رواية ثقافة القوة الفصل الثاني 2 بقلم لولو الصياد
رواية ثقافة القوة الجزء الثاني
رواية ثقافة القوة البارت الثاني
رواية ثقافة القوة الحلقة الثانية
صرخت وبكت بإسمه كثيرًا علها تكون مزحة منه، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فقد مات أبيها، وانتهى مشوار حياته إلى الأبد منبوذ، ووحيد من أقرب الناس إليه،
كانت تنظر إلى جسده المغطي بشرشف أبيض، وهي تتمنى من كل قلبها أن يكون ما تعيشه هو مجرد حلم، فاقت من شرودها على صوت والدتها، وهي تقول
الام: أنا كلمت أهل ابوكِ زي ما وصاني، وبلغوني إنهم جايين ياخدوه يدفن هناك في الصعيد.
لم تفتح فهمها، ولم تعلق بشيء نهائيًا.
مرت ساعات ووصل عدد كبير من الرجال، يرتدون الزي الصعيدي وقفت هي بكل شموخ، وقالت :
لينا : اهلا بيكم في بيت الدكتور سليم عامر، أبويا.
إقترب منها رجل في الأربعين تقريبًا من العمر وقال بحزن : البقاء لله، أني عمك قاسم، وابوكِ يبجي أخوي.
مدت يدها إليه وقالت : حياتك الباقية، وعارفه إنكم جايين هنا بس عشان بابا يدفن في الصعيد بس قبل كل ده ليا شرط.
نظر لها الجميع بتعجب فتلك الفتاة تمتلك قوة كالرجال، وكأنهم يروا سليم أمامهم.
العم : شرط إيه يا بتي؟
لينا : أنا، وماما جايين نحضر العزا.
العم : طبعًا.
لينا : تمام، واحنا جاهزين.
كانت الأم تبكِ ليس فقط لأنه زوجها، وإنما حبيبها، وصديقها، ووالدها كانت تتذكر كل لحظاتها معه لم يغضبها يومًا، كان لا يرى سواها، ويثق بها، ويدفعها إلى الأمام.
نظرت لينا إلى والدتها وضمتها اليها، وهي تقول : بابا الله يرحمه دلوقتي يزعل عشان دموعك دي، وكمان أنا معاكِ أوعى في يوم تفكري إني هخليكِ تحسي بأي حاجه وحشه، بابا دايمًا كان يوصيني، ويقول عزة أمانة عندك لو جرالي حاجه وانا بوعدك إن اللي يقرب منك امحيه من علي وش الدنيا.
الأم : ربنا ما يحرمني منك.
وصل الجميع إلى الصعيد، واشاروا لها بالدخول إلى الحريم، لم تكن لينا محجبه، ولكن ملابسها محتشمة وفضفاصة، ولكن اشتعلت النار بداخلها وهي تسمع العويل، والصراخ على والدها.
دخلت بخطوات سريعة إلى الداخل وهي تصرخ بكل قوتها : اخرسوا، إياك أسمع واحدة بتصرخ تاني فاهمين؟
حينها اقتربت منها إحدى النساء تقول بغضب : إنتِ مين؟
لينا بكل فخر : أنا لينا سليم عامر، ومش هسمح لأي حد يخلي أبويا يتعذب في قبره فاهمين.
وجدت إمرأة عجوز تنادي عليها وتقول : جَرِبِ.
اقتربت منها لينا، وخلفها والدتها التي لاحظت نظرات الكره من تلك المرأة التي كانت تتحدث إلى ابنتها.
لينا باحترام : نعم.
أمسكت العجوز بيدها، وضمتها إلى صدرها، وهي تبكِ بقوة، حينها أدركت لينا أنها جدتها فرفعت يدها، وضمتها إليها وقالت لها بهمس : بابا دايمًا كان يقول أمي غير الكل، وإنه مسمحك، ومش زعلان منك، وإنه عاوزك تدعيله دايمًا، وقالي لو صادف وشفتك أقولك إنه اشتاق لضمة صدرك.
حينها بكت الأم أكثر، وأكثر فابتعدت لينا وقالت لها وهي تشير إلى والدتها: أعرفك بماما دكتورة عزة.
اقتربت عزة، وقبلت يد العجوز بإحترام، وقالت : سليم كان نفسه يشوفك.
الجدة وهي تجلسهم إلى جانبها: شامة فيكم ريحه ولدي الله يرحمه كسر جلبي.
لينا، وهي تضمها : بابا أدى رسالته، والحمد لله كان يعرف ربنا ادعيله يا تيته وبس.
حينها اقتربت تلك المرأة منهم ثانية، وقالت بغضب : إنتم إيه اللي جبكم دلوك؟ ومين سمح ليكم تخشوا دوار العمايرة.
وقفت لينا وردت بسخرية: إنتِ مين عشان أجاوب عليكِ أصلًا؟
ردت المرأة بغضب : أني خديجة مرت عمك، وبت خالة ابوكِ.
لينا : آه ،يعني مش مالكة البيت، ولا هما عينوا حضرتك حارس للبيت.
حينها رفعت المرأة يدها لتصفعها على وجهها، ولكن لينا أمسكت بيدها، وهي تقول بحدة : مش أنا اللي يمد حد إيده عليا أنا بنت سليم محمود عامر، واللي يفكر بس يرفع إيده عليا اقطعها له.
في تلك اللحظة دخل الجد، وخلفه ولده قاسم زوجها فقد انتهوا من الدفن.
الجد : في إيه؟
حينها نفضت لينا يد تلك المرأة بقوة وسألت العم : بابا ادفن خلاص؟
اشار لها العم بنعم
فقالت لينا لجدتها، وهي تقبل يدها : هجيلك تاني، ومحدش هيمنعني ده وعد مني.
ونظرت إلى والدتها وقالت : يلا بينا.
حينها قال الجد بصوت قوي: الحريم تِروح دارها.
ونظر إلى لينا بعد خروجهم، وكأنه يرى أمامه ولده الميت الذي حزن بشدة لفارقه، وسامحه منذ فترة كبيرة.
الجد : مش هتسلمي علي، ولا إيه يا بت العمايرة؟
لينا وهي تقترب منه وتقول بقوة : لأ.
صدم الجميع بردها حتى والدتها التي قالت بحدة : لينا عيب.
لينا بحزن، وقهر: عيب، لأ يا ماما بابا مات من حزنه حاول كتير يصالحه، وكان مقهور إنه وحيد، ولما مات بس افتكروه عاوزني دلوقتي أنسى حزن بابا لأ، وألف لأ.
الجد : من العمايرة صوح راسك يابس كيف جدك، بس مين جال إني مسامحتش ولدي؟ سامحته من زمن، واتكسر ضهري بموته.
لينا : الكلام دلوقتي مالوش لازمه، أنا همشي، وهرجع تاني لاني زي ما قلت بلسانك من العمايرة.
………
علي الجانب الاخر بالقاهرة
وبالتحديد في إحدى الشركات الخاصة التابعة لأحد المهندسين، ويدعي اسماعيل كان رجل يتسم بأنه يعشق النساء، رجل لا يعرف اي شيء عن الدين، كل ليلة مع إمرأة بل، وأحيانًا يقوم باغتصاب من ترفض أن تكون له، كانت هي أمل فتاة من أسرة مصرية بسيطة تعمل مهندسة بتلك الشركة منذ شهر تقريبًا كانت جميلة بحجابها، ووجهها الأبيض الدائري، ووجنتها الحمراء مثل حبة الفراولة، وعيونها البنية الجميلة، وملابسها الفضفاضة التي لا تبين جسدها
هذا الصباح، وعلى غير العادة قبلت واحتضنت والديها بقوة فهي وحيدتهم، وأملهم بالحياة، كان بداخلها شعور قوي أن اليوم سيكون مختلف، وستتغير حياتها به لا تعلم لماذا؟
وصلت إلى الشركة وطُلب منها أعمال كثيرة، حتى أنه انتهى الدوام، وهي ما زالت تعمل.
كانت تحاول أن تنهي عملها سريعًا، ولكن فجأة دخل عليها عامل البوفيه، واخبرها أن السيد اسماعيل يريدها بمكتبه بالحال.
تركت ما بيدها، واتجهت إلى مكتبه وطرقت الباب، وسمح هو لها بالدخول
أمل : مساء الخير يا فندم حضرتك طلبتني.
إسماعيل بخبث : أيوة اتفضلي اقعدي.
جلست أمل علي كرسي أمام مكتبه، ولكنه وقف ودار حول مكتبه وهو يسألها : خلصتي الشغل اللي وصلك؟
أمل : إن شاء الله نص ساعة، وأكون خلصت.
حينها وجدته يضع يده على كتفها، انتفضت أمل واقفة، وهي تقول بحدة : إنت بتعمل إيه؟
اقترب منها اسماعيل سريعًا، وكبل يدها، وهو يحاول الإعتداء عليها صرخت بقوة، صرخه لعل أحداً ينجدها، وبالفعل دخل العامل، وحين حاول تخليصها قام إسماعيل بدفعه بقوة فسقط أرضًا غارقا بدمائه، بعد أن ضُربت رأسه في منضدة من الزجاج.
شعرت أمل بالصدمة وتيبست قدمها فقد قتل الرجل، واقترب منها ثانية، وهو يحاول مره أخرى أن يغتصبها، وجدت أمامها تلك الاداة التي يفتح بها أي ظرف فامسكت بها، وطعنته بقلبه مباشرة فسقط أرضًا، ومات بالحال.
نعم قتلته، وليست نادمة على شيء فهو دفاع عن شرفها.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ثقافة القوة)