روايات

رواية توبة الفصل الثاني 2 بقلم شيماء الصيرفي

رواية توبة الفصل الثاني 2 بقلم شيماء الصيرفي

رواية توبة الجزء الثاني

رواية توبة البارت الثاني

توبة
توبة

رواية توبة الحلقة الثانية

(٢)
_ جنى بقيتي أحسن؟
رديت بلهفة وقلت..
_ رميصاء كويس إنك جيتي، قوليلي ازاي أرجع وأتوب أنا خايفة أموت.
ابتسمت رميصاء بحنين وقعدت جمبي بهدوء وقالت…
_ أول حاجة هتعمليها يا جنى إنك هتصلي ركعتين بنية التوبة.
اتكلمت بخجل وقلت…
_ ودي اصليها ازاي؟!
_ هتصلي ركعتين عادي ولما تخلصي هتستغفري الله على كل اللي عملتيه وإن شاء الله ربنا هيغفرلك، وبعدين هتقولي الآية رقم ١٣٥ من سورة آل عمران
بسم الله الرحمن الرحيم
( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)
_ طب كده ذنوبي هتقل؟
سألت بخوف، ردت ببسمه وقالت…
_ ان شاء الله مش هيبقى عندك ذنوب؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) رواه ابن ماجه وغيره.
ومش بس كده لأ دا كمان في حديث قدسي
(يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة) رواه الترمذي.
وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية قال أن التائب غير معذب بذنبه، لا في الدنيا، ولا في الآخرة، لا شرعا، ولا قدرا.
فانتِ لو توبتي توبة نصوحه إن شاء الله ربنا يغفرلك كل ذنوبك.
أخد نفس هادي واسترخيت، بعد كلام رميصاء اللي كان مليان هدوء وطمئنينه، فضلت رميصاء تتكلم معايا شوية عن الصلاة، راعت خجلي إن اطلب منها ازاي اصلي وشرحتلي.
اتوضيت وفرشت مصليتي، وقفت على المصلية وقلت…
_ الله أكبر.
لحظة استعاب إن الله أكبر، أكبر وأعظم من أي شيء وكل شيء. شعوري وقتها وأنا حاسه إني واقفه بين يدي الله خلى جسمي يقشعر ودموعي تنزل من خشيه الله.
بدأت أصلي بهدوء وسكينه لغاية مسجدت أول سجده، مكنتش متأكده دي السجده ليا بعد كام سنة بس اللي كنت متأكده منه إن دي تعتبر سجدتي الأولى.
أول مسجدت لاقيت قوتي كلها انهارت وفضلت أعيط كتير، كنت بجاهد إني اهدي واكمل صلاتي.
خلصت صلاة واستغفرت الله على ذنوبي ومسكت المصحف وجيبت الايه اللي رميصاء قالتلي أقرأها بعد الصلاة.
عزمت جوايا إني مرجعش تاني للي كنت عليه واستعن بالله وقدرته وهو هيقويني.
خلال الفترة دي قربت أنا ورميصاء من بعض، وبدأت تعلمني ديني كانت بتتعامل معايا زي الطفل الصغير كل يوم بتديني معلومة جدًا.
لأول مرة من مدة أفهم خوف رميصاء عليا وحرصها على تغيري، ندمت على كل مرة كنت بصدها فيها واضايقها بكلامي، كنت بتوجع لما أفتكر إني كنت بقلل وأشكك في الدين، لما كنت افتكر اللي عملته دا كنت بفضل استغفر.
لما كان الحماس ياخدني أعمل حاجات كتيرة مع بعض، كانت رميصاء بترفض وتوقفني كانت ديما تقولي اللي انتِ دلوقتي في أول السلم مينفعش تطلعي لفوق على طول لازم تطلعي خطوة خطوة إلا هتقعي على جدور رقبتك.
كنت مقتنعه بكلامها دا؛ لأن اللي يعرف شخصيتي كويس وعارف قد إيه أنا متمرده لذلك مش هتحمل كل اللي كنت بكون عاوزة أعمله غير لما اتعود تدريجي.
كانت خطوة الموظبه على الصلاة صعبة أوي، بس رميصاء كانت ديما جمبي وبتدعمني وبتفكرني، رغم إني كنت بتكاسل لكن هي مزهقتش وأحيانًا كانت تسحبني للحوض عشان اتوضى.
كانت ديما توصيني بالإستغفار وتقولي هو اللي هيشيل السواد اللي كان على قلبك وينور بصيرتك، وفعلًا الإستغفار كان ليه أثر كبير أوي عليا.
