رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الفصل الخامس عشر 15 بقلم سيلا وليد
رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الجزء الخامس عشر
رواية تمرد عاشق الجزء الثاني البارت الخامس عشر
رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الحلقة الخامسة عشر
البارت الخامس عشر
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
أحبك يا من أشعلتِ الكلمات في أوراقي، وجعلتُ لكِ وطناً في أحداقي، ورسمتِ وجودك في نظري كفجر العيد، أحبك أيتها العنيدة.بعد إسبوع بالاسكندرية
عادت ياسمينا لصحتها بعد إهتمام والديها بها.. وحدث الكثير من المشكلات التى واجهت ريان من تلك جاكلين
تذكر حديث عز عن فارس أخيه… واتفاقه مع جواد بعد ماعلموا إنهم محاصرين من تلك الأفعى التي بخت سُمها بتلك المنظمة محاوطة أولادهما… بداية من حمزة ابنه ومالك ونهاية بفارس ابن صهيب الذي دخلوا إليه من جهة حقيرة ولولا ذكاء جواد وفطنته لضيع الولد للابد
تذكر حديث فارس وهو يرتجف بحضن عمه
– والله ياعمو مكنتش أعرف إنهم كدا… هما لما قالوا هنسفرك ونخليك أشهر لاعب.. بس في المقابل عايزين جسمك… أنا مفهمتش يقصدوا إيه
فزع جواد من كلام الصبي… اتجه عز اخيه الذي فاض به الغضب ونظر لعمه
– قولتلك صاحبه الزفت حسن دا وراه مصيبة أهو هرب علشان حضرتك تمنعني عن قتله
صرخ جواد به
– اخرص واياكم صهيب يعرف حاجة… ضم فارس المرتجف بين يديه وربت على ظهره
– فارس حبيبي عايزك تقطع كل ماله علاقة بالناس دي… أنا هخلي جهاز الأمن يخترق صفحتك ونوصلهم…رفع سبابته
– إياك اعرف مجرد معرفة بس إنك كلمت حد فيهم… ودلوقتي أنت هتسافر مع حمزة ومالك تكملوا تعليمكم برة زي مااخواتك عملوا… إنت راجل وبتكلم راجل لراجل تمام ياحبيبي
هز الولد رأسه بالموافقة لعمه وأردف
– طيب وبابا… هتقوله ايه
مسح على رأسه
– مالكش دعوة ببابا أنا هفهمه وأخليه يوافق.. هو اصلا مش هيعترض علشان عز مكمل علامه برة… المشكلة في مامتك اللي ممكن ترفض… صمت لحظة وتذكر حديث حازم بنقل تعليم تقى
زفر وحاول جذب كمية هواء لرئتيه
– هتسافر مع تقى بنت حازم… أهو دا ممكن نقنعها بيه
ذهب ريان بذكرياته لدخول جاكلين والغضب يتطاير من عيناها
– خسرتني الصفقة ياريان.. طب ليه وإنت ملكش دعوة بالمواضيع دي
اتجه للنافذة وهو يضع يديه بجيب بنطاله
– سافري زي ماكنتي واتقي شري ياجاكلين… اللي يقرب من ولادي هخليه يتمنى الموت
صرخت به وأردفت
– هندمك ياريان… بعدها حاولت بكل الطرق أن تهزمه
… ولكن ريان بذكائه تغلب عليها
ذات ليلة كان يجلس يستمع لأم كلثوم توجهت إليه بقهوته… جلست بجواره تضع رأسها بأحضانه
– هتفضل مزّعل عمر وبيجاد لحد إمتى حبيبي
ضمها لصدره وقبّل رأسها
– لازم أعرف مين من الشغالين بينقل أخبارنا يانغم لجاكلين.. طول مافيه مشاكل في البيت بينا هعرف مين الخاين… خرجت من أحضانه وتسائلت
– وياسمينا ياريان هتفضل كاسر قلبها كدا
أغمض عيناه بوجع ثم فتحها ينظر لزوجته بحزن
– مفيش بإيدي حاجة أعملها… الولاد لسة صغيرين.. وهستنى أشوف أوس هيعمل إيه اللي شوفته في عينيه إنه بيتحداني وبيقولي هاخدها وأتجوزها حتى لو بقيت لوحدي
طالعته صامته فقط تنظر إليه
هز رأسه وتسائل
– بتبصيلي كدا ليه…
– الولد شاري البنت ياريان بلاش تكسر قلوبهم المفروض تفرح علشان لقيت حد كويس وبيحب بنتك كدا… نسيت إنت عملت إيه زمان
– ايه شاري البت دي… هو أنا ببيع طماطم
زفر محاولا سحب أكبر كميه من الأكسجين لرئتيه
– إن شاء الله حبيبتي… ربنا يسهل
اتجه بيجاد إليهما وأردف بتسلية وهو يطلق صفيرا
– ماترحموا نفسكوا يارميو وجوليت محدش حب غيركم
جذبه ريان من ثيابه ثم ألقاه على المقعد بجواره
– شرفت ياحيلتها… جاي ليه هو أنا مش طردتك يلآ
ضرب بيجاد كف بالآخر
– إيه ياريو هي الدكتورة نغم عملت انفصام بالشخصية ولا إيه
نظر حوله وتحدث بهدوء
– بطل هزارك البايخ اللي زيك وقولي جاي ليه
رفع يديه على ذقنه بعلامة تفكير وأردف
– لسة راجع وعايز تروح القاهرة علشان نخطب غنى
مط ريان شفتيه وتحدث
– عملت التحاليل… نهض بيجاد وأردف:
– عمو جواد رافض قال هيسافر ألمانيا الاسبوع الجاي علشان المؤتمر الطبي بتاع طنط غزل… وعايز يعمله هو هناك… نزل بجسده لوالده
– محدش يعرف ياوالدي غيري وأنا بحكم أني جوزها
– نغم خلي الواد دا يمشي من هنا هقوم أضربه.. تحرك متجها لغرفته وهو يصيح كمسرحيه هو منتجها وخرجها
– هخرج من جنتك ياريان باشا متحسسنيش إني عيّل صغير
جحظت عيناه من كلمات ولده
– يخربيت جبروتك ياآخي.. شوفتي الولد بيقول إيه
قهقهت نغم عليهما
– إنت صحيح مالك وماله ياريو… متسيبه في حاله… وبعدين إنت اللي قولته متخليش حد يعرف بمسرحيتكم
كمكم فاها وتحدث
– والله محدش هيوديني في داهية غيرك إنت والحيوان اللي ماشي يضحك على نفسه
اتجهت نغم إليه بسؤالها
– هتروح فعلا تخطبهاله
رفع جانب وجهه وإبتسامة متهكمة على شفتيه
– إنك متجوزها قانونا وشرعي كمان يعني لازم نروح معاه إجهزي بكرة وأنا هكلم جواد يروح معانا… الدكتور طارق دا مش مرتحله المرة اللي روحنا اتكلمنا عليها مريحنيش بكلامه… على فكرة أنا اتاكدت البنت دي مستحيل تكون بنته… وحاسس أنه طمعان فيها كمان
شهقة خرجت بصرخة من شفتيها مما جعل ريان يكمم فاهها
– اتجننتي الحيوان دا لو عرف ممكن يموته..إبنك اللي كان بيقول مبحبهاش بيموت فيها وخايف لو قعد معاها لوحدهم يطلعلي بعيل فالأفضل نلمهم قدام الناس بدل يوم الفرح أشوف بطنها… ووقتها هيوقف قدامي زي الحيوان ويقولي مراتي وأنا حر
ضحكات مرتفعة خرجت من فمها… مما جعله يقبلها مبتلع صوتها بالكامل
حاولت دفعه ولكن قوتها أمامه كغزالة أمام اسدا جائع
فصل قُبلته بعد فترة… وهي تنهج… نظر إليها
– هو الطعم اتغير ولا أنا اللي كبرت زي العيال مابتقول
لكمته بكتفه
– افرض حد من العيال شافنا يقول إيه
حملها سريعا متجها لغرفتهما
– وادي العيال اللي حضرتك قرفاني بيهم…متخلنيش أرجّع العيال اللي بعت طيارة مخصوص تجبهم علشان الملكة الأم تشوفهم
❈-❈-❈
رفعت يديها على وجنتيه وأردفت بحب
– تعرف أنا بحبك أوي أوي أوي
رفع حاجبه بسخرية وأردف
– عارف..شوفي حاجة تانية…قابلهم بيجاد الذي قام بوضع بعض الاشياء الخاصة بحقيبته متجها للقاهرة
وقف أمام والده مضيقا عيناه
– يادي النيلة والله أنا خايف على ضهرك ياحج يشد عليك…رفع ريان نظره بجميع الأتجاهات ثم صرخ بوجهه
– إمشي من هنا ياحيوان…مش عايز أشوف وشك…ظل لدقيقة ينظر لوالده دون حديث
نزلني ياريان وكفاية بقى إهانة للعيال…وأنا همشي لو ابني مشي من هنا قالتها نغم
أنزلها وهو يصعد لغرفته
– مع السلامة الباب االي يودي…توقف بيجاد أمام والدته مقبّلا يديها
– متزعليش ياست الكل..أنا همشي وأنت متسبهوش…قالها ثم تحرك مغادرا ويكاد دماغه ينفجر من شدة تفكيره.. من له مصلحة بأذية عائلته
فتح هاتفه وجد كثيرا من الرسائل من بعض الأصدقاء وجواد وحبيبته الغبية التي دونها بهاتفه بهذا الأسم
قام الاتصال عليها
– غنى عاملة ايه…أجابته بلهفة عاشقة
– كويسة… لسة فاكر تتصل
آسف حبيبي… رغم إنها بسيطة إلا أنها تغلغلت بأعماقها
– بيجاد هتيجوا بكرة زي ماما بتقول
اومأ برأسه وهو يقود السيارة
– أيوة إن شاء الله وعمو جواد وطنط غزل
وحشوني أردفت بها سريعا
توقف بجانب الطريق
– هما بس اللي وحشوكي ياغنى
أيوة يابيجاد هما بس وحشوني جدا… وياله اقفل شكلك بتسوق… خلي بالك من الطريق
– غنى همس بها من بين شفتيه
أغمضت عيناها تمنت لو أنه أمامها لألقت نفسها بأحضانه لا تعلم لماذا شعرت بالوحدة والتشتت بعد بعدهم عنها… لقد أشتاقت لغزل كثيرا… نعم لا تعلم لما هذا الشعور الذي ينتابها بضمها.. وشعور المرض يتملك منها
اعادت لهمسه
– نعم يابيجاد سمعاك… أشفق على قلبه الذي ينبض بعنف من همسها بإسمه… قاطعه صوت أنفاسها التي تعلو بهاتفه
– أنا في الطريق للقاهرة ياغنى… قدامي ساعة ونص تقريبا… عايز اشوفك اول ما اوصل وحشتيني
تنهدت بشوق تتلمس بأناملها صورته التي توضع على هاتفها وتتحدث عبر الهاند فري
على رغم من إشتياقها التام إليه إلا أنها تحدثت رافضة
– مينفعش… الوقت اتاخر… خد بالك من الطريق.. ثم اغلقت سريعا حتى لا تضعف أمامه
بالأسفل
هب واقفا ينظر إليها بغضب
– البنت بنت جواد… لا عمل تحليل وزورتيه
يادي المصيبة ياتهاني… إنتِ عارفة جواد لو عرف ممكن يعمل إيه… دا هيحرقنا
متعرفيش عمل إيه في مرات أبوها… دفنها حية مجرد خطف مراته بس
بفيلا جواد الألفي
خرجت بجاكتيه الشتوي تضعه على أكتافه
– قاعد في البرد ليه حبيبي
قبّل جبينها وضمها لأحضانه
– تعالي ادفيكي.. ابتمست له وقبّلت خديه
نظر إليها وتسائل
– رُبى زعلانة لسة… أومأت برأسها دون حديث
صمت دام لبعض الدقائق ثم أردفت
– ليه ماقولتش إنك لقيت أمل وأمها ياجواد
أغمض عيناه بحزنا ثم أردف
– هيهمك إيه بس منهم ياغزل… أنا حاولت أخليهم يتكلموا وهم مُصّرين
اعتدلت مردفة
– ناوي تعمل فيهم ايه
-ولا حاجة… أردف بها ببساطة…
– عايزة أقابلهم
-… لا… مستحيل وبلاش تزعليني
أشفقت عليه كثيرا ثم أردفت
– جواد كفاية اللي عملته في شهيناز إحنا مش مجرمين حبيبي… إنت راجل قانون… بلاش تخون وظفتك
مسح على وجهه براحتيه ثم وقف متجها لغرفته
– غزل ممكن متكلمنيش في الموضوع دا بالذات لو سمحتِ
تحرك للأعلى قابله أوس… بابا ممكن نتكلم شوية ياحبيبي
أومأ برأسه بالموافقة
– طبعا ياحبيبي تعالي… دلفا لغرفة المكتب جلس أوس بمقابلته وتحدث
فيه موضوع مهم لازم أكلم فيه حضرتك… أومأ جواد وأدف
– سامعك ياحبيبي
حاول أدعاء الثبات أمام والده فخرج صوته بهدوء رغم ضجيجه الداخلي
– فيه بنت معجب بيه وعايز إرتباط رسمي
ضيق جواد عيناه وتسائل بنظراته لكي يكمل حديثه
– عارف حضرتك هتقول لسة بدري وكلام حضرتك فوق دماغي لكن يابابا أنا عايز ارتباط رسمي فقط
بعد صمت دام لدقائق… نهض جواد من مكانه متجها يجلس أمامه مردفا
– مين دي حد أعرفه؟
أومأ برأسه وتحدث
– ياسمينا المنشاوي…هز رأسه بموافقة . ثم تنهد محاولا التنفس وتعبة الهواء
– ياسيمنا جميلة وتربية ريان لا غبار عليها… لكن لسة بدري يابابا.. دا إنت لسة في تالتة جامعة قدامك سنتين… غير ماجستير ودكتواره… مفكرتش في دا
رد بصوتا جاهد أن يكون متزنا أمام والده
– أنا هرتبط بس يابابا وبعد الجامعة يبقى نتجوز… بس حاجة تربطني بيها أحس إنها تخصني لوحدي
رجع جواد بجسده للخلف يطالع ابنه فتسائل
– إيه اللي حصل ياأوس… وليه دلوقتي مش بعد سنة مثلا
أرتجف قلبه من نظرات والده إليه ورغم ذلك رفع نظره وأكمل حديثه:
– علشان مينفعش أفكر فيها وهي متخصنيش مفيش رابط رسمي… حضرتك اللي علمتنا كدا
ربت على يديه وأردف بهدوء منافي لحالته
– لسة بدري يابابا خلص امتحاناتك الأول… وممكن نحجزها.. وبعدين مستعجل ليه ياباشمهندش دا أنا متجوز على خمسة وتلاتين سنة
رفع نظره لوالده مردفا
– مع إحترامي لحضرتك يابابا… أنا ماليش دعوة بحضرتك..كل واحد وله قدرة على البعد بحبيبه لكن أنا متمسك برأيى
جحظت عينى جواد من حديث ولده
– اتجننت ياأوس..لدرجة دي مش قابل كلامي
نهض يجلس أمام والده على عقبيه موضحا
-إسمها لدرجة دي بتحبها يابابا…أنا هقولها ومش مكسوف من حضرتك أنا بحبها فوق ماتتخيل
جذبه جواد لأحضانه
– إمتى كبرت كدا يلآ لا وكمان بقيت بتحب وتوقف قدام أبوك وبتقنعه بوجهة نظرك
رفع نظره لوالده
– بابا فيه مشكلة كبيرة لازم تعرفها
قطب مابين حاجبيه متسائلا
– إزاي يعني مشكلة لو على ريان ملكش دعوة
نهض جالس بمقابلته ثم تحدث موضحا
– عمو ريان رافض علاقتنا…وصله كلام أن تقى بنت عمو حازم بتحبني
نظر إليه بتمعن وترقب متسائلا
– تقصد إيه..أوعى اللي فهمته يكون صح
مسح أوس براحتيه على وجهه وأكد حديثه
❈-❈-❈
أحس بوخز بقلبه للمرة الثانية يتواجه مع حازم واخته .. أطرق رأسه للأسفل مغمضا عيناه… لماذا دائما القدر يضعه في تلك العقبات… ورغم ذلك اتجه بنظره لولده
– ربنا يسهل حبيبي هكلم ريان ونشوف اللي ربنا كاتبه متقلقش… وربنا يسعدك.. لكن دا مش هيحصل قبل امتحاناتك السنادي
قال جواد ذاك الحديث متجها لمنزل اخته
وصل بعد قليل وجد جواد ومليكة وتقى يجلسون أمام التلفاز يشاهدون برنامج إخباريا… ألقى التحية عليهم.. ثم اتجه لتقى وقبّل رأسها
– عاملة إيه حبيبة خالو
ابتمست له وأردفت
– الحمدلله ياخالو كويسة
مسد على خصلاتها
– ربنا يسعدك ياحبيبة خالو
رفع نظره لجواد مردفا
– عامل إيه ياحضرة الضابط
كان واقفا احتراما لخاله… أقبل عليه مقبّلا كتفه
– كويس طول ماحضرتك كويس
تسلم ياحبيبي… ممكن تسبوني مع مليكة شوية… تحرك الاثنين تاركين جواد بجوار مليكة
– حازم كلمك النهارده
اومأت برأسها
– لسة قافل معايا… وهسافر أنا وتقى أول الاسبوع
اومأ لها مردفا
– حازم قالي حبيبتي… أنا وغزل كمان هنسافر أول الأسبوع… بعد اللي حصل إمبارح لازم أبعدها… وكمان عندها مؤتمر طبي أول الشهر
تنهدت مليكة بحزن
– الله يكون في عونها ياجواد
فيه موضوع لازم نتكلم فيه ويارب متزعلي مني ياملاكي
باليوم التالي ذهبوا لخطبة بيجاد وجواد
جلس الجميع بفيلا طارق… كان طارق يجلس وكأن هناك جبلا يمنع تنفسه… حاول أن يكون طبيعيا ولكن فقد السيطرة حين اردف
– مفيش جواز غير بعد سنة
ضيق بيجاد نظره وحاول الحديث
– ولكن جواد قاطعه
– ليه ياطارق البنت آخر سنة في كليتها… ليه نأجل… كانت تجلس بجوار غزل التي لم تبعد بنظرها عنها… شعرت بها غنى.. اتجهت وجلست بجوارها
– عاملة إيه حضرتك
ابتسمت لها ثم رفعت يديها على خديها
– الحمدلله حبيبتي… أنا سعيدة أوي علشان هتتجوزي بيجاد… هنا رأت الحزن بعيناها
نظرت لبيجاد الذي يجلس بجوار جواد وريان ولكن نظراته عليها
همست وتحدثت
– هو عايزني علشان إسمي وشكلي بس ياطنط مش علشان غنى طارق… هو بس شده غنى وبس..
