روايات

رواية تولين الفصل التاسع 9 بقلم أسما السيد

رواية تولين الفصل التاسع 9 بقلم أسما السيد

رواية تولين الجزء التاسع

رواية تولين البارت التاسع

تولين
تولين

رواية تولين الحلقة التاسعة

كان يجلس بمكتبه بالشركه الخاصه به.. مستندا برأسه للخلف..
فاق علي دق الباب..
دخلت سكرتيرته…
ياأفندم أستاذ سامي…
عاوز يقابل حضرتك بيقول في معاد سابق..
تحمس واعتدل بجلسته وقال مسرعا..
طب بسرعه.. بسرعه دخليه…
دخل سامي وسلم عليه…
وطلب له فنجانا من القهوه…
ها ياسامي.. قولي عرفت طريق الحقيره دي فين..
اخذ سامي.. نفسا..
أهدي يافايز بيه… انا قدرت أوصل للشقه اللي كانت فيها..
بس للاسف كانت عزلت.. البواب قالي كدا..
والشقه فعلا باسمها..
دا غير الرصيد اللي بالبنك…
وكمان..
أمره بعصبيه..
انطق كمان ايه…
ياأفندم انا عرفت انها كانت مراته علي سنه الله ورسوله…
ومن سنتين كمان مش واحده من الشارع…
وكمان مخلف منها طفل عنده عشر شهور دلوقت..
.. ضرب علي مكتبه بقوه..
قائلا…
ازاي. …. ازاي…
قدر يخدعني سنتين بحالهم..
انا عاوزك تجيبهالي من تحت الارض..
انا مش هسمح…
لوحده وسخه زي دي هي وابنها اللي مش عارف جيباه منين….
ان يكوش علي شقي عمري…
فاهم…
فزع الرجل وقال.. بس.. ياباشا..
دا يبقي حفيدك.. ازاي عاوز تتخلص منه….
اقترب منه وامسكه من قميصه بحده..
انا مليش أحفاد انت فاهم..
مش بعد السنين دي كلها تيجي حتت بت حقيره زي دي تربيه شوارع….
تكوش علي شقي عمري..
ودفعه بغضب قائلا…
اللي قلتلك عليه تنفذه وانت ساكت.. فاهم..
عاوز أعرف كل حاجه عن الوسخه دي…
🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷
كان يجلس بشرفه غرفته علي الارجوحه يحتسي فنجانا من القهوه…
شاردا بمعذبه قلبه التي تقطن الغرفه المجاوره…
فجأه…
رائحه عطرها المميزه غزت جلسته.. أسكرته…
ثواني ووجدها تخرج الي الشرفه تتأمل قطرات… المطر التي تسقط ببطء مهلك كطلتها…
نظرت يمينا فوجدته جالسا ينظر لها ببطئ وصمت أربكها…
باتت تخشي نظراته التي تشعرها بالكمال..
وانها أنثاه الوحيده…
في كل مره ينظر لها بها… تشعر وكأنها مراهقه صغيره..
تخشي مشاعرها ..
تخشي ان تفلت زمامها..
وتقع في عشق هذا الرجل الجالس امامها.. ينظر لها وكأنها أخر همه…
اقتربت منه تمشي رويدا رويدا…
علي استحياء فالشرفه بينهما مشتركه…
فكرت كم هو ماكر….
هذا الرجل..
الم يجد في هذه الفيلا الواسعه بأكملها غير غرفتها ليشاركها اياها…
كانت قد اقتربت من جلسته… وانحنت ببطء ناحيته… واقتربت تشتم رائحه القهوه التي تعشقها غير واعيه لمن ينظر لها بتعجب مما تفعله…
يقسم تلك المراه ستتسبب له بأزمه قلبيه..
كانت ترتدي.. ليجن.. خفيف وعليه بلوزه صوفيه طويله من اللون البنك…
فهو أمرها ان تخلع الاسمر حينما كانو يتسوقوا معا.. وياليته لم يفعله…
كانت ترتديها فقط .. علي ملابسها الداخليه..
وتكشف أكثر مما تستر…
اما شعرها كان في سباق مع الريح يغدو يمينا ويسارا..
أفاق علي أخذها الكوب من يديه.. قائله..
أنا شميت ريحه القهوه من علي بعد.. وارتشفت منها تتلذ بها وكأنها قطعه حلوي…
لم يري امرأه في حسنها وبساطتها.. لقد وقع فيها وانتهي الامر….
كلما يتذكر وضعهم.. يتذكر اخيه..
يعاتبه بصمت…
تنهد ودعا لاخيه بصمت.. متبعا دعائها…
الله يسامحك ياشريف… انت اللي بليتني بيها…
أروح منها فين بس…
وأعمل ايه في قلبي دا…
مش بإيدي…
والله مش بإيديا…
وتذكر كلمات ام كلثوم..تتغني وكأنها غنتها لحالته الان…
أهرب من قلبي أروح علي فين..
ليالينا..الحلوه في كل مكاااان…
🌷🌷🌷
كانت قد انهت كوب قهوته بتلذذ….
فجأه عبست بوجهها.. كعادتها حينما تغضب..
ضحك ببساطه عليها… قائلا في نفسه..
طفله والله طفله..
نظرت لضحكته الخبيثه في نظرها واقتربت تجلس بجانبه علي الارجوحه التي يجلس عليها…
قائله..
بتضحك عليا صح….
نظر لها بتسليه.. وقال…وهو يهز رأسه..بايجاب..
اممم.. بضحك عليكي…
ظفرت بحده وقالت… ليه بقي…
ضحك بصوت أعلي وقال.. شربتي قهوتي وقلت ماشي…..
كمان خلصتيها وزعلانه.. عديتها..
انما تيجي تستولي علي مكاني كدا.. لالا ياتولين..
ميصحش وغمز لها بعينيه..
وأكمل ضحك..
كانت قطرات المطر تزداد شيئا فشيئا..
تجاهلت حديثه وأراحت ظهرها علي الارجوحه براحه…
واستدارت تخبره..
طب زق بقي ومرجحني…..
علشان انت تقيل ومش هقدر احركها لوحدي…
نظر لها بصدمه.. فتجاهلته وقالت..
يالا يالا.. بقي..
لم يجد شيئا ليقوله ان تحدث يقسم سينتهي بهم الامر سويا بالفراش..
اذن ليصمت حتي تنتهي ثوره مشاعره!.
التي اشعلتها..تلك اللئيمه..
لكن هيهات.. هل سيصمد ذلك الذي ينبض بعنف بقربها…
قام بتحريك الارجوحه.. قليلا..
اما هي أخرجت هاتفها واشعلت أغنيتها المفضله..
ذاهبه بعالم أخر…
صدحت حنجره ماجده الرومي….
صانعه معها عالم… خاص..
ضمهم سويا بخيال واحد..
ولم تشعر بيديه التي جذبتها بخفه….
يرقصان سويا علي نغماتها…
…… كلمات…
يسمعني حين يراقصني
كلمات ليست كالكلمات…
يأخذني من تحت ذراعي
يزرعني في إحدى الغيمات
والمطر الأسود في عيني..
يتساقط زخّات زخّات..
يحملني معه يحملني
لمساء وردي الشّرفات ..
وأنا كالطّفلة في يده..
كالرّيشة تحملها النسمات
يهديني شمساً…
يهديني صيفاً…
وقطيع السنونوات ..
يخبرني أنّي تحفته…
وأساوي ألاف النجمات ..
بأني كنز وبأني….
أجمل ما شاهد من لوحات
كلمات ..
يروي أشياء تدوّخني…
تنسيني المرقص والخطوات
كلمات تقلب تاريخي….
تجعلني .. إمرأة في لحظات
يبني لي قصر من وهم..
لا أسكن فيه سوى لحظات…
وأعود لطاولتي…
لا شيئ معي…
إلا كلمات…
انتهت الاغنيه وازدادت زخات المطر عليهم..
ومعه انتهي صبره معها..وما تفعله به..
اذن ليس عليه ملام…
كانت تنظر في عينيه لا تعلم ماذا يحدث معها…
كل ذره بجسدها..مستسلمه له هو فقط…
اقترب منها وأخذها في جوله من مشاعره المحمومه..
التي لا تخرج الا معها… أخذتهم. مشاعرهم
بعيدا…
وهي كانت أكثر من مرحبه بذلك..
أتلومه وتعنفه…لا والله..
هي من جنت علي نفسها بيديها..
اذن لتصمت حواسها….
مستمتعه بلحظات…
ستكتب داخل جدار قلبها لسنوات وسنوات..
ستعلق ذكرياته علي جداره حتي الممات….
.لم تعلم كيف أصبحت بغرفته يعلوها وهي أسفله..
تبادله مشاعره بأخري…
تحول كل شئ حولها لعالم وردي جميل كان هو بطلها..الوحيد به…
اما هو لا يشعر بشئ حوله ولا رنين هاتفه الذي يرن للمره التي لا يعلم عددها…
انتبهت هي لرنين هاتفه المتكرر…
فدفعته عنها بأعصاب مرتخيه أحس هو بدفعتها وتجاهلها…
ولكن يديها البارده علي صدره العاري وكلامها…أفاقه من غيبوبته….
أيهم..بلاش..أرجوك..تليفونك بيرن شوف مين..
انتبه لهاتفه الذي يرن بلا انقطاع بنغمه قد خصصها لاخته تسنيم…
دب القلق قلبه لاتصالها بمنتصف الليل فهي ليست بعادتها..
ابتعد عنها يدعي التماسك وهو أضعف مما يكون معها…
اقترب وأخذها بين أحضانه وقبل رأسها…
ولم يتفوه بكلمه…
رن هاتفه مره أخري..فالتقطه مسرعا..
وهي مازالت بين يديه…لم يفلتها…
تغيرت معالم وجهه وافلتها..
وقام مسرعا يبحث عن قميصه..هنا وهنا..
شعرت به فانتفضت وجلبته له..
وساعدته علي ارتدائه وهو مازال يحدث أخته قائلا..
خلاص مسافه الطريق واكون عندك..متقلقيش..
أغلق الخط..
كانت قد أحضرت له جزمته…
واوضعته امامه لكي يرتديه..
اقتربت منه ووضعت يديها علي كتفه بينما هو انحني ليرتدي جزمته..
أيهم انت كويس في حاجه حصلت…
انتهي وقام من مكانه وجلبها بيديه
ناحيته.. وقبل رأسها مسرعا..
وقال ايوا ساجد تعبان اوي وتسنيم مش عارفه تتصرف..
انا لازم امشي دلوقت خلي بالك من نفسك..
وانا هطمن عليه ومش هتأخر متقلقيش..
هزت رأسها وذهبت خلفه للاسفل..قائله..
سوق براحه عشان خاطري وابقي طمني عليك…
هز رأسه لها وذهب مسرعا….
بعد نصف ساعه كان قد وصل لقصر والده…
صعد لابنه مسرعا…
كان قد هاتف الطبيب في الطريق واخبره انه سينتظره حتي يأتي به..
وجد أخته تبكي بصمت..وانتفضت حينما رأته..
أيهم ساجد تعبان اوي ومش عارفه اعمله ايه…
أخذه من يديها وتحسس حرارته كانت عاليه بشده..
برزت عروقه من شده الغضب..
ونظر لاخته يسألها..
أومال فين الهانم امه..
نظرت له بحسره وقالت لسه مجتش من بره…
توعدها بالهلاك….
وأخذه مسرعا واخته خلفه..الي الطبيب…
انتهي الطبيب الشاب صديق أيهم ويدعي…
كريم…
من فحصه..وقال…
ازاي سبته يأيهم كدا…
الولد عنده احتقان في زوره بطريقه صعبه..
وكمان مناعته ضعيفه جدا…
الحمدلله انكم.. لحقتوه قبل ميجيله تشنجات…
وأعطاه خافض للحراره…
بعد فتره..كانت قد هدأت حرارته..
ونظر لصديقه..يعلم ما يعانيه..مع زوجته تلك و لم يسأل عنها… لطالما عهدوها مستهتره غبيه…
نظر لصديقه….
وقال الولد مناعته ضعيفه لانه بيرضع صناعي…
عشان كدا هكتبله شويه مكملات ونوع لبن شديد شويه لحالته..
أومأ بصمت ولا يعلم لما تذكرها.. الان…
كان يتمني أن يحظي طفله بأم مثلها..يحسد ابن أخوه علي حنان والدته…
انتبه لتفكيره واستغفر ربه…وأخذ روشته العلاج من صديقه…ورحلوا..
بعد ساعه…
كان يجلس بجانب ابنه بعدما نزلت حرارته ونام بوداعه…حزين هو عليه..كان من المفترض الان..
ان تكون والدته بجانبه..
يعذر أخته فهي كانت تعتني به أولا..
الا ان مرض والدته هي الاخري جعلها مشتته…
سمع زامور العربيه..
فوجدها تخرج منها مترنحه كعادتها..يكرهها ويكره كل تفصيله بها..
تلك شبيهه والده…
كان ينتظرها أسفل الدرج…
دخلت هي ولمحته واقفا ينظر لها بحده كعادته..
لعنت في صمت لم يخفي عليه…
فهو بارع بقراءه من أمامه…
اقترب منها وصفعها بشده…
جعلت فمها يقطر دما….
نظرت له بغيظ وكره…
وقالت انت بتضربني ياحقير..
انتفض من مكانه وأمسك بشعرها بشده…
قائلا.. الحقير هو انتي..اللي سايبه ابنك..اللي لسه ميعرفلوش رب..
ودايره علي حل شعرك هنا وهنا..
انطلق ماردها..وقالت انت اللي أجبرتني عليه…انا مكنتش عاوزاه…
وأظن كان اتفاقنا واضح من الاول…
.أخلفهولك ومليش دعوه بيه…
لم يمهلها تتحدث مره أخري..
أخذ يصفعها مره بعد مره وهي تصرخ…
قائلا…انتي ازاي كدا..
مانتش انسانه..أبدا…
الا ان أوقفه صوت والده البغيض..
انت اتجننت ياأيهم..سيب بنت عمك اظاهر اني اتساهلت معاك..
دفعها بحده ونظر لوالده التي يهاب من نظره عينيه…
قائلا…
لا متجننتش..لو تحب أوريك الجنان علي اصوله…
بس دلوقت مش فايقلك…
ونظر لها وبصق عليها…
قائلا…
احمدي ربك لو مكنش اللي فوق دا..كنت رميتك لكلاب السكك اللي زيك من زمان..
وتركهم ينظرون له بغيظ وتوعد…
أما هو..اندفع للاعلي ينفذ ما خطر بوجدانه..
حيث الامان له ولطفله…
🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تولين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى