روايات

رواية العشق والآلام الفصل الثامن عشر 18 بقلم سلمى السيد

رواية العشق والآلام الفصل الثامن عشر 18 بقلم سلمى السيد

رواية العشق والآلام الجزء الثامن عشر

رواية العشق والآلام البارت الثامن عشر

العشق والآلام
العشق والآلام

رواية العشق والآلام الحلقة الثامنة عشر

قفل معاه المكالمة و أتنهد و قال لنفسه : ياربي أقوله اي دا كمان لما ينزل مصر ، قال أخوها الكبير قال ، ياربي هو أنا هلاقيها منيين و لا منيين بس هو أنا ناقص مشاكل .
في الوقت دا كان مالك في الشركة و كان فهد المفروض يمضي علي أوراق مهمة و مكنش لسه جه ف مالك دخل مكتبه يمضي مكانه ، في اللحظة دي سها دخلت فجأة و هي بتقول : فهد صح هو أن…………… ، آسفة أفتكرتك فهد .
مالك هز راسه بالإيجاب في صمت و مضي علي الأوراق و قال : خُدي كده تمام .
سها خدت منه الأوراق و لما جت تخرج وقفت علي صوته و هو بيقول : سها استني .
سها أتنهدت و غمضت عيونها و خرجت نفسها بهدوء و بعدها لفت و بصتله و قالت : نعم .
مالك : تقريباً من ساعة ما جيتي و أحنا متكلمناش مع بعض خالص .
سها : و أنت عاوز نتكلم في اي !! .
مالك سكت لحظات و بعدها فجأة إندفع و قال : أنتي المفروض تُعذريني علي الي قولته ، مش أنتي بس الي أتوجعتي ، أنا كمان أتوجعت و يمكن أكتر منك مليون مرة ، أنتي متعرفيش حاجة عني و لا تعرفي أنا مريت ب اي و اي الي وصلني للي أنا فيه دا ، حتي اليوم الي قولتلك فيه كل حاجة ربنا لوحده بس الي عالم أنا حصلي اي أنا كنت خلاص علي وشك أنهي حياتي بإيدي لكن رجعت علي آخر لحظة ، و كل دا بسبب اليأس ، أنتي حتي مفكرتيش تُعذريني علي الي قولته و تقفي جانبي ، ياستي كونك صديقة لينا مش شرط حاجة تانية ، عارف إني وجعتك بالكلام لكن ، لكن دا كان غصب عني ، محستش بنفسي ، مكنتش شايف غير حبيبة أختي قدامي و أنا بتكلم ، أنا لو وحش كنت سبتك تموتي ، مكنتش خوفت عليكي من الموت ، أبسط مثال كنت هقول هي مش أحسن من أختي في حاجة ، بس أنا معملتش كده .
سها كانت واقفة مذهولة من رد فعله المفاجأ دا !! ، فعلاً الي لاحظته إن مالك مهزوز و ما بيصدق يتكلم ، رغم حزنها منه و أنه فعلآ وجعها جامد لكن حُبها ليه خلاها تتعاطف معاه ، و بعيد إن إها أدتله عُذره في قلبها بس لاء دي ممكن تسامحه لأنها حاسة بوجعه !! ، دموعها كانت هتنزل لكن منعتها و قالت بهدوء : طب و لنفرض إني سامحتك ، اي الي هيتغير ؟! .
مالك بضيق : معرفش ، بس علي الأقل أكون عملت حاجة كويسة معاكي ، مش عاوزك تكرهيني زي ما الكل بيكرهني .
سها أتنهدت بهدوء و قربت خطوة منه و قالتو الدموع متجمعة في عيونها : مين الي بيكرهك يا مالك !!! ، أحمد أخوك مثلآ الي طول الوقت مبيجبش غير سيرة مالك قدامنا !!! ، و لا فهد الي حاطط شغله كله في إيدك و مأمنك علي كل حاجة ، و لا ولاد عمك الباقيين و لا أهلك !!! ، و لا أنا مثلآ !!!! ، أنت يا مالك الي عاوز تشوف دا ، أنت الي واهم نفسك و مش عاوز تشوف الحقيقة ، أو تبص حواليك و تتعامل بطبيعتك مش بطبيعة حاجة أتغرزت جواك هتشوف كل الي بيحبوك و بيخافوا عليك ، محدش فينا ملاك و بردو محدش فينا كله أخطاء ، لو دورت جواك هتلاقي حاجات كتير كويسة ، بس أنت أستغلها ، متبُصش بسلبية لكل حاجة في حياتك ، طب مفكرتش تركز في الإيجابيات الي موجودة !!! ، أنت عارف لو ركزت فيهم هتلاقي حياتك أتظبطت ، أنا فعلآ مش عارفه اي الي عندك أو اي الي وصلك ل كده بس ركز في كلامي ، جرب تتعامل بطبيعة مالك بتاع زمان مش الشخصية الي واقفة قدامي دلوقتي .
Salma Elsayed Etman .
رغم إن مالك أتقاله كلام من النوعية دي كتير جدآ من فهد و أحمد لكن من سها كان بالنسبة له مختلف !!! ، أثر فيه لدرجة إن و هي بتتكلم فعلآ مكنش عاوز يخسر سها نهائي ، مكنش عاوز يخسر شخص زيها باين في عيونه كل معاني الحب و الإهتمام ، هو نفسه فعلآ يتغير ، رغم جبروته و كل الصفات الوحشة الي فيه لكن جواه نقطة بيضة لو طلعت هتغطي علي كل السواد الي فيه ، هو أعترف من جواه إنه بيحب سها ، و إن كيان مش حب و إنها كانت مجرد إعجاب في الأول و راح ، و إن طلبه لإيديها ليس هو إلا عناد لفهد و إثبات ليه إن مش كل حاجه هو عاوزها هياخدها و يقدر ياخدها منه ، مردش عليها لأنه مكنش عارف هيرد يقول اي ، قعد علي كرسي المكتب و حط راسه بين كفوف إيده ، قربت سها من المكتب و قعدت قدامه و قالت بكل هدوء : مفكرتش تتعالج .
مالك رفع وشه بسرعة و قالها : هو أنتي شيفاني مجنون قدامك !! .
سها بإبتسامة بسيطة : قصدي تعالج روحك يا مالك .
مالك سكت لحظات و بعدها قال : حاولت .
سها : و النتيجة ؟؟ .
مالك : فشلت .
سها : طب و الي يساعدك تتعالج هتديله فرصة يقف جانبك ؟! .
مالك بإستغراب : قصدك اي ؟؟ .
سها أتنهدت و قالت : هحاول أساعدك ، هحاول أخليك تقلب الصفحة و تبدأ في صفحة جديدة تكتبها بروح نقية .
مالك بعقد حاجبيه : أنتي الي هتساعديني !!!! .
سها : أيوه .
مالك : بعد الي عملته ؟! .
سها : عذرتك ، لو كنت مكانك وارد إني كنت أعمل زيك ، مش أكيد بصراحة لأنك كنت قليل الذوق زيادة عن اللزوم و أنا مش كده بس وارد يعني .
مالك للحظة حس بالذنب و قال : و مش خايفة مني ؟! .
سها : عاوز الصراحة ؟! ، المفروض أخاف ، بس أنا متأكدة من إن جواك حاجة و من برا حاجة تانية ، متأكدة بنفس الدرجة الي أنا متأكدة بيها إني شيفاك قدامي دلوقتي .
مالك بتهرب : لاء أنا مش واثق للدرجة دي .
سها بإبتسامة : لاء واثق أنت بس الي مش عاوز تعترف لنفسك .
مالك في اللحظة دي أفتكر موضوع كيان و قال : يمكن مطلعش زي ما أنتي متخيلة ، يمكن أطلع أوحش .
سها بلا مبالاه : معتقدش .