بفضل الله قدرت ألتزم بصلاتي، وبطلت أسمع أغاني بعد معاناه ومعافره كبيرة، بقى لبسي كله واسع ودولابي معدش فيه أي لبس ميرضيش الله، بعد ماستقريت على لبسي وبقا بنسبالي شيء عادي، بفضل الله لبست خمار.
كنت سعيدة أوي وأنا ماشيه بيه وحاسه نفسي ملكه، كنت ببقى مطمنه عشان لو موت في أي وقت وأنا برة زي تَوبة أكون مستوره.
الدراسة بدأت ورجعت للكلية تاني، المرادي داخله من بوابه الجامعة وأنا مطمنه إن لبسي ساترني ومفيش عيوني بتبص عليا.
كنت ماشه وعقلي بيفكرني بنفسي لما كنت بلبس لبس صعب لمجرد إني أخلي الشباب بيبصولي وأثبت لنفسي إني أنثى جميلة، مكنتش مدركه إني باللي بعمله بسمحلهم ينهشوا في لحمي وياكلوني بعيونهم، مكنتش مدركة إن بلبسي دا سمحت لزمايلي أنهم يتطاولوا معايا ويلمسوني.
رغم إني زعلت لما افتكرت، لكن حمدت ربنا إنه نورلي بصيرتي ونجاني من اللي كنت فيه.
دخلت المدرج وقعدت في الصفوف الأولى وبعدت عن صحبة السوء، رغم إن في أوقات كتيرة مكنتش بسلم منهم لكن كنت بفتكر كلام رميصاء لما قالتلي الشيطان هيتمثلك في حاجات كتيرة ويهزك.
كنت بعمل بنصيحة رميصاء وكنت حذره جدًا، قربت من صحاب تَوبة الله يرحمها ، كانت ديما في بالنا وعلى طول نذكرها في دعائنا، كنت ديما بحكيلهم انها السبب في توبتي وهي أسم على مسمى توبة وكانت سبب في توبتي، المفاجئة بنسبالي إنها كمان كانت سبب في صلاح بعض البنات وسبب في قرب بعضهم تفقهم في الدين.
كل فترة كنا بنجمع من بعض فلوس ونتصدق بيها على روحها ونطلب من الناس تدعيلها، وفي مرة جمعنا مبلغ كبير وعملنا بيه وصلة مايه عشان كل اللي ياخد منها يدعلها، كنا بدعيلها ديما وفي رمضان لازم نعمل لها ختمه ونهب لها ثوابها.
خلصت أخر سنة دراسية ليا وبقى عندي وقت فراغ، فقررت إني أروح مقرأه أحفظ فيها قرآن، روحت المكان اللي رميصاء كانت بتروحه، لكن محسيتش ان دا المكان اللي بدور عليه، فدورت ولاقيت دار أكبر وفيها حاجات زي اللي عوزاها وبالفعل قدمت هناك وبدأت أحفظ قرآن وأحضر دروس.
الدار دي كانت سبب من أسباب تفقهي في الدين وتغييري للأفضل، وكانت سبب رئيسي في إني أدرس علم شرعي ويغير من نفسي وأملى أوقاتي بحاجات نافعة ومفيدة بس.
مر تلت سنوات بعد مخلصت تعليم وحتى الآن مفيش عريس دخل بيتي، رغم إن رميصاء كان بيتقدملها ناس كتيرة وهي لسه في أولى كلية، بس بابا كان بيرفض ويقول انها صغيره ولما أنا اتجوز الأول.
كان قلبي بيوجعني وكنت أسأل نفسي هو أنا وحشه عشان كده مفيش حد خالص.
في مرة كنا في تجمع عائلي وفضل الستات تتكلم ويرخموا عليا إني كملت ال ٢٥ ومفيش حد دخل بيتي وكل البنات بيتخطبوا ويتجوزوا وهما في الكليات.
كلامهم كان زي الخناجر اللي بتطعن قلبي، خلوني أحس إني عندي خمسين سنة وخلاص هفضل طول عمري لوحدي، اليوم دا عيطت كتير ولأول مره أصرح لـ رميصاء باللي في قلبي.
_ مالك يا جنجون وشك متغير من وقت مرجعنا؟
مصدقت حد يسألني وفضلت أعيط.
_ وعياط كمان، لا دا موضوع كبير.
قالت كلماتها وهي بتحضني.
