رواية دموع الشمس الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم آية هدايا
رواية دموع الشمس البارت الحادي والعشرون
رواية دموع الشمس الجزء الحادي والعشرون
رواية دموع الشمس الحلقة الحادية والعشرون
عوده الى الصعيد حيث كانت تلك الجميله نائمه بين احضان جدها….. تستشعر الامان الذي لم تشعر به منذ الصغر
بدات تتململ في فراشها حتي فتحت عسليتها بأنزعاج بسبب اشعه الشمس
نظرت الى الحائط بشرود وتذكرت ليله امس…. تلك الليله التي ظنت فيها بأن هناك من كان يراقبها وهي نائمه
و يتحدث اليها…. لكنها لا تعلم اذا كان حقيقه ام مجرد حلم… ولكن كل الدلائل تشير انه مجرد حلم
فهم قد جاءوا بسرعه ولكن لم يره احد في الغرفه
نهضت من الفراش وخرجت من الغرفه واتجهت ناحيه غرفتها ودخلت الى الحمام واخذت حمام دافئ تهدئ به اعصابها المتوتره فهي بعد 7ايام سوف يقام عرسها وذلك بالنسبة لها امر صعب فهي ستصبح ملك لشخص لم تحبه يوما…. ولم تراه الا مره واحده
تنهدت بعمق فلما هي الان تفكر في ذلك …..فهي قد اخذت وعد على نفسها بأن تنسى عاصم…وأن تفكر في حياتها
وأيضا وعاصم لا يراها اكثر من اخت له ….ولا يراها كزوجه او كحبيبه
خرجت من الحمام ثم قامت بارتداء ملابسها المكونه من جلباب ابيض مطرز من على الاكمام والاطراف ووضعت على راسها حجاب ابيض كانت تبدو كالملائكه بتلك الثياب
خرجت من غرفتها واتجهت الى غرفه عبد الحميد لكي تقوم بأيقاظ عبد الحميد
وجدت الغرفه خاليه…. سمعت صوت المياه في الحمام فعلمت ان عبد الحميد يوجد بالداخل
قامت بأخراج له جلباب وقامت بتلميع حذائه ثم خرجت من الغرفه…. واتجهت الى المطبخ لكي تقوم باعداد طعام الافطار
كان عقلها حائر ما بين عاصم الذي تحبه…… وزوجها المستقبلي…. وايضا ذلك الغريب الذي يطاردها وهو مهووس بها تمنت في تلك اللحظه ان يكون عاصم مثل ذلك الماوس الذي يعشقها
سرحت شروق في الماضي عندما اعترف لها ذلك المهوس بحبه لها وكيف انها رفضت حبه
فلاااااااااش باااااااك
مرت الايام بعد لقائها مع بدر اول مره
كانت متجهه الى المزرعه التي يعمل بها عبد الحميد
واصطدمت به للمره الثانيه…..رفعت شروق نظرها الى الواقف امامهاوقالت له بحده :انت يا عم يا اخي مش تركز
امسكها بدر من يدها ونظر في عسليتها وقال:تؤتؤتؤ…. هي القطه عادت بتخربش ولا ايه
تعجبت شروق من طريقه حديثه يبدو انه يعلم من هي نظرت إليه لكي تتأكد منه… فتذكرت ذلك اليوم الذي اصطدمت به من غير أن تقصد… ادارت شروق عينيها بدجر ثم قامت بسحب يدها من يده و قال بحده: ابعد عني يا استاذ لو سمحت ما ينفعش كده
ابتسم بدر ابتسامه جانبيه واقترب منها و همس امام وجهها وقال:ولو ما بعدتش
شعرت بالخوف والتوتر من اقترابه فعادت خطوه الى الوراء وقالت له بحده: لو سمحت الزم حدودك
قاطعها بدر قائلا: والا
فهمت شروق انه لن يتركها وشأنها فعلمت أن انسب طريق هي أن تتجنب الحديث معه
عادت للوراء واعطته ظهرها وغادرت من امامه …..ولكنه منعها من المغادره وامسكها من يدها وسحبها خلفه
واتجه بها الى احد الشوارع المظلمه وحاصرها بين الحائط وبين جسده وقال له: تعرفي عنيك دي اجمل حاجه انا شفتها في حياتي
