رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الفصل الثامن 8 بقلم سيلا وليد
رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الجزء الثامن
رواية تمرد عاشق الجزء الثاني البارت الثامن
رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الحلقة الثامنة
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
البارت التامن
ما أصعب أن تبكي بلا دموع، وما أصعب أن تذهب بلا رجوع، وما أصعب أن تشعر بالضيق وكأن المكان من حولك يضيق، ما أصعب أن تتكلم بلا صوت، أن تحيا كي تنتظر الموت، ما أصعب أن تشعر بالسأم فترى كل من حولك عدم، ويسودك إحساس الندم على إثم لا تعرفه وذنب لم تقترفه.
صباح يوم جديد قد هلت الشمس بشائرها وايقظ الفجر نور الرحمن ليسعى عباده لنور وجهه الكريم
تجلس بجواره وهو غافي… نظرت إليه بحزن لا تعلم لما إنتابها شعور إنه يخفي شيئا بداخله… تذكرت ليلة الأمس عندما وصل لمنزل المزرعة
ترجل من سيارته بعدما قادتها هي عندما شعر بعدم سيطرته على نفسه
– غزل سوقي إنتِ.. أنا تعبان ومش قادر
أومأت رأسها بالموافقة
– تمام ياحبيبي.. ريّح وأنا هسوق
وصلا بعد فترة لمنزلهما.. دلف سريعا ملقيا نفسه على الأريكة
تقدمت منه وجلست على عقبيها تزيح خصلاته عن وجهه
– حبيبي مالك… شكلك تعبان اوي.. قاطعهما رنين هاتفه
قام برد
– أيوة ياصهيب.. لا أنا في بيت المزرعة ممكن بكرة أشوفه… ثم أكمل حديثه
– صهيب خلي بالك من الولاد لما أرجع
ثم توجه بحديثه لريان عبر الهاتف
– آسف يابشمهندس نتقابل بكرة إن شاءالله
أغلق الهاتف ورفع نظره للتي تجلس بجواره… أمسك يديها لتقترب منه
اقتربت حتى أصبحت بأحضانه.. تطوق خصره بيديها الأثنين
– حاسس بإيه حبيبي
إزداد توتره عندما تفحصته بعينيها… رفع كفيه على خصلاتها مقبلها
– حبيبتي أنا كويس… يمكن حسيت بشوية أرق..
تسطح على الأريكة واضعا رأسه على ساقيها وأردف:
– النهارده قابلت الدكتور طارق عزيز…
ضيقت عيناها وتسائلت
– مين طارق عزيز دا
استند على مرفقيه ينظر لعيناها التي تسحره برماديتها الخلابة
– نسيتِ دكتور البيثولوجي ياغزل
صمتت تحاول أن تتذكره… ابتسمت فجاءة
– أيوة افتكرته… مش دا الدكتور اللي كنت بتضايق منه علشان كان دايما يشكر فيا
إبتسم إبتسامة خفيفة لم تصل ليعينه وأكمل:
– هو بالضبط حبيبي
استندت بظهرها للخلف وضمته لأحضانها
– كنت غيور أوي حبيبي… ثم تذكرت
فاكرة يوم تيست عندي وكنت مستنيني برة وهو خارج معايا وبيسالني
– دكتورتنا الجميلة عملت إيه في الإمتحان
حضرتك وصلتنا بخطوة واحدة وشدتني وضمتني كأني ههرب منك
أغمض عيناه وسحب نفسا عميقا
– إنتِ مكنتيش مراتي بس ياغزل… لا كنتي بنتي وحبيبتي وكل حاجة ليا
اعتدل يجلس بمقابلتها ثم رفع يديه وضم وجهها بين راحتيه
– كنتِ النفس اللي بتنفسه… ربيتك وكبرتك حتى بقيتي حياتي كلها
دفنت وجهها بحنايا عنقه وأردفت بأنفاساً لاهثه
– لو خيروني بين العالم كله وبينك ياجواد صدقني مفيش حد هيفرق معايا قدك… رفعت نظرها تنظر داخل مقلتيه
– حتى ولادي نفسهم.. ممكن أعوضهم لكن إنت مستحيل تتعوض ياحبيب عمري كله
سكن لثواني يتأمل قسمات وجهها الجميل.. ملمسا على خديها… أقترب من كرزيتها ملتقطا قُبلة عميقة لتريح روحه المشتتة
فصل قبلته واضعا جبينه فوق جبهتها وأردف بصوتا مبحوحا
– ربنا يخليكي ليا ياقلب جواد
ملست على جانب وجهه
– وقلب جواد حاسس إنه مهموم.. فيه إيه
رفع نظره وظل يطالعها لفترة ليست بالقليلة.. نظراته حاوطتها بالكامل حتى تمركزت على عيناها وغابت ذاكرته لتلك العيون التي رأها منذ قليل…
عيناها… شفتاها… أغمض عيناه ساحبا نفسا ثقيلا عندما شعر بتثاقل تنفسه كمن ارتكز فوق صدره صخرة عملاقة بحجم الكون… حاول تمالك أعصابه والسيطرة على نفسه حتى لايشعرها بشيئا.. ولكن كيف يغيب عن عقلها بل قلبها تغيره الذي أدمى قلبها
إحتوت كفه بين راحتيها تقول بهدوء رغم حزنها من مظهره
– جواد مش هفضل أسأل كتير… مالك ياحبيبي… وليه بتبصلي كدا، كأنك بتصورني أو أول مرة تشوفني فيها
بإبتسامة مشرقه اصطنعها بمنتهى المهارة استرسل
– يعني لما حبيبي يوحشني وعايز أفضل أبصله كتير علشان بيوحشني وهو في حضني أبقى غلطان
رغم إنها غير مقتنعة بحديثه… إلا أنها هبت متجه للمطبخ دون حديث لإعداد وجبة
هب سريعا خلفها… ثم حملها متجها لغرفتهما… ضحكت وأردفت من بين ضحكاتها:
– جواد عايزة أعملك حاجة تاكلها
دفن وجهه بعنقها
– جود حبيبك مش عايز حاجة غير إنه ينام في حضن حبيبه وبس… دا أكلي…
ورغم ماأردف به من كلمات حب وغرام إلا أنه وصل لفراشهما وتسطح ضامما إياها لأحضانه
– عايز آنام ومقومش غير لما أشبع نوم
مطت شفتاها بحزن ونظرت للأسفل وتحدثت بنبرة هادئة
– نام ياحبيبي وأنا جنبك… كأنه كان يتنظر منها تلك الكلمات ليغفو غافلا عن نبرتها الحزينة التي ظهرت بصوتها… ظلت بجواره تمسد على خصلاته… ويقينا بداخله إنه ليس بخير
– ياترى مخبي عليا إيه ياجواد
بفيلا الألفي
جلست أمام البيانو تحاول أن تخرج حزنها بالعزف عليه… أقترب جاسر مقبلا رأسها
– عاملتي إيه حبيبتي النهاردة في الجامعة
إستدارت تبتسم إليه
– الحمدلله.. اتعرفت على الدكاترة وكمان بعض البنات
جلس بجوارها وتحدث بإستحسان وإشادة
– أختي جميلة وأي حد يتعرف عليها هيحبها كمان
تبسمت له بخفة
– علشان بتحبني بس ياجسورة.. فبتقول كدا… لكن فيه ناس مبيحبونيش
أجابها بنبرة صارمة لا تقبل المجادلة
– اللي ميحبش رُبى ميستهلش يتصاحب ياقلبي
وضعت رأسها على كتف أخوها وتحدثت
– عادي ياجاسر مش مطلوب من حد يحبني… يعني أخدت إيه من اللي حبوني
مسد على خصلاتها عندما علم مايورق روحها ثم ضغط على رقم ما وظل يتحدث إليها
– مش عايزة تكلمي الولد ياسين… وحشنا من ساعة ماراح الكلية
وحشني كمان مش هو توأمي أهو بس بحسك إنت اقرب مني عنه
هنا تذكر غاليته التي اختطفها القدر
ظل يمسد على خصلاتها وأردف
– كان نفسي أشوف توأمي دي هتكون شبهي زيك إنتِ وياسين ولا شبه الولد أوس
قبض قلبها بحزنا على آخيها فتحدثت حتى تخرج حزنه
– اكيد تلاقيها حلوة زيك ياجسورة..
نظرت اليه وتحدثت بسعادة
– أنا فرحانة أوي علشان أوس الوحيد اللي مالوش توأم… ثم تذكرت شيئا
– هو فعلا جاسر كان معاه أخ ومات
تنهد بحزن ثم أجابها
– للأسف أوس كان معاه بنت زي القمر كدا وأسمها رُبى برضو
توسعت عيناها
– قول والله…
أومأ برأسه وأكمل بحزن
– ماما بعد خطف غِنى تعبت جداً… وبابا كمان.. بابا سافر يدور عليها… في الوقت دا كان عمرهم سنتين… فجأة تعبت وهي مع تيتا… وطبعا ماما يعتبر مكنتش حاسة بحاجة
قطبت جبينها وتسائلت
– وتعبها دا موتها
جالها كورونا حبيبتي… واتحجزت وكان عندها مشاكل في القلب أصلا…
اختنق حلقه بغصة بكاء وأردف
– بابا كان مسافر يدور على بنته المخطوفة… رجع لاقى بنته السليمة ميتة
أنا مستحيل أنسى اليوم دا ابداً يارُبى
ماما بعد مافاقت من غنى لقيت بنتها التانية ضاعت من بين إيديها… تفتكري حالتها هتكون إيه غير إنها مش حاسة بحاجة غير ان بناتها الاتنين مش موجودين في حضنها
خرجت من جوفه تنهيدة حزينة
– بابا بقى اللي اتكسر بجد يارُوبى… فضل قافل على نفسه أكتر من شهر.. كل اللي كان بيعمله ياخدني أنا وأوس في حضنه وينام وبس.. لولا عمو ريان جالنا مرة وشاف حالته… أخده وسافر كام يوم كدا وبعدها رجع جواد الالفي شكلا بس
– طيب وماما عملت إيه
قالتها ربى بشفتين مرتعشتين
جف حلقه وأكمل
على أد مابابا كان تعبان بس مكنش بيسيب ماما خالص… وعمو صهيب كمان.. أو بالأصح العيلة كلها كانت بتحاول تقويها
فجأة أردف متسائلا
– مش عايزة تكلمي عز يارُبى
أرتبكت واستدارت للبيانو مرة أخرى وبدأت تعزف بأصابع مرتعشة
لمس كتفها وناظرها
– رُبى كلمي عز… مش هقولك غير كلمي أبن عمك.. ثم أكمل بنبرة حزينة
– فيه حاجات إنتِ متعرفهاش
قاطعته عندما هبت واقفة
– الموضوع معدش يهمني ياجاسر…
ثم تحركت لغرفتها وقلبها يأن وجعا لإشتياقها له.. بعد مغادرتها نظر لهاتفه
– اكيد سمعت أهو.. أعذرها ياعز.. سيبها شوية تنسى مع إني معرفش إيه اللي حصل خلاها تتحول كدا
على الجانب الآخر
تنهد عز بحزن:
– سيبها براحتها ياجاسر… بنفس نبرته التي جعلها هادئة بعض الشئ
– أنا أستاهل اللي بتعمله… المهم فيه موضوع عايزك فيه… فيه بنت إسمها روزين من الجيزة هبعتلك التفاصيل اتأكدلي منها
– مين روزين دي ياعز… تسائل بها جاسر
كان ينظر للجهازه المحمول ينظر لصورتها يمرر أصابعه على وجهها
– دي بنت هنا قابلتها في الفندق اللي حجزت فيه قبل ماأوصل لعمو ريان
وإتعرفنا على بعض… عرفت إنها هنا في انجلترا بقالها كذا سنة وعايزة تعمل مشروع وأقترحت عليا المشاركة
زفر جاسر بضيق من تسرعه
– ودا يديلك الأمان إنك تشاركها… وبعدين إنت محتاج حد يشاركك…تعالى هنا إنت خلاص ناوي تستقر ولا إيه إنت قولت هشوف الشركة وترجع
قاطعه عز
– أنا بقولك مجرد إقتراح ياجاسر… وصل أوس إلى إخيه وجلس بجواره حتى ينهي حديثه
– بابا وماما فين ياجاسر
لفت إنتباه جاسر صوته الحزين فاردف متسائلا
– مالك ياأوس… فيه حاجة مزعلاك
نصب عوده وخطى ببطئ يترنح لغرفته دون حديثه
ظلت نظرات جاسر عليه حتى إختفى.. وقف متحركا إليه
❈-❈-❈
بفيلا المنشاوي بالقاهرة
بيجاد الكلام اللي قولته دا مش دليل إنها بنته إياك تتكلم قدام جواد بحاجة..
حاول الحديث مع والده
– يابابا أنا بقولك متأكد إنها غِنى… لم يكمل حديثه حين صاح بوجهه
– إنسى الكلام دا ماهو مش معقول هتكون زي ماقولت بنت دكتور غزل… وكمان زي ماحضرتك قولت بقالها أكتر من سبعتاشر سنة بتركيا
أوقف بيجاد حديث والده
– وغنى مخطوفة بقالها أد إيه يابابا… فكر كدا وإربط الأحداث… وكمان التشابه بينها وبين طنط غزل وإخوتها… بلاش دي
فيه شامة في رقبتها أنا كنت دايما بشوفها واقعد أعاكس عمو جواد بيها
جلس ريان وهو يحاول أن يتمالك أعصابه
وصلت نغم بقهوة زوجها.. تفاجأت بحالة زوجها… إلتفتت إلى إبنها بحنق
– إحنا بقالنا أد إيه يابيجاد بنتكلم في الموضوع دا… ثم استكملت مفسرة
– ياحبيبي مش عايزين نربطهم بأمل كاذب
رمقها مضيقا عيناه
– بقولك ياماما أنا متأكد إنها غِنى… ليه مُصّرين تطلعوني عبيط..
أشفق ريان على إبنه… وبدأ الشك يتسلل لداخله.. نعم بها الكثير من ملامح غزل… ولكن هل حقا القدر سيلعب لعبته هذه المرة وستكون هي بالفعل
وضع رأسه بين يديه عندما شعر بصداع رأسه يتفاقم به… تناول قهوته وهو يفكر ماذا سيفعل ليؤكد حديث إبنه… أو ليؤكد خطئه.. قاطعه وصول إحدى الرسائل التي هب واقفا بعد قرائتها
– ريان أنا أتاكدت من الصورة… هي بالفعل اللي جواد بيدور عليها.. أنا بعتلك الايميل والاكونت بتاعها… شوف هتعمل إيه
ثم بعث له عقد الشراكة بينهما مع صورة لها
اخيرا خرج عن صمته وهو يردف بسعادة متناسيا بيجاد الذي يقف يراقب والده
– برافو عليك يايوسف كنت عارف ومتأكد محدش هيعرف يلعبها صح غيرك
جلست نغم بجواره
– فيه إيه ومال يوسف…
ابتسم بمرحه المعتاد وأردف بسعادة
– أخيراً حسيت إن طلعت بحاجة من عيلة الأسيوطي… قالها عندما رفع حاجبه متزامنا مع شفته العلوية ينظر بخبث لزوجته التي نفخت وجنتيها بغضب من حديثه
لكمته بصدره
– طب والله لأعرفك غباء الأسيوطية ياريو باشا… قالتها ثم تحركت سريعا للأعلى
وقف رافع حاجبه بسخرية من أفعال والده ووالدته
– مش ملاحظين حاجة يابابا…
رفع ريان نظره إليه وتسائل
– مالك يالا فيه إيه
نزل لمستوى والده
– المفروض الحاجات دي تسبوها لينا ياكبير عمّال تعاكس أمي قدامي
