رواية تمرد عاشق الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم زهرة الربيع
رواية تمرد عاشق الجزء السادس والثلاثون
رواية تمرد عاشق البارت السادس والثلاثون
رواية تمرد عاشق الحلقة السادسة والثلاثون
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
بنت قلبي…
أحبك
أحرف نطق بها قلبي قبل لساني
أحبك
لحن عشقا وترانيم فرحا تنسيني ألامي
أحبك
يا عشقي الاوحد وأنيسة وحدتي ومرآة وجداني
أحبك
بعشقي
وجنون أشتياقي
أحبك
وكل مابداخلي يناديكي حتى جذور أعماقي
أحبك
بولعي وسكوني وهذياني
أحبك
لاخر لحظه من عمرى ساظل
احبك
…
فيلا المنشاوي
دخلت بقهوته التي اعددتها له… جلست بمقابلته وهو يعمل على جهازه المحمول
– حبيبي بيجاد كان ماله… أنا محبتش أسأله… ترك مابيـ ديه وتناول قدح قهوته مر تشفا بعض الرشفات متلـ ذ ذا بطعمها
رفع نظراته إليها
– حصل معه مشكلة في الكلاس بتاعه… بس هو عرف يتعامل فجاي بيحكي لي ويشوف غلط ولا لا
وقفت متجه له
– يعني إيه ياريان… الولد غلطان ولا لا
ملـ س على خـ ديها… وأجابها
– لا حبيبي هو مغلطش وعجبني تصرفه جدا
ربتت على ذرا عيه
– بيعجني فيك إنك دايما مع ولادك ومبتتعصبش عليهم… حبيت روح الحوار بينكم حبيبي
ضـ مها لأحـ ضانه وقبّـ لها قُبـ لة خا طفة
– شوفي ياقلبي… عمر التربية مابتيجي بالصراخ والضرب… اولاً دول لسة ولاد، أطفال يعني.. بيجاد سبع سنين دا ميعرفش الصح والغلط إلا اللي بنعلمهوله..
ثم أكمل مستطردا
– لما يغلط في السن دا لازم نداوي غلطه منعقـ بوش العقا ب اللي يخليه يتمادى … أما عمر أكبر شوية ومع ذلك لسة برضو طفل … يعني عشر سنين برضو لازم نؤهله للصح والغلط… مفيش عقا ب للغلط إلا لما يكون مقصود وطريقة العقاب بتكون مختلفة
قطبت جبينها وتسائلت:
– يعني إيه ياريان عايزني أفرق بينهم
امـ سك بيـ ديها وأجلسها أمامه وعقّب على سؤالها
– دا مش تفرقة يانغم… يعني مثلا ينفع تضـ ربي عمر زي حمزة مثلا… لا طبعا
قاطعته:
– وأنا اضر بهم ليه ياريان إنت لسة قايل مينفعش نضر بهم نعلمهم
– أيوة قولت كدا.. بس فيه غلط مينفعش نتهاون فيه.. يعنى مثلا زي مشكلة بيجاد النهاردة… أنا معرفهم الكذب دا حرام… ومتأكد انه غلط وله عقاب
مش شرط أضر به بالمعنى الحقيقي… فيه ضر ب بالمعنى المجازي ياحبي… زي العقاب
يعني حمزة ممكن تعا قبيه زي ماتعا قبي عمر… دا كان قصدي
وضعت رأ سها بأحـ ضانه وأردفت بسعادة
– أنا مبسوطة أوي ياريان لانك متفاهم وحنين مع الولاد
رفع حا جبه بتهكم من كلماتها
– ليه ياقلبي شيفاني جو ز أمهم… دول ولادي ياهبلة… يعني قطعة من قلبي..
ضحكت بصخب على استفزازها له
– حلوة جو ز امهم دي مسخرة ياريو ياقلبي
ضيق عيناه من ضحكاتها
– دلوقتي بتقولي ريو يانغم
رجعت للخلف لما علمت ماينويه ولكن جـ ذبها بقوة…
– هعرفك جو ز أمهم هيعمل ايه
وضعت يـ ديها على وجهها ومازالت تقهقه عليه
– أنا أسفة يا بشمهندس… إنت جو زي مش جو ز امهم… اقترب منها متلمـ سا وجهها بحنان
– عارفة يانغمتي نفسي في إيه
توقفت على ضحكاتها عندما وجدت هدوئه بالحديث… اعتدلت، امـ سك يـ ديها بين يـ ديه
نفسي أجيب للعيال مر ات أب
توسعت حدقتيها شيئا فشيئا… وفجأة وقفت كالتي لُدغت من أفعى
وبدأت تلقيه بالوسادات وتسّبه بأبشع السُباب… كان يتفادى لكماتها وهو يقهقه عليها وعلى غيرتها… فجأة جـ ذبها لأحـ ضانه
مد اعب وجهها بأنفه
– حبيبي الغيران على جو زه… لكـ مته بذرا عيها بجنبه
– إخرص ياريان وإياك أسمع صوتك يابتاع الجو ازات
التقـ ط شـ فاها لدقائق معدودة حتى تلاشت انفا سها واضعا جـ بينها فوق جـ بينه
– حاضر مش هتكلم تاني… أنا أصلا مبحبش النظري وإنتِ عارفة… بمـ وت في العملى… رفعت أنا ملها تلمـ س وجـ نتيه
التقـ ط ثغـ رها الشهي أمامه مرة اخرى ذاهبا بها لعالمه الخاص
في فيلا عمر المصري
تجلس مرام مع ابنتيها سيلا وماسة
سيلا التي تبلغ من العمر سبع سنوات وماسة اربعة
كانت تقوم بتعليمهما ا لرسم…
– مامي شوفي الرسمة كدا صح… أنا عايزة الميس تكون مبسوطة مني
قبّـ لت خـ ديها
– الله عليكي ياسيلو جميلة ياروح مامي… بس هتكون أروع لو حاولنا ننظم الألوان شوية حبيبة مامي هتلاقي الجمال والرونق أجمل… تمام ياحبيبتي
– حاضر مامي فهمت قصدك
مينفعش احط الدارك(غامق) مع لايت (خفيف).. حضرتك تقصدي كدا
اجلستها بجوارها
– بالضبط حبيبتي بس فيه ساعات رسومات لازم نضيف عليها الاتنين… بس هنا احنا مش محتاجين ألون كتير
– يعني البحر… كفاية لون المية بلو..(ازرق)
ليه نحط ازرق غامق ياحبي مع ازرق فاتح
الميه لونها بيكون واحد بس
برضو الشمس… ليه مدخلة الأحمر مع الأصفر ممكن نحط لون أصفر كفاية
قبّـ لت سيلا خـ ديها
– فهمتك مامي أكيد هعمل كدا… توجهت لماسة التي قامت بتقطيع ورقات الرسم
– أوف مامي انا حبش رسم… أنا أحب أرقص باليه …دخل عمر في هذه الاثناء وهو يضحك عليها… قبّـ ل رأس مرام،، متجها لبناته وقبل خـ ديهم
– زعلانه ليه ياماستي
أسرعت تجلس على سا قيه…
– بابي فين الشكيولت بتاعه ماسة حبيبة بابي
في فيلا الألفي
دلفت المرحاض وهو تقوم باستفراغ ما في معدتها فهي منذ يومين لاتستيطع قبول الطعام
جلست بأرضية المرحاض وقطرات العرق تغزو وجهها… سمعت بكاء طفلها ولكنها لم تقو على الوقوف… امـ سكت الهاتف الخاص بالحمام
– ” مليكة..” تعاليلي أنا تعبانة
