رواية تمرد عاشق الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم زهرة الربيع
رواية تمرد عاشق الجزء الخامس والثلاثون
رواية تمرد عاشق البارت الخامس والثلاثون
رواية تمرد عاشق الحلقة الخامسة والثلاثون
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
الأماكن لا تساوي شيئًا وهي خالية ممن نحب
و الحنين هو إحسا سنا الدافىء بالشوق إلى أنسان ما
إلى مكان ما إلى شـ عور ما إلى حلم ما إلى
أشياء تلاشت وأختفت
ولكن عطرها مازال يملأ ذاكرتنا ومكانا
أشياء نتمنى أن تعود إلينا وأن نعود إليها في
محاولة بائسة منا لأعادة لحظات جميلة
وزمان رائع أدار ظـ هرهُ لنا ورحل كالحلم الهادئ
فإذا كان النسيان قافلة تسير
فالحنين قاطع طريق
فتحت عيناها وجدت نفسها بغرفة من اللون الأبيض… نظرت حولها ولم ترى أحدا
يبدو إنها بالمشفى… وضعت يـ ديها على وجهها وأحـ ست بو خزة مؤ لمة أصابت شقها الايسر عندما
تذكرت حبيبها زو جها مالك قلبها… نزلت من الفراش وهو تتمتم باسمه
“جواد” همـ ست بها وهي تتحرك بهدوء… فتحت الباب بهدوء… وجدت صهيب يجلس أمام الغرفة يضع رأ سه بين را حتيه
التفت حولها تبحث بقلبها قبل عينيها
وقفت مستندة على جدران باب الغرفة
– “صهيب”…همـ ست بها تناديه… لم يكن يسمع همـ سها فكان في ملكوت أحزانه عندما اتصل به باسم وأخبره… بخبر هوى قلبه في بحر أحزانه لطيلة سنوات عمره
كيف يخبر والده…؟
كيف سيكون الخبر على قلب والدتها؟
آهة باحتر اق خرجت من جو ف قلبه…
ماذا ستفعلين صغيرتنا…؟
لقد كُبلتي من أحزانك مالايطيقه قلباً ولا عقلا
ظلت تناظر ه بصمت… هنا شـ عرت بالخوف… ولكن كيف وقلبُها يطمئنها
– فين جواد ياصهيب اتأخر ليه..!!
أغمض عيناه وسـ حب نفسا عميقا وكأنه داخل فوق صرا ع مابين احز انه وصموده
رفع عيناه التي انسدلت دمو عه على وجـ نتيه رافضة صموده الوهمي… رأها حازم الذي وصل للتو
– زوزو حبيبتي عاملة إيه… تقدمت نغم تحاوط جـ سدها
تعالي ارتاحي علشان اللي في بطنك… متنسيش إنك حامل… نظراتها ثابتة فقط على صهيب ودمو عه… كأنها لم ترى غيره حولها
بادلها نظراتها اخيراً.. وقف متجها لها
– روحي مع مدام نغم ارتاحي… لازم ترتاحي الدكتور قال
قاطعته
– اخوك فين؟ فين جو زي؟
ارتجـ ف قلبه لدى سماعه لكلماتها… وجمودها أمامه… حاول رسم الجمود على ملامحه محاولا ألا يضعف أمامها
– مليكة جاية بعد شوية هي وسيف… حبيبتي لازم ترتاحي… قاطعته بصوت مرتـ جف رغم غصة مؤ لمة من هروبه من جوابها
وصل ريان حيث مكانهم… نظر لها
– حمدالله على سلامتك دكتور غزل… ناظرته واردفت
– جواد كلم حضرتك مش كدا يا بشمهندس
نظر للأسفل بأسى وحزنا… فكل الأخبار تؤكد خبر وفـ اته… فهمت مايؤ لم قلبها عندما ناظرتهم جميعا
استندت على الجدار خلفها
– عايزة أنزل القاهرة دلوقتي.. انتوا جايبيني هنا ليه… جواد هيرجع على البيت ويزعل لو ملقنيش… انسدلت دمو ع نغم بغزارة على وجهها من حالتها… تمنت ألا تكون بمكانها بيوما ابدا
اقترب حازم محاوط جـ سدها
– حبيبتي مينفعش تنزلي القاهرة دلوقتي
إنتِ تعبانة والحمل في خطر…
والدنيا ملغمة شرطة حتى عمي راح الفيوم هو ونهى.. مينفعش تنزلي دلوقتي
صر خت بقـ هر زو جة لم تعلم شيئا على زو جها
– محدش هنا له الحق يقولي أعمل ايه… انا هستنى جو زي في بيتي
أشفق عليها كثيرا ويعطيها كل الحق بما تشـ عر به فالأمر مؤلم وصعب… رمق زو جته بنظرة فهمتها فورا
– غزل حبيبتي تعالي دلوقتي ارتاحي الدكتور يطمنا عليكي وبعد كدا أعملى اللي انتِ ترتحيله
– عايزة أكلم جو زي الأول… أطمن عليه حد يديني تليفون
❈-❈-❈
اقترب صهيب وضـ مها لأحـ ضانه
– غزل انتِ مؤمنه بقضاء ربنا… وكل “مايصيبنا إلا ما كتبُ الله لنا ”
خرجت سريعا من أحـ ضانه… تناظره بعينان تغشاها الد موع
– متكملش ياصهيب… أنا جو زي هيجي هو وعدني وأنا بثق في وعده
سـ حبها حازم ليدخلها الغرفة… ولكنها وجدت سيف بأخر الممر الذي تقف به… ابتسمت له عندما أقترب
– غزل جواد عايش… أسرعت له وأمـ سكت بيـ ديه
– كنت عارفة ياسيف… هو وعدني.. تعالى وديني عنده
– إنت اتجننت ياحمـ ار… إيه اللي بتقوله دا
ناظره سيف
– أنا متجننتش جواد عايش… مالقوش جـ ثته في العربية… الطب الشرعي قال دا واحد تاني… باسم قالي كدا
صـ فعه على خـ ديه بقوه
– فوق ياسيف واتقبّل اخوك ما ت… دار حولهم لازم تتقبلوا الحقيقة أخوك ما ت
وضعت يـ ديها بآذا نيها وصرخت
– باااااس محدش يتكلم…… مش عايزة أسمع صوت حد فيكم… أنا جو زي عايش
جـ ذبها صهيب بقوة ونظر لها بغضـ ب
لا لازم تسمعي جواد ما ت.. الشرطة اكدتلنا الخبر ودا من إمبارح… عربيته انفـ جرت ووقعت في البحر.. وهو كان فيها ياغزل… لازم تقنعي نفسك بكدا. وفوقي علشان ولادك اللي في بطنك… دفعه ريان بقوة
– ايه اللي بتقوله دا.. ضـ متها نغم لأحـ ضانها
غزل لازم تهدي علشان اللي في بطنك.. ارتـ جف جـ سدها بالكامل مع كلمات صهيب
– هو اللي مجنون… جواد عايش أنا متأكدة… جو زي عايش… حبيبي عايش… “جواد” همـ ست بها وسقطت ذاهبة لعالم لا يوجد به غيرها… تلقّها حازم بين يـ ديه
وبدأ يتحدث بغضـ ب مع صهيب….. ودّ لو يخـ نقه بيـ ديه مما صفـ عه بها
أسرع سيف لأحضار الطبيبة
جلس يمـ سح بعنـ ف على وجهه…. الدنيا أصبحت تخـ نقه بما سيواجه ويتحمله… اليوم سيكون بديلا لأخيه ولكن كيف يتحمل مايراه وما يسمعه
جلس ريان بجواره.. ممـ سدا على ظـ هره
– معرفش أقولك إيه… غير أنا مش مصدق الأخبار دي الصراحة… لفت له يتمنى مايشـ عر به حقيقا… يتمنى أن يكون كا بو سا ويفيق منه… قاطعه اتصال مليكة
سمع لصوت بكائها
– إنتوا فين ياصهيب وليه روحنا الفيوم… وإيه الأخبار اللي شوفتها دي… معقول جواد… أبوك ممكن يروح فيها ياصهيب
وقف يحاول التنفس لا يعلم ماذا يفعل
أمانته التي تصارع الآمها وعدم تصديقها… ولا والده الذي لو علم… سيسقط وربما يمو ت من أحزانه
حاول يملأ رئتيه بالأكسجين… لا يشـ عر بشيئا غير الاختـ ناق اخيراً خرج صوته
– فين بابا يامليكة… حاولي متخلهوش يشوف أي أخبار هو كدا كدا مسافر بكرة العمرة هو وماما… ودا كويس
صاحت بوجهه
– فين جواد ياصهيب أوعى تقولي إنه ما ت فعلا… اخوك فين حبيبي… طمن قلبي… وليه حازم مابيردش على تليفوناتي… استمعت لصوت ضوضاء بالخارج… نظرت من النافذة… وجدت كم من الصحفيين الذين يتجهون لمنزلهم… والأمن يحاول منعهم
❈-❈-❈
صهيب فيه صحفين كتير قدام البيت
مـ سح على وجهه بعـ نف وأردف
– هبعتلك حازم وسيف حالا… وانتِ حاولي تتعاملي بحذر… احنا لسة حبيبي منعرفش جواد فين… قالها وتمنى أن يكون كلماته حقيقية
– صحيح ياصهيب يعني جواد مامـ تش صح… ايوة هو أكيد خا طف غزل كعادته ويومين وهيرجع… ماهي غزل برضو مش موجودة من إمبارح دا مطمني شوية
أغمض عيناه قهـ ر وألماً على مايسمعه
نظر لحازم وسيف اللذان يقفان على باب الغرفة بصمت
حبيبتي لازم أقفل وحازم وسيف هيجلكم
خرج الطبيب… وقف متجها له
– ايه أخبارها يادكتور
هي كويسة أنا أدتلها مهدأ مش هتصحى قبل أربع ساعات.. الصدمة غلط على اللي في بطنها ماننساش إنها في شهورها الأولى وكمان توأم..