هب واقفا يناظره بمقت وتحدث بسخرية
– وإيه كمان ياسيادة الطيار المنحرف
قالها عندما تصاعد غضبه من ولده
ارتفع جانب وجهه بشبه إبتسامة متهكمة
– بتعلم من إستاذي العظيم…
قالها وتحرك للخارج وهو يقهقه على والده الذي اوصله لمرحلة الغضب
هبط عمر وهو يتحدث بهاتفه … اتجه لوالده
– بابا حضرتك واقف كدا ليه
إستدار ريان الذي كان يراقب خروج بيجاد بغضب
– مفيش… كلمت عمر ولا لأ
اومأ براسه وتحدث
– كلمته وهم على وصول… فيه حاجة عايز اقولها لحضرتك
جلس يفرك جبينه ناظر له ليكمل حديثه
– ماسة يابابا معرفة صحباتها إن بيجاد خطبها ولو بيجاد عرف هيهد الدنيا
تذكر حديث بيجاد منذ قليل عندما حاول أن يقنع والده إنها إبنة جواد
– عايز اعرف سواء بنته ولا لأ دا يهمك في إيه…
ثم نظر إليه بعمق وتمعن وأردف متسائلاً
– بيجاد إنت لسة بتفكر في غِنى…
قطب مابين جبينه وآجاب والده
– إيه اللي بتقوله دا يابابي… غِنى كانت بالنسبالي شخص مهم آه بس مش حبيبة أنا كنت عيل وهي طفلة…
ثم أكمل مفسرا
– مش معنى إني بدور عليها يبقى بحبها… أنا بس علشان وعدت عمو جواد زمان… وحضرتك شوفت حالته إزاي
– طيب وماسة بنت عمتك يابيجاد… فين مكانها إيه في حياتك
صمت لبرهة قبل أن يقول بفظاظة
– ماسة دي أختي وآخر واحدة ممكن أفكر فيها.. لو سمحت يابابا متتغطش عليا.. وبعدين حضرتك عارف أنا مبفكرش في الجواز حاليا
أخرج من شروده عندما تحدث عمر
– المرة اللي فاتت يابابا اتخانقوا جامد من مجرد إنها قالت له إنها معجبة بيه… دلوقتي لو عرف بكلامها… هيولع فيها وحضرتك عارفه
إتخذ نفسا طويلا يشحن رئتيه
– تمام ياعمر أنا هتكلم مع ماسة…
في فيلا صهيب
– كان جالسا مغمضا عيناه يستنشق بعض نسمات الربيع التي ترواده
اتجهت نهى تجلس بجواره بحزن
– صهيب عز وحشني أوي
قالتها عندما جلست بجواره خاليه من أي مشاعر عندما علمت بما أصاب ولدها
رفع نظراته يرمقها بحزن.. لينصهر قلبه وجعا على فلذة كبده
ضم يديها بين راحتيه وأردف
– خليه بعيد كام يوم يانهى.. علشان الكل يرتاح.. بلاش في الوقت دا والدنيا والعة والكل بيتهم التاني
بكت بنشيج وأردفت من بين بكائها
– والله ماكنت أعرف إنه بيحبها ياصهيب… لو عرفت مكنش دا حصل
أغمض عيناه ألما على حزن قلبها.. رفع يديها مقبلها وأردف
– متخافيش كل حاجة هتتحل إن شاء… الدنيا تهدى ونلم شمل العيلة تاني
بفيلا حازم
جلست بجوار ولدها وهو يتناول طعامه بصمت.. كأنه يبتلع جمرات بحلقه
مسدت على كتفه
– جواد حبيبي عامل إيه النهاردة
نظر لوالدته واصطنع ابتسامه
– كويس ياست الكل… ليه بتسألي
وصل حازم إليهما وتوجه بالحديث لإبنه
– أنا سحبت ورق تقى من الجامعة.. هنسافر كلنا تركيا.. خلاص مينفعش نقعد هنا تاني
هبت مليكة وتحدثت بغضب
– إزاي تعمل حاجة زي دي من غير ماتعرفني وتاخد رأيي
ألقى مابيده وتحدث بصوتا صارخ لأول مرة وأشار بسبابته
– مش عايز أسمع صوتك فاهمة… أنا لحد دلوقتي بحاول أكون هادي وعاقل.. كفاية وجع لحد كدا.. ثم أكمل مستطردا
– مش هستنى إبني يعاني زي أبوه… على مااعتقد إنتِ فاهمة كلامي
كان يوزع نظراته بين والده ووالدته التي لأول مرة يرى مشحانات بينهما
وقف وتحدث بهدوء
– ياريت تبطلوا خناق بسببي أنا كبير مافيه الكفاية وأعرف أخد قرارتي بنفسي.. ثم أكمل مستطردا
– أنا وقت ماأحس إني فاشل ومعرفش أحل مشاكلي هطلب من حضراتكم التدخل
ثم رفع نظره لوالده وأكمل
– حضرتك نسيت إني ظابط يابابا… يعني مينفعش أسيب وظيفتي وأسافر لأي مكان
قالها ثم تحرك بغضب كمطارد من عدوه
بفيلا طارق عزيز
يجلس الجميع يتناولون العشاء، رفعت نظرها لوالدها
– بابي مكلمتنيش يعني على صاحبك الجديد.. قولتلي هتعرفني ومقولتش حاجة
رمقها بنظرة إستفاهمية
– صاحبي مين ياغِنى… فكريني حبيبتي
تبسمت له عندما تذكرت حالته
– حضرة اللوا اللي كان عند حضرتك النهاردة
تدخلت تهاني في حديثهما
– مين دا ياطارق
ضحك طارق عندما تذكر
– دا جواد الألفي ياتهاني فكراه
حاولت أن تتذكره فأردفت
– بحاول بس ذاكرتي مش مجمعة خالص
بدأ يلوك طعامه وتحدث بذكرياته
– دا الظابط اللي كان متجوز غزل الحسيني البنت الحلوة اللي الكل كان اتكلم فترة عنها
ثم أكمل:
– دي اللي قابلتيها مرة في المستشفى عندي وسألتيها عن نفسها تتخصص إيه
ضيقت عيناها وأردفت متسائلة
– دي إسمها غزل الألفي… الدكتورة المشهورة بتاعة الأورام
أومأ برأسه وتحدث مبتسما
– دي كانت من أشطر دفعتها ومع إن حالتها المادية كانت ممتازة إلا أنها دخلت كلية عام… رفضت تدخل كلية من الكليات الخاصة
انصتت بإهتمام لزوجها
– قابلتها غزل دي ياطارق
هز رأسه برفض وأكمل
– لا مشفتهاش.. بس أكيد هنتقابل بقالي كتير مشفتهاش… ثم تذكر شيئا وأكمل
– حضرة الظابط كان بيعشقها بجنون
اومأت برأسها
– افتكر حاجة زي كدا… وانفصلوا ورجعوا واتجوز بعد معاناة… في الوقت دا كان السوشيال مش رحماهم
كانت تقطع اللحم بالسكين وتستمع بإهتمام لحديثهما ثم فجأة قطعت حديثهما
– لدرجة دي عانوا في حياتهم
والله يابنتي دا اللي كنا بنسمعه من السوشيال… هكذا قالتها تهاني بهدوء،
ذهب طارق بذكرياته لبعض المواقف وتحدث
– لا كان حقيقة… كان بينهم قصة عشق خيالية… ثم ابتسم وتحدث
– كان بيغير عليها بجنون… دا في مرة كان هيضربني علشان مسكت أيديها
أخذت شهيقا بإنزعاج وتمنت أن تكون بمكانها
– هو شغال في قسم إيه يابابا وليه جالك المستشفى
اكمل طعامه وتحدث
– هو صاحب المستشفى الخيري و ليه شريكين تانين… عاملين صرح كبير من المستشفيات الخيرية
نظر لزوجته وتسائل
– إيه رأيك ندخل معاهم في العمل بتاع الصعيد
ابتسمت وأومأت بالموافقة
– أكيد ياطارق… دا اللي هينفعنا
وقفت صاعدة إلى غرفتها تبحث عن معلومات تخصّه… ولكنها لم تجد شيئا
زفرت بضيق ثم عادت لهاتفها تتفحص بعض الأخبار… فجأة ذهبت بعقلها لصفحة الخاصة لبيجاد…
وجدت العديد من الصور مع بعض الفتيات لم تكن تعرفهم ولكن يدلوا إنهم اجانب
سبته بسرها
– يخربيتك مش راحم نفسك… ثم لامست صورته وابتسمت
– بس تستاهل يابيجو… على العموم لازم أعرف وراك إيه
ذهبت بنظرها لصورة لهما… هنا توسعت عيناها وأردفت
– يعرفوا بعض… طيب ليه لما قولتله على إسمه ماعقبش
قالتها مع نفسها… ظلت تتلاعب بهاتفها ثم فجأة دخلت على صفحته الشخصية مرة اخرى ودونت كومنت
– بارد ودمك خفيف وارسلت ايموشن يدل على إستفزازها له
ببيت المزرعة… استمعت لرنين هاتفها
تناولته واجابت
– ايوة ياصهيب
– جواد ماله ياغزل… صوته مش عجبني
تنهدت بوجع وحزنا عندما شعر صهيب بما تشعر به
– مالوش ياصهيب.. قالي تعبان وعايز يرتاح بس
أرجع خصلاته للخلف التي تتحرك بفعل الرياح
– هجيلكم الصبح.. حاسس فيه حاجة صوته معجبنيش
نظرت إليه وهو مازال نائما
– تمام ياصهيب… ياريت
❈-❈-❈
ظل يدور بشوارع القاهرة وذكرياته معها تضربه بقوة… حتى حديث والده عنها لم يرحمه
أوقف السيارة وترجل يسير على كورنيش النيل وتذكر آخر حديث بينهما
خرجت سريعا من الجامعة… يقف يتحدث بهاتفه يواليها ظهره بعدما أوصل سيلا للجامعة الأمريكية وانتظرها بالخارج
لكمته بكتفه بهدوء… إستدار ينظر
حينما أنهى حديثه وتوجه لها
– مالك إيه وحشتك… فجيتي تجري ورايا
عقدت ذراعيها تناظره بتمعن ثم تسائلت
– عايز مني إيه يابيجاد.. طيب طنطا وقولت صدفة… إنما القاهرة والجامعة كمان… غير الكافيه والكلية دا إنت مراقبني بقى
استند بظهره على سيارته ويحاوطها بنظراته… يطبع ملامحها كرسام ينتظر خلوه بنفسه حتى يبدع ما يراه برسمه
ظل صامتا يستمع إليها
ثم زفر وتحدث
– لو قولت لحد النهارده صدفة هتصدقي،
-“لا ” قالتها بقوة وهي تقترب تفترسه بغضب.. ثم رفعت سبابتها
– إديني دليل إني اصدقك..
رفعت يديها على رأسها مردفة
– إديني عقل أن دي كلها صدف
عقد ذراعيه
– ياااه دا أنا مضايقك أوي
الصراحة أه..ومش مضيقني بس…لا خانقني كمان
أقترب يناظرها شرزا
– طيب خدي من دا كتير…أنا لحد دلوقتي ظروفي هي اللي متحكمة بيا… ثم اكمل
– بس وحياتك عندي لأنطلك بعد كدا زي عفريت العلبة
قهقهت بقوة عليه بتصنع
– اكتر من كدا نط… دا بعد كدا هتكون كانجرو
ابتسم ثم رفع خصلة ولفها بإإصبعه
– طيب الكانجرو دا عايز كانجروة صغيرة ينطوا مع بعض في الصحرة
ركلته بقدمه
– إحترم نفسك.. قالتها وهي تنظر له بغضب
اشارت إليه
– بيجاد متخرجش عفاريتي المدفونة فيا
إلتوى ثغره ساخرا وهو يجذبها بقوة من خصرها حتى أصبحت بأحضانه
– هو فيه جنان لسة أكتر من كدا
إهتز قلبها فاصبح كفراشة.. تقابلت العيون في إشتياق كلاهما البعض مع انكارهما له
استيقظ عقلها فكانت قريبة منه للحد الغير مسموح… إنتزعت يديها بقوة من قبصته بقوة وصرخت عندما انفلتت مشاعرهها اتجاهه لأول مرة يسيطر عليها أحدهما
– إبعد عني يابيجاد بحذرك اهو
قاطعت حديثهما سيلا عندما وصلت إليهما وتنظر لكلاهما
– أنا خلصت يابيحاد
حمحم ينظر لسيلا حتى يخرج من سطوتها التي هاجمته بقوة برائحتها وقربها الغير معتمد من كلاهما
صعد لسيارته دون حديث
خرج من شروده عندما إستمع لإشعار رسالة
فتح الرسالة… إذ توسعت عيناه وهو يقهقه بقوة على مجنونته الصغيرة
صباحا ببيت المزرعة
استيقظ يبحث بعيناه عنها ولكنه لم يجدها
اتجه للخزانة وأخرج ألبوما من الصور
ينظر بتمعن الى صورهما
صور ابنته الغائبة بصغرها… فقد جمعهما وأتى بهما إلى هنا حتى لا تراهم غزل
ملس على وجهها بحنين.. ينظر هنا ويتذكر هناك… مسح وجهه بغضب وانسدلت دمعة خائنة لم يقو السيطرة على نفسه
وضع يديه على صدره يمسده بهدوء عندما شعر بتثاقل عليه… كأن يزيح صخرة عملاقة من فوقه
أغمض عبناه عندما داهمته صورتها التي لم تتزحزح عن خاطره لحظة
ظل لدقائق حتى سيطر على نفسه ثم اتجه وهبط للأسفل بعدما أدى فريضته من صلاة الضحى.. وجلس يدعو ربه ليزيل همه ويفرج كرباته
وجدها تجلس بحديقة المنزل… تستجم برائحة الزهور الربيعية المنعشة ناهيك عن الخضرة التي تحاوط المنزل من جميع الجهات
جلس بجوارها ينظر إليها بإشتياق..
– صباح الحب ياحبي.. دا إحنا زعلانين وجينا نعمل يوجا نهرب من جوزه حبيب عمره…
ظلت كما هي على وضعها ولكن هناك رجفة بجسدها بالكامل من أنفاسه القريبة
تمدد وتسطح على العشب الأخضر واضعا رأسه على ساقيها ممسكا يديها ومقبلها
فتحت عيناها تنظر لعيناه بقوة
– بتهرب من إيه ياجواد؟
إرتجفت أوصاله من نظراتها المتفحصة له
ولكنه إعتدل يجلس أمامها مضيقا عيناه
وتظاهر بعدم فهمه لحديثها رغم إدراكه الجيد لما ترمي إليه
– مش فاهم تقصدي إيه يازوزو
رفعت يديه ووضعتها بين راحتيها
– لو محستش بجوزي… وحسيت أد إيه إن فيه حاجة تعباه وبيحاول يخبيها يبقى اللي بينا دا مش حب
أغمض عيناه ساحبا نفسا ثقيلا ثم نظر إليها
– مفيش حبيبي… مشكلة كبيرة في الشغل..
قصدك على سفرك لفرنسا
اومأ برأسه هاربا من نظراتها
وصل صهيب إليهما
– صباحو ياعشاق اليمامة
ابتسمت له غزل
– صباحو ياابو عز
حزن عندما ذكرت غاليه
رمقها جواد بنظرة فهمتها… هبت واقفة
– هروح أجهزلكم فطار بما أن دكتورنا العظيم هيفطر معانا
جلس صهيب بجوار جواد… ظل ينظر له وهو يبتعد بنظراته عنه
– مالك ياجواد بتهرب من إيه؟
نظر إليه متسائلا:
– سيف عامل إيه… كلمته
مط شفتيه رفع حاجبه بسخرية
– بيسلم عليك… ماتلفش وتدور
نظر إليه نظرة غريق وجد ضالته وتحدث
– شوفت شبيهة غزل… شوفت غِنى
ضيق عيناه عندما لم يفهم حديثه
– إنت مجنون على الصبح ولا شارب حاجة
اتخذ نفسا طويلا:
– ياريت ياصهيب أكون مجنون ولا بتهيئلي
رمقه بنظرة محاولا إستكشاف حالة إخيه
أيعقل أنه أعاد لتلك الحالة الذي سيطرت عليه بعد خطف إبنته
فهم جواد نظرات صهيب
– صهيب أنا مش مجنون.. بقولك قابلت غٓنى وتخيل طلعت بنت مين… بنت دكتور غزل ولسة راجع من تركيا بقاله كام شهر
تمزق قلب صهيب لأشلاء في تلك اللحظة عندما وجد دموع إخيها التي تساقطت فجأة… ثم أكمل جواد حديثه
– إحساس غريب لما شوفتها… ولا قربت مني ياصهيب عندي إحساس كبير إنها بنتي… ماهو مش معقول يكون الشبه كبير أوي كدا… طيب أنا هتلاشى الشبه… بس الصوت كمان… غير إسمها
انكمشت ملامح صهيب بحزن ولمعت عيناه بدموع الألم على أخيه.. فهاهو تحمل مالا يتحمله قلبا
– مش يمكن شبه بس ياجواد… مش بيقولوا يخلق من الشبه أربعين
دا اللي بحاول أقنع نفسي بيه ياصهيب
بس لازم اتأكد علشان أريح قلبي وعقلي
شاهد صهيب مجيئ غزل وتسائل
– غزل تعرف حاجة
هز رأسه برفض
– مستحيل أقولها حاجة مش عايز أعشمها وترجع تنصدم
❈-❈-❈
بعد إسبوع
كان ينتظرها أمام منزلها بعد رجوعه من سفريته
رأته واقف متكأ على سيارته… يضع نظراته فوق شعره… إتجهت إليه
– بقالي إسبوع بحاول أكلمك… مبتردش، وبعتلك خمسين رسالة
إقترب منها متعمد ينظر إليها بصمت وإشتياق قلبه الذي يخفيه بمهارة أمامها
– إي ياجملية وحشتك ولا إيه… قالها يتفحصها بنظره
لكمته بصدره وأردفت بغضب
– وحشك أسد ياكلك وهو جعان
قهقه بصوت مرتفع مردفا
– يالهوي على الشتيمة وبرستيجك ياابن المنشاوي
ظلت تنظر إليه بغضب
– خلصت وصلة القهقه ياابو دم خفيف
– وحشني جنانك على فكرة
إهتزت نظراتها أمامه بعد كلمته العفوية..
تحرك لسيارته
– تعالي أوصلك في طريقي عايز أروح أنام
لسه هرجع إسكندرية كمان
ظلت بمكانها
– تعرف واحد إسمه جواد الألفي
هزة عنيفة أصابته عندما إستمع لسؤالها
أغمض عيناه محاولا أن يمارس أقصى درجات الضبط النفسي كي لا يصفعها بحقيقتها التي لم يعد أمامه سوى شيئا واحدا وهو الآن لا أحد غيره الذي يقوم به
ولكن كيف يصل لمبتغاه دون الوقوع بخطأ يخشى عواقبه
– بتسائلي عليه ليه… وعرفتيه إمتى
قالها بهدوء، رغم ضجيجه الداخلي ومحاولة السيطرة على نفسه
اقتربت منه
– سؤال عادي.. بس أصلي شوفته مع بابي وكمان شوفته على البيدج بتاعك
نظر لمقلتيها وأردف بسعادة
– إنتِ بقى المجنونة اللي مقطعاني بكومنتاتها.. فعل مثلما يفعل كل مرة لاففا خصلة حول إصبعه
بس كنت متأكد أصل مبعرفش مجانين غيرك ياحبي
ركلته بقوة
– حبك برص يااخويا
تحرك للقيادة وهو يضحك عليها ويؤكد لنفسه إنها مجنونته
– طيب تعالي علشانك أعرفك على أجمل شخصية في حياتي… ثم نظر من تحت نظارته
– بعد ابويا طبعا يابت حضرة الدكتور الكبير الباشمندس ريان المنشاوي
دفعته بقوة للسيارة
– طيب ياابن الاستاذ الطويل التعاريف دا… وديني عند أجمل راجل.. ثم وقفت وضربات قلبها في التعالي
– اكيد تقصد جواد الألفي
ركب السيارة وركبت بجواره ثم أجابها وهي بالقرب منه ونظراتهما التي بدأت تحكي الكثير
– دا أقوى راجل ممكن تقابليه في حياتك دا حبيبي بينا صداقة قبل مايكون صاحب بابايا طبعا
طيب سوق بقى بقالك ساعة بترغي جاتك ضربة في قلبك
وضع يديه موضع قلبه وأردف بسعادة
– آه ياقلبي… آلهي تنشكي في قلبك يابعيدة
بإنجلترا
خرج يسير بشوارعها دون هوادة حينما غلبه الشوق عندما امتنعت منعا تاما عنه حاول مرارا وتكرار الحديث إليها ولكنها رافضة تسمعه بمنتهى القسوة والجبروت
وتذكر حديثهما الاخير قُبيل سفره
– رُبى أنا هسيبك أسبوع ترتاحي وتنسي اللي حصل.. بس فيه حاجات لازم تعرفيها