مالك : هتساعديني ليه ؟؟ .
سها بصت في ساعة إيديها و قالت : صعبت عليا قولت أساعدك ، أنا هخرج دلوقتي ورايا شغل ، عن إذنك .
مالك رفع حواجبه الأتنين في ذهول و لما خرجت أتنهد بهدوء و قام خرج و راح علي مكتبه .
Salma Elsayed Etman .
بعد ساعتين مالك خرج من مكتبه و ركب عربيته و راح علي البيت ، طول الطريق كان بيفكر في سها و المشاعر الي بيحس بيها و هو معاها و محسهاش مع أي بنت قبل كده ، هو أعترف لنفسه من جواه إنه بيحبها ، لكن كل المشاكل الي في حياته حس إنها أقوي منه عشان كده كل تصرفاته غلط ، حقده ، تفكيره الغلط في الي حواليه ، علاقته المتدهورة مع فهد ، و حاجات كتير ، و لما وصل البيت ركن عربيته و دخل ، لقي كيان قاعدة لوحدها في الجنينة ، دخل الجنينة و قرب منها و قال : كيان أنا عاوز أتكلم معاكي شوية .
كيان أتخضت و خافت من مواجهة الكلام و قالتله بإندفاع : مالك أنا مش عاوزة أتكلم خالص ، و متفتحش معايا الموضوع دا نهائي ، و أنسي إن………… .
قاطعها مالك و هو بيقولها : أهدي أهدي أنا و الله مش جاي أتكلم في كده خالص بالعكس ، أنا جاي أقولك أنسي كل الي أنا قولته ليكي قبل كده ، و الكلام الي قولته ل جدي أنا هتكلم معاه فيه ، و مش هيحصل متقلقيش و محدش هيغصبك علي أي حاجة ، بس أنا مش عاوزك تكرهيني لأنك بنت خالي ، مش هينفع نكون كده .
كيان أستغربت جدآ من الي قاله و من تغييره المفاجأ دا !! ، ردت و قالت : و طالما أنت عاوز كده ليه عملت كل الي أنت عملته دا من الأول .
مالك أتنهد و قال بخنقة واضحة : لأسباب جوايا ، لأسباب مدمراني ، مش حابب أقولها لحد ، (سها جت في باله في اللحظة دي و قال ) أو يمكن هقولها بس مع الوقت ، و مش لازم تعرفيها يا كيان ، كل الي عاوزك تعرفيه إني مش هقف في حياتك أنتي و فهد ، هو فعلاً بيحبك بجد و أنتي تستاهليه .
كيان معرفتش ترد عليه و حست بتعاطف معاه ، و ردت عليه و قالت : طب يا مالك أنت ليه علاقتك مع فهد كده ؟؟ ، دا أنتو حتي ولاد خال و عمة يعني أخوات ، و أنا عمري ما شوفت حد فيكوا بيأذي التاني ، ف ليه كده ؟! .
مالك : معرفش ، و مش عاوز أتكلم في دا ، كل الي عاوز أقوله ليكي قولته ، و دلوقتي هروح أتكلم مع جدي في الموضوع .
قال كلامه و سابها واقفة مذهولة فعلاً ، و بمجرد ما أختفي من قدامها قعدت و طلعت تليفونها و رنت علي فهد عشان تحكيله الي حصل ، في الوقت دا كان مالك دخل ل مكتب جده و قعد و بدأ يتكلم معاه و قال : أنا عاوز أتكلم معاك .
الجد محمد هز راسه بالإيجاب و قال : قول يا مالك ، سامعك يا ابني .
مالك : خلي فهد يتجوز كيان زي ما هو عاوز ، هو فعلاً بيحبها و هي بتحبه ، متوقفش قدامهم ، فهد أحنا مصدقنا إنه قدر يتعافي من موت حبيبته الأولي ، بلاش يتجرح تاني جرح زي دا .
الجد بهدوء : غريبة ، أنت مش كنت عاوزها أنت كمان .
مالك أفتكر أسباب طلبه لإيديها و قال بتهرب من الأسباب : كل الحكاية إني كنت حاسس بمشاعر ناحيتها ، ف عشان كده طلبت أتجوزها و تكون معايا في الحلال ، بس أنا أكتشفت إنها كانت مشاعر مزيفة مش حقيقية ، و كل دا أنا مكتشفتهوش في يوم و ليلة ، أنا عرفت كده من بدري بس كنت بكدب نفسي عشان كده طلبتها ، لكن لما لاقيت فهد بيحبها و أنا مضايقتش أو غيرت عليها منه ف صرفت نظر عن الموضوع دا ، و دلوقتي بقولك الحقيقة ، وافق أنت و عمي علي جوازهم ، دي حاجة مش هتضايقني خالص و لا هتسيب أثر جوايا حتي .
الجد قام من مكانه و قعد جنب مالك و مسك وشه بين كفوف إيده بحنان و قال و عيونه بتدمع : و الله يا مالك رغم إن أمك تبقي بنتي و أغلي ما أملك و أضحي بروحي عشانها لكن أنت ليك غلاوة خاصة و مكانتك في قلبي مختلفة ، يمكن متصدقش الي أنا بقوله دا ، بس و الله يا مالك أنا بحبك ، دا أنت ابن بنتي يا عبيط ، يعني ابني الي أنا مخلفتوش ، أنا الي ربيتك من بعد موت أبوك الله يرحمه ، أوعي تفكر في حاجة غير كده يا مالك .
بعد ما قال كلامه خده في حضنه و طبطب عليه ، أما مالك أتردد إنه يرفع إيده يبادله الحب دا رغم إنه بيحب جده جدآ ، لكن رفع إيده و غمض عيونه و دموعه نزلت بوجع ، جده حس بالدموع الي نزلت و حس بالذنب لأنه حس إنه سبب من أسباب تعب مالك في حياته .
فهد بعقد حاجبيه : يعني هو قالك كده ؟! .
كيان : أيوه و الله يا فهد ، مش عارفة بجد هو ازاي في يوم و ليلة غير كلامه كده .
فهد أتنهد و قال : كل الحكاية إن مالك كان بيعند معايا مش أكتر ، و مشاعره مزيفة ، أو يمكن مكنش فيه مشاعر أصلآ .
كيان بإحراج : أحم ، اه .
فهد : عبد الله كلمني و قالي إنهم جايين بعد بكرة .
كيان بفرحة : بعد بكرة بجد ، الله يا فهد أنا فرحانة أوي ، وحشوني جدآ أنت مش متخيل أنا نفسي أشوفهم أد اي .
فهد بإبتسامة : و أنا كمان ، تخيلي إنه بيقولي أنا مطمن علي كيان في وجودك عشان أنت أخوها الكبير ، مستوعبه كلمة أخوها .
كيان بكسوف : لما يجي هنفهمه ، أنت هتقوله ازاي .
فهد بإبتسامة : مش عارف هجبهاله ازاي ، بس يحلها ربنا لما يجي .
كيان : ماشي .
فهد بإبتسامة : كيان أنتي مقولتليش أنتي موافقة تتجوزيني ليه ؟؟ .
كيان بتوتر : عادي عشان يعني ، عادي .
فهد ضحك بخفة و بعدها أبتسم و قال : بردو فين الإجابة ، طب أنا هتجوزك عشان بحبك و عاوزك تبقي شريكة حياتي ، و مش شايف غيرك ، و لا عاوز غيرك ، و حاجات كتير مش هقولها دلوقتي ، ف أنتي بقا موافقة ليه ؟؟ ، أنا مش حقي أطمن بردو و لا اي .
كيان كتمت ضحكتها و قالت : عشان أنت ابن حلال .
فهد : أممم ، ابن حلال اه ، طب الله يخليكي مش عارف أرد أقولك اي بصراحة ، أقفلي يا كيان أقفلي .
كيان بضحك : استني بس .
فهد : ياستي أقفلي ياستي ، قفلتيني أساسآ .
كيان بضحك : طب استني خلاص و الله ، عشان أنا برتاح معاك يا فهد .
فهد : هو أنا مُسكن برتاح معاك يا فهد ، يبنتي ما قولتلك أقفلي ، سلام ياختي .
كيان بضحك : سلام .
Salma Elsayed Etman .
فهد : هتشلني ياربي .
في اللحظة دي دخل أحمد و قفل الباب وراه ، قرب من المكتب و قعد قدام فهد و قاله : أنا كنت عاوز أكلمك في موضوع مهم .
فهد : موضوع اي ؟! .
أحمد بثبات : كنت هتكلم مع عمي و جدي في الموضوع دا بس قولت أفتحه معاك أنت الأول عشان يبقي عندك علم .
فهد بإستغراب : ما تقول يا ابني في اي ؟؟ .
أحمد : أنا عاوز أتقدم ل ندي .
فهد بصدمة : ندي مين !! .
أحمد : ندي أختك يا فهد .
فهد بصدمة : ندي أختي ازاي يعني !! .
أحمد بعقد حاجبيه : هو اي الي ندي أختي ازاي يعني !! ، عاوز أتقدملها عادي يعني اي حرام !! .
فهد حاول يداري صدمته و قال : لاء مش قصدي ، قصدي إن ندي لسه صغيرة ، و أتفاجأت بلي أنت بتقوله .
أحمد بإستغراب : طب أتفاجأت بلي أنا بقوله ماشي ، لكن صغيرة اي !!! ، ندي متخرجة ، دي عندنا في الصعيد لو مكنتش متعلمة كان زمانها متجوزة و مخلفة عشرة .
فهد أستوعب فعلآ إن ندي متخرجة و سنها مناسب جداً للجواز لكن من صدمته كان بيحاول يلاقي سبب للرفض !!! ، مصدمهوش مشاعر أحمد ل ندي أد ما صدمه إن أخته هتبقي مع تاجر سلاح !!! ، حتي لو ابن عمته و بيحبه لكن هو عارف حياته عاملة ازاي ، حاول يبقي هادي و ثابت و كلامه معقول و قال : أنت شايف أختي مناسبة ليك و لا بتحبها ؟؟ .
أحمد أتنهد بهدوء و قال : أنا بحبها من زمان يا فهد ، بس كنت مستني الوقت المناسب ، أولآ مكنتش عاوز أشغلها عن دراستها و لأنها كانت رافضة الموضوع و …………. .
قاطعه فهد و قاله : رافضة موضوع اي هو أنت كنت بتكلمها !!! .
أحمد بصدق : أكيد لاء يعني ، أنا قصدي لما كنا كلنا بنقعد و بنتكلم في الموضوع دا عامةً ، كانت بتقول إنها مش بتفكر في الجواز غير لما تتخرج ، ف عشان كده أستنيت ، هو أنت عامل كده ليه أنا حاسس إنك مذهول .
فهد : أحم ، طبيعي يعني ، لما ألاقي ابن عمتي بيقولي فجأة إنه عاوز يتقدم لأختي و بيحبها أكيد هتفاجأ .
أحمد : طب اي !!! .
فهد فضل ساكت لحظات لأنه فعلاً من غير ما يفكر رافض تماماً !!! ، لكن بدء الكلام و قال : أحمد أنت عارف إن ندي دي أغلي حاجة في حياتي ، و هي مش بس أختي لاء أنا بحس إنها بنتي ، و أنا مليش غيرها في الدنيا دي كلها ، و أكيد هبقي عاوز أطمن عليها و أشوفها أسعد واحدة في الدنيا دي كلها ، و تتجوز و تعيش حياتها مع راجل حياته مستقرة ، و بيحبها ، و هيحميها ، و تحس بالأمان معاه ، و تبقي عايشة عيشة مرتاحة ، مفيهاش قلق و خوف من الي ممكن يحصل في المستقبل ، لكن ، أنت هتقدر توفرلها كل دا ؟! .
أحمد فهم قصده اي و قاله : و هو أنت حياتك مش زيي !! ، هي مش كيان دي بني آدمة بردو !! ، مش عندها أهل دي و أخ هتلاقيه بيفكر بنفس تفكيرك في أخته !!! ، هتقوله اي لما ينزل من السعودية بعد يومين !! ، هتقدمله نفسك علي إنك البشمهندس فهد الألفي و لا فهد بيه الي من أكبر تجار السلاح .
فهد قام وقف بضيق و قاله : متجبش دا قصاد دا يا أحمد أحنا مختلفين عن بعض .
أحمد قام وقف قدامه و قاله بجدية و حده : مختلفين عن بعض اي !! ، أنت معني كلامك إنك رافض تديني أختك لأني في نظرك أنا أحمد الجارحي تاجر السلاح ، الي مش هيعرف يحمي أختك من حياته صح !!! ، طب و أنت !!! ، أنت الملاك البرئ !!! ، علي أساس إنك مش تاجر سلاح زيي !!! ، طالما مش راضي بكده ل أختك راضي بكده ل كيان ليه ؟! ، أنت تفرق عني اي عشان تتجوز بنت عمك و ترفض تجوزني ندي و حياتي هي هي حياتك .
فهد بخنقة : يا أحمد قولتلك الحكاية مش كده ، أفهم بقا ، أنا مش هقدر أوضحلك أكتر من كده ، ندي مش هتنفعك ، مش عشان أنت شخص وحش لاء ، تقدر تقول إنكوا مش هتبقوا مناسبيين لبعض ، مش شرط عشان بتحبها يبقي هتتجوزها ، ما وارد الحب دا ميكملش عشان ربنا مش كاتب نصيب ليكوا و مش هتبقوا مناسبيين لحياة بعض ، و دا هو قصدي ، أنا عارف مصلحة أختي أكتر منك ، و أنت ابن عمتي أكيد هتمنالك كل الخير بردو ، عشان كده بقولك مش هينفع .
أحمد بإنفعال : لاء يا فهد أنت أناني ، يعني أنا ينفع أروح أقول ل عبد الله حياتك أنت ازاي سودة و أقوله إن الي عاوز يتجوز أختك دا يبقي تاجر سلاح !!! ، ليه سامح لنفسك تعيش و تخلي كيان تدخل حياتك و أنت كده لكن رافض أختك تعيش مصير كيان ، ليه عاوز تريح قلبك و تتجوز الي أنت بتحبها و تحرمني أنا من حُبي ل ندي رغم إن كلنا واحد و أنت عارف الي فيها .
فهد فضل باصصله و ساكت ، لأنه فعلاً مكنش عنده كلام يقوله ، مش هيقدر يوافق إن أحمد يتجوز أخته و هو كده ، و لا هيقدر يقوله الحقيقة ، أما أحمد لما ملاقاش رد قرب منه خطوة و قاله بكل هدوء : دايمآ كنت بدافع عنك قدام مالك ، دايمآ أقوله فهد بيحبك هو مش زي ما أنت بتقول ، لكن أول مرة أعرف إن مالك عنده حق ، و إن هو الوحيد فينا الي فاهمك صح ، أنت طلعت إنسان أناني ، و مش هامك غير مصلحتك و نفسك و بس يا فهد ، و أنا غير مالك ، أفهم دا كويس ، أنا هتكلم رسمي قدام أهلنا ، و هما يحددوا الرفض أو الموافقة ، و لو قبلوا يبقي أنت ملكش عندي حاجة ، و لو عاوز تقولهم الحقيقة قولهم ، عشان نتحرق كلنا من الحقيقة الي هتقولها ، و محدش فينا هياخد حاجة هو عاوزها ، و أنت أول واحد فينا هتتحرق ، يا كبير العيلة .