إقتربت غزل تحاول تستمع لما تقول ولكن صوتها كان منخفض للغاية
كان طارق يوزع نظره بينه وبين غِنى وغزل… وجواد الذي لم ينزل نظراته عن أحلام التي تجلس تضع ساقا فوق الأخرى وتتحدث بعنجهية
بعد فترة من الاتفاقات…اتجه إليها حاملا خاتم الخطبة يهمس بجوار إذنيها
– كان إيه لازمته دا كله ماكنت أخدتك على البيت عندي وخلاص
لم تجادله ولم تتحدث…رفعت يديها ووضعت به الخاتم الذي زين إصبعها باسمائهما
قبّل يديها للمرة الثانية.. ونظر لداخل رماديتها التي تشبه والدتها كثيرا
– مبروك عليا إنتِ ياروحي
لاترى إلا أن نظراته وهمسه حتى لمساته لتلك التي يبحثون عنها لوهلة تمنت أن تكون هي… سحبت يديها بهدوء مرتعش عندما فقدت سياقانها حملها
صعدت للأعلى وهي تشعر بغثيان فاق تحملها… أخذت علاجها الذي احضرته والدتها… قام بمهاتفتها ولكنها أجابته بتعبا
– أنا نمت يابيجاد أشوفك بكرة
كانت تهاني تقف بجوار أختها ينظرون لغزل ونغم الذين يتحدثون لطارق عن طفولة غني ظنا منهما سحب حديث… ولكنهما كانوا يعلمون ذلك
تذكرت أحلام ذاك اليوم
– إحنا لازم نراقب جواد… هو الوحيد اللي يقدر يعمل التحاليل دي… وبالفعل قاموا بتعيين شخصا لمراقبته
اتجهت أحلام للمسؤل عن المعمل ووضعت أمامه بعض النقود ليغير ضميره المهني… وفعل مثلما طلبوا منه… تبا لك أيها الأنسان الشيطاني لا تعلم إنك بتشويه الحقائق شوهت عائلة بالكامل.. بل شوهت قلبا نابع الأمومة
خرجت من شرودها وهم يودعونه
– غِنى فين… تسائلت بها غزل
أردفت أحلام سريعا
– تلاقيها زهقت ونامت أصلها مبتحبش الاختلاط بالغرب
ضيق جواد عيناه من نظرات تلك السيدة التي لأول مرة يقابلها
خرج وهو يرسل إسمها مع صورتها لباسم
– عايز أعرف كل حاجه على الست دي
رفع نظره لريان
– عندي مشوار مهم… ممكن توصلوا غزل
اتجهت اليه
– رايح فين ياجواد… دلوقتى
قبّل جبينها وتحرك لسيارته
– جالي شغل مهم أوي حبيبي… سلام
وصل بعد فترة لذاك المنزل الذي يشبه المقبرة… نظر لامنه الخاص
فيه حاجة حصلت
هز رأسه برفض
دلف كالمجنون ينظر لعمته واضعا صورة أحلام أمامه
– تعرفي الست دي
جحظت عيناها بقوة وهزت رأسها برفض
بينما أمل صرخت بها
– جواد بنتك مع واحدة مسافرة تركيا.. دا كل اللي نعرفه.. الست دي مبتخلفش
-اخسمها إيه ياامل؟
-معرفش…قالتها بصياح… نظر لوالدتها
– تعرفيها صح… انطقي تعرفيها… اتجهت بنظرها لمنال وهي تكاد تموت رعبا من نظرات جواد التي لو تقتل لوقعتها قتيلة بالفعل
لو سمحت ياجواد خرجنا من هنا… قالتها أمل…
دنى من أشجان
– الست هي اللي اخدت البنت طارق مكنش يعرف صح..
ضحكت منال متهكمة
– ياعيني حرام على حضرة الضابط وهو تايه… نفسي أشوف مراتك الحقيرة
لم يتأنى لها ان تكمل حديثها… اذ دفع المقعد بقدمه فسقطت على وجهها بقوة أمام اقدامه… وهي مربطة بالأساور الحديدية
نزل بجسده لمستواه واردف
– دا مكانك ياحقيرة تحت رجلي… جذبها من خصلاتها… كاد أن يقتلع جذورها وهي تكتم آلامها حتى لا تضعف امامه
– نسيت افرحك معايا لقيت غزل…جيت افرحك بس..ثم لكم رأسهابالأرضية
خرج مغلقا الباب خلفه بقوة…وهو يحاول التنفس… قبض على معصمه حتى ابيضت عروقه.. وتذكر للمرة الثانية وهو يقوم بعمل التحليل وكالعادة البنت ليست بنته
أغمض عيناه بقهر ولكنه لم ييأس وقرر ان يعيده مرة اخرى ولكن ليس هنا
بغرفة غنى
صرخات وآهات خارجة من فمها بسبب ما تشعر به آلام… اتجهت والدتها إليها
– لسة تعبانة حبيبتي
أومأت برأسها وعيون تكاد تقوم بفتحهما
– هنام ياماما… امسحي مكياجي معرفش ليه حاطة كم المكياج دا ياماما
مسحت على وجهها
– عجبك يعني شكلك كدا… كنتِ هتقابليهم كدا.إزاي.. وضعت رأسها وهي تشعر بوخز بكافة جسدها
بفيلا صهيب
دلف لوالده وضع ظرف أمامه
– بعت ورقي لجامعة بأمريكا والحمدلله النهاردة وصلتني الموافقة… وقبل اي إعتراض من حضرتك هكون سعيد هناك يابابا مع مشروع بسيط أبدأ بيه حياتي
جلس أمام والده عندما وجد الدهشة على وجهه
– وحياتي يابابا لو بتحبني صح… وافق وأقنع ماما… أنا محتاج أبعد عن هنا… لو سمحت قالها بصوتا حزين أوجع والده
ضمه صهيب لأحضانه وأردف
– لو طلبت عمري ياحبيبي مش هتأخر عليك… بس متبعدش عننا ياعز لو بتحب باباك فعلا بلاش تبعد يابني
أجابه بإبتسامة باهتة خالية من مظاهر البهجة إن دلت تدل على وجعه الكامن
من إمتى وإنت حساس وعندك فلينج كدا يادوك… ضمه صهيب لأحضانه بقوة يكاد أن يخترق صدره
– كفاية عليا فارس ياعز… هتكونوا إنتوا الاتنين ياحبيبي… كتير علينا.. ولو على ربى هروح لعندها وأقنعها بنفسي
قبّل يد والده وتحدث بصوتا مختنق
– بابا لو سمحت بلاش توجع قلبي لو سمحت…
أومأ صهيب برأسه وتحدث قائلا
– تمام ياحبيبي… اللي تشوفه لمصلحتك أعمله
بروسيا
استيقظ ينظر لتلك الغافية على صدره يمسد على خصلاتها الحريرية
تذكر جولات عشقه معها… تمنى لو الزمن يتوقف عليهما فقط… فتحت عيناها التي وقع صريعا بحبها… نزل بجسده مقبلا شفتيها
صباح الحب على دكتورة قلبي
رفعت يديه وقبلتها
– صباح الحب على أجمل راجل في الدنيا… رفعها لأحضانه ملمسا خديها التي كانت كالتفاح
– تعرفي نفسي في إيه
وضعت رأسها موضع قلبه تستمع لنبضاته العنيفة مقبلة إياه
– نفسك الدنيا تبقى فاضية مفهاش غيرنا صح… بسط يديه متناولا ظرفا بجواره
افتحي دا وشوفيه
بأصابع مرتعشة وبدقات عنيفة نظرت إليه
– لو اللي في بالي ياجواد….وعد مني هخليكي أسعد راجل في الدنيا طول حياتك…التقط ثغرها…ونظر لعيونها التي تصبح لديه كترانيم مقدسة لقلبه
– أنا اسعد راجل اصلا يازوزو
فتحت ذاك المظروف تنظر إليه بأعين تغشاها الدموع وتدعو ربها بقلبها
هنا صرخت بأعلى صوتها…تضم بكلتا يديه…تود لو تدخل داخل صدره لتستقر به عندما شعرت بكم السعادة
– يعني زورو التحاليل ياجواد…زورو بنتنا
ضم وجهها بين راحتيه ينظر لرماديتها
– مفيش حد يقدر يزور بنتنا ياقلبي…أنا كنت شاكك بس مفيش دليل بإيدي…واللي متعرفهوش إحنا عدنا التحليل تاني بس للأسف إتزور كمان…شكلهم كان لافين على كل معامل القاهرة
ضيقت عيناها وتسائلت
– مين دول ياجواد
زفر وحاول الحديث…ولكن قاطعه هاتفه
– أيوة يابابي عاملين ايه
كانت ربى تجلس بجوار جنى وتقى تحادثهما عبر فيديو
– إحنا كويسين حبيت بس اسمع صوتك إنت ومامي وأقولكم صباح الخير
أرسل إليها قبلة
– روبي إحنا هننزل في مكان مفهوش شبكة…متخرجيش لوحدك..خليكي في بيت عمو صهيب…ممنوع تباتي،لوحدك لو إخواتك مش موجودين…تمام
تبسمت له وأرسلت قبّلة لوالدتها
– عُلم وينفذ ياحضرة اللوا
بعد إغلاقه…ساد صمتا بينهما ولكن لنظراتهما الكثير من الكلام
اومأ برأسه وأردف
– حاضر هكلمها لأجل عيون غزالتي
رفع هاتفه ودقاته تكاد تتفانى من سرعاتها
كانت تتقيأ بالمرحاض… خرجت بجسد منهك امسكت هاتفها ظنا بيجاد… ولكنها ابتسمت سريعا عندما وجدت إسمه منقوشا على الهاتف
– عمو جواد… أردفت بها بصوتا متعب
هب واقفا وتسائل
– مالك ياروح عمو صوتك ماله
صمتت للحظات وأجابته
– دور برد بس شديد شوية
جذبت غزل الهاتف
– ليه مبدفيش نفسك… هو أنا مش كل يوم أقولك إلبسي جاكيت وإنتِ خارجة الجو برد حبيبتي
ابتسمت بعيون سعيدة وقلبا كالفراشة على تلك السيدة الحنون كما نعتتها
– أنا كويسة متخافيش… هترجعوا امتى وحشتوني أوي
دقات عنيفة أصابت غزل حتى شعرت بوخز بقلبها… أردفت بصوتا مهزوز بعض الشيئ
قدامنا أسبوع.. ووقت مانرجع أعملي حسابك لازم تنامي في حضني… شعرت غنى بفقدانها للوعي فأجابتها سريعا
– إن شاء الله… آسفة لازم اقفل.
جلست تضع رأسها بين يديها عندما حاولت تقاوم ذاك الشعور بفقدان الوعي
بلأسفل كان يجلس يضع رأسه بين يديه
– البنت لازم تسافر ياتهاني… العلاج دا معملش حاجة
ظلت تبكي مردفة
– حتى البنت اللي اتمنتها من الدنيا… أمسك التحليل ووضعه أمامها وبعض الفصوحات وأردف حزينا
– دي النتيجة اللي جاتلي من ألمانيا… وانتِ دكتور وتعرفي تقيمي
امسكت التحاليل تنظر إليها بصوتا باكي
– يعنى دا آخر حل
أومأ برأسه
– للاسف مفيش غيره… إلا إذا روحتي لجواد وقولتي دي بنتك وتعالى إنقذها
نظرت له تهز برأسها
– دا مستحيل ياطارق مستحيل… سمعتني
❈-❈-❈
عصرا
استيقظت نشيطة عما كانت عليه قام الأتصال عليها… فاليوم أسعد يوما لديه
هاتحققت أمنيته حبيبته بل زوجته بين يديه… اليوم رجعت بهجته رجعت طفلته… هو كان يثق إنها هي ولكن مهلا…
نزلت بجسد منهك رغم شعورها بالراحة
قابلتها والدتها على الدرج
– رايحة فين حبيبتي وانتِ تعبانة كدا
بيجاد تحت يامامي… بقالي شهر مشفتوش
قبّلت خديها ثم هبطت إليه سريعا
ترجل من السيارة ينظر إليها بإشتياق
اقترب حتى قطع قانون المسافات بينهما..
جذبها سريعا لأحضانه
– وحشتيني… رفعت نظرها إليه
– هنروح على فين… كان لازم تهديد يعني
ظل يناظرها.. بها شيئا مختلف
حاوط وجهها
– مالك.. إنتِ عيانة
أومأت برأسها واتجهت للسيارة
– شوية برد… هيروحوا لحالهم… قالتها بعيونا لامعة بالدمع
جلست بجواره بالسيارة
دنى مُقبّلا خديها
وحشتيني… أغمضت عيناها منتشية بقرب أنفاسه… لقد اشتاقته حد الموت… ولكن كفى مابه ورغم ذلك اردفت
– عدى شهرين أهو أظن كفاية أوي ونطلق
وصل لمزرعة والده مترجلا من السيارة ومتجها إليها
أمسك يديها التي ترتعش بين يديه
– غنى انتِ مخبية حاجة
هزت رأسها برفض
– إحنا اتفقنا يابيجاد… بترجع في كلامك ليه… روح دور على حبيبتك بعيد عني… أنا مش هي… أنا غنى طارق
جذبها بعنف لصدره وأردف بغضب
– إنتِ غنى بيجاد… غنايا أنا مش غنى حد تاني
رجعت للخلف تهز رأسها برفض
– لا يابيجاد بلاش تكذب على نفسك.. روح دور بعيد عني على حبيبتك
أمسكها من رسغها حين فقد الحديث معها
– طيب تعالي… عازمك على ركوب الحصان
وبعدين نتكلم في غنى مين
توقفت بمكانها وزفرت بغضب
– وبعدههالك بقى يابيجاد
اقترب وهمس أمام شفتيها يملس على خديها
– قولي ياروح بيجاد
رعشة أصابتها بالكامل من كلماته التي تخترق قلبها…لأول مرة ترفع يديه على خديه
– ليه ناوي تتعب قلبي يابيجاد..أنا مش هي
قاطع كلاماتها بقبلته التي ابتلع باقي حديثها كي تصمت عن حديثها الذي يشقه لنصفين…تاهت بقبلته وأصبحت كالهلام…لأول مرة تشعر بتلك المشاعر..لأول مرة تتمنى أن تكون هي حتى تنعم بكم عشقه الظاهر بعينيه ودقات قلبه التي تسمعها… لأول مرة تتمنى أن تكون بصحة جيدة لتعش باقي عمرها معه فقط
فصل قبلته وهو يضع جبينه فوق جبينها
– أنا بحبك ياغنى ومستحيل أبعد عنك
نظرت إليه بحب وأردفت
– غنى متنفعكش…غنى بتموت يابيجاد
جذبها لأحضانه
– بعد الشرعليكِ ياروحي…ليه بتقولي كدا…وعد مني…والدك يرجع من السفر وهنعمل أحلى فرح مصر كلها تتكلم عنه
لم تستمع لجملته التي خرجت من فمه
انتاب نظراتها ذاك الذي يقف بسلاحه وهو يصوبه اتجاهه لم يسعها التفكير…إلاوهي تلقي نفسها أمامها تلتقي الطلقة التي اخترقت صدرها
نزل بساقيه وهو يصرخ بإسمها….حتى انقطعت أحباله الصوتيه…
سريعا بعد أكثر من سبعة ساعات وهي بغرفة العمليات
لم يخرج أحدا للأطمنان…وصل ريان ونغم وصهيب الذي علم بالخبر
ألقى بيجاد نفسه بحضن والده
– رمت نفسها قدامي يابابا…دفعت حياتها علشان تنقذني…ببكاء،ينخر القلوب قالها بيجاد
ربت صهيب على ظهره هتقوم إن شاءالله
ماهو مستحيل يوم ماأبوها يعرف إنها بنته يحصلها حاجة… كدا كتير… يارب رحمتك بيه
قبل قليل بمنزل صهيب
وقفت أمامه وأردفت
– ليه عايز تسافر وكمان تستقر هناك
مالكيش دعوة…قالها متحركا إتجاه غرفته
اتجهت جنى اليه
– عجبك كدا..أهو أخويا بسببك هيسبنا يارُبى يارب تكوني مرتاحة
هزت رأسها رافضة كلماتها… إتجهت سريعا لغرفته ودون وعي اقتحمت الغرفة
كان خارجا من المرحاض يلتف بمنشفة تحاوط خصره… اصطدمت به… كادت أن تسقط تلقفها بذراعية
رعشة قوية أصابت كلاهما من قربهما الغير مسموح… شعرت بنبضاته الهادرة بين ضلوعه كحال نبضاتها وسيقانها التي لم تقو على حملها… نطقت أخيرا بصوت متهدج ممزوج بالمشاعر
– عز وسع كدا… عيب
لغى عقله تحكم القلب كليا
رفع يديه يمسد على خديها وشفتيها التي تمنى أن يتذوق طعمها…
يعلم مايفعله خاطئ وضمها بتلك الطريقة خطأ اكبر ولكنه عاجز عن تلاشي قلبه الذي ينشي بقربها… قلبه الذي اصبح ميتا ببعدها