نظرت له بتعجب وصدمه….. ابتسم بدر على ملامح الصدمه الباديه على وجهها وقال مأكدا علي كلامه:ايوه عنيكي عامله زي بحر من العسل…..والظاهر انى وقعت فيهم ومش قادر اطلع منها …ثم اقترب منها وهمس بجانب ازنها:بعشقك يا شروق ….. وبحب عيونك اللي سحروني من اول يوم شوفتك فيه
نظرت شروق له وقالت بصدمه: انت بتقول ايه انت اتجننت انت تعرفني منين اصلا عشان تقول لي كده او عرفت اسمي منين ابعد عني انت مجنون
امسكها بدر من يدها وضغط عليها بقوه وقال :ايوه انا مجنون…. مجنون بحبك انتي يا شروق
قامت شروق بدفعه عنها بقوه…..وهربت من بين يديه ومن ذلك اليوم وهي دائما توجد اما في القصر اما في حديقه القصر ….ولا تخرج منه ابدا إلا نادرا لكي لا تقابل ذلك المهوس واعتقدت انه قد نسي امرها…..ولكنها كانت مخطئه ……عندما راته في ليله خطبتها على رفيع
عوده من الفلاااااااااش باااااااااك
**************************
قام اياد بتمزيق ملابسها حتي اصبحت امامه شبه عاريه
نظرت ميره بصدمه الي اياد…وجدت نظراته مليئه بالغضب والرغبه وشئ اخر لم تستطع ان تفهمه وقبل ان يعيد اياد فعلته…قامت ميره بصفعه علي وجهه
ميره والدموع مترقرقه في عينيها :انت واحد وسخ …ازاي عملت كده …قلت ليك الف مره اني مش زي العاهرات اللي انت تعرفهم…بكرهك يا اياد
ثم انهارت علي ركبتيها والدموع تهبط علي وجنتيها
كانت تلك المره الاوله التي يري فيها اياد ميره وهي تبكي…اول مره يراها في حاله ضعف وانكسار
شعر اياد بالذنب…وتعجب من نفسه كثيرا فتلك المره الاولي التي يشعر بها بالحزن علي احد…فهو كثيرا ما يذل الفتيات او الرجال…ولا يقوم بحساب لأي احد
شعر اياد بوخز في قلبه…هبط اياد الي مستواها ونظر لها بهدوء وقال:انا اسف
نظرت ميره له بحقد وقالت:ياااه…اياد القاسم بيعتزر
لا يا استاذ اياد غلطتك المرادي كبيره…بس ذي ما بيقولوا المسامح كريم
ابتسم اياد علي تفهمها لموقفه ولكنها اكملت وهي تنهض من مكانها
_وانا مش كريمه يا اياد…وقامت بلكمه علي وجهه وقامت بركل معدته وقالت بأبتسامه:انا كده ممكن اسامحك ….سلام يا اياد…ولو اتكررت تاني ساعتها مش هرحمك
واتجهت الي الحمام لتبدل ملابسها
اما اياد فكان يشعر بالالم مكان ركله ميره ولكنه سرعان ما ابتسم ونظر الي مكان اختفائها وقال:والله كنت عارف انك مش من النوع اللي بيستسلم بسرعه…بس انتي عجبتيني …اول واحده تقف في وش اياد القاسم وتتحداه …بس انا بحب التحدي…وانا اللي هكسب يا زيتونتي
شعر اياد في تلك اللحظه بالسعادة…لسبب مجهول لا يعرفه…اعتقد انه بسبب انه وجد منافسا له وانه سيستمتع في الايام القادمه…ولكنه لا يعلم انه وقع لها ولكن عناده وغروره يرفضان الاعتراف بذلك
**********************
عرضت شمس حاله ليان علي دكتور زميلها في المشفي وطلبت منه الحضور لفحصها
ذهب الطبيب معها واتجه الي غرفه ليان
سمح الحارس لشمس بالدخول وطلبت من الحارس ان يسمح لسيف بالدخول …فهو سيكون مفيدا في علاج المريضه
وافق الحارسان وقاموا بأخبار مراد بكل شئ
فتحت شمس الباب وجدت ليان تنظر الي الفراغ بشرود.
