رواية تمرد عاشق الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم زهرة الربيع
رواية تمرد عاشق الجزء السابع والثلاثون
رواية تمرد عاشق البارت السابع والثلاثون
رواية تمرد عاشق الحلقة السابعة والثلاثون
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
قالت لي: عيناك شهد، يشتهيه الشعراء……
العابدون……
قلت: و عيناكي معبدي و محراب حُبي……
فأنتي كل شعرائي،و كل المتعبدون……!!!
تقف في المطبخ تعد كيك الشيكولات.. فاليوم عيد ميلاد متيم قلبها… رجع من عمله بحث بعينيه عنها… أشارت العاملة بأنها بالمطبخ
اتجه يقف خلفها وهي تقوم بتزيين كعكة عيد الميلاد الخاصة به… وتتذ وقها… استشـ عرت بوجوده خلفها عندما استنشقت رائحته المميزة لقلبها
استدارت وجدته خلفها مباشرة يحاصرها بذرا عيه
مساء الفل حبيبي اللي واقف في المطبخ… نظر الى شـ فتيها التي يظهر بها آثا، ر الشيكولاتةوإلى الكيك الموضوع برخامة المطبخ
بتعملي كيك شويكلت… حياتك كلها شويكلت… طوقت عنـ قه
– النهارده يوم مميز عندي.. هو مش مميز بس هو أحسن يوم على وجه الأرض بالنسبة لقبلي …
قطب جبينه وتسائل
– النهاردة إيه… مااعتقدش فيه مناسبة
وضعت اصـ بعها على شـ فتيه
– كل سنة وإنت حبيبي وحياتي وعمري
ضحك بصوته الر جولي الجـ ذاب مما جعلها تنظر له كوردة ندية الرا ئحة… ظلت تناظره وضحكاته التي خطـ فت قلبها
رفع ذقـ نها وتاه بنيـ ران عشقه لها
– عايز ادوق الشيوكلت دا…
استدارت تجهز له قطعه… ولكنه أمـ سك يـ ديها مشيرا إلى شـ فتيها… وماهي إلا لحظات وهو يتذ وق شـ فتاها
دفعته بهدوء عندما وجدت نفسها تلاشى بين يـ ديه
– حبيبي إحنا في المطبخ الشغالين يقولوا ايه… ابتسم لخجلها وهي تذهب بنظرها في جميع الإتجاهات بعيدا عن عينيه
قاطعهم هاتفه
– ايوة ياصهيب… تمام جايلك حالا
– فيه حاجه ولا إيه ماله صهيب
قبـ ل جبينها
– لا مفيش دا كان عايزني أمضي على حاجة في الشغل مينفعش تتأجل… وفيه عشا عمل… ثم استكمل حديثه
آسف ياعمري هحاول متأخرش… رفع انا مله يتتحـ سـ س وجنتيها
– متاكليش الشيكولت إلا لما أرجع
بعد أكثر من ثلاث ساعات رجع إلى منزله
دلف لغرفة أولاده أولا … لم يجد الولاد بها… اتجه لغرفته ولكن توسعت عيناه مما رأى… الشموع تشـ عل الغرفة بالكامل برائحتها ونيـ ران عشقهما قبل نيـ ران اضائتها
خطى خطواته المتمهلة بخطى سُلحفية يبحث بعيناه عليها بكل مكان… تفاجئ بها تخرج من غرفة الملابس..
دقات عنـ يفة فقط.. كل مايشـ عر به سيوقف قلبه من دقاته أم أن دقاته ستخرج من ضلوعه
لم تلاحظ وجوده اتجهت للمائدة… تقوم بترتيب الطعام عليها
ماالذي يراه… هل حقيقة أم حلما
صارت دقاته تتقاذف بعنـ ف داخل صـ دره… فيما انسـ حبت أنفـ اسه… ظلت نظراته مثبتة علي تلك الساحرة
تقف أمام الطاولة وينعكس ضوء القمر مع إضاءة الشموع على بشرتها البيضاء المثيرة له… وخاصة ارتدائها لذلك الثوب المثير للغاية حيث يصل لمنتصف فخـ ذها الذي امتلئ قليلا بعد الولادة… وحبذا نهـ ديها المستدير الذي كُشف أمامه بسبب ذلك القميص اللعين لقلبه الذي لايتحمله
لم يكن يوما ذو ر غبة شهـ وانيه ابدا… ولكن هذه الساحرة ذات الانو ثة الطا غية جعلته يفقده قوته
ظل ينظر لها نظراته الهائمة فوق مفا تنها بجو ع ولهـ فة… ودّ لو يسحقها بداخل أحـ ضانه ويغلق عليها بمئات الاقفال
❈-❈-❈
وقف يحاول أن يأخذ شهيقا ويز فره بهدوء… ماذا تفعل به هذه الطفلة الصغيرة
احتر ق جدران قلبه وأصبح كالراهب الذي يقيم محراب الحب لعاشقة الروح والكيان… ولا يحق لغيرها أن تسكنه
استدارت لتضع بعض الأشياء ولكنها تسّمرت عندما استمعت لأنفا سه السريعة
تقابلت النظرات في حوار عشق متكامل بينهما بنبضات القلوب
ماذا تفعلين بي صغيرتي!!
ألم أقل لك إنك النبض للحياة…
يقولون للعشق قانون ولا يعلمون إنكِ قانون العشق نفسه
اقتربت ومازالت نظراتها تحتـ ضنه
– لو تعلم أن حياتي تُحسب بوجودك فقط جانبي… وعندما تبعد عني لم تكن هناك حياة… وصلت أمامه ولم يفصلهم إنش واحد… حاوطت خـ صره بيـ ديها واضعة رأسها على صـ دره موضع نبضه
– النهارده عيد الحب.وعيد ميلاد الحب… حبيت أعمل حفلة خاصة لحبيبي
رفع ذ قنها ناظرا لعيناها ليغرق بعشقها ويغوص بجمالها…
– إنتِ شايفة إننا محتاجين عيد علشان نحتفل بالحب.. ابتسمت بدلال وهي تتحـ سـ س صـ دره
– عارفة إننا مش محتاجين بس حبيت يكون يوم مميز لتاريخ مميز .. وخصوصا النهاردة عيد ميلادك وكمان إحنا بعيد عن بعض بقالنا فترة
رفعها من خـ صرها حتى أصبحت بمستواه
ملتقطا ثغـ رها بقـ بلة شغـ وفة ودّ لو يرتوي قلبه من عشقها بهذه القـ بلة
بعد فترة ليست بالقليلة وضع رأ سه بعنـ قها يستـ نشق را ئحتها
– وحشتيني أوي… رفع نظره وجدها تغمض عيناها متلـ ذ ذة بأ نفاسه الحارة على عنـ قها… فتحت عيناها وتمادت النظرات
لترفع أنا ملها تتحـ سـ س ذقنه النابتة
– وإنت كمان وحشتني أوي حبيبي.. رفعت نفسها لتصل لمستواه واقتطـ فت قـ بلة سريعة… ثم رجعت للخلف عدة خطوات
– أنا محضرة الحمام… أدخل خُد شاور لما أكمل تجهيز الغدا… أنا جعانة أوي على فكرة… أقترب جا ذبها لصـ دره