تمام شكرا لحضرتك… قالها حازم بهدوء
اتجه لريان
– بنشكرك يا بشمهندس إنت معنا من إمبارح فيك تروح ترتاح..
– مفيش تعب ولا حاجة… أنا هوصل الشركة عندي اجتماع… ونغم هتكون معها… وياريت لو ترجع لعندي في البيت… جواد اخر كلامه تفضل عندي علشان يطمن عليها
قاطعه سيف
– هو قصده تقعد في مكان يخصك مش عند حضرتك ابداً وتكون تحت حمايتك… أومأ حازم على صدق حديث سيف
– خلاص إحنا اتأجرنا بيت هنا وهروح أجيب مرا تي تقعد معها..
– لا مفيش حد هيجي… وزي ماالبشمهندس قال… هي هتفضل عنده.. هو هيتصرف
لازم نبعد فترة علشان الأنظار علينا… متنسوش إن عم غزل هربان من السجن ومش هيسكت إلا لما يوصلها… وإحنا اللي ممكن نعرفه مكانها… غياب جواد جه في مصلحته
ربت ريان على كتـ فه
– انا تحت أمركم طبعا وزي ماقولتلك جواد موصيني .. وحاضر هشفلها مكان قريب خاص بيا ونغم هتلازمها… لحد مانتأكد من الخبر ولا جواد يظـ هر… قاطعه إتصال هاتفه
تحرك مغادر يعتذر
– سلام لازم اتحرك…
– أيوة… جحظت عيناه مما استمع لصوت المتصل… وقف يستمع باهتمام
– لا ابدا الحمدلله… تمام متقلقش… ماهي إلا دقيقتين فقط … ارتاح قليلا وإتجه لعمله
بعد أسبوع الحال كماهو
خرجت غزل من المستشفى إلى منزل خاص بريان مع مكوث نهى بجوارها… وحسين الذي ذهب بصحبة زو جته إلى الأراضي المقدسة ولا يعلم ماصار… ظنا أن ابنه في مكانا ما هو وزو جته
جلست تستنشق بعد الهواء النقي عله يهدي من نيـ ران إشياقها له كان الجو يشبه الصقيع اصطدم وجهها بالبرد القاسي الذي لفح وجهها من الشرفة المطلة على البحر…
فاليوم إحدى ليالي الشتاء من شهر يناير،
أغمضت عيناها وتمنت بدخوله إليها حتى يدفئها بقـُ بلاته السا خنة على بشـ رتها البا ردة
فتحت عيناها عندما
اتجهت نهى إليها بطعامها
– صباح الخير ياجميل… عاملة ايه وحبايب خالتو المحانين عاملين ايه
– فين صهيب؟
فركت يـ ديها وهربت من انظارها… طالعته بهدوء
– الجواب صعب أوي كدا متعرفيش جو زك فين؟
أجابتها بحزنا
– نزل القاهرة علشان يعملوا عزا جواد… عمو حسين عرف وتعبان في المستشفى…
وقفت كأنها تلقت صا عقة على رأ سها
– ايه الهبل دا… عزا ايه ونعي إيه… أنا جو زي عايش… اتجهت للخزانه… وأخرجت ملابسها وارتدهم سريعا
وقفت تنظر لها بصدمة
– غزل رايحة فين…؟
أجابتها بضيق
– مش شغلك يانهى… تنهدت بضيق فهي في حالة لا تسمع للنقاش
استدارت لها عندما وجدت حزنها
– رايحة اشوف جو زك ليه متعمد يعصـ بني يانهى… طُرق الباب وظهرت العاملة
– استاذة نغم تحت منتظرة حضرتك
أومأت لها بهدوء
– تمام روحي قدملها حاجة وأنا نازلة… اتجهت لنهى بنظرها
– انتِ مش سامعة صوت إبنك… روحي شوفي بيعيط ليه
اقتربت لها تضـ مها لأحـ ضانها
– غزل حبيبتي فوقي ياقلبي.. أنا عارفة صدمتك كبيرة بس دي ارادة ربنا
ابتسمت لها
– أنا كويسة حبيبتي وكويسة أوي… وضعت يـ ديها على أحشائها… ولادي هيجوا وأبوهم هو اللي هيشلهم ويسميهم…
هزت رأ سها بو جع من حالتها… اتجهت ووقفت أمامها
– غزل بقالنا أسبوع وانتِ على حالتك دي… حبيبتي.. قاطعتها
– نهى نغم تحت عايزة اشوفها علشان ننزل القاهرة… لمي حاجة الولد علشان ترجعي
معايا.. ملوش لازمة قعدتك هنا
تنهـ دت نهى بحزن عليها لا تعلم ماذا تفعل لكي تخرجها من حالتها…
– عمك يحيى هرب من السجن ياغزل… إنتِ عارفة معنى دا إيه… دا ممكن يوصلك وينتقم لمو ت ابنه
ربتت على كتـ فها
-متخافيش… زاهر معايا وجواد هيرجع يوقفه عند حده… وأنا مش ضعيفة يانهى
❈-❈-❈
وقفت أمام نغم
– حبيبتي ليه بتتعبي نفسك أنا كويسة ونهى عندي
طالعتها نغم بحزن فقد فقدت كثيرا من وزنها مع ذبـ ول بشـ رتها وبهتنها
اقتر بت وجـ ذبتها لتجلسها بجوارها
– عايزة اقولك أنا مؤمنة بكلامك ويقينك برجوع جو زك…بس دا ميمنعش إننا نحافظ على أمانته لحد مايرجع
– أنا لازم أنزل القاهرة يانغم .. عايزة اطمن على بابا حسين
بعد فترة اتجهت لمسكنهم بالقاهرة.. دلفت للمنزل بهدوء وجدت نجاة التي تجلس تنظر في شرودها الحزين ولبسها الأسود … خطت الى أن وصلت إليها
– عاملة إيه ياماما… ارتجـ ف قلبها عندما استمعت لصوتها… رفعت نظـ رها إليها… فجأة تساقطت دمو عها
– غزل حبيبتي يابنتي ضـ متها بقوة أم فُقدت وليدها لفترة آلان وجدته
خرجت من أحـ ضانها تنـظر بأعين تغشاها الد موع.. أحـ ست بو خزة مؤ لمة لقلبها… قبّـ لت رأ سها
– عاملة إيه حبيبتي وقاعدة كدا ليه… وإيه كل الأمن اللي برة دول..