ابتسمت شمس وقالت:عامله ايه يا ليان…..نظرت ليان لشمس وابتسمت لها فهي قد احبت شمس كثيرا وخصا كونها زوجه اخيها
ولكنها عندما لمحت ذلك الشخصان يقفان خلفها …شعرت بالفزع منهما…نعم انها اصبحت تستطيع التحدث ولكن هذا لا يمنع انها مازالت تخشي من الاشخاص الآخرون ولا تثق بهم ….تتعجبون كيف وثقت في شمس
شمس الان هي زوجه مراد….وهي تعلم ان اخاها ليس من النوع الذي يختار اي شخص ليكون قريب منه …فماذا اذا كانت زوجته
لاحظت شمس نظرات الخوف والفزع علي وجه ليان فعلمت حينها ان ليان مازالت تخشي الاقتراب من الشخاص الآخرون
اقتربت شمس منها وامسكت بيدها ونظرت لها بحنان وقالت:بصي يا ستي دول يبقوا …اشارت علي الطبيب وقالت لها دكتور حازم زميلي في المستشفي وهو اللي هيفحصك….ثم اشارت ناحيه سيف وقالت:دا سيف اخويا…واللي ساعدك ترجعي تتكلمي تاني
نظرت ليان له لمده طويله…رأت كم هو وسيم بتلك العينان التي تشبه غابات الزيتون …ولكنها لاتتذكره …كيف ذلك…فإذا هو ساعدها علي الكلام من جديد…اذا فهو كان قريب منها…فهي ظلت تعالج في ايطاليا لمده طويله ومر عليها الكثير من الاطباء….ولم يستطع واحد منهم ان يعالجها
توقفت ليان عن التحديق به وشعرت بالحرج وقالت :شكرا يا استاذ…واسفه اني مش فاكره حضرتك
سيف بأبتسامه مليئه بالحب:ولا يهمك يا قلبي …اهم حاجه تكوني بخير
تعجبت ليان من لفظ سيف لها وتساءلت عن علاقتها بسيف….فنظراته تلك ليست مجرد نظرات صديق او طبيب ولكنها نظرات عاشقه
تعجبت ليان من ذلك ولكنها حاولت ان تنفض ذلك الشعور من عقلها…فهو اذا كان بالفعل يحبها وعلم ما حدث لها بالماضي ….فهو سوف ينساها ويبتعد عنها وهيلا تريد الاقتراب منه او التعلق به
بدأ حازم في فحص ليان وكانت شمس بجانبها تهدئها
وبعد الانتهاء خرج الطبيب من الغرفه…وخرجت شمس ورائه…تاركين سيف مع ليان في الغرفه
شمس بقلق:هاا يا حازم مالها ليان
حازم بعمليه : بصي يا شمس ليان حالتها نادره جدا
هي كانت مش بتتكلم بسبب صدمه اتعرضت ليها زمان
فهي لما اتكلمت ادي ده الى فقدان جزء من الذاكره بتاعها واللي هو الجزء اللي جاءت في مصر
واعتقد ان ده فقدان ذاكره مؤقت يعني هي ممكن تفتكر الاشخاص اللي قابلتهم في مصر… لو هي قاعدت معاهم كثير و اتعرفت عليهم….
قاطعهم صوت قوي ممزوج بالبروده:وده مش هيحصل على جثتي….. وليان هترجع ايطاليا تاني…واللي في دماغك يا زوجتي انسيه
***********************
قام مازن بإمساك يد نورهان وقال لها وهو ينظر لعينيها الواسعتين :بتحبيني يا نورهان
قامت نورهان بسحب يدها من بين يدي مازن مما أثار تعجب مازن
نورهان بهدوء: أولا يا استاذ مازن اوعي تمسك أيدي تاني لأنك محرم عليا
ثانيا انا مش ينفع اقولك الكلمه دي إلا وأنا علي زمتك
ثالثا ودا الاهم اطلع بره مش ينفع تقعد معايا كده…انا اللي هاخد سيئات
رفع مازن حاجبه الأيسر مما ذاده وسامه وقال:وحياه امك …قام بحملها بين يديه وخرج بها من الغرفه
صدم عمرو من المنظر الذي أمامه ونظر الي مازن بغضب: عيب عليك يا دكتور مازن اللي انت بتعمله دا…ورايح بأختي فين
مازن بمرح: العيب في الجيب يا عمرو يا حبيبي انا رايح المأزون…عايز اكتب كتابي
عمرو بحده:دكتور مازن الزم حدودك
نورهان بترجي:نزلني يا مازن
مازن بعند:لا…انا هكتب وهي موافقه هتيجي ولا لأ
عمرو بغضب:مين اللي موافقه…بطل تخلف ونزلها واتفضل امشي وجميلك مش هنساه لك ابدا
مازن بلامباله: انا مش منزل حد وهكتب كتابي ومحدش له اي كلمه عندي …ولو عايز تيجي تعالي غير كده خليك
نظر عمرو الي اخته وقال :موافقه يا نورهان
اخفضت نورهان وجهها للأرض وتوردت وجنتيها وقالت :اللي تشوفه يا عمرو ….