اقترب اكثر وأكثر حتى انفصل عقله تماما وقلبه الذي يدعوه بحبيته بين يديه
دنى حتى تلامست الشفاه ويتمنى أن يعتصرها حتى ينقطع أنفاسهما بها
ولكن فجأة تذكر حديثها دفعها بعيدا كلعنة
– اطلعي برة وبعد كدا تخبطي…دي أوضة واحد عازب… إيه ماتعلمتيش الأحترام
انسدلت عبراتها التي ذبحها بنصل سكين بارد
هزت رأسها وأردفت
– نستني الأدب والأحترام يابن عمي… جاية أقولك موضوع التليفون كان لعبة بيني وبين جنى… كنت عايزة اكسرك وبس
اقتربت وشهقاتها بالارتفاع
– بس أنا اللي اتكسرت ياعز… اتكسرت أوي
قالتها وأستدارت لتخرج…
احرقته بعنفوان عشقها له.. مما أدى إلى تولد شعور داخلي لديه إنه سيموت ببعدها
على حين غفلة جذبها لتصطدم بصدره
– هو دخول الحمام زي خروجه يابنت عمي
بروسيا
هات التليفون ياجواد…عايزة أطمن على الولا
– أدي التليفونات ياغزل…مفيش تليفون لمدة أسبوع سامعة…إقترب يجذبها لأحضانه
– نسيتي وعدتيني بإيه…دا حتى بعت أجبلك بدلة رقص.. لامس خديها مقبله
– مش إنتِ وعدتيني وكمان إحنا كلمناهم من ساعتين… ياله حبيبي اجهزي هننزل الغابة
❈-❈-❈
بالمستشفى
– خرج الطبيب ويبدو على وجهه الألم نظر إليهم وتسائل
– مين والد المريضة
اقترب صهيب وأردف
أنا عمها…هزة عنيفة أصابت كلا من تهاني وأحلام ناهيك عن طارق الذي جحظت عيناه… وبدأ يحدث حاله
– أيعلم…جواد علم إنها ابنته
هذا حال ماردد بها طارق وهو ينظر بذهول لزوجته واختها
تسائل الطبيب
– دي بنت الدكتورة غزل…على مااظن مع إنك عمها
اومأ صهيب رأسه وتسائل
– هي عاملة إيه
دقق الطبيب نظره وأردف
– إزاي أمها دكتورة أورام ومتعرفشإن بنتها عندها لوكيميا
اتجه بيجاد بساقين مرتعشة وهو يجذب الطبيب من تلابيبه
– إنت بتخرف بتقول إيه… دي مضروبة بالنار يادكتور الغفلة انت
رغم ذهول ريان عندما وجد حالة طارق وزوجته… أيقن بصحة كلام الطبيب
اتجه لأبنه
– إيه العمل يادكتور… المهم الرصاصة خرجت
هز رأسه:
-خرجنا الرصاصة… والنزيف مابيوقفش للاسف إحنا بنحاول ننقذها بأي طريقة من خلال الدم اللي بتاخده… لكن المفروض والدتها تكون موجودة… وأهم من كدا باباها… للاسف الحالة خطرة واقرب طريقة لأنقاذها زرع نخاع… اتجه بنظره لطارق الذي يجلس واضعا رأسه بين يديه..
– الدكتور طارق أكتر واحد عارف كلامي
اتجهوا بنظرهم لطارق
هنا نزل بيجاد بساقيه على الأرضية وهو يصرخ بصوتا جهوري
رفعه ريان الذي بكى على حالة كلا من جواد وابنه… كم كان القدر ظالما معهما
ياله من صفعات تتواجه بقسوة عليك أيها الجواد… رفع نظره للطبيب
المطلوب ايه دلوقتي
– باباها لازم يكون موجود… أو ممكن حد من اخواتها
صرخة بآهة عالية خرجت من جوفه في حضن والده
– مستحيل اللي بسمعه دا…
رفع نظره لوالده
– قولي إنهم بيكذبوا عليا يابابا
ضمه ريان لأحضانه ونظر لزوجته بآسى
وصلت تهاني واردفت للطبيبة
– أنا هسافرها برة… خلاص مينفعش تكمل علاجها هنا… خرج من احضان والده ينظر إليها بمقت وغضب
– إنتِ تخرصي خالص سمعتيني…
اتجه لوالده وأمله في ربنا كبير
حاول كمان مرة يابابا تتصل بعمو جواد أكيد تعرف توصله
امسك هاتفه للمرة التي لا تحصى وهو يهز رأسه بآسف
لكم بيجاد الحائط بقوة وشهقة مليئة بالوجع عندما أردف الطبيب الوقت بيعدي
وجد جاسر آتيا في اول الردهة
اتجه برأسه سريعا للطبيب
– لسة فيه أمل يادكتور… لو أبوها مش موجود… أخوها موجود
لا تنسوا الصلاة على رسول الله
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلّم
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تمرد عاشق الجزء الثاني)