواجهه وكمل بجدية ) في رجل أعمال من دبي ظهر الفترة اللي فاتت وعايز يتعامل معانا لاننا وكيل الشركة الأم في الوطن العربي زي ما انتي عارفة والراجل ده شركته أكبر مننا .
بصتله باهتمام: وليه ما راحش هو للشركة الأم بشكل مباشر ؟ ليه جه عندكم ؟
ابتسم لسؤالها : وده نفس السؤال اللي محيرني ومخليني شاكك في غرضه ايه من الشغل معانا وكمان توقيت ظهوره ؟
علقت بحيرة : طيب اسألوه ببساطة ليه ما راحش هناك ؟
وضحلها : سألناه وتفسيره انه ما اتفقش هو ومستر اندرسون فبالتالي راح لأكبر موزع ليهم وهو احنا .
بصتله وبدأت تهدا : وبعدين ؟
قعد على الكرسي وشدها على حجره ورد بهدوء : بعدين لازم حد فينا يعرف ليه الشركة الأم رفضت التعامل معاه قبل ما ندبس نفسنا معاه ، فدلوقتي قوليلي بكل أمانة يا همس ، أنا أروح الميتنج ده وأقابل مستر اندرسون بما اني أصلا اوريدي في باريس ولا الصح ان كريم أو مؤمن حد فيهم يجي لهنا يقابله ؟ بالرغم من ان مصلحتنا احنا التلاتة واحدة، أنا شركتي حاليا في أمس الحاجة لعقود كبيرة وضخمة زي الراجل ده .
اتنهدت باستسلام : عارفة ان الصح والمنطق بيقول ان انت تروح الميتنج بس يا سيف لامتى ؟ لامتى هفضل مشتاقالك ولامتى هتفضل واحشني ؟ تخيلت ان ده هينتهي بعد ما نتجوز لكن عمري أبدا ما تخيلت اني هشتاقلك أكتر وهتوحشني أكتر
ابتسم و وقف و وقفها معاه ودخل بيها جوا: خليني أروح الميتنج، ده الموضوع وقت ما يكبر أوي هياخد مني ساعتين وبعدها يا ستي أنا تحت أمرك ، اتفقنا ؟
هزت راسها بموافقة وهو باس خدها بحب : ما تزعليش مني ممكن ؟
بصتله بتذمر : لا حضرتك أنا زعلانة وزعلانة جدا كمان في فرق بين اني أقدر واني أزعل شتان بين الاتنين ، أنا اه مقدرة سبب خروجك بس ده ما يمنعش أبدا اني زعلانة منك .
ابتسم غصب عنه و شبه ضحك وبص لساعته بعدها باس خدها تاني : أصالحك يا ستي أول ما أرجع بس كده ؟ أنا عندي كام همس يعني ؟ طلبت الفطار افطري أكيد جعانة .
مسكت دراعه المرة دي هي وسألته: مفيش وقت تفطر طيب انت ؟
باس ايدها : لا مفيش وقت لما أرجع عادي المهم انتي افطري أنا عارف انك أكيد جعانة ، اه لو حبيتي تنزلي تقعدي تحت في الكافيه أو عند حمام السباحة أو أي حاجة جوا الفندق انزلي بس ما تخرجيش لبرا.
قالت برفض : لا مش هخرج لبرا ولا هخرج برا الأوضة أساسا بس أرجوك ما تتأخرش .
ابتسملها وسابها ونزل وهي قعدت مكانها بزهق وملل من أول دقيقة .
وصل سيف اجتماعه وقابل مستر اندرسون وقعد معاه لكن ما وصلش لأي حاجة نهائيا كل اللي قاله انهم ما اتفقوش وهو ما حبش ولا تقبل فادي ياسين أبدا ، سيف ما اقتنعش بكلامه لان واحد زي مستر اندرسون لا يمكن يخلط الشغل بأحاسيسه الخاصة أو حبه و كرهه لشخص .
وهو خارج قابل ايليجا و وقف سلم عليه وهزروا شوية بعدها سأله عن سبب زيارته فقاله باختصار ، ايليجا بصله باهتمام : هل قال لك سبب رفضه ؟
سيف حس باهتمام ايليجا فجاوبه: لم يقل سوى انه لم يحب الشخص أبدا .
لاخظ سيف استغراب ايليجا ورفعة حاجبه باستنكار بس ابتسم بعدها : إذن هو هكذا ، سعدت بلقائك فلنتعش سويا ما رأيك ؟ دعنا نحتفل بزواجك ، سأقيم اليوم حفلة صغيرة في منزلي ومستر اندرسون سيكون موجودا بزوجته وأنا وزوجتي وبعض الأصدقاء المقربين للغاية ، فلتحضر زوجتك وعرفنا عليها بشكل مباشر؛ فأنا كلي فضول لأرى مَن حاربت لأجلها كل تلك الفترة وعملت من أجلها المستحيل .
ابتسم سيف بمجاملة: سأحاول ولكن لن أعدك فلقد خاصمتني لمجرد خروجي اليوم فلو شعرت بأنها ستوافق سأحضرها بالتأكيد .
ضحك ايليجا : سأدعو لك فستحتاج العديد والعديد من الدعوات لمصالحتها ، ولكن نصيحتي الخاصة تأسف وتأسف حتى تزعجها بأسفك ثم تتأسف على أسفك إلا أن تترجاك أن تتوقف ، لم أجد غير تلك الطريقة الناجحة مع زوجتي ، فلكي تريح بالك اجعل مبدأك الأساسي زوجتك دائما على حق ومهما يكن ما حدث أنت المخطئ لا هي ، حتى لو تشاجرت مع صديقتها المفضلة فهو خطأك تعود على هذا وستعيش بسعادة دائمة .
ضحك سيف قبل ما يشكره ويرجع لهمسته .
دخل كانت قاعدة في البلكونة ، لابسة چينز وتيشيرت ومندمجة في كتاب ، قبل ما يدخل عندها رن موبايله كان كريم اتكلم معاه كام دقيقة قبل ما يدخل عند همس اللي اتفاجئت به بس فرحت برجوعه ، بصت لساعته بتردد، كشرت وبصتله بعتاب : في أكتر من ساعة زيادة
اتنهد : اعتبريه الطريق يا همس ، المهم كملي كتابك واديني نصاية كمان .
بصتله باستنكار : اوعى تقولي هتنام، والله يا سيف
قاطعها بنفي : أنام ايه يا بنتي ؟ اهدي لا مش هنام .
كشرت باستغراب : امال هتعمل ايه ؟
بصلها بتردد بس بعدها ابتسم بقلق وهو بيتحرك : هكلم كريم ومؤمن أبلغهم بنتيجة الاجتماع ، هكلمهم على زووم اوك ؟ خليكي هنا مش هتأخر .
مسكت ايده باقتراح: طيب ما تتصل بيهم فون وتبلغهم وخلاص
اعتذر منها : معلش بقى هكلمهم على زووم .
وقفت بغيظ : ما تقول طيب ان وراك ميتنج تاني، مش ده المسمى الأصلي ؟
حاول يوقفها : يا همس يعني ده طبيعي انهم عايزين يعرفوا نتيجة الاجتماع ايه ؟
شاورت على بوقها بغيظ: قفلته اهو اتفضل روح شوف وراك ايه علشان اللاب بتاعك بيرن .
بص ناحيته كان فعلا بيرن ، بصلها بوعد : طيب هروح وبعدها هنخرج أنا وانتي أو نعمل اللي يعجبك المهم أنا هفتح زووم يعني هيكونوا شايفيني فخلي بالك مش عايزك تظهري .
قعدت زي ما كانت ومسكت الكتاب اللي كان معاها واتكلمت بسخرية : اتفضل مش عايزة أعطلك .
تجاهل نبرتها ودخل لاصحابه اللي بيرنوا ، فتح زووم معاهم بس اتفاجئ ان الكل موجود ، حسن المرشدي على رأس الطاولة وكمان عز وخالد عبد الرءوف ونادر وملك وكريم ومؤمن ، كلهم موجودين ، بدأوا الاجتماع وهو حكالهم عن تفاصيل مقابلته مع اندرسون وإحساسه ان في حاجة مش طبيعية كمان قالهم على كلامه مع ايليجا اللي الأول استنكر رد اندرسون بعدها غير الموضوع .
همس قعدت بزهق وعينيها عليه واستنته يخلص بس الانتظار ممل جدا ، ومابقتش عارفة تقرأ كلمة مع ان الرواية كانت عاجباها قبل ما هو يجي ، عدت ساعة وهنا ماقدرتش تتحمل أكتر من كده فقامت تدخل وسمعت اقتراح مؤمن : طيب يا سيف روح الحفلة بالليل واقعد مع ايليجا وحاول تستدرجه هل في فعلا سبب ولا الموضوع عادي ؟
هنا هي ماقدرتش تسكت واتكلمت بتهكم ونسيت تماما انه قالها ان الكاميرا مفتوحة ، راحت قصاده بجنون : اه وماله ؟ روح اقعد معاه واسهر معاه وانسى تماما اني موجودة أصلا ماهو عادي دي عيلة وهضحك عليها بكلمتين
الكل مش سيف بس اتصدموا بيها ، سيف بصلها وجز على اسنانه بتنبيه : همس نتكلم بعدين .
ردت بغضب واندفاع : ولا بعدين ولا دلوقتي أصلا ، أنا هنزل مصر و مستغنية عن شهر العسل الظاهري ده لان طول ما انت هنا هيبقى بالمرة تروح الميتنج ده وبالمرة تخلص الشغل ده وبالمرة تحضر الحفلة دي وبالمرة تجامل ده وتقابل ده وتشتري ده وتعمل ده فأنا في غنى عن حرق الدم ده كل شوية واتفضل سيادتك احجزلي على أول طيارة لمصر وهروح بيت أبويا ولما حضرتك تخلص شغلك وتخلص من خطيبتك اللي دبست نفسك فيها ابقى تعال خدني .
ونكمل بكرا ونشوف رد سيف هيكون ايه ؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جانا الهوى)