مازن بأنتصار:شفت اهي بتقولك اللي تشوفه…وبقت عامله زي الطماطم ….السلام عليكم
تحرك مازن من أمام عمرو وقال له: طب استني هتخرح بيها كده
مازن وهو يوليه ظهره: اكيد مش فتتني حاجه ذي دي…كل حاجه جاهزه يا عمور…تعالي بقي
عمرو بقله حيله…مادام انه يري سعاده اخته…فيجب أن يقوم بما هي تريده:انا جي استني
************************
كان عاصم يجلس في القطار العائد الي أسيوط
نظر الي النافذة…وتذكر إلايام الماضيه تلك الأيام التي كانت بالنسبه له …تساوي كنوز العالم بأجمعه….ولكن صغيرته…لم تهتم له..وهي الآن تعيش حياه سعيده مع زوجها…هو الذي ظل أكثر من خمس سنوات يعيش علي زكرياتها…علي أحلامه الوردية…كيف كان يتخيلها بين أحضانه
نظر بشرود من القطار وقال في نفسه:وقعت يا قلبي في حب الشخص الخطأ
********************
كان هناك أتصال بين مجهولين
مجهول 1:نفذت الخطه
مجهول2: للاسف لا
مجهول 1:ليه..ايه اللي حصل
مجهول2:الوحش ..غادر البلاد
مجهول1:وهتعمل ايه؟ ؟
مجهول2:هرجع مصر …وواجه الكل…
مجهول 1:بس هي مش هتسامحك ابدا
مجهول2:انا هحكي لها عن ظروفي وهتفهمي
مجهول 1:اتمني دا يحصل…وكل واحد يرجع لحياته الطبيعيه
مجهول2: يارب
وقام بأغلاق الهاتف…وهو في داخله يتمني ان يعود كل شئ لما كان عليه
************************
نظرت شمس الي مصدر الصوت وكان ذلك مراد الذي كان ينظر بغضب ناحيه شمس
شمس بتحدي:ليه ان شاء الله
مراد بحده:دي اختي وانا احدد اعمل إيه لمصلحتها..
شمس بسخريه:مصلحتها انك مش ترجع الجزء المفقود من ذاكرتها
ثم وقفت أمامه بعدما تركهم الطبيب: ليه مش عايزها تقرب من سيف
سيف بيحبها ومستعد يعمل اي حاجه عشانها…ولو علي فلوسك طظ فيها…احنا مش بنبص لفلوسك او ثروتك
لان الغني الحقيقي هنا…وأشارت ناحيه قلب مراد
مراد بسخريه: حلوه المحاضرة دي…بس شكرا انا متأكد أن اخوكي مع اول ازمه اختي ما تعرض ليها…هيسبها ويكسر قلبها
شمس بسخريه: ذي ما انت عملت …بس مش تخاف يا وحش لأن اخويا مش ذيك..هو احسن منك…عارف ليه…لأنه ساعد واحده مش يعرفها انها تستعيد نطقها…وانه مكنش مضطر انه يعمل كده…بس لازم تشكره لان له الفضل في اللي اختك هيه فيه
مراد بحده:وأخوكي لو عرف حكايه أختي هيفضل معاها
شمس بصراخ:حكايه ايه…وماضي ايه…انا اتعرضت للتعذيب اكتر من خمس سنين…من ابن عمي وعمي….والتحرش من ابن عمي…وشوف دلوقتي انا اقوي من اي مره يا مراد…ومستعدهاقف في وشك …وهخليهم يقابلوا بعض وليان تحبه كمان
قام مراد بمحاصرتها وقال:انتي ليه عنيده…بطلي عناد…انا مش من النوع الهادي الصبور….انا عندي حدود لصبري…وممكن مش اسيب فيكى حته سليمه
شمس وهي تعود لموضوعهم: ليه مش عايز سيف يكلم ميره…هو بيحبها…ليه
مراد متفاديا الحديث: ملكيش دعوه …وهم للرحيل من أمامها….ولكن اوقفه إمساك شمس له من يده وقالت:استني يا مراد…انت هتقولي ليه..
مراد وهو يجذب يده من يدها: لا انا مش هقول…ابعدي عني يا شمس
شمس بعناد:لا انا مش همشي إلا لما تقولي….كانت شمس تستخدم طريقه الضغط علي شخص للاعتراف بكل ما في قلبه وبالفعل نجحت بعد عده محاولات من آثاره أعصابه
مراد وهو يمسك زراعي شمس ويضغط عليها بقوه: عشان اختي مش بنت فاهمه…مش بنت ….تفهمي بقي…وأخوكي ممكن يرميها علي اول شارع اول ما يعرف كل دا
سمع صوت من ورائهم يقول
_ازاي مش بنت
أرقٌ على أرقٍ ومثلي يأرق *** وجوىً يزيد وعبرة تترقرق
جهد الصبابة أن تكون كما أرى *** عينٌ مسهِّدة وقلبٌ يخفقُ
مالاح برق أو ترنم طائرٌ *** إلا إنثنيت ولي فؤاد شيقُ
جربت من نار الهوى ما تنطقي *** نار الفضا وتكل عمَّا يحرق