_ شوفتي كلام الستات انهاردة على سني ولسه لغاية دلوقتي متخطبتش.
قلت كلماتي وأنا بعيط، ردت وهي بتاخدني في حضنها وقالت…
_ طب هما ناس جهله، انتِ هتعيطي من كلامهم؟!
أمال لو مكنتيش تعرفي إن الزواج رزق زي أي رزق في الدنيا، والرزق ليه معاد ربنا وحده اللي عالم بيه، ومحدش في الدنيا دي بيموت وناقص من رزقه حاجة.
خرجت من حضنها وقلت…
_ عندك حق، بس مفيش واحد دخل البيت بالغلط، هو أنا وحشه لدرجادي؟
طبطبت عليا وقالت…
_ انتِ أحلى البنات، وإن شاء الله هيجيلك اللي يقدرك، ومتحكميش إنك وحشه أو حلوة بعدد العرسان اللي بتدخل البيت، ياما في بنات كتيرة بيتقدم لها عرسان كتيرة بس مبتلاقيش حد مناسب ويجيلها اكتئاب وفي منهم اللي بيحس إنه زي البضاعة كل شوية حد ييجي يبص بصه ويمشي.
وفي نفس الوقت في بنات كتيرة ممكن يدخل شخص واحد البيت ويبقى هو الشخص اللي بتدور عليه ومناسب، عمرها مبتتقاس بعدد العرسان.
مسحت دموعي وقلت..
_ عندك حق.
كلام رميصاء برد قلبي وهداني كتير، بدأت اتعامل إنه فعلًا رزق وقررت إني مشغلش بالي بالزواج وأركز في حاجات أهم، قدرت خلال الفترة دي بفضل الله أني اختم القرآن وكان رزق عظيم ربنا رزقني بيه، كنت سعيدة أوي وفي اليوم دا أول حاجة عملتها إني تصدقت على روح تَوبة؛ لأنها كانت سبب كبير في كل اللي أنا فيه دا ولازم ديما افتكرها رغم إني عمري منسيتها وديما بدعيلها.
مر فترة بسيطة وأتقدم شخص كويس ومناسب جدًا لرميصاء أختي وهنا بابا مرفضش زي كل مرة وماما كلمت رميصاء كام مرة إنها تقابله بس هي كانت بترفض، وكنت عارفه إن رفضها دا عشاني.
لما اتأكدت من شكوكي، كلمتها وفكرتها بكلامها ليا وأن الزواج رزق ومش عشان رزقي لسه مجاش توقف حياتها، قعدت اقنعها تقابل الشخص دا؛ لأنه يعتبر فرصة في الزمن الحالي دا وفي مميزات وصفات كتيرة هي كانت بتتمناها.
قدرت اقنعها وقابلت الشخص دا وسبحان الله حصل قبول في الجلسة الاولي، وشبه هما الاتنين مرتاحين وحابين الموضوع.
صلت استخارة وخلال المدة اللي كانت بتفكر فيها بابا سأل على العريس وأهله والناس شكرت فيهم وتمت الخطبة.
زواج رميصاء كان في تسهيلات كتيرة واللهم بارك كان مليان سعادة من كلا العيلتين، مرت فترة الخطوبة سريعًا واتزوجت بسرعة.
كنت سعيدة أوي يوم فرحها، كنت بعملها كل حاجة بحب، كان يومها جميل وهادي زيها.
رغم سعادتي الكبيرة في اليوم دا، لكن الحزن كان ليه مجال، لما دخلت الأوضه لاقيتني بيعط، مكنتش قادرة اتخيل إن شريكتي سابتني وانتقلت لبيت جديد وحياة جديدة، كنت حاسه إن رغم التجهيزات دي بس هي مش هتسيبني.
أيامي كانت وحشه بدون رميصاء، افتقدت كلامنا كل ليلة ونقاشنا في مسأله تخص العلم الشرعي، لما كنا بنراجع الحفظ سوا، جلستنا كل يوم بعد الفجر وقراءة الورد.
بقيت أحس إني وحيدة بعد مسابتني وباقيت أعمل كل دا لوحدي.
بقا عندي وقت فراغ ورجع الشيطان يدخلي تاني من مدخل الزواج واني كبرت وخلاص عنست، وإني بنت وحشه والفترة اللي كنت فيها بعيدة عن ربنا هي السبب في وحدتي دلوقتي ومفيش راجل هيرضى بتزوج بنت كانت كده في الماضي.
كان بيجيلي فترات كتيرة بيأس فيها وبحس إني خلاص عمري مهتزوج.