كانت تنام تنعم بأحـ ضانه فمنذ فترة طويلة والحزن خيم على قلوبهم… اليوم فقط استطاع كبت حزنه بعدما رآه امامه
فجواد يمثل له الأخ والصديق والحبيب وكل مايملك بعد والده
وقفت ترتدي ملا بسها سريعا… نظر لها مردفا
– فيه حاجة… ماما نجاة كويسة
ارتدت حجابها بعشوائية
– نهى تعبانة أوي وصهيب مش هنا…
قطب جبينه وتسائل
– راح فين صهيب الساعة تلاتة دلوقتي
معقول لسة برة
وقفت على باب الغرفة
– راح إسكندرية
هبّ من نومه وتسائل مفزعا
– راح فين… وليه معرفتنيش
استغربت رد فعله ورغم ذلك اجابته
– راح يصالح غزل ياحازم… مالك فيه إيه
مفيش حبيبتي… روحي شوفي نهى لو احتاجت دكتور عرفيني
وقف سريعا متجها لمرحاضه
بعد قليل خرج وامـ سك هاتفه
في الاسكندرية
جلس مطوقا جـ سدها بين ذرا عيه حتى أصبحت بأحـ ضانه كأنها طفلة يحملها والدها… ممـ سدا على خـ صلاتها الحريرية
يحفر ملامحها كرسام يبدع بفنه برسمها كطلة مبهرة للعيون.. لمـ س شـ فتيها التي مهما أرتوى منهما لكنه يشـ عر بالظمأ… أغمض عيناه عندما تذكر أول قُبـ لاته لها
فكان شعـ وره كشعـ ور أم حُرمت من نعمة الأطفال لسنوات عديدة… ولكن لحكمة ربها ورحمته بها أنعمها بطفلها بين يـ ديها… تعلمون كيف كان الشعور حينذ
ابتسم لذكرياته مع جنيته في أول لقاء حـ ميـ مي بينهما… وكيف كانت طفله خجلة… امرأة عا شقة بين يـ ديه… ظل يتراجع بذكرياته السعيدة التي اعتبرها ميلاده
تأ لمت مرة أخرى بنومها… تمنى أن يخـ طف آلا مها ليشـ عرها بنعيم راحتها فقط… قام بإعتدالها للجانب الاخر عندما علم إنها غير هنيئة بنومها… استمع لرنين هاتفها بجواره
– صهيب جه تحت وبيسأل على حازم
قطب جبينه وتسائل
– جي دلوقتي ليه خير… زفر بضيق
تمام خليه يطلع إتاكد مفيش حد وراه
أجابه زاهر على الجانب الآخر
– تمام متخافش… واخد بالي هو ركب كذا وسيله عمل حسابه يعني محدش وراه
استمع لطرقات الباب
جـ ذبها بهدوء إلى الوسادة مقـ بل شـ فتيها بقُـ بلة سطحية عندما وجدها تمـ سك يـ ديه بقوة كأنه سيتركها همـ س بجانب أذ نيها بعدما قبـ لها
– حبيبي هشوف حاجة برة وجايلك متخافيش… هزت رأ سها ومازلت بين اليقظة والنوم
– زوزو حبيبي صهيب جه برة هشوفه ورجعلك… مقدرش أبعد عنك… اقتـ رب وهمـ س بخفوت لتعيد لنومها
جود حبيبك مستحيل يبعد عن غزالته، نامي دلوقتي ياحبي… قبّـ ل جبـ ينها.. ثم خرج للباب عندما قامت العاملة بفتحه… وتفاجأت بوجود صهيب
أشار جواد لها بفتحه… فتح الباب الذي ظـ هر منه صهيب
– معلش يانهلة صحيتك… حازم نايم ولا… ولكن قطع حديثه عندما وجد جواد يقف أمامه يضع يـ ديه بجيب بنطاله
رعـ شة عنـ يفة أصابت جـ سده بالكامل… هـ زة جعلته غير قادر على الحركة أو النُطق… ظل ينظر له لبعض اللحظات كأنه يحاول استيعاب مايرى ويتأكد إنه حقيقة أم خُيل له .. قاطع نظراتهما لبعض رنين هاتف غزل…
نهلة أردف بها جواد
– هاتي فون الدكتورة… هنا فاق صهيب وعلم مايراه حقيقة.. هنا كأنه تلقى صـ فعة بقوة على وجهه… اقتـ رب بخطى سُلحفية وهو ينظر لجواد الذي كان يناظره بهدوء
– انت فعلا… أيوة أنا مبتوهمش… أقترب حتى وقف أمامه لم يفصل بينهما انش واحدا… رفع يـ ديه… يلمـ س أكتـ افه حتى يتأكد بما سمعه ورآه.
جـ ذبه جواد بقوة إلى صـ دره يربت عليه
هنا خرّ با كيا ولم يعد قوة لتحمله… هنا خرج صمته وكأنه لم يبكـ ي من قبل… لقد عاش الفقدان ثلاث مرات… تمنى أنه لايفقد مرة آخرى…
ضـ مه جواد بقوة عندما شـ عر بما يشـ عر
بس يالا إنت بتعيـ ط زي السـ تات ليه كدا… خرج يمـ سح دمو عه
تراجع للخلف لا يعلم كيف ينظر له
هل ينظر اشتياقا…!!
أم ينظر له معاتباً!!
عقله يعمل بكل الإتجهات حتى شـ عر إنه سيسـ قط للها وية.. رفع أنظاره له وتحدث
– ليه،!! ليه تعمل فيا كدا..؟
ليه تكون عايش وتموُت كل حواليك…؟ توقف لحظة
– يعني غزل تعرف إنك عايش… هز رأ سه وتحدث بيقين
– ايوة هي تعرف.. قاطعه جواد
– محدش كان يعرف غير ريان.. وحازم لسة عارف النهارده هو وبابا
لكـ مه بصـ دره بقوة.. رغم تدرب جواد إلا ان لكـ مته أرجعته بعض الخطوات
رمقه شـ رزا وابتسم بتهكم
ليك عين تتكلم… رفع سبابته عندما حاول جواد الحديث
اخرص ياجواد… مش عايز اسمع صوتك.. وضع يـ ديه يمسح وجهه يحاول إستيعاب مايحدث ناظره بعتاب
– أنا كنت بمو ت كل دقيقه… وإنت عايش… خلتني أشـ عر باليُتم وإنت عايش… إنت تعرف حـ سيت بأيه… حـ سيت إن ضـ هري اتكـ سر وبقى مكشـ وف للي عايز يد بحني … حـ سيت إ نى وحيد في الدنيا… حـ سيت ان حد بيخـ نق فيا ومش قادر اتنفـ س
ليه إيه ليه تعمل كدا… أردف بها بصياح
دار حول نفسه كالمجنون
– أنا كنت مفكر مر اتك اللي اتجننت وأنا اللي طلعت مجـ نون… أنا قولتلها هتجو زك علشان أمانة أخويا
مـ سح على وجـ هه بعـ نف كأنه يقتـ لع جلـ ده م وجهه… وصرزخ بصوتا مر تفع
– ليه ياجواد كنت بتموّت أخوك وإنت عايش… دا أنا اللي مو ت معاك… أنا اللي مو ت… أنا اللي دايما أخسر حبايبي… ياريتني كنت مو ت بجد ولا حـ سيت بشعـ ور فقـ دانك… شعـ ور مُميت للروح… شـ عور بيخليك عايز تموت علشان ترتاح من قوة الألم
جـ ذبه جواد لأحـ ضانه عندما رأى إنهيـ اره بهذا الشكل…لم يكن يعلم وصوله لهذه الحالة وظل يربت على ظـ هره
– أنا آسف مكنش قصدي أزعّل ولا أحزن حد… كنت عايز احميكم.
❈-❈-❈
قطب مابين حاجبيه
آسف!!
تحمينا!! من إيه؟
وإيه الحماية وإنت مش في وسطينا
ركل المنضدة بأقدامه وصر خ كالمجنون
– ياخي بقولك أنا قولت لمر اتك هتجو زك… بتقولي حماية… فين الحماية دي ومر اتك في حتة وأبوك في حتة وأنا تايه بين الكل
فين الحماية دي وسيف ماشي ضا يع حا سس إنه مش عايش… حا سس انه وحيد… فين الحماية ومر اتك كل ليلة نايمة بتتأ لم لوحدها مبتلاقيش اللي بيساعدها تدخل حتى الحمام… فين حمايتك ياحضرة الضابط
ضـ رب على صـ دره
– فين حمايتك وأنا قلبي نا ر بتحـ رق فيه كل ماأفتكر إني معنتش هشوفك ولا أسمع صوتك…
اقتـ رب ووقف ينظر بداخل مقلتيه
– فين حمايتك وأمك بتقول لمرا تك أنا بشوف فيكي إبني… تساقطت دمو عه بغزار
فين حمايتك وأمي بتقولي متخليش مر اته تمشي علشان اشم ريحته حواليا
– انا كنت بد فن واحد غريب وجـ سمي كله بيتو جع عليه ومعرفش إن أخويا عايش وسايبنا كلنا نتعذب…
كنت بروح أقعد على قبرك.. ابتسم باستخاف قصدي قبر اللي دفـ نته
وأبكـ ي… كنت مستعد أدفع عمري وأشوفك قدامي بس وتقولي بتعيط ليه يالا
– فين حمايتك دي وأنا كل يوم أرجع البيت وأبص على بيتك كأني شايفك في البلكون وإنت بتشرب قهوتك وبتقولي عامل إيه ياحضرة الدكتور
– فين حمايتك وإحنا كل يوم الصبح نقعد نبص على كرسيك انت ومراتك ودموعنا تنزل بصمت ونحاول نضحك علشان مانو جعش قلب أمك وابوك
إنت فاهم معنى الحماية غلط ياحضرة الضابط… اقترب ووضع يـ ديه على أكتـ افه
– الحماية إني اشـ عر بالأمان وكل االي حواليا موجود… الحماية هي السعادة بذات نفسها… عشت الحزن والفقدان لحد مابقتش حاسس يعني ايه حياة اصلا ودلوقتي جاي بعد أكتر من تلات شهور وتوقف وتقول أنا عايش
تقلص المسافة بينهما
– صهيب أنآ مقدر وجـ عك وشـ عورك..
قاطعه كالمجنون
– اسككككككت صر خ بها وهو يضع يـ ديه على آذانه
– معنتش عايز أسمع حاجة… لكـ مه بصـ دره بقوة
– لما تحـ س بيّا يبقى تعالى أقف قدامي وشوف احـ ساس فقدان عزيز عليك إيه… ظل يلكـ مه كأنه لم يشـ عر بما يفعله
– دا إنت ابويا يالا مش اخويا.. دمو عه تساقت بغزارة وأردف بصوتا با كي
– إنت قوتي في الدنيا دي
انت ضهري اللي بقدر امشي وانا مش خايف لاقع و اتكـ سر.. ضـ مه بقوة لصـ دره
– إنت آماني اللي حـ سيت اني خـ سرته وأنت مش موجود
ضـ م بعضهما البعض بقوة… وظل يبكيان بصوتا مرتفع
آهة ملتاعة بنبرة حزينة خرجت من جو فها وهي تقف على باب غرفة المعيشة… جعلتها لم تقو على الوقوف لتجلس أرضا لذكريات حزينة دُثرت بالتراب لاغلى الأحباب… لفقيد الشباب… هنا مشهدهما… أيقظ وجـ ع فؤداها… كيف لكِ صغيرتي التحمل على هذا المشهد الذي يبكـ ي حجرا صماء
استمع لشهـ قاتها… استدار سريعا… لقد ارتجـ ف قلبه لسماع صياحها وشهقاتها… جعلت لهـ يب قلبه بالإشتـ عال لآوجاعها… أسرع إليها، جلس أمامها على ركـ بتيه
– زوزو حبيبي مالك ياقلبي.. ضـ مها لصـ دره وقوة تحمله على آلامه فاقت آلامها
كيف لعاشق أن يصمد أمام أحزان من يُحب… أمـ سك وجهها وأزال عبر اتها التي تكـ وي قلبه بلهـ يب الإحـ تراق
خطى صهيب إليهما بعدما استعاد قوته وتحمله مما رأى… جلس بجوارها ممـ سدا على حجابها
– إهدي يازوزو… إهدي متنسيش إنك حامل… رفعت نظرها لها ودمو عها تنسدل بغزارة كشلال
– حـ سيت بالوجع… عرفت أد إيه فقدان قوتك بيعمل إيه؟
عرفت يعني إيه سندك وأمانك في الدنيا مش موجود…
أمـ سكت يـ ديه ونظرت لمقلتيه
– شوفت أد إيه الأخ مينفعش يتعوض… مـ سح جواد دمو عها وبدأ يعلم بما صار لها
اوقفها وهو ينظر لصهيب
– إرتاح دلوقتي وهنتكلم بعدين… ضـ مته بقوة كأنها ستفقده هو الآخر… ضـ مت حبيبها بل كيانها وذكريات جاسر تداهما
ألقت نفسها بالكامل عليه… تلاقها بقلبه قبل يـ ديه… نعم لقد شـ عر بما تمر به
حم، لها وهو يضـ مها لصـ دره ليسمعها نبضاته الهادرة في ضلوعه كي تهدأ
وضعها على فراشها بهدوء وقام بخـ لع اسدالها واضعا قُبـ لة عميقة دافئة على جبينها
– إهدي حبيبة جود متو جعيش قلبي ياقلبي… رفعت أنا ملها على وجـ نتيه
– أنا بحبك أوي ياجود.. أوي أكتر من أي حاجة في الدنيا دي… شوف وقت ماكان جاسر موجود كنت بحبه أغلى حاجة بس هو حب من نوع تاني… حب بلا مقابل.. ماهو أكيد الحب الأخوي بلا مقابل
❈-❈-❈
لمـ ست وجنتيه بأناملها وتحـ سـ ستها.. ناظرة لعينيه:
إنما إنت لا… مكنتش حب اخوي، حتى وقتها كنت بقتنع بكلامهم بحب أخوي بس كنت بنتظر منك غيره… كنت بنتظر اني أكون أغلى حاجة… كنت بنتظر كلمة بحبك أكتر من رو حي… كنت بنتظر تضـ مني علشان احـ س بنبض قلبك ليا
كان فيه فرق كبير اوي بينكم.. أوي ياجود حتى لما قالوا انك مُـ ت… مصدقتش لأني حا سة برو حك حواليا في كل مكان…
انزرفت دموعها بقوة
– إنما هو لما قولتوا ما ت عرفت سندي وآماني والحنان الأخوي والأبوي… حـ سيت باليتم مع اني عيشته قبله… لكن هو محـ سـ سنيش بيه ولا إنت كمان
إنما إنت لا… لو كنت بقيت زيه… صدقني كان نفسي اتقطع مني… كنت فقدت كل حاجه… النهاردة وانا بسمع صهيب قلبي وجعني عليه أوي… عذرت كل اللي عمله
احـ ساس اليتم والوحدة صعب أوي… مع إنك محرمتنيش من حاجة… بس غصب عني كنت بروح لذكريات الاخوة الجميلة… إنت عوضتني… هو صعب الاحساس اللي عاشه حتى لو سيف وحازم معه… بس كل واحد معزته غير التاني
– ربنا مايحرمني منك ياحبيبي…ظلت تكررها عدة مرات
جـ ذبها بقوة لأحـ ضانه واعتـ صرها يكاد يدخلها لضلوعه حتى يزيل آلا م جر احها
شـ عر بروحه تأ ن بأنـ ين كوتر مقـ طوع.. تنـ هد بحزن عليها… مـ سد على شـ عرها بحب مُقبلا خـ ديها
– طيب مش أنا عوضك بتعيطي ليه دلوقتي ياقلبي
شهقت شهقات مرتفعة تحاول تسيطر على آحزانها… لم تستطع تمالك نفسها من الحزن… عندما تذكرته فكأنه اليوم
نخر الألم عظامه نخرا حتى شـ عر بتشحذ جـ سده بسكين بارد ليشعر بقوة اآلامه
ضـ مها لقلبه يتمنى أخذ آلامها وأحزانها
– زوزو ينفع كدا.. يعني كنت مـ ت أحسن وأهو كانت دمو عك بفايدة
رفعت راسها ووضعت يـ ديهاعلى شـ فتيه مقبـ له بكل عشق وشوق ونظرت بعيناها المنتفخة من كثرة البكاء
– بعد الشر عليك من الموت ياحبيب قلبي.. ليه بتقول كدا ياجود حرام عليك
دخلت أحـ ضانه تتمـ سح به كقطة أليفة
لو مت خدني معاك لأني بعدك ميته
– أشش أهدي أنتِ في حـ ضني أهو.. ومش هسيبك… رفعت رأسها
– أوعدني… لمـ س خـ ديها بشـ فاه مقـ بلا دمو عها
– وحياة غزالتي عندي… ألقت نفسها بأحـ ضانه وهي تبـ كي بنشيج مرير
– لو سمحتي حبيبي بطلي عياط… أنا عاجز مش عارف أعملك إيه… ينفع كدا تزعلي جاسر… بكرة يقولي مامي كانت كل شوية بتعيط
اعتدلت سريعا تنظر له
– “جاسر “همـ ست بها بحنين… لامـ س خـ ديها
– ايوة إن شاء الله هسميه جاسر لو جه ولد
ابتسم لها
– تعرفي حلمت يوم خُطبتي على ندى بإيه
مـ سحت دمو عها بعنـ ف
– نعم ياخويا… أنا بعيط وأنت بتقولي ندى
قوم من جنبي والله أنت فعلا مستفز وبارد
قهقه عليها جا ذبها بحـ ضنه وهو يحاوطها بذر اعيه
– يابنتي استني لما أقولك الحلم
جلست على ركـ بتيها أمامه ودُت لو تصـ فعه على وجهه ولكن كيف وهو نبض الحياة
رفع حا حبه يحاول يستشف ماتفكر فيه
– بتفكري في إيه غزالتي… إوعي تكوني ناوية تعملي مقلب… أشار بعينه على بطـ نها
متنسيش البطيخة اللي في بطـ نك
ضيّقت عينا ها واضعة يـ ديها بخـ صرها
– هقولك هعمل إيه بناء على اللي تحكيه… قول ياابن الألفي ياجميل يابتاع الستات
مط شـ فاه للأمام وارتفع جانب وجهه وتحدث بتهكم:
– دلوقتي ابن الألفي وبتاع البنات ومن شوية أمو ت لو حصلك حاجة … ماشي يابنت السيوفي… من شوية كنت الهوا والميه
لكـ مته بذر اعيه…
– مادورش وتحـ رق دمي… قولي حلمت بإيه… لمعت عيناه عندما وجد بريق عيناها الغيورة عليه
نصب عوده متجها للشرفة… وقفت متجه له وتصيح عليه
– لدرجة دي الحلم صعب تحكيه..
اتجه بنظره لها وقد راقه غيرتها اللـ ذ يذة له
❈-❈-❈
هشرب سيجارة واحكيلك
– نعمين ياخويا… تشرب إيه؟
والله ياجواد هضر بك أنا بقولك أهو… من إمتى وإنت رجعت تدخن تاني… توقفت عن الحديث تطالعه بخبث
– تصدق ياحبيبي نفسي كمان أشرب سيجارة.. رفعت نفسها تضع يـ ديها على كتـ فه
– تقول إيه ابنك الطفس الجعان طالع لأبوه وعايز يشرب سيجارة
– نعمين ياختي… قولتي إيه
تبادلت النظرات بينهما باستخفاف
– بطلي هبل وتعالي اقولك يامجنونة حلمت ايه
“طعمة، لـ ذيـ ذة… حبيبتي عايزة تتاكل دلوقتي
جلست تمـ ط شـ فتاها كالأطفال وتهز سا قيها بعنـ ف
– قولي ياجوااااد صر خت بها… ضـ مها وظل يضحك عليها.. قبـ لها قُبـ لة سريعة
– عايز اقولك الحلم دا مينفعش يتقال…
دفعته بقوة عندما تلاوشت قواها وهو ينظر لها بهدوء
– ياقليل الأدب.. أنا قولت والله إنك قليل أدب.. هتكون حلمت بإيه يامحترم
اللي مشفتش يوم تربية قالتها وهي تكز على أسنانها
جلس محاوطا اكـ تافها ومازال يضحك عليها
– ياهبلة اسمعيني… الحلم دا كان بيكي انتِ.. جحظت عيناها وارتعـ شت شـ فتيها وأشارت لنفسها بيا
نظر لخـ صلاتها المـ تمردة بفعل عصـ بيتها… تمنى أن يجول بها بجولاته توا ورغم ذلك تمالك حاله
رفع انا مله يرفع خـ صلاتها
– اه والله.. كنت بحلم وعايزه حقيقة دلوقتي
ترقرقت عيناها بالدموع تناظره
– قول وهعملك اللي انت عايزه…
جـ ذبها بأحـ ضانه مُقـ بلا جبينها
– إنت عملتي كل حاجة حبيبي وأكتر من اللي تمنيته… مـ سد على خـ صلاتها رافعا المتمردة منها
– حلمت ان جاسر داخل بيصحيني وانتِ في حضني وبيقولك جعان يامامي
– “جاسر ” اردفت بها بتمهل وصوتا متقطع
عندنا جاسر… يعني اليوم اللي كنت رايح تخطب واحدة غيري… حلمت انك جايب ولاد مني… وكمان جاسر ورغم كدا روحت وخطبت وقهر تني
تنهـ د بو جع وحزنا بآنا واحد
– حبيبي متكلمناش في الموضوع دا كتير ليه بتفتحيه تاني وتو جعي قلبي… أنا نفسي انسى المدة دي كلها… صدقيني عايز افقد الذاكرة مش عايزة حاجة تفكرني إنك كنتي بعيد وبنتعذب
تسطـ حت على الاريكة متخذه سا قيه وسادتها و ممـ سكه بها
– آسفة ياجواد بجد آسفة افتكرت بس وجع اليوم دا… نزل بجـ سده مقتـ طف ثغرها بقبـ لة خا طفة ناظرا بعيناها
– افتكري دايما انكِ هزيتي عرشي ياغزالتي مفيش قبلك ولا حتى بعدك
ابتسمت بحب جا ذبة رأسه ومازالت متسطحة
– بعشقك يانبض غزالتك… ثم أغمضت عيناها ذاهبة بسبات عميقا لفرحة قلبها من زو جها الحبيب
باليوم التالي استيقظ على صوت هاتفها كان مازال جالسا وهي تغفو على ساقيه
أمـ سك الهاتف وجده حازم… علم من الأمس إنه يريد يخبره بقدوم صهيب.. انسحب بهدوء من الغرفة حتى لا يزعج نومها واتجه لغرفة أخيه
دلف الغرفة بهدوء وجده مستلقي على الفراش بملا بسه يبدو انه للتو غافيا… تحرك بهدوء وجلس بجواره مقبـ لا جبينه
حامدا الله على وجوده بين عائلته…
زفر محاولا استنشاق بعض الأكسجين لرأتيه محاولا لملمت شتات نفسه
فتح صهيب عينيه عندما شـ عر بوجوده… اعتدل يمـ سح على وجهه
– فيه حاجه.. غزل تعبانة
ربت على اكتافه
– لا ياحبيبي كويسة الحمدلله… بس حازم بيتصل من إمبارح… كلمه وطمنه وبلاش تذكر اسمي في المكالمة.. باقي اسبوع عايز ارجع لحياتي الطبيعية
نظر بساعته
الساعة سبعة دلوقتي… هو صاحي علشان اكلمه.
أومأ برأسه
– ايوة لسة كان بيرن على تليفون غزل… نظر صهيب لهاتفه وجد كم من الاتصالات من
– هو متصل بيا بس التليفون كان سايلنت
حدقه بنظرات ثاقبة
– صهيب ليه قولت لغزل تتجو زها
قهقه عليه صهيب وهو يلـ طم يـ ديه ببعضهما
– تعرف أنا طول الليل وبسأل نفسي ازاي جواد تغاضى عن الموضوع دا
لكـ زه بجنبه
– يعني لو مُت يالا حقيقي كنت هتتجو ز مرواتي
ضـ مه لأحـ ضانه
– بعد الشر عليك ياحبيبي… أنا كنت مفكرها اتجننت فقولت افوقها من الصدمة بصدمة أكبر… اتاري أنا اللي كنت مجنون
ضيق عيناه
– هي البت زوزو كانت تعرف ولا مقرطسانا
دفعه حتى سقط على الفراش
– بت في عينك ياحمار… تقول على مر ا ت جواد الألفي بت يالا… لا ومين الدكتورة غزل
وضع يـ ديه على وجهه من كثرة ضحكاته
– والله هي في نظري بت وهتفضل بت… ياخربيتها دي طلعت مفترية
جـ ذبه من يـ ديه معتدلا
– قبل ماأكون مر ات جواد الألفي أنا تربيته
شوف البت اللي كنت بشلها وبنلعب وبنعمل مقالب… ثم جحظت عيناه وهو يقهقه
– تعرف تربيتك عملت ايه… ضر بتني بالقلم
وضع يـ ديه على خـ ديه
– اي بنت الأيه ايـ دها ملسوعة
– تصدق تستاهل يالا
ضحك الاثنين بصوت مرتفع…
اتجهت إليهما على صوت ضحكاتهما… طرقت باب الغرفة… اعتدل الاثنين عندما فُتح الباب وطلت عليهما تلك الجميلة
– صباح الخير… تدوم السعادة
وقف سريعا متجها لها عندما وجدها تقف بمأزرها الذي ضايقه كثيرا.. جـ ذب يـ ديها
ينفع تخرجي كدا ياغزل
نظرت لنفسها وأمـ سكت حجابها
– ماله ياجواد، ماأنا لابسة أهو
رفع حاجبه بتهكم ناظرا
وروبك اللي لازق على جـ سمك دا ينفع ياغزل.. رجلك باينة ياحبيبتي
ابتسمت له مطوقة عنـ قه أمام الغرفة
– حبيبي غيران ولا إيه
زفر بغـ ضب عندما شـ عر بأن أحدا يراها بهذا المظهر… جميلة حد الفتنة… غيرته مجنونة ورغم ذلك حاوط خـ صرها بذرا عيه… متجها لغرفتهما
– دي مش غيرة أد ماهو حلال وحرام ياحبي… ماينفعش حد يشوف حاجة تخصك غير جو زك… توقفت عن الحركة
– دا صهيب ياجواد… عارف يعني إيه
دا اخويا وصاحبي وكل حاجة… ميغركش شوية الخناقات بتاعتنا بس مهما كان دا صهيب عمره مكانته ماتهتز في قلبي
– غزل أردف بها بصياح عندما شـ عر بنـ يران الغيرة تلـ هب قلبه بل جـ سده بالكامل… تركها متجها لغرفتهما حتى لا يحزن قلبها… عندما وصلت غيرته للصياح بوجهها
دلفت بعده وهي حزينة من ردة فعله… جلس على الاريكة يرجع خصلاته للخلف يكاد يقتـ لعها من جـ ذورها
فكت حصار تشابك يـ ديه، واضعه نفسها بأحـ ضانه… ضا مة وجهه بين راحتيها مقبـ لة شـ فتيه ناظرة لعينيه
– نسيت تصبح عليا على فكرة… صبحت عليا بس بطريقة تانية ياحبيبي
حاوط جـ سدها وهي مازالت بأحـ ضانه ملتقطا ثغـ رها بقـ بلة شغوفة أقرب للالتـ هام… ليثبت لنفسه أنها تخصه وحده.. فصل قبـ لته
– قبل غيرتي فيه حاجات المفروض تتعمل وحاجات لا… فيه حاجه اسمها حلال وحرام حبيبتي… صهيب دا يجو زلك شرعا… يعني مش محرم عليكي سمعتيني اول وأخرة مرة تستفزيني بكلامك دا… انك تتكلمي على راجل تاني مش هسامحك حتى لو كان ابويا نفسه… مش صهيب بس
رفعت أناملها لشعره تمـ لس عليها بهدوء
– أول مرة اشوفك كدا… ايه اللي حصل لدا كله… انت عارف اننا كلنا اخوات مع بعض ياجواد… وبعدين نسيت أنا وهو كنا إيه
رفع نظره لها
– ياريت انسى ياغزل،، بجد اتمنى اني انسى… ضيقت عيناها وتسائلت
مالك ياجواد؟
انت بتغير من صهيب؟
لم يشـ عر بنفسه الا وهو يلتقط شـ فاها…
– صباح الحب ياقلبي
رفعت حاحبها بتهكم
– إنت اتجننت ياجواد… وضع رأسه بعنـ قها
– إنسي… بس خلي بالك من لبسك قدام اي حد حتى حازم نفسه
شـ عرت بما يدور بخالده… لقد علم بما قاله صهيب جعل قلبه ينصـ هر من غيرته
رفعت نظرها له ممـ لسة على خـ ديه مقتربة تهمـ س له
– مش عايز تصبح على ولادك… جحظت عيناه من تقلباتها وظل يقهقه عليها… نصب عوده وحملها متجها للمرحاض
– لا ولادي عايزين شاور مع بابي وبعد كدا اصبح وأمسي
بعد أربع شهور
– يجلس امام اللواء نشأت… يز فر بغضـ ب.. يقبض على يـ ديه حتى نفرت عروق عنـ قه
– وبعدين يافندم… كل مانحاول نمـ سكهم يكونوا واخدين حذرهم
طرق اللواء نشأت على سطح مكتبه
– بقولكم المرادي محدش يعرف بموعد العملية… استمع الاثنين إليه باهتمام… قاطعهم رنين اتفه
– أيوة ياريان… هب واقفا
– تمام خمس دقايق وأكون عندكوا في المستشفى… وقف باسم أمامه وأردف متسائلا
– فيه إيه ياجواد
– غزل بتولد ومفيش حد معها… مليكة سافرت القاهرة إمبارح، لازم اروحلها
مينفعش ياجواد… إنت عارف أنها اتعرفت بعد ذهاب والدتك عندها
– انا ميهمنيش حاجة دلوقتي غير عايز اطمن على مر اتي وبس
وقف باسم أمامه
– جواد إنت بتعرضها وبتعرض عيالك للخطر… دفع باسم متجها للباب
– والله لو دخلوا أوضة العمليات نفسها مستحيل اسبها… حتى لو مو توني فعلا… اردف بها مغادر وكاد قلبه يتوقف من الخوف عليها
دلف سريعا الى المستشفى مع حذره التام… فرغم ماقاله إلا أنه يخاف بجنون عليهما
وجد الممرضات تقوم بتجهزيها
أرتجـ فت أوصاله من خوفه عليها من مظـ هرها المو جع للقلب … انسدلت دمـ عاتها عندما رأته أمامها
نزلت دمو عها فوق صـ دره كقطع زجاج تمـ زق خلايا جـ سده… شهـ قت عندما ذاد الألم بها شهقاتها اختـ رقت جدار.. رو حه… أسرع إليها وأمال بجـ سده عليها… مُقبُـ لا جبـ هتها
-زوزو حبيبتي هانت كلها دقايق ياقلبي وترتاحي.. خلي إيمانك بربنا كبير.. اعدل البونيه الخاص برأسها
– عايزك تعرفي إنك أجمل سـ ت شافتها عينيا… قالها مقـ بلا رأ سها… ثم استكمل
– هستناكي هنا أنتِ وأولادنا… أجمدي يازوزو.. اذكري ربنا حبيبي وإن شاءالله هتخرجي بسرعة
أمـ سكت يـ ديه وترجته بعيناها وصوتها المتعب
– أدخل معايا ياجواد.. عايزة أحـ س بالأمان حبيبي..
نظر للدكتورة التي دخلت
– إيه يادكتورة جاهزة.. أومأت برأ سها وهي تنظر له
– عايز أدخل معها لو سمحتي يادكتورة
وزعت أنظارها إليهما ثم اتجهت ليـ ديهما المتشابكتين… ابتسمت لهما
– ممكن ياحضرة الضابط… اتفضل خلي النيرس تجهز حضرتك
اتجه ينظر لزو جته ويقـ بل يـ ديها
– مش هسيبك ياحبي… وضع جبينه على جبينها… زوزو أنا بعشقك
حاولت ترفع يـ ديها على وجهه.. أمـ سك يـ ديها ووضعها على خـ ديه… ثم قبـ لها، هجهز وأجيلك
بعد فترة داخل غرفة العمليات
كان يجلس بجوارها ممـ سكا يـ ديها والطبيبة تقوم بالعملية القيصرية لتوليدها… ظل يربت على رأ سها بحنو مع ذكره للواحد القهار… أخيرا استمع لصوت بكاء البيبي
رفع نظره إلى الطبيبة التي ناولته إلى النيرس لتجهيزه… ابتسم عندما وجده أمام نظـ ريه.. امال برأسه يهمـ س لها
– جاسر شرف ياغزالتي… لسة البت الشقية اللي زي أمها… ضغـ طت على يـ ديه كأنها تسمعه
وما إلا دقيقتين وخرجت طفلته الثانية لنور الحياة… هنا ابتسم بدموع الفرحة تنسدل على خديه..قبـ ل يـ ديها
– غزل البنت
انزل برأ سه مبتسما مُقـ بل رأ سها
– ألف مبروك ياعمري… مبروك ياأم العيال
هنا ذهبت بعالم الأحلام
– هي نامت ليه يادكتورة… مش المفروض البنج دا نصفي…
ابتسمت الدكتورة
– متخافش ياحضرة الضابط.. دا أحسن علشان الألم بعد كدا… هو مخـ در كامل
ملـ س على خـ ديها بحب
– ربنا يخليكي ليا ياحبيبتي يارب
بعد قليل اتجهت لغرفتها ومازال ممـ سكا بيـ ديها… وجد نغم وريان بالخارج
– مبروك ياحضرة الضابط
ابتسم لهما ورد تهنئتهما
اتجهت نغم تد ثرها جيدا بالغطاء… أما هو جلس بجوارها حتى تستيقظ
– ممكن تطلع برة مع ريان وأنا هفضل معها متخافش
– “لا ” شكرا يامدام نغم بس أنا عايز أفضل جنبها لحد ماتفوق… دلفت الممرضة بالطفلين ووضعتهما بمهدهما كما طلب منها
❈-❈-❈
نظرت لها نغم
– إنتِ جيباهم هنا ليه مش المفروض يكونوا في غرفة الاطفال
قاطعها جواد
– أنا اللي طلبت كدا… خليهم قدامنا أحسن.. إنت عارفة الخطر اللي محوطنا
اومأت متفهمة… ممكن تروحي انتِ ترتاحي أنا جنبها وكمان ريان مش عايز أعطله
– لا مفيش عطلة وحاجة… أنا هروح أخليه يجيب الولاد من الشوفير تحت ويروح وانا هفضل معها
ظل جنبها إلى أن فتحت عيناها
– “جواد ”
– رفع يـ ديها مقبـ لها… أنا هنا يارو ح جواد
حا سة بإيه
– اغمضت عيناها بين النوم واليقظة
أنا كويسة عايزة اشوف الولاد
اتجه أخيرا لأولاده… حمل الولد متجها به لها… “سمي الله حبيبتي”
نظرت له وضعه على صـ درها… قبـ لت رأسه
– عايزة أشوفه ياجواد أعدلني
– أستني شوية يازوزو إنتِ لسه تحت المخـ در حبيبي… أنا سميته جاسر
نظرت له مبتسمة
“ربنا يخليك لينا ياابو جاسر”
نظر لها مبتسما يردد الكلمة… مااجمل شعـ ورها… ربي أعطي كل مشتاق
اللهم ازرع في كل رحما مشتاقا جنينا
رددها بعدما شـ عر بلـ ذة ومعنى هذه الكلمة
تركه بأحـ ضانه متجها للأميرته كما لقبها
– شوفي أميرة بابي بقى دي هتكون رو حه وحبيبه… رفعت نظرها لها
– من أولها كدا خطفـ تك مني،… قبل جبـ هتها قُب، لة عميقة.. حنونة يبث بها امتنانه لها
– إنت عمري وروحي وحياتي… إنتِ الحب والحياة لوجودي
رفعت يـ ديها على خـ ديه
– إنت عوض ربنا الأكبر ليا… أخذ منها طفلهما الاول واضعا ابنته
– دي “غِنى ” غِنى الحب والحرب والحياة اللي بينا حبيبي
– جواد عايزاك تبو سني دلوقتي
قهقه عليها
– البنج وعمايله ياحبي هيطلع عليا
بو سني بقى متبقاش بارد…
ضحك بصوتا مرتفع
– كنت هشك فيكي ياحبي… بس بلاش أصلي معرفش الصراحة بعد البو سة دي إيه اللي هيحصل… قاطعهم دخول نغم
– عامله إيه كله تمام
أومأ برأسه بنعم…
جواد والله إنت بارد ومستفز.. ومش هدخل البانيو تاني معاك
كز على شـ فتيه تمنى لو الأرض تنشق وتبت، لعه مما تقوله هذه المجنونة
ابتسمت نغم حرجا من نظرات جواد المخـ ذية لغزل… مازالت تهمهم ببعض الكلمات بينهما…
خرجت نغم معتذرة حتى تترك لهما مساحة مع بعضهما
نزل لمستوى نومها وهمـ س بأذنها
– ينفع كدا تفضـ حيني ياغزالتي، الاغراب عرفوا خط سير الحب كله… قالها وارتفع صوته بالضحكات، عندما ظلت تهمهم كلمات بحبه وعشقه…
غزل اسكتي يابت فضـ حتيني الله يخربيت عقلك
ظلت لبعض الوقت حتى صمتت
دخلت الطبيبة
نظر إليها… أي اخبارها
فحصتها- كله تمام… حمدالله على سلامتها
في هذه الاثناء فتحت عيناها
– حمدالله على السلامة يادكتورة
– الله يسلمك قالتها بصوتا متعب… نظر لجواد الذي يقف بجوار الطبيبة يتحدث إليها فترة… ثم اتجهت لها
اعطتها بعد المسـكنات ونظرت لجواد
– هي هتفضل تنام علشان بس حضرتك متقلقش… قالتها مبتسمة
– متشكر جدا يادكتور… ضغـ طت على يـ ديها حتى شـ عرت بالألم.. شهقه من الألم اخرجت من فمها
اتجه سريعا إليها بعدما وضع طفلته بمهدها
وجدها ذهبت بالنوم والطبيبة تقوم بالكشف عليها للأطمئنان
بعد قليل دخلت نغم
– هروح أصلي خليكي معها معلش هتبعك شوية… ماما ومليكة في الطريق
اومأت له تمام
– متخافش عليها أنا جنبها… اتجه ينظر لأطفاله ثم خرج مغادرا
بعد قليل
فتحت عيناها وهي تردد اسمه
– جواد ولادي… اقتربت نغم
– حمد الله على السلامة ياجميل… ايه ياختي العسلات والقمرات دول… ابتسمت غزل بتعب
– عايزة اشوفهم… دارت بعينها
– فين جواد؟
حملت الولد وتوجهت به إليها
– جواد راح يصلي المغرب… وإحنا مع البسكويت دا.. اعدلتها بهدوء
– ميرسي أوي يانغم اردفت بها بتعب .
مـ سدت نغم على خـ صلاتها
– متقوليش إحنا اخوات ياحبيبتي… كان يقف بجوار مهد الصغيرة ينظر إليها بهدوء… بكـ ت الصغيرة اتجهت إليها نغم… وجدت بيجاد يقوم بحملها
– حبيبي مينفعش تشلها دي لسة صغيرة
وضع أنامله على خـ صلاتها النا عمة
– حلوة اوي طنط غزل هتسموها ايه
ابتسمت غزل له
– غنى ياحبيبي باباها سمّاها غِنى
ردد الاسم بين شـ فتيه
“غنى ” حلو اوي… دخل جواد بعد طرقه لباب الغرفة
ذهبت انظاره لبيجاد الذي يجلس وبأحـ ضانه ابنته… ويبتسم لها كأنها تفهمه
هنا تذكر نفسه وهو طفل عندما كان يحمل غزل
اتجه وجلس بجانبها مُقبـ لا راسها وعينيه على بيجاد
– حمدالله على سلامتك حبيبتي
أومأت بعينيها… كنت فين
– كنت بصلي… نظر لنغم التي تقوم بإر ضاع طفله
– مدام نغم تعبت معنا النهارده… ابتسمت له
– ابدا والله انا بحب الأطفال… وبعدين أنا وغزل بقينا صحاب جدا
ابتسمت غزل لها
– جدا ياجواد… نغم زي مليكة ونهى بالضبط… اتجه بنظره لبيجاد الذي مازال يحمل طفلته ويبتسم لها
– حلوة يابيحو
لم ينظر له ولم يترك نظراته لهذا الملاك
– جدا ياعمو جواد… نا عمة ورقيقة… حبيتها أوي… هو ينفع ناخدها يامامي
قهقه جواد عليه
– لا دا باين إنك ذكي يابن ريان… دي أميرة عيلة الألفي حبيبي.. يعني مهرها تقيل
اخيرا رفع نظره لجواد… مضيقا عيناه
– يعني إيه ياعمو
ضحكت نغم لأبنها واتجهت تمـ سد على رأسه
– ماهو إحنا عندنا أمير برضو ياحضرة الضابط
أوما جواد برأسه
– وأحسن امير ربنا يباركلك فيهم يارب
روحي انت يانغم ماتنسيش إنك حامل حبيبتي إنتِ كمان… قاطعهم دخول مليكة ونجاة
اسرعت مليكة لأخيها… الله، الله على حضرة الضابط بقى اب وانا عمتو
ضـ مها لأحـ ضانه ودار بها وهي تبتسم
– مبروك يابو العيال… قهقه عليها
يابت انتِ عمتو من زمان نسيتي عز بن صهيب
ضحكت: ايوة فعلا عزووو حبيب عمتو.. بس برضو ولاد جواد دول في مكان تاني… دا دول شقيتنا غزول
ابتسمت غزل لها
– الله يبارك فيكي ياملوكة..
اتجهت تنظر لهما
فين مر ات ابني… إياكوا اهو أنا بحجز قبل عز
– انسي انت وجو زك الاهبل… بنتي عر يسها حجزها خلاص
ضيقت عيناها في هذه الاثناء
اتجهت والدته له تحمل الطفلة التي كان يحملها بيجاد
– بسم الله ماشاء الله… ربنا يباركلك ياحبيبي… مين دي… كأني شايفة غزل
نظرت لغزل التي نسيتها…. اتجهت لها مقـ بله جبينها
– حمدالله على سلامتك ياحبيبة ماما
اومأت بعينيها… وحشتيني ياماما
ملـ ست خـ ديها بحنان اموي
– حمدالله على سلامتك بنتي الحلوة… وانتِ كمان وحشتيني ياروحي… كان اللي بيصبرني فيديوهاتنا مع بعض
شوفي يامليكة… شوفي الجمال
لا دا جواد هيدفع عمره علشان ياخد الجمال دا
اتجه بيجاد لنجاة
– لو سمحتي ياتيزا حضرتك اخدتي البيبي من غير ماتستأذني
توسعت عيناها من هذا الطفل… اتجهت بنظرها لجواد
– مين العر يس دا… هي بنتك مولودة بعر يسها
رفع حاجبه لوالدته
– شوفتي حد كدا… دي بنت جواد الالفي لازم تنزل من بطن أمها عر يسها يكون مستنيها برة
ضحك جميع من بالغرفة… لكزته مليكة
– لا عريسها جواد الصغير عايز تجيب لبنتك واحد من برة… اتجه بيجاد لنجاة
– دي بتعتي وهاخدها وأنا ماشي… ضحكت نغم لولدها
أشار جواد لبيجاد
– دا ابن المهندس ريان اللي حكتلك عنه… واللي قاعد بيلعب على التليفون هناك دا الكبير بس مالوش في الكلام
ودي مدام نغم مر اته… أكيد اتعرفتي عليها يوم ماجيتي لغزل
سلمت عليها نجاة وجلست ممـ سكة بيد بيجاد
– انت عايز تاخد اميرتنا يا إنت اسمك ايه
هاتي غِنى وأنا اقولك
ضيقت عيناها
– مين غِنى ياحبيبي
رفع حا جبه بتهكم واردف ويحمل الطفلة عندما وضعها جواد له بيـ ديه وهو يجلس بجواره مربتا على ظـ هره
– مش عارفه إسمها وجاية تاخدها مني… قالها بيجاد بسخرية الاطفال
– عيب يابيجو ينفع نكلم الكبار كدا
كان ينظر للطفلة التي بدأت تفتح عيناها.. كيف لطفل بعمره تجـ ذبه طفلة بهذا الجمال
نظر لها وأمـ سك يـ ديها.. ضـ مت أصـ بع يـ ديه بكفها الرقيق
– إنتِ جميلة أوي ياغِنى أوي… تعرفي أنا هخلي ماما تزوركوا كل يوم ونلعب مع بعض… قبـّ ل جبينها ملمـ سا خـ ديها باصـ بعه الطفولي
كان يراقبه وجد نفسه به…
عجبتك يابيجاد
– اوي ياعمو لو ينفع أخدها هاخدها معايا.. رفع نظره يترجاه
– هناخدها معنا وأخلى ماما تأكلها زي مااكلت جاسر أرجوك عمو جواد
قبـ ل رأ سه كانه يرى نفسه بهذا الطفل الذي يبلغ من العمر سبع سنوات
– لو ينفع عمري ماحرمك من نظرة عيونك الحلوين دول لها حبيبي…
– ياله يابيجاد اردفت بها نغم بعدما جلست مع مليكة ونجاة بعض الوقت
رفع نظره لوالدته
– خلينا شوية كمان يامامي
امـ سكت يـ ديه
-؛ ادي غزل لعمو جواد بابا جه تحت حبيبي… هنيجي عندهم بكرة
– قبـ ل الطفلة على خـ ديها… حملها جواد ووضع بالقرب من قلبه كأنه يشـ عر بشـ عور سئ لها… نظر بيجاد له
– هاجي بكرة أشوفها خلي بالك منها
ماذا يقول هذا الصبي…؟
ماذا يفعل ليشـ عر بدقات قلبه تعلن عصيانه على كلماته… كأنه سيخـ طفها منه ورغم ذلك أومأ برأسه
❈-❈-❈
بعد شهرين
تغط في نوما وهي جالسة على فراشها وتقوم بإهتزاز مهد أطفالها… دلف للغرفة بهدوء… ابتسم عندما وجدها بهذه الحالة
سحـ ب تخت الأطفال إلى الغرفة الجانبية بهدوء… وعاد إليها… قام بخـ لع مأزرها
واعدل جـ سدها على الفراش.. مقبـ ل شـ فتيها المغـ رية أمامه قُبـ لة عميقة.. لقد اشتاق لها حد الجنون
فتحت عيناها ومازالت تحت تأثير النوم
طوقت عنـ قه
– وحشتني حبيبي… ارتفعت دقات قلبه بين ضلوعه تمنى لو يسـ حقها بأحـ ضانه.. ورغم ذلك مـ سد على خـ صلاتها الناعمه وهمـ س بجانب اذنها
– أنا معاكي حبيبي نامي وارتاحي أنا هاخد بالي من الولاد..