– هاخد شاور لوحدي… وبعدين أنا جعان أكتر منك… أردف بها وهو يمـ لس على خـ ديها الناعم
اشتـ علت وجنـ تيها خجلا من نظراته الخارقة لجـ سدها.. حاولت الإفلات من بين يـ ديه
– جود حبيبي أدخل ياله خُد شاور بقولك جعانة مضيعش الوقت… وإياك تكون أكلت برة، ابتسم لها عندما علم إنها تهرب منه… قبّـ ل جبينها متجها للمرحاض.. ولكنه توقف
– فين الولاد مش في غرفتهم
ماما نجاة أخدتهم عندها الليلة قالت جُدهم عايز ينام معهم النهارده… محبتش أزعلها… وأكملت مستطردة حديثها
– حـ سيت أنهم زعلانين أننا معدناش بنروح نفطر معهم
تجمد مكانه من كلماتها
– لا ياحبيبي مين قال كدا… الولاد صغيرين ومينفعش يباتوا هناك… هيتعبوهم
وقفت أمامه وتحدثت
– إحنا لازم نخصص يوم نفطر مع بعض كُلنا… غير كل واحد يروح يفطر يوم معهم مننا
كانت عيناه تناظرها بالحب والعشق الدفين الخاص بها.. ورغم شعـ وره أنه يود اقتحام شـ فتيها المغرية أمامه لكنه
أومأ برأسه ثم غادر للمرحاض
بعد دقائق خرج وهو يرتدي بورنس الحمام
جلس على المائدة ينتظر قدومها
دخلت محملة بعض المشروبات والفواكه وكذلك كعكة عيد الميلاد
اتجه يأخذ منها بعض الاشياء
فين نهلة ليه خليتيها تمشي بدري… وضعت الأشياء
– حبيت أعمل كل حاجة لجو زي بأيـ دي النهارده وفرصة تنزل تشوف أهلها منزلتش من زمان
❈-❈-❈
دققت النظر له
– مالبستش هدومك ليه… جـ ذبها حتى أجلسها على سا قيه… هو مش الليلة عيد الحب… بيقولوا في عيد الحب مبيلبسوش حاجة… امـ سك قميصها
– حتى دا مالوش لازمة يتلبس كمان
وضعت رأ سها في عنـ قه تلكمه على ظـ هره
– جواد سيب القميص عيب كدا… دا عب وجهها بأنـ فه
– لازم تكوني حلوة كدا… خرجت من أحـ ضانه ونظرت لعينيه التي خطـ فتها من صغرها
– وينفع إنت تخـ طفني من صغري كدا… وتخليني مااشوفش غيرك في الدنيا
لامـ س خـ ديها بأصبـ عه
– مين اللي خـ طف مين… قبـ ل عينيها
– دي أول مافتحت نورها للدنيا… كأن بريقها اختر ق قلبي وتربعتي على عرشه
وضعت رأ سها مرة آخرى في حـ ضنه
– تعرف لما بقعد مع نفسي… بقول معقول اللي أنا فيه دا حقيقة… خايفة أكون بحلم وأفوق من الحلم… بس لما تاخدني في حـ ضنك واشم ريحتك وألمـ سك بتأكد انك حقيقة
مـ سد على شـ عرها بحنان
– ربنا يخليكي ليا حبيبي
– وقفت وتحدثت
– طيب إيه مش هناكل…
نظر للطعام ورفع نظره لها…
– برضو حمام… وضعت سبابتها على شـ فتيه
– متتكلمش كتير… أكلي هتاكله كله وإنت ساكت عندك مانع.. ولا نروح نتعشى مع بابا حسين ونبات هناك واخلع القميص اللي مضيقني دا… وحا سة اني مش لابسة أصلا
وعلى إيه ياحبي… دا أنا ماصدقت… بقالي شهر يامفترية… أنا خلاص هاكل الحمام اللي ريحته تجنن دا.. نظر لداخل مقلتيها
الطبق اللي هناك دا فيه إيه… أوعي تقولي كوارع
طوقت عنـ قه وابتسمت
– لا ريان بعتلنا شوية سي فود، ماما اخدتهم عملتهم عندها وبعتتلي شوية وصهيب شوية… أنا جبته لو حبيت تاكل منه… عارفة إنك من عشاق الجمبري
قهقه عليها مقبـ لها
– أنا من عشاق غزل الألفي بس… لمـ ست خـ ديه بحب
– أنا انشغلت عنك الفترة اللي فاتت دي بسبب الولاد… عارفة اني غلطت لما رفضت البيبي سيتر، بس وعد مني ياحبيبي عمري ماأقصر تاني معاك
وضع رأ سه في عنـ قها يستـ نشقها رائحتها بتلـ ذ ذ وأردف مغرما بصوتا مبحوح
– كنتي وحشاني أوي يازوزو… بس شوفتك تعبانة محبتش اضغط عليكي… بقيت أشتقالك أكتر من الأول معرفش دا ليه
وضعت وجهه بين راحتيه
– مش عايز تشتقلي ياجواد… مستهلش، قاطعها بقبـ لة أقرب للالتهام… تجاوبت معه حتى كادت أنفا سهما تتلاشى
اخيرا فصل قبـ لته واضعا جبهته فوق جبهتها
– مهما أقولك مش هيوصلك احـ ساسي وانتِ بعيدة عني حا سـ س كأني بقالي سنة بعيد عنك
– وأنا كمان ياجود صدقني حبيبي.. قاطع حديثها عندما وقف وحملها متجها بها لفراشما
– عايز أشوف مين فينا مشتاق للتاني أكتر…
يامجنون الأكل هيبرد… يبرد ياقلبي بدل ماأنا انفـ جر،،، دفثت رأسها بصـ دره… ودقات قلبها بالارتفاع
بعد فترة ليست بالقليلة
كان يجلس على مائدة الطعام،، يجلسها بأحـ ضانه بين سا قيه ويطعُمها
– لازم تتغذي كويس متنسيش إن الولاد كل مايكبروا عايزين غذى اكتر… مش عايزك تقصري في صحتك حبيبي… مـ سد على خـ صلاتها
صحتك أهم عندي من أي حاجة… وضع بعض فصوص الجمبري أمامها
– الأسماك مفيدة جدا… وكمان العصائر الحلوة دي
وضعت رأ سها على كتـ فه
– كفاية أنا شبعت وحا سة بعد الأكل دا كله هتخن
ضـ مها بحب- اتخني ومالكيش دعوة بس
ضحكت بصوت مرتفع
– وترجع متقدرش تشيل…
توقف عن الأكل
– نعمين ياختي… انتِ بتشكي في قدرات جو زك
اعتدلت تنظر له
– تنكر إنك بتقعد تقولي تخنتي ولا لا… ارتفعت ضحكاته
– على فكرة بمو ت فيكي وانتِ متعصبة بتكوني لـ ذيـ ذة، بس بس الرفيعين برضو
لمـ ست خـ ديه بحب
– رفيعة وعيناها رمادية وشعرها بني… وضع اصـ بعه على شـ فتيها
– اسمها غزل جواد الألفي… ثم نزل ملتقطا شـ فاها مزيلا بقايا طعامها
تناول قطعة كيك الشيكولاته ووضعها بفـ مها… ابتسمت وهي تلعكها بفـ مها بهدوء
– بحبها جدا… فاكرة من صغري وكل مرة تجبهالي في أي مشوار تكون فيه
اقتطف الشيكولاته من شـ فتيها… متلـ ذذا بطعمها..
– تعرفي لو أعرف بعدها هاكلها من الشـ فايف الحلوة دي… كنت جبتلك دستات ياقلبي… وقف ثم حملها متجها للمرحاض
هاتي بكيت الشيكولت دا نكمله في البانيو
صباحا
تنام على صـ. ـدره العار. ي تبتسم بحب عندما تذكرت ليلتهم بالأمس
اقتربت من وجهه وبدأت تمـ لس على وجهه كأنها تنحت ملامحه الجميلة لديها.. استندت بيديها على صـ. ـدره واضعة يـ ديها تحت خـ دها
ناظرة لنومه شبهته بملاكها.. اقتربت من أنفاسه تهـ مس له
اللي يشوفك وإنت نايم مايقولش إن دا اللي كنت بين أحـ ضانه إمبارح.. هادي وجميل في نومه.. أفلاطون في حبه.. متهور في يقظته ثم لمـ ست وجهه بأنفـ ها تستنشق رائحته التي تسكرها وتجعلها كفراشة بجناحين تطير بين الزهور بمرح.. فتح عينيه وجدها قريبة منه..كانت جميلة حد الفتنة بشعرها المتطاير بعشوائية على وجهها وخـ ديها ذو الاحمرار من نومها.. نظر لها بعشق
-صباح الحب ياقلبي
وضعت رأ سها في عـنـ قه…
-صباح الجمال على عيون حبيبي
شاكسها برفع حا جبه
– دا إيه الرضا دا كله.. وضع يـ ديه على جبهتها.. حبيبي سخن ولا إيه
رفعت حاجبها بسخرية ولكمته في صـ. ـدره
-تصدق إنت رخم ومتستهلش الدلع.. راجل نكدي
قهقه عليها بصوتا مرتفع ثم جـ ذبها إلى أحـ ضانه… والله اتجننت بسببك خلاص.. راحت الهيبة
وهو كان فيه هيبة ياحبيبي بينا
– في دي عندك حق..من صغرك وانتِ الوحيدة اللي بدوس على كل حاجة..لامـ س أنفها بمو ت في شعنونتي…
بقولك فين الفتانين مش باينين ليه
مجوش من عند بابا
– لا جم بس جواد ابن حازم وعز نادولهم
نزلتهم مع المربية لما عيطوا
قطب مابين جبينه متسائلا
– هو جواد جه إمتى؟
معرفش متكلمتش معه.. حضرتك مانعني اخرج برة بلبس البيت
– أحسن ياقلبي مش عايز نكد على الصبح
المهم الفتانين مش هنا
تعالي عايزك في موضوع مهم
ضيقت عيناها
موضوع ايه
رفعها بين يـ ديه متجها بها إلى المرحاض
-هنكمل ضياع الهيبة… ونغطس في البانيو وحشني
لكزته وتحدثت غاضبه منه كعادتها منذ أيامهما الاخيرة عندما تذكرت اقتراب تلك الأمل منه
– هو إنت مولود في البحر… كل شوية تغطس
وضعها على تختهما.وهو يقهقه عليها…حبيبي اللي مسحوب من لسانه…
طيب على مااعتقد كان فيه حفلة إمبارح لجو زك اللي مضايقك دا
مطت شـ فتيها
– لا احنا النهاردة.. انسى أمبارح
نزل بجـ سده محاوطا جـ سدها بين ذرا عيه مداعبا انـ فه بوجهها وهو يتمتم بكلمات عشقه الخاصة بها… هنرجع نتخانق ونبعد عن بعض يازوزو تاني…
– ماهو إنت اللي بقيت مستفز ياحبيبي… وبلاش تكلمي دا وتضحكي مع دا… ثم استكملت بسخرية
-كنت عايز تضر ب مريض عندي ياجواد
– إنت السبب كان لازم تكوني حلوة كدا وتخليني أحبك كدا
لكـ زته بصـ دره
– إمشي ياله مهما تعمل مش هكون الهبلة بتاعة إمبارح… أنا حبيت أكون ست مصرية أصيلة وأحتفل بعيد ميلادك
قهقه عليها
من جهة ست مصرية… فأنتِ ياحبي ست أصيلة في الشعننة والنكد
نظر إلى عيناها وأردف
طيب مش هترقصيلي بمناسبة عيد ميلادي على فكرة ضحكتي عليا… وأكلتيني الحمام وشكلك حطيت منوم معرفش ليه نمت على طول
برقت عيناها من كلماته
– اهو دا الر جل الأربعيني اللي بسمع عنه
رفع حاجبه بسخرية لها
– قصدك إيه ياحبي وضحي علشان أعرف اتعامل
مطت شـ فتيها واردفت بخبث
– بيقولوا إنه بينام على نفسه وهو بياكل
– نعم ياختي انت هتضيعي هبيتي يابت اومال مين اللي سهران للصبح وانتي في حضنه كنتي
قاطعته عندما وضعت يـ ديها على شـ فتيه
– بااااس هتفضحنا… أنا برد عليك ياحبيبي وانت بتقول حطتلك منوم
ضيق عيناه
– مالك يابت على الصبح.. ايه هتفضحنا دي انت مر اتي وعلى سريري ابتسم لخجلها عندما وضعت يـ ديها على وجهها ونزل لمستواها
– وجوة حـ ضني… ازالت يـ ديها
– وسع ياجواد قالتها بغلاظة
– حبيبي زعلان أوي مني… وشايل كتير أوي… عايز اصالحه وأفهمه اد ايه هو غلطان وحاكم على جو زه بالباطل
رفعت حاجبها بسخرية
– والله حاكم على جو زه… ياحرام… اللي يسمعك يقول الرا جل ملاك برجلين
اقترب منها
– يارب اعدم جو زك لوشايف غيرك… وضعت يـ ديها على شـ فتيه
– انت اتجننت إيه اللي بتقوله دا… بعد الشر عنك طبعا
ظل يناظرها
– بدل حبيبي هيفضل زعلان مني..
رفعت يـ ديها تتخلل خـ صلاته بعدما زلزل كيانها
أقترب يتذوق شـ فتيها بقبـ لة محمو مة
– جود مينفعش غنى ممكن تيجي فجأة
قهقه عليها
– هقولها زي كل مرة… بنجبلك أخت
دفـ عته بعيدا عنها
– لا ياحبيبي لازم تصالحني الأول… وإياك ثم إياك تضحك عليا
نصب عوده معتدلا عنها.. رفع حاجبيه
– ماشي ياغزل… أنا موافق
ضيقت عيناها وتسائلت
– موافق على إيه ياجواد
نزل بجـ سده مرة اخرى وحاوطها بذر اعيه
– موافق أصالحك مش اللي إنت عايزاه
رفعت يـ ديها تطوق عـ نقه
– إيه ياحبيبي كنت بتحلم بكدا… هو أنا قولت إني زعلانة… لا ياحبي غزالتك مبتزعلش… غزالتك بتعرف تاخد حقها من اللي يزعلها
مط شـ فتيه عندما علم بمرواغتها
– بت هتجنني أبويا ياخربيتك بقيت ام ودكتورة ولسة هبلة وعنيدة… اتجه للمرحاض.. اجهزي وجهزي الولاد هننزل اسكندرية… ريان عازمنا على عيد ميلاد بيجاد.. بيقول لازم نحضر
وقفت تتجه له بدلال… مطوقه عنـ قه
– نغم كلمتني ودعتني… بتقولي بيجاد عايز يشوف غنى… اهو بيجاد دا بيفكرني بواحد حبيبي
رفعها لمستواه
– غلطانة ياحبيبي… حبيبك مستحيل يجي منه نسختين… وبعدين دا عيل لسة يفهم إيه
رفعت حاجبها بسخرية
– شوف إزاي… وأنا اللي كنت بقول اني اتحبيت من صغري… حملها واتجه سريعا الى المرحاض
– هقولك ازاي اتحبيتي وانت عيلة ياقلبي
❈-❈-❈
في فيلا صهيب
– يغفو على الأريكة وينام بحـ ضنه ولده الذي يبلغ من العمر أربع سنوات .. استيقظ الطفل من نومه… يمـ لس على وجنة والده ويضحك بضحكات الأطفال البريئة… فتح عيناه مقـ بله
صباح الخير ياعزو بابابي…
تلفت حوله وجد نفسه مازال نائما على الأريكة… اعتدل ضا مما ولده إلى حـ ضنه
– تعالى نخرج برة علشان منصحيش مامي وحموزي.. كان يتحدث مع ابنه
بابا دودو وتيزا
توقف أمامه
– عايز تروح لجدو وتيتا.. أومأ الطفل برأسه
نزل بالأسفل وجد العاملة تقوم بترتيب أثاث المنزل
توجهت له واردفت:
– صباح الخير يا بشمهندس… أحضر لحضرتك الفطار
أومأ برأسه بلا
– لا إحنا هنروح لتيزا نفطر معها… خدي عز خلى منى تجهزه لما أعمل رياضيتي
اومأت برأسها أمسكت بيـ د عز واتجهت لمربيته
في منزل حسين الألفي
يجلس في شرفة منزله بعد تدريباته الرياضية يتناول قهوته يتحدث بهاتفه
– وهو بقى تمام دلوقتي
أجابته على الطرف الآخر
– ايوة أحسن الحمد لله… حازم مسبوش خالص… تنهد سيف باشتياق
– ميرنا إحنا هنفضل كتير كدا… بقلنا كتير من كتر السنين مش قادر اعد… كل مانحدد الفرح تحصل مصيبة… … إيه رأيك بدل إطمنا على باباكي نعمل الفرح بعد العيد على طول… أنا خايف حبيبي يحصل حاجة تانية
ضحكت بصوت انثوي ناعم تصوب لقلبه ليحر قه بلهـ يب نيـ ران الاشتياق
– حبيبي المستعجل… لسة بدري
– اتلمي ياميرنا أصل والله أحجز وأجيلك دلوقتي… ظلت تقهقه عليه حتى كاد ان يصاب بجنون العشق
بعد قليل
اتجه للاسفل وجد والدته ووالده يجلسون بجانب غِنى وجاسر اللذان يبلغان من العمر سنتين وشهرين
حمل غِنى التي ماإن راته رفعت يـ ديها إليه وتهمهم بكلمات الأطفال في ذلك السن
قبـ لها على خـ ديها ويدغدغها وهي تضحك بصوت صاخب
– حبيبة عمو ياناس… صباح الورد والياسمين على أميرة عيلة الألفي اللي كلهم ولاد…
– قول بسم الله ياحبيبي… ماشاء الله… قالتها نجاة
قهقه عليها حسين الذي يحـ ضتن جاسر
– امك بتشيل العين ياحبيبي… جحظت عيناه وأشار لنفسه
– إيه يانوجة انا هحسد اخواتي.. ربتت على كتـ فه بحنان اموي
– الواحد بيحسد نفسه ياحبيبي
قاطعهم دخول صهيب بولده
– صباح الخير ياجدو… صباح الورد ياتيزا
حملته نجاة مقبّـ لها على وجنتيه
– صباح الفل ياحبيب تيزا… تلقى صهيب غِنى من سيف ورفعها بالهواء وهي تضحك بصوتا مرتفع… وتردف” بابا ”
– صباح الورد والياسمين لأحلى بابا في الدنيا وعلى حبيبة مر ات ابني الغالي
ضحك سيف بصوته الر جولي الجـ ذاب
– ابن مين ياحبيبي… ابنك دا تشوفله واحدة بتبيع طماطم
لكـ زه بجنبه
– بس يالا.. طماطم في عينك… بكرة تشوفوا هتهيم به عشقا
لمـ ست وجنة صهيب النابته وهمهمت
– بابا صيب … ظلت ترددها بضحكاتها، ضـ مها لصـ دره
– البنت دي أنا بعشقها بطريقة غير عادية خطـ فت عقلي وقلبي… دار بنظره حوله
– الحمدلله ابوها مش هنا.. دا عامل عليها كردون ممنوع الاقتراب منها… يخربيت تقل دمه بيحـ سـ سني محدش جاب بنات الإ هو…
رفع سيف حاجبه بسخرية
– بذمتك دي زي اي بنوته… دي غنى الألفي يابني بنت غزل كفاية الإسم لوحده
ارتفعت ضحكاتهما وهو يرفع يـ ديه
– عندك حق… دي بنت الشعنونه محدش بيجيب عيال زيها… حمل جاسر مقبل وجنتيه
– تعالى إنت ياغلبان محدش بيبص في وشك… الولد دا طالع غلبان لمين معرفش
محدش يقولي ابوه… دا أشر واحد في العيلة… رفع حسين نظره لصهيب
– دا كبير العيلة ياصهيب من بعدي… والكبير مبيكونش شرير
– ايه ياحج انت قلبتها دراما ليه… بذمتك إبنك دا حتى هده غير غزل… يخربيته كل ماأفتكر عمل فينا ايه بطني بتوجعني
قاطعتهم العاملة
– الفطار جاهز ياست نجاة… أومات نجاة برأسها
– هنفطر ولا نستنى جواد
قهقه صهيب حتى ادمعت عيناه
– جواد مين ياماما دي أجازته… توقف فجاة وتحدث
– ايه دا عياله جم ازاي لوحدهم صحيح… وقفت نجاة وهي تحمل عز ابنه
– بايتين معنا من إمبارح… جحظت عين صهيب
– لا ماتقوليش جواد وغزل سابوا عيالهم يباتوا برة
اتجه حسين لمائدة الطعام وهو يتحدث
– ليه يابني مش من حقنا نفرح ببولادكم شوية… انا طلبت وهم مارفضوش، وبعدين غزل صعبانة عليا… ولدين صعبين اوي… واديك جربت مع عز وحمزة لما جه
– اهتزت نظراته لوالده
مقصدش يابابا اننا نحرمكم منهما… بس دول صغيرين ومحتاجين رعاية … جلس حسين ومازال ينظر له باستفهام
– احنا ممكن نكون كبرنا في العمر ياصهيب… بس أكيد ماكبرناش على إننا نهتم بإحفدنا
حمحم سيف عندما وجد النقاش اخذ منحنى آخر
– صهيب خانه التعبير يابابا… قصده ان سنهم بيكون محتاج والدتهم أكتر… واكيد شوفت طول الليل غنى وجاسر عملوا إيه
دا أنا معرفتش أنام تنكر ياحج
اومأ بعينيه لولده
– انا فاهم قصده ياحبيبي… بس أنا ووالدتك بنكون مبسوطين أوي وهم في حـ ضننا… أكيد مش هيتعبونا حتى لو تعبونا ياسيدي على قلبنا زي العسل
تناول سيف فطاره وتحدث
– أنا عندي محاضرة ياصهيب وبعد كدا هعدي على الشركة… لو فيه حاجة مهمة أجلها لحد ماأجيلك
كان شارد في حديث والده… كيف له التغاضي عن والده وتركه وحيدا عدة الشهور السابقة…
رفع حسين نظره له وعلم بصراعه
– حبيبي أنا مبقولش كدا علشان افهمك إنك مقصر ابدا… أنا بقول اننا بنكون مبسوطين وولادكم في حـ ضننا مش بيقولوا أعز الولد ولد الولد ياصهيب
وقف صهيب لوالده مقبـ لا رأسه
– أنا اسف يابابا صدقني… مكنتش أعرف الموضوع فارق أوي كدا
اتجه حسين بحديثه لسيف
– حدد ميعاد فرحك يابني كفاية كدا… ايه هتفضل خاطب طول حياتك
زفر سيف بحزن واردف مفسرا
– نعمل إيه يابابا بس حضرتك شايف كل حاجة جت ورا بعضها.. موضوع جواد… وبعدين ولادة غزل ودلوقتي تعب باباه، بس الحمدلله ريسنا اهو يارب تعدي على خير
بعد عدة أشهر
بالاسكندرية في مزرعة ريان
كان يقف بجوار شجرة الموز وهو يحملها لقد بلغت من العمر ثلاث سنوات
تذكر أول عيد ميلاد لها عندما ابتاع لها فستانا مع والدته
– انطي غزل ممكن تاخدي دا لغنى
وبالفعل ارتدته وكان باللون الابيض… قبـ لها وتحدث أمام والده
– شوف ياداد غِنى دي هتكون بتعتي
ابتسم ريان له
– دي مش لعبة حبيبي… جـ ذب الصغيرة من والدتها وصار بها
كان يحملها طيلة الحفل والجميع يضحك عليه سوى جواد… الذي اعترف بينه وبين نفسه أن هذا الطفل سيكون عاشقا لابنته
تنهد بو جع عندما تذكر مطبات حياته عندما وصل إلى عاشقة الروح… تمنى أن لايكون بمثله في يوما من الايام
خرج من شروده عندما تمتمت بصوت طفولي بيدو
ابتسم لها وتحدث
تعرفي أنا جايبك هنا ليه ياغنى
نظرت له الطفلة
-شوفي الحصان اللي هناك دا… لما تكبري شوية أنا هدهولك هدية عيد ميلادك… بس أكيد مش عيد ميلادك دا… هيكون عيد ميلادك العشرين… وخليكي فاكرة كلامي دا… كانت تنظر له ولا تعلم بماذا يقول
رفعها حتى جلست على الحصان وهي تضحك… اتجه جواد سريعا عندما رآه يجلسها فوق الحصان رغم حصار يـ ديه حولها ولكن لا يعلم شـ عوره
– لا يابيجاد تقع منك حبيبي
قطب مابين جبينه
– ليه ياعمو جواد بتكلم عيل أسأل بابا كدا دا أنا احسن واحد يركب خيل
اخذ البنت منه
-محدش قال حاجه ياحبيبي بس هي لسة صغيرة يادوب تلات سنين … ممكن توقع…
أتى ريان عندما وجد نقاش أبنه الحاد وهو يحاول أن يجـ ذب غنى التي بكت من غضـ ب والدها على بيحاد
غزل أردف بها جواد بصوتا مرتفع
– خدي البنت وخلى بالك منها… رغم أنه طفلا لم يبلغ من العمر سوى إحدى عشر سنة ولكن كلمات جواد احزنته… وركب حصانه وخرج… أشار ريان للمسؤل عن الأحصنه
– خليك وراه سيبه براحته
ثم رفع نظره حزينا من معاملة جواد له
– مـ سح جواد على وجهه بغـ ضب
– مكنش قصدي اضايقه بس انت شوفت مصمم ازاي ياخدها معه
ربت ريان على كـ تفه
– خلاص حصل خير… عايز افهمك حاجه… بيجاد غير عمر خالص بيحب يعتمد على حاله ومبيأسش ابدا بدل مقتنع بوجهة نظر… شوف مع انه صغير بس دماغه تجنن
ربت جواد عليه
-ربنا يخلهولك يارب
في غرفة حازم ومليكة
تنام بعمق وتنسدل خـ صلاتها الحريرية على وسادتها… ظل يطالعها بنظراته العاشقة
اسم على مسمى فهي ملاكه… حياته.. حب الطفولة وعشق الصبا والشباب… رفع أنامله على خـ ديها يتلمـ سها بحب
– بحبك بجنون عاشق متوشم قلبه بعشقك الأبدي
فتحت عيناها السوداء التي تشبه عيون الغزال بصفوها
قبـ لت يـ ديه التي يضعها على وجنتيها
– صباح الحب ياحبيبي
أغمض عيناه يتلـ ذ ذ بصوتها الهامـ س الناعم الذي أختـ رق روحه
وضعت أناملها في خـ صلاته الغزيرة
– وحشتني اوي يازومي…
تنهد بحب مردفا
وانتِ ياقلب زومي عايز نجيب اخ ولا أخت لجواد…لمـ ست خـ ديه بحب وأجابته
– أنا كمان نفسي أجيب ولاد كمان… ماكان عليه إلا ان يأخذها لعالمها الوردي الذي يتخلله زهورها الندية العالقة بعشقهما
بعد اسبوعين اتجه الجميع لقضاء أول يوم برمضان في الفيوم.. حاول حسين جمع شتات العيلة مرة اخرى… علهم يرجعون يقومون لطقوسهم القديمة مثلما كان يفعل هو وماجد
قبيل آذان المغرب… تجلس في حديقة منزل والدها وهي تلعب مع أطفالها… اتجهت لها نجلاء أبنة عمها ووالدتها منال
وقفت منال تنظر لأولدها والحـ قد يملئ قلبها
– ازيك ياغزل عاملة…ثم اتجهت بنظرها لأطفالها
– حلوين ولادك ألف مبروك… ياترى بعد ماخلفتي عرفتي غلاوة الابن
ضـ مت ولادها بجلستها
– أنا كويسة ياطنط منال… ايوة طبعا مفيش أغلى من غلاوة الولد
اقتربت منها وهي تنظر لأبنها
– طيب ليه قـ تلتوه.. قاطعتها نجلاء
– ماما انتي قولتي عايزة تسلمي عليها
رفعت نظرها لأبنتها
– ماهو أنا بسلم عليها… كان يجلس بشرفته يتذكر الماضي… اتجه بنظره للحديقة عندما وجد. صهيب متجها سريعا لحديقة منزل ماجد… توسعت عيناه ونزل سريعا متجها لهما
وقف صهيب أمام منال
– اهلا منال هانم فيه حاجه…
رفعت نظرها إليه بكبرياء
– اهلا يا بشمهندس… كنت بسلم على غزل الحسيني متنساش انها بنتنا
– من أمتى؟
رغم ارتـ جاف أوصالها من صوته… إلا انها حاولت الهدوء ولملمت شتات نفسها
استدارت له
– أهلا ياحضرة الضابط… كنت معدية شوفت الفيلا مفتوحة وهي في الجنينة فقولت اسلم عليها…ايه غلطت، تخشى نظراته الباردة
حقا أنه انسانا غامض… امـ سكت يـ د ابنتها وخرجت… حمدالله على السلامة قالتها مغادرة
كانت تجلس تضـ م أولادها وجـ سدها يرتـ جف ولا تعلم لماذا
نظر لصهيب الذي شك بأمر منال خاصة نظراتها الحادة الحـ قودة… جلس جواد بجوارها ضا ممها لأحـ ضانه
– متخافيش أنا معاكِ حبيبي…مستحيل حد يقربلك…وضعت رأسها بحـ ضنه
– قلبي اتقبض لما شوفتها…لا يعلم ماذا يقول لها…ولكن شعـ وره المميت بالخوف يكاد يز هق رو حه ورغم ذلك قبـ ل رأسها وأردف بكلمات مطمئنة لها
بعد قليل على مائدة الطعام كانوا بانتظار اذان المغرب…كان يجلس ينظر لدرجات السُلم ويتذكر منذ سبع سنوات،عندما كانوا ينتظرون آذان المغرب اخر رمضان لهما هنا…كانت تهبط درجات السلالم وهي تكاد تقف من نومها الدائم وجلوسها ومشاكستها لصهيب وسيف
اتجه بنظره لها
كانت تجلس تُطعم أطفالها وهي تبتسم بحب وحنان لهما…رفعت نظرها له وجدته ينظر بتوهان إليها…علمت بحالته فهي تشـ عر بما يشـ عر لكن حاولت الخروج من الماضي حتى لاتحزن روحه
على الجانب الاخر من المائدة
يجلس صهيب ويتذكر ضحكاته كأنه بالأمس كان يوجد هنا…نظر لمقعده بجانب مليكة وهو يهمـ س لها…انسدلت دمو عه رغما عنه ازالها سريعا…ذهب بذكرياته الجميلة المؤلمة الحزينة التى مروا بها جميعا…اتجه بنظره لغزل التى كانت تبدو أمام الجميع إنها بخير ولكن نظراتها ولمعة عينيها المنطفيه علم بوجود جرح عميقا داخلها
رُفع الأذان بالمساجد…وفي إذاعة القرآن الكريم
نظر حسين لهما جميعا وتحدث بصوتا حزينا عندما تذكر صاحب عمره
أدعوا دعواتكم بالستر والصحة والعافيه… ودايما متجمعين مع بعض… وربنا مايفرقكم أبدا… هنا أبت دمو عها الصمود وتذكرت حديثه لها منذ آخر رمضان هنا
ومشاكسة جواد وجاسر ونفس حديث حسين وباباها
– اقعدي وادعي ربنا انك تنجحي وتطلعي من الأوائل أصل وربي ماهرحمك ياغزل… ضـ مها جاسر لحـ ضنه
– بس ياجواد غزالتي شاطرة وهتجيب مجموع وهتدخل الكلية اللي بتحلم بيها
رفع حاجبه بسخرية
– ايوة ياخويا دلّع فيها… بكرة اشوف غزالتك هتعمل إيه يوم النتيجة… رفع نظره لها
– مش بقولك يابت ادعي بتبصيلي كدا ليه
شاكسته بنفخ وجـ نتيها كالاطفال
– بقولك ياآبيه إنت عايز تتخا نق وأنا ماليش، نفس… إفطر ياحبيبي وروح صلي
جحظت عيناه من ردها المستفز… وقف متجها لها كالنمر المتربص.. حاجز جاسر اخته بذر اعيه
– جواد هتعمل عقلك بعقلها… ومهما كان دي زوزو برضو مش أي حد
كان يجلس يشرب التمر
– اسكت ياجاسر، خليه يربيها أصل البت قذ فته بقذ يفة اربجي… التفت لصهيب وصوب نظرات نا رية
– بتتريق ياصهيب
وقف صهيب جا ذبا غزل لأحـ ضانه
– بقولك ياجواد ياحبيبي إنت عايز تفطر علينا كلنا هي البنت قالت إيه… مـ سد على كـ تفه بغرور
– ياله ياحبيبي أقاموا الصلاة وعمو ماجد وبابا زمانهم راجعين وإنت هنا هتاكلنا كلنا
لطـ مت يـ ديها ببعضهما وهي تضحك
– حبيبي إنت ياصهيوبتي… بمو ت فيك
طيب والله ماأنا سايبك ياغزل الكلب … أسرعت للأعلى وهي تضحك كالأطفال
– ياماما أبو رجل مسلوخة هيكلني… ضحك الجميع على مشا كستهما جـ ذبه جاسر وهو يضحك على إخته المجنونة
– إنت الغلطان. هي كانت ساكتة وحضرتك كالعادة… انزل برأسه له
– اشرب حبيبي دي تربيتك… قاطع ذكرياته عندما تحدث والده.
– ياله ياولاد فكوا صيامكم وتعالوا نروح نصلي في المسجد… البلد وحشتني اوي
وقف صهيب وسيف وحازم متجهين للخارج… أما الذي يجلس بجوارها وهي تتهرب بنظراتها منه
أمال وهمـ س بأذ نيها
– كل سنة وانتي معايا ومنورة حياتي …عايز أفطر عليكي النهارده، كأن كلماته البسيطة وقعت على قلبها كالثلج ليبرد نـ ار قلبها المشـ تعل بنيـ ران الحزن… رفعت نظرها له
– وإنت طيب ياحبيبي… تحرك عندما وجد سكونها الهادئ سكن روحه…
بعد قليل رجع الجميع من المسجد وجلسوا يتناولون طعامهم في جو من الحب والفرحة بدخول الشهر الكريم رغم أحزان القلوب الداخلية
– فين جواد يامليكة وكمان عز
ابتسمت لأخيها
بيلعبوا فوق ياحبيبي في اوضة غزل بألعابها
اومأ برأسه متفهما… حمل غِنى مقبل خـ ديها
– حبيب بابي القلبوظ ساكت ليه
وضع يـ ديه على جبهتها
– البنت سخنة كدا ليه ياغزل
اخذتها منه وتحدثت مفسرة
– بطلع الناب حبيبي والحرارة عادية متخافش… أكدت والدته على حديثها عندما وجدت لهفته وخوفه عليها
– متخافش حبيبي الأطفال في السن دا بيكونوا تعبانين
رفعها بين يـ ديه يقبـ لها بحنان أبوي
– بكرة هتكمل تلات سنين … عايز اعملهم عيد ميلاد يابابا بعد الفطار… وهعزم ريان كمان
– طبعا يابابا إعمل اللي إنت عايزاه… وكمان نتعرف على ريان كويس
اتجهت لجواد بنظرها
– نغم زعلانه أوي علشان خلفت ولد كان نفسها في بنت… وأنا زعلانة علشانها كمان
ضيق جواد عيناه
– بس دا بأيـ د ربنا مالناش تدخل فيه…
فعلا يابني المفروض نحمد ربنا…
لا ياعمي نغم حد جميل مش جاحد ابدا… بس نفسها يعني مش معنى كدا معترضة
وقف جواد وحمل طفلته الساكنة بأحـ ضانه على غير عادتها
– هاخد غِنى الدكتور يشوفها مش عجباني… ازاي هي تعبانة وجاسر لا
– حبيبي غِنى مفهاش حاجة دا الضروس والناب وهي متأخرة كمان فيهم .. جاسر طلعهم كلهم ورا بعض .. دخل صهيب وحازم
– مليكة اعملي قوة حبيبتي عايز اروح اصلي القيام وشكلي هنام وأنا واقف… قبـ ل غنى وباباها يحملها
– عاملة ايه ياعروسة إبني!!
رفع جواد حا جبه بسخرية
– ابعد ايـ دك يالا… واياك حد يبو سها تاني، قال عروسة ابنك
دي أميرة أبوها ياحبيبي… مفيش إلا ابنك المعفن دا يتجو زها
مط صهيب شـ فتيه وأردف بغلاظة
– اهو جينا للغرور… بكرة نشوف، بس ياريت تلم بنتك اللي كل شوية تجري ورا ولادنا علشان يبو سوها
دفعه بيـ ديه حتى وقع على المقعد خلفه
– انت بالذات مسمعش صوتك… وابنك الفاشل اللي كل شوية يضربها ويقولها إياكي تروحي لجواد… إبنك مسميني الوحش
قهقه صهيب عليه وهو يتحدث
– والله الولا بيفهم..
ابتسمت نجاة وحسين ودعت بداخلها
– يارب دايما السعادة والحب بينهم
قاطعهم حسين
– أنا ووالدتكم هنسافر بكرة ياولاد علشان نعمل عمرة رمضان… ومش هنرجع إلا يوم العيد إيه رأيكم
-طبعا ياحبيبي ربنا يتقبل منكم هذا ماقاله جواد
نظر سيف لوالده
– ياحج أنا عايز اتجو ز… لموني الله يستركم داخل على عشرين سنة خطوبة
ضحكت مليكة عليه
– ينفع تتجو ز في رمضان ياحبيبي… استنى لما رمضان يخلص وبعد كدا نعمل أحسن فرح لأحسن شاب في عيلة الألفي
أما صهيب الذي بحث عن زو جته
– فين جنى مش باينة ليه
اجابته والدته
– راحت مع ميرنا يشوفوا حاجة وراجعين حبيبي…
طيب ياست الكل خُدي عز لما أروح انام شوية حا سـ س هقع من طولي… توجهت غزل له بطبق من الحلويات
– شوف ياصهيوبتي عملتلك إيه… فاكر الكنافة
دقق النظر بها
– فاكر كل حاجة يازوزو… فاكر أد إيه الحياة دي صعبة وكلها مطبات والشاطر اللي يضحك عليهاويعدي … أومأت برأسها عندما علمت بما يرمي به، ماتيجي نلعب شوية في الجنينة ياغزالتي
– لعب في عينك ياهبل انت… مش عايز تكبر ليه مفكرها لسة بضفراير
ترقرقت د معاتها عندما تذكرت كل شيئا أمامها
وصل أمامها وقـ بل رأسها
– كل سنة وانتي طيبة حبيبتي… تعيشي وتفتكري… قالها وإنصرف من أمامها سريعا
كان يجلس يراقب مايحدث… فجأة سحبها من يـ ديها
– ادي جاسر لماما وتعالي عايزك…
بعد قليل كان ينام بغرفتها على سا قيها وبأحـ ضانه طفلته
– تعرفي كل سنة بابا يجي ويقولي ننزل نقعد كام يوم في رمضان هنا وأنا ارفض
رفع نظره لها
– علشان مشفش نظرة الحزن والوجع دي… رفع أنامله يتلمـ س بشرتها الناعمة… جا ذبها اليه.. ملتقطا ثغرها بقبـ لة عله ينسى أحزانه وأحزانها… رفعت أنا ملها تتخلل خـ صلاته بحب…
– ربنا يخليك ليا ياحبيبي… نظرت لغنى التي غفت بعمق بأحـ ضانه
– هتحبها أكتر مني ياجواد بحـ سك بتحبها أكتر من جاسر بإهتمامك
وضع ابنته بجواره
– بحبها علشان حتة منك… بحبها علشان شبهك بكل حاجه… بخاف عليها بجنون زي مابخاف عليكي كدا… بس برضو جاسر دا قطعة من قلبي… جاسر هو روحي وحياتي… مبفرقش بينهم حبيبي.. أكمل مفسرا
– تعلقي بغني لأنها بنوتة بريئة وبلاقي نفسك فيها من خمسة وعشرين سنة
تمددت بجواره واضعة رأسها بحـ ضنه
وأنا بحبك أكتر من أي حاجة..قالتها ثم ذهبت بنوما عميق
❈-❈-❈
بعد شهر وهو اليوم المقرر لحفل زفاف سيف
تجمع الجميع حول العروس وهم يهللون بالأغاني الشعبية والرقص.. كانت تقف بجواره متشا بكة الايـ دي… واضعة رأسها على كـ تفه وابتسامة تشق ثغرها من فرحتها وهي تنظر لأولادها الذين يحملهما سيف ويرفعهما ليقهقه الطفلان من الانوار والاصوات الصاخبة
نزل بجـ سده وهمـ س لها
هاتي الولاد وديهم عند ماما… جاسر شكله عايز ينام
اومأت برأسها واتجهت لأولادها
حملت جاسر واخذت مليكة غِنى متجه لوالدتهما التي تجلس بجوار زو جها وهاشم وليلى وحسناء، في جو من الحب
كانت تجلس تنظر له وفجأة اردفت بصوتا هامـ س
– حسين سامحتني
رفع نظره لها وتحدث بيقين
– أنا مسامحك من زمان ياحسناء… مفيش حاجه بينا علشان ازعل… الماضي أصبح ماضي
رفعت نجاة نظرها لهمـ سهما وحزن داخلها… فدائما قلوبنا تشـ عر بالغيرة خاصة عندما ترتبط بحبيبا
ورغم ذلك ابتسمت لزو جها الذي ربت على يـ ديها بحب
اتت الفقرة الختامية برقصة العروسين الاخيرة
جـ ذب صهيب نهى لساحة الرقص… واخذا يتمايلان على الموسيقى الهادئة
نظر لمقلتيها
– تعرفي نفسي في إيه الليلة… وضعت رأسها في حـ ضنه
– نفسك تخـ طفنى في مركب ونهرب في البحر… ضـ مها بقوة لأحـ ضانه
– نفسي جدا… ايه رأيك نسيب الولاد مع مامتك وباباكي ونهرب يومين… رفعت نظرها تنظر له بعشق طاغي
– تعرف أنا نفسي في إيه
انتظر جوابها
– نفسي السعادة دايما تدوم عيلتنا… نفسي دايما نكون ملمومين مع بعض… بحب جو العيلة بتاعتنا أوي حبيبي… ربنا مايفرقنا ابدا
قبـ ل جبينها قبـ لة دافئة عميقة
– انا بحمد ربنا انك مر اتي… ربنا يباركلي فيكي ياحبيبي
على الجانب الاخر
كانت تتمايل معه على أنغام الموسيقى ينظر لعيناها التي تشبه عينان الغزالة
– الفرح حلو والسعادة أجمل شعور المفروض نحمد ربنا عليه
ابتسمت له واكدت حديثه
– السعادة في حاجتين حبيبي
الزو ج الصالح وكرم ربنا ورحمته بعبده… اقترب واضعا جبينه فوق جبينها
– بحبك ياملاكي.. بحبك أوي
“حازم ”
أردفت بها بهدوء… مبروك حبيبي هيجيلك ولد تاني… جحظت عيناه وضحك فجأة وهو يحملها ويدور بها والكل يرى سعادتهم
عند العروسين
كان يطوق خـ صرها بشدة ويتراقص على الموسيقى… اقترب وهـ مس أمام شـ فتيها
– أخيرا هتباتي في حـ ضني
توردت خـ دودها من كلماته التي اشـ عرتها بالخجل
– سيف بس بقى أنا هيغمى عليا اصلا
اقترب اكثر وأكثر حتى كادت الشـ فاه ان تتلامـ س
– بحبك ياعيون سيف… حرام بقالي خمس سنين خاطب ياناس… وفجأة رفعها من خـ صرها وهو يلف بها ويردف بسعادة
– بحببببببك
صفق الجميع لهذا الحب الصافي الذي تحمله القلوب
اما عند التمرد العاشقي
يجلس على المقعد بجوار والده وهو يحمل ولده.. يشاهد اخوانه والسعادة تمتلأ وجههم… هنا شـ عر بسكون الروح…
رفع نظره لزو جته التي تتأكل بنيـ ران الغيرة عندما وجدته يقف بجوار أمل ويتحدث معها… هو كان ينصحها لعل تتغير وتجد الحب الحقيقي ولكن كيف
بعد انتهاء الزفاف
طوق خـ صرها متجها لمنزلهما بسيارته وبالخلف تجلس مربية اولاده
جــ ذبها لتنام على كـ تفه كعادتها… حاولت أن تبعد ولكن كيف لها وهو يحسب الثواني حتى يختلي بها… جمالها في حفلة الزفاف جعل قلبه يشـ عل بالغيرةعندما كانت ضحكاتها ترنوا بصوتها الرقيق … خاصة عندما اقتراب بعض اصدقاء سيف منها
وصلا أخيرا إلى منزلهما… نظر لنهلة المربية
هتباتي مع الولاد يانهلة الليلة وإياكي تتحركي من جنبهم
– تمام يافندم… هي غنى بس اللي بتصحى وبتقعد تعيد عايزة مامتها… وجد والدته متجه لهما… كانت غزل تغط بنوما عميقة على كـ تفه
اتجهت له وتحدثت
– ماتخلى الولاد يجوا يباتوا معايا ياجواد النهارده… تنهد بارتياح نظر لوالدته بعرفان
-تمام ياماما وخدي نهلة معاكي علشان غنى ممتعبكيش الليلة
حملتها وهي تتحدث
-لا مش هتتعبني ولا حاجة… هاتي يانهلة جاسر وتعالي… أنا عارفة جواد مش هيعرف يشيل الولد وامه
قهقه جواد على كلمات والدته
قام باعتدالها في حـ ضنه وهو يتنهد بعشقها
… فتحت عينها… ورفعت انا ملها تتخلل وجـ نتيه ذات اللحية النابتة
– حبيبي احنا وصلنا…،استدار بسيارته متجها لبيت المزرعة الخاص بها
لا إحنا هنروح مشوار…رجعت لحـ ضنه ونامت مرة أخرى وصل لمنزل المزرعة
انزلها بهدوء وتكاد نبضات قلبه تخرج من صـ دره من لمـ ستها الحنون
جلست على الفراش تنظر حولها إحنا فين والولاد
– فين الولاد ياجواد
اتجه للشرفة لأغلاقها حتى أصبحت الغرفة مظلمة إلا من ضوء القمر ونور الشمعة الذي اشعـ لها بجانبها
قام بفك حجابها… مما أدى الى انسدال خـ صلاتها بالكامل… وخلـ ع كاب فستانها
بسط يـ ديه إليها حتى تقف وترقص معه عندما قام بفتح هاتفه على موسيقى اجنبية هادئة
ضـ مها بقوة لحـ ضنه ظلت تتمايل معه على لحن الحب.. ودقات القلوب وأنفاسهما المرتفعة كأن هذا لقائهما الأول… فقط ينظر لعيناها وتذكره عندما حمـ لها بين يـ ديه لأول مرةوهي تبلغ من العمر شهر،، حينها سُرق قلبه عندما ناظرته برماديتها الصافية ليعلن من ذاك الحين إنها ملكه وحده
كانت يـ داه تضغط على خـ صرها حتى يقربها إليه… يريد أن يثبت لنفسه أن تلك الساحرة ملكه بين يـ ديه،حتى يثبت أنها حقيقة وليست حلما … انزل برأسه يستنشق عبيرها الذي أطاح بقوته الواهية طيلة الزفاف
رفع نظره لها وتحدثت النظرات بل القلوب بالكثير والكثير
“بحبك ياغزالة الجواد”
ناظرته بعيون لامعة ترقرق بالدمع من السعادة
ابتعدت عنه تدريجيا فنسدلت عبراتها… أخذ يكفكفهم بأنامله… جـ اذبها كالفراشة الرقيقة لصـ دره… عندما شـ عر بما تعانيه
دايما هتلاقي حـ ضني هو آمانك أوعي أشوف دمو عك طول ماانا عايش
عا نقته بقوة كأنه سيتركها… ضـ مها من خـ صرها رافعها منه حتى أصبحت بمستواه…
شـ عر بأنين الحب من نظراتها له… طوقها بيـ د واحدة رافعا أنامله يلمـ س خـ ديها
– تعرفي إنت الوحيدة اللي قدرتي تخترقي كياني وحبك بقى يجري في شرياني… عايز أكدلك أنا بيكي أكتفيت من سعادة الدنيا ياقلبي
أنزلها بهدوء عندما ابتسمت له
– تعرف لو مكناش اتجو زنا كان ممكن يحصلي ايه ياجواد… ظل يلمـ س خـ ديها باصـ بعه
– محدش كان هيقدر يقربلك ياروح جواد… حتى لو هسيبك طول العمر من غير جو از
ابتسمت بسخرية
– لا والله ومين كان هيوافق… ضغط على خ، صرها بقوة عندما شـ عر بخنجر مسـ موم من الغيرة من الفكرة نفسها
-” أنا ” كان بس شوفي هعمل إيه
وضعت يـ ديها على صـ دره… وأعرف إزاي دلوقتي وانت ملكتني… مازال يتمايل معها على لحن الحب
– ايه يازوزو نفسك تشوفيني مسجون ولا إيه… ارتفع صوت ضحكاتها
– كان نفسي اشوفك مجرم ياحبيبي
رفع حاجبه بسخرية
– وحد قالك اني مش مجرم ولا إيه… قهقهت بصوتها الانثوي مما جعلت نيـ ران عشقه تزيد بأوردته
– طيب علشان صوت الكروان دا… لازم اوريكي نوع من الأجرام ودلوقتي… اتجه بها إلى فراشهما حتى يذ يقها نعيم جنته بل اجرامه العشقي كما قال
بعد عدة أيام
كان الجميع يقف أمام إحدى المباني العملاقة التي يوجد بها أحدث الاجهزة الطبية الحديثه… توجد عدة لافتات على كل طابق… وبالجانب يوجد مبنى على أعلى مستوى من التجهيزات يكتب عليه
“الجاسر لعلاج جميع الأمراض بالمجان”
تحت رعاية الدكتور غزل ماجد الحسيني
تقف بجانبه متشابكة الأيـ دي وبجوارهما من الناحية الأخرى
صهيب وزو جته وعلى الجانب الأخر يقف سيف بجوار زو جته… وبالمقابل يقف حازم بجواره زو جته… وفي المنتصف يقف حسين الألفي بجواره زو جته نجاة الألفي وعلى الجانب الأخر يقف ريان بجوار إلياس السيوفي
نظر ريان لجواد ليبدأ الافتتاح… ولكنه رفع نظره لوالده الذي قام بقص شريط إفتتاح المجمع الخيري لعلاج الأورام
بعد قليل اتجه لسيارته جا ذبا زو جته متجها بها إلى الفيوم
كعادتها تضع رأسها على كتـ فه وتضـ م ذرا عه
– رايحين فين ياجواد… أنا عايزة أنام، تعبت جدا النهاردة
لف ذرا عه وحاوط جـ سدها
– لسة فيه مكان لازم نروحه النهاردة وبكدا
انتهت رحلتنا الشاقة حبيبي
رفعت رأسها وأردفت متسائلة
– رحلتنا الشاقة… إنت شايف ان حبنا لبعض رحلة شاقة
– جدا ياغزل فوق ماتتخيلي.. ونامي لحد مانوصل وهفهمك معنى كلامي
بعد فترة وصلوا إلى مدينة الفيوم منها إلى المقابر… كانت تغط بنوم عميق لحملها الجديد
وضع يـ ديه على وجهها يتحـ سـ سها
– زوزو حبيبي قومي وصلنا… فتحت عيناها تنظر حولها.. ثم اتجهت بنظرها له
– جواد جايبنا المقابر ليه… إحنا جايين نزور جاسر وبابا… لم يدعها تستكمل حديثها ونزل متجها لها ثم فتح باب السيارة وانزلها… جـ ذبها من أكتـ افها دالفا بها حتى وصل للمقبرة،، توقف أمام المقبرة بعد سلامه على المؤمنون
“السلام عليكم ايها المؤمنون المتوفون انتم السابقون ونحن بكم اللاحقون”
ظل ينظر للمقبرة لعدة لحظات… اتجهت غزل وجلست وأمـ سكت دلو من المياه… وأروت بعد الأشجار التي زرعها جواد بجوار المقبرة منذ استشهاده
أمـ سكت جدار المقبرة
– عامل إيه حبيبي… وحشتني أوي… النهاردة جواد جابني فجأة ومعرفش ليه.. بس كويس إنه جابني… لأنك كنت واحشني أوي، بقالي كتير مجتش هنا
جلس بجوار غزل
– النهاردة خلصت العمل اللي كنا نفسنا نعمله مع بعض ياجاسر… جيت اقولك أرتاح ياحبيبي خدت بطارك وبطارنا كلنا
كنت عايز اجبلك جاسر ابننا الصغير…أكمل حديثه…
– واخد منك كتير أوي… أهم حاجة واخدها الطيبة
رفع بعض الرمال بجوار المقبرة
– لو فضلت اشكرك عمري كله مش هوفيك حقك ياجاسر… كنت دايما قوتي في الحياة وحتى بعد مو تك ادتني السعادة كلها… فاكر آخر جملة بينا
– اتجو زها ياجواد وابعد عن قلبك المتمرد
تنهد بحزن لذكراه لجملته
– دا مكنش تمرد عادي حبيبي… دا كان تمرد عاشق… ياريتك كنت معايا ياجاسر، وشوفت اجمل هدية ربنا ادهالي
وقفت أمامه وانسدلت دمو عها
– بس أحسن تمرد عاشق في الدنيا.. رفعت يـ ديه وقبـ لته ثم اتجهت بها على أحشائها ووضعتها… وبقوله هنا قدام أغلى شخص عندي… السعادة والحب كلها معاك إنت
إنت يعني الحب
إنت يعني العشق
مبروك ياحبيبي هتبقى أب للمرة التالتة والرابعة… تمركزت عيناها عليه
– أنا حامل في توأم تاني ياجواد وبقالي شهرين…
هـ زة عنـ يفة أصا بت جـ سده بالكامل من فرحته التي غمرته بالكامل… لم يكن ذلك المراهق ابدا… ولكن إلى هنا لم يقو على الهدوء
جـ ذبها بقوة ملتقطا شـ فتيها بقـ بلة عاشقة مجنونة حتى انقطعت انفا سهما بالكامل
حملها فجأة وبدأ يدور بها وهو يصيح بأعلى ضحكاته التي سمعها أهل الدنيا وأهل القبور
“الله الله الله ”
كم أنت رحيم بعبدك الضعيف يارب العالمين… اتجه بنظره للمقبرة
قولي ياجاسر هطلب أكتر من كدا إيه
انتهى من فرحته التي دامت واستقرت بالقلوب.. ضـ م وجهها بين راحتيه وأردف
احبك يا نبض قلبي حب لا معالم له ولا حدود، لا بداية له ولا نهاية، بل حب مطلق لا ينتهي ولا يجف، ولا يتوقف عن العطاء، ولا يهدأ منه العشق والاشتياق والحنين ، احبك حب خلودً لا يمو ت، حب معمر في قلبي وقلبك نتنفس منه جمال الحياة ، ولكن الفرق أني اتنـ فس منكِ أكثر فكنتي لي كل الحياة، أميرتي أنتِ محياي وهذا يكفيني لأشـ عر بالأمان أن حياتي بين يـ دكِ، احبك يا نبض قلبي، احبك …!
#جواد_الألفي
تمت
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تمرد عاشق)