وصلت لمرحلة إني اتأكدت إن سبب وقف حالي دا هو فترة بعدي عن ديني وأكيد اي شخص هيسأل عني هيعرف كنت على إيه وهيحكم إني بنت وحشه.
خلاص يئست وبطلت أحلم بحلم الزواج خصوصًا إن خلاص دخلت التلاتينات ومفيش شخص واحد دخل بيتي ولا حتى حد اتكلم من برة.
رميصاء خلفت ولدين، كانوا حلوين أوي، وكانوا سبب في ظهور حلم الأمومة اللي بموته جوايا كل يوم، حركاتهم وحبهم ليا كانوا بيخلوني نفسي أبقى أم، كنت بنهار لما كنت أنيم حد منهم ويحط إيده على صدري، اي يسند راسه على صدري كنت بحس ان كل قوتي انهارت وعاوزة ابقى أم، أشيل طفل وارضعه ويفضل في حضني سواء نايم أو صاحي.
في الفترة دي اليأس أتمكن من ماما وبابا كمان، كانوا خايفين عليا أبقى لوحدي، خصوصًا إن رميصاء اتزوجت وكذلك مصطفى أخويا، خايفين يموتوا يسيبوني لوحدي.
ونتيجة لخوفهم دا، لاقيت بابا يقولي أدور على شغل وأملى وقتي، استغربت إنه بيطلب مني، رغم إنه اللي كان بيرفض لما كنت أعرض عليه، ولما استغربت بررلي إني ادور على شغل ويبقى معايا فلوس خاصه بيا عشان لو حصل اي حاجة في المستقبل الاقي فلوس تسندني، حبيبي كان خايف عليا وعاوز يطمن إن هيبقى ليا مصدر دخل.
بدأت أدور على شغل وكنت مصره يبقى في مجال دراستي، تعبت كتير لغاية ملاقيت وظيفه، خصوصًا إني متخرجه من فترة وطول الوقت دا مشتغلتش في أي مكان ولا أخدت أي كورسات ولا حاجة تقويني فكنت بترفض.
أه الشغل كان صعب والمرتب مش مجزي بس قولت أي حاجة وتدريجي مرتبي هيزيد.
كانت ديما ماما توصيني إني أعامل الناس كويس واتعرف عليهم، كنت بتضايق من النصايح دي، كنت بحس إني لو عملت كده هبقى بعرض نفسي.
يومي اتملى غير الأول، الصبح الشغل وبطلع منه على الدار، أخلص وارجع البيت، كان يومي مليان ومبيسمحش ليا إني أفكر في الزواج.
_ عبالك انتِ كمان يا جنى، إن شاء الله ربنا هيفرح قلبك.
قالتها هدى زميلتي، ابتسمت بحزن وقلت…
_ لا خلاص القطر فاتني.
_ متقوليش كده وخلي عندك حسن ظن بالله.
استنكرت كلماتها وقلت…
_ مش فاهمة قصدك؟
_ يعني ديما ظني بالله خير، ربنا بيقول في حديث قدسي أنا عند ظن عبدي بي يعني لو ظنيتي بالله خير هتلاقي الخير ولو ظنيتي شر مش هتجني غير شر.
سكت وفضلت أفكر في كلامها، لاقيت إن عندها حق، ولا مره كان ظني بالله خير، أنا ديما ظني إني مش هتزوج أو هعنس وبالفعل دا اللي حصل.
زاد فضولي حول حسن الظن بالله وبدأت أقرأ وأسمع محاضرات عنه لغاية مفهمت المعنى صح، رجعت أحلم بالبيت والسكن والزوج والذرية تاني.
بقيت بدعي بالزواج، كان ليا دعوات ثابته زي إني كنت بدعي ربنا بزوج يبقى فرصة ليا وأنا أبقى فرصة ليه. وكنت أدعي وأقول اللهم ارزقني زوج صالح ارتضيته عبد صالح لك.
وأكتر دعوة كنت بدعيها ربي لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين.
مر سنة وحياتي هي هي مفيش أي جديد ومازلت مستمره في دعائي وحسن ظني بالله وكل يوم بحلم ببيتي وزوجي وولادي وبقيت بفكر في شكل ولادي وأسمائهم، وبقيت اقرأ كتير في التربية واستعد لتربية ولادي وأشوف هربيهم ازاي.
اليوم كام دسم ومليان شغل كتير ورجعت تعبانه أوي وهموت وأنام، أول مدخلت لاقيت ماما مقبلاني مبسوطه أوي.