Salma Elsayed Etman .
قال كلامه في وشه و سابه و خرج ، فهد غمض عيونه بضيق و فتحها و فجأة صرخ و هو بيشيل الفازة من علي الترابيزة و بيخبطها في المراية الي قدامه بعصبية و خنقة و قال : ليه بيحصل فيا كده ليييييييييييه .
فضل ياخد نفسه بسرعة و بخنقة و قعد و حس باليأس و لأول مرة في حياته يحس بكده و قال : مبقاش مالك بس الي ضدي ، مش مالك بس الي علي وشك إني أخسره ، حتي أحمد ، أحمد كمان هخسره ، (حط راسه بين كفوف إيده و قال ) حتي أحمد هخسره .
نفس اليوم بليل في الڤيلا .
كانوا كلهم قاعدين ما عدا البنات كانوا قاعدين في الجنينة برا ، جدهم كان ملاحظ صمت أحمد الي علي غير العادة ، و ملامح فهد الي باين عليها التعب ، و مالك و دا أكتر واحد مش مفهومله حاجة بالنسبة لجده ، قطع الصمت دا الجد و قال : بإذن الله زين هيخرج من المصحة بعد يومين ، نحمد ربنا و نشكره ، الدكتور قال حالته كويسة ، و نفسيته فجأة أتحسنت ، أكيد وجود أمه و أبوه معاه فرق كتير ، حتي لو أيام بسيطة .
الكل : الحمد لله .
الجد : مالك أتكلم معايا يا فهد بخصوص موضوع كيان ، إن شاء الله خير ، و كل حاجة ترجع لأصلها .
فهد بهدوء : عندي علم بلي حصل .
الجد هز راسه بالإيجاب في صمت ، و قال بعدها : مالك يا أحمد ؟؟ ، غريبة يعني قاعد ساكت من ساعة ما جيت ، لا بتتكلم و لا بتنكش حد زي عادتك .
أحمد بضيق : بفكر في الشغل بس مش أكتر ، أنا خارج .
قام وقف و مشي من قدامهم وسط إستغراب الكل من تصرفه ، رد يحيي و قال : مال أخوك يا مالك ؟؟؟ .
مالك : و الله مش عارف يا خالي ، من الصبح و هو كده ، حاولت أتكلم معاه لكن قالي مفيش حاجة .
فهد قام من القاعدة في صمت و دخل الجنينة و نده علي أخته و قال : ندي .
ندي بصوت عالي : جاية حاضر .
ندي قامت من وسطهم و راحت ل فهد و قالت : نعم يا فهد .
فهد : تعالي عاوزك .
خدها و طلع بيها علي أوضتها و دخلوا و قفلوا الباب ، و قعد معاها ، و ندي قالت : في اي يا فهد قلقتني ؟! .
فهد بتنهد : بدون لف و دوران ، و من غير ما تتحرجي أو تتكسفي مني ، هسألك سؤال واحد بس و تردي عليا بصراحة .
ندي بقلق : في اي ؟؟ .
فهد : أنتي فيه حاجة بينك و بين أحمد ابن عمتنا ؟! .
ندي أزدرءت ريقها بتوتر و قالت : لاء ، يعني حاجة زي اي ؟؟ .
فهد : مشاعر مثلآ ، بتحبيه ؟؟ .
ندي بان عليها التوتر و سكتت مردتش ، و فهد فهم سكوتها دا و قال : يعني بتحبيه ، يعني لو أتقدم ليكي هتوافقي طبعاً .
ندي : أحمد كويس يا فهد ، و لو الي أنت بتقوله دا صح ف هو مش هتلاقي زيه يحبني و يخاف عليا .
فهد قام وقف و مشي إيده علي وشه بضيق و قال بهدوء : طيب من غير إنفعال أو رد فعل يخلينا يتخانق مع بعض ، أحمد هيتقدملك ، و أنا مش موافق عليه ، و مش هوافق .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية العشق والآلام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى