رواية جانا الهوى الجزء الثاني الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم الشيماء محمد
رواية جانا الهوى الجزء الثاني الجزء الثاني والثلاثون
رواية جانا الهوى الجزء الثاني البارت الثاني والثلاثون
رواية جانا الهوى الجزء الثاني الحلقة الثانية والثلاثون
سيف رد على سبيدو بتفكير : يعني كل اللي مطلوب مني اسمي يشارك أو وهم اسمي هيشارك وبعدها هتديني التسجيل اللي يدين عصام المحلاوي ؟
سبيدو ابتسم ومدله ايده: بعد السباق نتقابل وهسلمك التسجيل وفوقه دعوة للمشاركة في سباق تاني بس انت بجد .
سيف برفض حاسم : قلتلك العالم ده انتهى بالنسبالي.
سبيدو سأله : حتى لو قلتلك انها تشارك معاك وتكون معاك في عربيتك ؟
بصله باستغراب : قصدك مين ؟
ابتسم بمكر : حبيبتك ، مش هي أساس بعدك عن المخاطرة دي ؟
سيف قرب من وشه ورد باستنكار : ولما أنا هبعد علشانها ازاي متخيل اني ممكن أخاطر بحياتها هي كمان معايا ؟ أشوفك بالليل باي .
وهما خارجين مؤمن وقف وبصله : انت ماعملتش حساب غضب عصام المحلاوي، مش هيرحمك .
ابتسم سبيدو بهدوء : امال أنا بصور كل حاجة تحصل ليه ؟ ما تشغلش بالك انت بيا واستعدوا هتعملوا ايه بالتسجيل ده .
خرجوا الاتنين من عنده وركبوا عربيتهم ، مؤمن بص لسيف : هنعمل ايه مع كريم ؟ أعتقد عادي نقوله .
سيف بصله : ولو قال نبلغ البوليس ونمنع السباقات دي ودخل في قصة أرواح الناس وحرام السباق و وقف شغل سبيدو كله ؟ ساعتها محدش هيكسب ، بلاش كريم يدخل في الليلة دي واهو أنا مش هشارك وهو هيعرف بعد السباق اني ماشاركتش والموضوع ينتهي احنا مش هنعمل حاجة من وراه في الآخر .
مؤمن بصله بجدية : كريم هيقررني وهيفضل ورايا لحد ما يعرف الموضوع وأنا مش بعرف أداري عنه.
سيف رد ببساطة : خلاص ما تتواجهش معاه النهارده ، مؤمن هو النهارده بس ولو وصلت للتسجيل ده ساعتها هلوي دراع عصام وأخليه يتنازل عن أسهمه في الشركة بتاعتي وأبقى كده قفلت بابه تماما وخلصت منه .
مؤمن أخد نفس طويل بتوتر : ربنا يسترها لأني مش مطمن ، الموضوع مش بالبساطة اللي سبيدو متخيلها وإلا ماكانش عصام وصل لمركزه ده لو في عيل ابن امبارح زي سبيدو هيلعب بيه .
سيف سأله بتعجب: هل انت مصدق ان عصام عامل الليلة دي كلها وهيدفع مليون جنيه لمجرد انه ياخد صورة ليا ؟ يعني آخرها هيتقال عني اني دكتور طايش أو مستهتر ، هل ده آخره ولا وراه حاجة تانية؟
مؤمن نفخ بحيرة : والله ما أعرف يا سيف ، والله ما عارف وربنا يعدي الليلة دي على خير علشان قلبي مقبوض بس أهم حاجة انك مش هتشارك الباقي سبيدو مسئول عنه ، المهم انت رايح فين دلوقتي ؟
سيف بص لساعته : همس جاية النهارده مع عيلتها عايز أروح أستقبلها .
ابتسم : ربنا يوفقكم يارب ، فرحت انك ارتبطت بيها بجد ، ربنا يسعدكم .
أمن على كلامه : اللهم آمين .
بالليل اتقابلوا عند سبيدو والكل متوتر بس سبيدو بصلهم : كل المطلوب انك تظهر لوهلة من بعيد وانت بتلبس القناع وتروح ناحية العربية مش عايز أكتر من كده .
سيف بصله بتردد : مين هيسوق العربية بدالي؟
ابتسم سبيدو : واحد من أبطالي ومستواه قريب منك بس مجنون عنك كتير ، أصلا لو اتسابق معاك هيفوز عليك لأنه مجنون بجد بالسرعة لو يحكم عقله شوية محدش يقف قصاده لكن بيلغي عقله وبيدوس بنزين وبس وبتمنى انه يفوز مكانك وإلا هتبقى نقطة سودا في سجلك .
حرك راسه برفض : سجلي خلاص احذفه مش عايزه .
سبيدو بص لساعته : طيب يلا بينا نظهر .
اتحركوا ونفذوا كلام سبيدو وظهر سيف بيفتح باب العربية وبعدها ركب البديل اللي لابس نفس القناع ونفس هدومه وسيف اتحرك مع مؤمن لمركز التحكم بتاع سبيدو اللي بيتابع منه السباق كله طول الخط .
شوية وانضملهم سبيدو وبيراقبوا السباق مع بعض التلاتة بتوتر وكل واحد بيفكر في حاجة مختلفة .
سيف عينيه على العربية اللي المفروض بتاعته وعلق بغيظ : ده مجنون فعلا الملف ده لازم يهدي السرعة فيه ما ياخدهوش بسرعته – كمل بانفعال – هدي السرعة يا متخلف العربية هتتقلب .
الكل وقف واتوتر وبالفعل العربية اتقلبت وكلهم بيراقبوها وهي بتتقلب وقلوبهم هتقف وزاد الرعب بانفجار العربية .
لحظات من الصدمة التلاتة باصين على العربية المولعة ومحدش فيهم قادر ينطق بحرف واحد ، سبيدو حط ايديه فوق راسه وبيحركها باستنكار : ازاي ده حصل ؟ عشر سنين عمر ما عربية انفجرت ازاي ده حصل ؟
سيف بص لمؤمن بذهول: اللي جوا العربية مات – ردد بتشتت – اللي مكاني مات ، الكل هيفتكر انه أنا ، أنا لازم أتحرك .
قبل ما يخرج مؤمن مسك دراعه بانفعال : تروح فين ؟ لو العربية دي اتقلبت بفعل فاعل فهنا عصام كان عايز يقتلك مش بس يصورك ، هو ده هدفه الحقيقي يخلص منك ، انت العقبة الوحيدة قصاده ، لولاك كان سيطر على الشركة وعلى السوق كله ودلوقتي انت عائق ، عصام عايزك ميت .
الاتنين بصوا لسبيدو باتهام فقال بتبرير: لا اوعوا تبصولي ، أنا كل اللي قالهولي انه عايز يوسخ صورة الدكتور الجامعي وبس أما قتل لا وألف لا ، لا يمكن أشارك في قتل وأقتل مين ؟ واحد من أبطالي ؟ انتوا متخيلين الوضع اللي أنا فيه دلوقتي ؟ أنا خسرت صاحب ليا مش بس بطل – حرك دماغه برفض وحزن وغضب – لو شكيت لو ١٪ انه ممكن يتأذي ماكنتش دخلته أبدا السباق ده ، أنا مش فاهم ازاي ده حصل ؟
مؤمن بصله بحزم: ومن هنا لحد ما تفهم ازاي ده حصل فسيف اللي كان في العربية ، واهو كده عصام مش هيعرف انك لعبت بيه وده هيأمنك ودلوقتي هات التسجيل اللي عصام عرض عليك المليون جنيه فيه .
سبيدو بصله بسرعة : أنا دلوقتي لازم أخرج أشوف يمكن يكون خرج من العربية قبل ما تنفجر ، يمكن نلحقه ، هكلمكم .
سيف فضل رايح جاي ومش عارف يعمل ايه ؟ بص لمؤمن بلهفة: همس لازم أكلمها و بابا و…
قاطعه مؤمن بتهكم : ما تطلع أحسن برا، يا ابني اصبر؛ أصلا الخبر هياخد وقت لحد ما يوصل للناس دي ، همس هتعرف منين سكة الدارك ويب ؟ وأبوك مين هيقوله انك مشارك؟ ومين هيعرف ان انت سيف اللي مشارك ؟ وبالتالي لحد ما تقرير الطب الشرعي يطلع محدش هيعرف مين اللي كان في العربية فكل عيلتك في أمان محدش هيعرف أصلا .
قعد قصاده وسأله بتوتر : انت متأكد ان محدش هيقولهم؟ أبويا قلبه ضعيف ولو عرف ممكن يموت فيها انت مستوعب ده ؟
مؤمن بحيرة : هنراقب الوضع ولو لقيناه اتأزم هنتدخل بس خلي عصام يفتكر انه نجح وخليه يكلم سبيدو ويديله باقي المبلغ بتاعه ويتصور وبكده يكون دفع تمن العملية دي وهيتقبض عليه .
سيف بخوف: الواد مات بدالي يا مؤمن ، هو احنا كده اللي قتلناه ؟
مؤمن عينيه وسعت وبيفكر وهو بيحرك راسه برفض : لا لا انت بتقول ايه ؟ هو احنا اللي قلناله يدخل السباق ؟ ولا احنا اللي حطيناه ؟ دم الواد ده على ايد سبيدو وايد عصام احنا لا، احنا بس كنا بنحمي نفسنا ، لا لا يا سيف لا .
هز دماغه بيحاول يقنع نفسه بكلام مؤمن ويردد : دمه على ايد سبيدو وعصام ، أيوة دمه في ايديهم .
الوقت بيعدي قاتل والتوتر بيزيد وأخيرا سبيدو دخل عندهم وردد بحزن: الولد مات في الحال في الانفجار والجثة اتنقلت للمشرحة .
بص لسيف بتركيز فاتوتر وسأله : بتبصلي كده ليه ؟
أخد نفس طويل : شوفت والدك – بص لمؤمن – وكريم المرشدي في المستشفى علشان يتعرفوا على جثتك .
سيف وقف بسرعة وبص لمؤمن بتوتر: أبويا هيموت فيها لو شاف الجثة دي ، لا يمكن أفضل هنا .
جه يخرج بس سبيدو وقفه بتحذير: عصام مراقب المستشفى ورجالته في كل مكان .
شد دراعه بعنف : يراقب أنا مش هخاطر بحياة أبويا علشانه .
وقفه تاني : طيب استنى لحظة .
جاب كاب وكوفية حطها حوالين رقبته وحط الكاب على راسه : داري وشك وما تدخلش انت ومؤمن مع بعض وياريت لو تقلع چاكيت البدلة دي وتبهدل قميصك ده خلي شكلك طبيعي .
اتحركوا بسرعة وكل واحد فيهم دخل من باب وساعتها سيف شاف أبوه بيقع على الأرض وكريم بيسنده، و لسه هيقرب لمح واحد بيراقبهم وحاول يفتكر ليه شكله مألوف؟ وشافه فين قبل كده ؟
افتكر انه كان في الفريق اللي عصام بعته للشركة ، ده واحد منهم اللي اتكلم مع أمن الشركة وقالهم انه جاي يصلح العطل هو ورجالته ، دور وشه بعيد واتصل بمؤمن وطلب منه يلهيه لحد ما يدخل لأبوه.
مؤمن ماشي بموبايله لحد ما سيف عرفه مكان الراجل بالظبط فوقف معاه بيسأله فين المشرحة وسيف استغل انشغاله ودخل الأوضة عند أبوه وكان معاه كريم اللي بص ناحيته كان نص وشه متغطي بالكاب ونصه التاني بالكوفية فزعق فيه : انت داخل أوضة غلط اتفضل لو سمحت .
سيف عينيه على أبوه وبيقرب بس كريم وقف في وشه بعصبية: بقولك انت …
سيف شال الغطا من على وشه واتقابلت نظراتهم مع بعض .
اتصدم كريم وبصله بفرحة انه عايش وحس بلخبطة ومابقاش عارف ينطق : انت ؟ امال مين ؟
بيشاور ومش عارف يجمع كلامه وهنا الباب خبط ودخل مؤمن وبصلهم : حالته ايه ؟
كريم بصله بذهول: انت كنت عارف ان مش هو ؟
مؤمن بصله بتهرب: بعدين المهم دلوقتي حالة والده ايه ؟
كريم زعق : ابنه ميت متخيلين حالته ايه ؟
سيف قرب من أبوه مسك ايده وبيفوقه : بابا قوم أنا سيف ، أنا بخير افتح عينيك كلمني .
عز بيحرك دماغه وبيردد بهذيان: ده مش ابني ، ابني عايش .
سيف مسك وشه : ابنك عايش افتح عينيك علشان خاطري ، افتح عينيك .
عز فتح عينيه وباصص لسيف اللي ابتسم وباس ايده : أنا قدامك ، أنا ما شاركتش في السباق ده ولا يمكن أشارك فيه ، أنا قدامك .
عز باصصله وبيحاول يتأكد هو ولا لا؟ مد ايده لمس وشه بلهفة : انت سيف ابني بجد ؟ مش بيتهيألي ؟
سيف ابتسم ومسك ايده باسها : سيف ابنك ومش بيتهيألك .
عز بصلهم كلهم بحيرة : طيب ايه اللي حصل ؟ مين اللي مات في العربية ؟
سيف ومؤمن حكوا كل اللي حصل ومؤمن كمل : دلوقتي عصام فاكر ان سيف مات خليه فاكر ده لحد ما يطلع تقرير الطب الشرعي ونتأكد الأول العربية سليمة ولا حد لعب فيها وسبب اللي حصل ، كمان عصام لازم هيقابل سبيدو .
كريم بصلهم الاتنين بعتاب : دم الواد ده على ايديكم انتوا الاتنين .
مؤمن زعق بتوتر: لا يا كريم لا .
كريم باتهام : لا ازاي ؟ ها ؟ لما تبقوا عارفين خطورة المشاركة في حاجة زي دي وهو يبعت حد مكانه ده …
قاطعه سيف بغضب : أنا مابعتش حد مكاني ولا عمري أبعت حد ، ده سباق خاص بسبيدو هو اللي نظمه وهو المسئول عنه ، كل اللي طلبه اسمي وحتى مش اسمي إيحاء باسمي في مقابل يسلم عصام أما الواد ده أنا لا شوفته ولا أعرفه ولا طلبت منه يشارك ولا بيني وبينه أي مصلحة أو حوار ، دمه في ايد نفسه وايد عصام لو لعب في العربية .
كريم بصلهم بتهكم: اقنعوا نفسكم بده علشان تناموا الليل مرتاحين والحمد لله اني كنت برا الحوار ده ، بعد إذنكم .
جه يخرج بس مؤمن مسك دراعه بهدوء: سيادتك هتاخد باشمهندس عز اللي هيكمل دوره ويمثل انه مصدوم بموت ابنه وهتوصله للبيت – بص لعز – عمي عصام ممكن يبعت حد تاني يقتل سيف لو ده هدفه ومن هنا لحد ما نتأكد العربية سليمة ولا اتخربت فسيف مش في أمان ، الأمان له انه يفضل ميت في نظره .
كريم موبايله رن : أنا هطلع أرد على الموبايل .
مؤمن : وقته ؟ مهم أوي ؟
كريم بتهكم : أنا ما بسيبش الناس اللي بحبهم محتارين وبطمنهم مش زيك .
سابهم وخرج و عز مسك دراع ابنه : أيوة مؤمن عنده حق يا سيف ، انت لازم تختفي لحد ما نعرف دي حادثة عادية ولا محاولة قتل ؟
سيف بصله بتوتر: وماما ؟ وهمس ؟
طمنه : أمك هقولها وهتقوم بدورها وهمس هتعرف منين ؟ محدش هيعرفها أصلا بالحادثة دي .
خبطة قاطعتهم على الباب وبعدها دخل مروان اللي وشه اصفر بس أول ما شاف سيف حضنه بسعادة وعدم استيعاب : انت عايش ؟ انت سليم ؟
بيطمن عليه ويحط ايديه على صدره وسأله : انت ماكنتش في العربية دي ؟
سيف ابتسم وطمنه بعدها سأله : انت عرفت منين ؟
بصله : حازم كلمني وسألني عنك وقالي انه خايف انك تشارك وقالي أمنعك بس ماعرفتش أوصلك .
سيف استغرب وردد : حازم طلب منك تمنعني ؟ ليه وهو أصلا اللي عرف عصام بسبيدو ؟
مروان بصله : علشان خاف عليك ، صدق أو ما تصدقش بس ده اللي حصل ، قالي انه خايف ان الموضوع يكون أكبر من مجرد فضيحة للصحافة وقال انه فقد ثقته في كلام عصام من بعد ما ضربوني بالنار وعرف ساعتها انه ماعندهوش حدود .
سيف علق بتهكم : حازم عرف ان عصام كارت خسران وعايز ينضم للي هيكسب فقال يقدم السبت ، المهم انت هتفضل مع بابا ومش عايز حد يعرف اني عايش .
سيف قبل ما أبوه يخرج سأله بحيرة : انت عرفت منين ؟ وايه اللي جابك هنا ؟
رد بتوضيح : حد اتصل بيا وقالي ان ابني عمل حادثة وموجود هنا في المشرحة .
سيف كز على أسنانه من الغيظ : أكيد ده حد تبع عصام الكلب ، لان البوليس لا يمكن يعمل ده المهم روح انت وخلي بالك من نفسك ومن أمي .
خرج عز ومروان وكريم معاهم وصلوا البيت وعز فكر لو الجثة دي كانت لابنه فعلا كان هيعمل ايه ؟ ده ربنا رحيم ان ابنه بخير .
سلوى بعد انهيار همس وتعبها عز ماقدرش يخبي عنها أكتر من كده فأخدها أوضتها وبلغها وهي بعد الصدمة سجدت لربنا تشكره ان ابنها سليم وكانت هتجري تبلغ همس المنهاره بس عز مسك دراعها : مرات عصام تحت أكيد هو باعتها تاخد أخبار .
سلوى علقت بحيرة : وده ايه علاقته بهمس ؟
وضحلها : همس عيلة ومشاعرها فاضحاها ، أول ما هتعرف ان سيف عايش هتتحول من الانهيار ده للسعادة ومش هتعرف تداري فرحتها ، هل مستعدة تخسري ابنك بجد علشان تبلغي همس ؟ بعدين هو يوم واحد مش هنسيبها بس أول ما تروح هنتصل بيها ونبلغها بحيث تكون في بيت أهلها ، تفرح تتنطط براحتها لكن مش هنا وسط الناس دي كلها ، روحي واهتمي بيها وخلي بالك منها وده اللي نقدر نعمله لحد ما نطمن على ابننا يا سلوى .
حطت ايدها على قلبها بحزن : بس دي بتتعذب ، دي بتموت من غيره
رد بعقلانية: وكلنا هنموت بجد لو جراله حاجة ، يبقى نخاطر كام ساعة بدل ما نتحسر العمر كله .
سيف خلص كلامه وبص لهمس : في البداية ماعرفتش ان كريم بلغك وبعدها اعتمدت ان بابا بلغك بس خوفه منعه حتى آية ماقالهاش لأنه خاف ما تعرفش تداري مشاعرها وخاف تقول لحازم ، وأول ما عرفت حالتك ايه جيتلك على طول ، فهمتيني ؟ لو أعرف انك عرفتي من ساعة الحادثة كنت كلمتك بنفسي من ساعتها وطمنتك بس قلت عقبال ما يوصلك الخبر على آخر النهار بابا هيقولك .
بصلهم كلهم وأكد بصدق: صدقوني اللي حصل ده كله كان خارج إرادتي وتخطيطي.
نادر باهتمام : طيب ودلوقتي وصلت لايه ؟
بصله : للأسف سبيدو اتقبض عليه بسرعة جدا معنى كده ان عصام باعه علشان مايكونش في دليل ضده فدلوقتي مستنيين تقرير الطب الشرعي نعرف العربية سليمة ولا اتخربت وبناء عليه هنعرف هنعمل ايه بس مبدئيا طلب عصام من سبيدو اني أشارك وإصراره ده هيعتبر شروع في قتل ومع سبق الإصرار ، ومش هيعرف يطلع منها المرة دي.
همس بصتله بترجي : طيب ما كفاية وبلاش تعاديه أكتر من كده .
بصلها بتعاطف : طول ما هو في مركز قوته هفضل مهدد منه وده وضع مش بحبه ولا هقبله ، لو هو فعلا حاول يقتلني يبقى لازم يتحاسب على القديم قبل الجديد كمان .
وقف وكلهم بصوله فوضح : المفروض أمشي قبل ما النهار يطلع .
فاتن مسكته : يا ابني اقعد معانا ، خليك مستخبي هنا ايه رأيك ؟
ابتسم وربت على ايدها : ياريت يا ست الكل بس لازم أتحرك .
علقت بحب : طيب انت أكيد ما أكلتش ايه رأيك تاكل لقمة معانا ؟ الكل مثّل انه بياكل من شوية فخليهم ياكلوا دلوقتي وانت معانا، – بصت لعلب البيتزا اللي جايبهم وكان داخل بيهم وسألته بحيرة– هي العلب دي بجد ولا فاضية لزوم الشو ؟
جاوبها بابتسامة: لا بجد طبعا وكلهم مليانين .
فاتن راحت ناحيتهم وجابتهم وفتحت العلبة وهي بتقول بحسم : الكل هياكل – سيف حاول يعترض بس هي علقت – همس ما داقتش لقمة من ساعة ما انت رجعتها – سكتت لحظة بتذكر وقالت– لا لا من أول ما اتغدينا واحنا لسه في البيت .
سيف بصلها بعتاب : ايه ؟ مانعة الأكل ليه ؟ ايه علاقة الأكل بالحزن اللي في القلوب ؟
أخد من فاتن علبة وقعد جنب همس بهدوء: ممكن تاكلي بقى لو سمحتي ؟
كانت مكشرة وعايزة تتخانق معاه بس وجود الكل حواليها مكتفها وهو لاحظ ده وفاهم تفكيرها فابتسم : طيب كلي دلوقتي وبعدين اتخانقي معايا براحتك ، خلينا بس نعدي الأزمة دي واللي انتي عايزاه هعمله ، خلاص ؟ بس علشان خاطري كُلي .
خاطر بجدية: وهتزعل ليه؟ انت وضحت أمورك وأكيد غصب عنك ، المهم كل انت كمان يلا وهي هتاكل والكل هياكل الحمد لله انها غمة وانزاحت وانت بخير الباقي كله سهل – بص لبدر- اكل مراتك انت كمان يا بدر يلا .
بدر بصله : والله اهو لسه بقولها ، ها يا هند ؟
هند وافقته براسها فأخد علبة وفتحها وادالها قطعة ، والكل بدأ ياكل مع بعض.
بدر سأل سيف : انت دلوقتي قاعد فين ؟
سيف بصله : في شقة تبع سبيدو .
نادر سأله بقلق : طيب سبيدو مش ممكن يبلغ عصام بمكانك ؟ ما تحط احتمال انه يبيعك لعصام .
جاوبه بجدية : لا لو هيعملها كان عملها من البداية وبعدين سبيدو مفيش أي مصالح له مع عصام أما أنا هو عنده أمل برضه أشارك في أي سباق يعمله فيما بعد حتى لو فور فن.
همس كشرت وقالت بانفعال وأمر: مفيش سباقات ولا بجد ولا فور فن .
بصلها لان لهجة الأمر اللي اتكلمت بيها مش مناسبة بس مش وقته يعلق .
خلصوا عشا وسيف وقف : النهار هينور ومش عايز أخرج في النور – بص لخاطر – عمي هتروح البيت النهارده عندنا ؟
خاطر وافقه : اه يا ابني هروح أنا و أم نادر و…
قاطعه سيف : بلاش همس تروح وقولهم انها تعبانة وماقدرتش تيجي بس بلاش .
كشرت بزيادة : ليه إن شاء الله ؟
بصلها : علشان ما ينفعش تكوني امبارح بالانهيار ده ودلوقتي كده ، بلاش انتي تروحي .
ردت بعبوس : أنا فعلا زعلانة منك فهعرف أمثل اني …
قاطعها: انك ايه يا همس ؟ حبيبتي مش عايزك تروحي ومش عايزك تمثلي انك زعلانة ومش عايزك تزعلي أصلا .
همس بصت للأرض وهي بتحاول تفضل مكشرة بس غصب عنها مش قادرة فحاولت تتكلم بتهكم : أيوة بتخاف عليا أوي حضرتك وعلشان كده سيبتني كل ده وأنا ميتة .
خاطر انسحب وسابهم واقفين قدام باب الشقة يتكلموا براحتهم قبل ما سيف يخرج ويمشي .
سيف بص حواليه لقى كل واحد دخل أوضة وهما الاتنين شبه لوحدهم فشدها لجوا الصالون ووقفوا الاتنين قصاد بعض وهي باصة للأرض بحزن مد ايده رفع دقنها علشان تواجهه وقال بصدق : غصب عني أنا ماكنتش مخطط لأي حاجة يا همس ولو كان عندي خطة كنت بلغتك بيها من البداية أصلا .
عاتبته بصوت مهزوز: بس انت روحت لباباك وبلغته .
عيونهم في عيون بعض وقال بجدية : همس أبويا اتعرض لذبحة صدرية قبل كدا وقلبه ضعيف كان هيروح فيها ، انتي ما شوفتيهوش بعد ما خرج من المشرحة وشاف الجثة المفحمة حالته كانت ايه ولولا لحقته كان لا قدر الله راح فيها .
ردت بسرعة : بعد الشر عليه ربنا يحفظه يارب .
أمن على كلامها : آمين بس خلاص بقى مش عايز أمشي وانتي زعلانة مني .
مسك دراعاتها الاتنين وقربها منه وهي بتكابر فكمل باعتذار : همس بطلي بقى برود كده حقك عليا.
بصت لعينيه وشافت الحب ماليهم وهمست بوجع : أنا افتكرت اني خسرتك وانك روحت مني وحضنك خلاص مش هكون فيه تاني .
همس بحب : أنا جنبك ومعاكي وحواليكي وكلي ملكك مش بس حضني .
رمت نفسها في حضنه وغصب عنها دموعها نزلت ، ضمها هو بكل الحب اللي جواه ومش عايزها تخرج من حضنه تاني ، همس وهو ضاممها : أنا بحبك ، بحبك فوق ما تتخيلي ، فاهمة ؟ بحبك يا همس .
بعدها عنه ببطء كانت دموعها نازلة فمسح دموعها بايديه الاتنين ومسك وشها علشان تواجهه ووعدها بابتسامة : تعدي الأزمة دي على خير وبإذن الله مش هنتفرق تاني عن بعض .
ردت بحزن: مش قادرة أتجاوز اللي حسيت بيه، صعب أوي بجد ، وخايفة أكون بحلم انك قدامي وتختفي تاني
رد بحب: طب تتأكدي ازاي؟ المسيني .
مدت ايدها برعشة وعينيها مثبتاهم عليه وكأنها خايفة يختفي ، مشت ايديها الاتنين على شعره ببطء ونزلت بيها لراسه لعينيه اللي بتسحرها لأنفه جت عند شفايفه واتحرجت تكمل وهو بلع ريقه بشغف فمسك ايديها الاتنين وباسهم بالتناوب ببطء وبيردد بين كل قُبلة والتانية بكلمة بآسف وهي دموعها زي الشلال، قرب منها وحط شفايفه على عينيها اللي غمضتها وباس عينيها برقة وسط ضربات قلبها السريعة ، بعد عنها ببطء وابتسم وردد باعتذار: سامحيني على كل لحظة ألم حسيتيها بسببي النهارده، دموعك أغلى من اني أتسبب فيهم .
ضمته وخبت وشها كله في صدره وهو بيطبطب عليها وهي بتعيط وسايبها تهدا في حضنه ، بعدت عنه بعد فترة بالعافية فقالها ببحة جذابة: أنا ممكن أتهور علشان أثبتلك اني قدامك
مافهمتش قصده واتكلمت وسط دموعها: خليني آجي معاك طيب
ابتسم بهدوء: ياريت بس مش هينفع وأبوكي أصلا لو قلتله كدا مش بعيد يرميني برا ابتسمتله بعيون منتفخة من العياط ومسحت وشها بكمها فابتسم تلقائيا لحركتها البريئة ومد ايده مسح باقي دموعها بخفة وحاول يخفف من الشحنات اللي محاوطاهم : ينفع كدا تعيطي وتبهدلي قميصي ؟
ضربته على كتفه بتذمر فضحك وضمها تاني : بهزر بهزر ، براحتك ولو عايزاني أديهولك كمان ماعنديش مانع
جاوبته بصوت متحشرج: هاته أحتفظ بيه.
رد بعبث: وأمشي كدا قدام الناس وأتعاكس؟
بصتله بعدم فهم وبعدها استوعبت فضمت حواجبها بعبوس وردت: لا طبعا إياك
ضحك ورد : يابنتي أنا أصلا هنزل هركب العربية على طول ، المهم هديتي دلوقتي وأقدر أمشي؟
مسكت قميصه واترجته : خليك معايا لسه ما شبعتش منك .
ابتسم وباس جبينها بعشق: وأنا عمري ما هشبع منك أصلا – بص لعينيها وكمل- ولو هنشبع من بعض كنت قعدت معاكي لكن ولا ساعة ولا يوم ولا سنة حتى كفاية ، أنا عايز العمر كله تفضلي في حضني يا همس ، أنا همشي دلوقتي اتفقنا ؟
مسكت دراعه واتشبثت فيه بلهفة: هشوفك تاني امتى ؟
ابتسملها بحنان : مش عارف بجد بس أعتقد بعد ما نخلص من القصة دي مش هقدر أخاطر تاني – كمل بمراوغة يشوف رد فعلها – أو لو انتي عايزة عادي أخاطر بحياتي أصلا كلها فداكي .
رفضت بسرعة بخوف عليه: لا لا ما تخاطرش بحياتك أبدا ، حياتك أنا عايزاها معايا ، حياتك قلتلي انها ملكي فازاي تخاطر بحياتي معاك ها؟
ابتسم بشغف وداعب خدها : خلي بالك من نفسك .
اخد نفس طويل واخدها وخرجوا من الصالون وفتح باب الشقة ووقفوا قدامه
بص حواليه ماكانش في حد فقرب من خدها وطبع بوسه طويلة عليه وقبل ما يبعد ضمها تاني قبل ما يخرج من عندها وهي فضلت مكانها شوية قلبها خرج من مكانه وراه بعدها دخلت أوضتها اللي كانت فيها أبوها وأمها بيتكلموا مع بعض والاتنين بصولها أول ما دخلت .
فاتن علقت بسعادة: حمدلله على سلامته يا بنتي ، الواحد كان قلبه هيقف من كتر الحزن ، ربنا يحفظه يارب ويجمعكم على خير .
همس قعدت قصادهم بهدوء : يارب يا ماما يارب ، أصلا هموت من الرعب عليه لحد ما الراجل ده يتقبض عليه ويبعد عن حياتنا بقى .
خاطر بصلها باهتمام : يارب يا بنتي على خير ، بس نفترض معرفش يثبت حاجة ضده أو رجالته شالوا الليلة عنه سيف هيعمل ايه ساعتها ؟
همس بصت لأبوها بقلق وحركت كتفها بجهل : مش عارفة يا بابا ، كل اللي أقدر أعمله أدعيله ربنا يرجعه لينا بالسلامة يارب .
أمنوا على كلامها وأبوها قام خرج يسيبهم يرتاحوا .
الصبح كريم وصل مكتبه في الشركة ودخل عليه مؤمن ، بصله وبعدها رجع للاب قدامه وقال بجمود: مش مستعد أسمع واللي عندك وفره لحد مهتم يسمع .
مؤمن قعد قصاده بجدية : أنا عايز أسألك سؤال واحد فقط يا كريم ، يا ترى لو عرفناك باللي حصل كنت هتشارك معانا ؟
جاوبه باندفاع : لا طبعا لان اللي حصل ده كان غلط وكان الصح …
قاطعه مؤمن بهدوء: اننا نبلغ البوليس ، بس كنا هنقولهم ايه ؟ تعالوا احضروا معانا سباق غير قانوني ؟ ولا كان المفروض نتصرف ازاي ؟
كريم بصله بغيظ : كان ممكن نفكر مع بعض ونلاقي حل غير اللي اتسبب في موت شاب بريء .
اعترض بغيظ : مين ده اللي شاب بريء ؟ ها ؟ ده واحد كل يوم في سباق شكل وده أسلوب حياته أصلا وبعدين محدش فينا طلب منه يشارك هو اللي شارك من نفسه ، محدش ضربه على ايده فبطل تحاول ترمي دمه علينا وتحملنا ذنب مش ذنبنا أصلا .
كريم بصله بعمق : من رأى منكم منكرا فليغيره .
مؤمن بصله بغيظ : وده اللي عملناه شوفنا منكر وغيرناه ، السباق ده لعبة كام شاب بيشاركوا فيها؟ اه غلط واه مخاطرة بس كلهم بيشاركوا في لعبة بمزاجهم لكن عصام المحلاوي ده شخص مؤذي بيقتل ويسرق وينهب وعنده استعداد يعمل أي حاجة فمين المنكر اللي يستاهل نغيره ؟ لعبة كام شاب بيلعبوها ولا قتال قتلة وهدام بيوت وشركات زي عصام ها؟ مين أحق نوقفه يا كريم ؟ يعني يا فرحتي كنا وقفنا السباق وعصام شاف طريقة تانية يقتل بيها سيف ده الصح عندك ؟
وقف بغيظ وكمل كلامه : اللي عملته هو الصح ومساعدتي لسيف هي الصح ولو انت شايف ان ده غلط فهنا الغلط عندك انت مش عندي أنا ، الحياة مش أبيض وأسود الحياة فيها درجات كتيرة يا كريم .
سابه وخرج وكريم رمى القلم من ايده وبيفكر في الكلام اللي دار بينهم ، جزء منه مقتنع بتصرفهم وجزء تاني زعلان انهم خرجوه برا اللعبة بس جزء تاني منه مبسوط انهم خرجوه لأنه لو دخل كان هيمنع السباق ده وساعتها بالفعل عصام هيدور على طريقة تانية يخلص بيها من سيف ، يمكن اللي حصل ده في مصلحة الكل .
مؤمن اتصل بإمام المحامي وطلب منه يقابله ضروري واداله عنوان يقابله فيه .
إمام وصل وقابله مؤمن وهناك اتفاجئ بسيف موجود ، ضمه بشوق وفرحة؛ لأنه بيعتبره زي ابنه ، الاتنين قعدوا معاه فهموه كل اللي حصل وقالوله عايزين منه يعمل ايه بالظبط .
إمام خرج من عندهم وراح قابل سبيدو اللي أول ما شافه لف وشه وعايز يخرج بس وقفه : استنى واسمعني .
سبيدو بصله من فوق كتفه : ماعنديش حاجة أقولهالك واللي عايز تعمله براحتك .
جه يخرج بس إمام وقفه بهدوء : استنى واسمع أنا جاي عايز التسجيل اللي عندك .
سبيدو بصله بحيرة : تسجيل ايه ؟ ماعنديش تسجيلات .
ابتسم بثقة: عندك يا سبيدو وبعدين من النهارده اعتبرني المحامي بتاعك بلاش اللي عندك ده .
بصله بتفحص وقعد قصاده : مين قالك اني محتاج محامي أصلا ؟ التاني ده صوري عصام باعته علشان بس يعرف أخباري أول بأول ويطمن على نفسه .
إمام علق باستغراب : ولما انت عارف كده ليه سايبه يمثلك ؟
سبيدو رفع كتفه بلا مبالاة : يمكن لأني مش محتاجه، أو يمكن لاني مأمن نفسي كويس، أو يمكن عايز عصام يطمن أكتر
إمام بصله بانتباه : طيب دلوقتي عايزين منك التسجيل اللي اتفقت عليه ، الاسم مقابل التسجيل .
سبيدو فكر شوية : صيغة الجمع دي عايدة على مين ؟
– الاتنين اللي اتفقت معاهم وهما اللي باعتيني ليك .
رد بتفكير : عايز أعمل مكالمة وأكلم عصام أطلب منه باقي فلوسي علشان بس الموضوع يمشي طبيعي ، كمان عايز أسمع منه هل لعب في العربية ولا لا؟ عايز أسمع هيقول ايه ؟ تقدر تخليني أكلمه ؟
إمام سأله باهتمام : انت عارف اني أقدر بس هل انت محتاجني أساعدك تكلمه ؟ ولا ده اختبار ولا ايه ؟
ابتسم بثبات: اعتبره اختبار .
إمام وقف : شوية وهخليك تكلمه ، سلام مؤقت .
خرج واتصل بسيف : سبيدو عايز يكلم عصام يطلب منه باقي فلوسه .
سيف : طيب وفين المشكلة ؟
وضحله : مفيش بس دلوقتي تقرير الطب الشرعي هيطلع ولو طلع فانت مش في أمان إلا لو عصام اتقبض عليه والموضوع ده ممكن يطول يا سيف .
سيف بحيرة : يعني ايه المطلوب دلوقتي ؟
إمام : البوليس يكمل معانا اللعبة دي ، أصلا الصبح هيتعرف ان مش انت اللي في العربية وساعتها عصام هيعرف فخلينا نكسب وقت وندخل البوليس لعبتنا بحيث حتى لو التقرير طلع مش هيتعرف ونوقع عصام بشكل قانوني ، ده الصح والأفضل .
نادر راح شغله وهناك قابل شذى اللي أول ما شافته نادت عليه بس تجاهلها وكمل طريقه فوقفته بدلال: بكلمك يا دكتور نادر .