دخلت أوضتي وخلعت خماري، فتحت المروحه الجو كان حر ، سمعت خبط على الباب كانت ماما وسمحتلها
تدخل.
_ مالك يا ماما ساكته ليه؟!
_ مش عارفة أقولك من كتر الفرحة.
اتعجبت من كلامها أكتر فقولت…
_ رميصاء حامل؟
_ لا خبر أحلى بكتير، في عريس متقدملك.
نزل الكلمات على وني وحسيت اني اتصنجت ومش سامعه اي صوت، ومش سامعة حتى باقي الكلام اللي ماما كانت بتقوله.
كل اللي جه فب دماغي هي إستجابه دعواتي، وإن ربنا فعلًا عند ظن عبده.
فوقت على هزة ماما ليا ورجعت للواقع تاني، ابتسمت في وشي ورجعت عادت اللي منتبهتش ليه.
كل اللي انتبهت ليه إنه جاي انهاردة، كنت حاسه نفسي محتاسه مش عارفه أعمل إيه، عملت شوية مسكات وأخدت شور بارد.
فتحت دولابي وبدأت اختار هلبس إيه، كنت متوتره أوي أوي، وقلقانه من الجلسة دي واللي هيحصل فيها هل هيبقى زي مبتمنى هل هيعجب بيا، بس أكتر حاجة كانت قلقاني هي اني أترفض.
عملت عصير ليمون بنعناع عشان أهدى شوية وبدأت أسمع شوية فيديوهات عن الرؤية الشرعية تساعدني في جلستي.
العشاء اذنت ودا معناه ان خلاص العريس على وصول، لبست وصليت استخاره وبدأت أحس إني مرتاحه وفرحانه والتوتر اللي عندي قل.
الجرس رن، سمعت صوته وصوت بابا وهو بيتكلم معاه، في الوقت دا ضربات قلبي كانت عاليه لدرجة إني كنت سمعاها، لكن رميصاء حبيبتي كانت جمبي وفضلت تهدي فيها وتذكرني بالله.
جت ماما تناديني خرجت وراها وأنا بصلي على النبي وقلبي مليان توتر، قعدت قصاده، وكنت محرجه أوي، لدرجة إني مش قادرة أرفع راسي تجاهه.
استغليت إنه بيكلم بابا وبصيت ليه وسرحت، مفوقتش غير على ماما وهي بتخبطني في رجلي بهدوء انتبهت وبعدت نظري عنه.
استأذن من بابا يقعد يتكلم معايا، بعد بابا لكن لازال قدامنا، كنت حاسه إن خلاص دمي نشف ومش قادرة اتكلم.
بدأ يحكيلي شافني ازاي وعرفني منين، اكتشفت انه فضل مراقبني لفترة وعرف كل مواعيدي، وسأل عليا في الدار اللي بروحها والكل شكر فيا وفي أخلاقي.
العجيب في الموضوع إنه طلع صاحب زوج رميصاء، ومش أي صاحب دا صاحبه المقرب، شافني في شغلي كان جاي الشركه عندنا لشغل وقالي إني لفت نظره لما جالي مع رئيسي أخلص شغله، الغريب إني مش فاكره إني شوفته، قالي إنه أعجب بيا لما شافني مرفعتش عيوني ولا بصيت ليه ولا لـ رئيسي وعيوني كانت يا إما في الورق أو الكمبيوتر.
قالي إني فضلت في باله كتير ودعا ربنا لو أنا خير يقربني منه، قالي ربنا استجاب دعائه وحكالي موقف تاني جمعنا.
اليوم دا كنت عند رميصاء وماشيه من عندها وأنا بفتح الباب لاقيته في وشي، ولما شافني تاني حس بإنجذاب لتاني مرة وقرر ياخد خطوة وبدأ يسأل عليا وعرف عني كل حاجة.
نهى كلامه وأنا كنت لسه في دوامه أفكاري وبفتكر المواقف اللي ذكرهالي.
سألني لو ليا أسئلة، بدأت أسئلة عن صلاته ودينه، وبعدين سألته عن نظام تربية الأولاد وناوي يربي ازاي، وهو كذلك سألني بعض الأسئلة.
من الإجابات لاقيت في توافق كتير بينا في الفكر، في نهاية الجلسه قالي إن لو حصل نصيب مش حابب زوجته تشتغل وحابب انها تتفرغ للبيت وتربية الأولاد، وإنه قادر يعيشني حياة كريمة ويلبي كل حاجة حتى الرفهيات.
مشي واتجمعت العيلة، بابا ومصطفى قالولي إن باين عليه شاب كويس ومكافح ودينه صالح، وكذلك لما أحمد زوج رميصاء شكر فيه كتير أوي، وقال إنه لو كان شخص وحش عمره مكان هيخلي بابا يوافق يقابله.
بدأ بابا ومصطفى يسألوا عليه في مكان سكنه وشغله والمسجد منطقته، وبدأت أنا في رحلة الإستخارة والتفكير.
كنت بصلي إستخاره مع كل فرض وكنت ديما أدعي يا رب اخترلي ولا تخيرني، خلال الفترة دي كنت بحس براحه كل مصلي، فكرت كتير سواء مع نفسي أو مع بابا وماما ومصطفى لغاية موافقت.
اتصل أحمد بـ سليم وقاله إننا موافقين وهو كان رده انه هيجيب اهله وييجي تاني يوم.
جه سليم وأهله يطلوبني رسمي، خرجت اليوم دا وأنا قلبي مليان فرحة وتوتر.
اتفقوا مع بابا ومصطفي على كل حاجة واتفقوا إن الخطوبة هتبقى تلت شهور.
ودي كانت رغبه سليم شايف إننا كبار وبلاش نضيع وقت كتير في الخطوبة.
مكنتش مصدقة إن دعواتي استجابت واتخطبت لشاب تلاتيناتي زيي مش مطلق ولا أرمل ولا عنده أطفال زي مكانت الناس ديما تقولي وتسم بدني، وكان سليم أول عوض وجبر ربنا ليا بعد سنوات انتظار.
قرينا الفاتحة واستأذن والده ووالدته ومشيوا، وقعدت أنا وهو لوحدنا.
مكنتش قادرة استوعب إني قاعدة مع خطيبي، كنت حاسه بخجل كبير ومش عارفه اتكلم براحه وحاسه إني محاصرة كنت بسمع أكتر مبتكلم لكن في المجمل كنت مبسوطة.
مر شهر وعملنا حفلة الخطوبة والعقد في يوم واحد، كانت هادية وبتضم الأهل بس ودي أجمل ما فيها، مشغلناش أي نوع من الأغاني وحبينا إنها تبقى تعارف وأطراف العيلتين يتعرفوا على بعض بدون دوشة ولا صداع.
أقدر أقول ان من اليوم دا باقيت أحس بطعم السعادة وأدوق إحساس الجبر والعوض من خلال تعامل سليم معايا، كنت بشوف الحب في عيونه ومواقفه وكلماته.
اعترفلي بحبه ليا، استغربت ازاي لحق حبني بالسرعة دي، بس مفضلتش مستغربه كتير؛ لأني انا كمان حبيته معرفش أمتى وازاي وليه بس اللي أعرفه إن حبه أتمكن مني.
انتهت تجهيزات الزواج بسرعة وتيسير من عند الله واتزوجنا بعد أربع شهور، ولو كنت دوقت سعادة في الأربع شهور دولي فالسعادة بعد الزواج كانت أضعاف مضاعفه.
حسيت إن ربنا بيقولي دا جزاء الصابرين؛ لأن سليم كان بيتفنن في اسعادي، كنت بستغرب ازاي عارف الحاجات اللي بتفرحني بدون مأقوله، كان رده إنه حس إن دي هتفرحني، كان بيعاملني إني بنته وزوجته وصاحبته، كان بيبث ليا حبه في كل مواقفه.
رغم سعادتي ورضا قلبي على حياتي، ربنا رضاني أكتر وأكتر ورزقني بحمل بعد تلت شهور من الزواج.
سعادتي تخطت حد السماء لما عرفت الخبر دا، أيقنت إن ربنا كريم ومفيش في كرمه، واتأكدت فعلًا إن اللي بيظن خير بيلاقي خير وأنا كان ظني بربي خير وإنه هيرزقني بالذرية.
رغم خوفي من كلام بعض الناس إني ممكن مخلفش أو إني أرض بور، لكن عادي طلعت بخلف زي أي بنت، ومش بس كده لأ دا انا كمان كان في بطني توأم ولد وبنت ودي نتيجة لما تطمعي بالكريم أصل مفيش في كرم ولا عطاء ربنا هو الوحيد اللي تقدر تطمع فيه وكل متطلب وتطمع في كرمه كل مهيديك بس لازم يبقى عندك يقين وحسن ظن بيه.

تمت….

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية توبة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى