رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سيلا وليد
رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الجزء التاسع والعشرون
رواية تمرد عاشق الجزء الثاني البارت التاسع والعشرون
رواية تمرد عاشق الجزء الثاني الحلقة التاسعة والعشرون
. بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
إنك لا تختار حين تحب
ولا تحب حين تختار.. وإننا مع القضاء والقدر حين نولد وحين نحب وحين نموت.. وإذ يسألونك عن الحب قل هو إندفاع روح إلى روح.. وإذ يسألونك عن الروح قل هي من امر ربي
❈-❈-❈
في المزرعة
عند حياة
غفت مكانها وهي تتكأ بظهرها على الفراش وتضع إطار صورته بيدها… ارتجفت اوصاله من مظهرها.. أقترب بهدوء يطالعها للحظات.. ثم اتجه يجلس في المقعد بمقابلتها عله يشبع روحه من قربها.. حالة من الوحشة انتابته، أغمض عيناه بوجع عندما أوشك على البكاء.. هناك ضجيج بين قلبه وعقله.. كيف يغفر لها وكيف يتركها
ظل يراقبها بعيون مرتعشة وأنفاس تعلو بصدره من حين للأخر
اعدل رقبتها ودثرها بالفراش جيدا.. وجلس يمسد على خصلاتها المموجة..
ثم رجع يجلس بجوارها يتذكر أول يوم إلتقى بها
جالسا في مكتبه دلف إليه أحد الضباط.. ثم وضع صورتها أمامه وأردف:
– دي حياة العتال.. دكتورة في الجامعة عندها تمانية وعشرين سنة، كانت مخطوبة لواحد من رجال الأعمال بس سبته لما عرفت ان أعماله مشبوه.. علاقتها بأبوها مش جيدة.. بس أبوها بيخاف عليها جدا.. زي ماتقول كدا بيقول نور عينه، بيحبها أكتر من مدحت أخوها، آه هي دايما ضد تجار المخدرات والأثار وغيره.. هي دكتور في كلية الأعلام، جالها شغل في قنوات كتير بس كانت بترفض عشان علاقة رجال الأعمال بأبوها.. بتكتب مقالات بس في الجرنال، وكمان ليها شعبية كبيرة على التواصل الأجتماعي
أمسك باسم الصورة لعدة لحظات.. ثم أشار للضابط بالخروج بعدما ترك ملفها أمامه
ظل يقرأ معلوماتها بدقة.. ثم تراجع بظهره يفكر بشيئا
بعد عدة أيام.. دلف للجامعة بطلته الجذابة وطوله الفارغ.. يرتدي نظارته الشمسية.. يخطواته خطواته الواثقة كنجم هليود.. متحركا بجانبه غزل التي تقوم بندوة طبية في الجامعة عن تجنب العادات الخاطئة تجنبا من الأورام
ظل باسم يجوب المكان من تحت نظارته هو يعلم إنها تعشق هذه الأشياء والثقافات
وصلت حياة وجلست تستمع إلى محاضرة غزل.. بعد إنتهاء غزل اتجهت حياة إليها لكي تحيها.. وقف أمامها كسد منيع
– ابعدي ممكن تكلميها من بعيد
انكمشت ملامح وجه حياة بإمتعاض.. واقتربت متعمدة إغاظته
– متحسسنيش اني ملغمة نفسي بحزام ناسف.. توقف يدفعها بيده.. ثم رفع بصره للمسؤل عن حماية غزل
– وصل الدكتورة للعربية يامحسن.. قالها باسم وهو يطالع حياة بنظرات صقرية
تهكمت حياة ورفعت نظرها لغزل التي تتحدث مع عميد الجامعة وهي تتحرك بجواره ولم تكن على دراية بما يحدث بين باسم وحياة..
قاطع وصلة الغضب بينهما دلوف أحد الأشخاص يجذب حياة بعنف
– مبترديش عليا ليه.. جذبت يدها بقوة تنظر حولها وهي ترى البعض يحاصرها ثم أشارت بسابتها
– إياك تتمادى معايا.. متستهبلش، قالتها وخرجت متحركة لسيارتها.. أسرع المدعو خطيبها السابق خلفها.. يجذبها بعنف.. ولكن باسم توقف أمامه ودفعه بقوة:
– مش عيب تتعرض لبنت في وسط الزحمة دي.. وكمان رافضة الكلام معاك
اتجهت حياة إليهما بعدما وجدت تشاجرهما.. كزت على فكيها اغتياظا وهي ترمق باسم بنظرات نارية:
– خلاص ياحضرة العقيد متشكرة لحضرتك
رفع حاجبه بسخرية مردفا بزهو:
– لا والجميلة بتلقط كويس وعندها حس سمعي وقوة ملاحظة
ارتسمت بسمة سخرية ثم أردفت
– لا دا أنا اللي مستغربة إزاي حضرتك ضابط ومتسيب كدا
ارتفعت انظاره لأعلى على اثر ضحكتها الرقيقة التي انطلقت وهي تشير على من حوله من ضبطة أمنية
عض على شفتيه السفلية بغل يود لو يضعها بين فكي أنيابه ومن حسن حظها تحركت بسيارتها وهي ترفع يدها تلوح
– فرصة سعيدة ياحضرة العقيد.. وعلى فكرة هعرف اعمل حوار صحفي مع د. غزل الالفي.. تشاووو
خرج من شروده عندما استمع لتأوها وهي تغفو بعمق وتضع يدها بين أحشائها.. فتحت جفنيها وجدته يجلس بجوارها
توقف يضع يده بجيب بنطاله ينظر من النافذة على سقوط الأمطار.. ثم تحدث وهو يواليها بظهره
– محدش قالك يامحترمة انك مينفعش تدخلي اوضة عازب.. ولا إنتوا معندكوش أخلاق
اعتدلت ثم نهضت متجه إليه تقف بجواره وتحدثت بصوتاً خافض:
– عارفة إنك زعلان مني.. وليك حق تزعل وتموتني كمان.. صدقني أنا كنت مضايقة منك في الأول، لكن بعد ماقربت منك وحسيت بحنيتك مقدرتش أكرهك رغم اللي عملته فيا
ضيق عينه وتحدث:
– عملته فيكي؟
على ماأعتقد يامدام أنا بعد كتب الكتاب حكت لك كل حاجة.. وجيت وفهمتك طبيعة علاقتنا.. وحضرتك مشيتي ورجعتي تاني، بس جيتي بلعبة خبيثة حبيتي تأذيني في أقرب الأشخاص
رفع سيجاره وقام بنفثها بوجهها ثم أكمل
– بس الحق مش عليكي الحق عليا اني فكرتك زوجة مش هتاخد ضعف جوزها عشان تتلاعب بيه
اقترب ينظر لمقلتيها ثم تحدث وهو يشير على بطنها
– وثقتِ في الغُرب وكانت النتيجة إنك تضيعي ابني.. ثم رفع سبابته وأكمل:
– أوعي تفكري هصدق كلامك الأهبل وموضوع التهديد.. حيااااة لو عايزة تتخلصي من كل اللي حواليكي كنتي اتخلصتي منهم كلهم بس انتِ عايزة تنتقي من باسم عشان خلاكي تعشقيه
رفع كفيه على خصلاته وأردف بصوتا حزين
– منكرش أني أخدتك عشان انتقم من ابوكي اللي حرق قلوبنا كلنا من تلاتين سنة وهو بيحاربنا.. بس دا في الاول وزي ماقولتلك قبل كدا مجرد ماكتبتك على أسمي مقدرتش أذيكي وكل اللي كنت بعمله فيكي كان رد فعل طبيعي بعد ما طلعت أسرار شغلنا برة
كسا الوجوم ملامحه وأكمل:
– مفكرتيش في سمعة جوزك وانه يوقف قدامهم بموضع الأتهام وإنه خاين.. لولا جواد كنت زماني خرجت من وظفتي بفضيحة تلاحق ولادي طول عمرهم..
ترقرق الدمع بعيناه وأكمل
-ورغم كدا مقدرتش تبعدي عني لأني حبيتك بجد.. عارف إني ظلمتك بالسن اللي بينا، بس ياما فيه بينهم سنين كتيرة وعايشين مبسوطين ومتنسيش أنتي اللي اصرتيي على جوازنا..
دار حولها ومازال يدخن بشراسة ثم أكمل
– فكرتك هتكوني زي غزل وتعرفي تحتويني وأحتويكي ونكمل حياتنا.. لكن كنت بحلم.. اللي بينك وبين غزل زي اللي بين المية والنار.. مختلفين تماما
أشار بيده وأكمل
– ايوة غزل بينهم اتناشر سنة بس لو شوفتيهم ماتقوليش حتى خمس سنين بسبب قوة الحب والترابط اللي بينهم..
ضرب بقبضته على صدره وأكمل
– معرفش إزاي قلبي غدر بيا وخلاني أحب واحدة أصغر مني بستاشر سنة.. مع إن مراتي كان بينا خمس سنين بس وكنت بعشقها.. توقف عن الحديث على ذكر زوجته الأخرى.. ثم تحرك متجها للباب
– مش عايز اشوفك تاني قدامي.. ومبروك عليكي فوزتي وكسرتي باسم وخدتي قلبه ودوستي عليه بجذمتك.. ياريت مشفش وشك تاني.. عندك حاجتك خدويها وكمان هبعتلك مؤخرك.. استدار ينظر إليها. واكمل
– شقة جاسر كتبتها بأسمك كمان.. لانحه كرهها مش عايز حاجة تفكره بست الحسن فيروز عروستك الدمية اللي كسرتينا بيها
❈-❈-❈
عند بيجاد وغنى
بعد ليلة تحسب من أقوى الليالي الرومانسية لقلوبهما.. فكانت عبارة عن معزوفة موسيقية كان العازف بها مشاعرهم وترابط قلوبهما.. ليلة تحسب من ألف ليلة وليلة.. ليلة تخط بأنفاسهما الشاعرية القريبة من بعضهما البعض.. ظل يجوب العشق لفترة ليست بالقليلة حتى غفى بيجاد يضع رأسه بعنقها يتلذذ برائحتها التي تفوح لرئتيه كالمسك..ثم ذهب بثبات عميق بعدما شعر بسعادة روحه وماتوصل إليه
وضعت أناملها الرقيقة تمسد خصلاته ودموعها تنذرف بصمت.. نعم تعشقة كعشق الروح للجسد.. أمالت برأسها تضع قُبلة على جبينه.. تسلطت عيناها على شفتيه وعيناه المغلقة.. ابتسمت بخفوت عندما وجدت هدوئه رغم ثورته الشاعرية التي كان عليها منذ قليل.. احمرت وجنتيها بحمرة الخجل من وقاحته التي تعمدها معها
لامست وجنتيه بحب ولكن تراجعت بجسدها عندما تذكرت حديث تاليا منذ يومين
كانت تجلس بحديقة منزلها بعدما رجعت من منزل ريان حينما علمت بأمر ابنه.. بعد ذهاب بيجاد تحركت تستنشق بعد النسيم المحمل بهواء البحر
جلست على الشيزلونج مغمضة العينين.. وصلت إليها العاملة وتحدثت قائلة:
– فيه واحدة برة عايزة تقابل حضرتك
اعتدلت ثم تسائلت
– مقلتش إسمها إيه؟
هزت العاملة رأسها بلا
نهضت متحركة متجهة إليها
تسمرت بمكانها عندما رأت تاليا تقف تنتظرها وتضم الولد لأحضانها
خطت بخطوات مهزوزة بعض الشئ إلى أن توقفت أمامها
لثوان كان الصمت يعم المكان يتنافى مع إرتجافة قلبها وهي تنظر لذاك الطفل الذي يبلغ من العمر سنة ونصف
رفعت بصرها لتاليا
– بيجاد مش موجود خرج من شوية
دنت تاليا بخطواتها ثم أردفت بهدوء رغم إشتعال نظرات غنى إليها
– أنا عارفة بيجاد مش موجود اتقابلنا عند عمو ريان من شوية.. أنا آسفة إني بزعجك، لكن كان لازم أجي لك
جلست غنى وأشارت إليها بالجلوس
– تشربي أيه؟
هزت رأسها رافضة.. أنا مش جاية اشرب
أنا جاية اتكلم معاكي شوية وهمشي قبل بيجاد مايجي ويضايقني زي ماعمل من شوية
لفت انتباه غنى جملتها الأخيرة فتسائلت
– وهو هيضايقك ليه.. أنا شايفة ان أفضل حل انكوا تعملوا تحليل DNA عشان ترتاحي ويرتاح هو كمان…
قالتها غنى بصوت مهزوز بعض الشئ..ربما يكون حديث زوجها صادق
اشفقت تاليا كثيرا عليها عندما رأت نبرة الحزن بعينيها فأردفت
– أنا مكنتش ناوية أرجع واهد حياته.. لكن مامتي اتوفت من تلات شهور وطبعا اختي اتجوزت في شقة ماما والدنيا قفلت معايا.. الولد بيكبر ومصاريفه بتكتر..
تنهدت بحزن ثم أكملت مستطردة
– مينفعش أبوه يكون مليونير وهو يكون محروم.. انا متابعة أخباره اول بأول وعرفت إنك كنتي مريضة لوكيميا.. وعرفت كمان فرصة انجابك ضعيفة غير إنها ممكن تكون منعدمة
أغمضت غِنى عيناها بألما وابتعلت غصة بجوفها بصعوبة عندما طعنتها بحديثها الذي شقها لنصفين
حمحمت تاليا معتذرة واكملت بأستبانة
– صدقيني مش قصدي خالص ازعلك.. أنا مستعدة اسيب الولد لأبوه وانتوا تربوه
انسدلت دموعها وأكملت
– مستعدة أتنازل عن أمومتي في حق إنه يكون في حضن ابوه ويراعيه.. لازم ياخد حنان ابوه.. أنا عاشرت بيجاد واعرف اد ايه هو حنين جدا ويستاهل يكون أعظم أب
أعتصرت غنى عيناها بقوة.. عندما شعرت بجمرات تحرق صدرها ودقات عنيفة تصفع قلبها من كلاماتها التي أدمتها
رفعت غنى عيناها وتحدتث بصوتا حزين
– المطلوب مني إيه وبيجاد مش معترف بالولد.. هو متأكد الولد مش ابنه اعذريني
أخرجت تاليا من حقيبتها كيسا صغيرا يوضع به بعض خصيلات من الشعر.. ومدت يديها لغنى
– دي عينة من الولد.. شعر، لو عايزة دم معنديش مانع.. هو لسة صغير زي ماانتِ شايفة.. جوزك عندك خدي عينة منه وحللي براحتك عندك معامل مصر كلها ولو ينفع تبعتيه برة معنديش مشكلة
رفعت يديها المرتعشة وتناولت منها الكيس
الذي أشعرها كأنها تقبض جمرة ملتهبة تحرق كل أعضائها عندما وجدث ثقة تاليا من نظراتها وحديثها أن الولد ماهو الا ابن زوجها
نهضت تاليا بعدما أدت مهمتها على اتم وجه ثم رفعت نظرها لغنى وتحدثت
– وزي ماقولت أنا مستعدة اضحي بسعادتي أني اتنازل عن ابني عشانه وكمان عشان بيجاد يستاهل يكون أب
قالتها وتحركت دون حديث آخر
توقفت غنى بخطوات متمهلة متعثرة متجه للشاطئ ولا تشعر بما حولها.. فقط دموعها التي تنسدل بقوة تغسل وجنتيها بحرقة
جثت على ركبتيها وآهة عالية خرجت من صدرها شقته لنصفين وهي تصرخ وتضم قبضتها لصدرها علها تهدئ من نيرانه المستعيرة.. ظلت فترة كما هي إلى أن وصل بيجاد إليها
– غنى قاعدة كدا ليه؟
ابتسمت تنظر للبحر تبتعد عن أنظاره ثم أجابته
– بشوف غروب الشمس.. بحب التحام الطبيعة اوي.. تعرف أنا قعدت معظم حياتي في تركيا ورغم مفيش فيها المظاهر الخلابة زي مصر.. بس كان لازم اروح الأماكن اللي فيها بحر واقعد فترات طويلة كدا عشان اشوف الغروب
جلس بجوارها يجذبها لأحضانه
– عارف الكلام دا.. قولتي لي حاجة زي كدا في مرة لما كنا في المزرعة.. عشان كدا حبيت اشتري لك بيت جنب البحر
اتجهت بنظرها إليه وابتسمت رغم عيناها الحزينة التي مازالت بها أثار الدموع:
– تعرف أنا بحبك أد إيه يابيجاد.. رغم إننا بقالنا فترة بسيطة متعرفين على بعض
رفع ذقنها يمسح وجنتيها بأنامله ثم تسائل بصوتا حزين ممزوج بالغضب
– كنتِ بتعيطي ياغنى.. طيب ليه؟
زفر بحزن وتحدث
– مش أحنا اتفقنا الدموع دي لما أموت
القت نفسها بأحضانه وبكت بنشيج
– بيجاد أنا بحبك أوي وعايزاك دايما سعيد حبيبي… أوعدني أنك تعيش سعيد
ضيق عيناه ونظر لمقلتيها:
– غِنى الولد مش ابني الكلام اللي سمعتيه امبارح مش صح.. خليكي واثقة في كلامي لو سمحتي.. والله الولد مش ابني
رفعت يدها تلمس خديه ثم أردفت
– اعمل التحليل
هب واقفا يصرخ بوجهها..
– الولد مش ابني عشان اعمل تحاليل.. جثى على ركبتيه وأردف
– والله مالمست حد قبلك.. انتِ كنتي جوايا عشان كدا ماأخدتش خطوة صريحة مع حد.. كل الموضوع شوية لقاءات وتليفونات.. مفيش تعمق في العلاقة
تنهدت بحزن ثم تسائلت
– انت حضنتها وبوستها مش دا كلامك يابيجاد
– بس مقربتش منها.. غنى مش تجنيني هو انتِ هتكوني عارفة اكتر مني.. تاليا كويسة منكرش بس مش اللي تخليني اتمادى واعمل علاقة في الحرام..أنا معرفش عملت كدا ليه دا اللي هيجنني
وليه جاية دلوقتي تقولي الولد ابنك.. معرفش هي عايزة توصل لأيه
ضم يديها وقبّلها ثم أردف:
– وحياتك عندي ياحبيبتي الولد مش ابني.. أنا اه عملت حاجات كتيره غلط بس متوصلش للزنا.. دي اكبر معصية.. ازاي اكون كدا
-انت شربت خمرة يابيجاد ودي برضو معصية وكبيرة من الكبائر
اخترقت كلاماتها أعماقه فأجابها حزينا:
– انا توبت ياغنى.. ودا كان كام مرة بس.. يعني مكنتش مدمن عليها ولاحاجة.. دول مرتين تلاتة.. يوم رأس السنة، ويوم توديع عذوبية صديق ليا.. هو أصر وقتها
والمرة التالتة إمتى يابيجاد… تسائلت بها غنى وهي تنظر لعيناه بقوة مش يمكن لما كنت معاها
إشتعل غضبه فاحتدت نظراته إليها:
– يوم ماوقفتي قدام أبوكي وقولتي إنك بتحبيه وعملتي قضية أنه اتحرش بيكي.. نسيتي ياهانم.. ولولا وجود جاسر وجواد يوميها صدقيني كنت هموتك
شعرت وكأن دلوا من الماء سقط فوق رأسها في تلك اللحظة فنظرت إليه
– أنا كنت مفكرة المشاعر دي مشاعر حب مكنتش أعرف إنها مشاعر أبوية ابدا وكنت متضاربة بينك وبين بابا
استنشقت بعض الهواء ثم زفرته بهدوء وهي تنظر للبحر
– لسة فاكر الموضوع دا.. وبعدين دا ميدكيش الحق انك تسكر يوميها وتضربني
جلس وفرد ساقيه ثم جذبها تجلس بأحضانه
– وقتها كنت هعمل حاجات تانية وحشة لو مضربتكيش ياغنايا صدقيني.. كنت عايز احط غضبي في أي حاجة.. والحمد لله ان الليلة عدت وعمو صهيب أنقذك من بين أيدي
خلع حجابها يقبل عنقها ثم أكمل بصوتا ممزوج مختلط بمشاعره الفياضة بعشقها
– كنتي مراتي وكان ممكن أعمل حاجات كتيرة بس خفت عليكي من نفسي.. محبتش أقرب منك وانتِ كرهاني
وضعت رأسها بعنقه وانسدلت دموعها بصمت كلما تذكرت ثقة تاليا.. وإنها سوف تتخذ قرارا تحرم منه للأبد… حملها ثم نهض متجها للمنزل وهو يتحدث
– ممكن تنسي اللي حصل.. وخلي عندك ثقة في حبيبك شوية
بعد فترة دلف بيجاد للمرحاض.. امسكت غنى هاتفها وقامت بالأتصال على والدها ثم قصت له ماصار
تنهد جواد بحزن فأردف قائلا:
– هبعتلك ياسين بكرة تديله العينات وهو هيتصرف عشان لو راقبتك انتِ او بيجاد.. ممكن يكون لعبة.. أنا واثق في بيجاد جدا ياغنى وخلينا ورا كلامه
بعد أسبوع من زيارة تاليا لغنى..ذات صباح وصل ريان بنتيجة التحليل التي شقت قلبها وجعلتها كصفور فقد اجنحته… ورغم ذلك انتظرت نتيجة التحليل التي ارسلتها لأحدى المعامل بالقاهرة..
مساء في ذلك اليوم الذي علمت من ريان بنتيجة التحليل.. أتصل جواد وأبلغها:
– النتيجة ايجابية ياغنى.. ورغم كدا بقولك بلاش تهور.. أنا هنزل لريان بكرة واتكلم واشوفهم ناوين على إيه
تنهد ثم صمت للحظات عندما استمع لشهقاتها المرتفعة بالهاتف
– مش هقدر يابابا.. مش هقدر أكون عائق في حياته ويكون عنده ولد ويتحرم منه
متعملش حاجة.. أنا لحد كدا ونصيبي خلص معاه.. بابا لو سمحت متضطرنيش أخد قرار بعيد عنك.. مش عايزة اوجع قلبك وقلب ماما
نظرت من النافذة لارتطدام امواج البحر ثم أردفت:
أنا لازم أفكر في حل يرضى الكل ومايوجعش قلبي.. بس أهم حل يابابا إني مستحيل أكون مراته مع واحدة تانية
شعر جواد بالحزن على ابنته الذي جعل قلبه مفطور عليها فتحدث قائلا:
– حبيبة قلبي ولد الزنا دا مش معترف بيه.. يعني كدا كدا بيجاد مينفعش ياخد الولد
وأنا هتكلم مع ريان
هزت رأسها رافضة حديث والدها وأجابته
– وأنا مستحيل اسرق فرحته ويكون عنده ولد يابابا.. هو يستاهل.. سبني شوية أتخذ قرار وهكلم حضرتك تاني
نهاية الفلاش
ابتسمت عندما استمعت لهمهمات زوجها
– غنايا نامي ياحبي هتفضلي تبصيلي كدا.. قالها عندما فتح عيناه نصف فتحة ثم ذهب بنومه مرة اخرى
أمالت برأسها تقبله:
– شوية حبيبي هشوف حاجة في الفون
استمعت لشعار رسالة لهاتفها
– غنى حبيبة قلبي عاملة إيه.. بكلمك فونك مش مجمع ليه
رفعت الهاتف برسالة وارسلت
– بابي أنا كويسة ولسة عند رأيي اللي قولته لماما.. لازم ابعد فترة عن الكل عشان أشوف هقدر اتأقلم مع حياتي من غير بيجاد ولا لا
ارسل والدها
– انا بعت العينة في مكان تاني ياغنى.. والنتيجة ايجابي.. يعني زي مالبنت قالت الولد ابن بيجاد.. ممكن يكون سكران زي ماهي فهمتنا ومش حس بحاجة
تلألأ الدمع بعيناها وهي تنظر إلي بيجاد بجوارها
– خلاص يابابا شوفلي مكان برة مصر استقر فيه
– مينفعش.. لازم بيجاد يعرف، هو كدا كدا هيوصلك.. متنسيش أنه طيار ومعارفه كتيرة وبسهولة هيوصل لمكانك غير طبعا ريان لو ادّخل هيجبك قبل مانوصل المكان
اغمضت عيناها علها تستتنشق كم من الأكسجين لرئتيها المتألمة.. ولكن كيف ورائحته تغلف المكان بالكامل غير أثاره التي مازالت على جسدها
نزلت بجسدها بعدما أرسلت لوالدها
– اصرف خلال ساعات.. هو هيسافر ويغيب يومين.. عايزة أمشي قبل مايرجع.. لو سمحت يابابا لو بتحبني بجد حاول تبعدني عنه.. لاني مش هقدر اشوفه قدامي كدا واحرمه من ابنه حتى لو معترفش بيه
وضعت رأسها بأحضانه تتمسح به كقطة أليفة..ثم اردفت
من عشقي ليك هتنازل على قلبي عشان اسعدك وأشوف السعادة في عينك..أنت تستاهل تكون أجمل أب..بحبك،قالتها ثم ذهبت بنوم عميق ولم تصحو إلا على حركة أنامله وقبلاته التي توزع على وجهها بالكامل
فتحت عيناه تنظر لصورته الخلابة وهو يوقظها كعادته بلمحات عشقه المتناثرة
مسد على وجنتيه ثم اردف بحب:
– النهارده ممكن اقولك صباحية مباركة عروستي الحلوة
وضعت رأسها بأحضانه خجلا من مغذى كلماته..ثم لكزته بكتفه
– عيب على فكرة متقولش كدا..إحنا داخلين على سنة جواز اهو وجاي تقولي صباحية مباركة..لو حد سمعك يقول ايه
قهقه عليها ثم أخرجها بهدوء
– تعرفي لو معنديش سفر بعد نص ساعة وكان المفروض أكون في المطار من ساعة اصلا كنت رديت على الناس اللي هتتكلم..المهم أنا صحيتك ليه ياترى.. أيوة عشان كدا..ثم رفعها متجها للمرحاض
لم تجادله ولم تتحدث معه..تركت له نفسها يعمل مايحلو له
بعد أكثر من ساعتين وصل جواد وياسين إليها
– قبل مانتحرك ياغنى..اللي بتعمليه غلط..أنا وافقتك عشان متعبش قلبك حبيبتي..لكن غلط،إنك تسبي جوزك وتمشي من غير مايعرف غلط..الولد بيحبك جدا..ممكن تقعدوا وتقولي له كل اللي حاسة بيه
توقفت أمام والدها وأردفت بجديه
– بابا أنا كان ممكن امشي من غير مااعرفكو..لكن محبتش اوجع قلوبكم عليا..ياريت تحترم قراري يابابا..أنا وبيجاد مننفعش نكمل..انا هفضل ست ناقصة في نظر نفسي قبله..جذبها جواد لصدره وتحدث بوجع
– إنتِ ست البنات كلهم ياحبيبة قلب ابوكي
رفعت بصرها لوالدها وتحدثت:
متنساش جوازنا جه إزاي،غير كمان موضوع ماسة اللي اكتشفته بالصدفة..
أمسكت بيد والدها وتحدثت
-بابا بيجاد حياته كانت هلس وكل شوية اكتشف حاجة..بلاش تعب لقلبي اكتر من كدا..هو هينساني مع الوقت ف لو سمحت يابابا انا كدا هكون أحسن..وهرتاح مش عايز بنتك ترتاح
ضمها مرة اخرى لصدره يربت على ظهرها عندما بكت بقوة..تدخل ياسين في الحديث
– طيب ياغنى هناخدك ياقلبي لمكان بعيد عشان تفكري وتاخدي قرارك بهدوء..بس لازم تعرفي جوزك عن قرارك دا..بلاش يتفاجئ
هزت رأسها رافضة وتحدثت
– مش هقدر..وكمان هو هيرفض خالص،بيجاد لو موجود مستحيل يخليني ابعد وممكن نأذي بعض
حمل ياسين حقيبتها وتحرك دون حديث
نظر جواد إليها وتحدث
– سبتيله رسالة ولا لا
اومأت موافقة وهي تنظر لأركان المنزل ودموعها تتساقط بقوة عندما تخيلته بكل مكان وماسيفعله عندما يعود..خرجت من أحضان والدها ولكنها توقفت فجأة وكأنه يناديها بصوته
– ” غنى أنا بحبك ماتمشيش” وضعت رأسها بأحضان والدها تبكي بنشيج
– هيسامحني يابابا
حاوطها والدها وهو يتنهد بحزن
– هيعاني كتير ياحبيبتي..ومش أي معاناة دا ممكن تكسريه ياغنى وميقدرش يلملم نفسه بعد كدا… إنت مش مجرد مراته وبس..حبيبته وبنته وكل حاجة..أنا شوفت في عينه حب يهد الدنيا كلها عشانه
رفع ذقنها ونظر لعيناها واردف بيقين
– اللي هتعمليه فيه هيموته ياغنى..عشان كدا بقولك بلاش..اقعدي اتفاهمي معاه
تحركت رافصة حديث والدها ثم تحدثت
– بابا لو سمحت متتعبش قلبي..متخلنيش اندم إني لجأتلك
استقلت السيارة بجوار والدها وهي تنظر لحديقة المنزل تشاهدها كوداع أخيرا
تحدث جواد حتى يخرجها من حالة حزنها
– عايز اقولك انتِ حطيتني كبش فدا لبيجو باشا هيبلعني ويقرقشني في قضمة واحدة كالاسد المفترس..
ابتسمت من بين دموعها واردفت
– بابا اوعى تزعله مهما يعمل..رفعت يدي والدها وقبلتها
– عشان خاطري اعذره..عارفة هيكون مجنون شوية بس هيهدى
ابتسم بسخرية وأجابها
– يهدى دا..وحياتك دا ممكن يولع في البيت..دا بتخيله زي الاسد المفترس اللي مكلش بقاله سنين
نظر ياسين من خلال مرآة السيارة وأردف
– ربنا يستر وميعملش جريمة ويخلي جاسر يتغابى
❈-❈-❈
عند عز وربى
دلف للداخل وجدها تقوم بوضع الطعام على طاولة دائرية تكفي لفردين.. كانت الغرفة تزين بأضواء بشموع خافتة ورائحة اللافندر التي تعبئ الغرفة.. ناهيك عن الموسيقى الرومانسية الهادئة.. وطلتها التي جعلته يتصنم للحظات ينظر لنجمها الساطع الذي جعل قلبة كعازف موسيقي منفرد بتلك الطلة
تحرك بهدوء رفعت بصرها عندما شعرت بوجوده.. كانت أضاءة الشمعة تضرب وجنتيها التي أنارت بحمرتها اللذيذة لعيناه
حاوط خصرها بذراعيه ثم نزل يدفن وجهه بتجويف عنقها.. وخرج أسمها من بين شفتيه بنبرة مثيرة خافتة
– “ربى” قالها بأعين مغمضة ونبضات عنيفة
إيه الجمال دا ياحبي.. كتير أوي على قلب حبيبك.. هتخليني أموت شهيد الحب.. إني أغرق.. أغرق في عشقك ياروح روحي
كانت كلماته رائعة مثيرة جعلتها تحبس أنفاسها.. مما أدى إلى أرتفاع دقات قلبها وزحف الخجل إلى وجنتيها وتلونه بحمرة قانية جعلتها كالتفاح الشهي
لم يشفق عز عليها.. رفع يديه يمرر أنامله على وجنتيها ثم نزل بشفتيه ملثمها بقبلة رقيقة جعلت ساقيها كالهلام.. سيطر الخجل عليها كليا وشعرت بقلبها على وشك أن يخرج من بين ضلوعها من شدة خفقانه… حتى أستندت بجسدها عليه
غمغم بصوتا مبحوح من كثرة مشاعره الذي شعر بها ورفعها من خصرها يدور بها وهو يشعر بسعادة تمتلكه عندما ضمت وجنتيه وأستمع لصوتها الرقيق
– زيزو حبيبتك جاهزة عايزة أعيش عمري كله وأنا في حضنك ومش مسمحولك تبعد عني
أنزلها بهدوء وهو مازال يحاوطها..
وحبيبك بيوعدك هيحاول على أد مايقدر يعيشك في جنة حبه
حاوطت عنقه ورفعت نفسها وهي تتحدث بدلال
– وأنا عارفة ومتأكدة من كدا.. عايزة أقول لحبيبي.. أن حضنه ليا هو الجنة في حد ذاتها.. انحبست أنفاسه انبهارا بها وبتلك اللحظة الذي تمناها طوال حياته.. لم يدعها تكمل حديثها.. ليحتل أسوارها بالكامل وينعم بجنتها للأبد
كان حنونا مراعيا لبرائتها ورقتها بشكل كبير.. فتلاحمت الأجساد مثلما تلاحمت القلوب.. حتى أكتمل الوصال بينهم.. انقضت ليلتهم الأولى وكل منهما يجازف ليثبت ليصل لقلب الآخر ويعانقه بقوة أشد.. بعد فترة من الأنفاس الهادرة
استلقى على ظهره بجوارها وجذبها لتتوسد حضنه وشعوره بالسعادة يعبأ صدره ويكمل روحه
نظر إليها وجدها قد غفت.. لا يعلم إنها غفت حقا أم إنها تهرب منه بخجلها.. ولكن كيف له أن ينام بهدوء بعد ماكان عليه من ثورة ومشاعر مفعمة بحبها.. مرر أنامله على وجهها بهدوء.. ابتسم تلقائيا لرؤيته آثار ليلتهما الأولى على شفتيها الحمروتان وعنقها المرمري الذي صك ملكيته عليه
ابتسم عندما تذكر خجلها منه عندما دخول ووجد طلتها الشهية كحبة الفراولة الطازجة التي وجب أكلها
بعد ساعات اشرقت خيوط الشمس بنور ربها
تململت في نومها وجدت نفسها محاطة بجسده من كل الجوانب..ذراعيه تضمها إلى صدره بقوة..وساقيه تحتجزها..دافنا وجهه في تجويف عنقها
حاولت الخروج من حصاره المتملك ولكنها لم تستطع.. مررت أناملها الرقيقة على وجنتيه تتذكر مافعله بها.. ابتسمت بخجل على زوجها المجنون بعشقه.. لم تكن تتوقعه بتلك الصورة… أيعقل هذا الشخص الذي كان يتغنى بعشقه بجنون.. هو نفسه الذي تربت على يديه
فتح نصف عيناه عندما شعر بحركاتها.. رفع ساقيه ليحررها ثم اعتدل يردف
– صباح الورد الجوري ياربى عز الألفي قولا وفعلا
وضعت رأسها في كتفه ولكمته
– عز بطل قلة أدب.. عرفت إني بقيت مراتك.. بطل كلام وعديني عايزة أخد شاور وقوم عشان نصلي جماعة
رفع حاجبه للأعلى والأسفل بشقاوة كالأطفال ثم أردف
– وحياتك بعد كدا كله هيكون جماعي.. مفيش حاجة غير جماعي دي وحطي عليها مليون خط
ضيقت عيناها وتسائلت:
– يعني إيه مش فاهمة؟
نهض سريعا ورفعها بين ذراعيه وأردف ضاحكا بصخب
– دلوقتي هعرفك أول حاجة جماعية
❈-❈-❈
في المزرعة عند باسم
جلست على الفراش تنظر بشرود بعد خروجه كالمطارد وحديثه الذي أذى روحها وعصر قلبها دون رحمة
تذكرت ذاك اليوم
– بعدما أغلقت الهاتف مع جواد.. شعرت بآلام شديدة في أسفل
في المزرعة عند باسم
جلست على الفراش تنظر بشرود بعد خروجه كالمطارد وحديثه الذي أذى روحها وعصر قلبها دون رحمة
تذكرت ذاك اليوم
– بعدما أغلقت الهاتف مع جواد.. شعرت بآلام شديدة في أسفل بطنها.. وضعت يدها تأن بوجع شديد.. وضعت كفيها على وجنة باسم واردفت ببكاء:
– حبيبي قوم أنقذ ابنك باسم بطني بتتقطع
لم يمر عشر دقائق واستمعت لصوت سيارة الأسعاف
دلف المسعفين سريعا.. ابتسمت بوجع.. اتجه احدهما ينظر لوضع باسم مردفا
– لسة عايش يادكتور.. ثم قام بالأتصال لتجهيز غرفة العمليات قائلا
– يوجد مصاب بطلق ناري بالصدر بالقرب من القلب.. رجاءاً إحضار اللازم
بينما حياة التي تعرق جسدها بالكامل وشعور بزهق روحها بالكامل تمتمت بخفوت عندما فحصها المسعف
– أنا حامل في آخر الشهر التالت.. انقذ ابني لو سمحت
حملها المسعفين سريعا بجانب زوجها..وتم عمل اللازم بعدما علم أن الطفل مازال ينبض
أفاقت بعد قليل.. وهي تضع يديها على أحشائها
– ابني.. ابني
أجابها الطبيب بإبتسامة
– متخافيش ابنك كويس.. بس عايز أحتياطات عشان يجي بالسلامة.. وبعدين الموضوع فيه شبه جنائية ولازم تبلغي، كان ممكن تفقدي الولد
مسحت دموعها ثم أردفت:
– يعني هو كويس يادكتور.. لسة عايش
أومأ برأسه وأجابها
– لحد دلوقتي هو كويس، لكن لازم تخافي عشان وضعه محرج وخطر
رفعت بصرها إليه وأردفت بصوتا متعب حاولت إخراجه بصعوبة
– لو سمحت يادكتور عايزة منك خدمة.. هو مش خدمة اد ماهو أنقاذ روح.. لو حد سألك عن الجنين قولهم فقدناه لو سمحت
– بس دا ضد إخلاقي المهني
انسدلت دموعها بغزارة وأكملت
– لو عرفوا أنه عايش هيجوا يموتوه.. لو سمحت
أومأ الطبيب برأسه وتحرك للخارج
خرجت من ذكرياتها عندما رجع باسم مرة أخرى ودلف يصرخ بوجهها
– أنتِ لسة قاعدة بتعملي إيه.. جذبها بقوة وألقاها خارج الغرفة حتى سقطت على الارضية متأوهة بأنين ورغم جفائه إلا أنينها سحب أنفاسه وروحه بالكامل
ضغط على قبضته بقوة عندما رأى دموعها التي انسدلت كالشلال.. أستدار وتحدث
– قرفت من الأوضة اللي مليتي ريحتك بيها..
صاح بصوتا مرتفع على العاملة وتحدث بغضب
– غيري فرش الاوضة كله وامسحيها وطهريها كمان..أصلها فيها عدوة مؤذية
ضمت حياة أحشائها متألمة ووقفت بهدوء تتراجع بخطواتها للخلف..وصوت شهقاتها عبأ المكان بعدما استمعت لصراخاته وكلماته التي شقت قلبها بعنف
هبطت للأسفل بسيقان تكاد تحملنها بصعوبة حتى جلست أمام الملحق الخاص بفيروز
كانت فيروز تستمع لموسيقى هادئة رفعت هاتفها وخطرت على بالها فكرة.. قامت بإرسال رسالة لجاسر:
– جاسر أنا جعانة أوي.. وباسم متخانق مع حياة فانا هنزل مطعم قريب من هنا عشان اشتري بيتزا.. ممكن تخلي حد من الحرس يرافقني.. أنا خايفة من أسامة ومدحت ليكونوا لسة بيراقبونا
كان جاسر متمددا على فراشه يضع يديه تحت عنقه وينظر بشرود لسقف الغرفة يتذكر لقائتهم
فلاش باك
خرجت من الجامعة كان ينتظرها بالخارج..تفاجأت بوجوده… اسرعت إليه ثم توقفت أمامه:
-جيت إمتى؟
-انت هنا من زمان؟
ابتسم بخفوت ينظر إليها بإشتياق
عملتي ايه في الامتحان؟
– تقدر تقولي كدا مبروك الأمتياز السنادي كمان.. لسة سنة وان شاء الله اتعين معيدة في الجامعة
دنى خطوة منها عندما وجد خصلاتها تجمع بجانب واحد على كتفها ويظهر عنقها بشكل فياض للناظرين
رفع كفيه يفرد خصلاتها وهو يردف بغضب
– مش قولنا هنتحجب ليه الشعر المفرود والرقبة الباينة دي
وضعت يديها بخصرها كالأطفال
– هو انت اشتريت حجاب وانا قولت لا.. وبعدين انا قولتلك سبني براحتي..
نظرت لمقلتيها وأردفت
– وبعدين أنا حرة ياحضرة الضابط.. رقبتي تبان.. شعري يبان انا حرة.. دي حاجاتي وأنا حرة فيها
تصاعد غضبه حتى اسودت عيناه ولكنه تحكم بنفسه بصعوبه حتى لا يصفعها فأردف بهدوء رغم دقات قلبه العنيفة التي تكاد تخرج من صدره من طلتها
– فيرووووز.. قالها كزا على أسنانه
ثم امسك ذراعها بقوة يفتح باب السيارة عندما وجد نظرات بعض الشباب إليها
– ادخلي العربية حسابنا بعدين
شهقت بذعر من حركاته التي لأول مرة يفعلها ويقترب ويلمس ذراعها
جلس بجوارها بالسيارة وهو يراقب بأعين تخترق ملابسها بالكامل
كانت ترتدي كنزة باللون الأرجواني مع بنطال واسع بعض الشي وتترك خصلاتها الشقراء تنسدل على ظهرها
ضيقت عيناها من نظراته ثم رفعت أناملها أمام وجهه عندما وجدت شروده بها
– جاسر بتبص لي كدا ليه
تراجع للخلف سريعا حينما صارت دقاته تتقاذف بعنف داخل قفصه الصدري فيما انسحبت أنفاسه
هز رأسه عندما لم يستطع على الحديث بسبب مافعلته تلك الصغيرة من بعثرة مشاعره بالكامل
قام بتشغيل محرك السيارة ولكن هناك شعور استحوز عليه بضمها لصدره عله يشبع روحه ويوقف دقاته العنيفة التي تطالبه بضمها… لم ترحم هيئته فيروزه وتبعثره بالكامل فأردفت
– لو فضلت ساكت ومضايق مني كدا.. أنا همشي ومعنتش هتشوف وشي تاني.. أنا عارفة أني ضيقتك كتير.. وبقيت عبأ عليك وعمال تضايق من لبسي..انا خلاص فيه واحدة صاحبتي عايشة لوحدها، أهلها مسافرين.. ممكن اروح اقعد معاها.. وكدا كتر خيرك اوي وكمان ممكن لو عايز
لم يدعها تكمل حديثها عندما صرخ وأردف:
– مقدرش أخليكي تبعدي عني ولا دقيقة بعد كدا…. ثم أردف ماجعل قلبها كفراشة
– فيروز أنا بحبك.. وبحبك اوي كمان، استني فرح غنى وبيجاد يعدي وهطلب من بابا نتجوز
ابتسمت من بين دموعها فأردفت
– تعرف النهارده أحسن يوم في حياتي ياجاسر.. لكن قبل اي حاجة فيه موضوع لازم تعرفه
وضع يديه أمام وجهها
– مش عايز اسمع حاجة خالص النهارده.. انا اللي هتكلم، ايه رأيك نروح الملاهي.. عارف انك بتحبي الملاهي أوي
قاطع شروده عندما استمع لطرقات على باب الغرفة
– تعالي ياحبيبتي واقفة كدا ليه
دلفت غزل تنظر على غرفته بإهتمام ثم اردفت مبتسمة
– تصدق اللون كدا أحسن.. انا معرفش الأسود والرصاصي انت وباباك بتعشقهم ليه… حلو اللون السماوي دا
نهض ثم امسك يديها يقبلها
– امي حبيبة قلبي اللي دايما بتحب اختيارتي
لكزته غزل بكتفه وتحدثت
– بقيت بكاش ياحضرة الضابط.. المهم فيه موضوع عايزة اكلمك فيه
قاطع حديثهما العاملة
– حضرة اللوا مستني حضرة الظابط في مكتبه عايزه ضروري
توقفت غزل تمسد على خصلاته ثم أردفت
– روح شوف بابا عايز إيه وبعدين نتكلم
أومأ برأسه وتحرك للأسفل
❈-❈-❈
وصل جاسر عند جواد
جلس جاسر أمام جواد
– سامع حضرتك يابابا..دلف صهيب في هذه الأثناء
رفع جواد نظره لجاسر وأردف
– الموضوع دا ماليش دعوة بيه ياجاسر،الموضوع يخص عمك صهيب..خرجوني منه
ضيق جاسر عيناه وتسائل: عمو صهيب؟
جلس صهيب بمقابلته وتحدث
– بتحب عمك صهيب أد ايه ياجاسر
قطب مابين حاجبه وتحدث:
– ايه اللي بتقوله دا ياعمو.. بحبك زي بابا طبعا، مفيش فرق بينكم
هز رأسه موافقا وتحدث مستطردا
– وأنا كمان بحبك زي عز وفارس ربنا يعلم مابفرقش بينكم
ابتسم جاسر بمحبة وتسائل
– هو إيه الموضوع بالضبط ياعمو؟
– عايزك تتجوز جنى ياجاسر لو بتحب عمك صهيب فعلا
قهقه جاسر بقوة حتى تلألأ الدمع بعيناه ثم رفع نظره لصهيب وتحدث:
– دا إيه الهزار اللي يوجع البطن دا
كان جواد جالسا يتابع ابنه بصمت.. اعتصر قلبه على لمحة الحزن الذي رآها بعينيه
توقف صهيب يضع يديه بجيب بنطاله وهو ينظر للنافذة
– للأسف يابن أخويا دي حقيقة مش هزار
رفع جاسر بصره لوالده سريعا وأشار على عمه
– ايه اللي عمه بيقوله دا يابابا.. يجد عايزني اتجوز مين جنى اللي بعتبرها اختي زي غنى وربى
وصل صهيب يقف أمامه وأردف غاضبا
– جنى مش اختك ياجاسر.. ولا هي زي غنى وربى.. مكنش عز اتجوز ربى مش كدا ولا ايه يابن اخويا
جحظ جاسر عيناه وأردف
– لا والمصحف دا مش هزار دا حق..
نهض ووقف أمام عمه وهو ينظر لوالده ثم تحدث بهدوء رغم نيرانه التي بدأت تاكل احشائه
– مين قالك إني عايز اتجوز.. سواء جنى ولا غيرها
وضع يديه على صدره وتحدث
– قلبي مش ملكي.. يعني جاي لشخص الغلط.. وقبل اي حاجة ياعمو عايز اقولك
– اللي قدامك دا واحد مدبوح بسكينة باردة متخلهوش يوجع اقرب شخص لقلبه
جنى متستهلش مني كدا
تعالت انفاسه واكمل
– وبعدين كلنا عارفين ارتباط جواد بجنى.. إزاي عايزني اتجوزها
صرخ صهيب وأردف
– وأنا مستحيل اوافق عليه.. ومفيش حد هيتجوز جنى غيرك ياجاسر يااما تنسى أن ليك عم اسمه صهيب
شهقة خرجت من جاسر عندما وجد إصرار عمه.. رفع بصره لوالده واشار
– شايف حضرتك ساكت.. ايه يابابا.. هو احنا عرايس بتحركوه ولا إيه.. من امتى وفي ضغط في الجواز منكم.. ولا يكونش دي لعبة عشان ابعد عن فيروز
بدا على وجهه الحزن الشديد.. تحرك يقف امام والده وتفاقم الغضب وكفهر وجهه كاظم نيران قلبه ثم تحدث بهدوء
– أنا بحب فيروز ومستحيل ارتبط بأي بنت تانية يابابا.. ياريت تحترم رغبتي، ولا مستعد اقهر قلب ابن عمي على حبيبته.. دا كانه حاسس ومش طايقني من قبلها.. طيب لما يعرف بكلامكم دا
– جاااااسر.. صاح بها صهيب بغضب وتحدث
– مفيش حد هيتجوز جنى غيرك.. ومفيش كلام بعد كدا.. ياإما توافق ياإما
عقد جاسر ذراعه امام صدره
– ياإما أنسى ان ليا عم.. صح ياعمو.. قالها جاسر
نصب جواد عوده وقف امام صهيب وتحدث
– سبني مع جاسر شوية ياصهيب.. وحاضر هيعمل اللي انت عايزه.. ماهو جاسر مستحيل يزعل عمه.. مش كدا ياجاسر
اردف بها جواد بمغذى ينظر لجاسر
اومأ جاسر رأسه بموافقة ثم تحدث
– حاضر يابابا.. هسمع حضرتك
جلس جاسر بجوار والده بعد تحرك صهيب وخروجه من الغرفة
– اسمعني كويس وأعمل زي مابقولك عشان منخسرش عمك ولا نخسر عمتك تمام
مسح جاسر على وجهه بعنف وأردف
– اعمل أي حاجة إلا الجواز يابابا
صاح جواد بغضب وتحدث قائلا:
– اتهد يلآ واقعد واسمع مني.. واوعى تفكر اني هوافق على البنت اللي كسراك كدا.. مش عايز ازعلك ياجاسر.. انا بتعامل معاك كأخ.. متخلنيش أقلب عليك
عند حازم ومليكة
حمحم جواد ونظر لوالده
– بابا عايزك تروح لخالوا صهيب وتطلب أيد جنى.. وإن شاء الله عايز كتب كتاب ودخلة على طول
ابتسمت مليكة بحب لأبنها:
– أخيرا ياحبيبي هتفرحني.. ربنا يسعدك ويكمل فرحتك على خير
أما حازم الذي كان ينظر لأبنه بصمت.. ثم زفر بحزن وتحدث
– تفتكر صهيب هيوافق بعد اللي عرفه ياجواد
ضيقت مليكة عيناها وتسائلت
– وصهيب يرفض ليه.. بدل جنى اتفهمت الموضوع وموافقة.. أنت مكنتش شايفهم في الفرح عاملين ازاي
نهض حازم وتوقف أمام ابنه متحدثا
– أنا لو مكانه هرفض.. بقولك كدا عشان متتصدمش لو رفض.. قالها ثم تحرك من أمامه..
اتجهت مليكة بنظرها لأبنها
– خلص اكلك وهنروح لخالك صهيب نطلب ايد جنى.. ومتخافش هعمل اللي اقدر عليه عشان اسعدك ياحبيبي.. المهم ياجواد تكون بتحبها فعلا مش واخدها كمسكن ياحبيبي
رفع يديها وقبلها وتحدث
– تسلميلي ياست الكل.. انا بحبها اوي ياماما حقيقي.. وعرفت اهميتها بعد مابعدت
عند ريان ونغم
كان يجوب الغرفة ذهابا وإيابا والخوف يتأكل احشائه
– ابنك هيقوم القيامة يانغم.. أنا مش عارف هعمل
ربتت نغم على ظهره واردفت بهدوء رغم علمها بعصبية بيجاد عندما يغضب
– إن شاء الله مش هيحصل حاجة ياريان.. الامور هتعدي على خير.. بس اللي مضيقني ليه غنى تعمل كدا.. يعني بعد حبه دا كله يكون دا جزاته
توقف ريان ينظر إليها بصدمة ثم أردف
– طيب حطي نفسك مكانها يانغم.. ايه هيكون ردك.. دا أنا اللي أبوه هتجنن لما عرفت ولولا خوفي من الصحافة والشوشرة كنت رميت البنت وابنها برة.. بس برجع أقول حفيدي برضو
❈-❈-❈
قبل قليل دلف بيجاد لمنزله يبحث عن زوجته .. ولكنه لم يجدها.. صعد لغرفته يبحث عنها عندما وجد المنزل فارغا من العمال.. ولكنها غير موجودة
وجد هاتفها يوضع آمام مرآة زينتها.. امسك الهاتف يقلب به ولكنه صدم عندما وجدها تترك له رسالة فيديو
– تجلس غنى بشرفتها تضع هاتفها امامها تسجل له رسالة
– بيجو حبيبي شوفت المنظر من هنا حلو اوي حبيت اودعك منه… بدا على وجهها الحزن الشديد الذي قاسمته وديان من دموعها تشق وجنتيها وهي تتحدث
– قبل اي حاجة عايزة اقولك اني بحبك اوي فوق ماتتصور.. عارفة كلامي هيوجع قلبك حبيبي.. بس قبل الحب فيه حاجات كتير وهو اكتمال الأرواح.. انا للاسف محستش بإكتمال روحي معاك.. شوفتك تستاهل حد احسن مني حبيبي.. اولا انت تستاهل تكون اسرة.. مش ذنبك تربط حياتك بواحدة ناقصة.. مش ذنبك تتحرم من الأبوة.. زي مش ذنب ابنك يعيش كيتيم وانت موجود.. على فكرة حبيبي انا عملت التحليل في كذا معمل والولد ابنك يابيجاد.. وقبل ماتتكلم الموضوع مش موضوع ثقة ابدا حبيبي.. انا بثق فيك
اشاحت بوجهها وشعور العجز والضعف سيطر عليها فتسللت عبراتها المتقطرة على وجهها
– انا مأخدتش القرار دا غير، بعد ماحسيت إني مش سعيدة معاك.. بيجاد عيش حياتك لأسرتك.. خد ابنك في حضنك واتجوز تاليا.. على فكرة هي بتحبك اوي
اطلقت زفرة حادة من أعماق قلبها علها تخفف من ألم قلبها
– وقت ماتحب تتطلقني طلقني.. وبلاش علاقة اوس وياسمينا تتأثر بعلاقتنا
ماتحاولش تدور عليا يابيجاد لو سمحت.. احنا اتقابلنا صدفة.. واتجوزنا صدفة.. وبرضو نهيت علاقتنا بالصدفة
ودلوقتي انا اتحررت من غنى بيجاد.. ورجعت لأصلى غنى جواد الألفي
ترنح بخطوة وهو يهز رأسه بعنف وأعين جاحظة وشفتين فاغرتين مصعوقا مما استمع إليه.. كان حجرا ثقيلا ارتطمه بعنف فاصاب صدره ونزف قلبه وللحظة توقف الزمن وثبت دوران الأرض تحت قدميه
صدمة جارفة ابتلعته كالطوفان.. وبدأ قلبه يصفعه بقوة وگان كلماتها كنيزك سقط على رأسه في ليل دامس الحلكة بلا قمر.. مما ادى لتناثر جسده لأشلاء متفرقة
هز رأسه كالمعتوه وكل ماشعر به انفاسه المرتفعة وانسحاب روحه تمنى لو انه كابوسا وسيفيق منه بعد لحظات ولكن صوتها.. ورائحتها التي سلبت من غرفتهما بجبروتها.. جعلت تنفسه ثقيلا
تحرك بخطوات مهرولة للخارج كأنه فارس سينقض على كل من سيقابله ويفصل عنقه عن جسده بسبب نيرانه التي تشعل صدره وتحول عيناه لونا أحمر بلون الجحيم
بعد فترة بالقاهرة على مائدة الطعام
دلف بيجاد كالثور الهائج.. وتوقف أمام جواد
– فين مراتي ياعمو جواد
قطع جواد قطع اللحم بالسكين وقام بغرسها بالشوكة ووضعها بفمه وبدأ يلوكها بهدوء كأنه لم يستمع لشيئا
رفع جاسر نظره لوالده وتسائل
– هو ايه اللي بيحصل.. وبيجاد بيسألنا على غنى ليه؟
رفع جواد قطعة اللحم أمام غزل التي كانت تنظر لبيجاد بقلبا منفطر على هيئته المبعثره قاطع تأملها له حديث جواد
– أنا مش قولت يبقى سوي اللحمة كويس ياغزل
لكم بيجاد المائدة بعنف.. ثم سحب المفرش بقوة حتى ثناثر الطعام بكل مكان على الأرضية واتجه لجواد يصيح بصوتا عاصف
– مرااااااااتي فيييييين
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية تمرد عاشق الجزء الثاني)