وعذلت أهل العشق حتى ذقته *** فعجبت كيف يموت من لا يعشق
نظر شمس ومراد الى مصدر الصوت وكان ذلك سيف الذي كانت ظاهره على وجه ملامح الصدمه والدهشه
نظر مراد الى الشمس بغضب والشرر يتطاير من عينيه
ثم قام بدفعها بعيدا…..حتى وقعت في الارض وتركها مغادرا الرواق الى خارج المستشفى
كان يقف في حديقه المشفي وينظر الى السماء الصافيه
تمنى في تلك اللحظه ان تكون حياته مثل هذه السماء صافيه لا يوجد بها اي شيء …ولكن ذلك الماضي اللعين الذي يطارده منذ الصغر هو واخته
قاطع شروده عندما شعر فجاه بيد تربط علي كتفه ظن في بدايه الأمر انها شمس ولكنه كان مخطئا عندما نظر خلفه وكان ذلك سيف
مراد بغضب: ابعد ايدك والا هتلاقيها متكسره
ابعد سيف يده عن مراد ونظر له بقوه ممزوجه ببرود: ليه رافض العلاقه بيني انا وليان
نظر له مراد ببرود وقال:انا مش رافض العلاقه…عشان اصلا مفيش علاقه…واديك شفت ..ليان اصلا مش فكراك
سيف بلا مبالاه: جربت شعور انك تحب
ضيق مراد عينيه ونظر الى سيف وقال بسخريه: اوعي يكون سي روميو بيحبها
تجاهل سيف سخريته وقال: ايوه انا بحبها وبعشقها كمان تعرف ليه…. لان انا الوحيد اللي قدرت اخرجها من اللي هي فيه
مراد بسخريه: وهي كانت فيها ايه يا سي روميو
سيف بأبتسامه جانبيه: كانت عايشه في حاله وحده وحزن وكأبه…. الكل سايبها لوحدها في مستشفى المجانين
مهما جملتها وحلوتها وهتقول مستشفى امراض نفسيه….. في الاخر هي للمجانين…. اخوها المصون دائما سيبها…. اما يكون في شركاته…. اما في حفلاته… ومش بيجي يزورها الا نادر…..عايزها تكون حالتها النفسيه عامله ازاي؟؟
لكن انا دخلت حياتها وخليتها بتضحك عارف ازاي يا استاذ مراد ….. انا متاكد مئه في المئه ان لها مده كبير مش بتضحك…. انا خليتها تقدر تضحك…. وطبعا شمس اختي عملتها قابلي …..انا حبيت اختك عشان حسيتها وحيده ومحتاجه اللي يكون جنبها….. مش حبيتها لانها اخت مراد العرابي…… ولا انها بنت بنوت
انا حبيتها هي مش حبيت فلوسها….. حبيتها هي يا مراد لو انت فاكر اني حبيتها عشان خاطر فلوسك..
فأنا مستعد اني اخذ ليان من غير اي مليم منك…. وتعيش حياتها معايا …..وهشتغل وهصرف عليها
طبعا هتقولي انك ممكن ترفدني من الشركه بتاعتك
وانا مستعد اني اقدم استقالتي و اشتغل اي شغلانه عشان اقدر اسعدها …..حتى لو كنت شحات في الشوارع
نظر مراد الى سيف بقوه رأي نظره الصدق في عينيه وتاكد من نبرته الصادقه…. انه لا يحب اخته فقط انما انه يعشقها……ومستعد ان يضحي بحياته من أجلها….ومستعد ان يترك كل شيء من اجلها فقط….. ولا يريد اي شيء من امواله
في الحقيقه مراد كان يعلم ان سيف يحب اخته ليس من اجل المال ولكنها اخته الوحيده ويجب ان يخشي عليها ويحافظ عليها من اي مكروه
نظر مراد الى سيف وقال له ببرود: ولو قلت ليك اني هبعدها عنك
اجابه سيف بقوه ممزوجه بثقه لم يعلم من اين اتي بها: انا عارف انك تقدر تعمل كده …وعارف انها نسيتني ودا مش هيفرق معاها…. ولو هتفرقنا عن بعض بأنك هتبعدني عنها انا هخطفها …واهرب بيها يا مراد ….وساعتها ولا انت ولا شمس ولا اي حد في الدنيا دي هيعرف مكاننا وساعتها انت هتكون خسرت…وهخليها تفتكر انا مين…وهخليها تحبني
ابتسمت مراد أبتسامه جانبيه ووضع يده على كتفه
وقال: اولا انت مش تقدر تهددني بالكلام اللي انت قولته ده…. وكل كلمه انت قلتها ممكن تلفها بورقه وترميها في الزباله
انا مش يهمني كل اللي انت قولته ده انا يهمني حاجه واحده بس…. انك تاخذ بالك منها… وعمرك ما تزعلها
ولو شفت منها دمعه واحده ساعتها انا هنسفك وهتشوف جحيم مراد العرابي اللي على أصوله
تجاهل سيف تهديده وشعر بفرحه عارمه… و قام بالقفز عليه واحتضانه مما ادي الا وقوع مراد في الأرض وذلك بسبب صدمته بما قام به سيف ثم قال بفرحه: شكرا …..شكرا بجد يا مراد…. انا مش مصدق نفسي
ثم نهضه مبتعدا عنه واتجه بسرعه ناحيه المستشفى وخاصه غرفه ليان
نظر مراد الى مكان اختفاء سيف وابتسم ابتسامه جانبيه وقال: سيف بيحب ليان
ظل مراد جالسا علي الارض ثم تسطح علي العشب الأخضر ووضع يديه خلف راسه واغمض عينيه يستنشق الهواء…..فجاه شعره بظل شخص يحجب الشمس عنه
فتح عينيه لتقابل عينيه اشجار الزيتون الرائعه…. طالما اعجب بعينيها التي تشبه غابات الخيرزان
عادت ملامح البرود الى وجه مراد وقال ببرود:عايزه ايه
ابتسمت شمس وجلست بجانب مراد وتسطحت بجانبه وقالت وهي مغمضه العينين: شكرا
نظر مراد بتعجب وقال: على ايه
شمس وهي مازالت مغمضه عينيها: مش عارفه بس حاسه انك تستحق الكلمه دي
مراد بسخريه: لا بجد فيكي الخير
شمس متجاهله سخريته: بعيدا عن شخصيتك… بس بجد انت تستاهل اكثر من كلمه شكرا
تعجب مراد للمره الثانيه ولكنه لم يرد ان يقاطعها… وتركها لكي تكمل حديثها
اكملت شمس وقالت :انت بجد شخص طيب جدا… قصدي شخص رائع مش عارفه مش لاقيه الكلمه اللي توصف شخصيتك…. بارد …..وقاسي ….حنون …طيب…شرير شجاع …وجبان
ساعات بتبقى انسان وساعات بتبقى وحش
يمكن تستغرب من اللي انا بقوله…انا نفسي مستغرباه
بس بجد انا فرحانه اني اتعرفت عليك
نظرا مراد الى شمس و تلك المره اعتدل في جلسته ونظرا لها وقال: ليه بتقولي الكلام ده دلوقتي
فتحت شمس عينيها وقالت: مش عارفه بس اكيد هيجي الوقت اللي هاقول لك فيه ….ليه انا قلت الكلام ده
ثم نهضت من مكانها … وهمت للأبتعاد… ولكنه امسكها وسحبها إليه مما ادى الى وقوعها بين احضانه
امسكها مراد من خصرها وقربها اليه وقال: دي مش شمس محمود نفسها ….بتقول الكلام الحلو ده
ابتسمت شمس وقامت بلف يديها حول رقبته ولم تعلم لما قامت بتلك الحركه…. نظرت شمس في عينيه ونظرت لهم بقوه وقالت: عينيك
مراد بأبتسامه جانبيه: مالها
شمس بهدوء: تعرف اول مره انا شفت عنيك كانت بجد غريبه
مراد بتعجب: ازاي
لشمس بدون وعي منها: عينيك عامله زي عيون سحريه لونها جميل جدا …من اول يوم شوفتك فيه كانت عباره عن رمادي في اخضر في اسود بس كان اغلبها اللون الاسود و لما كنت بتغضب…عينيك كلها بتبقى لونها اسود زي الوحش بالضبط
لم يكن مراد منتبه لأي كلمه قالتها شمس….كان فقط ينظر لشفتيها الورديتان التي كانت تتحرك
اقترب منها مراد ثم طبع قبله رقيقه على شفتيها
لم تكن تلك القبله مثل القبله الاولى التي اعطاها لها
كانت تلك مختلفه عنهم جميعا كانت مليئه بالحب والشغف والحنان
صدمت شمس في بدايه الامر ولم تعرف ماذا تفعل ولكنها قامت بمبادلته تلك القبله بدون وعى منها وفجاه دقت انذارات الخطر في عقل شمس قامت بفتح عينيها علي وسحهما …..ولاحظت الوضع الذي هي به …..قامت بأبعاد مراد عنها بسرعه وابتعدت عنه ورقدت الى المستشفى وهي مصدومه من فعلته والاكبر من فعلتها هي فكيف قامت بمبادلته تلك القبله
شمس في نفسها. يا لهوي…. يا لهوي ….يا لهوي يا ناس على اللي انا عملته ده…. دلوقتي هيفتكرني قليله الادب
اما عند مراد كان يشعر انه امتلك العالم كله عندما قام بتقبيلها ….شعر بالنعيم الذي لم يشعر به في حياته حتى بعد امتلاكه لاكبر الشركات في العالم وحتى بعد ما اصبح وحش في عالم الاقتصاد…. لم يشعر بذلك النعيم
ولكن قربه منها جعله يشعر انه في جنات النعيم وعندما دفعته وابتعدت عنه بسرعه شعر أنه هبط من السماء الي الارض
ابتسم ابتسامه جانبيه وقام بالضغط على رأسه وقال بشرود: شكل حكايتنا هتبقى طويله قوي يا شمس تانيه كلامه مع ابتسامه كبيره
************************
اخذ مازن نورهان وعمرو بالسياره الى احد المنازل
تعجب عمرو من ذلك الامر وقال لمازن: انت جايبنا هنا ليه؟؟
مازن وهو ينظر الى نورهان: عشان نجهز عروستنا الاموره
نور دا وجنتي نورهان خرجت من حديثه
قام مازن بحمل نورهان وصعد بها الى احد الشقق
قام مازن بدخول شقه التي كان يبدو انها ملكه
وقام بإنزال نورهان من بين يديه وقام باضاءه المنزل
طلب منها ان تدخل احد الغرف وبالفعل استجابت نورهان لاوامره
دخلت نورهان الغرفه وبدأت تتحسس الموجود بالغرفة حتي وصلت الي الفراش ..وجدت مجموعه من العلب
وبدأت في فتح العلب وكانت موجود بها كل ما تحتاج له من حاجيات تابعه للفستان…شعرت بهذا من ملمسهم…ومع كل لمسه كانت تشعر بالسعادة في داخلها لأنها ستتزوج شخص مثل مازن..صحيح انها مازالت فتاه…ولكن هناك من لمسها..غير مازن
هي الي الان لا تعلم حقيقه مشاعرها تجاه مازن…ولكنها تريدهفي حياتها ولا تعلم اذا كانت تريده كعائله ام كزوج
اخذت نورهان حمام دافئ وبعد الانتهاء قامت بلف جسدها بمنشفه صغيره تستر مفاتنها
قامت بأرتداء ملابسها التي احضرها مازن وارتدت حجابها وحذائها
وخرجت من الغرفه…وحاولت الاستناد الي اي شئ ولم تلاحظ ذلك الصندوق الذي يوجد امامها…كادت أن تقع علي الارض لولا تلك اليد التي امسكتها من خصرها
كانت تشعر بالخوف والتوتر …ولكنها عندما اشتمت رائحه عطره ….علمت أنه هو
ابتسمت نورهان له..ولم تعلم أن تلك الابتسامه جعلت قلبه يدق كطبول الحرب
قام مازن بمساعدتها علي الوقوف…وبدأ في تأملها …كانت ترتدي فستان احمر طويل يصل الي الارض يضيق من الخصر…والزرعان منفوشان وذلك الحجاب بلون الاوف وايت الذي كان يزين وجهها…كانت كالحوريه التي سقطت من السماء الي الارض وتكون أمام ناظريه
قطع تلك اللحظه دخول عمرو الذي قام بأمساك نورهان وقال الي مازن: عيب كده يا دكتور..غض البصر…وكمان هي لسه مش بقت مراتك
مازن في نفسه: أبو شكلك يا عمرو الكلب…بس استني شويه يا مازن…كمان شويه وهتبقي ملكي للأبد
ركب عمرو نورهان سياره مازن وجلسوا في الخلف…اما مازن كان ينظر الي عمرو بحده…لأنه ابعده عن حبيبته ….ولكن صبرا فهي دقائق وسوف تصبح ملكه الي الابد…قام مازن بالاتصال علي اخاه واخبره بكل ما حدث معهم…وأخبره أن يأتي ليشهد علي عقد القران هو ومراد
وافق اياد وقام بالاتصال علي مراد وأخبره بأن يأتي لحضور عقد قران مازن لكن دون ان يخبره بما حدث مع مازن
********************
عاد عاصم الي الصعيد …اشتم هواءه العليل…فهو قد اشتاق الي وطنه…وأرضه
نظر الي الفراغ بشرود….فكيف سيخبرعبد الحميد بكل ما حدث معه….وان حفيدته تزوجت من شخص لا يعرف معني الرحمه….وأيضا وجود منير هناك…نعم هوعلم بقدوم منير الي منزل شمس..ومحاوله بالتهجم علي شمس
توجه الي قصر عائله الشريف…حيث وجد عبد الحميد يجلس ويتناول الافطار …وبجانبه شروق
توجه الي الداخل…وعندما لاحظ دخوله الجد نهض واقفا اتجه إليه بسرعه وقام بأحتضانه بشوق ولهفه شديدين
اما شروق فكانت في عالم آخر لم تكن تهتم لما يدور حولها فتلك الأحداث الاخيره التي حدثت معها …من زواجها الي حب حياتها الي ذلك المهوس الذي يطاردها
فاقت من شرودها علي صوت عبد الحميد الملئ بالفرحه والسعادة: اهلا يا ولدي…اهلا…نورت بيتك
عاصم بأبتسامه باهته: اهلا يا جدي…البيت منور بناسُه
نظرت شروق إلي عاصم وملامح الفرحه ظاهره علي وجهها…نهضت من مكانها بسرعه واتجهت ناحيته…ولكنها تذكرت فجأه انها لا يجب عليها أن تكون بتلك اللهفه…تباطأت خطواتها …واقتربت منه بهدوء وقالت:اهلين يا ولد خالتي…نورت البلد
عاصم:شكرا يا شروق …منوره بناسها
تحركت شروق من امامهم واتجهت الي غرفتها تحاول الهروب من تلك المشاعر التي اجتاحتها
وعندما اختفت شروق عن الانظار…نظر الجد الي عاصم وقال له :هاا يا ولدي ايه الاخبار
عاصم بحزن :أخبار مطينه يا جدي
عبد الحميد بقلق:ليه يا ولدي
حكي عاصم كل شئ لعبد الحميد …الذي تحولت ملامح وجهه الى الصدمه والدهشه والغضب نعم الغضب من تصرف منير الذي كان يتتبع شمس …ومحاولته للتهجم عليها
نظر عبد الحميد الي عاصم بحزن…فهو يعلم بمقدار حبه لشمس…وان تقوم شمس بأهانته بتلك الطريقة…فذلك سيحطم قلبه للأبد
لاحظ عاصم نظرات الحزن في وجه عبد الحميد
قال عاصم بسرعه محاولا التخفيف عنه:مش تخاف يا جدي…انا مش زعلان من كلامها او جوازها من حد تاني غيري
وذي ما انا قلت ليها قبل اكده:اللي بيحب حد بيتمني له الخير حتي ولو كان الخير في بعدها عني…انا بحبها وهفضل احبها لأخر حياتي
كان كل من عاصم وعبد الحميد غافلين عن زوج الاعين التي تراقبهم من بعيد…. والدموع المنهمره منها…. نعم انها شروق… كانت ذاهبه الي المطبخ لتحضر لها كوب من المياه
حتي سمعت كل ما قاله عاصم عن زواج شمس
لم تعرف بماذا تشعر….. اتشعر بالسعادة من أجل أن شمس ابتعدت عن عاصم…. أم تشعر بالحزن بسبب ذلك الالم الذي يشعر به عاصم
ركدت بسرعه ناحيه غرفتها وبدأت في البكاء بحرقه فهو بالرغم من ان شمس قامت بأهانته ومحاولتها لأبعاده عنها…إلا أنه ما زال يحبها بل يتمني الخير لها مع غيره
فجأه سمعت صوت من خلفها يقول :بتحبيه قد اكده
التفتت الي مصدر الصوت..توسعت عيناها وشهقت بصدمه..من الواقف امامها
*********************
توجه سيف الى غرفه ليان ووجدها كما تركها في البداية
ما زالت على وضعيتها السابقه…. تضم قدميها الى صدرها وتنظر الى الفراغ بشرود
ابتسم سيف بهدوء واقترب منها ….. وجلس على الكرسي الذي بجانب السرير….. ولكنها الي الان لم تلاحظ وجوده حمحم سيف بهدوء وقال: الجميل سرحان في ايه.
نظرت ليان الى القابع بجانبها …..وشعرت بالهلع منه
هي لا تنكر انها تشعر بالانجذاب ناحيته….. لا تعلم ما هو السبب الا انها ….مازالت تخشي منه
سيف بأبتسامه ساحره: ازيك يا ليان …عامله ايه؟؟
نظرت ليان له وقالت بحزف وتوتر: ع ايز من ي ايه
شعر سيف بالالم في قلبه فهي الان تشعر بالخوف منه سيف بأبتسامه باهته: ايه رأيك احكي لك حكايه
لم تقم ليان بأي حركه او تصدر اي صوت يدل على موافقتها…. ولكن بالرغم من ذلك قام سيف بقص عليها تلك الحكايه…. والتي قصد ان تكون متشابهه مع موقف
حكي لها عن ان كان هناك امير …واميره يعشقان بعضهما البعض
وكانت الاميره تحب الامير بشده إلا ان في يوم من الايام قامت الساحره الشريره بألقاء تعويذه على الاميره
وجعلتها تنسى الأمير…..وعندما حاول الامير ان يتحدث الي الاميره
كانت دائما تبتعد عنه وتحاول الهرب منه
كان دائما الامير يشعر بالالم في قلبه من تصرفات اميرته التي كانت تعشقه
ظل الامير جالسا مهموما ينتظر عوده اميرته كما كانت الا انها لم تعود
نظرت ليان الى سيف بحزن وقالت: يعني الاميره مش هتفتكر الامير تاني
نظر سيف لها وقال: لو الاميره عايزه الامير هتفتكر لوحدها كل حاجه
شعرت ليان ان تلك الحكايه موجها لها …..فهي علمت من شمس ان سيف من ساعدها على الكلام من جديد
*******************
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية دموع الشمس)