روايات

رواية توأم الروح الفصل الخامس 5 بقلم شاهندة

رواية توأم الروح الفصل الخامس 5 بقلم شاهندة

رواية توأم الروح الجزء الخامس

رواية توأم الروح البارت الخامس

توأم الروح
توأم الروح

رواية توأم الروح الحلقة الخامسة

أسرع رأفت امامه بينما غامت عينا جاد مجددا بالحزن وهو يعود بذاكرته الى حبيبته،تلك التى منحته عشقا رفعه الى السماء ثم طعنته بغدرها ليسقط أرضا لتقتل فيه كل مشاعر الحب والحنان ويبقى بداخله فقط المرارة والحزن ورغبة قوية فى الانتقام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والان مع أحداث
الفصل السادس :
ـــــــــــــــ
مر يومان على اميرة فى ذلك المكان الغريب ،فالطرق مازالت مقفلة والعاصفة مستمرة،أحست بملل شديد فهى تلازم حجرتها هاربة من ذلك الرجل الذى يثير غيظها ببروده وصمته الى أقصى حد، تراه فقط فى مواعيد الطعام الذى حددها لها بكل برود،وأمر مشدد ألا تتأخر،حاولت فى أول يوم أن لا تتواجد معه على طاولة واحدة مقاومة ذلك الشعور القاتل بالجوع ولكن فى اليوم التالى تنازلت عن كبريائها ونزلت مرغمة لتضمهما طاولة واحدة متغاضية عن تلك النظرة الساخرة التى علت ملامحه عند رؤيته إياها،وها هى مجددا فى حجرتها تتجنب الوجود معه فى مكان واحد فهو يثير غيظها ،غضبها، الى جانب فضولها ….و بشدة.
قررت النزول واستكشاف المنزل،ربما تجد ما يشغل وقتها أو ربما تعرف شيئا عن صاحب المنزل والذى يرفض أن يمنحها أى معلومة عنه،انها حتى لا تعرف اسمه فهى لم تسأله.. وهو لم يفصح عنه وكأن اسمه سر حربى لا يجب أن تعلم عنه شيئا.
تجولت بنظراتها تتفحص المكان ، فلم تجد له أثر..عقدت حاجبيها فى حيرة تتساءل الى أين ذهب؟هزت كتفيها فى لا مبالاة وهى تتابع تفحصها لجنبات المنزل،لا تستطيع انكار جمال التصميم،فهو منظم وبه لمسة عصرية جذابة،ولكن تنقصه اللمسة الأنثوية التى تضفى الدفء على المكان.
وجدت غرفة مغلقة فتحتها بهدوء وتسللت الى الداخل،أنارتها فوجدتها حجرة مكتب جميلة،لفت انتباهها تلك المكتبة الضخمة والتى حملت داخلها العديد والعديد من الكتب.. وقفت امامها تتنقل بعينيها على عناوين الكتب ..تتفحصها بروية، لتدرك أن ذوق صاحب المنزل فى المطالعة كذوقها تماما،مكتبته تحمل العديد من الكتب التى قرأتها لتتوقف عيناها على سلسلة من الروايات للكاتب ظافر المياح،كاتبها المفضل،ذلك الذى استطاع أن يصل لعقلها وقلبها بقلمه،رواياته لطالما أطارت النوم من عينيها ..تحملها الى عالم وردى يملأ حياتها سعادة،تمنحها املا فى أن تجد يوما ما رجلا شبيها بأبطاله ،تجد نصفها الآخر،ذلك الرجل الذى ستشعر معه بالكمال،كم تمنت أن تلتقى بكاتبها لتسأله فقط عما أصابه،فروايته الأخيرة اختلفت تماما عن سابقاتها،جعل فيها البطلة عاهرة تسعى فقط للمال والمتعة حتى انتهت حياتها البائسة بأن قتلت بيد احد عاشقيها،رواية مأساوية بكل معنى الكلمة..اتسعت عيناها عندما رأت نسخة الرواية الأخيرة له والتى أعلنوا عنها ولم تنزل بعد الى الأسواق..كانت بعنوان(جحيم الحب).
أمسكتها بلهفة وهى تفتح أولى صفحاتها،لتجد اهداء بقلم الكاتب تقول كلماته..
《الى من أخرجتنى من جنة الحب الى جحيمه..أتمنى ان تعيشى جحيمى…ظافر المياح》
عقدت حاجبيها تدرك الأن سبب ذلك التحول الغريب فى مسار رواياته،ان السبب امرأة..امرأة فطرت قلب ظافر.