ظلت تناظر إليها كغريق وجد ضالته فيها… حيث رأت إبنها الفقيد فيها.. رفعت يـ ديها تحاوط وجهها…
– حبيبي كان بيحبك وبيمو ت فيكي… كأني شيفاه قدامي.. جـ ذبتها وأجلستها بجوارها تضـ مها لأحـ ضانها وكأنها تستـ نـ شق رائحة إبنها بها
تناست بما يدور حولها… فقط تضـ مها لأحـ ضانها… وتتساقط دمو عها
خرجت من أحـ ضانها
– ماما حبيبتي بتعيطي ليه.. انتوا ليه مش مصدقين إن جواد عايش… وصل صهيب للتو عندما أخبرته نهى بقدومهما
– إيه اللي جابك من إسكندرية ياغزل
لم تتجه له وكأنه لم يكن موجودا.. ظلت تنظر إلى نجاة
اتجه إليها ووقف أمامها
– مبترديش عليا أنا مش بكلمك… ليه جيتي من إسكندرية من غير ماتعرفيني
اهتـ زت نظراتها للحظات أمام غضـ به الذي صورته بالهمجية
– ليه أخد إذنك… مفكر نفسك مين…
جـ ذبها بقوة حتى أوقفها
– غزل إنتِ شايفة حالة الكل إزاي… بلاش تتسرعي حاولي تخرجي من صـ دمتك دي جو زك ما ت… وصل الجميع على صر خات صهيب
فقدت قدرتها على الحركة او الكلام… هـ زت رأسها واردفت بصوتا مر تجف
– إنت مجنون اكيد… كلكم مجانين… أنا جو زي عايش
جـ ذبتها مليكة لأحـ ضانها وظلت تبكـ ي
كل ذرة بمشـ اعرها تنتحب من حالتها أمامها
نظرت لمليكة وأشارت لها
– مليكة انتِ مصدقة إن جواد… ارتجـ فت شـ فتيها… وزعت نظراتها بين الجميع
كلكم مصدقين
اتجه صهيب لسيف
– خُدها مع زاهر وصلها إسكندرية ويارب ميكنش حد لاحظ وجودها هنا
إقتربت ووقفت أمامه بصدمة
– نعم إنت مين علشان تقولي اروح فين وآجي منين… لتكونش تفكر اني مصدقة تخاريفكم إن جواد مش هيرجع… ولا تكون مفكر إنك جو زي
– اعتبريها من النهاردة كدا.. جحظت عيـ ناها من كلماته… دفـ عته بكل قوتها… وصفـ عته بقوتها
برقت عيناه وتنافرت عروقه من فعلتها… اقترب كثور الها ئج
– كنت عارف ياغزل صعب التعامل معاكي.. بس بحذرك دلوقتي مفيش كلام هيتراجع بعد كلامي… ودلوقتي هترجعي اسكندرية بالطيارة كمان وهتفضلي هناك لحد ماتولدي… اقترب أكثر حتى أصبح بمواجهتها، ينظر إليها والشـ رر يتطاير من مقلتيه… واردف مايكـ سر ظـ هر البعير
– أنا دلوقتي مكان جواد سمعتيني وغصب عنك… اتجهت نهى لهما لكي تهدئه عندما ساءت الاحوال بينهما…
صهيب إهدى حبيبي مينفعش
صر خ بوجهها: محدش يقولي إهدى… أنا مش مجنون… أنا قولت اللي عندي
نظرت نهى له بصدمة ثم اتجهت بنظرها لغزل
ولكن غزل أصبحت كالمُهر الجر يح
– اخرص إنت مفكر نفسك مين… أنا متجو زة من جواد الألفي اللي هيفضل اسمه مر ابطني بآخر يوم من عمري… فوق ياحضرة الدكتور… متعملش عليا كبير.. أنا مش ضعيفة… أقتربت وهمـ ست له بصوتا كاد أن يكون متزنا رغم شر اسة نظراتها له
– أنا غزل جواد الألفي تربيته قبل ماأكون مر اته…
ومتفكرش أني هقبل لمجرد هزار حتى
أنا رافضة كل اللي بتعملوه دا… أنا جو زي عايش وهيرجع وقريب أوي
وطول ماأنا مد فنتوش بأيـ دي يبقى عايش ياحضرة المهندس الذكي… وهيرجع وهعلمه وأعملك الأدب
نظرت حولها في أرجاء المنزل ووضعت يـ ديها على أحشائها
– حتى هو قريب مني أقرب من اللي في بطني.. أشارت لقلبها طول مدا بينبض جواد عايش… بدل ماواقف تتشرط عليا روح شيل نعي اخوك اللي ملى السوشيال ميديا… وياريت مشفوش وشك قدامي… لأني هز علك بجد
قالتها ثم تحركت مغادرة
جلس صهيب واضعا رأ سه بين راحتيه
– روح وراها ياسيف… او كلم حازم يهديها
ربتت نهى على اكتـ افه
– ليه بتكلمها كدا ياصهيب… كنت قاسي معها… مـ سح على وجهه بعنـ ف
– لازم تخرج من صدمتها… لازم أقسى عليها… دي رافضة الحقيقة، خايف عليها بعد كدا
– متخلهاش تمشي ياصهيب هاتلي غزل في حـ ضني يابني كفاية جواد وأبوك
جلس على عقبيه أمامها
– ماما حبيبتي لازم غزل تبعد عننا الفترة دي.. علشان نقدر نحافظ عليها وعلى اللي في بطـ نها… أنا لوحدي..بتخبط من الكل
شهـ قت والدته شهـ قات متتالية بصوتا مرتفع
– أنا كمان حا سة إن جواد عايش.. حا سة أنه قريب مننا يابني…
– إنت هتعملي زيها ياماما..
خـ دني لأبوك ياصهيب عايزة أروح أشوفه يابني
بعد أكثر من ساعتين وصلت اسكندرية وهي تشـ عر بالآم في أسفل بطنها… أسرعت للأريكة الموجودة بغرفة المعيشة… ظلت تبـ كي بو جع قلبها. .. والآلام داخل أحشائها … صر خت من شدة الآمها… اتتها العاملة
– دكتور إنتِ تعبانة… اتصلك بنغم هانم أشارت بنعم
بعد قليل وصلت نغم بالطبيب
حذّرها الطبيب من حركتها ومن سفرها… ولكن لم تأخذ بكلماته
– أعطاها بعض الأدوية الخاصة بتثبيت الحمل.. مع تحـ ذيراته المستمرة… كان يظـ هر عليها الأ لم والحزن في آن واحد
دخلت نغم إليها بنوع من الشوربة المفيدة لحملها ولتدفئتها في هذا الجو القا سي بالأسكندرية
وضعت الطعام بجوارها… ربتت على ذرا عيها
– لازم تاكلي أي حاجة ياحبيبتي… إنتِ إزاي تعملي حاجة زي كدا… لسة في شهورك الأولى وتسافري المسافة دي كلها وترجعي في نفس اليوم… مـ سدت على شعـ رها عندما وجدت دمو عها تنسدل كشلال على وجـ نتيها
– عايزة أنام لو سمحتي يانغم… روحي لأولادك… حازم كلمني وجاي هو ومليكة في الطريق… قاطعها صوت هاتفها
– ايوة حبيبي… لا… بعدت عنها بعض الخطوات وأردفت
– تعبانة أوي ياريان والدكتور مطمنيش لو جع بطـ نها وضـ هرها بيقول ممكن تفقدهم في أي وقت
كان يقف بجواره… شـ عر بأن الارض تميد به واصبح قاب قوسين أو أدنى من فقدان وعيه… عندما شـ عر بآلامها
جلس يضع رأ سه بين يـ ديه عا جز لا يعي ماذا يدور حوله.. شعـ ور بضعف الدنيا يحتل كيـ انه ورغبته في ضـ مها واطمئنانها
انتهى ريان من مكالمة زو جته واتجه جالسا بجواره
– هتعمل إيه… الدكتور مش مطمن للحمل… وكمان هي لسة مُصّرة إنك عايش
ابتسم عندما تخيل حالتها وهي تناطح الجميع… فجأة استمع لرنين هاتف ريان
– خُد دي مكالمة فيديو نغم هتصورها زي ماطلبت منها
أمـ سك الهاتف ويـ ديه ترتـ جف…
وقف ينظر بهاتف ريان الذي تركه وغادر للخارج
تتسطح على الفراش تمـ سك بصورته وتضـ مها لقلبها وتنسدل دمو عها بصمت
تتحدث إلي الصورة بقلبا مفطور
– ليه محدش مصدقني إنك عايش.. لامـ ست صورته بأنا ملها الرقيقة
– كدا ينفع ياجود… أنا زعلانة منك ومخصماك… قدرت تبعد عني شهر كامل حبيبي.. طيب أنا موحشتكش… وضعت يـ ديها على أحشا ئها
– ولادك دول ذنبهم إيه… أزا لت دموعها وأردفت
– طيب تعالى علشان أنت وحشتني أوي.. تعالى أشبع منك ومن ريحتك وبعدين اختفي تاني
ضـ مت الصور لصـ درها كادت أن تعتـ صرها
وآ هة خرجت من أعماقها… آه ياو جع قلبي عليك ياحبيبي وأنا معرفش إيه اللي حصل معاك… آه… ياااارب… الصبر من عندك يارب
كان يستمع إليها تكاد مقلتيها تخرج من محجريها وقلبه أوشك على التوقف من فرط ألـ مه عليها.. انسدلت دمو عه… اسرع للخارج… قابله ريان
– رايح فين ياجواد؟
– رايحلها مستحيل أسبها دقيقة واحدة وهي كدا… أمـ سكه من ذرا عيه
– بس دي مخاطر… متنساش أهلك في أمان دلوقتي علشان فكروا إنك مُـ ت… ولسة ممسكوش عمها… وسفرها للقاهرة دا ممكن يكون فيه خطر… يعني حد راقبها
شوف أنامقتنع من اللي قاله حضرة الضابط باسم…يمـ سكوا بس الناس اللي بدأو يكبروا في البلد…ويبيعوا ويشتروا في البلد بفلوسهم القـ ذرة…واكمل مفسرا
– يعني دلوقتي انت ميـ ت في نظرهم.. هيبدأوا يخروج من صمتهم ويلعبوا… في نفس الوقت أهلك بأمان
أما عن عمها مستحيل يعرف يوصلها… واحنا مأمننها كويس…
اقعد وأنا عندي فكرة حلوة هتريحك
نظر له عندما وصله مايفكر به
– لا بلاش، أنا مُصر أروحلها
– و يحصل اللي يحصل.. أهم حاجة اروحلها حالا… توقف
-زاهر قال مفيش حد شافهم هي مقعدتش غير دقايق هناك… غير عربيات الأمن محاصرة المكان… أنا لازم أروح اطمن عليها
أوقفه ريان
– حازم ومدام مليكة في الطريق… وقف يطالعه
أنا لازم اشوفها وأطمنها…
زفر ريان بو جع على حالته
– عارف أن الموضوع صعب… بس خلينا متفقين ان كدا أمنلها… وأحسن حاجة إنها معتقدة إنك عايش
–
جلس عاجزا يتمنى لو يصل إليها ويأخذها بأحـ ضانه… يست، م تع برا ئحتها… حقا لقد اشتاق لها حد المو ت
عند غزل
امـ سكت نغم حقيبة يـ ديها مقبّـ لة رأسها
– .. وأنا نص ساعة كدا هشوف الولاد وأجيلك
ربتت على يـ د نغم
– أنا كويسه.. ماتشغليش بالك وزي ماقولت حازم ومليكة على وصول
خرجت نغم وتركتها بمفردها… امـ سكت الهاتف تنظر لوصورهما… وجدت صورهما التي كانت بشرم الشيخ
تذكرت باليوم التالي
فلاش باك
فتحت عيناها… وجدته يجلس يناظرها بنظر اته العاشقة.. اقترب من شـ فاها مقتـ طفا قبُـ لـته الصباحية
– صباح الحب ياقلبي… رفعت أنا ملها على وجهه
– صباح العشق ياحبيبي… نزل بجـ سده محاوطا خـ صرها
– دا كله نوم… ينفع كدا تسبيني الوقت دا كله مشتقالك
وضعت يـ ديها بخـ صلاته
– آسفه حبيبي نمت ومحـ ستش بنفسي… جـ ذبها بقوة لأحـ ضانه… تمنى أن يدخلها بقلبه…
بعد فترة من قُبـ لاته الصباحية… إتجه بها للمرحاض ليتنعما بحمامهما الدافئ
عصرا توجها لمطعم مشهور بهذه القرية التي يستقرون بها… كان المكان هادئا على غير عادته في فصل الصيف
تناول غدائهما… ثم اتجه وأركبها الناقة… وظل يسيرا لمخيم بعيدا بمسافة قليلة
انزلها بهدوء مخاوطا خـ صرها
– حلو ركوب الجمل
– جدا ياحبيبي…تحـ س إنك شوية وتمسك السحاب
قهقه عليها:
– حبيبي إنتِ كنتي راكبة جمل مش بارشوت…ضحكت مثله
– ماهو عامل زي البارشوت برضو
رجع مساءا بعدما زارا بعضا من الأماكن السياحية الموجودة بالقرب منهما
قام بإشعال المدفأة… وأحضر الطعام الذي جلبوه من الخارج كان عبارة عن أنواع البيتزا التي يحبونها سويا… أشعل الأضاءة الخافته مع الموسيقى الهادئه..
جلس ينتظرها حتى تنهي حمامها
بالأعلى أخرجت بدلة الر قص التي أبتعتها اليوم من إحدى المحلات التي شاهدتها… استغلت انشغاله بالهاتف… وقامت بشرائها
ارتدتها مع لمـ ساتها التجميلية… برسم عينيها بالكحل العربي… وأحمر شـ فاه ذات اللون الداكن… مع خلخالها… تاركة خـ صلاتها للعنان… مع را ئحتها الخلابة… فقد استخدمت أفضل العطور إليها… نظرت برضا لنفسها بالمرآة… ثم إتجهت للأسفل حا فية القد مين
كان يجلس يواليها ظـ هره… والتفت عندما استمع لصوت خُلخالها… اتسعت بؤبؤته شيئا فشيئا عندما رآها بتلك الطلة
بدلة رقص يقال عليها لايوجد بها أقمشة من قطعة واحدة…معظمها من الخيوط… تبرز جـ سدها الر شيق ومنحـ نياتها الخـ طرة وبياض بشر تها بسخاء، تام أمام عينيه… نا هيك عن لمـ ساتها التجميلة ورا ئحتها التي نُفذت لر ئتيه
خطى إليها بتمهل… كانت تهبط درجات السلم الخشبي بدلالها الأنثوي… كأنها تخطو فوق قلبه الذي أصبحت نبضاته الهادرة تتخبط بين ضلو عه وكأنها تعلن ثور تها في عشقه لها… تطلبه بالكثير في ذلك الوقت
وصلت اخيرا اليه… ينظر إليها فقط…
بدأ يدندن لها
❈-❈-❈
تقابلت العيون التي اوقـ دت نيـ ران العشق بقلبهما… جـ ذبها بقوة حتى أصبحت بأحـ ضانه… رفع أنامله يتلمـ س وجهها بعشق… بدأ يدندن لها
– حبيبتي ترقص حافية القد مين
لفحت أنفا سه السا خنة صفحة وجهها النا عم.. بل شـ عرت بحر ارته المنبعثة من جـ سده… عندما حاوطها بذر اعيه دافنا أنف، اسه بعنـ قها
– ناوية على إيه ياحبيبة جود
رفعت نفسها وطوقت عنـ قه متحدثة بدلال ناوية أعيش جو زي حبيبي في سعادة محدش عاشها قبله في حياته… اقتربت تنظر لشفتيه مرة ولعيناه مرة… رافعة يـ ديها متحـ سـ سة ذقـ نه النابتة
– ناوية اخليه ميشوفش غير غزل بس…
ناوية اخليه يمشي ووجه ينور بسعادة الدنيا… همـ ست أمام شـ فتيه بشـ فاه المطلية بالأحمر النا ري
– عايزة جو زي حبيبي أسعد را جل في الدنيا دي كلها.. قالتها وخطت لهاتفه تغلق الموسيقى الهادئة وتبدلها بأغنية شعبية للرقص
خـ لع شاله الملتحف به حول عنـ قه… وتقدم بخطواته اليها… ممـ سكا هاتفه من يـ ديها… وقام بتشغيله لأغنية الرقص
وقف أمامها رافعا شاله مقربها إليه عندما صدحت الأغنية بالاجواء… حاوط خـ صرها وعاقد شاله حولها واردف وهو مازال مطوق خـ صرها
– عايز أشوف إبداع مر اتي حبيبتي… ضحكت بدلال أمامه… وقامت تتحرك بخـ جل في البداية… جلس أمامها ونظـ راته تفـ ترسها
– كان جـ سدها يتما يل بر قة مع الموسيقى… مبدعة بحركاتها الأنثوية… رغم انه رأى رقـ صـاتها قبل ذلك ولكن اليوم مختلف… بحركات الاغـ راء لديها… قد مها الحافيتين تتحركان ببطئ مع صوت خلخالها بتنا غم حركاتها… تتما يل برقة أمامه.. كأنه تتما يل و تتلاعب بقلبه… بات مذهولا من حركاتها عندما نست خجلها منه وذهبت بعالم رقصها مع الموسيقى…
جنيته صغيرته تكاد تفقده عقله مثلما فقدته قلبه… جـ سدها يظـ هر أمامه بطريقتها المغـ رية مما أهلكت رو حه وخلاياه بالكامل… وقف متجها إليها عندما فقد قدرت تحمله… كانت نظراتهما متشابكتين ببعضها… ضغط على هاتفه… وقام بحملها دون أي حديث متجها بها للأريكة التي توضع بغرفة المعيشة… ابتسمت خـ جلا عندما ناظرها بنظراته الرا غبة بها… عندما خفـ ق قلبه بشده وشـ عر بجـ مرات تحـ رقه داخليا… سيّطر الخـ جل عليها وشعـ رت بقلبها كاد ان يخرج من ضلوعها من همـ ساته لها بكلمات عشقه.. وضعها على الاريكة بهدوء كأنها أغلى الجواهر لديه وضع يـ ديه على بشرتها التي تظهر أمامه بوضوح… استنشق را ئحتها التي اذا بته واشعـ لت نيـ رانه أكثر فأكثر… وضعت يـ ديها على عينيها عندما قام بتمز يق تلك التي لا تعتبر شيئا
أزاح يـ ديها ناثرا قُبـ لاته فوق عنـ قها وجـ سدها بالكامل… ليذهب بها لعالمه الخاص الذي يمتلكه وحده وليس لأحدا غيره
خرجت من ذكرياتها
وازدادت دمو عها عندما شعـ رت باشتياقها المتعب لقلبها…
❈-❈-❈
بعد شهرين ومازال الوضع كما هو
اتت نغم لتأخذها هي ومليكة لمتابعتها الشهرية..
كان يجلس بغرفة ملازمة لغرفة الكشف.. وبابها مفتوحا حتى يسمع مايقال
تسطـ حت على فراش الكشف
وقفت نغم تنظر للذي يقف بداخل الغرفة يكاد قلبه يخرج من بين ضلو عه
– الأوضاع مش تمام أوي يادكتور… فيه جنين فيهم ضعيف جدا.. أنا المرة اللي فاتت حذرتك
– بحاول أكل والله بس مش قادرة… كل حاجه برجعها يادكتورة
وقفت تنظر لها
– شكلك مش عايزة الحمل دا يادكتورة
ارتجـ ف قلبهاواضعة يـ ديها عليهما
– الحمل دا أغلى من حياتي يادكتورة
انشـ طر قلبه لصوتها الحز ين
زفرت الدكتورة من حالتها الميؤسة
– احنا دخلنا الشهر الخامس..دلوقتى لو عايزة تعرفي نوعهم ايه..
قاطعتها- لا مش عايزة أعرف…المرة الجايةأبوهم هيكون معايا إن شاءالله وقتها يبقى قولي…قالتها مع انسدال عبراتها…ضـ متها مليكة لأحـ ضانها
– اهدي يازوزو حبيبتي…احنا قولنا الزعل مش حلو وبيرفع الضغط… ساندتها مليكه وساعدتها في اعتدال ملابسها … متجهة للمقعد… أنا تعبانة عايزة أروّح يامليكة
ضـ متها مليكة وخرجت لحازم الذي ينتظرهما بالخارج… جلست نغم أمام الطبيبة ودخل حازم بعد خروجها
– ايه يادكتورة اخبار الحمل..؟. هنا خرج جواد من الغرفة.. جحظت عيناه عندما رآه
– “جواد “أردف بها بذهول… اقترب جواد يضـ مه ويربت على ظـ هره
دفـ عه حازم بقوة
– إنت ازاي…!! اومال دفـ نا مين مكانك… وقفت الطبيبة أنا هلف على المرضى بتوعي
خرجت الطبيبة وتابعتها نغم الذي نظرت لهما
– أنا هلحق غزل ومليكة… اومأ جواد لها
– شكراً يامدام نغم
كان يقف مذهولا مما يحدث حوله… يشـ عر بصا عقة على رأ سه… لا يعي مايدار
– معقول إنت عايش… يعني تلات شهور عايشين في حزن ووجع وإنت عايش… نظـ ر للباب الذي خرجت منه غزل
– ذنبها إيه تعيش الحزن دا كله… ذنبها إيه كل ليلة تنام ودمو عها على خـ دها… لدرجة دي محدش فرق معاك… توقف عن الحديث
– صهيب كان يعرف… أشار بيـ ديه
– لا اكيد… معقول لا… ظل يرددها كالمجنون
جـ ذبه جواد وأجلسه بجواره
– اقعد ياغبي واحكيلك كل حاجه… محدش، يعرف غير ريان
– إنت اللي كنت في الشقة من اسبوعين… إنت اللي غزل شافتك وفضلت تنادي عليك وأنا فكرتها إتجننت
– ياحازم كان لازم أعمل كدا… في مهمة صعبة ولازم نعملها بدون خسارة حد فينا… باسم ابنه اتقـ تل قدامه عارف دا معناه إيه
معناه ممكن أمو ت لو حد فيكم حصله حاجة… أنا لازم احميكم لحد مانقبض، عليهم…
قطب جبينه:
– وغزل ياجواد ذنبها إيه تعيش الو جع دا وهي حامل…
دي بتمو ت قدامي كل يوم وأنا عا جز… ولا صهيب اللي عمّال يخنـ قها بتحكمه ومفكرها اتجننت علشان يفوقها من صـ دمتها… تعرف قالها إيه
ضيق عيـ ناه متسائلا
– عمل إيه صهيب… وقف حازم ونظر لخارج النافذة
– قالها هتجو زك… هـ زة عنيـ فة أصابت جـ سده مما جعلته فقد قدرته على الحركة والنطق
– صهيب قالها كدا… مـ سح حازم على وجهه بعنـ ف… الدنيا وا لعة فوق ماتتصور بينهم
هو مفكرها تحت صـ دمتها وعايز يخرجها بصدمة أكبر… وهي كر هته ومش مستحمله تشوفه قدامها
أومأ برأسه بفهم
– دلوقتي خد مليكة وأرجع القاهرة ومش هحذرك ياحازم ممنوع حد يعرف حاليا… حتى مليكة أنا هنا اسبوع وبعد كدا ريان هيكلمك ترجع هنا
-إفهم من كدا إنك هتشوف غزل…
تنهـ د بحزن يعلم أن المواجهة ستكون قا سية
❈-❈-❈
مساءا كانت تتسطح على فرا شها… وهي تبتسم من حركات أولادها دخلت العاملة بكوبا من العصير الطازج… مع بعض الفواكه
– البشمهندس حازم وصاني لازم حضرتك تاكلي الحاجات دي كلها..
اومأت برأسهاوتحدثت
– تمام يانهلة فيكي تروحي ترتاحي أنا هشرب العصير واخد شاور وأنام
ابتسمت لها العاملة
– تحبي أجهزلك الحمام..ابتسمت غزل
– متشكرة اوي…
قطبت جبينها وتسائلت
– غريبة نغم ماجتش النهارده…
أجابتها العاملة بإبتسامتها
– اتصلت من شوية أطمنت عليكي وسألت إن مليكة هانم مشيت ولالا
– تمام روحي إنتِ… بعد قليل تحركت للمرحاض بعد ماالعاملة خرجت…
بعد فترة تجلس أمام المرآة تحاول أن تجـ فف شـ عرها… ولكن جـ سدها متعبا للغاية… اتجهت للخزانة أخرجت تي شيرت يخصه مريحا لأعـ صا بها وجـ سدها… ارتدت إسدالها…جلست تؤدي فرضها من صلاة العشاء ثم اتجهت لفراشها… تمددت وأمـ سكت هاتفها مع تناولها بعض الفواكه… كانت تشاهد لبعض عمليات إستئصال الأورام… شعـ رت بحركة داخل أحشائها
– مالكم ياحبايبي النهاردة… ابتسمت وهي تملـ س على بطـ نها… شكلكم فرحانين بالشور زي مامي… ولا تكونوا بترحبوا بريحة بابي في تي شرتيه… نظرت للبعيد ثم
وضعت يـ ديها على بطـ نها
– شوفتوا بابي عمل فينا إيه… طيب أنا مشتقاله ونفسي أشوفه حالا أعمل ايه… سمعت طرقات على باب الغرفة
– قطبت جبينها وتسائلت
– معقولة نهلة لسة صاحية؟
أدخل… قالتها بصوتا متعبا… دلف بحركات بطيئة ليرى ردة فعلها… في نفس الوقت سمعت رنين هاتفها فكان المتصل نهى
أمـ سكت هاتفها تجيب نهى… ولكن سقـ ط الهاتف من يـ ديها عندما تسـ ربت رائحته لأنـ فها رفعت عيناها… تنظر لذلك الذي يقف أمامها كطفل منتظر العقاب…
اتسعت حد قتيها شيئا فشيئا.. وصدمة قوية زلـ ز لت كيـ انها… شعـ رت بر جفة شديدة بجـ سدها عندما أقـ ترب منها
ورغم ماشـ عرت به إلا أنها وقفت سريعا… أسرع إليها عندما وجدها تريد الاعتدال… جـ ثى على ركـ بتيه أمامها
ممـ سكا بوجهها حتى يتمالك من نفسه لقوة اشتياقه لها… سكنت لثواني تتأمل قسمات وجهه الجميل
رفعت أناملها تتحـ سـ س وجهه
– حبيبي إنت قدامي صح أنا مبحلمش…
ضـ مته بقوة وظلت تبكـ ي بشهـ قات مرتفعة شقـ ت قلبه لنصفين… ظلت تبكـ ي وتبكـ ي إلى أن أختفى صوت بكا ئها…وبدأت تتمـ سح به كقطة أليفة ولا تنطق سوى أحمدك وأشكر فضلك يارب
آهة وآهة من فراق حبيب ظن البعض إنه د فن ولم يعود
ولكن كيف لقلب العا شق يصدق مايُقال ومازالت نبضاته تنبض بالحياة
وضعت يـ. ديها على فـ مها لتمنع شـ هقات بكائها.. فقط تريد أن تستـ مـ تع بأحـ ضانه
فقط تريد أن تصدق إنه واقعي وليس بأحلامها الورديه
أقترب يطبع قـ بلة عميقة فوق جـ بينها المغطى بخـ صلاتها النا عمة التي تنسدل بعشوائية على وجهها… لامـ ست وجهه.. واغمضت عيناها تستـ مـ تع بشـ فتاه على جبـ ينها… حركت يـ ديها على وجهه بالكامل
كنت متأكدة إنك عايش… فكروني مجنـ ونة
هو أنا فعلا مجنـ ونة…مجنـ ونة بحبك
أقترب مقـ بلا شـ فتيها بقبـ لة عميقة.. ليبرد نـ ار اشتياقه لها… ظل يقـ بلها لوقت طويل… طو قت عنـ قه… وبادلته جنو نها القا سي في عشقها. له بدأت تعاقبه بشر اسة بقُبـ لتها له..
ثم دفـ عته بعيدا عنها عندما أستعادت وعيها من إشتياقها
شهـ قات خا فتة انفلتت منها عندما وجدت نفسها ابتعدت عنه… جلس بجوارها ضـ امما إياها لجـ سده… وضع ذ قنه على رأ سها
كان مايؤ رق رو حه أكثر مواجهتها بعد غيابه… رغم اشتيا قه الجارف لها ولكن قلبه يأن أحتر اقا لرؤيته لها بهذا الحال
– حبيبي وحشتيني فوق إحتمال قوة البشر… عارف إنك زعلانة مني…تنـ هد بحزن
– ليكي حق ياقلبي… ولو عايزة تضر بيني وتطـ رديني مش هقولك لا… رفع ذ قنها ناظرا لتر انيمها المقدسة لقلبه
– صدقيني غصب عني… كان لازم أعمل كدا
مطت شـ فتاها بحزن ونظرت للأسفل وتحدثت بصوتا حزينا
– أنا كنت بمو ت كل يوم… وحضرتك عا يش ومش قادر تطمن رو حي… كل يوم أصبّر نفسي وأقول هيجي النهاردة… وأستناك
رفعت عيناها وتلا قت بعيناه
– كنت قا سي أوي ياجواد… كنت قا سي كعادتك معايا… انسـ دلت عبر اتها تحـ رق وجنـ تيها
– عندك حق تعمل أكتر من كدا… ماإنت سبتني قبل كدا أكتر من أربع سنين… ايه يعني لما أعملها تاني كام شهر وأو جع قلبها تاني..
انتفـ ض قلبه وجعا وألما من كلاماتها وبدأت دقاته في التفا ني عندما حكمت عليه.. ورغم ماشـ عر بها إلا أن دمو عها تكـ وي قلبه
– “غزل ” خرج اسمها من بين شـ فتيه بنبرة مثـ يرة مستمـ تع بنطقها… رفع وجهها بين را حتيه ينظر لعيناها مقـ بّلا خـ ديها… مقتربا من شفـ تيها
– أنا كنت بتعـ ذ ب أكتر منك حبيبي… كنت بتمنى اسمع إسمي بس منهم… قالها وهو يلمـ س شفـ اها… اقترب أكثر
– وحشتيني لدرجة خايف عليكي مني… قالها مغمضا عينيه وهو يد فن أنفا سه بعنـ قها مقـ بله بهدوء طا غي لرو حها
كانت تر تجف بين أحـ ضانه… حب، ست أنفا سها وأرتفعت دقات قلبها التي كادت تشق صـ درها… أغمضت عيناها تحمد ربها على وجوده بجانبها أولا… تستـ مـ تع بلمـ ساته وهمـ ساته بعشقه لها… ورغم اشتياقها الجا رف له وتمنيها سحـ ق نفسها بداخل أحضـ انه إلا أنها
استدارت ووضعت رأسها على الوسادة أخيرا وهي تبكـ ي من السعادة وتبتسم من وجوده واقسمت لتعا قبه عقابها الشديد
ضـ مها لأحـ ضانه يهمـ س بجانب أذ نيها
-؛ إنسي ياروحي اللي بتفكري فيه… مستحيل تبعدي ولا لحظة عني… أقشـ عر جـ سدها من أنفا سه الحارة التي ضر بت بشرة عنـ قها عندما رفع خـ صلاتها دا فنا وجهه يرويها بوابل بقبـ لاته العا شقة
التفتت له عندما جـ ذبها لوجهه.. نظرت بعينان تقطر دمو عا ووجـ عا من غيابه
زفرة خا فتة خرجت من جوفه
– بعد ماسبتك اتحصرنا في الوقت اللي بنحاول نقبـ ض عليهم هم حا صرونا… كان فيه منهم قدام حضانة حمزة ابن باسم… خطـ فوه ليومين وفي الآخر رجعوه لأبوه مقـ تول
وضعت يـ ديها على فـ مها من الصـ دمة
باسم اتصل قبل مانروح للدكتورة… وعرفت إن حمزة ما ت والناس دي ميتلعبش معها… عارف اننا جهاز كبير بس إنتِ متعرفيش بتحاربي مين بالضبط… استنشق بعض الهواء يملأ رئتيه
– شكل الولد وهو غر قان بد مه و جعني أوي ذنبه إيه… لو تشوفي حالة باسم وقتها… انسد لت دمو عه على وجـ نتيه
لما اتحاصرنا وإنت بين أيـ دي مفكرتش في غير حاجة واحدة أكيد إنهم هيروحوا لأهلي… ويمو توكي… جـ ذبها يضـ مها بقوة
كأنها أصا بها شيئا
أخرجها من أحـ ضانه
– وبالفعل كان فيه عربية عند الفيلا.. وحصل هجوم بين الفريقين والشرطة ادّخلت والحمد لله عرفوا يسيطروا… وخليت سيف ياخد بابا وماما ومليكة ونهى للفيوم… مفيش قدامي غير صهيب وحازم اللي بقالي فترة بعلمهم إزاي يأمنوا نفسهم كويس ويتدربوا… غير الحراسة
عمك قطـ ع شر يانه ونقلوه للمستشفى وهرب من هناك… خارج علشان ينتـ قم وياخد حقه…
لمـ س وجـ نتيها وتحدث
– عمك كان شغال مع مهر بين أثـ ار وتجار أسلحة وغسيل أموال… ساعدوه وعرف يهرب واللي كنت خايف منه حصل… راقبنا وعرف مكانا وبعت اللي يقدر يحاصرنا… اتصلت بريان مكنش قدامي حد بعيد عن عمك مايعرفوش… وإحنا حاولنا نخرج من الحـ رب اللي كانت بين المافيا وبين الشرطة
باسم قالي اركب العربية وادخل من طريق النيل… وكانت دي خطة انهم يضر بو عربيتي او يفجروها في الوقت اللي قبل طريق النيل في الاشارة… لقيت عربيتي اتفتحت وواحد من ضباط المخابرات خرجني وركب واحد تاني وخرجنا في إشارة مرور… دا مااخدش غير دقيقة بالضبط.. كان فيه أكتر من تلات عربيات محاصريني… يعني كنا مخططين لكل حاجة… وفعلا ضر بوا العربية واتفـ جرت ووقعت في النيل
والباقي إنتِ تعرفيه
ليه مااتصلتش ياجواد بيا… اخربع شهور ولا مرة قدرت… ولا بابا حسين مصعبش عليك
مـ سك وجهها بين يـ ديه
– مكنش ينفع تليفونتكوا مكناش نعرف مترقابة ولا لا… اخدنا احتياطتنا… بعد شهر من الحادثة… فعلا خرجوا وبدأ يشتغلوا تاني
مسكنا الكتير منهم بس لسة اتنين وعمك… دول قربنا نوصلهم يعني خلاص
المخابرات مش ساكتة وإحنا كمان
– و إشاعة مو تك فادتهم بإيه
ابتسم يملـ س على شعـ رها
رجعت سينا ياقلبي علشان دا مكان الخطر كله… فكان لازم اصطداهم واحد واحد وهم مفكرني اني مُـ ت وبدأ يشتغلوا براحتهم
– بس مكنش بيعدي يوم واحد من غير مااشوفك وأسمع صوتك… اقترب وقبـ. لها بقبـ لاته العاشقة.. لسة زعلانه ياام عيالي
فجأة ضحكت بصوتا مرتفع مفـ زعة من مكانها
أمـ سكت يـ ديه ووضعتها على بطـ نها
– شوف العيال دول بيعملوا إيه… من ساعة مارجعت من عند الدكتور ماسكتوش
ابتسم عندما شـ عر بحركاتهما تحت يـ ديه
– عاملين إيه حبايب بابي… مين فيكم الوحش الضعيف اللي مبيكلش كويس،
برقت عيناها من كلماته…
كنت هناك.. رفع تي شيرتيه الخاص الذي ترتديه وقـ بّل بطـ نها
– كل كشف بكون هناك… وأنا اللي بحجزلك… رفعت أنا ملها أخيراً على وجهه
واقتربت تقبـ له برقة… تولى قـ بلتها وهو يلتـ هب بنيـ ران إشياقه الجارف لها.. ليأخذها مرحبا بجنان الخلد الخاصة بهما وحدهما
بعد فترة كانت تجلس بأحـ ضانه يُطعمها الفواكه وهو يضـ مها بقوة لأحـ ضانه
– ايه موضوعك إنتِ وصهيب دا
توقفت عن الطعام
– ولا حاجة… صهيب وإنت عارف هزاره التقيل… بس وربي لأعلمه الأدب… دا مفكرني اتجننت… ولكنها توقفت فجأة
هو كان يعرف إنك عايش… دا عاملي كبير عيلة
وضع الموز بفـ مها… لسة حازم قايلي النهاردة… متزعليش منه هو كان خايف عليكي لتكوني اتجننتي فعلاً ياحبي…
نظر إليها ودقات قلبه بالإرتفاع
بحبك بجنون وحبيتك اكتر لما عرفت اللي عملتيه في صهيب.. وضع جبينه فوق جبينها
– لدرجة دي ثقتك أني عايش… لامـ ست وجهه وقبـ لت خـ ديه… العشق بنبض القلوب ياحبيبي… وطول ماقلبي بينبض بإسمك إنت عايش ومحاوطني بآمانك
-إيه الجمال دا… التيشيرت مخليكي قمر
ضحكات عليه بأصوات مرتفعة
– لا والله يعني هو حلو وأنا لا
اعتدلت على ركـ بتيها الذي يصل اخر لبـ سها فأظهرت سيقانها.. أمامه واضعة يـ ديها بخـ صرها
– هو فعلا اللي حلو علشان بتاعك وفيه ريحتك اللي بتريح أعصابي
– غزل اسكتي مش هسألك تاني على حاجة… عايز ولادي يجوا بالسلامة.. تحركت أنا ملها بخفة على ملامح وجهه التي تعشقها ثم رفعت وجهه مضيقة عيناها
– مش فاهمة تقصد إيه؟
ظل ينظر إليها بنيـ ران اشتـ ياقه لها تمركزت عيناه على شـ فاها وهي تتحدث تمنى لو يسـ حقها… تمنى أن يقضي ليلته معها للصباح كما كان يفعل
اقترب ولمـ س كر يزيتها المغرية لقلبه
– قصدي إنك وحشاني لدرجة مخلياني خايف على الولاد… نامت على كتـ فه عندما فهمت مايشير إليه… ممـ سكة بيـ ديه التي وضعتها على أحـ شائها
– انتوا بترحبوا ببابي ياحبايب قلبي
تلاقت عيناه بعيناها وارتجـ فت شـ فتيه ونطق
-” بابي “رغم إنها من أربعة حروف خفيفة إلا أن واقعها على القلب أشد وأشد
حملها وهو يطلق ضحكاته بصخب من فرحته
– وحياة بابي ياحلوين لأخلي بابي يحميكم انتوا ومامي… اطلقت ضحكاتها التي أنارت وجهها وتحدثت بدلال
– دا بابي بيتلكك علشان عايز يعوم مع مامي… بس متخافش البانيو هنا واسع أوي يعني هياخدنا إحنا الأربعة
وقف ونظر لها
– نعم ياختي أربعة مين… هم المفاعيص دول هيدخلوا البانيو معانا… دي وهما جوا علشان بس ادلل مامي حبيبة قلبي
– جودي حبيبي ولادي هيستحموا كل مرة معايا في البانيو واللي عجبه يامرحبتين واللي مش عجبه
رفع حاجبه… يعمل إيه يامامي
– يعمل عريس زي زمان
– وحياتك بابي بيندم ونفسه في ليلة من بتوع زمان والقمصان اللي كانت بتنرل في الأرض زي الرز
ضـ مها لصـ دره وهو يبتسم بوجهها
تسلملي روحي وضحكتها اللي نورت وجهها
بقولك مفيش رقصة من بتوع زمان
طو قت عنـ قه واقتربت ترفع حا جبها كالأطفال
– كان عندنا وخلص ياحبيبي
لا ياحبي طول ماانتِ موجودة عمره مايخلص… اصبري بس لما تجيبي الحلوين حبايب مامي دول…. وبعد كدا نشوف غيرهم
ظلت تنا ظره بحب وترسم ملا مح وجهه بقلبها… هذا الر جل يعني لها أكسيد الحياة
كيف ستعيش إذا أصا به مكر وه… هنا أغمضت عيـ ناها بأ لما.. مجرد تخيُلها… أنزلها ومازال محاصر خـ صرها وهي تطالع ملا محه القريبة لها… كان منشغلا بوضع سائل الاستحمام وتشغيل المياه… اتجه بنظـ ره وجدها تطالعه
ابتسم وإردف مشاكسا
– عارف نفسي حلو أوي
وضعت رأسها في صـ دره وتنهـ دت تتمنى لا تخرج من أحـ ضانه
– أوي ياجواد… انت أحسن را جل شافته عينيا حبيبي… خرجت من أحـ ضانه
– ربنا مايحرمني منك أبدا.. لمـ ست وجهه بحب
– أنا مش محتاجة من الدنيا دي غير حـ ضنك ليا وأمانك اللي محو طني.. انسدلت د معة من عيناها وطالعته
– اوعدني هتخاف على نفسك علشاني ياجواد… أوعدني قبل ماتعمل حاجة فيها خطر على حياتك…
تفتكر حبيبتك هتقدرش تتنفس من غيرك
ظل ينظر لها بصمت… ملامحها الحزينة تصـ فعه بقوة… الي&#
اليوم فقط كره عمله الذي يعشقه… اليوم فقط تمنى أنه لم يعمل بهذا المجال… اليوم فقط تمنى أن ينفصل عن كل شيئا سواها هي
ضـ م وجـ هها بين را حتيه وأردف بصوتا مبحوحا بالمشاعر
– أنا عايش وبتنفس علشانك إنتِ وبس… حياتي كلها قبل مااتجو زك مكنتش حياة… أعتبري أنا اتولدت من يوم مااتكتبتي على أسمي… من يوم وجيتي وقولتي إنك بتحبيني… وقتها بس بقيت أعد كل دقيقة في عمري… وقتها وأنا حـ سيت إن كل دقيقة معاكي تساوي عمر وأنا بعيد عنك… عمري ماعرفت معنا الخوف إلا لما بقي دا بينبضلك… بقيت أخاف إن ساعة واحدة تعدي بعيد عنك… بقيت أحسب اليوم بالثواني قبل الساعات وأندم عن أيام وانتِ بعيدة عني
ضـ م وجهها مقـ بلا خـ ديها مردفا
علشان غزالتي مستعد أضحي بعمري علشان اسعدها
اردفت بصوت با كـ ي كلما تذكرت أيامها بدونه
– وازاي غزالتك تعيش وتلاقي السعادة وإنت بعيد عنها
إزاي هتكون غزالتك وإنت بتضحي بعمرك… هيكون فايدتها إيه وإنت واخد رو حها معاك
في فيلا المنشاوي
تجلس بأحـ ضانه وهي تضحك بصوت صا خب على كلماته…
والله ياريان هتفضل منحـ رف طول عمرك
رفع حا جبه بتهـ كم
– والإنحر اف وحش يارو حي… اقترب وهمـ س أمام شـ فتيها
– نسيتي دروسي ياحبي… اللي كنتي بتستيها وبتعدي الوقت علشان تاخديها
دفـ عته حتى سقـ ط على الفراش
– تصدق والله انت رخم… وكنت مدرس فا شل
قهقه عليها بصوته الر جولي
– ايوة عارف ياحبي مدرس فا شل… بدليل الر قص والقمصان المتـ قطعة… جـ ذبها بشدة من خـ صرها
– ياقلبي دا انتِ عندك تلات ولاد والرابع جي في السكة.. لما أنا فاشل الناجح إيه
جلست على ركـ بتيها أمامه
– عارف إمتى هتكون ناجح ياحبيبي… لما أخلف بنت… غير كدا إنت فا شل… دفـ عها على الفراش حتى سقـ طت على ظـ هرها وظلت تضحك… نظر لها وعيناه كلها ر غبة بها
– بقالك يومين يانغومتي بتباتي بعيد عني ودا مش كويس لصحتي
قطع حديثه طرقات على باب الغرفة
أعتدل ناظرا لغزل حتى ترتدي ملا بسها
حمحم ثم اردف بصوتا متزنا
– ادخل…
دخل بيجاد وهو ينظر بالأرض
– بابا لو سمحت عايز اتكلم معاك في موضوع… أرتدت نغم مأزرها الطويل… واتجهت له
– مالك يابيجو… زعلان ليه؟
سبينا لوحدنا يانغم… روحي شوفي حمزة
ناظرته ثم اتجهت لبيجاد وتحدثت
– بس هو… نظر لها نظرات فهمتها وخرجت متجه لولدها الآخر
اتجه بيجاد عندما أشار والده بالجلوس
– قول ياحبيبي… سامعك
– أنا النهارده عملت مشكلة في الكلاس ياداد
– ليه يابيجاد؟ اردف بها بهدوء
نظر بأسفا في الأرض…
– حضرتك يابابا علمتنا.. آيه المنافق
إذا حدّث كذّب، وإذا وعدك أخلف، وإذا اؤتمن خان، وإذا خاصم فجر… رفع نظره لوالده وبدأ يقص عليه
النهارده زميلي عمل حاجة غلط في زميله اللي مخاصمه… وطلب مني أعمل زيه لأنه مبيحبوش
استمع لولده باهتمام… كمل حبيبي
الميس جت وعملت بانش للكلاس كله
أنا وقفت وقولت على اللي حصل
لكن زميلي كذّ بني وقال أنا كذاب… وبدأ يقول كلام باد عليا يابابي… فأنا أضيقت
وضر بته
ضـ مه ريان بأحـ ضانه
– اولا إنت مغلطش إنك قولت الحق… لكن ياحبيبي غلط لما ضـ ربته… هو إحنا بلطجية يابيجو… يرضيك يجي التيتشر بتاعك يقول باباه معرفش يربيه
نظر للارض بحـ زن
– آسف بابي.. هو استفـ زني وكان عايزني أكذب واخا صم زميلي وأعمل فيه حاجات باد… ضـ م وجـ هه بين را حتيه
– انت قولت للميس اللي هو طلبه
هز رأسه بلا
– مينفعش بابي أقوله حاجة دي نميمة… مامي قالت مينفعش ننقل كلام مش كويس على صحابنا… أنا بس قولت محصلش لما قال للميس إن بيجاد شاف