– بحبك اردفت بها بصوتا نائما… ذهبت بنوما مستغرق… جلس يطالعها بعض من الوقت… ممـ سدا مرة على خـ ديها وآخرى على شعـ رها… قطع تأمله بها صوت أطفاله
اتجه سريعا إليهما
وقف أمام مهدهما… ينظر لصرخات طفلته العنيدة التي لا تستطيع البعد عن والدتها… فكل مرة ياتي بهما لغرفتها تبكي
حملها.. ينظر لعينها الرمادية التي تشبه والدتها كثيرا
– وبعدهالك ياأميرة بابي كدا انا هزعل.. لازم نكون لوذاذ مع بعض علشان احبك اكتر من مامي،، بس إياكي تقوليلها… كانت تضع إصبـ ع يـ ديها بفـ مها… قبـ لها على خـ ديها
– حبيبتي إنتِ جعانة.. طيب ياله ننزل بهدوء ننزل تحت نعمل أكل لنونة بابي من غير همـ س… نظر لجاسر الذي غفى مرة آخرى… واتجه بنظره لغنى
– هو إنتِ مفجوعة ياغنى ولا أنا اللي مش واخد بالي اميرتي…
اتجه للمطبخ يعد رضعتها وهو يدندن لها بصوته العذب… جلس بالمطبخ وهو يمـ لس على خـ ديها
– تعرفي بابي هو اللي ربى مامي وكانت جميلة زيك كدا… ياما قعدنا في المطبخ دا ايام مع بعض… ذكريتنا جميلة فيه
علشان كدا… بابا ادهولي علشان ذكرياتي مع مامي هنا أكبر من أي حاجة… وأغلى حتى من عمري… كان يضع الببرون بفـ مها وكأن التاريخ يعيد نفسه… مثلما فعلها منذ خمسة وعشرون عاما… انتهت الرضعه.. ظل ينظر لسكونها وفجأة تساقطت دموعه ولا يعلم لماذا
هل عودا لذكرياته الماضية
ام لسوء شعـ وره أنه سيفقدها
رفعها موضع قلبه وكاد ان يخفيها بين ضلوعه
– تعرفي بعشق ريحتك… لانها بتفكرني بأجمل أيام حياتي.. انا بعشق جاسر برضو… بس إنتِ شبه مامي أوي كأنها هي اللي قدامي… كانت تقف على باب المطبخ وتنظر لهما بحب وهو يضـ مها لصـ دره ويحاكيها.. ويمـ سد على شعـ رها الناعم
اتجهت إليهما… ضـ مته من الخلف
– أنا بعشقها بقى علشان حتة منك… ولو خيروني بين إني اتنازل عن كل حاجة لمجرد ضـ مه من حـ ضنك… هتنازل على كل حاجة لانك أغلى مما تتوقع
نصب عوده واستدار لها… عندما شـ عر برعـ شة بجـ سده… من كلماته وقبـ لاتها على عنـ قه
جـ ذبها بذراعيه التالي
متجها لغرفة المعيشة…..صحيتي ليه؟
– جاسر صحي رضعته ونام… قولت اكيد كعادتك بتبعد عني ورايح لحبيبتك الجديدة
جلس وأجلسها على سا قيه عندما وضع الطفلة بجواره
ضـ مها لأحـ ضانه… بل سحـ ق جـ سدها بالكامل بأحـ ضانه… واضعا وجهه في خ، صلاتها.. يستنـ شق رائحتها العبقة… كانت ترتدي منامة تصل لركـ بتيها من اللون البني الغامق … تبـ رز جمال بشـ رتها أمامه
– إنتِ حبيبة عمري وعشقي.. هي حتة منك
– وحشتيني ياحبيبي… لم تنتظر لكلماته… نظراتها فقط كانت تعبر عما تحتاجه من عاشق الرو ح… حمل طفلته جا ذبها من خـ صرها صاعدا بها الى غرفتهما ليرويها من رحيق عشقهما المت،مادي لحد الجنون
❈-❈-❈
في فيلا صهيب
– كانت تنام بأحـ ضانه بعمق استيقظت على الآم الولادة… صر خت بصوتا مرتفع
هب واقفا
– ايه يانهى، هتولدي ولا إيه
الحقني ياصهيب بمو ت… إهة صاحت بها لم تعد تتحمل شدة الأ لم… اتجه سريعا لهاتفه ليتصل بجواد الذي كان غارقا بالنوم
بعد ليلة قضاها بنعيم الجنة
استيقظت من فترة كانت تنام على صـ دره وترسم دوائر وهميه وتكتب بقلبها قبل يـ ديها…
في دين العــشــق كلهـم نـوافل،،
إلا أنت فـرض ….*
ثم_بعد••
أعدُكَ
أنْ لن أقرأ إلا هتاف أحرفكَ
ولنْ أشتاقَ إلا لِعطركَ
ولنْ يكونَ مُلهمي إلا أنت••
أقتربت مقبـ لة شـ فتيه بعشق جارف… فتح عيناه وتقابلت نظرات العيون
أغمض عيناه يتلـ ذذ بصوتها الهامـ س
ببعض كلماتها العاشقة
قطع نظراتهما العاشقة رنين هاتفه
– نظر لساعته.. الساعة تلاتة
– صهيب بيتصل ليه… أعتدلت سريعا
– رد بسرعة ممكن نهى تكون بتولد
فتح الرد
– جواد إلحقني نهى شكلها بتولد هنا هتمو ت… خلى غزل تيجي تتصرف
– طيب إهدى حبيبي حاضر خمس دقايق وغزل هتيجي
بعد ساعة تقريبا
كانت انجبت طفلها الثاني حمزة
مبروك ياابو عز دلوقتى أبو عز وحموزة
ابتسم بعرفان لها
– شكرا ياغزل… مش عارف اشكرك ازاي لولاكي
– ايه ياصهيب هو أنا كنت عملت إيه… او اديني اتعلمت في مرا تك النسا… خرجت عن تخصصي… بس لازم الدكتورة تيجي برضو… أنا عملت اللي أقدر عليه… اقترب مقـ بلا رأ سها
– ربنا يسعـ دك ويفرح قلبك حبيبتي
بعد فترة كان يجلس مع حازم في الحديقة
– يعني هتسافر ياحازم تركيا
اومأ حازم له مردفا
– مينفعش اسيبه لوحده مهما كان دا جو ز ماما
ربت على كتـ فيه بأخوة
– تمام ياحبيبي تروح وترجع بالسلامة.. مليكة هتسافر معاك ولا ايه
– اكيد انا معرفش هقعد اد ايه لازم أطمن عليه
– مبروك ياحضرة الضابط على الترقية صورك مالية السوشيال إنت وباسم.. قدرتوا تمـ سكوا أكبر شبكة تهريب
ابتسم له
– هو أنا قليل يالا ولا إيه… ضحك عليه بصوتا مرتفع
– الصراحه لا، يابن عمي
المهم يحيى السيوفي عمل ايه لما اتمـ سك
هنا تذكر كلمات يحيى عم غزل
– وحياة رحمة ابني اللي قتـ لتوه لاخليكم تتحـ صروا على ماأغلى مالكم
خرج من شروده عندما اتجهت مليكة لهما
– شوفوا الجمال دا… حبيب عمتو جاي يتشمس
حمله جواد وقبـ له
– صباح الخير على أجمل جسور بالعالم
رفع نظره لمليكة
غزل نايمة… أومأت بنعم
رفع يـ ديه يمـ سد على خـ صلاته الكثيفة
– الولا دا نسخة منك ياجود… لما بشوفه كأنك إنت… قبـ له على رأسه مبتسما
– واخد برضو من غزل حاجات كتير… بس أهم حاجة مش واخد شعنونتها كفاية عليا المجنونه اخته
– ايوة بنتك دي صعبة أوي… ماما شايلاها ورايجة جاية بيها ودي عمال تصرخ
زفر بغضـ ب من غزل
– قولت اجبلك بيبي سيتر هي رافضة وتقولي محدش هيربيهم غيري وأهي مشغلة العيلة كلها غير إنها خست وإسمرار عيونها
ربت حازم على سا قيه
– فرحانه بيهم ياجواد سبها براحتها… وبعدين بكرة هتيجي تطلب منك اسألني أنا
ضحكت مليكة
– الصراحة اه ياجواد
مساءا عاد لمنزله ولكن وجد المنزل هادئا على غير عادته
اتجه لغرفته يبحث بعيناه عليهما.. ولكن جحظت عيناه مما رأى
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تمرد عاشق)