انتفضت على صوت غاضب يقول:
بتعملى ايه هنا؟
التفتت فوجدت صاحب المنزل يقف غاضبا بصورة لم تراها من قبل،ينقل نظراته الغاضبة بينها وبين ذلك الكتاب بيدها لتقول متلعثمة:
أنا ..يعنى..حسيت بالزهق،وكنت بدور على حاجة اقراها
قطع المسافة الفاصلة بينهما فى خطوتين ليأخذ منها الكتاب بغضب أدهشها ويعيده الى مكانه ..قالت بصدمة:
انت ازاى تعمل كدة؟
التفت اليها يمسك ذراعها بعنف قائلا:
انتى جاية هنا ليه..ها..انطقى؟
اتسعت عيناها بصدمة قائلة:
انت عارف انا هنا ليه..وسيب ايدى لو سمحت.
مال بوجهه امامها يقول بغضب:
لأ مش عارف ..كل اللى أعرفه انك اتحدفتى علية فى ليلة غريبة،واحدة معرفهاش استنجدت بية،وبكل غباء آمنتلها وخليتها قعدت فى بيتى..وكل اللى اعرفه عنها عرفته من بطاقة ممكن تكون مزيفة زيها بالظبط،واحدة كان ليها هدف من التمثيلية اللى عملتها عشان أدخلها بيتى.
نفضت يدها بعنف قائلة:
وانا ايه اللى يخلينى أعمل كدة؟ايه اللى هستفيده؟
عقد حاجبيه قائلا بصرامة:
قصة مثلا عن الكاتب اللى محدش يعرف عنه حاجة من ساعة ما اختفى.
عقدت حاجبيها فى حيرة لتلمع فكرة فى رأسها فجأة، حاولت نفضها عن تفكيرها لاستحالتها ولكن كل الدلائل تشير اليها لتتسع عيناها بصدمة قائلة:
انت..انت ظافر المياح؟
عقد حاجبيه قائلا بسخرية:
على اساس ان الهانم مكنتش تعرف؟
أفاقت من صدمتها لتقول بغضب ثار بكل عروقها:
لأ الهانم مكنتش تعرف.. ووجودى فى بيتك كان مجرد صدفة،حتى انى ادخل مكتبتك وامسك روايتك انت بالذات بردو صدفة،كان ممكن تكون صدفة حلوة اوى بس مع الأسف مبقتش،ولو كنت فاكر انى صحفية جت عشان سبق صحفى عن الكاتب العظيم ظافر المياح ،فاسمحلى خيالك وسع منك حبتين،وجودى هنا كان بسبب العاصفة واللى اكيد مش بايدى اعملها عشان تخلينى اقعد فى بيتك،اما عن روايتك فمع الأسف كنت بتشرف دايما انى واحدة من معجبين قلمك بس خلاص بشخصيتك المغرورة والباردة دى مش عايزة الشرف ده،انا ماشية من بيتك ولو هموت برة من البرد والمطر..هسيبلك حياتك اللى مفكر ان الناس برا موراهمش حاجة تانية غير انهم ينشغلوا بيها،مع السلامة يا…أستاذ ظافر.
حدجها بملامح جامدة لا يظهر عليها اى اثر لكلماتها لتشير بيدها اليه محيية بسخرية قبل ان تذهب من أمامه مغادرة المكان ..غافلة عن ذلك الذى تحولت ملامحه فى ثوان ليكسوها الحزن.
******************
قالت امانى بتساؤل:
عملتى ايه فى درس النهاردة يافرح؟
جلست فرح وهى تزفر بارتياح قائلة:
الحمد لله..مستر جمال كان مبسوط منى جدا وقالى انى بتقدم فى اللغة بسرعة،وانى ممكن فى خلال أسبوع أبقى أحسن منه كمان،صحيح أنا كنت شاطرة فى المدرسة فى المادة دى ،بس التطبيق مع مستر جمال حاجة تانية خالص.
ابتسمت امانى قائلة:
كويس اوى يافروحة،بجد مبسوطة منك.
قالت فرح بامتنان:
أنا مش عارفة أشكرك ازاى ياأمانى على كل اللى عملتيه معايا،انتى الأخت اللى ربنا عوضنى بيها عن حرمانى طول عمرى من الأخوات.
ربتت امانى على يد فرح قائلة:
انتى كمان يافروحة عوضتينى عن غياب أميرة فى حياتى،وكنتى لية أخت تانية.
لتشرد بحزن قائلة:
انتى متعرفيش أنا مفتقداها اد ايه؟
قالت فرح فى حنان:
لسة مكلمتكيش؟
عادت أمانى بنظراتها الى فرح وهى تهز رأسها نفيا قائلة بحزن:
لأ لسة،وبصراحة قلقانة عليها اوى.
ربتت فرح على يدها بحنان قائلة:
متخافيش ياأمانى بإذن الله أميرة بخير وهتطمنى عليها قريب وبكرة تقولى فروحة كان عندها حق.
ربتت امانى بدورها على يد فرح قائلة:
يارب يافرح..يارب.
ابتسمت فرح لتلمع عيناها فجأة وهى تقول:
إلا قوليلى ايه حكاية مستر جمال معاكى؟
عقدت أمانى حاجبيها فى حيرة قائلة:
حكايته معايا..مش فاهمة،تقصدى ايه؟
رفعت فرح حاجبيها صعودا ونزولا قائلة فى مرح:
الراجل مرفعش عينه من عليكى طول ما كنتى واقفة معانا،ده واقع خالص يابنتى..طالب الرحمة يا ستنا.
ضربت امانى على رأس فرح بخفة قائلة:
واقع وستنا..ارحمينى انتى يافرح،ياخسارة الدروس والوقت اللى ضيعناه ع الفاضى ده.
ابتسمت فرح قائلة:
لأ خلاص عدنا لقواعدنا سالمين.
لترتسم الجدية على ملامح فرح قائلة:
نتكلم جد بقى،مستر جمال معجب بيكى فعلا،ليه متديهوش فرصة ،مش يمكن تحبيه؟
قالت أمانى فى حزن:
مستحيل طبعا،انا عمرى ما حبيت ولا هحب غير بيجاد،بيجاد هو اول دقة قلب،أول همسة،أول لمسة،أول وآخر حب يافرح..مش ممكن حد يعوضنى حنانه أو ياخد مكانه فى قلبى،بيجاد ده توأم روحى واللى روحى من بعده ضايعة..ومش هترتاح أبدا.
تساقطت دموع فرح وهى تحتضن أمانى على الفور لتترك أمانى دموعها تتساقط بدورها،فكليهما عاشقتان تتعذبان،كليهما فقدتا توأم روحهما،إحداهما للأبد والأخرى لا تدرى أفقدته للأبد ام أن هناك فرصة لاستعادته،ان وجدت تلك الفرصة ستقتنصها على الفور لتعيد روحها الضائعة الى ملاذها،الى حبيبها وتوأم روحها…بدر.
******************
قال ربيع فى قلق:
ملقيتهاش ياعاصم بيه،دورنا عليها فى كل مكان ممكن تكون فيه وملقينهاش.
قال عاصم بغضب:
يعنى ايه ياربيع انشقت الأرض وبلعتها،البنت دى لازم تكون عندى فى خلال يومين بالكتير،محمود لو مجوزتهاش لابنه هيطربق الدنيا كلها فوق راسى.
قال ربيع :
متقلقش،فى خلال اليومين دول هتكون عندك.
أمسك عاصم الجسر ما بين عينيه وهو يغمضهما قائلا:
ياريت ياربيع ..ياريت.
تمتم ربيع هامسا:
بس اميرة هانم خسارة فى اللى اسمه معتز ده.
فتح عاصم عينيه قائلا:
بتقول حاجة ياربيع؟
قال ربيع بتوتر:
لأ ياباشا مبقولش.
أومأ عاصم برأسه قائلا:
عملت ايه فى موضوع الاتحاد؟
ابتسم ربيع قائلا:
متقلقش ياباشا..قدرت اوصل لواحد فى اللجنة،وهيجيبلى كل العروض المتقدمة للمناقصة عشان نقدم احنا أقل عرض.
زفر عاصم بارتياح قائلا:
كدة تمام اوى..طب قدرت تعرف مين الخاين اللى فى الشركة واللى وصل لمحمود حقيقة وضعنا المالى؟
قال ربيع بضيق:
لسة ياباشا.
لتلمع عيناه بالشر وهو يقول:
بس متقلقش قربت اوصله وساعتها هاخده للمخزن اياه وأخليه يتمنى الموت وبردو مش هرحمه.
ابتسم عاصم قائلا:
برافو ياربيع.
قال ربيع بابتسامة:
احنا تحت امرك ياباشا..تؤمرنى بحاجة تانية.
قال عاصم:
لأ..روح انت،بس مش هوصيك،أميرة تكون عندى قبل آخر الاسبوع ..مفهوم؟
أومأ ربيع برأسه قائلا:
طبعا مفهوم،بعد اذنك ياباشا.
أومأ عاصم برأسه ليغادر ربيع وقد ارتسمت فى عينيه نظرة حقد قائلا فى نفسه:
هلاقيها ياعاصم بس ساعتها لا معتز ولا انت نفسك هتمنعونى عنها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية توأم الروح)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى