رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم سيلا وليد
رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الجزء التاسع والثلاثون
رواية تمرد عاشق الجزء الثاني البارت التاسع والثلاثون
رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الحلقة التاسعة والثلاثون
ليس الحبيب بجمال حديثه في الهوي بل هو من حين تألمنا داوي واحتوي
ليتنا يا زوجتي حبيبان في صورة حتى لا تُسرق عيناكِ بعيدًا عني.
❈-❈-❈
وصل العروسين إلى المطار.. كان بيجاد بإنتظارهم هو وزوجته.. اتجه إليهم وانهى المطلوب بالمطار متجهين للطائرة الخاصة التي ستقتلع بهما حيث وجهتهم لقضاء شهر عسلهما
جلست غنى بالأمام مع زوجها
وبالخلف جلس العروسين.. دنت غنى من بيجاد وهمست إليه:
– عارف لو حصل حاجة لبيبي هعمل فيك إيه
جذبها من عنقها وطبع قبلة سريعة بجانب شفتيها واجابها
– متخافيش ياعمري.. هو مش إنتِ كنتِ موجودة وسمعت الدكتورة قالت إيه.. يعني كل حاجة تمام.. واتكلمنا كتير ياغنى لو ربنا أراد يجي هيجي..
تذكرت قبل قليل قبل إنتهاء حفل الزفاف بدقائق.. سحبها من يديها واستقل سيارته
– بيجاد هنروح فين
– فيه مشوار كنت مأجله لكن جه الوقت اللي لازم اطمنك وأطمن قلبي حبيبتي
قطبت حاجبيها
– مش فاهمة يابيجاد قصدك
هز رأسه وتحدث
– اهدي ياحبي شوية وهنوصل… بعد قليل وصل امام عيادة الطبيبة النسائية
دلفت للطبيبة وهي تتشابك بيديه.. ابتسمت بسعادة وأردفت
-حبيبي جايبنا نطمن على البيبي
حاوط اكتافها وهو يشير للممرضة وتحدث
– قولي للدكتور بيجاد المنشاوي برة
توقفت غنى امامه وأردفت متسائلة
– ينفع كدا يابيجاد.. تجيب الدكتورة في الوقت دا يامفتري
ضم وجهها وتحدث
– طيب أعمل ايه ياحبي عايز اطمن عليكِ.. بابا عملي مفاجأة النهاردة.. بطيارة تاخد العقل.. وطلب مني أسافر بالعرسان وطبعا قلبي مش مطوعني أسيبك لوحدك.. وكمان العيال دول يشهيصوا وأحنا لا
لكزته وتحرتك للداخل بعدما سمحت الممرضة
تسطحت على الفراش الخاص بالكشف.. ساعدها بيجاد في النوم.. نهضت الطبيبة وقامت بفحصها
ابتسمت الطبيبة واردفت
– الحمدلله كل حاجه تمام.. وداخلنا في الرابع مدام غنى
نظرت بعيونها السعيدة لزوجها الذي يحتضن كفيها بيديه.. فتحدثت الطبيبة
– عايزين تعرفوا نوع الجنين قالتها عندما قامت بتشغيل نبضات قلبه التي أصمت اذانهم
وقف بيجاد ينظر لصورة ولده ودموعه انسدلت على خديه… دموع الفرحة.. ضغط على كف غنى وهو يبتسم عندما وجد حركاته بداخل بطنها.. فنظر للطبيبة وتسائل
– هو ولد ولا بنت
أطفأت الطبيبة الجهاز ونظرت إليهما
– ولد ان شاء الله هتسموه ايه
امال لزوجته وقبل جبينها وأردف
– مامته اللي هتسميه
خرجت من شرودها عندما رفع ذقنها يلمس وجنتيها بأبهامه
– فكري في الأجازة اللي هنعملها.. يرضيكي يعني اوس وجاسر يقضو شهر عسل وأنا لا.. طيب والله انا مستعجل اكتر منهم.. وعايز اعمله هنا في الطيارة
قالها غامزا بطرف عينيه
لكزته بجنبه ونظرت خلفها على اخوتها
– احترم نفسك يابيجاد.. احنا مش لوحدنا.. ممكن حد يدخل علينا.. لو ملمتش نفسك هروح اقعد معاهم
جذبها من خصرها حتى قربها إليه
– نامي هنا في حضني لحد مانوصل.. اصل شوشو عامل الغلط معايا.. وانتِ عارفة ياحبي اموت في الغلط
نظرت حولها في الطائرة
مقولتليش إيه موضوع الطيارة دي
قام بتحريك مشغل الطائرة لأقلاعها.. ثم اتجه بنظره وأجابها
– ريو باشا بيغريني علشان استلم شغل المجموعات دا.. وأنا ماليش فيه.. انا عامل زي الطائر مبحبش أقعد في مكان
امسكت كفيه وضمته
– حبيبي مش إنت وعدتني انك هتعمل شركة سياحة ليه رجعت في كلامات
زفر بحزنا ينظر لعيناها واردف
– هعمل كدا أكيد لكن مش دلوقتي.. أطمن عليكِ الأول وتولدي.. وبعدها ربك يسهل
رفعت كفيها على وجنتيه وأردفت بصوتا مفعم بحبه وحده
– باباك اولى بيك يابيجاد.. حرام تسيبه وتعمل نفسك وهو محتاجك.. هو مكنش بيربي ويتعب علشان في الأخر كل واحد يمشي على كيفه.. اقتربت وهمست اليه
– علشان وقت ماتحتاج لأبنك تلاقيه.. اللي هتعمله هتلاقيه حبيبي
ماكان منه إلا ان يلتقط ثغرها المغري امامه بقوة… بالخلف خرجت المضيفة التي تعمل بالطائرة.. بقالب من الكيك يخص إحتفالهم
ابتسمت اليهم
– دي هدية مننا للعروسين الحلوين.. نتمنى السعادة.. ورحلة موفقة بإذن الله
وقف عز وجاسر يتناولون منها الكعكة الخاصة بهما.. ثم جلس كلا منهما لزوجته
رفع جاسر حجاب زوجته وازاله بالكامل.. مع ترك حجاب خفيف يغطي خصلاتها فقط.. ضم وجهها بين راحتيه
– خدي راحتك حبيبي.. لو عايزة تفكي الحجاب كله.. فكيه.. متخافيش اوس عمره ماهيدخل هنا
قامت بإزالة حجابها بالكامل.. فانسدلت خصلاتها الشقراء المموجة بعشوائية على وجهه وظهرها ولكن تشابكت بسحاب فستانها
– جاسر شوفها كدا شبكت بالسوستة
حمحم جاسر وهرب ببصره للبعيد عندما وجدها كالفتنة التي تغزو دواخله.. فاشتعل جسده وتمنى قربها بتلك اللحظة
بسط اصابعه وأزال ثم نهض سريعا متجها لبيجاد بالأمام
عند اوس وياسمينا
كانت تغفو فوق كتفه وهو يحاوطها بذراعيه ود لو يدخلها بالكامل داخل صدره.. نظر لعيناها المنغلقة فابتسم بخفوت عندما تخيلها بعد ماسيفعله بها
لمس بإبهامه وجنتيها ثم دنى يقبلها عندما شعر بملمسها تحت اصبعه
رمشت بأهدابها الكثيفة.. ثم رفعت نظرها لعيناه وهي مازالت نائمة على كتفه
– بتنفرد بيا وأنا نايمة ياباشمهندس
اطلق ضحكة خافتة ثم امال برأسه والتقط ثغرها بقبلة شغوفة مطولة
– حبيبي انا لو عايز انفرد صدقيني مش هتفضلي نايمة مرتاحة كدا
لكزته بكتفه وابتسمت قائلة
– بس بقى قولتلك بلاش قلة ادبك دي
اعتدلت بجلستها.. مد يديها ومرر اصبعه على شفتيها
– الحمدلله الروج ثابت مش بيتمسح كنا زمانا اتفضحنا
وضعت رأسها بصدره وحاوطت خصره بذراعيها
– ربنا يخليك ليا ياأوس يارب ويرزقنا بالسعادة
طبع قبلة فوق خصلاتها
– ويبارك لي فيك ياحبيبة أوس
❈-❈-❈
عند جنى وعز
خرج عز وجنى بعد حفل الزفاف يجلسون على شاطئ النيل.. حاوطها عز بذراعيه وضم رأسها لحضنه
– ايه اللي حصل ياجنى.. شايفك طول الفرح ودموعك محبوسة في عينيكِ ياقلبي..
رفع ذقتها بإبهامه ونظر داخل مقلتيها وتحدث بإبانة:
– عارفة لو مش عارف أصل علاقتك بجاسر.. كنت قولت إنك بتحبيه.. نظراتك النهارده بتقولي حاجات كتيره.. أوعي تخيبي نظرتي فيكِ
نزلت برأسها وضمته بقوة وهي تبكي بنشيج وتشهق بشهقات مرتفعة مما جعلها تضع كفيها على فمها
كور قبضته ضاغطا عليها حتى ابيضت مفاصله من شدة المه مما توصل من بكائها
تلعثم بالحديث وخرجت الحروف من بين شفتيه غير منسقة وكأن احدهم القاه بحجرا ثقيلا فوق راسه.. أغمض جفنيه بألما واعدل وضعية جلوسها.. يضم وجهها بين كفيه وتحدث بصوتا متحشرج حزين مانعا بكائه
– اوعي يكون فهمت صح ياجنى.. أوعي.. قالها وهو يمسح على وجهه بعنف
شهقة خرجت من فمها وهي تضع يديها على وجهها.. هز رأسه رافضا ما وصل لعقله
– مستحيل ياجنى اللي فهمته مستحيل إزاي بتحبي جاسر ومن اسبوعين بس كنتِ زعلانة على جواد.. دا اسمه هبل
اوقفها وبدأ يهزها بعنف
– بتعيطي ليه.. قوليلي اني غبي ومبفهمش
ظلت تبكي بنشيج وشهقات نزلت على صدره تحرقه
ضم رأسها لحضنه وهو يردد
– ياربي اعمل إيه.. ياربي ساعدني
جلس وأجلسها بمقابلته يحتوي وجهها ثم اردف بهدوء رغم نيرانه التي تحترق داخله
– جنى بصيلي حبيبتي واحكيلي انتِ حاسة بإيه.. يعني لما بتشوفي جاسر ولما بتشوفي جواد.. بيكون احساسك إيه
نظرت بعيناها الباكية وأردفت
– عايزة أروح ياعز.. لو بتحبني صحيح روحني.. أنا تعبانة وعايزة أرتاح
سحب كما من الهواء عندما شعر بتألم رئتيه ثم زفره مرة واحدة ونهض يحتوي كفيها متجها للسيارة
استقلت السيارة بجواره وعاد لمنزله وأفكاره الذي اوقعت به بغيبات الجب
عند جواد وغزل
دفع باب المرحاض.. لحظة ذهول ادت إلى تصنم جسده مما رآه.. لحظات فقط كفيلة إنها تؤدي إلى توقف قلبه.. عندما رآها تبكي بشدة وتمسك بطنها وجسدها يغمره العرق.. صاعقة ضربت عقله عن التفكير عندما وجد الدماء بين ساقيها
اسرع إليها وكأنه فقد النطق للحظات
رفعها بين يديه
– غزل حبيبتي مالك.. إيه اللي حصل.. ايه الدم دا
رفعت وجهها الشاحب إليه وامسكت كفيه بكفيها المرتعش
– جواد وديني المستشفى.. هموت..
هز رأسه سريعا وحملها بين ذراعيه ورغم انتفاضة جسده إلا انه هرول لسيارته وكأنه جندي يسارع عدوه
ازدرد ريقه بصعوبة يستجمع الكلمات التي جفت على طرف لسانه عندما وجدها اغمضت عيناها
ضمها لأحضانه وكأنه يستمد القوة منها.. رآه حازم الذي كان عائدا مع ابنه من الخارج.. اسرع حازم عندما وجده بتلك الهيئة
توقف أمامه ينظر لغزل التي كأنها مغشيا عليها بين يديه
– فيه إيه ياجواد.. غزل مالها
– افتح عربيتي بسرعة ياحازم ولم يكمل حديثه عندما وجد جواد متحركا بسيارته متجها إليه
وضعها بهدوء بالمقعد الخلفي وجلس بجوارها يضمها لأحضانه
– بسرعة ياجواد.. خمس دقايق تكون بالمستشفى.. اتصرف..
أومأ رأسه بالموافقة.. وقاد سيارته بسرعة جنونية متخذا طريقا واحدا لمستشفى الألفي
ملس على وجهها وهو ينظر إليها بعينين مغروقتين بالدموع
– زوزو افتحي عيونك.. ياله حبيبي متخوفنيش عليكِ
رفعت كفيها بإنهاك وحاولت الحديث ولكنها لم تستطع.. قابلت ناظراته المتألمة بنظراتها المتأسفة.. همست بصوتا يكاد يسمع
– سامحني ياجواد
رفعها يضهما بقوة لصدره وكأنها ستفارقه
وتحدث قائلا
– مسامحك ياحبيبة جواد.. المهم خليكِ مع جواد لحد مانوصل
وضعت كفيه تحت رأسها وانسدلت عبرة بجانب جفنيها
– جواد أنا حامل..
تنهد بألما فهو قد أستمع لحديثها ورغم ذلك أرتجفت أوصاله من الخوف وابتلع ريقه بصعوبة وأردف
– عرفت ياحبيبة جواد.. متخافيش هنوصل المستشفى وهنطمن
❈-❈-❈
بعد قليل وصل للمستشفى
دلف سريعا لغرفة الكشف عند الطبيبة التي هاتفها وهو بالسيارة
جلس بالخارج ونيران مستعيرة تحرق صدره ودقات عنيفة تكاد توقف نبض قلبه من الخوف عليها.. ظل يزرع الردهة ذهابا وأيابا يتضرع للرحمن الرحيم ألا يصيبها مكروه
خرجت الممرضة تجرها على فراش متحرك خاص بالمرضى متجهة لغرفة العمليات
رآها اسرع إليها كانت غائبة عن الوعي.. لنقل كانت مخدرة لتجهيزها لعملية الأجهاض
توقف امام الطبيبة وهو يشير إليها
– ايه اللي بيحصل.. تحركت من امامه هروبا من نظراته التي لو تقتل لقتلتها واردفت
– لو سمحت ياجواد.. لو عايزني الحق مراتك لازم اعملها عملية اجهاض. لان الولد اجهض بالفعل… قالتها ثم تحركت سريعا لغرفة العمليات
عند نغم وريان
وصلا الأسكندرية متجهين لليخت.. ترجل من السيارة ثم استدار لزوجته وانزلها بهدوء… وقفت تبتسم على زوجها المجنون
معقولة ياريان جبتنا اليخت في الجو دا.. سحبها من كفيها وتحرك
– تعالي يانغمتي ماتخفيش هدفيكي
حاوطت ذراعيه وتحركت بهدوء بسبب ارتدائها لفستان طويل وحذاء بكعبا مرتفع
توقف فجأة ثم حملها بين يديه وهو يغمز إليها
– ايه هو احنا ماشين على قشر بيض ولا إيه.. دا لما نوصل اليخت النهار هيطلع
لكمته بصدره واضعة رأسها بصدره
– مش عايز تكبر ابدا.. دا إنت جد
قهقهه عليها ثم غمز بطرف عينيه
– هتشوفي الجد دا هيعمل فيكي ايه دلوقتي.. وصل لليخت وأنزلها بهدوء يمسح اليخت بعينيه ينظر للتجهيزات التي طلبها من أحد العاملين
حاوطت عنقه وتشبثت به ثم قالت بسعادة
– طول عمرك مابتنساش حاجة يابن المنشاوي
رفعها من خصرها حتى أصبحت بمستواه
– تفتكري انا ممكن أنسى اي حاجة تخص نغمة حياتي.. فاكرة ايه اللي حصل في اليخت دا طول السنين اللي فاتت
وضعت رأسها بصدره واجابته
– فاكرة كل لحظة مرينا بيها من خمسة وتلاتين سنة.. خرجت تنظر لعيناه التي تشابكت بزيتونتها واكملت
– فاكرة كل كلمة وكل حركة وكل لمسة من حبيب عمري طول السنين دي
امال برأسه يضعها بعنقها يستنشق رائحتها وتحدث
– وأنا فاكر إزاي كل يوم بيعدي بحبك فيه أكتر من اللي قبله
ظلا ينظرون لبعضهما حينما اتحدت قلوبهما فسحبها من كفيها متجها للطاولة المجهزة عليها المشروبات والمأكولات
واغاني ام كلثوم تصدح بالمكان
حاوط خصرها وسحبها ليرقص معها على أغنيته المفضلة
“إنت عمري”
عند ربى وعز
تجهزت ربى لزوجها فأصبحت كالعروس بليلة زفافها.. دلف ناكسا رأسه وقلبه يؤلمه على اخته التي لم يعد يعرف ماذا تريد
توقف ينظر للغرفة المجهزة والموسيقى الهادئة ورائحة العطور التي تملأ الجناح بأكمله.. خطت إليه وهي تنظر لعيناه
قابلها بحركاته.. نعم يريد أن ينسى همومه وجنيته الوحيدة القادرة على ذلك
وصلت أمامه وتسائلت
– جنى عاملة ايه ياحبيبي؟
نظر لشفتيها المطلية باللون الأحمر القاني ومنامة نومها التي باللون الأسود تظهر من جمال جسدها اكثر ماتخفيه.. فلون منامتها مع بياض بشرتها اعطتها هالة من الجمال لا يمتلكها سواها وحدها
جذبها بقوة حتى ارضطدمت بصدره العريض وأجابها
-جنى مين؟.. هز رأسه عندما رفعت حاجبها وأردفت بسخرية
– عندى كام جنى ياعز
– اه اه افتكرت.. جنى عظيمة.. عظيمة خالص
ضغطت على قدميه بكعيها حتى تنتشله من حالة سكره
– عز اتلم وقولي جنى عاملة ايه
جذبها رافعا حاجبه بشبه ابتسامة وهو ينزل برأسه يدفن وجهه بعنقها ويقبلة
– ربنا يصبرني عليكِ ياروبي.. قالها وهو على وضعه
اقشعر جسدها من أنفاسه على عنقها.. حاولت السيطرة بوقفتها
– “عز”همست بها ربى
رفع رأسه وتعلقت عيناه برماديتها
– قلبه وحياته كلها
– عايزة أجيب ولاد.. كفاية كدا.. إحنا داخلين على سنة.. ومتقوليش باباكِ اللي طلب نأجل.. انا عايزة حياتنا خاصة بينا.. وأنا هتحمل تربيتهم وهاخد بالي من مذاكرتي.. ضمت وجهه بين راحتيها
– حبيبي أنا بحبك اوي ونفسي يبقى عندنا أسرة
اختلج صدره ضربات عنيفة من حديثها ود لو يحطمها بداخله.. ضمها لأحضانه وهو يغمض عينيه متلذذا بقربها الضاني وعشقها اللامحدود إليه
همس بجوار اذنها
-تعرفي هموت وأجيب منك عيال.. نفسي في بنوتة زيك ونسميها قمر علشان واثق هتكون قمر زي مامتها
خرج ينظر لعيناها المنغلقه.. ياالله ماابدع خلقك بجمال زوجتي.. هذا مااردف به لنفسه
رفع كفيها يتخلل خصلاتها ويبعثرها بفوضيه وهو حاضن خصتيها بشفتيه.. قبلة أطاحت بكلا منهما ليدخل بها لعالمه وحده.. عالم ساحر مزين بعشقهما وضربات قلوبهما وهمساته الخاصة بها وحدها
بعد فترة استند بظهره على الفراش والسعادة تحتل كيانه بالكامل بعد قضاء ليلة من أجمل لياليه مع جنيته الصغيرة.. ليلة كان هو الأستاذ ليعلمها من فنون العشق مايجعلها تعشقه حد الجنون
نظر لشفتيها المتورمة وهي غافية تتوسد صدره.. وضع ابهمامه مماشعر بملمسهما الناعم الذي جعله يطالب بالكثير والكثير
عند بيجاد وغنى
وصل لأحدى الجزر بأيطاليا وتعد جزيرة كابري الواقعة على ساحل أمالفي في إيطاليا واحدة من أجمل الجزر في العالم، وواحدة من الجزر السياحية المثيرة بشدة للإعجاب… هبطت الطائرة بمكانها المخصص واتجهو لأماكنهم حيث حجز واحدا بهما شاليه قريب في جزيرة كابري
وقف بيجاد أمامهم.. طبعا كل واحد هيروح الشاليه بتاعه.. مش عايز أشوف وش حد فيكم إلا بعد تلاتين يوم بالظبط
توقف ينظر اليهم وتحدث
على فكرة الحزيرة دي حلوة
فيه مكان حلو اوي اسمه الكف الأزرق،
لو عايزين يعني تتجولوا الكهف دا عبارة عن كهف بحري يتوهج فيه ضوء الشمس لينعكس جواه لوناً أزرق خلاب، بيجيله المحليون والسائحون على متن قوارب صغيرة.
وبها جبل مونتي سولارو بالتلفريك علشان تشوفوا جمال جزيرة كابري من فوق خاصة وقت شروق الشمس بيخطف الأنظار، وفيه حدائق أغسطس المتوجة بالورود الحمراء المبهرة،
وممكن في اخر عسلكم ممكن أن تذهبوا إلى ساحة أومبيرتو الأول لتناولوا أشهى المأكولات الإيطالية والتجول بين الأسواق والمحلات التجارية.
تمام.. تمام.. جود لك.. قالها وهو يسحب غنى التي تودع اخوانها بعينيها
– الواد دا تنك وبارد اوي بيحسسنا انه مرشد سياحي.. قالها جاسر بسخرية
اطلق اوس ضحكة خافتة ناظرا لياسمينا
– ايه مش هنرتاح ولا ايه
اتجه كلا منهما لمركب تنقله لمكانه المخصص حيث يقع الشاليه بمكانا بعيدا عن الشاطئ.. مكانا يتوسطه المياة كالجزيرة
وصل جاسر ودلف بعدما سم الله وبدأ يتلوا آيات من الذكر الحكيم
رفع بصره لفيروز.. ادخلي حبيبي هنتعرف على المكان مع بعض.. أمسك كفيها وهو يتنقل بين الغرف.. كان يحتوي على غرفتين.. غرفة بالأسفل بحماما ومطبخ
وغرفة بالأعلى يتوسطها فراش دائري وبداخله حماما صغيرا
حمل حقائبهما متجها لغرفتهما بالاعلى
رفع بصره لفيروز التي تقف تفرك يديها
– غيري حبيبي علشان نصلي جماعة.. خدي راحتك وأنا هنزل تحت
أومأت برأسها متجهة لمرحاضها.. خلعت فستانها وخرجت بعد دقائق معدودة.. متجهة للأسفل مردتية إسادلها تبحث عنه وجدته يجلس ينتظرها.. نهض واتجه ليقيما اول شيئا بحياتهما وهو اللجوء للرحمن الرحيم..
بعد قليل انتهى من صلاتهما.. جلس على السجادة بمقابلتها ورفع ذقنها يتلو دعاء الزواج
– فيروز قبل مانبدأ حياتنا عايزك توعديني إنك دايما تثقي في حبي لك.. واوعي في يوم تبعدي عني.. حتى لو جيت في يوم عليكِ وأنا صدقيني هحاول أرضي ربنا فيكي واتأكدي أنا بحبك بجنون وعمري ماهزعلك.
سحب نفسا ونظر لفيروزتها وأكمل
– حياتنا متخرجش لبرة حتى لو لأمي نفسها.. تعبتي ترجعي لحضني وأنا هدوايكي.. زعلتي ترجعي لحضني برضو وأنا هراضيك
اومأت برأسها دون حديث.. نهض واقفا.. محاولا السيطرة على مشاعره من برائتها التي زادت بإرتدائها اسدالها
انحنى يحملها متجها لغرفتهما بلأعلى ودقات قلبه تتسارع قبل خطواته
دلف للداخل وأنزلها بهدوء كقطعة أثرية يخاف عليها من الخدش
❈-❈-❈
ضم وجهها بين كفيه ينظر لفيروتها
– تعرفي بحبك أد إيه.. هزت رأسها بالموافقة.. أمال بجسده يهمس بجوار أذنها
– لا بلاش الصم والبكم النهاردة.. النهاردة هنسطر أول حرف في ملحمة عشق الجاسر.. رفع رأسه يحاوطها بنظراته.. تعرفي يعني إيه عشق الجاسر.. قالها وهو ينظر لشفتيها المهتزة المغرية التي تشبه حبة التوت ولأول مرة يحتضنها بشفتيه
قبلة أعادت دقاتها التي تصخب بصدره.. شعرت بدوار يضرب جسدها من قبلته الهالكة التي جعلت جسدها كالهلام.. كانت شفتيه تعزف لحنا على شفتيها لتخبرها أنها عشقه وليس سواه.. فحبها تغلغل لكيانه وبعثره بالكامل
لم تشعر بنفسها إلا وهي ترفع ذراعيها وتحاوط عنقه.. آهة خرجت من شفتيها من إحساس عميق تسرب لأوردتها وهزة عنيفة اجتاحت كيانها.. تحركت يديه يزيل عنها إسدالها رافعا نظره لمنامته التي باللون الأبيض تخصص لتلك الليالي.. هنا فقد السيطرة كاملة على نفسها.. فانتقل بيديه يعزف بأصابعه على جسده لتصبح بعد ذلك تحت وطأة عشقه.. فادخلها بمهارة المايسترو لعالم ساحر وجديدا عليها استحوز عليها كاملا فتحولت من حبيبة عاشقة لزوجة متيمة بعدما انهى ملحمة عشقه الأول لتصبح زوجته قولا وفعلا
عند اوس وياسمينا
توقفت على باب المرحاض وهي تناديه
– اوس.. تعالى ساعديني مش عارف اخلع الفستان.. ابتسامة لاعوب ظهرت على وجهه وهو يتجه إليها
– عارف ياحبيتي انك مش هتعرفي تخليعه لوحدك… هو انا غبي لدرجادي
نظرت إليه غاضبة ولكمته بمعدته
– يعني بتعترف جايبلي فستان معقد علشان حضرتك تتلاعب بيا
جذبها لأحضانه وهمس امام شفتيها
– لا علشان اسجل بقلبي وعيوني أول حاجة أشوفها من مراتي
انزلت ببصرها خجلا من تلميحاته
– لو سمحت ياأوس.. بلاش كلامك دا.. ممكن تساعدني بقى
أدار جسدها فحالتها لم تقودها للجدال
فك زر فستانها ببطئ وأنامله تتلامس ظهرها أغمضت عيناها تحاول السيطرة على ملمس أنامله على جسدها حينما أشعرها بماس كهربي يسري بعمودها الفقري
انهى أخر زر وهي تتماسك بفستانها بكل قوتها حتى لا يسقط وتصبح عارية أمانه