نادر وقف وبصلها بنفاد صبر : عايزة ايه يا دكتورة ؟ نعم ؟
قربت منه واتكلمت ببراءة مصطنعة : بس كنت عايزة أطمن على أختك، حالتها ايه بعد ما خطيبها مات ؟
بصلها بغيظ واتمنى لو يقولها ان سيف عايش علشان بس يشيل الابتسامة السمجة من على وشها .
شذى بشماتة : وصلها تعازيا وقولها معلش بس في بنات كده وشهم فقر أول ما بيدخلوا بيت بينحسوه – حطت ايدها على بوقها وكملت بتهكم- اوبسس ، بس دي لسه حتى ما دخلتش وجابت أجل خطيبها شخصيا – ضحكت باستفزاز- معلش يمكن العريس الجاي يعمر معاها شوية .
تمالك نفسه بالعافية وقرر ما يردش عليها ففهمت ان غضبه مسيطر عليه ومش عارف يرد عليها ابتسمت وبصتله من فوق لتحت ببرود : الظاهر انكم عيلة منحوسة ، هدعيلكم .
سابته ومشيت ، أخد نفس طويل انه قدر يسيطر على نفسه وماردش عليها بس الأيام بكرا هترد عليها والرد هيخرسها تماما .
خلص شغله واتصل بملك طلب منها يقابلها ، اتقابلوا وأول ما شافها سلم عليها ومسك ايدها ، شاور على ترابيزة هادية : تعالي نقعد هنا .
قعدت بعدها بصتله : طمني على همس ، كانت منهارة تماما ، حالتها عاملة ايه ؟
رد بحزن : هتتخطى الموضوع بإذن الله – غير الموضوع لأنه مش عايز يكذب عليها – المهم أنا كلمتك مش عايز أتكلم عن همس .
سألته باهتمام : عايز تتكلم عن ايه ؟ ولو مش حابب تتكلم خالص خلينا ساكتين .
ابتسم بحب : عايز أتكلم عن ملك ونادر ، ملك عندها أسئلة ونادر هنا علشان يجاوبها ، اسألي يا ملك براحتك .
ابتسمت بس اتراجعت بسرعة : مش وقته يا نادر دلوقتي؛ أختك بتمر بأزمة خليها الأول تفوق منها وبعدها نتكلم ، احنا مع بعض .
أخد نفس طويل قبل ما يرد عليها بحذر : ملك أنا مش عايز اللي حصل قبل كده يحصل تاني ونختلف علشان أسباب واهية أو مالهاش لزوم فخلينا نقف جنب بعض ونكون كتاب مفتوح قصاد بعض ، انتي عندك أسئلة كتيرة وأنا هنا علشان أجاوبك عليها ، مش عايز أضيع وقت أكتر من كده ، الحياة للأسف مش بتستنى حد وبتديلك فرصة ولما ما بتستغلهاش صح بتاخدها منك بقسوة ، خلينا ناخد فرصتنا يا ملك.
ابتسمت ولقت نفسها بتقوله : ولو أنا مش مهتمة أعرف عن ماضيك ويهمني حاضرك دلوقتي وبس ؟
ابتسم : هكون مبسوط أكيد بس الماضي بيشكل الحاضر وأنا ماضيّا شكل فيا كتير أو للأسف شكل الشخصية اللي قدامك دلوقتي ، أنا ماكنتش كده أبدا .
سألته وهي بتسند على ايدها بحب : امال كنت ازاي ؟ نادر احكيلي انت عن نفسك ما تستناش مني أنا أسئلة .
أخد نفس طويل قبل ما يحكيلها كل حاجة من ساعة ما بسمة دخلت عنده بنظارتها السودا لحد ما قلبها وقف وحياتها انتهت ، سكت شوية بعدها بص لملك بحزن : بسمة كانت جميلة وبريئة وشدتني ليها بعنادها وتمردها على الطب والأطباء وحبيتها فعلا ، ويمكن كمان تعاطفي معاها ومع يأسها من الحياة شدني أكتر ، كنت مصمم اني أخليها تشيل اليأس ده وتفتح قلبها وايديها للحياة من تاني ، وتابعت معاها حالتها اللي كانت مبهمة ومش واضحة وشغفي بالطب ولّد عندي إصرار أكبر على اكتشاف حالتها ومساعدتها ، ومن هنا بدأ تعلقي بيها وحبي ليها وهي ساعدتني على الحب ده لأنها كمان اتعلقت بيا وحبتني وبقيت أنا بطلها أو منقذها بالأصح ، وعشت معاها حالة حب جميلة بس للأسف كانت قصيرة وقصيرة جدا كمان ، وخصوصا بعد ظهور ابن عمها اللي حاجزها من زمان ومطالبته بالجواز منها وموافقة أهلها ، وافترضت وقتها انها خدعتني وكذبت عليا وانها كانت بتتسلى بيا لحد ما ابن عمها ده يتقدم رسمي ليها ، وأما سألتها قالت انها كانت ناسية ، وحجتها دي اعتبرتها أنا وقتها هبلة واستهتار بيا وبذكائي، قال ايه؟ نسيت انها مخطوبة لابن عمها ، هو في واحدة تنسى انها مخطوبة ؟( كان بيحاول يأكد لنفسه قبل ملك تبريره بالتخلي عنها ) وبدأ زعلي منها وغضبي عليها يكبر وبدأت أبقى غبي في قراراتي وتصرفاتي معاها لحد ما جت تكشف تاني لانها تعبانة وأنا استنكرت ده وافترضت انها بتحاول تكمل خداعها ورفضت أكشف عليها أو على الأقل أحولها لطبيب ثقة ، وبعدها ببساطة وهدوء ماتت وخسرت حياتها وأهلها خسروها ، بعد كدا عرفت ان كان في سوء فهم فعلا وان هي رفضت ابن عمها ده فعلا لما فاتحها بالموضوع وبلغته في ساعتها برفضها لكن هو أقنعها انها ما تتكلمش وقتها في الموضوع وتسيب عرضه على حاله على الأقل قدام أهلهم، وهو اللي طلع واطي وأنكر رفضها زمان ،
وعرفت اني ظلمتها واني كنت متسرع علشان ماسمعتهاش وعرفت كمان اني ما حبيتهاش كفاية وإلا كنت غفرت أو على الأقل اديتلها فرصة تشرح وتثبت اللي هي بتقوله بس أنا كنت متحفز وبشكك في كل كلمة هي بتقولها ، بس غصب عني ياملك أنا راجل ازاي أقبل اني أحب واحدة وهي لابسة دبلة حد تاني؟ كرامتي ورجولتي يمنعوني ،فضلت كدا ببعدها لحد ما اليأس رجع واتمكن منها وماتت قبل ما تموت ، هي كانت ميتة وهي عايشة وهي بتقول اللي حصل ومحدش مصدقها ولا أهلها ولا حبيبها ، هي دي بسمة الله يرحمها وهي دي حكايتي معاها ( بصلها وواجه عينيه بعينيها ) بصي يا ملك أنا اه اتعلقت بيها وحبيتها واه موتها دمرني بس اكتشفت مع الوقت ان بسمة كانت غلطة في حياتي ، الأصح مش هي الغلطة لكن قربي منها هو الغلطة مش المفروض ولا الصح أبدا ان دكتور يتعلق بمريض عنده ، تعلقي ببسمة شوش حكمي يمكن لو عاملتها كدكتور فقط كنت قدرت أنقذ حياتها، يمكن كانت تبقى عايشة دلوقتي ؟ الصراحة مش عارف بس اللي عارفه اني فشلت فشل ذريع كدكتور معاها ، غير كده أخدت فترة طويلة بعد وفاتها وأنا معتقد أو مقتنع ان موتها وفقداني ليها قتلني بس مع الوقت ومن خلال شغلي بعد كده عرفت ان ضميري هو اللي معذبني ، أنا اتخليت عنها ، اتهمتها انها بتمثل وجعها ، رفضت أعالجها واتهمتها انها بتضحك وبتستغل مرضها فهي سافرت ، ولحد الآن بلوم نفسي لأني لو سمعت كلامها أو سمعت كلام أبوها وعملتلها الأشعة كنا ممكن اكتشفنا مرضها بشكل أوضح واتعالجت، لما شوفتك قلبي دقلك معرفش ليه بس انجذبتلك وحسيت باختلاف بين مشاعري تجاهك وتجاهها، معرفش ازاي بس ده اللي حصل – اتنهد بارتياح لما قال كل حاجة عن ماضيه وبصلها – بس يا ستي دي حكايتي ومأساتي مع بسمة .
علقت بتأثر : هي فعلا كانت مأساة ، بس أعتقد ان الغلط الأكبر كان منها لأنها ماكانتش صريحة حتى مع عيلتها من البداية وده اللي وقعها في كل المشاكل دي.
علق بتفكير : ومين فينا بيكون صريح طول الوقت ؟ كلنا عندنا أسرار بنحب نحتفظ بيها لنفسنا.
قالتله بهدوء : أنا ماعنديش أسرار محتفظة بيها عنك يا نادر ، انت تقريبا عرفت كل ماضيّا بحلوه وبمره بس للأسف ماضيا مش حلو كان عبارة عن غباء في غباء فقط .
مسك ايدها ورد بثقة: وأنا مش مهتم غير بملك اللي شايفها قدامي وشخصيتها دلوقتي ، قلتلك الماضي بيشكلنا فماضيكي شكّل شخصيتك دلوقتي وأنا بحب الشخصية دي بكل مافيها، فهي خطوات بنمشيها لحد ما بنوصل لنصيبنا وللمكتوب والحمد لله ان خطواتك وصلتك ليا .
رددت زيه بابتسامة: والحمد لله ان خطواتك وصلتك ليا.
ابتسم واتراجع ودارى فرحته علشان الوضع اللي أهله فيه فحمحم ومسك المنيو : تحبي تاكلي ايه؟ أنا واقع من الجوع يا ملك .
بصت لساعتها بقلق : انت واثق ان عندك وقت تاكل معايا ؟
استغرب : انتي وراكي حاجة نقوم ؟
نفت بسرعة : لا لا مش القصد ، بس أقصد علشان همس لو عايز تكون معاها فأنا متفهمة ده ، خليك جنبها الفترة دي وأنا معاك في أي وقت .
ابتسملها بحب : همس معاها البيت كله وأنا لما أروح هكون معاها برضه ، بعدين أنا بستمد منك جرعة تقويني وتخليني أتحمل كل اللي بيحصل حوالينا ، أنا محتاج تواجدك معايا يا ملك .
حست ان قلبها بيرقص من الفرحة وأكدت: وأنا محتاجالك في حياتي أكتر مما تتخيل .
ابتسم وبص للمنيو : يبقى ناكل مع بعض قبل ما نروح ، ها هتاكليني ايه ؟
ابتسمت وشدت المنيو من ايده : هتاكل على ذوقي يعني؟ خليني أشوف طيب .
قعد جنبها وبص معاها في نفس المنيو وبدأوا يختاروا مع بعض وإحساس بالرضا ماليهم .
خلصوا أخيرا وقاموا خرجوا برا بعدها بص حواليه يشوف عربيتها فين بس مش لاقيها : انتي راكنة فين ؟
ابتسمت : طلبت اوبر ماجيتش بعربيتي .
بصلها بمغزى : أخيرا هوصلك بنفسي ؟ – مسك ايدها وشدها لعربيته وهي بتضحك من جنانه – اركبي يلا .
فتح الباب وهي دخلت واستقرت وهو بعدها ركب مكانه وبصلها : لو قلتلك اني مش عايز أوصلك وعايزك تفضلي معايا على طول هتقولي ايه ؟
ابتسمت بخجل واستغربت؛ لأنها مش الشخصية الخجولة دي بس كل الأحاسيس دي جديدة عليها : هقولك مش هينفع انت لازم تكون جنب عيلتك في الظروف دي .
أخد نفس طويل بيحاول يفكر نفسه كل شوية انه لازم يهدا عن كده وإلا هيكشف سيف ، غير الموضوع وسألها : انتي ليه مهتمة أوي بتواجدي جنب همس ؟ يعني الحب بيخلينا أنانيين شوية وكل واحد عايز حبيبه معاه بغض النظر عن أي ظروف أو أي حد تاني.
ابتسمت بحزن وبصت قدامها : يمكن لأني جربت الانهيار والحرمان والخسارة مرة بعد مرة ونادر أخويا كان أكتر حد بيقف جنبي وأكتر حد بستمد منه القوة اللي بحتاجها علشان أقف على رجليّ من تاني – بصتله وكملت – تقدر تقول اني عارفة دور الأخ لما يكون سند بجد لأخته في أزمتها فعايزاك تكون انت كمان الأخ ده ، اللي أخواته البنات بيجروا لحضنه يستمدوا قوتهم منه .
ابتسم وأخد نفس طويل : هو أنا قلتلك اني بعشقك يا ملك ؟ بحبك فوق ما تتخيلي وحبي ليكي اتضاعف ألف مرة بعد كلامك ده ، بس أحب أطمنك ان الحمد لله فضل ونعمة ان أخواتي البنات في حضني دايما ومش بتخلى عنهم وهما الاتنين عارفين ده كويس ، أنا صاحب ليهم مش بس أخ ، المهم صح انتي رجعتي بيت أبوكي ولا لسه عند مامتك؟ وليه روحتي عندها وانتي مش بترتاحي معاها ؟
ابتسمت : رجعت ما تقلقش ، وروحت علشان كنت متضايقة شوية وعايزة أكون لوحدي بس نادر ما سابنيش وجالي هناك ودلوقتي رجعت وسطهم .
علق باهتمام : أخوكي بيحبك وبيهتم بيكي وسامحيني لو قلت غير كده بس كنت في حالة نفسية مش مظبوطة وكنت متضايق وضيقي طلع عليه .
بصت لعينيه : مين اللي كان مضايقك أو ايه اللي مضايقك ؟
دور عربيته واتحرك : كان ظرف وراح لحاله ، أصلا انتي من النهارده اتعودي ضيقي وغضبي اللي بدون مبرر ، لأني ممكن أكون خسرت حالة ، أو شخصت حالة مالهاش علاج أو أي حاجة زي كده كفيلة تقلب مزاج الواحد فانتي دايما افترضي ده لحد ما أفهمك بنفسي ايه اللي مغير مودي .
ابتسمت واسترخت على كرسيها : اتفقنا يا حبيبي .
ساق بصمت وهي قعدت مستمتعة بالصمت ده ومكتفية بوجودها جنبه .
أخيرا نادر قطع الصمت بسؤاله : حبيبتي انتي ما قلتيش عنوانك ايه ؟ أنا سايق وخلاص!
ضحكت وقالتله عنوانها ، سندت على كتفه والاتنين حاسين بطمأنينة غريبة أول مرة يحسوها ، إحساس بالاكتفاء كل واحد فيهم مكتفي بوجود التاني جنبه ومش عايز أكتر من كده .
وصلوا للمكان وهي وصفتله الطريق لحد ما وقف قدام الباب وبصلها : هشوفك امتى تاني ؟ أصلا مش عايز أسيبك تمشي وتبعدي عني .
قلبها نبضاته بتزيد بكل كلمة بيقولها وبكل حركة بيعملها وبكل نفس بياخده قريب منها ، دلوقتي بس فهمت يعني ايه قرب الحبيب ، دلوقتي قدرت إحساس كريم وأمل وخوفه عليها ، دلوقتي هي كمان قلبها بقى ملك لغيرها ، دلوقتي بس امتلكت قلب يحبها هي وبس ، عايزة تصرخ بصوتها كله وتعلن حبها للعالم كله .
انتبهت على نادر بيكلمها : وصلتي لفين ؟ بقولك هشوفك امتى تاني ؟
رفعت كتفها بحيرة : مش عارفة ، وقت ما تكلمني نشوف ظروفنا ايه ؟
نزلت من العربية وهو معاها ووقفوا قصاد بعض : هتوحشيني لحد ما أشوفك تاني .
ابتسمت : وانت كمان .
نادر قرب منها ولاحظ إحراجها وخصوصا لما هربت من عينيه وبصت للأرض ، مد ايده بعد شعرها عن وشها ورفع وشها وهمس : وأنا كمان ايه ؟
همست : هتوحشني .
اتقابلت عيونهم في نظرة طويلة وهو لسه ايده تحت دقنها علشان ما تهربش من عينيه ، لقى نفسه تلقائيا بيقرب من وشها وعيونهم متعلقين ببعض بس انتبهوا الاتنين على حمحمة وصوت أخوها اللي لمحهم من بلكونته فنزل يقابلها بس لما طولت خرجلهم .
ملك اتفاجئت وبعدت خطوة عن حبيبها بكسوف أما الشابين فعيونهم اتقابلوا بنظرة فيها تحذير من طرف وتحدي من طرف .
أخوها قرب وحط ايده حوالين أخته بتملك : دكتور نادر ازيك ؟
نادر ابتسم ولاحظ حركته دي وفهم رسالته ان دي أخته وتخصه هو أكتر : أهلا يا باشمهندس ، أخبارك ايه ؟ وعمي صحته عاملة ايه ؟
جاوبه : الحمد لله بخير ، اتفضل تعالى جوا.
نادر رجع خطوة لورا ورد : لا وقت تاني ، دلوقتي لازم أروح البيت .
وقفه أول ما قال البيت لأنه افتكر ان همس خطيبة سيف فسأله باهتمام: أختك أخبارها ايه ؟ أنا روحت هناك بيت الصياد بس ما شوفتكش هناك !
نادر اتوتر لان الكذب بيزيد : النهارده نزلت المستشفى كان عندي عمليات مش هقدر آجلها أكتر لان الحالات كانت صعبة .
أخو ملك بتعاطف : اللي حصل أثر في الكل ، ربنا يكون في عون أختك يارب ويصبرها .
بعد خطوة علشان يمشي : اللهم آمين ، أشوفكم في وقت تاني إن شاء الله وفي ظروف أفضل من كده .
انسحب بسرعة ركب عربيته واتحرك ، نادر أخد أخته ودخل وبصلها : اتأخرتي .
بصتله بابتسامة : أكلنا مع بعض .
بصلها باستغراب : أكلتوا ؟ تخيلت انه هيتواجد مع أخته أكتر من كده !
دافعت عنه : هو متواجد معاها بس كان لازم نتكلم ، بس وضحتله اني مقدرة ظروفه وبراحته الفترة دي يكون مع أخته .
ابتسم بتقدير : برافو عليكي ، أيوة ما تضغطيش عليه هو حاليا عيلته محتاجاه أكتر .
مؤمن اتصل باللواء أسامة جابر وطلب يقابله وراحوله البيت هو وسيف والمحامي إمام ، استقبلهم أسامة ومؤمن تولى تعريفهم ، وصل عند سيف وأول ما سمع اسمه استغرب شوية بعدها علق : هو مش انت الصياد اللي ….
قاطعه بهدوء : أيوة أنا .
مؤمن كمل : وده السبب اللي طلبت أقابلك علشانه .
قعدوا مع بعض حكوا الموضوع من البداية ، من بداية اكتشافهم لحازم اللي بيتجسس لصالح عصام لغاية السباق واللي حصل فيه .
سمعهم باهتمام لحد ما خلصوا : طبعا موضوع التجسس وضرب الشركة ده مش هنقدر نثبته ولا هنقدر نلوم عصام عليه ، لكن لو ثبت ان العربية اتخربت بفعل فاعل وسبيدو قدر يثبت التهمة على عصام ساعتها هيتهم بالشروع في قتلك وكمان هيتعاقب على قتل الشاب اللي مات في العربية لكن لو ماعندهوش دليل فهنا عصام هيخرج منها ببساطة كمان .
سيف وضح : سبيدو سجل أول مكالمة ليهم وهو بيوعده بالمليون لو قدر يقنعني بالمشاركة وكمان تسجيل لأول مقابلة ليهم وهو بيديله نص الفلوس و وعد بالنص التاني بعد السباق .
أسامة بجدية : بس حتى ده لوحده مش كفاية ، يعني انه يشجع حد يشارك في سباق مش جريمة .
إمام باستفسار : لو تقرير الطب الشرعي قال ان العربية اتخربت مش ده يدين عصام ؟
حرك راسه برفض : ماهو ممكن أي حد تبع سبيدو و ممكن سبيدو نفسه ؟ ايه اللي يثبت ان عصام اللي خرب العربية لو هي فعلا اتخربت ومش تهور سائق ؟
مؤمن بضيق : حضرتك بتقفل كل الطرق في وشنا ليه ؟
أسامة بصله : مش بقفل لكن مش عايز تحط آمال وفي الآخر تتصدم لما تلاقي عصام خارج من الموضوع كله بدون أدنى خسارة ، لو عايز تكسب لازم تحط كل الاحتمالات قدامك .
إمام بصلهم : مبدئيا لازم تقرير الطب الشرعي ان اللي في العربية مش سيف لازم يتأخر ومحدش يعرف نتيجته .
أسامة بجدية : دي أسهل حاجة في الموضوع كله ، المهم دلوقتي سبيدو هل عنده أدلة تدين عصام غير التسجيل للمكالمة وللفلوس ؟
سيف سأل : طيب هو تسليمه الفلوس لسبيدو ما يثبتش ؟
أسامة جاوبه ببساطة : واحد بيدي فلوس لواحد بتاع مراهنات اه ده غلط بس كل الأمور دي بسيطة حتى لو أدانته لكن بكفالة هيخرج ، لازم دليل قوي يحبسه .
إمام بصله: يبقى كده كل الورق في ايد سبيدو ولازم نسيبه يتحرك ويجيب التسجيلات دي ويكلم عصام يمكن يقدر يوقعه بالكلام انه لعب بالعربية .
أسامة بثقة : يطلع تقرير العربية وساعتها نتحرك على نور كلنا .
الصبح الكل مستني تقرير العربية هل اتلعب فيها ولا تهور السائق اللي عمل الحادثة؟ لان ده أساس قضيتهم وبدونه عصام هيخرج من الليلة دي ومش بعيد يحاول يقتل سيف من تاني بس مش هيسيب الموضوع للظروف زي المرة اللي فاتت .
عصام جاله تليفون رد عليه بسرعة : ها طمني التقرير فيه ايه ؟
– مبروك يا باشا التقرير قال ان الحادثة نتيجة تهور السواق والعربية سليمة مية في المية .
عصام وقف بفرحة : انت بتتكلم بجد ؟ محدش عرف حاجة ؟
رد : أيوة يا باشا ، الراجل بتاعنا سلمني نسخة من التقرير واهو معايا .
قفل معاه وقعد على مكتبه بابتسامة وتخيل نفسه قاعد على رأس شركة الصياد وتخيل كمان يحط ايده في ايد شركة المرشدي ومع الوقت ممكن يقدر يعمل اللي عمله في شركة الصياد ، ليه لا؟ الموضوع بس محتاج لنفس طويل وصبر وذكاء ، ضحك بشر لان أفكاره حطته فوق شركة المرشدي كمان .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جانا الهوى)