وقفت أمامه بقوة عندما تذكرت ضعف قلبها أمامه والحزن الذي يتسرب إليه فيدميه ويجعل تنفسها ثقيلا
– مفيش بينا غير صلة القرابة ياابن عمي
تروح وترجع بالسلامة…معدش يهمني إنك تروح وترجع…إنت دلوقتي إنت ابن عمي وبس
إستدار ولم يلتفت حوله وخطى سريعا ليعبر الطريق وصوت صراخها ودموعها تتساقط بقوة
اغمض عيناه ودموعه تتسابق على خديه ولم يستمع لصوت السيارت حوله إلا صوتها فقط وهي تنظر إلى مقلتيه وتتحدث بغضب قتله
– العيّلة الصغيرة دي بكرة هتلاقي اللي يقدّرها ويعرف قيمتها
العيّلة الصغيرة دي بكرة هترمي نفسها في حضن اللي يستحقها ويطبطب على وجعها ويشعرها بآمانه
العيلة الصغيرة دي بكرة تمسحك من حياتها للابد لأنك للأسف على اد ماحبيتك ماوجعتني…بس بتشكرك استفدت من ضربتك ليا ياابن عمي
ابتسمت بسخرية وظلت تناظره بغضب
– مش بنت جواد الألفي اللي تبكي على واحد بايعها… أنا اشتريت وأنت رميت ودلوقتي فيك تسافر ومش عايزة أسمع في يوم إنك حبيت او كنت بتضحك على واحدة إسمها رُبى جواد الألفي
هنا لم يستطع سيطرته وهو يضع يديه على إذنه ويصرخ بصوت جهوري.. يبعد صوتها الذي اخترق قلبه واشعله…
مما أدى إلى إصطدامه بتلك السيارة
بفيلا حازم الألفي
جلس بمكتبه.. مغمضا عيناه… دلفت والدته إليه
– جواد ممكن نتكلم شوية
هز رأسه برفض
– آسف ياماما… دلوقتي راجع تعبان من الشغل… ممكن لو سمحتي بعد ماارتاح يبقى نتكلم
هزت رأسها بالموافقة وخرجت بهدوء دون حديث
وقف متجها للنافذة ينظر للخارج… لاحت نظراته ناحية غرفتها… وشعر بدقات عنيفة عندما وجدها تجلس بالشرفة… تستند بظهرها على المقعد مغمضة العينين… كأنها تفكر بأحدهما
هنا أحترق قلبه عندما أدرك بمن تفكر به
قبض بعنف على يديه وتذكر تلك الليلة
بعدما علم بمرضها
دلف لمنزل خاله… وجد خروج عز كالمطارد
ودموعه تنسدل بقوة كأن احدا ما صفعه بقوة… ظل ينظر له وهو يناديه ولكنه كان كالأصم
دلف للداخل وإذ به ينصدم مما إستمع إليه
– يعني إيه ياجواد… طيب لما هو بيحبها إزاي يعمل فيها كدا… مش دا عز اللي كنت بتضرب به المثل أهو هو اللي دبح بنتك…
مسح جواد على وجهه بغضب وأرجع خصلاته كأنه يقتلعها ثم أردف بصياح
– غزل فيه حاجة عز مخبيها ودا اللي لازم اعرفه… ماهو مش معقول بعد الحب دا كله بينهم فجأة كدا يقولها إنتهينا
خرجت رُبى على صوت والدها تتحدث بهدوء
– خلاص يابابي… الموضوع مش مستاهل إنك تزعل مامي كدا
نظر إليها ثم قبّل رأسها.
– سعادتك عندي بالدنيا كلها ياحبيبة بابي
انسدلت دمعة خائنة على خديها
– وأنا للأسف مش شايفة سعادتي غير مع عز يابابي بس مجروحة منه اوي
ضمها جواد بقوة داخل أحضانه
– هو بيحبك أوي ياحبيبتي والله الولد بيحبك لازم أعرف إيه اللي حصل غيره فجأة كدا
هزة عنيفة أصابته بقوة… بل صاعقة صدمته حتى شعر بعدم قدرته على الحركة كأن أعضائه شُلت بالكامل
ظل واقفا فترة ثم خطى بخطوات متعثرة حتى… وصل لسيارته… ويكاد يرى أمامه من حديثها الذي شق قلبه لنصفين…
قاد سيارته بسرعة جنونية ولم يرى سوى صورتها.. صوتها.. قربها ذات يوم من عز تذكر ضمه لها يوم نتيجتها وخروجهما ذكرياته أطاحت بعقله بل جسده بالكامل…
وصل لمنزله وهو يشعر بغصة بحلقه تشعره بصعوبة التنفس … جلس بالحديقة وضربات قلبه تكاد تخرج من صدره من كم آلامه وحزنه
❈-❈-❈
وصلا كلا من غِنى وبيجاد إلى قسم الشرطة الذي يعمل به جواد
تتحرك بجواره ودقاتها كمعزوفة موسيقيه فهي ستراه مرة آخرى بعدما حاولت منذ أسبوع الوصول إليه ولم تصل الإ عن طريق ذاك المتمرد التي اعتقدته يمتاز بالغباء
أما هو أعجب بفكرتها التي تضع كثيرا من النقط على الحروف
ماذا سيفعل عمو جواد عندما يراها أمامه
هذا مافكر به بيجاد غافلا عن تورد
وجنتيها عندما وجدته يقف بهيئته التي جذبتها لحد الجنون… مما جعلها تسرع إليه وتلقي بنفسها داخل أحضانه
ماذا ستفعل ياجواد بعدما تلتقي بها مرة اخرى
” كُنتُ أضع أحلاما وأتخِيِلها عليّ ابتساماتها …
كنتُ أعلمُ يقينا ..
أن تلك المتمردة العنيدة ..
تُخفى عشقا لغيري… كيف لي أن أعشق غيرك وعشقك سرمدا بوريدي
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تمرد عاشق الجزء الثاني)