هرولت بساقين هلامتين للمرحاض ودقات قلبها تتقاذف بقوة
مسح على وجهه واتجه لمرحاضه عله يطفئ لهيبه الذي اشعلته تلك الجنية
وصلت ياسمينا بعد قليل وهي ترتدي اسدالها وأقاما صلاتهما بخشوع تاما وبعد انتهائهما.. نهض أوس ثم انحنى وحملها دون حديثا متجها لغرفتهما
وصل لغرفتهما وأنزلها بهدوء ومازال محاوط جسدها ينظر لعيناها المهلكة ثم أردف دعائه
ابتسامة جذابه خرجت من بين شفتيه وهو ينظر لعيناها المنغلقة وشفتيها المرتجفة وحمرة وجنتيها.. دنى يهمس اليها
– افتحي عينك ياسمنتي.. خايف اكلك بقطمة واحدة.. فحاولي تدافعي عن نفسك ياقلبي
اهتز جسدها بالكامل بين يديه وهربت بعينيها التي ظهر الخوف عليهما وتحجرت الدموع بهما
ضمها بحنان عندما وجدها بتلك الحالة وهو يردف
– بهزر حبيبتي.. أهدي ياعمري
رفعت رأسها تنظر إليه
– أوس احلف مش هتخوفني.. ضمها رافعها من خصرها متجها للفراش.. جلس وأجلسها بأحضانه يربت على ظهرها
– خايفة من حبيبك ياياسمينا.. قالها عندما
وجد نظرات الخوف بعينيها
ضمت نفسها لأحضانه وهي تهز رأسها بالرفض
– لا ياحبيبي.. انا بحبك أوي أوي.. لكن معرفش خايفة ليه.. جلس يمسد على خصلاتها ويداعبها بكلماته العاشقة واصابعه التي كانت تتحرك بحرية تامة ناسية خوفها منه حينما امتعها بكلامه المعسول ولمساته المهلكة.. .. وهاهنا روحه تصدر ألحانا وقلبه يعزف ترانيمه عندما اوصلها لمرحلة هو حبيبها عشقها متيم قلبها.. هو وحده ومابعده لايجوز.. لتصبح زوجته قولا وفعلا
عند غزل وجواد
خرجت غزل من غرفة العمليات.. متجه لغرفتها.. جلس جواد بجوارها على الفراش يضمها لصدره برعاية تامة.. وعبراته تنذرف بقوة كأنها ذهبت للموت
انحنى يطبع قبلة على وجنتيها
– كدا ياغزل.. هان عليكِ حبيبك توجعي قلبه عليكي كدا.. طيب انا مش قادر اتنفس وأنا شايفك كدا.. افتحي عيونك الجميلة دي علشان روحي ترجعلي.. روحي هربت مني ياغزل
قالها وهو يضمها بقوة لصدره.. استمع لطرقات على باب الغرفة.. ادخل قالها بصوتا متقطع فهو طلب من الممرضة عدم دخول احدا للغرفة سوى الطبيبة فقط
دلفت الممرضة تفحصها ثم تحدثت
– فيه واحدة أسمها مليكة وحازم برة.. جم من فترة لكن رفضت أدخلهم بناء على تعليمات حضرتك
اتجه بنظره للتي تسكن روحه قبل احضانه
وتحدث
– خليهم يدخلوا.. دلفا كلا من مليكة التي أسرعت تجلس بجوار أخيها تسأله بلهفة
– مال غزل ياجواد.. جواد وحازم قالولي عملت عملية
قلبه بدأ يصفعه بقوة على ماصار لها دون علمه.. نظر إليها وتحدث
– كانت حامل وسقطت يامليكة.. بس تعبت اوي
وضعت كفيها على فمها من هول مااستمعت له.. اغمض عيناه بألما ظننا منه أنها تعرف.. إنت مكنتش تعرف ياجواد ولا ايه.. عمرك ماخبيت حاجة عني
زاغت عيناه وتنهد بحزن وهو يهز رأسه بالرفض
هزت رأسها متفهمه وضعه..
نهض بعدما وضعها على الفراش وأعدل من نومتها ثم نظر لأخته وتحدث بصوتا حزينا
– خلي بالك منها.. هشوف الدكتورة وراجعلك
أومأت بالموافقة ثم تحرك مغادرا متجها لغرفة الطبيبة التي دفع بابها ودلف لداخل بعنفا وهو يناظرها بغضب
❈-❈-❈
جلس أمامها وملامحه مضجرة بحمرة الغضب والألم معا
– سامعك.. قالها جواد بفتور
تطرقت عيناها ارضا من حالته وأردفت بهدوء
– قبل كل حاجة عايزة أعرفك.. غزل عملت كدا علشان حالتك دي.. فلو سمحت ممكن تهدى علشان نعرف نتكلم
توقف ينظر إليها ونيران جحيمه تخرج من عيناه.. طاح بيديه كل ماقابله على سطح مكتبها وصاح بقهر
– اهدى.. بعد اللي حصل اهدى.. دا أنا امنتك على مراتي
دنى منها والقهر والوجع يخرج من عيناه
وضعت كفيها أمامها
– جواد غزل عندها القلب.. والبيبي نزل لوحده والله محدش ادخل.. احمد ربنا انه نزل
هزة عنيفة أصابت جسده.. ورجفة تسللت لقلبه ادت به لعدم اتزان وقوفه.. فجلس عندما شعر بانهيار عالمه وكأن بساط الأرض انسحب من تحت قدميه ولم يشعر بسوى الحرمان الفقدان.. نظر إليها بعينان زاغتين بكل الأتجاهات وهو يتمتم كالمعتوه
– انتِ مجنونة.. شكلك مجنونة ولا غلطانة
اقتربت بخطواتها وسحبت كرسيا وجلست بمقابلته وتحدثت بإبانة
– شوفت صدمتك عملت فيك إيه علشان كدا غزل خبت عليك.. قالتلي مش حمل أشوف وجعي بعينه
نظر إليها بذهول وكأنها صدمته بحجرا ثقيلا لصدره فتحطم قلبه لأشلاء
وقف متخبطا وبلسان ثقيلا وشفتين مرتعشتين
– هي عاملة إيه دلوقتي.. أهم حاجة الحمل دا أثر عليها ولا إيه
ربتت على كتفه وتحدثت
– هي كويسة صدقني وربنا رحيم بيكم.. علشان كدا الولد نزل.. هو اه بقاله شهرين ونص.. لكن الحمد لله مفيش مضاعفات.. نزل في الوقت المناسب
خرج بساقين لم تقو على حملانه وشعور بضعف الدنيا يحتل كيانه.. جلس بخارج الغرفة.. يضع رأسه بين كفيه وعبراته غسلت وجنتيه كما تغسل الأمراض ذنوبنا
نهض بعد فترة متجها للغرفة.. قابله حازم عندما لاحظ تأخره.. نظر لحالته المبعثرة
وقف امامه
– جواد مالك ايه اللي حصل.. غزل فيها حاجه
هز رأسه بالنفي
– لا هي كويسة.. خد مراتك وروح علشان ربى متاخدش بالها وبلاش حد يعرف أكد على جواد.. ولما تخلص المحلول هرجع بيها على طول
هز رأسه بالموافقة عندما وجد حالته لا تسمح بالنقاش.. دلف بقلبا يرتعش عندما وجدها تتسطح على الفراش لا حول لها ولا قوة.. جثى بركبتيه أمامها.. يدفن وجهه بصدره وبكى كأنه لم يبك من قبل
ظل يبكي إلى أن شعر دموعه جفت.. رفعت كفيها الموصولة بالمحلول ووضعتها على خصلاتها تهمس بإسمه
– “جواد” رفع نظره إليها بعيناه الباكية
أجابها بهمسا:
– روح جواد وحياته ياغزالة قلبي.. مسحت وجهها بكفيه ثم تحدثت بوهن
– زعلان علشان ابنك.. زعلان إني خبيت عليك.. آسفة محبتش أعلقك وأنا عارفة إن الحمل في السن دا بيكون خطر ومبيكملش
سامح غزالتك ياروح غزالتك
ضم وجهها بين كفيه وهمس إليها
– تعرفي قلبي مش مطوعني إني اعاقبك على كدا.. قلبي وجعني أوي يازوزو
وضعت كفيها محل نبض قلبه
– سلامة قلبك ياحبيب غزل.. انزلقت دمعة غائرة على وجنتيه.. أزالتها بإبهامها
– طيب ليه الدموع دي.. كدا هتزعلني منك
جذبها لأحضانه بقوة
– فداكي جواد وحياته كلها ياأول نبض لقلبي.. فداكي حياتي كلها ياأجمل حاجة حصلت لي.. افتكري دايما ياغزالتي أني مستعد أضحي بنفسي ولا أشوف نظرة حزن في عينك
نهض يحملها بين ذراعيه وهو ينظر لمقلتيها
– دلوقتي هنسافر لبعيد محدش يزعجنا أنا وانتِ وبس
لمست وجهه واردفت مبتسمة
– هحبك أكتر من كدا إيه