– برافو عليك حبيبي… وأي حاجة تحصل بعد كدا تيجي وتقولي، وانا هكلم الميس واعرف الموضوع
نظر لوالده وتحدث
– لو سمحت يابابا أنا مش صغير علشان تيجي وتشكي للميس، أنا بس حبيت أعرف حضرتك المشكلة وإزاي أنا اتعاملت معها.. وعلى العموم أنا اعتذرت لصديقي.. بس معنتش هصاحبه تاني لانه طلع مش كويس
ابتسم لولده واضعا يـ ديه بخـ صلاته الغزيرة
– يعني كبرت يااستاذ ومش عايز بابا يساعدك تمام
في غرفة صهيب بالقاهرة
يجلس بالشرفة يتناول قهوته والحزن يخيم على وجهه… اتت وجلست بجواره مربته على ظـ هره
– هتفضل لحد إمتى كدا ياصهيب
تنـ هد بو جع وحزن بآن واحد متوجها لها
– أنا حاسس إني بقيت يتيم يانهى… ضـ هري اتكـ سر بدري أوي… الزمن غدر بيا بو جع مش هتقدر اشفى منه
جلست على عقبيها امامه ممسكة بوجه
– ليه بتقول كدا ياحبيبي… أنا عارفة مصيبتنا كبيرة… بس ربنا مفيش أحن منه.. صمت هنيهة وأردفت
– صهيب هو انتوا دفـ نتوا جواد فعلا.. يعني شوفته
مـ سح على وجهه مرجعا خـ صلاته للخلف
– محدش رضي نكشف وشه… وكمان.. وقف فجأة وبدأ يدور حول نفسه
– أنا إزاي حاجة زي دي تفوتني… ايوة صح
مستحيل يكون هو… وقف وقام بتغيير ملابسه سريعا
اتجهت له نهى وتسائلت
– رايح فين ياحبيبي دلوقتي
رايح اسكندريه ضروري… غزل عندها سر اختـ فاء جواد
قطبت جبينها وتسائلت
– سر اختفاء جواد… صهيب إنت خرفت
هو جواد… قاطعها
– فيه حاجه غلط ودي لتكون عند غزل ياإما عند باسم اللي محدش يعرف عنه حاجة هو كمان
يعني هتروح اسكندرية الساعة اتناشر ياصهيب
– نهى لازم امشي… لو اللي بفكر فيه صح… صدقيني عمري ماهسامحه… لو عرفت انه عايش وسايبني كدا
امـ سكت يـ ديه
– حبيبي متنساش خنا قتك مع غزل… وكمان عمها اللي محدش يعرف عنه حاجة… اهدى وبلاش تتهور
تحرك مغادرا
– لازم اروح… وبعدين متخافيش هاخد بالي كويس
أوقفته: صهيب غزل مش عايزة تشوفك بلاش تسبب في أزمة نفسية وهي حامل
ملـ س خـ دها
– حبيبتي متخافيش أنا هعرف أتصرف واشوفها برضو عاملة إزاي بعد مابقت بطيخة
❈-❈-❈
أمام فيلا الألفي ببعض الكيلومترات تقف سيارة موازية لمدخل الفيلا
رآها صهيب ورغم ذلك تحرك مغادرا إلى المطار
في فيلا حازم
– حازم ليه سبنا غزل في الظروف دي لوحدها
آجابها وهو ينظر لجهازه المحمول
– عندي إجتماع مهم الاسبوع دا ومدام نغم عايزة تاخدها عندها أهو تغير جو… بتقول ولادها بيحبوها وهي ارتبطت بيهم
في غرفة حسين
جلس يقرأ آيات الذكر الحكيم… رن هاتفه برسالة عبر الانترنت
– بابا حبيبي عامل ايه… بطلك بخير
ابتسم بإشتياق لولده البكري… دعا له
– ربنا يحميك يابني إنت وكل اللي زيك.. وميحرمنيش منك
يارب هو اللي يد فني مش أنا اللي اد فنه
ربي عبدك ضعيف على ابتلا ئه فهونه عليه
في شقة غزل
تنام بأحـ ضانه بعمق… يطو قها بذرا عيها مملـ سا على وجهها وينظر لها ويحتـ رق داخليا كلما تذكر حديث صهيب لها
– ياترى ليه قولت كدا ياصهيب لغزل… حاول التنفس عندما شـ عر بالاختناق لمجرد الفكرة نفسها… تألمت بنومها… علم إنها لم تستطع النوم بهدوء بسبب حملها جلس متكأ بظـ هره للتخت جا ذبا إياها لسا قيه لتنام بعمق على جنبها اليمين مربتا على خـ صلاتها حتى تتعمق بهدوء نومها… ولكن كيف لها أن تنام وبدا خلها معركة محببة لقلبها… فتحت عيـ نيها عندما تحركا الطفلان بداخلها… وضعت يـ ديها على بطـ نها حتى يهدأ من حركاتهما
رفع يـ ديها مقـ بلها
– تعبينك حبيبي مش قادرة تنامي
– أوي ياجواد كل ماأنام على جنب يتحركوا… نفسي أنام بنعيم زي زمان… معرفش مالهم النهارده أول مرة يتحركوا كدا… وضع يـ ديه فوق يـ ديها على أحشائها
– طبيعي ياحبيبي كل مايكبروا عايزين يتحركوا والمكان ضيق… هانت أهو باقي أربع شهور
أغمضت عيناها وتحدثت وهي مابين النوم واليقظة
– لسة هستنى دا كله…
ضحك عليها ثم أنزل بجـ. سده ملتـ قطا شـ فاها
– هيعدوا سريعا متخفيش… وأنا مش هسيبك بعد كدا… أسبوع واحد بس وهرجعلك… حاولت الاعتدال ولكنها لم تقو
ساعدها حتى أعتدلت وجلست بجواره
– أسبوع كتير اوي ياحبيبي.. أنا محتاجك
ضـ مها لصـ دره
– حاولي تستحميلني الاسبوع دا كمان
ناظرها بحزن لتعب حملها
– تعبانة أوي حبيبي
هزت رأسها بلا.. وضعت رأ سها على كتـ فه
– حمل التوم كدا.. هو مقرف.. بس بعد كدا لما تشوفهم قدامك هتنسى الو جع
وضع أنامله على أحشائها يتحـ سـ سها
– ربنا يباركلنا فيهم ويجوا بخلقتهم التامة
آمنت على دعائه
رفعت رأ سها إليه
– نفسك في بنات ولا صبيان
رفع خـ صلاتها المتمردة وأجابها
– أي حاجة منك حلوة… إحنا نطول.. ياما ناس تتمنى بس عيل.. هنطمع ربنا رزقنا باتنين وعايزين نشرط كمان
قبـ لته بخـ ديه ممـ لسه إياه
– ربنا يخليك لينا ياأحسن بابي في الدنيا
رفع حاجبه بتهكم من فعلتها
– بتراضي أخوكي ياقلبي… قهقهت عليه
– هتفضل طول عمرك كدا ياحبي … اخويا
برقت عيـ ناه من كلماتها
– نعم ياختي.. اومال إيه اللي في بطنك دول.. وفسيخ رايح وفسيخ جاي.. وأنا بايـ دي دي اكلتهملك
امـ سكت خـ ديه كالأطفال
– ياختي كميلة عليه وهو ماسك الفسيخ كأنه ماسك شنطة زبالة
رفع حا جبه
– بتتريقي يازوزو على جو زك ماشي…نامي ياله وبطلي كلام… الله يرحم لما كنتِ بتقولي هنفضل نتكلم طول الليل
حاوطت جـ سده بيـ ديها
– وحشني أوي ياجواد… خليني اتنعم في حـ ضنك شويه حبيبي
ضمها بقوة له مقبلا رأسها
– عايزك ترتاحي ياعمري علشان متتعبيش
تمـ سحت بصـ دره
– طول ماانا في حـ ضنك مرتاحة وأوي كمان… اعتدل بجلسته واعدلها بحـ ضنه متمـ تعا بأنفا سها ضـ امما إياها لصـ دره كطفلة في مقتبل عمرها تنام بأحـ ضان والدها
مـ سد على خـ صلاتها
– على فكرة أنا بنام معاكي كل يوم..رفعت وجهه له وقطبت جبينها بمعنى إزاي
همـ س لها أمام شـ فتيها
– جيت كام مرة هنا وانتِ نايمة…غير نغم كانت بتصورك فيديو تبعتهولي…مخبيش عليكي ريان عرض يعمل كاميرا أراقبك بيها بس محبتش الفكرة
– نغم كانت عارفة انك عايش؟
اجابها بهدوء
– لسة عارفة قريب من كام اسبوع بس…لكن ريان عارف من يوم الحا دثة
وضعت رأ سها في حنا يا عنـ قه عندما استسلمت للنوم وذهبت في سبات عميق
بعد فترة من نومها وهو مازال يجلس محتـ ضتنها.. أستمع لطرقات الباب… نظر في ساعته… كانت قاربت على الثالثة… استغرب قدوم الزائر بهذا الوقت… قاطع تفكيره زاهر
– صهيب برة على الباب… ميعرفش إن حازم ومليكة مش موجودين
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تمرد عاشق)